Uncategorized

رواية ملاك السيف الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf


طرقت طرقات خجلة على باب منزله .. ثواني وفتح الباب .. أكنست رأسها إلى الأسفل .. ابتلعت ريقها بتوتر وقدمت ما بيدها إليه ..

تطلع إليها باستغراب وإلى ذاك القالب الذي بين يديها .. الملفوف بغطاء أخضر كخضار عينيها .. لم يطل النظر أكثر من ذلك .. اقترب منها وأخذ ما بيدها بهدوء .. أتكئ على الباب منتظر تفسيرًا منها .. ليراها تحرك أصابع يديها بتوتر وتضغط على مقدمة شفتيها .. رفع حاجبه بإعتراض هل تريد هلاكه أم ماذا بشفتيها تلك الملونة بأحمر الشفاه البنفسجي ..

أخرجت ما تريده دفعة واحدة .. كأنها كانت تتسابق مع نفسها
_ دي حاجة خفيفه أتمنى تقبلها مع اعتذاري على اللي حصل مني ..

اطبق حاجبيه معًا عن أي شيء تتحدث .. ثم ما لبثت أن تذكر ما حدث بينهم .. قهقه عليها فهو قد نسى ما حدث بينهم أو لم يأخذه عين إعتبار ..
_ عادي ولا يهمك محصلش حاجة والله .. أنا أصلًا نسيت .. وبعدين ارفعي وشك للدرجة دي بنطلون عجبك ولا ايه

خجلت من حديثه .. رفعت عينيها تنظر إليه .. شهقت بخجل أكبر وهي تضع يديها على عينيها .. فكان عاري الصدر ..

نظر إليها باستغراب
_ في إيه

أردفت بتوتر
_ انت مش لابس هدوم ليه

رمش بصدمة عدة مرات وهو ينظر إلى نفسه .. وضع يديه على جسده يحاول مدارات أي شيء .. ثم قال بتوتر
_ ثواني هلبس وهاجي .. والله مش اخدت بالي

نظرت ملك في أثره باستغراب هل يخجل أم ماذا؟ أم من عليه الخجل هي أم هو!

عاد إليها بعد أن أردتى شيء يستر جسده .. حك مؤخرة رأسه بخجل
_ والله أنا إللي أسف بجد

قهقهت ملك عليه
_ ولا يهمك همشي أنا سلام .. أتمنى تقبل إعتذاري

هتف بضيق
_ إنتي هتقضيها إعتذار ولا إيه .. مش نتعرف زي الناس .. ده حتى إحنا جيران وبيقولوا الجار لجاره

قهقهت ملك عليه ثم مدت يديها بترحاب
_ معاك ملك .. ملك الدهشاني

أمسك كفها الصغير بكفه الكبير وهو يسلم بترحاب
_ معاكِ باسل .. باسل العناني

أردفت ملك بمزاح
_ سنجل بائس

تبدلت ملامح باسل إلى الضيق والحزن ولكنه حاول مدارات ذلك .. أردف بابتسامة حاول رسمها طبيعية حتى لا يظهر أي شيء
_ أيوه عليكي نور ..

أردفت ملك ببراءة
_ أنا بهزر على فكره مش فكرتك سنجل .. بس عادي بكره تلاقي نصك التاني

أردف باسل الغموض لم تفهمه ملك
_ مهي موجودة

هتفت ملك بإبتسامة
_ طب ما تشد حيلك بقى و الحقها قبل ما تروح منك .. سلام هطير انا بقى .. فرصة سعيدة يا أستاذ باسل

قالت ذلك وهي تلوح بيديها له مع إغلاق باب منزلها المقابل له …

_ أنا أسعد
هتف بذلك وهو يغلق الباب خلفه هو الأخر

لتنغلق الأبواب ك علامة على انغلاق قلوبهم بنصفهم الآخر .. فهل تلتقي مرة أخرى ؟

******☆******

كان وقفًا أمام باب منزلها .. علامات التردد بادية على وجهه .. يحاول أن يطرق الباب .. لكن المواجهة تمنعه .. لا يعلم ماذا يقول لها .. لن يكفيه اعتذارًا .. بل وبأي حق ستقبل العفو عنه .. من أجل تركه لها سنوات ولا يسأل عليها .. وكل ذلك لماذا .. أمن أجل زو .. زوجتك؟ .. أي زوجة تمنعك عن والدتك أيها اللئيم ..

بكل سهولة تنسى كل فضلها عليك .. لم تحسن إليها في شيء .. لم تكن الأبن البار الذي يرعاها .. لم تكن سندها مثلما كانت تنتظر منك ذلك .. بكل سهولة تنسى معاناة الأيام التي ريتك فيها و تعبت في تربيتك لتجعلك رجل بمعنى الكلمة.. ولكن أين رجولتك بعصيانك لها .. بمنعك لرؤيتها .. هل ترد أفضالها عليك بتلك الطريقة البشعة ..

أتلك هي أمك التي أوصاك الله عليها ورسوله الكريم في حديثه حينما قال أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ..

أسند يديه على جبينه وتجمعت الدموع بعيناه .. وأي دموع بتركك لها عش .. عشر سنوات .. بكل قسوة وجبروت .. لا تأتي لها ولا تراها .. ولا تعلم أحوالها .. بعد تلك السنين تأتي وتطلب السماح منها .. يا لقلبك القاسي هذا ..

خطر بباله تلك الذكريات فكم مرة جلست بجانبه .. تفرح لفرحك، وتتألم لآلامك، تحزن لحزنك؛ تكاد تموت قلقًا عليك إذا أصابك المرض .. كم مرة ضمته إلى أحضانها تبث له الأمان ذاك الحضن الذي اشتاق له حقًا .. ذاك الحضن الذي هز كيانه وكان له الفضل في الرجوع إليها .. حضن أم لابنتها لفقدانها بضع دقائق .. والدموع تنهمر من عين كلتاهما عندما التقى .. ليعود نفسه من وقتها برجوعه لها وها هو الآن بين بابها .. يرغب بالعفو والسماح فهل ستسامحه ..

أزال يديه من على جبينه بتوتر .. وهي تهتز من القلق .. حان الآن وقت المواجهة .. وأخيرًا استطاع استجماع قوته وطرق الباب ولكن كانت بالكاد تسمع .. ونظر إلى الأرض كطفل صغير ارتكب إثم .. فهو صغيرها مهما كبر حتى وإن كان صاحب إثنان وثلاثون عامًا ..

و لم يدم طويًلا حتى وجد الباب يفتح على مصارعه ..

شهقه خرجت من الأخرى وهي تنظر إليه بصدمة أبعد تلك السنين يأتي .. بل وبأي حق ..
هتفت وفاء بعدم تصديق
_ نادر

رفع عينيه من على الأرض بتردد وهو ينظر إليها ليرى أنها زوجة عمه ..
أردف نادر بتقطع وهو ينظر في أرجاء المنزل المطلة لناظري عيناه ..
_ أيوه .. هي .. هي .. ماما .. فين!

ابتسمت وفاء بتهكم من أمره ..
_ أمك وليك عين تسأل عليها بعد السنين دي كلها .. يا جبروتك يا شيخ .. لسه فاكر .. كنت فين من زمان .. وقت ما تعبت .. وقت عذابها ببعدك عنها .. لسه فاكر إن ليك أم ..
ثم أمسكته من مقدمة ثيابة بعنف تكاد تخنقه وهي تجذبه نحوها ..
_ قولي جاي ليه .. مش معقولة من حبك فيها يعني .. محتاج فلوس هاا .. لو محتاج هديك أنا بس مش عاوزين نشوف وشك تاني .. مش جاي بعد عذاب طويل ليها وقهر ترجع بكل بساطة كده ..
يا شيخ إزاي جالك قلب ترجع أساسًا .. ايه ضمنك إنها تكون عايشه أصلًا ومش ميته .. هاا ايه اللي يضمنك .. مفيش صح مفيش ..

أحمر وجهه من شدة ضغط الثياب بيديها عليّه ..
لم يستطع أن يتكلم او يبرر موقفه .. ليس لديه عذر حقًا .. ومعها حق في كل كلمة قالتها .. ما هو ضمانه ببقائها على قيد الحياة ولم يأتي أجلها .. لا يوجد .. لكن السؤال هنا .. هل سيفرق معك ذلك؟ هل ستتعذب لذلك؟ أم أنك ستظل بقلب من حجر .. نظرات الألم تلك لن تنفعك في شيء ..
حتى وإن كان ما حدث إجبارًا عليك .. وإن لم يكن بأختيارك ..

******☆*****

أخرج باسل ما جلبته ملك على المائدة أمامه .. وجد قالب كيك بالشكولاتة .. لا يعلم هل هي من صنعته أم لا .. ولكنه مزين بطريقة رائعة حقًا ..
أعاد لفه مرة أخرى بالغطاء .. حمله بين يديه واقترب من سلة المهملات جاء يلقي بهِ .. لا يريد أن يأكل منه ليس لديه شهية لشيء .. ولكنه نهر نفسه بشدة فهذا حرام .. غيره أولى به ..
تركه على المائدة ودخل يجهز ثيابة فالشمس على وشك المغيب وهو يخرج بعد غروبها ثم ما لبث أن عاد له مرة أخرى .. وضعه في الثلاجة حتى لا يتلف سيهديه لأي محتاج فليكن بأفضل حال .. قد يتأخر في الخروج

******☆******
كانت حنين تتحدث مع أمنية على الهاتف .. قاطعهم طرقات على باب منزل حنين
هتفت حنين بأسف ..

_ أمنية هقفل دلوقتي لأن الباب بيخبط وشكلها ماما .. هكلمك بعدين يا حبيبتي سلام دلوقتي

_ تمام يا حبيبتي في رعاية الله ..
هتفت بذلك أمنية وهي على الجانب الأخر بعد تفهمها .. وضعت الهاتف أمامها و دعت إلى والدتها الراحلة بالرحمة والمغفرة ولجميع أموات المسلمين ..

******☆******
خرجت أمنية من غرفتها إلى غرفة الجلوس .. قفزت بهدوء على ريتال ولوجي الجالستان على الأريكة يشاهدون توم وجيري ..

هتفت أمنية بسعادة وهي تشبك أصابع يديها ببعضهم البعض عينيها تشبع ببريق السعادة من أجل صغيرتيها ..
_ مين هيساعد مامي في الكيكة

قفز كلًا منهم بصياح على الاريكة وهم يصفقون بأيديهم بسعادة
_ هنعمل كيكة بالشيكولاتة هيه كيك هيه

اندفعوا إلى الداخل ماسكين بيد أمنية ..
ليحدث بينهم عراك بالدقيق الأبيض والشيكولاته .. وإرتفاع قهقهات كلًا منهم برنة مختلفة عن الأخرى .. ولكن كلًا منهم له رنة رائعة ..

******☆******

جلست حنين بجوار والدتها بعد أن وضعت الأغراض التي جلبتها في الثلاجة ..
أردفت حنين بعاتب على ما جلبته ..
_ ليه يا ماما التعب ده بس مكنش ليه لزوم خالص ..

هتفت نهلة بعتاب هي الأخرى
_ يوه إذا مش جبت ليكِ إنتِ .. أجيب لمين بس يا حنين ..

ابتسمت حنين لها
_ ربنا يخليكي ليا يا ماما ولا يحرمني منك أبدًا

_ يارب يا حبيبتي .. تعالي يا حبيبتي حطي راسك على رجلي ..
هتفت نهلة يذلك بإبتسامة وهي تضع يدها على فخذها ..

أسندت حنين رأسها على فخذ والدتها .. وضعت نهلة يديها على شعر حنين .. تمرر أصابع يديها بين خصلاتها …
أحست بوجود خطب في إبنتها .. لا تتحدث معها .. ولا تصمت إلا عند حزنها ..

هتفت نهلة بقلق
_ مالك يا حبيبتي .. إيه إللي مضايقك كده .. مش مخليكِ تتكلمي خالص ..

زفرت حنين بحزن وهي تهتف
_ يوسف يا ماما.. زعلان مني .. ومش بيكلمني غير على قد السؤال .. وبيرد وهو مش طايق يرد عليً ..

أردفت نهلة بغضب .. من هو حتى يحزن ابنتها .. لا يحق لأحد أن يفعل ذلك .. فهي والدتها ولا تفعل ذلك .. حتى وإن كان زوجها
_ وعلى إيه يا حبيبتي يعمل كده .. هو فاكر إن مش ليكِ حد يقدر يقف في وشه ولا إيه ..
مش معنى أن مش في راجل معانا يبقى مش ليكي سند .. لا أنا موجودة ..

هتفت حنين باستغراب من والدتها ..
_ ماما إنتي بتقولي إيه .. يوسف عمره ما فكر كده خالص ..

زمت نهلة شفتيها بعدم رضا ..
_ اسكتي إنتِ مش عارفة حاجة ..

هتفت حنين وهي تمسك أعصابها التي قاربت على الانفجار من حديثها .. لا تريد من أحد أن يغلط في زوجها وإن كانت والدتها ..
_ ماما إنتِ متعصبة ليه .. الموضوع مش يوصل لكده واللهِ

هتفت نهلة بلا مبالاة
_ طيب خلاص .. المحروس هيجي إمتى

هتفت حنين بصدمة وهي تبتعد عن أحضانها .. أهي تغلط في حبيبها؟
_ محروس!

هتفت نهلة بنفاذ صبر ..
_ جوزك يا حنين

جذت حنين على أسنانها بقوة
_ جوزي مش محروس يا ماما …

أردفت نهلة بحزن .. لا تريد أن تكون إبنتها حمقاء .. يسهل كسرها بسهولة ..
_ خلاص يا بنتي مش تزعلي نفسك أنا غلطانة
ليكي يا ستي ..

زفرت حنين بتعب من ذاك الحدث ألا يكفي عدم حديث يوسف معها ..
_ مهو يا ماما مش معنى إني بقولك على كل حاجة في حياتي إنك تغلطي في يوسف بردو .. إحترامي ليكي طبعًا بس كله إلا جوزي يا ماما ..
هتفت بكلمة زوج وهي تتكئ عليها .. كي تعلم والدتها أنها لا تسمح لأي أحد أن يقلل من شأن يوسف .. وتأخذها عين إعتبار ولا تكررها مرة أخرى ..

هتفت نهلة بعتاب لابنتها التي لاحظت من نبرة كلامها أنها نادمة ..
_ يعني إنتي زعلانة إنك بتحكي ليا تفاصيل يومك؟؟ بقى كده يا حنين .. خلاص يا بنتي حققك عليّ مش هتحصل تاني .. وادي راسك أهيت يا بنتي هبوسها .. همشي أنا بقى ..

وقف نهلة من مجلسها بعد أن قبلتها من جبينها تحت نظرات حنين المملؤة بالصدمه على ما تفعله والدتها ..
وقفت حنين من مجلسها لتلحق بها وهي تضع يدها على بطنها .. تحافظ على سيرها بهدوء .. لكي لا تؤذي طفلها لأنه ضعيف البنية والسرعة خطأ عليه ..

أمسكت حنين بها بيدها الأخرى بعد أن وصلت لها قبل أن تفتح الباب ..
جذبتها معها لتعود إلى مكان جلوسهم مرة أخرى في غرفة المعيشة على الأريكة ..

لم تقاوم نهلة .. بل أنها ذهبت بهدوء معها وهي تبتسم في الخفاء ..
كانت تنتظر قدومها إليها .. وضعت يدها الأخرى على شفتيها لتمنع ضحكة كادت تخرج وتفضحها ..
آه من كيد النساء …

هتفت حنين بحزن وقد قاربت على البكاء بعد أن جلست مقابل لجلوس والدتها
_ يا ماما حرام بجد .. أنا قلت إيه يضايقك مني بس .. خلاص يا ست الكل أنا آسفة ..

جذبتها نهلة إلى أحضانها .. وهي تحتضنها بحنان
_ خلاص يا حبيبتي أنا مش زعلانة منك واللهِ ..

ابتعدت حنين عن أحضانها وأردفت بسعادة
_ بجد مش زعلانة

هتفت نهلة بتأكيد
آه بجد .. صافي يا لبن كمان

قهقهت حنين بسعادة وهي تكمل العبارة
_ حليب يا قشطة

هتفت نهلة بحنان خاص لابنتها الوحيدة .. التي لم ترزق إلا بها من زوجها الراحل ..
_ طب تعالي نامي تاني على رجلي
هزت حنين رأسها بسعادة وهي تعود للجلوس مرة أخرى على فخذي والدتها لتنام في أحضانها ..

في مكان ما ..
كانت واقفة أمام الحائط المطل على البحر تتطلع إليه بفراغ ..
تتذكر الأيام الماضية كانت الحياة ضيقة عليها بشدة .. كأن الجميع تعاون على ايذائها ..
خسرت كل شيء .. لم يتبقى لها أحد منهم ..
خسرت أعز ما تملك .. ولن تقدر على خسران أحد آخر ..

تطلعت إلى عمق البحر .. ماذا سيحدث إذا ألقت نفسها به .. لن تشعر بوجع الفراق مرة أخرى .. ستؤدي بحياتها من أجل ذلك .. لن تقدر على الصمود .. ذاك السد المصطنع التي كانت تحاول استمراره قد كسر هو الآخر ..

نظرت إلى السماء وهي تستغفر ربها لما سيحدث منها ..
ثانية واحدة وأصبحت فوق الحائط ..
أراخت جسدها وهي تبتسم بألم بالتأكيد ستلاقي حتفها بكل بساطة .. أجمل شيء أنها إذا قاومت لن تستطيع لعدم قدرتها على السباحة ..

ارتطم جسدها بالماء ..
تناثرت قطرات الماء للأعلى من حمولة جسدها ..

لم يهمها كيف ستموت .. أو الأنتحار الذي فعلته بنفسها .. كل ما يهمها أنها سترتاح من الوجع .. ولكن كيف ترتاح بتلك الطريقة وهي تقتل نفسها بنفسها .. وأنها بتلك الطريقة تاخذ لقب الكافر..

أما الآخر كان يحاول أن يسرع للإمساك بيدها قبل أن تسقط .. لم يستطع ..
نظر إلى مكان سقوطها بصدمة لما فعلت ذلك كان يريد إنقاذها .. لكنه لم يصل في الوقت المناسب للإمساك بها ..
لم يترك نفسه للتفكير ..
ثانية واحدة وقفز في الماء يحاول البحث عنها





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى