Uncategorized

رواية ملاك السيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf


الفصل الرابع عشر

ينظر إلى المائدة التي أمامه المملؤة بالكثير من الطعام المحبب إلى قلبه وبها ما لذ وما طاب ..
لا يعلم ماذا يأكل أولًا ..
مرر لسانه على شفتيه يزيل اللعاب الذي سال وهو يرى والدته تضع باقي الأطباق على المائدة .. وكيف لا وجميع الأكلات أمام عينيه ..

أمسك قطع الدجاج يأكلها بأستمتاع وتناغم .. التي كانت أشهاهم بالنسبة له .. حمراء .. مقرمشة بطريقة مبهرة بسبب القلي والتوابل التي وضعت عليها .. مصنوعة بطريقة والدته الطريقة التي لم يرى لها مثيل أبدًا .. ولن يرى مهما حي فطعام الأم ليس له مثيل حتى وإن لم يعجبك ..

بعد أن إنتهى من الدجاج لعق أصابع يديه الإثنين بشهية وهو حزين لأن الدجاج قد إنتهى ..
نظر إلى باقي الطعام الذي أمامه ..

ليرى أنها وضعت الحمام ذاك الطائر الصغير الشهي أيضًا لم يره وهي تضعه بالتأكيد وضعته وهو يأكل الدجاج ..
بدأ يأكلها بشهية أكبر وأكبر مع مكرونة الصوص الأبيض مخلوطة بقطع اللحم الصغيرة .. حتى إنتهى منهم .. وبدأ يأكل باقي الطعام المتواجد على المائدة بشهية أكبر ..
التي صنعته يد والدته الحبيبة ..
تمهل في تناول الطعام لن يأخذه أحد منك بل إنك من سيحدث له خلل ما عندما تقف اللقمة في حلقك وكيف ستقف وهو كبير بحق!

منذ الصباح وهي تصنع له الطعام بكل سعادة لم تجعل زوجة عمه الراحل تساعدها في شيء .. حزن بشدة لفراق عمه وأنه لم يذهب ليؤدي واجبه معه ولكنه لم يكن يعلم بذلك!

رفع عينيه ليرى والدته الجالسة جواره تنظر له بسعادة ولا تأكل .. كيف لم يلاحظ ذلك .. وكيف يلاحظ وكان مسحوبًا مع الطعام ذاك البدين الذي انتفخت باطنه بسبب ما أكله ..

هتف والطعام مازال متواجد في فمه ليتناثر بعضًا منه على المائدة ..
_ ماما إنتِ مش بتاكلي ليه

كيف لها أن تأكل وأنت أمامها .. لا تريد أن تضيع لحظة واحدة من غير النظر إليك ورؤية ما تفعله ..

أمسكت هند الملعقة وهي تضع الطعام في فمها
_ أنا باكل أهوت .. كل أنت يا حبيبي لأنك مش كلت حاجة خالص .. خد يا حبيبي كل دول يلاه خلصهم كلهم عشان خاطري

هز نادر رأسه وهو يعود لتناول الطعام ..

ظلت تنظر إليه ولم تزيل عينيها من عليه ..
لا تضمن ما يخبئه الغد هل سيظل معها ولا يتركها مثلما مضى؟
لذلك تريد أن تصنع الذكريات بينهم ..
تشبع عينيها برؤيته ..
لا تصدق أنه أمامها الآن و يأكل من يديها ..
أنه حلم كانت تحلم به منذ زمن .. حلم جميل حقًا .. وقد تحقق أخيرًا ..

******☆******

بدأت تتململ في نومها تحرك جفون عينيها علها تفتحهم وتستيقظ من الظلام الدامس المحيط بهم ..
فتحت عينيها ببطئ .. ضوء شمس ساطع طل على عينيها .. أغلقتها بسرعة حتى تعتاد عليه ..
ظلت على وضعها تحاول فتح عينيها حتى فتحتها ..

نظرت إلى المكان باستغراب أين هي .. رفعت يديها التي ارتفعت ببطئ تضعها على جبينها تحاول تذكر أي شيء ..
ثواني ما هذا المتواجد بداخل يدها اليسرى! كالونه؟

نظرت في أرجاء الغرفة بتركيز لترى أنها في غرفة من غرف المشفى ..
لتتذكر ماذا فعلت .. كيف استسلمت .. وكيف ألقت نفسها بكل بساطة في البحر عله ينجيها من الغرق الذي كانت فيه ويغرقها في محيطه .. وكيف وكيف ..

أستغفرت ربها كثيرًا على ما بدر منها وهذا شيء قليل على ما ستفعله فليس كل شيء يكون بسهولة ..
بقى الندم حليف لها على ما فعلته فلم تأخذ غير ذلك ..

نهرت نفسها على تلك المحاولة لن تكررها مرة أخرى ..
كانت لحظة انفعال وخطأ ..

حاولت الوقوف ولكنها لم تستطع جسدها يؤلمها ..
لا تعلم أمن السقوط أم النوم على السرير!
هل نامت لبضع ساعات أم أيام؟ لا تعلم ليأتي أحدهم ويخبرها …

ثواني وفتح باب متواجد في الغرفة وكأن الناجي قد أتى وقد لب الله طلبها ..
سألت نفسها هل إذا طلبتُ غير ذلك كان أتى؟

تطلعت إلى ذاك الخارج المتواجد معها تحت سقف واحد ببلاها من هذا أيضًا!
رأته يقترب منها عندما رأها استيقظت
إذن فهو الطبيب هتفت بصوت خافت
_ هو مين جابني هنا يا دكتور

انحنى إلى مستواها وضغط على الزر المتواجد بالقرب من السرير منتظر حضور الطبيب ليرى حالتها ثم جلس على الكرسي أمامها وهو يهتف بإبتسامة بالكاد رسمها على محى شفتيه
_ أنا مش دكتور يا أستاذة ..

رمشت عدة مرات فقد ظنت كذلك .. إذن ماذا يفعل هنا في الغرفة معها هل هو من جلبها هتفت بتوتر
_ هو .. هو أنت إللي جبتني

هز رأسه بنعم لتكمل بتوتر وهي تبتلع ريقها هل رأى ما فعلته ..
_ وأنت عرفت إزاي إني .. إني

هتف بانفعال وهو يقترب منها فلم يقدر أن يمسك أعصابه أكثر من ذلك فما فعلته خاطئ ..
_ إنك حاولتِ تنتحري صح .. شوفتك وإنتي بترمي نفسك من على الكوبري في البحر بكل بساطة .. حاولت أوصل ليكي قبل ما تقعي بس مش لحقت .. نزلت جبتك على طول وعملت ليكِ تنفس أول لما طلعتك وجبتك هنا ..

انكمشت في السرير بخوف من ثورانه ..
رأى حالتها تلك قلق عليها أخبره الطبيب بوجوب الراحة لها .. أردف بأسف حقيقي وهو يبتعد عنها عائد الجلوس على الكرسي مرة أخرى
_ أنا آسف .. بس مش كانت قادر أمسك نفسي على إللي إنتِ عملتيه .. مع إن والله مش كنت هكلمك كده وكنت هتكلم براحة معاكِ

تنفست براحة بعد أن ابتعد عنها .. جاءت تتحدث ولكن دخول الطبيب إلى الغرفة منعها من ذلك ..

هتف الطبيب بإبتسامة عملية وهو يكشف عليها بينما أكنس رأسه إلى الأسفل ليفعل الطبيب عمله ..
_ مريضتنا أخبرها إيه .. حبيبك بيحبك أوي كان خايف عليكِ جدًا .. وفضل معاكِ في الأوضة حافظي عليه ..

جحظت عين كليهما من ما يقوله وهما ينظران إلى بعضهم البعض ولم يسعهما أن يوصلها سوء الفهم هذا لأنه قد خرج وكتب لها الخروج وبقيت الممرضة تزيل لها الكالونه لأنها ليست بحاجة لها الآن ..

هتف هو بتبرير لكي لا تظن به سوء
_ أنا مش قلت ليه كلمة واحد خالص .. هو إللي فهم غلط .. وخوفي عليكي خوف أي إنسان بيخاف على حد مش أكتر والله .. ومسعدتي ليكِ مساعدة خير مش عندي نية تانية واللهِ ..

ثم رفع يديه مشيرًا إلى الخاتم الذي بين أصابع يديه
_ أنا خاطب والله وبحب خطيبتي .. وعيونها زي لون عيونك كمان

قهقت بخفة ظنت بأنه أعلم الطبيب بشيء غير حقيقي
_ خلاص مصدقة واللهِ يا ..
أستغربت كيف لم تعلم إسمه بعد ..

_ سيف إسمي سيف
هتف بذلك وهو يقف من مجلسه موليًا إياها ظهره

شكرته بإمتنان حقيقي
_ شكرًا جدًا يا سيف واللهِ على إللي أنت عملته معايا

هتف سيف بإبتسامة وهو يقف في الخارج ناظرًا عليها بعد أن غادر الغرفة ..
_ أنا مش عملت حاجة لو حد غيري كان عمل كده .. أتمنى إنك مش تعملي كده تاني .. أنا هطلع بره عشان تاخدي راحتك وتلبسي و هفضل مستنيكِ عشان نتكلم شوية يا أستاذة

_ إسمي زهرة
هتفت بذلك وهي تراه يغلق الباب الفاصل بينهما فهل يا ترى إنفتح قلبه لها مثلما أفتتح قلبها له؟ ..

******☆******

_ الشاي أهوت يا حبيبي
هتفت هند بذلك وهي تضع له كوب الشاي على الطاولة الصغيرة المجاورة لجلوسه في غرفة المعيشة

أردف نادر بصياح وهو يمرر يديه على باطنة المنتفخة من الطعام
_ الله يخليكِ يا أمي الواحد فعلًا عاوز يدمس الأكل إللي هو كله بالشاي ده .. تعالي اقعودي جنبي

قهقهت هند وهي تجلس بجواره على الاريكة التي لا تتسع إلا لشخصين ناحية اليسار
_ بألف هنا يا حبيبي

أردف نادر بإبتسامة
_ الله يهنيكِ يا أمي ..

نظر إلى الباب المقابل لغرفة المعيشة ليهتف بتسأل
_ هي عمتي لسه جوه في الأوضة

هزت هند رأسها بتأكيد وهي تلتقط جهاز التحكم وفتحت به التلفاز على إحدى القنوات

أمسك نادر كوب الشاي المخلوط بالأعشاب والفوائد وبدأ يرتشف منه ..
وهو يفكر في موقف زوجتة ..
هل ستأتي إلى والدته وتنسى فقدان طفلهم الأول؟
أخطأ عندما لم يترك والدته تبرر موقفها بل الغضب جعله أعمى لا يعلم ماذا يفعل ..
لكنه كان مجروح فقد طفله وأوشك على فقد زوجته ..
وإنهيار ألاء أمام عينيه جعله يفقد أعصابه على والدته ..
ولكن الآن الأمور أصبحت واضحه لديه ..
إذا كان هناك من أخطأ فهو وليس هم فلم يخطأ أين منهم …
والدته لم تتذكر أين تركت المال
و ألاء حساسه جدًا في فترة حملها
لذلك حدث هذا كله
كل منهم لديه سبب وهو! كان أحمق لعين …
لكن السؤال الذي لا يجد له أجابه ستتغاضى ألاء عن ما حدث!

_ نادر مالك يا حبيبي أنت كويس
هتفت هند بذلك بقلق عندما وضعت يدها على وجهه بعدما وجدته في مكان آخر غير منتبه لأي كلمة قالتها

إنتبه نادر لها تطلع عليها وجدها تنظر له بقلق .
وضع الكوب الذي لا يعلم متى إنتهى منه على الطاولة ..

دار بجسده ليصبح مقابل لها ..
أمسك يديها بين يديه مقربًا كلتاهما نحوه يقبلهم بحب ويتتطلع إلى عينيها

_ أيوه كويس يا ست الكل .. بفكر بس أجيب ليكِ حفيدك مش عاوزة تشوفي حفيدك مازن ..
تعرفي أنه أخد لون عيونك الخضرا الحلوين دول يا حلوة إنتِ

اهتز كيانها حفيد .. كم مرة تمنت أن ترى أحفادها .. تلعب معهم تمرح معهم .. ترى ملامحه .. تفعل الكثير والكثير وأخيرًا الآن بعد عناء طويل وإنتظار سيتحقق أحلامها ..
وأيضًا أبن أبنها ورث شيء منها ورث عينيها كم هو شعور رائع حقًا أن يحمل شخص بعض من ملامحك

هزت رأسها بسعادة مع إجتماع دموع السعادة في عينيها

رفع نادر يديه إلى الأعلى وهتف بمرح
_ جوز عيون إنما إيه يهبلوا الواحد

قهقت هند بسعادة وهتفت بفضول .. لا تريد الإنتظار أكثر .. ولا حتى دقيقة واحدة ولا أن تضيع أي وقت منها فكل ثانية أصبحت ذا قيمة معها

_ هيجي امتى يا نادر .. أنا عاوزة أشوفه يا نادر .. قولي إمتى

أحاطها نادر برزاعيه على كتفيها وهو يهتف بسعادة
_ أهدي أهدي هجيبه ليكِ عيوني .. بالكثير بكره هيبقى عندك

هتفت هند بضيق واعتراض
_ وليه مش انهاردة

أردف نادر بهدوء وهو يبرر لها الوضع
_ عشان المشوار هيبقى طويل ومن هنا البيت ساعات مش تقلاقي مش هتأخر إن شاء الله
وهيجي ألاء معايا .. همشي أنا دلوقتي عشان ألحق أجي .. لا إله إلا الله

وقف نادر وأخذها بين أحضانه يودعها بضع ساعات ليس إلا ..
لتهتف هند بقلق خوفًا ألا يعود لها مرة أخرى ..
_ محمدًا رسول الله
خرج نادر من المنزل تاركًا إياها تنظر في أثره تحاول أن تزيل تلك الأفكار عن تفكيرها ..
دخلت إلى غرفته وجذبت ثيابة التي قد أبدلها بأخرى نظيفة كانت متواجده له منذ آخر مرة ترك بها المنزل ..
وهي تضعها على أنفها تتنفس رأحته لتظل هكذا ممسكه بالقميص الخاص به حتى أنها إرتدته وهي تدعو الله بعودته لها ..

******☆******

_ يوسف
هتفت بها حنين بسعادة عندما عاد إلى المنزل وهي تقترب منه ..
قبلها على جبينها وهو يحتضنها بحنان مغلقًا الباب بقدمه وهو يضع الأغراض بجواره ..

أبتعدت حنين عنه وحملت الأغراض من على الأرض بسعادة
_ دي الكبدة صح

أوما يوسف برأسه بينما أخذته حنين من يديه إلى الداخل
_ طب يلاه أدخل الحمام غسل إيدك وتعالى ناكل بسرعة أكون حطتهم

غسل يوسف يديه ثم عاد ليجدها وضعت أطباق الطعام على المائدة
جلس يأكل بصمت غير منتبه لمَ تقوله ..
رفعت عينيها تنظر إليه قلقت عندما رأت حالته تلك ..
تركت ما بيدها من طعام ووضعت يديها على كتفه تهزه ..

_ مالك يا حبيبي .. مدايق من إيه .. في حاجة حصلت لقدر الله

كيف لا يحزن وكان يجمع أغراضه من المكتب منذ ساعات ..
كيف يقول لها أنه بلا عمل ..
أن صاحب الشركة صرح بإفلاسه وباع الأسهم الخاصة ..
أن المشتري لا يريد أحد أكتفى بما معه من أشخاص ..
أنه ودع المكان الذي كان به منذ سنوات بحزن ..
خرج لا يعلم ماذا يفعل ..

كيف يخبرها أن أغراضه قد حملها بين يديه لا يعلم أين يذهب بها ..
وهل سيوظفه أحد؟ وهو لا يمتلك واسطة مثل غيره ..

وكيف يفعل ذلك وهي مسحوبة اللسان تجاه والدتها! ..

_ لا يا حبيبتي مفيش حاجة بس بفكر الأيام إللي أنا أخدتها إجازة نعمل فيها إيه إنتِ رأيك نعمل إيه فيهم ..

لا يعلم لمَ قال ذلك .. ولكن تمرد لسانه عليه بشيء أفضل جعله يتشوق للذهاب حقًا .. فليأخذها عطلة ولتمُر الأيام كما تمُر الآن سينفرد بزوجتة أيام وطفله وهذا هو الأهم ..

تطلعت حنين إليه فاتحه فمها ببلاها .. أيقول عطلة حقًا؟

قهق يوسف عليها بشدة وهو يضع كف يده على فمها
_ حنين إيه يا حبيبتي هتفضلي فاتحه بقك كده كتير اقفلي يا ماما بدال ما أقفله أنا ..

تبع حديثه بغمزة ..
وقفت حنين تجلس على فخذيه بدلال ..
أسندت رأسها على صدره ..

وضعت يده حول خصرها بعد أن أمسكتها ..
رفعت عينيها تنظر له بحب ثم قبلته من وجنتيه مررت يديها على وجهه برقة ..

بينما هو كان يبتلع ريقة وينظر لها ببلاها من الواضح أن جينات الحمل أثرت عليها حقًا ستكون الأيام القادمة عصيبة عليه .. ولكن أعجبه ذلك ..

أبتسم بلعوبيه حاملًا إياها بين زراعيه
_ أستعنا على الشاقي يارب
قهقهت حنين بسعادة وهي تغرس رأسها بين عنقه

******☆******

_ اتفضل يا سيدي القهوة أهي .. كمل بقى حصل إيه بعد كده
هتف بذلك أمجد الذي وضع له قدح قهوة

هتف ماجد محاولًا التذكر
_ وصلنا لفين

بدأ ماجد يتذكر إلى أين وصل حديثهم .. ففي الأيام الماضية أخبره ماجد كيف قابل أمنية وتزوجها وقرروا تأجيل الباقي إلى يوم أخر وانشغلوا بالعمل وها هم جالسون في منزل أمجد بغرفة المعيشة بعد إنتهاء دوام العمل ليهتف أمجد بهدوء ..

_ وقت ما اتجوزت أمنية وحملت

هتف بتأييد
_ أيوه معاك حق

ظل ماجد يشرب قد القهوة بإستمتاع اغتاظ أمجد منه
_ ما تبدأ يا أستاذ

أبتسم ماجد على صديقه الذي لا يتحمل الإنتظار لمعرفة الباقي ظن حكايته وكأنها إحدى الأساطير الذي يرويها كاتب ما

_ اخلص القهوة حرام

زم أمجد شفتيه بعدم رضى
_ لا مش حرام

وأمسك القدح الخاص به وأرتشف منه هو الأخر حتى انتهى كلًا منه من شربه ليبدأ ماجد الحديث متذكرًا ما حدث بعد ذلك من سنوات

‘فلاش باك’
بعد حمل أمنية بالجنين الثاني إستمرت والدته بلزوم تحديد جنس المولود ولكنه لم يفعل مثلما أرادت ..

بل أراد أن تأتي كما تأتي مهما كان صبي أم فتاة و إن كانت فتاة فهي من صلبه سيحبها ولن يعترض على شيء ..

حتى أتت لوجي إلى الحياة وقد رزقهم الله بطفلة أخرى بعد ريتال رائعة الجمال مثل والدتها أخذت كل ملامحها ..

أحبها بشدة وتعلق بها أكثر من إبنته الثانية لا يعلم لما أهو بسبب ذلك؟

في إحدى المرات ذهب إلى منزل والده بعد ولادة لوجي بفترة كبيرة .. لم يخبرهم بمجيئه لهم..

عندما دخل سمع والدته الجالسة في غرفة المعيشة مولية ظهرها للباب تتحدث مع أحدهم وبيدها صور مختلفة تقلبهم بين يديها

أقترب منها بهدوء محاولًا عدم إصدار صوت لكي يفزعها ولكنه توقف بصدمة عندما سمع ..

_ لا لا .. مش هينفع غير واحدة بس منهم .. إيه .. طيب طيب لما تيجي هوريكي هي مين .. لا لا يختي نادر بسمع كلامي وهيتجوز واحدة منهم مش تقلقي . يوه هديكِ الفلوس حاضر لما تيجي .. بس اني متأكدة انها هتجيب حفيد ليا .. إذا كان كده ماشي لما تيجي خلي بالك مفيش مخلوق يشوفك .. طيب طيب خلاص اقفلي مش ناقصة حد يجي ويسمع ..

وقفت من مجلسها تذهب إلى الداخل شهقت بصدمة واقفًا أمامها ضامًا يديه ضاغطًا إياهم بقوة ينظر لما بين يديها ..
هل سمع حديثها؟

هتفت بتوتر مبتلعة ريقها وهي تخبئ الصور خلف ظهرها بيدها اليمنى فلم تستعد لذلك في مثل هذا الوقت وزوجها هنا ..
_ ما. ماجد حبيبي إزيك

أردف بإبتسامة مصطنعة محاولًا ألا يثور عليها
_ حمد لله ..

سألها مستفهمًا عن تلك الصور على الرغم من أنه فهم من حديثها ما تنوي عليه ..
_ إيه إللي وراكِ ده

هتفت نجوى بقوة مصطنعة
_ مش حاجة .. وبعدين أنت بتدخل في حاجة مش ليك دخل فيها ليه

هتف ماجد بضيق جازًا على أسنانه بقوة
_ بصي يا أمي بلاش لف ودوران .. أنا سمعتك في التلفون وإنتِ بتتكلمي مع حد الله أعلم مين دي كمان .. جايبه عروسة ليه يا أمي حد قالك إني عاوز أتجوز على مراتي

هتفت نجوى بصياح كيف له أن يحقق معها؟
_ الله أنت نسيت نفسك ولا إيه لتكون هتحاسبني يا أستاذ .. هتحاسب أمك .. لا يكون في علمك أعمل إللي أعمله أنت ملكش صالح .. ولا هي الهانم مراتك مسلطاك عليّ يا أستاذ .

هتف بغضب وصوت عالي وهو يقترب منها جعلها تنتفض من الخوف وتندفع إلى الخلف لتسقط على الكرسي الذي حملها

_ مراتي!

أوعاكِ تقولي إنك مش طايقاها دلوقتي .. ليه مش دي هي إللي كنتِ من سنين عاوزاني اتجوزها .. وعملتِ فيا كتير أوي كتير أوي يا أمي .. حرمتيني من الشغل إللي كان نفسي فيه .. خليتني أتجوز في فترة أنا مش كنت بفكر في الجواز خالص ..

فضلت أقول لنفسي ياد استحمل معلش دي أمك مهما كان مش مشكلة أسمع كلامها مش هتخسر حاجة .. وكده كده هيجي يوم ليك وتتجوز مش فرقت من دلوقتي ..

وافقت عشان حضرتك .. عشان مش أزعلك .. عشان مش أرفض ليكِ طلب .. مش رضيت أجرح مشاعر حضرتك بكلمة .. لا بالعكس ضغطت على نفسي عشانك ..

كنت بحط الجذمة في بوقي وأسكت .. إتجوزت إللي أنتِ اخترتيها بنفسك .. حرمت نفسي من الخلفة سنتين لإني مش كنت طايقة أخلف .. ههه أصل جوازي كان غصب شوية هههه .. ربنا أراد أنها تحمل مني ونجيب طفل يبقى بنى .. وقتها ندمت إني ضيعت سنتين من غير ما تخاف بس أكيد دي إرادة ربنا ومش كان هيبقى في حمل وممكن لو حصل يكون في أضرار لقدر الله .. ههههه جت بنتي الأول وفرحان وكل حاجة جت لوجي بنتي التاني ..

حضرتك يا أمي يلي هي تكون حفيدتك قولتي إيه ها مش فاكرة قولتي إيه صح هههه بس أنا فاكر كل حاجة عملتيها وقت حمل أمنية في بنتي كنتِ عاوزة بأي طريقة نشوف نوع الجنين ومش شفته يا أمي .. وبعد ما جت يا أمي بدال ما تباركينا فرحتنا لا عكننتيها علينا .. مش ولد .. ليه مش جابت ولد وليه وليه …

كنتِ مين إنتي عشان تعترضي على حاجة ربنا جايبها ها؟؟؟

سمعتك بتتكلمي مع بابا بتقولي العيب من أمنية .. عيب من أمنية فين .. إنتي ناسية أن الجين بيبقى من الراجل مش الست يعني العيب مني أنا مش مراتي ..

ويقولك أهوت أنا بحب مراتي يا أمي بحبها .. البنت إللي اتجوزتها غصب حبتها .. أيوه حبيتها مش شفت منها أي حاجة وحشه خالص وربنا رزقني منها ببنوتين صغار جمال إزاي أعترض بس ..

ودلوقتي عوزاني أتجوز على مراتي عشان اجيب ليكي طفل ؟؟ طفل إيه ده إللي أنتِ بتتكلمي عليه؟؟

كفايا كده أنا زهقت مش قادر استحمل لآخر مرة هقولك أنا بناتي كفايا عليّ مش محتاج ولد البنات مش عيبه ولا حرام ..
أنا مش هعرف أختار بينك وبينها لأنك امي وهي مراتي ولا عاوز أخسر حد منكم ..
لكن لو حضرتك مش طايقة أمنية أوي كده في حل هيريحنا كلنا هبعد عنها عشان حضرتك ترتاحي يا أمي هههه أصل راحتك مهمه عندي بس مش هبعد عن أمنية بس لا هبعد عنك إنتِ كمان وكده أنا كمان هرتاح عن أذنك …

غادر تاركًا إياها تنظر في أثره بصدمة والكلمات تتردد في أذنها .. يحبها .. يحبها .. لن يتزوج .. لن يتركها .. لا يريد صبي ..
وكيف يتحدث معها بتلك الطريقة ..
نظرت على ذاك الواقف بجوارها .. هل يريد إضافة شيء؟ ألا يكفي ما قاله إبنه!

هتف إبراهيم بيأس الذي خرج من غرفة المكتب عندما سمع صياحهم

_ قولتلك بطلي إللي بتعملي ده .. هيجي يوم ويبقى على أخره منك وهيطلع فيكِ وأهو طلع ياريت تكوني ارتحتي ..

صعد إلى المكتب مرة أخرى تاركًا إياها تنهش في نفسها لأختيارها أمنية زوجة له فها هي تخرج المكيدة عليها وأصبح يحبها ..

مرت الأيام ولم يرى أحد منهم وكان يذهب بين الحين والأخر إلى أمنية يراها ويرى أطفاله عندما يغزوه الحنين وحتى الأن لا يعلم ماذا يفعل ولم يجب على إتصالات والدته فبعد ما حدث وبعد ما قاله ما زالت عند موقفها

عودة من الفلاش باك

_ بس ده كل إللي حصل وسبب بعدي عن مراتي
هتف ماجد بذلك وهو يخرج زفيرًا عاليًا مملوء بتعب وإرهاق وألم شديد وحزن سيطر عليه





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى