Uncategorized

رواية ملاك السيف الفصل الثاني 2 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf


الفصل الثاني
كانت ملك مستلقية على السرير وبجوارها إسراء محتضنة إياها تملس على شعرها برفق تبُث لها الأمان و الاطمئنان هى على هذا الحال منذ أن أوصلها سيف إلى المنزل وغادر

جاءت تبتعد عنها من أجل أن تبدل ثيابها لكن إسراء أمسكت يديها بعد أن شعرت بحركتها وأنها ستتركها نائمة وحدها

_ لا نامي جنبي انهاردة بس .. انا خايفة مش تسيبيني وتنامي في اوضتك خليكي معايا انهاردة

شعرت ملك بخوفها كثير وارتجاف جسدها ..
ملست على يديها برفق وهيا تنظر إلى عينيها

_ هروح اغير هدومى وهاجي بسرعة مش هتأخر تمام
_هاجي معاكي
اردفت ذلك وهي تتشبث بها لتقابلها ملك بابتسامة ..
_ تمام

ذهبت ملك لتبديل ثيابها بثياب مريحة من أجل النوم …

******☆******

وصل سيف إلى منزله عند منتصف الليل
شعر بالوحدة الذي يمتلكها يعيش في منزله وحيدًا توفي والداه منذ تسع سنوات كان عمره وقتها عشرون عامًا توفي معًا في سنة واحدة .. سنة من سنوات حياتة كانت الأصعب على الاطلاق .. توفي والده في سكته قلبي كان مريض القلب تبعته والدته حزنًا علي فراق محبوبها ..
برغم أن الزواج لم يكن عن قصة حب إلا أنهم أحبا بعضهم البعض بشدة ..
ليبدأ ببناء نفسه من الصفر حتى بني شركة صغيرة ..
بعد مدة طويلة من الاشتياق لهم والتفكير في بعض الذكريات الماضية
أخذ حمام دافئ يهدئ جسده المرهق بعد مدة طويلة من القيادة
كان يرغب في الصعود معها ولكن تذكر عدم تواجد أحد معها سوى إسراء ولا يمكن وجوده في ذلك الوقت
كان يرغب أن يسمع صوت معذبتة لكن طال انتظاره بأن تحدثه مثل كل يوم ولكنها لم تحدثه فلم يرغب في أن يضايقها وهوا يعلم بأنها لم تستطيع بسبب اسراء
ف إسراء عندما يمتلكها الخوف لا تترك ملك أبدا و ملك لا تتركها
ذهب في سبات عميق بعد أن نام على ظهره من شدة التعب

******☆******

عند امنية .
كانت جالسة تبكي في أحضان تلك السيدة الطيبة التي في عقدها السادس وتسمى هند
بعد أن ذهب ماجد سمعت صوت الباب يطرق لم تكن لتفتح لاحد فهى لا تريد أن ترى وجه احد ولن سمعت صوتها فقامت لها ووجدتها أمامها لتدخلها في منزلها وحثتها هند على الحديث فقد سمعت صوتها بعدما جاءت من الخارج كانت تزور قبر زوجها الراحل منذ زمن طويل تذهب له بين الحين والآخر لا تقدر على السير لان أرجلها لا تقدر على حملها لفترة طويلة ولا تقدر على السير عليها وايضا رأت ماجد ينزل من على الدرج بملامح متجهمة ففهمت انه حدث خلاف بينهم
بدأت تشكو لها حالها و إلى الحالة التي وصلت به علاقتهم فلا يوجد أحد لديها لتشكو له سواها وايضًا فهي أكبرها عمرًا وتفهم الحياة أكثر منها.
وكانت هند تملس على شعرها الأسود الذي يغلبه بعض الشعيرات البيضاء من الألم التي مرت عليها لتطمأنها ..
بعد أن انتهت وهدأت كانت في حيرة من أمره .. لا تعلم ماذا تفعل .. لا تعلم كيف ستكون حياتهم القادمة .. لا تضمن رجوعه لها .. لا يوجد أي شيء يدل على الندم منه .. لا تعلم لما بعد عنها .. لا تعلم أي شيء .. وكيف تعلم وهو لا يخبرها بأي شيء ..
لكن هند بدأت بالحديث معها حتى لا تتركها في حيرتها ..

_بصي يا امنية انتي دلوقتي مش عارفه هو بيعمل كل دا ليه .
والعلاقة ما بينكم مش زي الاول صح ولا لا

اومأت امنية رأسها على حديثها وخرجت من أحضانها وجلست مقابلة لها تحرك اصابعها بين الحين والأخر ..
أكملت هند الحديث .

عندنا احتمالات كتيرة هنقول منهم انهاردة واحدة كفاية ونشوف الموضوع هيبقى فعلا ولا لا ولو مش كدا نكمل على الباقي …
أول حاجه هوا بيمر بفترة متلخبطة شوية ازاي يعني متلخبطه وتخليه يعمل كدا ويبعد عن الأولاد مهما كان دول من لحمُه ودمُه
بصي يا ستي جوزك ماجد عنده كام سنة

رفعت امنية يديها بالعدد ثلاثة وثلاثون فهي لا تقدر على الحديث بعد ..

فهمت هند ذلك ولم تُمانع فهي تمر بفترة عصبيه وقد صدمت عندما علمت بعدم فعلها شيء ومرور فترة على ذلك ..
كانت دائما تشعر بوجود خطب ما ولكنها لا تحب أن تدخل في حياتها إلا إذا حدثتها هيا ..

_تلاتة وتلاتين يعني متجوزين من ست سنين لأن ريتال عندها خمس سنين مش كدا ولا ايه

امنية وهي تهز رأسها علامة على رفضها .
وأشارت بيدها برقم ثمانية

_ يعني فضلتو سنتين عقبال ما جبتو ريتال .
تمام نكمل كلامنا يعني متجوزين وهوا عنده خمسه وعشرين سنة كان شاب وقتها.
بصي يا بنتي الفترة المتلخبطة اللي بيمر بيها أنه كان وقت ما اتجوزك مفكر أن المسؤولية سهلة والحياة عادي ومش كان في اعتبار أنه هيلاقى صعوبات زي كدا .
كان مفكر أنه هيعيش حياة سهلة هوا اللي اخترعها مش هيشوف صعوبات .
عارفه زي المطبات بالظبط أوقات تكون كبيرة وأوقات صغيرة وحتى الصغيرة بتكون صعبة مش سهلة هيا كدا الحياة .
الحياة مش سهلة زي ما معظم الناس مفكرة الحياة تجارب وأداء ويابخت اللي قدر وكمل ووقف على رجليه ومش استسلم زي اللي بعد ومقدرش يكمل وفضل على عتاب الماضي لانه مش قادر يكمل خالص شخصية ضعيفه خسرت ومش عندها هدف ولا حاجة ..
بس بعدين بيجي يفكر ايه اللي منعه وقتها ليه مش قدر يكمل ولا يواجه .. ليه استسلم بكل سهوله .. ويفضل يأنب نفسه .. بس الندم مش هينفعه في حاجة خالص .. لان كان قدامه فرصه وهو مش قدر يستخدمها صح زي اللس قدر يستخدمها بكل إتقان ..
وماجد كان وقتها شاب طايش يابنتي .
انا ابني اتجوز وهو عنده ثمانية وعشرين سنة وكان اوحش من كده ولولا حب مراتو ليه مكنتش كملت معاه وفعلا رجع ليها ندمان وأحسن من الأول واهو دلوقتي رميني انا محدش فيهم بيسئل عليا
إذا كنت مت مش هيعرف معاه مش بشوفهم غير فين وفين بيجو ليا بالسنة مرة دا لو جوم حتي ..

حادثتها بكل عقل .. عقل سيدة مرت بجميع مراحل الحياة ورأت المشاكل كلها .
عقل سيدة مر عليها فراق الاحبة .. زوجها ، وأولادها ..
عقل سيدة تتمنى رؤية أولادها الذين بعدوا عنها لمشاغل الحياة ..
تتمنى رؤيتهم قبل صعود روحها إلى خالقها .
عقل أم تعتبرها كابنتها أو أكثر من ذلك ف ابنتها لا تسأل عنها إلا نادرًا
عقل سيدة غلب عليها الهم والحزن والألم و امتلاء وجهها بالتجاعيد
حاولت هند التماسك بقدر المستطاع ولكنها لم تقدر لتذرف الدموع على حالها التي اوصلها اولادها بها .
هي التي تعبت في تربية أولادها وكانت تسهر الليالي من أجلهم تظل بجانبهم في تعبهم
تحاول إسعادهم بكل الطرق .. كانت خير الأم لهم .. كانت تشقي من أجل سعادتهم من أجل ارضائهم ..
كانت تراهم أجمل شيء حصلت عليه ولكنهم قابلوها بكل جفاء ..
لكنها تصبر نفسها بأنهم سعداء في حياتهم فكل ما يهمها هوا سعادتهم حتى وإن كان على سعادتها وبرغم كل ذلك برغم ما راته منهم .. لم تدعوا عليهم يومًا .. لم تغضب عليهم ..
بل انا تدعوا لهم بالهداية والقاء العاجل ..

أما أمنية كانت في حيرة من أمره اتشفق على حالها أم على حال تلك السيدة الطيبة لا تعلم لكن كل ما تعلمه أنهم مشتاقون لهم حتى وإن لم يكن الأسباب متشابهة ولكن يوجد اشتياق عندهم .

امنية وهيا تحادثها بصوت بالكاد يخرج منها وهي لم تستطع أن تسمعها فقربت رأسها منها لتسمع حديثها فهي لم تعد تلك التي كانت تسمع صوت دبة النمل كما يقولون
_يا امي ربنا اكيد هيعوضك وإن شاء الله هيجو ليكي قريب .. وهيطلبوا منك السماح مش تقلاقي خالص ..
ربنا عارف انك صبرني كتير إن شاء اللة هيعوضك ..

_ معاكي حق هقوم انا دلوقتي يابنتي
اروح انام الوقت أتأخر وجسمي متكسر من المشوار عاوزة اريحة شوية ..

ساعدتها امنية حتى اوصلتها إلى سريرها في منزلها وأغلقت الباب عليها لتذهب إلى منزلها مرة أخرى وذهبت في سبات عميق محتضنة بناتها بقوة وكأنها تخشى إبعادهم عنها ..

******☆******

كان ماجد جالسا مهموما يؤنب نفسه على ما يحدث معهم لا يعلم ماذا يفعل في حيرة من أمره
هوا على هذا الحال منذ زمن لكنه لم يقدر على النسيان ولا يقدر على المواجهة
لا يعلم ماذا يفعل من جهة هي ومن جهة أخرى والدته . يرضي من منهم ؟؟
ليظل على ذلك الحال حتى غلبه النعاس وهو في مكتبة ..

******☆******

عند ملك .
بعد أن تبدلت ثيابها وأدت فرضها أصبحت الساعة الثانية صباحًا جلبت هاتفها وجاءت تحادث سيف .
وجدت هاتفه مغلق .

_ياربي مش يكون اتضايق اني مش اتصلت عليه
بس اكيد فاهم اني كنت مع اسراء ومش عارفه اكلموا .. اه اكيد .

كان تحادث نفسها هكذا وتطمئن نفسها على ذلك.
استلقت بجوار إسراء وتأخذها في أحضانها لتذهب في سبات عميق بعدها .

******☆******

في الصباح الباكر جرس الباب يرن بقوة وكأنه يحترق
كأن الطارق يرغب بالدخول بشدة وعلى كره من الانتظار
استيقظت ملك بفزع من حدوث مكروه لأحد لتقف بسرعة كبيرة ترى من الطارق الذي جاء فى وقت باكر جدًا وقلبها ينبض خوفا من القادم ..
لحقت إسراء بها التي استيقظت بعدها فمن الذي سيطرق الباب هكذا في مثل ذلك الوقت فالساعة السابعة صباحًا
ولم يأخذ أي منهم الراحة في النوم بعد
فتحت الباب بعد أن أدارت المفتاح المرصد لتقف بصدمة هيا و إسراء يتبادلون النظرات مع بعضهم البعض لتلك القابعة أمامهم
_ إنتي ..
ضحكت الأخرى بسعادة وهي تفتح يديها لهم ..
_ آه أنا

صاحت إسراء بسعادة وقفزت عليها محيطها بارجلها فهي نحيلة خفيفة الوزن وهي تقبل وجهها بسعادة
_ وحشتيني اوي اوي اوي اوي يا ماما

احتضنتها عبير بحب فقد اشتاقت لصغيرتها الجميلة بعد غياب أيام عنها..
كانت ترغب يأخذها معها لكن بسبب انشغالها بالدراسة لم تستطع أن تأخذها معها وايضا ظلت ملك معها لكي لا تتركها وحدها رغم أنها أختها الغير شقيقة الا انها تعاملها احسن معاملة..

أفاقت ملك من صدمتها على احتضان عبير لها بحب بعد أن أنزلت إسراء من أحضانها ..
_ مش وحشتك ولا ايه؟

أحاتطها ملك بكل سعادة فهي من ربتها بعد وفاة والدتها وهي في عمرها الثالث ..
تعبت في رعايتها وكانت الأم المثالية لها حتى وإن لم تكن ابنة بطنها كما يقولون ..
يكفي انها لم تعاملها معاملة مشينة مثل باقي زوجات الأباء..
الذين ينهالون عليهم بالضرب الشديد .
ويقسون عليهم بشدة .
بل إنها كانت تعاملت بكل صبر وبكل إخلاص تحدثها بعقلانية كما تحادث أولادها لتفيدهم في حياتهم وكانت تستمع لها بكل إخلاص.
فإذا كانت والدتها لم تكن لتعاملها تلك المعاملة أبدًا
كانو يتركونهم جائعين على لحم بطونهم لا يعطون سوى القلة.
بعض اللقيمات الصغيرة . بالكاد تسد جوعهم.
وعندما يرضون عنهم يعطونهم وجبه فائقة الجمال يفرحون بها بشدة فهي تسد جوعهم وقتها ولكنها لا تسوي شيء ابداء فهي تحتوي على شوربة العدس وبها بعض عظام الغير شاملة على اللحم.
فلم تتركها جائعة يومًا ما بل انا كانت تطعمها بكلتا يديها .
لم تجعلها تنام على الأرضية الصلبة فينكسر عظام جسدها من إصابتها وتتجمد من البرد لعدم سترها شيء غير ثيابها
خصصت لها غرفة لوحدها غرفة لفتاة بها جميع المجالات التي تمام بها اي فتاة صغيرة بها جميع الالعاب الخاصة لها لم تترك بها شيء إلا وجلبته لها
ألبستها افضل الثياب واجملهم ولم تقدم لها المهترئ لا يصلح للبس حتى .
بالكاد يستر أجساد الأطفال وقتها .
لم تجعلها تسرق أحد بل علمتها الصواب من الخطأ .
بل أنها عاملتها أحسن معاملة لم تعامل اسراء مثلها.
لم تشكوها لوالدها يومًا فلم تتبلى عليها بالباطل مثلهم .
برغم ان والدها قد توفي عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها إلا أنها عاملتها أفضل من ذلك .

_وحشتيني جدًا يا ماما والله وحشتيني اوي البيت وحش من غيرك والله .

_طب ما تقولي انك مش قادرة على بعادي احسن

_احم احم ايوه يا فندم

ابتعدت ملك عنها لتنظر إلي الباب باستغراب وحيرة
_ آمال يوسف فين هوا وحنين مش جم معاكي ولا ايه
مش المفروض يكون معاكي..
انتو مش كنت مع بعض ؟؟و لا هوا سابك ومشي.. مش طلع عشان اشوفه ليه ها. ليه

حزنت إسراء من عدم صعوده ليراهم ..
_ ايوة مش طلع ليه يا ماما انا زعلانة منو بجد يعني مش يطلع يشوفني هو وحشني جدا ثم أضافت بغضب وهي تضغط علي يديها ولا الهانم مراته احسن مني ها احسن مني ماشي يا بتاع حنين ماشي

ارتفعت ضحكات عبير في أرجاء المكان
على حديثهم تعلم بأنهم يحبون يوسف كثيرًا فهو ليس الأخ لهم فقط بل إنه اباهم وصديقهم وكل حياتهم .
والمثل الأعلي عند إسراء فعندما كان في مقتبل العشرينيات كان يسهر الليالي بجانبها ولا يطرقها في تعبها كان يأخذ دور الأم حينها.
بينما كانت عبير في تلك الفترة طريحة الفراش بسبب حزنها على فراق زوجها .
كانت ملك برقتها دائمًا يونسون بعضهم البعض لفراقة وبعادة عنهم ويحاولون الاستمرار في الحياة بدون وربما كان ذلك سببًا في زيادة العلاقة بينهما وتقويتها أكثر
ولم يكن يوسف احسن حالًا منهم ولكنه كان عليه الصمود من أجلهم فهو الدرع الحامي لهم بعد وفاة والدهم .
كانت اصعب الأوقات التي مرت عليهم في حياتهم

كانت ملك وإسراء يتطلعون إليها بغضب فهي تضحك عليهم شاورت ملك برأسها لاسراء لتغلق الباب وتعود مرة أخري بينما توقفت عبير عن الضحك وقالت بجدية زائفة
_كدة عيب يا بنات مش ينفع كدا يوسف دلوقتي واحد متجوز و عنده مسؤوليات لازماه ومش تنسو إن مراته ..

لم تقدر على الصمود والاستمرار بها بسبب نظراتهم لتدخل في نوبة من القهقهات العالية

لتأخذها ملك من يديها وتجلسها على الكرسي فهي بالتأكيد قد

أرهقت من المشوار وتجلس بجوارها بينما اسراء ذهبت إلى غرفتها تتجهز من أجل الذهاب إلى المدرسة ..

☆☆♡☆☆

كانت هند نائمة أنفاسُها تتسارع بشدة ..
لا تقدر على الانتظام بها..
وحبات العرق تتصبب منها لتغرق جبينها حتى وصلت إلى ثيابُها ..
وكأنها تتسارع مع أحدهم في شيء ما ..
أم أنه حدث مكروه لأحد ؟..
أم أنها تفارق الحياة؟
لا أحد يعلم ..

☆☆ يتبع ☆





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى