Uncategorized
رواية ملاك السيف الفصل العاشر 10 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf

رواية ملاك السيف الفصل العاشر 10 بقلم ايمان صلاح
دخل منزله بعد أن أغلق الباب خلفه وهو يخرج صفيرًا عاليًا من شفتيه واضعًا يديه في بنطاله يحرك رأسه بكلا الاتجاهات لم يأتي إلى المنزل ثلاثة أيام متواصله فبعد أن رأى أمنية أتت له اتصالًا بلزم سفره ليوصل أوراق مهمة من الشركة إلى الفروع الأخرى منها ليظل يتنقل هنا وهناك فهو يعمل مندوب مبيعات في الشركة ..
دخل غرفة طفله الوحيد مازن ذو العشر سنوات من عمره .. ليجده نائمًا بعمق .. مال عليه وطبع قبلة على جبينه وهو يبتسم له
أما في الداخل كانت مغمضه العينين تحاول النوم بعد أن استيقظت للمرة التي لا تعلم عددها فهى لا تشعر بالأمان في المنزل بدون وجوده .. نعم هو الأمان لها مهما حدث .. مهما كانت الخلافات بينهم ومهما كانت تفعل معه .. سمعت صوت الباب يغلق لتفتح عينها بصدمه هل أتى الآن لا ليس هو فإنه يحادثها قبل مجيئه بدأ الخوف و القلق ينهشان بها .. من تواجد أحد في المنزل ماذا ستفعل الآن وقفت من على السرير .. بحثت عن هاتفها في الغرفة ولكنها لم تجده لتتذكر تواجده بالخارج .. وضعت أصابع يديها في فمها تقضمه بتوتر ماذا تفعل الآن .. ابنها بالخارج ماذا سيحدث له .. وعند ذكرها أبنها خرجت من الغرفة بسرعة بعد أن فتحت الباب برفق .. نهرت نفسها من عدم غلق باب المنزل بالمفتاح والترابيس ( كما يطلقون عليها بذلك ) المتواجدة على الباب من الداخل الآن قد أيقنت أهمية غلق الباب بهم ..
كانت تتحرك على أطراف أصابع قدميها لعدم إصدار صوت في المنزل .. وجدت باب غرفة مازن مفتوح وخيال أحدهم في الداخل تدارت خلف الحائط المجاور لها وهي تحاول أن تعرف ماذا تفعل ..
بينما ابتعد نادر عنه و أغلق الباب خلفه بهدوء لكي لا يستيقظ .. ليبدأ بالصفير مرة أخرى ولكن بصوت خافت وهو يقترب من تلك القابعة على الحائط في طريقه إلى غرفته ..
رأت خياله يقترب منها لتزداد ضربات قلبها قلقًا كاد يخرج منها بعض الهمهما ولكنها وضعت يديها على شفتيها ثم انزلت رأسها إلى الأسفل مغمضة العينين .. أحست بتواجد أنفاس حولها .. صراخ خرج منها وقتها ولكن نادر كان الأسرع بعدما وضع يديه على يديها ضاغطا عليها بقوة ..
_ أهدي ده أنا اهدي فيه إيه .. بطلي هتلمي الناس علينا
توقفت عن الصراخ .. فتحت عينيها ببطئ رافعه نظرها إليه لتتأكد من تواجده .. ازالة يديه من عليها بيدها الأخرى لتردف بغضب فقد أوقع قلبها حقًا
_ حرام عليك يا نادر وقعت قلبي واللهِ .. الله يسامحك يا شيخ
مرر نادر يديه على وجنتيها وهو يقول بتهكم واضح من نبرة صوته فهي لا تملك قلب يرأف به ..
_ لا سلامة قلبك يا حبيبتي
رفعت مقدمة شفتيها باعتراض
_ ومالك بتتريق كده ليه
أحاطها بذراعيه وهو يتحرك بها إلى الغرفة مغلقًا الباب خلفه بالمفتاح ..
_ مش بتريق ولا حاجة مش ناويه ترجعي يا ألاء زي ما كنتي
ابتعدت عنه بنفور بعد أن أزالة يده من على كتفها
_ أنا عاوزة أنام
ثم أردفت بتهكم وهي تقترب من السرير تدثر نفسها بداخله
_ حمدلله على السلامة شرفت بيتك المتواضع بعد تلات أيام مش موجود فيهم هههه
_ الله يسلمك
هتف بذلك وهو يذهب ليبدل ثيابة بعد أن رفضت قربه للمرة التى لا يعلم عددها ..
أما ألاء فقد أسندت رأسها على الوسادة وأغلقت عينيها لتنام .. لا تنكر فرحتها بتواجده الآن .. نامت بسرعة كبيرة عندما شعرت بالأمن ..
أما نادر نام موليًا لها ظهره وهو يلقي اللوم على نفسه لتركها تعامله بتلك الطريقة .. ليس ضعفًا منه أو قلة رجولة .. بل أنه لا يرغب بأن يحزنها فهو يحبها …
******☆******
جالسة عند أهل زوجها .. مرتدية الأسود .. وبجوارها النساء من أنحاء الأماكن الأقارب والمعارف وغيرهم ..
عندما سمعت بخبر وفاتة جاءت بسرعة كبيرة لهم .. لتقف بجوار أهل بيته .. لم تفكر بعدم تواجد زوجها بجانبها لكي لا تأتي .. ولم تفكر بتعبها .. بل إنها حزنت بشدة على فراق أخ زوجها الراحل .. لن تقطع صلتها بهم فليس بمجرد وفاة زوجها تقطعها بل إنها أصالة صلة الرحم بينهم .. تحبهم بشدة وتعاملهم أجمل معاملة .. وهم يفعلون معها المثل .. ظلت طيلة الأيام الماضية بجوار زوجته وابنته تقف بجانبهم وترعاهم وتأخذ العزاء مكانهم .. وها هو اليوم الثالث من العزاء ..
وقفت من مجلسها لتذهب إليهم في الداخل ترى أحوالهم بعد أن استأذنت النساء بتركهم لبعض الوقت ..
☆☆♡☆☆
في الداخل كانت زهرة جالسة على السرير بيديها كتاب الله تعالى تقرأ القرآن على روح والدها الراحل .. وبين الحين والأخر تبكي على فراقه .. أسندت رأسها إلى الخلف بعد أن أغلقت المصحف ووضعته بجانبها ..
آه يا ابتي قد اشتقت إليك وأتمنى أن أراك قريبًا سأنتظر بفارغ الصبر يوم لقائنا .. هل سأتمكن من العيش بدونك؟ حقًا لا أعلم ..
نظرت في أرجاء الغرفة وهي تتذكر ذكريات حياتهم كشريط متكامل .. هنا كان يحتضنها .. هنا كان يلعب معها .. هنا كان يدغدغها .. هنا كان يرفض وراءها .. والكثير من الذكريات التي أبت الخروج من مخيلتها ولن تخرج أبدًا .. لم يقسو عليها أبدًا .. كان حنون عليها بشدة يراعيها ويراعي متطلباتها ..
نظرت إلى والدتها التي ما زالت طريحة الفراش لا تغادر منه ..
هل سيأخذكِ الله مني مثلما أخذهم .. لم يتبقى لي غيرك .. كما لم يتبقى لكِ غيري .. ماذا سنفعل يا أمي في هذه الحياة البائسة من غير سند نستمد منه العون .. وماذا سأفعل إذا تركتيني وحيدة في هذه الحياة لن استطيع الصمود وحدي يا أمي …
اقتربت منها ثم قبلت جبينها وهي تبتسم ببهتان ..
وقفت من مجلسها وهي تمشي بعدم إتزان فبعد خسرانه هو الآخر لن تستطيع الصمود أكثر من ذلك ..
أقتربت من التلفاز وفتحت القرآن ثم عادت مرة أخرى لتجلس بجوار والدتها ..
ها هو اليوم الثالث لفراقك .. هؤلاء المتواجدون في الخارج لن يتبقى منهم أحد ولن يتذكرنا غير هند .. سأجعلها تعيش هي وأمي معًا .. وأنا ههه وأنا ..
قاطع حديثها دخول هند إلى الغرفة وبيدها صينية الطعام ..
وضعت هند الصينية على السرير بجواره وابتسمت لها وهي تحفزها على تناول الطعام ..
_ ها يابنتي كلي بقالك يومين مش أكلتِ لقمة وكده غلط عليكي
هتفت زهرة بحزن
_ يا عمتو مش هقدر اكل مش ليا نفس خالص
هتفت هند بحزن هي الأخرى
_ يا بنتي عارفة واللهِ بس الحزن مش هيعمل حاجة وإنتي كده بتعذبي أبوكي ليه تعذبيه .. إنتي مش شايفه أمك عاملة إزاي يلاه يابنتي كلي عشان خاطر أمك حتى .. حتى لو لقمتين على الأقل إسمها اكلتي
هزت رأسها بموافقة لتبتسم هند لها بسعادة
_ أهو ده الكلام ربنا يصلح حالك يا بنتي يارب هأكلك بأيدي زي زمان
بدأت هند تطعمها بيدها .. كانت تأكل منها بغير شهية فإذا كان الوضع غير هذا لأكلت بنفس راضية تمامًا ..
بعد مدة إنتهت هند من اطعامها لتنظر زهرة إلى الطعام بصدمة ألتك الدرجة لم تأخذ بالها أنها تناولت الطعام كله أبسبب جوعها أم بسبب عدم شعورها بما يحدث حولها لا تعلم حقًا ..
نطقت هند بإبتسامة يشوبها الحزن من أجل تلك الفتاة الطيبة وهي تمرر يديها على وجنتيها برفق
_ بالف هنا يا بنتي
هتفت زهرة بخجل وهي تبتلع ريقها
_ عمتو هو ينفع تاخدي ماما معاكي البيت الفترة دي عشان وجودها هنا يتعبها أكتر
هتفت هند بتفهم
_ أكيد طبعًا يابنتي بكرا الصبح هتكون هناك إن شاء الله ابقى جهوي شويى هدوم بس ليكم ..
زهرة بتوتر لا تعلم كيف تقول لها ذلك
_ أنا مش هاجي هفضل هنا
هتفت هند بتعجب من أمرها كيف تتركها بمفردها في المنزل
_ ليه يا بنتي تفضلي هنا مش هينفع تبقى لوحدك في البيت
أردفت زهرة بحزن فمن الواضح أن عليها الكذب ولكنها قالت شيء من الحقيقة
_ عايزة افضل هنا شوية مش تقلقى يومين وهتلاقيني عندكم بس عاوزة افضل شوية لوحدي
هتفت هند باعتراض
_ يا بنتي بس ..
أردفت زهرة بهدوء
_ مش تقنعيني لأني عاوزة كده عشان خاطري يا عمتو وافقي
أردفت هند وهي تقف من مجلسها مقاربة من باب الغرفة وبيدها صينية الطعام لتضعها في المطبخ ..
_ حاضر يا بنتي أمري لله بس جهزي هدوم ليكي بردو أخدها معايا .. هروح أنا بقى أفضل مع الناس شوية لأن خلاص هيمشوا ومش ينفع محدش يبقى معاهم ..
هزت زهرة رأسها بتفهم ثم وقفت تحضر الثياب لوالدتها ولن تضع لنفسها الثياب فهي إلا الآن لم تقرر إذا كانت ستذهب أم لا ..
******☆******
في الصباح .
كانت تصعد الدرج بسرعة متناهية وهي تزفر بضيق لم تستطع أن تفعل تمارين الصباح مثلما اعتادت بفعل ذلك كل يوم سبت .. فقد أغلق الملعب فهو يفتح ساعة واحدة فقط السابعة صباحًا .. استيقظت في وقت متأخر وعندما وصلت كانت الساعة الثامنة إلا ربع ولم تركض سوى جولتان فقط حول الملعب .. وهي التي تدور بالخمس جولات وأكثر ولكن لا يهم سوف تعوض ذلك بالصعود والنزول على الدرجات حتى تشعر بالتعب ..
بعد مدة ..
كانت تأخذ انفاسها بصعوبة كبيرة مسندة يديها على فخذيها مائله برأسها إلى الأسفل لن تكررها مرة أخرى يوجد اختلاف بين الركض وبين الصعود .. بعد أن انتظمت انفاسها شجعت نفسها .. لم يبقى إلا القليل فقط ها هي المرة الأخيرة ..
نزلت الدرجات بسرعة ولم ترى ما أمامها ليصطدم أصابع قدمها اليمنى بإحدى الأخشاب المتواجدة بالقرب من منزل السكان بالطابق الخامس جلست على الدرجات وهي تتأوه بألم بدأت .. بخلع الحذاء المخصص بالركض مع ازدياد تأوهاتها بدأت الدموع تتجمع حول عينيها ..
_ اوه اوه اهه والله حرام صباعي آه آه ياربي
نظرت إلى إصبع قدمها الأكبر موضع الألم وهي تتفحصه بعناية فائقة وكأنها تعامل شيء حساس للغاية خوفًا من تواجد أي إصابه به .. تنهدت براحة فلا يوجد أي آثار للدماء .. ارتدت الحذاء مرة أخرى ولكنها لم تقيده بل تركته لكي لا تضغط على أصابع قدمها .. أكملت النزول على الدرج ..
كادت تصل إلى الطابق الخاص بمنزلها إلا أنها ضغطت على رباط الحذاء .. التوى كاحلها مع تساقط جسدها ..
صرخت بفزع واغمضت عينيها من هول ما سيحدث لها .. بالتأكيد ستظل حبيسه الفراش أيام عديدة بسبب الكسور والإصابات التي ستأخذها ..
شعرت بيد فولازية تجذبها بتملك وقوة من ذراعها .. اصطدمت بجسم صلب .. بالنسبة لها أهون بكثر من ارتطام وجهها في الأرض الصلبة .. تغلغل عطره مع انفاسها الغير منتظمة فما زال الخوف متمكن منها ..
أحاط ذراعيه على خصرها يقربها منه أكثر .. استمتع بذلك القرب .. ها هي بين يديه بل بين احضانه .. تلك اللحظة التي كان ينتظرها قد نالها بحق .. بقى بعض اللحظات التي يريدها فقط أو هكذا ظن ..
ساعدها مثل أي شخص يساعد الناس وقت الحاجة .. وأكثر شيء جعله يحميها قلقه من إصابة وجهها بشيء و خاصه عينيها تلك العينان الشبيهتان بعيون حبيبته .. تلك الحبيبه الغائبه عنه، بسبب غباءه ..
لم يشعر بنفسه ولا بأفعاله بل أنه ترك عقله الباطني الذي يخيل له بأنها محبوبته منذ اللحظة التي رأها .. لم تكن عينيها الشبيهتان فقط بل ولون شعرها وطريقة التسريحة المخصصة به .. فلذلك أوهم نفسه بأنها هي محبوبته ..
لم تفق مما هي فيه إلا عندما شعرت بلمساته على ظهرها يمرر أصابعه ببطئ شديد .. رمشت عدة مرات بصدمة وبدأ القلق ينهش في أوصالها أهو يتعرض عليها أم يحاول يطمئنها.. جاءت تبتعد عنه ولكنه أحكم قبضته عليها أردف بهدوء وهو يمرر يديه على رأسها وكأنه يحادث محبوبته ..
_ هش هش مش تخافي أنا هنا .. مش حصل حاجة انتي كويسة وأنا معاكي .. مش هيحصل ليكي حاجة طول ما أنا جنبك .. مش تقلقي خالص .. أهدي
عن ماذا يتحدث فهي لا تعلم من هو حتى الآن بدأ الغضب يتمكن منها لتبعده عنه بقسوة ..
اصطدم ظهره في عرض الحائط ليفيق من الأوهام تلك ..
_ أنت مين أصلا .. أنت مجنون ولا ايه .. إزاي تحضني كده .. مش معنى إنك انقذتني إنك تستحلاها كده .. جرا ايه يا جدع .. ايه القرف ده ياربي ..
كان يضع يديه أسفل ظهره يطيب موضوع الألم ليردف بضيق لها فهي قد أضاعت له لحظه من اللحظات التي تمناها مسبقًا مع محبوبته ..
_ أنا غلطان إني كنت بطمن واحدة زيك .. كنت أسيبك توقعي كده يا ريتني سبت فعلا .. إذا كل واحده كده زيك محدش هيساعد الناس بعد كده بسبب المعاملة الوحشة دي .. بدل ما تشكري الواحد لا تطلعي فيه ..
أحست ملك بأنها قد جرحت مشاعره كشخص يساعد الناس ليس إلا .. ظنت بأن نيته ليس بها أي خبث .. حزنت من كلامها فكان يجب أن تكون حريصا على كلماتها ولكنها لم تقصد فقد ظنت به السوء ..
_ ايه يا جدع مش عشان يعني إنك مسكتني قبل ما أقع إنك تقول تسيبني اظن مش هيبقى رجوله منك إنك تشوفني أقع ومش تساعد .. وبعدين أسفه بس فكرتك بتتحرش بيا مش أكتر .. وشكرا إنك ساعدتني ..
هز رأسه ثم ذهب إلى منزله لا يريد أن يتناقش معها .. يريد الانفراد بنفسه قليل من الوقت .. أما ملك فقد علمت بأنه الساكن الجديد بجوارهم وعدت نفسها بالاعتذار منه ولكن بطريقة أخرى ..
ويبدأ التعارف بينهم بطريقة أفضل ..
******☆******
كانت ترتدي ثيابها من أجل الذهاب إلى الطبيبة لتريها الفحوصات التى فعلتها وتضع الهاتف أمامها على الفراش .. منتظرة إجابة يوسف على الإتصال حتى تأخذ الإذن منه بالذهاب مع والدتها فالآن هو بالعمل ..
أجاب يوسف عليها بإبتسامة
_ أيوه يا قلبي
أمسكت الهاتف بيدها بعد أن أردت آخر قطعة من الثياب وأردفت بهدوء ..
_ بص يا بابا أنا هنزل مع ماما
هتفت يوسف باستفسار
_ هتروحوا فين؟
أردفت بسرعة لكي لا يقاطع حديثها وهي على علم تام أنه سيوافق إرضاءًا لها
_ هنروح للدكتورة ماما كلمتني وقالتلي هروح معاكي وأنا بصراحة وافقت عشان مش أتعبك معايا .. وأنت دلوقتي في الشغل ف هروح أنا وماما
هتف بضيق من أفعالها ثم أغلق الهاتف في وجهها لا يعلم لما تفعل حماته ذلك به أهي ترغب بطلاق ابنتها أم ماذا ..
_ يعني إنتي مرتبه ده كله؟؟ بدال ما تقولي تعالا معانا .. لا عاوزة والدتك تمام يا حنين روحي ما أنا عارف إني مجيش جنب والدتك في حاجة خالص وأن الدرجة الأولى هي ..
زفرت بضيق لما لم يوافق هل أخطأت في شيء ما؟ لا ترى أنها ارتكبت ذنب ليفعل ذلك .. ولكن ما لا تعلمه أنه قد قارب على الانفجار من أفعالها وتفضيلها لوالدتها وأنها ستندم على ذلك بشدة ..
دخل غرفة طفله الوحيد مازن ذو العشر سنوات من عمره .. ليجده نائمًا بعمق .. مال عليه وطبع قبلة على جبينه وهو يبتسم له
أما في الداخل كانت مغمضه العينين تحاول النوم بعد أن استيقظت للمرة التي لا تعلم عددها فهى لا تشعر بالأمان في المنزل بدون وجوده .. نعم هو الأمان لها مهما حدث .. مهما كانت الخلافات بينهم ومهما كانت تفعل معه .. سمعت صوت الباب يغلق لتفتح عينها بصدمه هل أتى الآن لا ليس هو فإنه يحادثها قبل مجيئه بدأ الخوف و القلق ينهشان بها .. من تواجد أحد في المنزل ماذا ستفعل الآن وقفت من على السرير .. بحثت عن هاتفها في الغرفة ولكنها لم تجده لتتذكر تواجده بالخارج .. وضعت أصابع يديها في فمها تقضمه بتوتر ماذا تفعل الآن .. ابنها بالخارج ماذا سيحدث له .. وعند ذكرها أبنها خرجت من الغرفة بسرعة بعد أن فتحت الباب برفق .. نهرت نفسها من عدم غلق باب المنزل بالمفتاح والترابيس ( كما يطلقون عليها بذلك ) المتواجدة على الباب من الداخل الآن قد أيقنت أهمية غلق الباب بهم ..
كانت تتحرك على أطراف أصابع قدميها لعدم إصدار صوت في المنزل .. وجدت باب غرفة مازن مفتوح وخيال أحدهم في الداخل تدارت خلف الحائط المجاور لها وهي تحاول أن تعرف ماذا تفعل ..
بينما ابتعد نادر عنه و أغلق الباب خلفه بهدوء لكي لا يستيقظ .. ليبدأ بالصفير مرة أخرى ولكن بصوت خافت وهو يقترب من تلك القابعة على الحائط في طريقه إلى غرفته ..
رأت خياله يقترب منها لتزداد ضربات قلبها قلقًا كاد يخرج منها بعض الهمهما ولكنها وضعت يديها على شفتيها ثم انزلت رأسها إلى الأسفل مغمضة العينين .. أحست بتواجد أنفاس حولها .. صراخ خرج منها وقتها ولكن نادر كان الأسرع بعدما وضع يديه على يديها ضاغطا عليها بقوة ..
_ أهدي ده أنا اهدي فيه إيه .. بطلي هتلمي الناس علينا
توقفت عن الصراخ .. فتحت عينيها ببطئ رافعه نظرها إليه لتتأكد من تواجده .. ازالة يديه من عليها بيدها الأخرى لتردف بغضب فقد أوقع قلبها حقًا
_ حرام عليك يا نادر وقعت قلبي واللهِ .. الله يسامحك يا شيخ
مرر نادر يديه على وجنتيها وهو يقول بتهكم واضح من نبرة صوته فهي لا تملك قلب يرأف به ..
_ لا سلامة قلبك يا حبيبتي
رفعت مقدمة شفتيها باعتراض
_ ومالك بتتريق كده ليه
أحاطها بذراعيه وهو يتحرك بها إلى الغرفة مغلقًا الباب خلفه بالمفتاح ..
_ مش بتريق ولا حاجة مش ناويه ترجعي يا ألاء زي ما كنتي
ابتعدت عنه بنفور بعد أن أزالة يده من على كتفها
_ أنا عاوزة أنام
ثم أردفت بتهكم وهي تقترب من السرير تدثر نفسها بداخله
_ حمدلله على السلامة شرفت بيتك المتواضع بعد تلات أيام مش موجود فيهم هههه
_ الله يسلمك
هتف بذلك وهو يذهب ليبدل ثيابة بعد أن رفضت قربه للمرة التى لا يعلم عددها ..
أما ألاء فقد أسندت رأسها على الوسادة وأغلقت عينيها لتنام .. لا تنكر فرحتها بتواجده الآن .. نامت بسرعة كبيرة عندما شعرت بالأمن ..
أما نادر نام موليًا لها ظهره وهو يلقي اللوم على نفسه لتركها تعامله بتلك الطريقة .. ليس ضعفًا منه أو قلة رجولة .. بل أنه لا يرغب بأن يحزنها فهو يحبها …
******☆******
جالسة عند أهل زوجها .. مرتدية الأسود .. وبجوارها النساء من أنحاء الأماكن الأقارب والمعارف وغيرهم ..
عندما سمعت بخبر وفاتة جاءت بسرعة كبيرة لهم .. لتقف بجوار أهل بيته .. لم تفكر بعدم تواجد زوجها بجانبها لكي لا تأتي .. ولم تفكر بتعبها .. بل إنها حزنت بشدة على فراق أخ زوجها الراحل .. لن تقطع صلتها بهم فليس بمجرد وفاة زوجها تقطعها بل إنها أصالة صلة الرحم بينهم .. تحبهم بشدة وتعاملهم أجمل معاملة .. وهم يفعلون معها المثل .. ظلت طيلة الأيام الماضية بجوار زوجته وابنته تقف بجانبهم وترعاهم وتأخذ العزاء مكانهم .. وها هو اليوم الثالث من العزاء ..
وقفت من مجلسها لتذهب إليهم في الداخل ترى أحوالهم بعد أن استأذنت النساء بتركهم لبعض الوقت ..
☆☆♡☆☆
في الداخل كانت زهرة جالسة على السرير بيديها كتاب الله تعالى تقرأ القرآن على روح والدها الراحل .. وبين الحين والأخر تبكي على فراقه .. أسندت رأسها إلى الخلف بعد أن أغلقت المصحف ووضعته بجانبها ..
آه يا ابتي قد اشتقت إليك وأتمنى أن أراك قريبًا سأنتظر بفارغ الصبر يوم لقائنا .. هل سأتمكن من العيش بدونك؟ حقًا لا أعلم ..
نظرت في أرجاء الغرفة وهي تتذكر ذكريات حياتهم كشريط متكامل .. هنا كان يحتضنها .. هنا كان يلعب معها .. هنا كان يدغدغها .. هنا كان يرفض وراءها .. والكثير من الذكريات التي أبت الخروج من مخيلتها ولن تخرج أبدًا .. لم يقسو عليها أبدًا .. كان حنون عليها بشدة يراعيها ويراعي متطلباتها ..
نظرت إلى والدتها التي ما زالت طريحة الفراش لا تغادر منه ..
هل سيأخذكِ الله مني مثلما أخذهم .. لم يتبقى لي غيرك .. كما لم يتبقى لكِ غيري .. ماذا سنفعل يا أمي في هذه الحياة البائسة من غير سند نستمد منه العون .. وماذا سأفعل إذا تركتيني وحيدة في هذه الحياة لن استطيع الصمود وحدي يا أمي …
اقتربت منها ثم قبلت جبينها وهي تبتسم ببهتان ..
وقفت من مجلسها وهي تمشي بعدم إتزان فبعد خسرانه هو الآخر لن تستطيع الصمود أكثر من ذلك ..
أقتربت من التلفاز وفتحت القرآن ثم عادت مرة أخرى لتجلس بجوار والدتها ..
ها هو اليوم الثالث لفراقك .. هؤلاء المتواجدون في الخارج لن يتبقى منهم أحد ولن يتذكرنا غير هند .. سأجعلها تعيش هي وأمي معًا .. وأنا ههه وأنا ..
قاطع حديثها دخول هند إلى الغرفة وبيدها صينية الطعام ..
وضعت هند الصينية على السرير بجواره وابتسمت لها وهي تحفزها على تناول الطعام ..
_ ها يابنتي كلي بقالك يومين مش أكلتِ لقمة وكده غلط عليكي
هتفت زهرة بحزن
_ يا عمتو مش هقدر اكل مش ليا نفس خالص
هتفت هند بحزن هي الأخرى
_ يا بنتي عارفة واللهِ بس الحزن مش هيعمل حاجة وإنتي كده بتعذبي أبوكي ليه تعذبيه .. إنتي مش شايفه أمك عاملة إزاي يلاه يابنتي كلي عشان خاطر أمك حتى .. حتى لو لقمتين على الأقل إسمها اكلتي
هزت رأسها بموافقة لتبتسم هند لها بسعادة
_ أهو ده الكلام ربنا يصلح حالك يا بنتي يارب هأكلك بأيدي زي زمان
بدأت هند تطعمها بيدها .. كانت تأكل منها بغير شهية فإذا كان الوضع غير هذا لأكلت بنفس راضية تمامًا ..
بعد مدة إنتهت هند من اطعامها لتنظر زهرة إلى الطعام بصدمة ألتك الدرجة لم تأخذ بالها أنها تناولت الطعام كله أبسبب جوعها أم بسبب عدم شعورها بما يحدث حولها لا تعلم حقًا ..
نطقت هند بإبتسامة يشوبها الحزن من أجل تلك الفتاة الطيبة وهي تمرر يديها على وجنتيها برفق
_ بالف هنا يا بنتي
هتفت زهرة بخجل وهي تبتلع ريقها
_ عمتو هو ينفع تاخدي ماما معاكي البيت الفترة دي عشان وجودها هنا يتعبها أكتر
هتفت هند بتفهم
_ أكيد طبعًا يابنتي بكرا الصبح هتكون هناك إن شاء الله ابقى جهوي شويى هدوم بس ليكم ..
زهرة بتوتر لا تعلم كيف تقول لها ذلك
_ أنا مش هاجي هفضل هنا
هتفت هند بتعجب من أمرها كيف تتركها بمفردها في المنزل
_ ليه يا بنتي تفضلي هنا مش هينفع تبقى لوحدك في البيت
أردفت زهرة بحزن فمن الواضح أن عليها الكذب ولكنها قالت شيء من الحقيقة
_ عايزة افضل هنا شوية مش تقلقى يومين وهتلاقيني عندكم بس عاوزة افضل شوية لوحدي
هتفت هند باعتراض
_ يا بنتي بس ..
أردفت زهرة بهدوء
_ مش تقنعيني لأني عاوزة كده عشان خاطري يا عمتو وافقي
أردفت هند وهي تقف من مجلسها مقاربة من باب الغرفة وبيدها صينية الطعام لتضعها في المطبخ ..
_ حاضر يا بنتي أمري لله بس جهزي هدوم ليكي بردو أخدها معايا .. هروح أنا بقى أفضل مع الناس شوية لأن خلاص هيمشوا ومش ينفع محدش يبقى معاهم ..
هزت زهرة رأسها بتفهم ثم وقفت تحضر الثياب لوالدتها ولن تضع لنفسها الثياب فهي إلا الآن لم تقرر إذا كانت ستذهب أم لا ..
******☆******
في الصباح .
كانت تصعد الدرج بسرعة متناهية وهي تزفر بضيق لم تستطع أن تفعل تمارين الصباح مثلما اعتادت بفعل ذلك كل يوم سبت .. فقد أغلق الملعب فهو يفتح ساعة واحدة فقط السابعة صباحًا .. استيقظت في وقت متأخر وعندما وصلت كانت الساعة الثامنة إلا ربع ولم تركض سوى جولتان فقط حول الملعب .. وهي التي تدور بالخمس جولات وأكثر ولكن لا يهم سوف تعوض ذلك بالصعود والنزول على الدرجات حتى تشعر بالتعب ..
بعد مدة ..
كانت تأخذ انفاسها بصعوبة كبيرة مسندة يديها على فخذيها مائله برأسها إلى الأسفل لن تكررها مرة أخرى يوجد اختلاف بين الركض وبين الصعود .. بعد أن انتظمت انفاسها شجعت نفسها .. لم يبقى إلا القليل فقط ها هي المرة الأخيرة ..
نزلت الدرجات بسرعة ولم ترى ما أمامها ليصطدم أصابع قدمها اليمنى بإحدى الأخشاب المتواجدة بالقرب من منزل السكان بالطابق الخامس جلست على الدرجات وهي تتأوه بألم بدأت .. بخلع الحذاء المخصص بالركض مع ازدياد تأوهاتها بدأت الدموع تتجمع حول عينيها ..
_ اوه اوه اهه والله حرام صباعي آه آه ياربي
نظرت إلى إصبع قدمها الأكبر موضع الألم وهي تتفحصه بعناية فائقة وكأنها تعامل شيء حساس للغاية خوفًا من تواجد أي إصابه به .. تنهدت براحة فلا يوجد أي آثار للدماء .. ارتدت الحذاء مرة أخرى ولكنها لم تقيده بل تركته لكي لا تضغط على أصابع قدمها .. أكملت النزول على الدرج ..
كادت تصل إلى الطابق الخاص بمنزلها إلا أنها ضغطت على رباط الحذاء .. التوى كاحلها مع تساقط جسدها ..
صرخت بفزع واغمضت عينيها من هول ما سيحدث لها .. بالتأكيد ستظل حبيسه الفراش أيام عديدة بسبب الكسور والإصابات التي ستأخذها ..
شعرت بيد فولازية تجذبها بتملك وقوة من ذراعها .. اصطدمت بجسم صلب .. بالنسبة لها أهون بكثر من ارتطام وجهها في الأرض الصلبة .. تغلغل عطره مع انفاسها الغير منتظمة فما زال الخوف متمكن منها ..
أحاط ذراعيه على خصرها يقربها منه أكثر .. استمتع بذلك القرب .. ها هي بين يديه بل بين احضانه .. تلك اللحظة التي كان ينتظرها قد نالها بحق .. بقى بعض اللحظات التي يريدها فقط أو هكذا ظن ..
ساعدها مثل أي شخص يساعد الناس وقت الحاجة .. وأكثر شيء جعله يحميها قلقه من إصابة وجهها بشيء و خاصه عينيها تلك العينان الشبيهتان بعيون حبيبته .. تلك الحبيبه الغائبه عنه، بسبب غباءه ..
لم يشعر بنفسه ولا بأفعاله بل أنه ترك عقله الباطني الذي يخيل له بأنها محبوبته منذ اللحظة التي رأها .. لم تكن عينيها الشبيهتان فقط بل ولون شعرها وطريقة التسريحة المخصصة به .. فلذلك أوهم نفسه بأنها هي محبوبته ..
لم تفق مما هي فيه إلا عندما شعرت بلمساته على ظهرها يمرر أصابعه ببطئ شديد .. رمشت عدة مرات بصدمة وبدأ القلق ينهش في أوصالها أهو يتعرض عليها أم يحاول يطمئنها.. جاءت تبتعد عنه ولكنه أحكم قبضته عليها أردف بهدوء وهو يمرر يديه على رأسها وكأنه يحادث محبوبته ..
_ هش هش مش تخافي أنا هنا .. مش حصل حاجة انتي كويسة وأنا معاكي .. مش هيحصل ليكي حاجة طول ما أنا جنبك .. مش تقلقي خالص .. أهدي
عن ماذا يتحدث فهي لا تعلم من هو حتى الآن بدأ الغضب يتمكن منها لتبعده عنه بقسوة ..
اصطدم ظهره في عرض الحائط ليفيق من الأوهام تلك ..
_ أنت مين أصلا .. أنت مجنون ولا ايه .. إزاي تحضني كده .. مش معنى إنك انقذتني إنك تستحلاها كده .. جرا ايه يا جدع .. ايه القرف ده ياربي ..
كان يضع يديه أسفل ظهره يطيب موضوع الألم ليردف بضيق لها فهي قد أضاعت له لحظه من اللحظات التي تمناها مسبقًا مع محبوبته ..
_ أنا غلطان إني كنت بطمن واحدة زيك .. كنت أسيبك توقعي كده يا ريتني سبت فعلا .. إذا كل واحده كده زيك محدش هيساعد الناس بعد كده بسبب المعاملة الوحشة دي .. بدل ما تشكري الواحد لا تطلعي فيه ..
أحست ملك بأنها قد جرحت مشاعره كشخص يساعد الناس ليس إلا .. ظنت بأن نيته ليس بها أي خبث .. حزنت من كلامها فكان يجب أن تكون حريصا على كلماتها ولكنها لم تقصد فقد ظنت به السوء ..
_ ايه يا جدع مش عشان يعني إنك مسكتني قبل ما أقع إنك تقول تسيبني اظن مش هيبقى رجوله منك إنك تشوفني أقع ومش تساعد .. وبعدين أسفه بس فكرتك بتتحرش بيا مش أكتر .. وشكرا إنك ساعدتني ..
هز رأسه ثم ذهب إلى منزله لا يريد أن يتناقش معها .. يريد الانفراد بنفسه قليل من الوقت .. أما ملك فقد علمت بأنه الساكن الجديد بجوارهم وعدت نفسها بالاعتذار منه ولكن بطريقة أخرى ..
ويبدأ التعارف بينهم بطريقة أفضل ..
******☆******
كانت ترتدي ثيابها من أجل الذهاب إلى الطبيبة لتريها الفحوصات التى فعلتها وتضع الهاتف أمامها على الفراش .. منتظرة إجابة يوسف على الإتصال حتى تأخذ الإذن منه بالذهاب مع والدتها فالآن هو بالعمل ..
أجاب يوسف عليها بإبتسامة
_ أيوه يا قلبي
أمسكت الهاتف بيدها بعد أن أردت آخر قطعة من الثياب وأردفت بهدوء ..
_ بص يا بابا أنا هنزل مع ماما
هتفت يوسف باستفسار
_ هتروحوا فين؟
أردفت بسرعة لكي لا يقاطع حديثها وهي على علم تام أنه سيوافق إرضاءًا لها
_ هنروح للدكتورة ماما كلمتني وقالتلي هروح معاكي وأنا بصراحة وافقت عشان مش أتعبك معايا .. وأنت دلوقتي في الشغل ف هروح أنا وماما
هتف بضيق من أفعالها ثم أغلق الهاتف في وجهها لا يعلم لما تفعل حماته ذلك به أهي ترغب بطلاق ابنتها أم ماذا ..
_ يعني إنتي مرتبه ده كله؟؟ بدال ما تقولي تعالا معانا .. لا عاوزة والدتك تمام يا حنين روحي ما أنا عارف إني مجيش جنب والدتك في حاجة خالص وأن الدرجة الأولى هي ..
زفرت بضيق لما لم يوافق هل أخطأت في شيء ما؟ لا ترى أنها ارتكبت ذنب ليفعل ذلك .. ولكن ما لا تعلمه أنه قد قارب على الانفجار من أفعالها وتفضيلها لوالدتها وأنها ستندم على ذلك بشدة ..



