Uncategorized

رواية ملاك السيف الفصل السابع 7 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf


كانت عبير جالسة على الارضية أمام النافذة فاتحه تلك الشبابيك على مصاريعها ليستدل ضوء غروب الشمس فى المكان معطيًا منظرًا جذابًا و بيديها كتاب الله تعالى تقرأ آيات القرآن الكريم بكل خشوع مرتدية حجابُها و نظارتها الطبية المخصصة للقراءة لينتشلها من ذلك صوت طرقات الباب لتصدق و تغلق المصحف بعد أن وضعت علامة على الصفحة التي وصلت إليها حتى لا تنسى وبعد أن انتهت من قراءة الآية كاملة لأن هذا هو الأصح فعله عندما ننتهي من قراءة القرآن علينا الوقوف عند نهاية الآية …

وقفت من مجلسها ووضعت المصحف بمكانه المخصص على الطاولة الصغيرة بجوار الفراش الخاص بها …

لكن طرقات الباب قد ازدادت وتتتبع وراء بعضها البعض لتبدأ بالقلق بشدة
_ استرها من عندك يارب لا اله الا الله جيب العواقب سليمة يارب

أحدث مكروه لأحد ما ولكن لا يوجد لديها أحد بالخارج غير إسراء … شهقت بفزع ابنتها وفلذة كبدها هل حدث مكروه لها .. خرجت بسرعة من الغرفة حتى وصلت إلى الباب لتراه مفتوح على مصارعه اقتربت منه حتى وجدت ملك واقفة ويدها على جرس الباب لتاخذ أنفاسها برفق فقد تيقنت أن ابنتها الأولى الحمقاء هى من تفعل ذلك

أما ملك سمعت صوت باب أحد ما يفتح أبعدت يديها عن الجرس وظلت تنتظر حتى ترى من الذى استيقظ ..
ابتلعت ريقها بخوف لما رأتها والدتها وكانت تطلع إليها هكذا …

نظرت عبير إليها بغضب فكانت ستوقع قلبها بشدة خوفًا من حدوث مكروه لأحد ..
_ ايه يا ملك الغباء ده .. ينفع كده توقعي قلبي كده ليه يا بنتي حرام .. معنتيش تعملي كده تاني انتي فاهمه ؟

حزنت ملك بشدة فهي لم تقصد أن تقلقها
_ أنا اسفة مكنش قصدي والله .. كنت عاوزة اصحيكم بس مش اكتر ..

مازال الغضب متمكن من عبير
_ بردو كنتي تتفضلي تخبطي على باب الاوضه .. في حاجة اسمها باب نخبط عليه .. في حاجة اسمها تلفون مع الواحد يتصل على حد كنتي تتصلي تصحينا ..

وعند ذكرها الهاتف حزنت ملك بشدة لم تحادث سيف بعد حتى هو لم يحاول أن يحادثها أكُل ذلك بسبب بكائها معه ليلة أمس .. انا
تناست ملك ما فعلته منذ مدة وتملك الحُزن منها
_حاضر مش هيحصل تاني ..

لاحظت عبير ذلك الحزن من نبرة صوتها وملامح وجهها لتبدأ بالهدوء ونسيان دفعة الغضب التى ألقتها على ملك اقتربت من ابنتها ورتبت على وجنتيها برفق ظننًا منها أنها حزنت من الحديث الذى قالتُها في ساعة غضب ..
_ ياحبيبتي متزعليش مني بس انا خفت ليكون حصل لحد حاجة .. اعمل ايه بقي انا قلبي ضعيف وبخاف بسرعة مش تنسي كده ..

ثم أردفت بمرح .. معلش يا ست خديني على قد عقلي واعتبريني زي بنتك الصغيرة كده وسامحني

ابتسمت ملك لها وهزت رأسها بنفي
_بالعكس انتي تعملي اللي انتي عاوزاه مهما كان ايه انا مسمحاكي بس هو انا افتكرت حاجة بس مش اكتر ..

_ حاجه ايه هى
أردفت عبير ذلك باستغراب جاءت ملك تتحدث ولكنها توقفت عند اللحظة الأخيرة حتى وإن لم تعرف ماذا يحدث معهم مهما كان فهو شيء بينها وبين سيف ولا يجب عليها أن تُعلم به أحد حتى وإن كانت والدتها .. لا تريد أن تُخرب على حياتُها ابدًا فإذا قالت لعبير مرة سيتبعُها مرات عديدة بعد ذلك وقد تقع في مرة منهم بالخطأ عندما تاخذ بكلام أي أحد سيكون وقتها تفكيرها مشتت وتنقلب على سيف ولن يكون الندم حليفُها ولن تقدر على تصليح علاقتهم أو من الممكن أن تقدر ولكن سيؤدي إلى حدوث شرخ فى العلاقة وهي لا تريد ذلك لتحاول مدارات حُزنها وابتسمت ابتسامة هادئة نابعة من القلب وعيون تشع ببريق الحب والسعادة لذاك السيف ..

_ عايزة اجيب سيف يتغدى معانا وبالمرة يشوفكم وكده ينفع ولا لا

ضحكت عبير عليها بشدة أهى تأخذ الأذن منها أم ماذا؟
_ أكيد طبعًا انتي بتستأذني كدة ليه يابنتي سيف ده ابني كلميه خليه يجي عشان وحشني .. ده اللي خلاكي تضيقي ..

ماذا تقول لها الأن لا تعلم ولكن بالتأكيد ستحاول أن تشتت انتباها ولكن ماذا تفعل نظرت إلى حجابها المرتب بإتقان .. لتردف ببراءة
_إلا قوليلي يا بيرو

فهمت عبير انها لا ترغب بالحديث وفرحت بشدة وقتها .. لا تتمني أن يبصح لديها نسخة أخرى من حنين فتكفي واحدة عليها ..
_جيبي من الأخر

_انا شايفه حاجة كده فيكي
أردفت بذلك وهي تحرك كلتا حاجبيها معًا

تطلعت عبير إلى نفسها بإستغراب ماذا يوجد بها ؟
_حاجة ايه يا بنتي مش تخضيني

ضحكت ملك عليها بشدة ماذا تفعل بوالدتها التى تصدق كل شيء
_حجابك يا بطه مظبوط مش معقولة عشان اللي ببخبط ها قوليلي كنتي بتعملي ايه ها ..

تطلعت عبير إليها باستخفاف من أمرها ..
_ كنت بقراء فى المصحف مش زي ناس مش بتمسكه .. حتى سورة الكهف مش عنت تقرئيها كل جمعه زي زمان ..

خجلت ملك من حديثها معها حق هي مقصرة في قراءة القرآن .. لا تعلم ماذا تقول لها .. احست عبير بذلك فأردفت بابتسامة لها

_ انا مش بقولك كده عشان تتكسفي او تضيقي .. انا بقولك كده عشان تفوقي على نفسك .. انا عارفة انك بتصلي ديمًا ومنتظمة في صلاتك بس الصلاة محتاجة حاجة تكملها .. عشان يبقى ليكي ثواب اكتر .. أول لما تخلصي صلاة تقراء قران وأهم حاجة آية الكرسي تقرئيها ولا لا

_ بنسى بس واللهِ بقرائها بس .. مش ديمًا ..
أردفت ذلك وهى تحرك يديها بتوتر .. بينما عبير لا تعلم ماذا تفعل معها ولكن فلتحادثُها بعقل ..

_ بصي يا حبيبتي خلي المصحف جنبك في الاوضة بتاعتك والمكان اللي انتي بتصلي فيه يبقى في وشك على طول بحيث اول لما تخلصي صلاة تلاقيه في وشك و تفتكري انك تقرأي قرآن وقتها .. وكمان عودي لسانك على آية الكرسي عشان مش تنسيها بعد الصلاة .. هي هتيجي بالتدريج مفيش حاجة بتيجي بالساهل ومع الوقت هتلاقي نفسك بتفتكري على طول .. وكل جمعة هصحيكي بدري تقرائي سورة الكهف قبل صلاة الجمعة .. عشان مش تضيعيها عليكي وابقي كملي نوم بعديها .. كده حلو يا ستي

هزت ملك راسها بطاعة ومع ابتسامة هادئة
ثم أردفت عبير بتذكر

_ تعرفي إن آية الكرسي ليها فضل كبير و معناها عظيم جدًا النبي صلّى الله عليه وسلّم
قال فى حديث فضل قراءة الآية
(مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ)
ولما ب نلتزم بقراءتها بعد الصلاة اللي علينا ب ننال فضل كبير من ربنا و بنتنعنم فى الجنة حد يكره النعيم فى الجنة يااه .. وفي حديث بيدل على أنها أعظم آية في القرآن بس أنا مع الأسف مش مُتذكرة الحديث هدور عليه واقولك وقتها ..

انبهرت ملك بشدة منها دائمًا تبهرها والدتها بالكثير من الأشياء التي تعلمها وهي تريد ان تتعلم الكثير منها ..
_ ماما ما شاء الله عليكي انتي عارفة حاجات كتيرة أوي كده إزاي

تنهدت عبير بحب مع ابتسامة عاشقة لذكرى الحبيب الذي ساعدها وكان لهُ الفضل فى ذلك
_ جدك الله يرحمة ويحسن إليه ويجزيه كل خير كان ديمًا بيديني درس أنا وأمي كل يوم جمعه وأي وقت فاضي فيه كنت بستفاد منه جدًا ودلوقتي بفيدك زي منتي هتفيدي اولادك إن شاء الله

_الله يرحمة ..

_ يوه إحنا ده كاه بنتكلم ووقفين على الباب يلاه ادخلي واقفلي الباب وراكي ..

نفت ملك ذلك هي ليست حمقاء حتى تدخل الآن فلم يستيقظ بعد
_ لا لسه يوسف عاوزاه يصحي الأول وبعدين هدخل

رفعت عبير كتفيها بلا مبالاة وأنزلتهم ببساطة موضحة عدم رغبتها بالتدخل
_ يبقى تستحملي اللي هيحصل ليكي انا مش هتدخل بالعكس عاوزة اشوفوا هيعمل فبكي ايه

_ اه اه اكيد ههه … اكيد هيعمل كل خير

جلست عبير على الكرسي بإنتظار خروج يوسف من الغرفة تتخيل ماذا سيفعل بملك وعلى ماذا يشتمل العقاب ..
أما ملك عادت بوضع يديها مرة أخرى على الجرس مع وعدها بمحادثة سيف مرة أخرى تتمنى أن يجيبها ولكن لا تعلم أنه قادم إليها .

******☆******

استيقظ يوسف من نومه بتزمر وهو يلعن ويسب ذاك الطارق ألا يمتلك حياء أم ماذا؟ يكفي طرق واحد لا أكثر

نظر إلى زوجتة النائمة بسلام لا تدري بما حولها لم يرمش لها جفن واحد .. وكأنها لا تسمع ذاك الطارق ولا صوت الباب حتى .. تحسر على حاله يستيقظ من أقل الأصوات .. أما هي فليحدث ما يحدث لن يوقظها شيء ولكن يوجد طريقة واحدة وهو بدوره يفعلها دائمًا فهى محببه إلى قلبه ..

ابتعد عن أحضانها بغضب لم يكن يريد الخروج منها ألا يحق له أن ينعم بدفئ احضانها ولو حتى القليل من الوقت ؟؟ لما لم يغادر إلى منزله لكان وقتها نائمًا مُريح البال ولفعل أشياء أجلها كثيرًا بسبب تعبها الفترة الماضيه وايضًا تواجدهم هنا ..

ليخرج من الغرفة على وعد بالعودة إليها ليوقظها ويذهب إلى منزلُهم بعد أن يرى ذاك الاحمق أو لنقل الحمقاء التى ازعجته من القيام من أحضان زوجته وكأنه نائم بالنعيم ..

******☆******

كانت جالسة على الاريكة بمنزل تلك السيدة الطيية هى وصغيراتها بعد أن أحضرت الدادة ريتال من الحضانة بالباص المخصص .. فلم يستطع أن يأخذها صباحًا بسبب عطل فى الباص فبسبب ذلك ذهبت هى .. وبجوارهم هند .. يشاهدون التلفاز على قناة كرتونية للأطفال .. يأكلون الفشار .. وكانت هند مندمجة مع ريتال ولوجي الجالسون باحضانها على الكرسي .. لتبدأ أمنية الحديث ..
_ يا أمي مش هنكمل كلام وتقوليلي أعمل ايه ..

تركت هند الصغيرات من أحضانها وجلست بجوار أمنية على الأريكة ..
تطلعت هند إليها لتردف بتذكر
_ صحيح نسيت اسألك امبارح هو انتي اتاخرتي سنتين ليه في الخلفة بعد جوازك كان في حاجة لقدر الله معاكي أو عند ماجد

هزت أمنية رأسها بنفي وهي تزم شفتيها بضيق .
_ لا مفيش كده ماجد مش كان عاوز يخلف دلوقتي وأنا سمعت كلامه برغم أن كان نفسي أخلف واتجادلنا كتير في الموضوع ده بس كان بيقولي خلينا فترة من غير أولاد وأنه مش مستعد دلوقتي

_ يعني لما شاف نفسه انه مستعد حملتي في ريتال وقتها ..

أطبقت أمنية كلتا حاجبيها معًا وهي تحرك إصبع السبابة بيدها اليمني برفض …
_ لا ريتال جت بالغلط مش كنا عاملين حسابنا لكده وخصوصًا هو . كانت إرادة ربنا وقتها اني احمل وفعلًا حملت مع اني مكنتش ببطل البرشام خالص وكنت مستمرة فيه كنت أوقات بنساه بس في اول جوازنا ومش حصل حمل غير بعد سنتين .. زي صدفة كده

بدأت الشكوك تتجول فى أذهان هند لم يكن يريد الأطفال .. غير مستعد لذلك .. إذان فكلامُها صحيحًا لم يكن مستعد لشيء ..
_ عرفتي أمتى إنك حامل

ابتسمت أمنية بسعادة فقد تذكرت تلك الأيام الجميلة التى عاشتها .. ولكن ما لم تكن تعلمهُ أن السعادة لا تدوم أبدًا ..
_ وأنا في الشهر الثالث مكنش بيظهر ليا أعراض الحمل خالص بس كنت حاسه أن بطني بتكبر فكرته كرش هههه وكنت ديمًا زعلانه عشان كده وشوفي الغباء روحت لدكتور تخسيس اقوله بطني كبيرة وطلع ليا بطن يا دكتور اعمل ايه عايزاها تنزل بسرعة .. يقوم يقولي ايه هديكي حُقن وهي بتتاخد في البطن بصراحة خفت وقتها عاوز يديني حُقن لا طبعًا بلا اخس بلا بتاع قال اخس وفي باطني كمان لا كده كتير هههه اقوم اقوله ايه .. أي حاجة إلا الحُقن قالي تابعي نظام غذائي ووافقت طبعًا أسهل من الحُقن .. وأنا طالعة كنت مبسوطة مش اقولك واقول اخيرًا هبقى من غير بطن عبيطة بقى اعمل ايه .. بعدين فى واحدة قابلتني كانت صاحبتها هتخبطني في بطني .. راحت ماسكها بسرعة وقالتلها حاسبي وبعدين قالتلي إنتي كويسة قولتلها ايوه محصلش حاجة بعدين لقيتها حطت ايديها على بطني وكانت بتبتسم فأنا ضحكت وقولتلها للدرجة دي كرشي يضحك لقيتها كده بتيصلي وهي مستغربة و قالتلي كرش ايه؟ إنتي حامل ..

كانت هند تضحك عليها بشدة أكانت تظن ذلك لتقول لها من بين ضحكاتها
_ كرش يا أمنية وعاوزة تنزليه هههه يخربيت عقلك هههه مهوا هينزل بعد تسع شهور هههه

ضحكت أمنية على كلماتها فمعها حق فقد زال بعد تسع شهور ..
_مش اقولك بقى على اللي حصلي فضلت واقفة ومش مستوعبة اللي هي قالته ليا أنا حامل ده ازاي يعني وهي لاحظت كده هزتني من دراعى عشان اركز وقالتلي انتي بجد مش عارفة إنك حامل شكلك مش ظهر ليكي اعراض حمل .. وبعدين لقيتها بتبص ليا بعصبيه وطلعت فيا جامد وقالتلي إنتي بتعملي إيه هنا اوعاكي تقولي إنك بتاخدي برشام أو حقن غلط عليكي وعلى الجنين .. قولتلها بسرعة لا والله أول مرة اجي كنت مفكره كرش وكان هيديني حقنة بس أنا بخاف منهم روحت متكلمه بكل غباء هو أنا بجد حامل ولا انتي بتهزري معايا ؟؟ قالتلي والله حامل وأنا دكتورة والناس اللي عند الدكتور فضلوا يباركوا ليا وانا مكنتش مستوعبة ومش صدقت غير لما اخدتني العيادة بتاعتها وكشفت عليا وفرحت لما عرفت انى حامل فعلًا وفي بنت .. وقتها حضنتها وفضلت اتابع معاها هي وبعدين روحت البيت .. كنت شايلة هم ماجد إزاي اقوله وهو مش عاوز يخلف دلوقتي وكنت خايفة ليقول ليا أي كلمة أو يقولي أنزل البيبي وقتها زاد خوفي .. كنت معديه من جنب جامعية خيريه وقتها افتكرت إن أحب الأعمال عند ربنا هي الصدقة فحبيت اعمل حاجة ربنا بيحبها عشان يباركلي في اللي جاي ويديم فرحتي واتبرعت بمبلغ مالي .. أول لما روحت البيت لقيت ماجد كان قاعد على التلفزيون اول لما جالي جه علي وقالي اتاخرتي ليه وكده قولتله اني روحت للدكتور وقالي أتابع نظام غذائي هتمنعي نفسك من الأكل ليه مفهاش حاجة لو عندك بطن صحيح نسيت اقولك انه مش عنده مانع من بطني اللي كنت فاكراها كده هههه لقيته بيقولي مالك فضلت احاول اطلع الكلمة اقوله انا حامل يا ماجد حامل في ابننا الأول اخيرًا هيبقى عندي طفل منك ومن صلبك مهما كان جنسه ايه بس هيبقى منك بس مش عارفة اقوله ازاي بس لقيت بكل تلقائية بقوله أنا حامل … كلمة طلعتي مني وقتها مش عارفة صح ولا غلط أو كنت أقولها بشكل أحسن رومانسي وكده لا لقتها بتطلع بكل تلقائية ماجد أنا حامل ..

تمردت دمعة من عينيها رأتها هند ظنت وقتها أنه فعل بها شيء ما .. رتبت على وجنتيها وهي تزيل الدموع تلك .. لتردف بنبرة يشوبُها الحنان
_ عمل فيكي ايه اللي ميختشيش اوعاكي تقولي ضربك اقسم بالله هروح اطير رأسه

ضحكت أمنية بشدة بينما استغربت هند ذلك
_ يعني انا غلطانة اني زعلت طب خلاص يا ستي حقك علي

جاءت لتقف من مجلسها ولكن أمسكت أمنية زراعُها بقوة جاذبة إياها نحوها ..

_ يا أمي اقعودي أنا لسه مخلصتش بس دي دموع الفرح بس مش أكتر افتكرت وقت الحمل والأيام دي مش عاوزاني افرح

_ لا يا حبيبتي افرحي زي مانتي عاوزة بس قوليلي اعمل ايه او قالك ايه

ابتسمت امنية بعشق وتابعت حديثها مرة أخرى
_ لقيته باصصلي باستغراب زي ما يكون لسه مش استوعب الكلمة دي حسيت وقتها انه زعلان وقتها اتكلمت بكل أسف كأني عملت ذنب … أنا اسفة يا ماجد بس واللهِ مش عارفة حصل إزاي وانا باخد البرشام ديمًا والله ومش بطلته حتى بص البرشام طلعت البرشام من الشنطة بتاعتي وحطيته في ايده وهو كان مستسلم تمام زي ما يكون بيراجع قراراته أو مش عارفة بقى .. قولتله انت عارف كويس كنت جايبة يوم ايه ولسه فاضل فيه كام واحده والله كنت منتظمه ..

قولتله كده عشان مش يفكر إني بكدب عليه وعملتها قصد مع إن كان نفسى أعملها بس مش حبيت أعمل خلاف بنا .. لقيته فرحان وابتسم ليا وحضني وقالي مبروك وقالي روحي البسي عشان نخرج وفعلا خرجنا وكان فرحان جدًا وأنا كنت فرحانة اكتر فرحانه عشان اتقبل الموضوع فرحانة عشان اخيرًا هيبقى ليا حاجة منه حاجة مننا احنا الاتنين … وبس يا ستي ده اللي حصل عاوزة بالمرة حكاية لوجي قالت ذلك وهي تضحك لتقابلُها هند بابتسامة ..

_ لا كفايه علينا قصة ريتال .. طب وموقف حماتك

دخلت أمنية في دوامة من الضحكات المتتالية لتتسع أعين هند بصدمة منها ما المضحك في ذلك ولكنها ضحكت لضحكاتها …

امتلئت أعين أمنية بدموع الفرح فهي من النوع الذي يبكي عندما يضحك من قلبه .. ازالة الدموع من يديها .. لتردف بأسف

_ أسفة جدًا اصل انتي مش تعرفي حماتي عملت ايه يوميها

ادرفت هند بفضول
_ ها قوليلي عملت ايه الوليه الكركوبة دي

ضحكت أمنية مرة أخرى على عقبها بتلك الكلمة
_ هههه أول لما عرفت مكنتش مصدقة وفضلت تزغرط كتير وطعت حجات لله كتير

_ طب ما لازم تفرح ايه اللي خلاكي تضحكي

_ مش عشان كده .. شكلها الموقف نفسه عشان انتي مش شفتي الموقف ولا حاجة بس انا شفت مش اكتر

_ فعلًا في فرق بين أن الواحد يشوف بعينه عن إن يسمع الحكاية من حد ..

_ آه طبعًا

_ ماما إحنا جعانين ممكن تعملي سندوتشات لينا..

قالت ذلك ريتال وهي تنظر إليها ببرائه .. ابتسمت أمنية بحب واومأت لها ..

_ عيوني يا قلبي هروح اعمل بسرعة وهاجي خليكم مع تيتة هند ومش تتعبوها ماشي .. هروح اعمل اكل يا امي وهاجي اندمجي انتي بقى براحتك خالص مع العيال

_ طب ما تعملي يابنتي عندي ما الاكل كتير

_ لا لا عشان في حاجات عاوزة اجيبها

قالت ذلك وهي تفتح باب المنزل لتغلقه ورائها .. بينما وقفت وذهبت لتجلس بالقرب من الصغار لتندمج معهم مرة أخرى





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى