Uncategorized
رواية ملاك السيف الفصل السابع عشر 17 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf

رواية ملاك السيف الفصل السابع عشر 17 بقلم ايمان صلاح
أستقلت ملك سيارة الأجرة هي وإسراء تاركين رسالة لوالدتهم التي لم تكن في المنزل بما حدث …
بينما ركضت زهرة إلى منزل أمنية تخبرها ما حدث ل حنين ..
بينما ذهب نادر وراءها يرى ما بها وهو قلق عليها بعدما رأى حالتها تلك ..
فتحت ريتال الباب .. أندفعت زهرة إلى الداخل تنادي على أمنية تاركه نادر واقفًا أمام الباب ..
_ أمنية .. أمنية إنتِ فين
خرجت أمنية من الحمام بقلق وبيدها المنشفة التي كانت تجفف بها المياه من على وجهه
_ أي في إيه
هتفت زهرة بحزن وهي تحكي لها ما سمعته من ملك
_ كنت بتكلم أنا وملك مع بعض وبعدين إسراء قالت إن حنين وقعت من على السلم
شهقت أمنية بخضه مزامنة مع سقوط المنشفة من يديها .. واضعة كف يديها على فمها .. وبدأت الدموع تتجمع حول عينيها على رفيقتها .. خوفًا من حدوث مكروه لها أو لجنينها ..
هتفت زهرة بهدوء نسبي وهي تهزها من كتفيها حتى تعلمها ما عليها فعله
_ أمنية مش ده وقته .. إنتِ صحبتها مش تنسي كده .. وجودك هيفرق معاها جدًا .. أنا جيت أقولك عشان كده .. عشان تروحي تقفي جنبها .. هي هتتقبل وقوفك جنبها أكتر أمنية فوقي ..
شاورت أمنية بإصبع يدها على غرفتها بتوتر
_ طيب .. أنا أنا هلبس ماشي ..
ضربت أمنية جبتها بقلق
_ البنات
هتفت زهرة باطمئنان
_ هوديهم عند عمتو إهدي إنتِ .. روحي ألبسي أكون ودتهم تمام
هزت أمنية رأسها وهي تذهب بسرعة إلى غرفتها ترتدي الثياب …
أخذت زهرة البنات إلى هند .. وأخبرت ل نادر بما حدث ليأخذهم نادر إلى هناك لكي لا يتركهم بمفردهم ..
******☆******
ترجلت ملك من السيارة بعد أن دفعت الحساب للسائق ..
ركضت إلى داخل المستشفى تسئل موظف الأستقبال عنهم .. أرشدها إلى مكان تواجدهم ..
أندفعت بسرعة إلى أخاها تريد الاطمئنان عليه تتبعها إسراء التي ما زالت تبكي ..
كان جالسًا متكئًا على قدميه .. مسندًا ظهره على الحائط .. ضاممًا كفيه معًا على جبينه ..
وضعت يدها على كتفه تطمئنه بوجودها بجانبه .. نظر إليها بعد أن أزال يديه والدموع في عينيه أحست بالاختناق وهي تراه بتلك الحالة ..
أقتربت منه وحضنته بقوة .. تحاول أن تأخذ ما به من آلام .. تطمئن قلبه المسكين بأن كل شيء سيكون على ما يرام ..
حتى وإن كان الأخ الغير الشقيق لها ..
وهل يجب أن يكون أخُ لها من نفس الأم من أجل أن تقلق بشأنه؟
لا وألف لا
بكت ملك لبكائه أول مرة ترى حالته بتلك الطريقة .. وكيف لا ومن بالداخل تصارع الحياة هي زوجته .. حبها الساكن بين ضلوعه ..
أقتربت إسراء منهم وهي تجلس في الناحية الأخرى منهم وتمسك يده بإحكام تدعمه فليفق مما هو فيه .. كيف يضعف وهي في حاجته .. ولكن ماذا يقول لقلبه الذي يبكي هو الآخر لما حدث معها؟؟
آه أيه القلب لما تصعب عليَّ ذلك .. لما لم تسيطر مثل كل مرة على هذا العقل البائس .. لما .. لما تركته يفعل بها ذلك .. يلقي عليها تلك الكلمات الجارحة .. لو لم يقل لها ذلك لما وصل حالهم إلى ذلك ..
وأي حال وهي وطفله بين الحياة والموت إذا لم يكن قد فا ..
لم يقدر أن يكمل كلامه أكثر من ذلك .. ابتعد عنه ووقف بالقرب من الباب مستندًا عليه بذراعه ..
لتصل رائحته لها من الفتحة الصغيرة المتواجدة به .. فهل تصل مثلما يظن؟ أردف بوجع
_ أنا السبب .. أنا إللي عملت كده .. اتخانقنا مع بعض .. و بعدين نزلت من البيت .. جيت أطلع تاني .. لقيتها .. لقيتها واقعه على السلم .. وغرقانه في دمها .. نزل منها دم كتير .. خلاني افتكر إن .. إن هي ماتت وسابتني ..
أقتربت ملك منه بهدوء واضعه كفي يديها على وجنتيه
_ اهدى يا بابا .. قدر الله وما شاء فعل .. عشان خاطري يا يوسف .. مش تعمل في نفسك كده .. وإن شاء الله هتبقى بخير .. مش تنسى محدش عارف الخير فين غير ربنا .. عشان خاطري أمسك نفسك عشانها هي ..
قبل أن تكمل كلامها خرج الدكتور الذي أمسك حالتها من الغرفة ..
نظر لهم بحزن .. ليزيل الأمل من عيونه ويحل محله القلق .. لن يقدر على الصمود أكثر من ذلك .. أسند يديه على الحائط فيحمل جسده وهو يستعد لما يقوله الطبيب ..
_ البقاء لله الطفل اتوفى .. والمدام وضعها مش مستقر لأنها نزفت كتير ..
شهقه خرجت من الجميع ومعهم أمنية وزهرة ..
أكمل الطبيب بعمليه
_ تقدروا تدخلوا ليها لما تبقى بخير ..
أسند يوسف رأسه للخلف ودمعه خرجت من عينه على فراق طفله الذي كان ينتظر رؤياه بفارغ الصبر ..
كان يتخيل حياتهم .. معًا وجوده بجانبه ..
هتف بهمس يحاول إيصالها إلى مسامعه .. أنه لن يأتي له طفل بعد أربع شهور ..
_ إن لله وإن إليه راجعون ..
الحياة لن تقف على أحد .. هكذا هي تسير وتسير .. ويأتي ويذهب الإنسان ولكنه يترك اثرًا في قلوبنا .. أثر سعيد وحزين ومشاعر مختلطة ..
وهنا طفله ترك أثر .. أثر حزين سيظل محفور بين ثنايا قلبه ..
سقطت ملك على الأرض مستندة بظهرها على الحائط .. كانت سعيدة لأنها وأخيرًا ستصبح عمة .. ولن يكن ابن أخ لها فقد .. بل طفلها هي أيضًا ..
تذكرت كيف كانت هي وحنين يتشاجرون مع بعضهم البعض من سيحب أكثر .. تذكرت كيف وعدته بأن تزوجه إبنتها عندما تأتي ولكن هو من لم يأتي …
حزنت أمنية لفراق ذاك الطفل الصغير الذي هي أحبته في بطنها .. فما شعور والدته التي كانت تنتظر طفلها بفارغ الصبر .. تنتظر خروجه إلى الحياة .. كانت سعيدة بحملها .. ولكنه توفي .. كم تلك الكلمة صعبة حقًا ..
نعم ستقف بجانبها .. لن تتركها وحدها .. وكيف تتركها وهي التي صبرتها على عدم انجابها لصبي وأنه يوحد حكمة في ذلك؟ بالتأكيد ما حدث حكمة وإختبار من الله عز وجل لهم …
بينما زهرة على الرغم من انها تعرفها منذ ساعات إلا أنها كانت حزينة عليها بشدة .. فراق الأبن صعب وكما يقولون ( الضنى غالي) .. كيف سيكون موقفها عندما تعلم؟ ..
******☆******
نظر إلى هاتفها المتواجد في المقعد الخلفي من السيارة .. من الواضح أن قلقها جعلها غير مدركة لسقوطه
أمسكه بين يديه يتفحص الأرقام يبحث عن رقمه من بينهم حتى وجده ..
حان إخباره بما يحدث من غير علمه ..
وضع شريحة جديدة في الهاتف قد ابتاعها من أجل ذلك .. من أجل أن لا يعرف أنه هو من فعل ذلك بنفسه .. كتب له مضمون الرسالة .. وعلى وجهه ابتسامة كبيرة .. فأما يرجع لها ويحافظ عليها .. أو يبتعد عنها ويطلقها …
دخل المنزل لتقابله والدته بقلق
_ ها يا إبني
هتف نادر باستغراب
_ ها إيه
هتفت هند بتفسير
_ حنين تعرف عاملة إيه دلوقتي .. والجنين ..
هتف نادر بهدوء
_ لا والله يا ماما مش طلعت معاهم .. أنا وصلتهم وبس .. لما يجوا إسأليهم
ثم أعطاها الهاتف بعد أن أخرجه من جيبه
_ ماما موبيل أمنية نسيته في العربية خدي اديهولها
هتف هند وهي تغادر من أمامها عائدة إلى البنات
_ اديهولها أنت لما تروح تجيبهم بالليل مش هتسيبهم يعني يرجعوا لوحدهم
_ آه أكيد
أردف بذلك وهو يقلي نفسه إلى الأريكة .. يريح جسده بعض الشيء ..
******☆******
واقفة في مدخل المبنى تحاول الإتصال على إبنتها التي لا تجيب ..
لم تقدر أن تظل ثانية واحدة بعيدة عن إبنتها وهي مريضة لترتدي ثيابها بعد أن أغلقت الهاتف معها وتأتي لها في أسرع وقت ممكن ..
وما أخرها هو سحب الأموال من البنك ..
تأففت بضيق لما لا ترد على الإتصال ..
فإذا لم تكن في المنزل أين هي!
هل أخذها زوجها إلى الطبيب وقد ساء حالها؟
شهقت بقلق ..
بحثت عن رقم هاتف يوسف حتى وصلت إليه .. فإذا لم ترد إبنتها سيرد هو بالتأكيد هكذا أقنعت نفسها ..
ثواني ورد عليها ..
_ الو أيوه يا يوسف .. أنا عند البيت ومش بتفتحوا البيت .. وحنين مش بترد انتو فين ..
أجابها صوت سيدة وليس يوسف
هتفت نهلة باستغراب
_ إنتي مين .. ويوسف فين
ثواني وسمعت صوتها يتردد في الهاتف الخاص بيوسف ..
نظرت حولها باستغراب حتى وجدت سيدة تدخل من البوابة .. دققت في ملامحها وجدتها صاحبة العمارة
.. ملامحها حزينة مما زاد من خوفها
هتفت السيدة تخبرها بما حدث لإبنتها فهي تعلم هويتها .. بعد أن أعطتها الهاتف فقد نست أن تعطيه ليوسف بعد أن اعتذرت له مما يدر منها ..
_ حنين في المستشفى إللي جنب البيت وقعت من على السلم ..
شهقت نهلة بخضة على إبنتها .. أندفعت إلى الخارج بسرعة تستقل سيارة أجرة وهي تتآكل من الخوف على إبنتها .. ولا يسعها الإنتظار أكثر من ذلك …
******☆******
قاطع تركيزه وصول رسالة .. أمسك الهاتف ليرى أنها من مجهول .. بدأ بالقراءة
_ إلحق مراتك قبل ما تضيع من إيدك .. في واحد ساكن جنبها في العمارة وعينه عليها .. وبيوصلها في الأماكن إللي هي عاوزاها .. أصله إبن جارتكم هند ..
جحظت عيناه من هول ما قرأ .. وبرزت عروق يديه من شدة ضغط قبضة عليها ..
وما ركز عليه أنها تستقل سيارة رجل أخر في غيابه .. كيف توافق على الصعود معه؟
رجل عينه عليها .. أيمسك عيناه ويقلعهم بكلتا يديه!!
غادر تاركًا كل شيء مكانه .. فليذهب كلامه مع والدته عرض الحائط زوجتة أهم ..
سيعلمها كيف تخرج مع شخص غريب .. كيف تجعله يفتن بها ..
ولكن ما ذنبها أنها جميلة؟
******☆******
دخلت المنزل ووجدت الظلام دامس في الأرجاء ولا يوجد أي إضاءة في المنزل ..
انارت الأضواء باستغراب وهي تنادي عليهم
_ ملك .. يا إسراء .. انتو فين .. يوه العيال مش بترد ليه ..
دخلت تبدل ثيابها ولكنها وجدت جواب على السرير لتهتف بهدوء
_ طب كويس أنها سابت رسالة قبل ما تمشي وإلا كنت بهدلتها ههه
أمسكت عبير الورقة بعد أن جلست على السرير .. ثواني وبدأت تبكي على تلك الفتاة التي تراها إبنتها وعلى أبنها أيضًا ..
_ يا قلبي يابنتي … ياااارب
خرجت عبير بسرعة من المنزل وهي تضع يديها على فمها تمنع شهقاتها من الإرتفاع ..
وجدت أحدهم يصعد على السلم .. كادت تقع ولكنه أمسك بها وهو يهتف بقلق
_ خلي بالك يا أمي ..
هتفت عبير مربتا على كتفه الممسكة بها
_ تسلم يا إبني
هتف بقلق بعد أن رأى الدموع في عينيها
_ مالك يا أمي
هتفت بعد أن علمت هويته .. جارها الجديد الوسيم الذي لو لم تكن ملك تحب سيف لكانت تمنته لها ..
_ مرات إبني يا باسل وقعت من على السلم ..
هتف باسل بحزن
_ ألف سلامة عليها .. تعالي توصلك
هزت عبير رأسها بنفي
_ لا يا ابني لا اعطلك عن مشاعرك
أردف باسل وهو ينزل الدرجات ممسكًا يدها لكي لا تقع مرة أخرى فمن الواضح أن تلك العائلة تحب السقوط ..
_ ولا مشاغل ولا حاجة تعالي مش هخليكي تروحي لوحدك
بدأت بالتحرك بعد معرفته بمكان المستشفى .. حزن بحق على تلك الفتاة .. بالتأكيد الوقعة قد تؤدي بأضرار للطفل كبيرة ..
******☆******
نادت ملك على باسل بعد أن ذهبت وراءه تشكره على مرافقة والدتها وجلبه لها لأنه لم يستطع الدخول إلى الغرفة .. فقد أخبرتها بذلك
_ باسل
توقف عن السير ناظرًا لها بهدوء
_ نعم
أردفت ملك بامتنان
_ شكرًا على مساعدتك إنك وصلت ماما ..
ثواني ووجدت نفسها بين أحضانه بعد أن دفعها شخص بقوة .. أحاطها باسل بيد واليد الأخرى ممسكه بكف يديها ..
ابتعدت ملك عنه بخجل .. رفع باسل أحدى حاجبيه منتظر منها أن تلومه مثلما فعلت في المرة الماضية وهو يهتف
_ مش عملت حاجة .. أنا في السليم
قهقهت ملك عليه ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما سمعت صوته ينادي اسمها بغضب
_ ملك
هتف بذلك سيف بغضب وهو يراها واقفة مع أحد ويده محتويه كف يديها .. بدلًا من يده هو ..
قد علم منذ دقائق ما حدث عندما ذهب ولم يجد أحد في المنزل وعند خروجه رأى تلك الورقة التي سقطت من يد عبير على الدرجات ليأتي إليهم في أسرع وقت ..
نظرت ملك له بخوف .. كأنها جانية مرتكبة جريمة ..وفي إنتظار العقاب .. جاءت تبرر له أن أحد دفعها فقد ظنت أنه شاهدها بين أحضانه عندما وجدته يقترب منها .. لا تريد غيره منه الآن .. فهذا ليس بالمكان المناسب ..
لكنها وجدته يأخذ كف يديها من يد باسل ويحيطها بكف يده .. بقوة .. تنهدت ملك من الواضح أنه لم يرى ذلك .. حمدت ربها ..
_ مين ده
هتف سيف بذلك وهو يضغط على يدها بقوة
هتفت ملك بغباء
_ ده ده باسل
_ باسل جار ملك في العمارة .. كنت بوصل والدتها عن أذنكم
هتف باسل بذلك وهو يغادر تاركًا إياها تحل أمورها بنفسها
_ وكنتِ بتعملي معاه إيه يا هانم
هتف سيف بذلك بغيره وهو ينظر إليها
هتفت ملك بتبرير
_ واحد وصل ماما مش المفروض اشكره .. ويوسف مش هيقدر يقوم .. قمت أنا .. سيف بالله عليك مش وقت غيرة دلوقتي .. أنت شايف الوضع عامل إيه .. ماشي يا بابا
هز سيف رأسه بهدوء معها حق هذا ليس وقته ولكنه هتف بضيق
_ طب ايدك كانت بتعمل إيه معاه
نظرت إليه ملك بحنق ولكنها لم تجيبه بل غادرت تاركة إياه مكانه .. لن تستطيع أن تخبره بالحقيقة لكي لا يثور عليها .. ولن تكذب هذا هو الحل الأمثل لها ..
******☆******
جالسًا على الكرسي في الظلام وعقله الباطني يصور له الكثير من المقاطع وهي مع ذاك الجار البغيض ..
منع نفسه بصعوبة من الذهاب إلى ذاك المنزل المجاور له ويقتلع الباب ويربحه ضربًا ويقتلع عيناه ..
ولكن صبرًا سينتظر مجيئها حتى يعلمها أنه هنا .. ولن يخرج من المنزل ..
سيظل في المنزل أيام لا بل أسابيع وإن لزم لأشهر لن يمانع .. بسبب غيابه عنها قد خرجت عن طوعه والآن حان وقت العودة ..
ليحترق العمل والجميع لا يهم .. الأهم أن يريح قلبه المتألم ..
ألا يكفي أصوات صياح أطفاله بسعادة مع ذاك البغيض يتردد في أذانه!
ثواني وسمع صوت هتافه العالي بالذهاب لجلب زوجتة من المكان التي تقبع به كأنه يوصله إلى أعماق جمجمته ..
اشتعلت نار الغيرة في قلبه .. فكان للحظة يظن أن الرسالة خاطئة .. لم يكن ليفعل شيء ولكنها كان سيتأكد منها .. ولكنها حقيقة ..
بعد دقائق سيراها تخرج من سيارته .. سعيدة بتلك الرحلة الصغيرة معه! فضلت ذاك البغيض عنه ..
حاول التماسك لكي لا يقف ويرى من ذاك البغيض قبل ذهابة يرى لما هو أفضل منه؟
لكنه لم يقدر ..
وقف ماجد من زجاج النافذة ولكنه لم يقدر على تلميح ملامحه بسبب الظلام المنتشر في الأرجاء ..
عاد مرة أخرى بعصبية وأمسك ما وقعت عيناه عليها في الظلام .. الكوب المسكين وألقى به بكل غضب وهو يتعود لها على بقاءها في الخارج لهذا الوقت ومجيئها مع ذاك البغيض ..
بينما ذاك كان مبتسم فقد عاد أخيرًا ولكنه تمنى أن يتحكم في أعصابه ولا يفلتها ..
******☆******
_ ملك هنمشي إحنا .. نادر تحت
هتفت بذلك زهرة وهي تهمس لها بعد أن هاتفها نادر ..
إلى الآن ولم تستيقظ حنين .. و قد تأخر الوقت
هزت ملك رأسها بهدوء
_ تمام .. شكرًا على وجودكم انهاردة
حضنتها زهرة بحنان وهتفت
_ إحنا عندنا كام .. ملك
ثواني وجحظت عيناها بصدمة عندما استنشقت رائحة ملك .. تلك الرائحة الرجولية ليست سوى رائحته .. أم أنها تشابه؟ وملك تضع هذا العطر
هي لا تعلم ولكن كل ما تعرفه أن هذه رائحته هو …
أمسكت أمنية بيدها عندما لم تجد منها رد .. فكانت تنادي عليها ولكن لم تجد منها إجابة..
بعد مدة هزت أمنية زهرة بعنف لكي تفيق مما هي فيه ..
نظرت لها زهرة باستغراب .. لترى نفسها في السيارة وقد وصلت إلى المنزل ونادر واقف في الخارج منتظر خروجها وقد خرجت أمنية أيضًا ..
ألتلك الدرجة كانت غير مدركة لشيء
ترجلت من السيارة وهي تسير ولم تنطق بحرف وقد شكرته لأنهم تركوا لها مساحة خاصة بها ولم يتدخلوا ..
_ عمو نادر .. عمو نادر جاب مامي هيه هيه هيه
هتف بذلك البنات بصياح مع بعضهم البعض بعدما فتح نادر باب المنزل
قهقهت أمنية عليهم
ليهتف نادر بغزل ليثير من غيرة زوجته الساكنة
_ ضحكتك جميلة يا أجمل أمنية
توردت وجنتيها باحمرار من غزله الصريح ولم تكن تعلم أن هناك من يراقب تحركاتها من تلك الدائرة الصغيرة المتواجدة في الباب ( عين السحريه)
ذهبت ألاء إلى غرفتها بعنف منظره دخوله لن تنتظر أكثر من ذلك يكفي .. يكفي غزل بها ومدح .. لما لا يتغزل بها! ألتلك الدرجة مهمه عنده تلك الأمنية!
آه لو أقتلع رأسها من جسدها ..
بينما أندفعت زهرة إلى داخل غرفتها بعد أن ألقت السلام عليهم وأخبرتهم بأنها تريد النوم ..
ألقت زهرة نفسها على السرير ولم تبدل الثياب بأخرى مريحة بل ظلت بما ترتديه ..
احتضنت الوسادة بين يديها وهي تفكر به هو .. وذكرياتهم .. كم اشتاقت له ولاحضانه .. كم تتمنى لقاءه .. وهل يا ترى يتمنى مثلها؟ يشتاق لها .. يعذبه البعاد عنها
حاولت أن تنفض تلك الأفكار .. فكل ذلك بسببها هي من تركته فلتتعذب .. هي من فعلت ذلك إذن تتحمل نتيجة أفعالها ..
غادرت أمنية هي والبنات من عند هند ودخلت منزلها مزامنة مع دخول نادر الغرفة .. وكل منهم منتظر دوامه كبيرة ..
يتبع
بينما ركضت زهرة إلى منزل أمنية تخبرها ما حدث ل حنين ..
بينما ذهب نادر وراءها يرى ما بها وهو قلق عليها بعدما رأى حالتها تلك ..
فتحت ريتال الباب .. أندفعت زهرة إلى الداخل تنادي على أمنية تاركه نادر واقفًا أمام الباب ..
_ أمنية .. أمنية إنتِ فين
خرجت أمنية من الحمام بقلق وبيدها المنشفة التي كانت تجفف بها المياه من على وجهه
_ أي في إيه
هتفت زهرة بحزن وهي تحكي لها ما سمعته من ملك
_ كنت بتكلم أنا وملك مع بعض وبعدين إسراء قالت إن حنين وقعت من على السلم
شهقت أمنية بخضه مزامنة مع سقوط المنشفة من يديها .. واضعة كف يديها على فمها .. وبدأت الدموع تتجمع حول عينيها على رفيقتها .. خوفًا من حدوث مكروه لها أو لجنينها ..
هتفت زهرة بهدوء نسبي وهي تهزها من كتفيها حتى تعلمها ما عليها فعله
_ أمنية مش ده وقته .. إنتِ صحبتها مش تنسي كده .. وجودك هيفرق معاها جدًا .. أنا جيت أقولك عشان كده .. عشان تروحي تقفي جنبها .. هي هتتقبل وقوفك جنبها أكتر أمنية فوقي ..
شاورت أمنية بإصبع يدها على غرفتها بتوتر
_ طيب .. أنا أنا هلبس ماشي ..
ضربت أمنية جبتها بقلق
_ البنات
هتفت زهرة باطمئنان
_ هوديهم عند عمتو إهدي إنتِ .. روحي ألبسي أكون ودتهم تمام
هزت أمنية رأسها وهي تذهب بسرعة إلى غرفتها ترتدي الثياب …
أخذت زهرة البنات إلى هند .. وأخبرت ل نادر بما حدث ليأخذهم نادر إلى هناك لكي لا يتركهم بمفردهم ..
******☆******
ترجلت ملك من السيارة بعد أن دفعت الحساب للسائق ..
ركضت إلى داخل المستشفى تسئل موظف الأستقبال عنهم .. أرشدها إلى مكان تواجدهم ..
أندفعت بسرعة إلى أخاها تريد الاطمئنان عليه تتبعها إسراء التي ما زالت تبكي ..
كان جالسًا متكئًا على قدميه .. مسندًا ظهره على الحائط .. ضاممًا كفيه معًا على جبينه ..
وضعت يدها على كتفه تطمئنه بوجودها بجانبه .. نظر إليها بعد أن أزال يديه والدموع في عينيه أحست بالاختناق وهي تراه بتلك الحالة ..
أقتربت منه وحضنته بقوة .. تحاول أن تأخذ ما به من آلام .. تطمئن قلبه المسكين بأن كل شيء سيكون على ما يرام ..
حتى وإن كان الأخ الغير الشقيق لها ..
وهل يجب أن يكون أخُ لها من نفس الأم من أجل أن تقلق بشأنه؟
لا وألف لا
بكت ملك لبكائه أول مرة ترى حالته بتلك الطريقة .. وكيف لا ومن بالداخل تصارع الحياة هي زوجته .. حبها الساكن بين ضلوعه ..
أقتربت إسراء منهم وهي تجلس في الناحية الأخرى منهم وتمسك يده بإحكام تدعمه فليفق مما هو فيه .. كيف يضعف وهي في حاجته .. ولكن ماذا يقول لقلبه الذي يبكي هو الآخر لما حدث معها؟؟
آه أيه القلب لما تصعب عليَّ ذلك .. لما لم تسيطر مثل كل مرة على هذا العقل البائس .. لما .. لما تركته يفعل بها ذلك .. يلقي عليها تلك الكلمات الجارحة .. لو لم يقل لها ذلك لما وصل حالهم إلى ذلك ..
وأي حال وهي وطفله بين الحياة والموت إذا لم يكن قد فا ..
لم يقدر أن يكمل كلامه أكثر من ذلك .. ابتعد عنه ووقف بالقرب من الباب مستندًا عليه بذراعه ..
لتصل رائحته لها من الفتحة الصغيرة المتواجدة به .. فهل تصل مثلما يظن؟ أردف بوجع
_ أنا السبب .. أنا إللي عملت كده .. اتخانقنا مع بعض .. و بعدين نزلت من البيت .. جيت أطلع تاني .. لقيتها .. لقيتها واقعه على السلم .. وغرقانه في دمها .. نزل منها دم كتير .. خلاني افتكر إن .. إن هي ماتت وسابتني ..
أقتربت ملك منه بهدوء واضعه كفي يديها على وجنتيه
_ اهدى يا بابا .. قدر الله وما شاء فعل .. عشان خاطري يا يوسف .. مش تعمل في نفسك كده .. وإن شاء الله هتبقى بخير .. مش تنسى محدش عارف الخير فين غير ربنا .. عشان خاطري أمسك نفسك عشانها هي ..
قبل أن تكمل كلامها خرج الدكتور الذي أمسك حالتها من الغرفة ..
نظر لهم بحزن .. ليزيل الأمل من عيونه ويحل محله القلق .. لن يقدر على الصمود أكثر من ذلك .. أسند يديه على الحائط فيحمل جسده وهو يستعد لما يقوله الطبيب ..
_ البقاء لله الطفل اتوفى .. والمدام وضعها مش مستقر لأنها نزفت كتير ..
شهقه خرجت من الجميع ومعهم أمنية وزهرة ..
أكمل الطبيب بعمليه
_ تقدروا تدخلوا ليها لما تبقى بخير ..
أسند يوسف رأسه للخلف ودمعه خرجت من عينه على فراق طفله الذي كان ينتظر رؤياه بفارغ الصبر ..
كان يتخيل حياتهم .. معًا وجوده بجانبه ..
هتف بهمس يحاول إيصالها إلى مسامعه .. أنه لن يأتي له طفل بعد أربع شهور ..
_ إن لله وإن إليه راجعون ..
الحياة لن تقف على أحد .. هكذا هي تسير وتسير .. ويأتي ويذهب الإنسان ولكنه يترك اثرًا في قلوبنا .. أثر سعيد وحزين ومشاعر مختلطة ..
وهنا طفله ترك أثر .. أثر حزين سيظل محفور بين ثنايا قلبه ..
سقطت ملك على الأرض مستندة بظهرها على الحائط .. كانت سعيدة لأنها وأخيرًا ستصبح عمة .. ولن يكن ابن أخ لها فقد .. بل طفلها هي أيضًا ..
تذكرت كيف كانت هي وحنين يتشاجرون مع بعضهم البعض من سيحب أكثر .. تذكرت كيف وعدته بأن تزوجه إبنتها عندما تأتي ولكن هو من لم يأتي …
حزنت أمنية لفراق ذاك الطفل الصغير الذي هي أحبته في بطنها .. فما شعور والدته التي كانت تنتظر طفلها بفارغ الصبر .. تنتظر خروجه إلى الحياة .. كانت سعيدة بحملها .. ولكنه توفي .. كم تلك الكلمة صعبة حقًا ..
نعم ستقف بجانبها .. لن تتركها وحدها .. وكيف تتركها وهي التي صبرتها على عدم انجابها لصبي وأنه يوحد حكمة في ذلك؟ بالتأكيد ما حدث حكمة وإختبار من الله عز وجل لهم …
بينما زهرة على الرغم من انها تعرفها منذ ساعات إلا أنها كانت حزينة عليها بشدة .. فراق الأبن صعب وكما يقولون ( الضنى غالي) .. كيف سيكون موقفها عندما تعلم؟ ..
******☆******
نظر إلى هاتفها المتواجد في المقعد الخلفي من السيارة .. من الواضح أن قلقها جعلها غير مدركة لسقوطه
أمسكه بين يديه يتفحص الأرقام يبحث عن رقمه من بينهم حتى وجده ..
حان إخباره بما يحدث من غير علمه ..
وضع شريحة جديدة في الهاتف قد ابتاعها من أجل ذلك .. من أجل أن لا يعرف أنه هو من فعل ذلك بنفسه .. كتب له مضمون الرسالة .. وعلى وجهه ابتسامة كبيرة .. فأما يرجع لها ويحافظ عليها .. أو يبتعد عنها ويطلقها …
دخل المنزل لتقابله والدته بقلق
_ ها يا إبني
هتف نادر باستغراب
_ ها إيه
هتفت هند بتفسير
_ حنين تعرف عاملة إيه دلوقتي .. والجنين ..
هتف نادر بهدوء
_ لا والله يا ماما مش طلعت معاهم .. أنا وصلتهم وبس .. لما يجوا إسأليهم
ثم أعطاها الهاتف بعد أن أخرجه من جيبه
_ ماما موبيل أمنية نسيته في العربية خدي اديهولها
هتف هند وهي تغادر من أمامها عائدة إلى البنات
_ اديهولها أنت لما تروح تجيبهم بالليل مش هتسيبهم يعني يرجعوا لوحدهم
_ آه أكيد
أردف بذلك وهو يقلي نفسه إلى الأريكة .. يريح جسده بعض الشيء ..
******☆******
واقفة في مدخل المبنى تحاول الإتصال على إبنتها التي لا تجيب ..
لم تقدر أن تظل ثانية واحدة بعيدة عن إبنتها وهي مريضة لترتدي ثيابها بعد أن أغلقت الهاتف معها وتأتي لها في أسرع وقت ممكن ..
وما أخرها هو سحب الأموال من البنك ..
تأففت بضيق لما لا ترد على الإتصال ..
فإذا لم تكن في المنزل أين هي!
هل أخذها زوجها إلى الطبيب وقد ساء حالها؟
شهقت بقلق ..
بحثت عن رقم هاتف يوسف حتى وصلت إليه .. فإذا لم ترد إبنتها سيرد هو بالتأكيد هكذا أقنعت نفسها ..
ثواني ورد عليها ..
_ الو أيوه يا يوسف .. أنا عند البيت ومش بتفتحوا البيت .. وحنين مش بترد انتو فين ..
أجابها صوت سيدة وليس يوسف
هتفت نهلة باستغراب
_ إنتي مين .. ويوسف فين
ثواني وسمعت صوتها يتردد في الهاتف الخاص بيوسف ..
نظرت حولها باستغراب حتى وجدت سيدة تدخل من البوابة .. دققت في ملامحها وجدتها صاحبة العمارة
.. ملامحها حزينة مما زاد من خوفها
هتفت السيدة تخبرها بما حدث لإبنتها فهي تعلم هويتها .. بعد أن أعطتها الهاتف فقد نست أن تعطيه ليوسف بعد أن اعتذرت له مما يدر منها ..
_ حنين في المستشفى إللي جنب البيت وقعت من على السلم ..
شهقت نهلة بخضة على إبنتها .. أندفعت إلى الخارج بسرعة تستقل سيارة أجرة وهي تتآكل من الخوف على إبنتها .. ولا يسعها الإنتظار أكثر من ذلك …
******☆******
قاطع تركيزه وصول رسالة .. أمسك الهاتف ليرى أنها من مجهول .. بدأ بالقراءة
_ إلحق مراتك قبل ما تضيع من إيدك .. في واحد ساكن جنبها في العمارة وعينه عليها .. وبيوصلها في الأماكن إللي هي عاوزاها .. أصله إبن جارتكم هند ..
جحظت عيناه من هول ما قرأ .. وبرزت عروق يديه من شدة ضغط قبضة عليها ..
وما ركز عليه أنها تستقل سيارة رجل أخر في غيابه .. كيف توافق على الصعود معه؟
رجل عينه عليها .. أيمسك عيناه ويقلعهم بكلتا يديه!!
غادر تاركًا كل شيء مكانه .. فليذهب كلامه مع والدته عرض الحائط زوجتة أهم ..
سيعلمها كيف تخرج مع شخص غريب .. كيف تجعله يفتن بها ..
ولكن ما ذنبها أنها جميلة؟
******☆******
دخلت المنزل ووجدت الظلام دامس في الأرجاء ولا يوجد أي إضاءة في المنزل ..
انارت الأضواء باستغراب وهي تنادي عليهم
_ ملك .. يا إسراء .. انتو فين .. يوه العيال مش بترد ليه ..
دخلت تبدل ثيابها ولكنها وجدت جواب على السرير لتهتف بهدوء
_ طب كويس أنها سابت رسالة قبل ما تمشي وإلا كنت بهدلتها ههه
أمسكت عبير الورقة بعد أن جلست على السرير .. ثواني وبدأت تبكي على تلك الفتاة التي تراها إبنتها وعلى أبنها أيضًا ..
_ يا قلبي يابنتي … ياااارب
خرجت عبير بسرعة من المنزل وهي تضع يديها على فمها تمنع شهقاتها من الإرتفاع ..
وجدت أحدهم يصعد على السلم .. كادت تقع ولكنه أمسك بها وهو يهتف بقلق
_ خلي بالك يا أمي ..
هتفت عبير مربتا على كتفه الممسكة بها
_ تسلم يا إبني
هتف بقلق بعد أن رأى الدموع في عينيها
_ مالك يا أمي
هتفت بعد أن علمت هويته .. جارها الجديد الوسيم الذي لو لم تكن ملك تحب سيف لكانت تمنته لها ..
_ مرات إبني يا باسل وقعت من على السلم ..
هتف باسل بحزن
_ ألف سلامة عليها .. تعالي توصلك
هزت عبير رأسها بنفي
_ لا يا ابني لا اعطلك عن مشاعرك
أردف باسل وهو ينزل الدرجات ممسكًا يدها لكي لا تقع مرة أخرى فمن الواضح أن تلك العائلة تحب السقوط ..
_ ولا مشاغل ولا حاجة تعالي مش هخليكي تروحي لوحدك
بدأت بالتحرك بعد معرفته بمكان المستشفى .. حزن بحق على تلك الفتاة .. بالتأكيد الوقعة قد تؤدي بأضرار للطفل كبيرة ..
******☆******
نادت ملك على باسل بعد أن ذهبت وراءه تشكره على مرافقة والدتها وجلبه لها لأنه لم يستطع الدخول إلى الغرفة .. فقد أخبرتها بذلك
_ باسل
توقف عن السير ناظرًا لها بهدوء
_ نعم
أردفت ملك بامتنان
_ شكرًا على مساعدتك إنك وصلت ماما ..
ثواني ووجدت نفسها بين أحضانه بعد أن دفعها شخص بقوة .. أحاطها باسل بيد واليد الأخرى ممسكه بكف يديها ..
ابتعدت ملك عنه بخجل .. رفع باسل أحدى حاجبيه منتظر منها أن تلومه مثلما فعلت في المرة الماضية وهو يهتف
_ مش عملت حاجة .. أنا في السليم
قهقهت ملك عليه ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما سمعت صوته ينادي اسمها بغضب
_ ملك
هتف بذلك سيف بغضب وهو يراها واقفة مع أحد ويده محتويه كف يديها .. بدلًا من يده هو ..
قد علم منذ دقائق ما حدث عندما ذهب ولم يجد أحد في المنزل وعند خروجه رأى تلك الورقة التي سقطت من يد عبير على الدرجات ليأتي إليهم في أسرع وقت ..
نظرت ملك له بخوف .. كأنها جانية مرتكبة جريمة ..وفي إنتظار العقاب .. جاءت تبرر له أن أحد دفعها فقد ظنت أنه شاهدها بين أحضانه عندما وجدته يقترب منها .. لا تريد غيره منه الآن .. فهذا ليس بالمكان المناسب ..
لكنها وجدته يأخذ كف يديها من يد باسل ويحيطها بكف يده .. بقوة .. تنهدت ملك من الواضح أنه لم يرى ذلك .. حمدت ربها ..
_ مين ده
هتف سيف بذلك وهو يضغط على يدها بقوة
هتفت ملك بغباء
_ ده ده باسل
_ باسل جار ملك في العمارة .. كنت بوصل والدتها عن أذنكم
هتف باسل بذلك وهو يغادر تاركًا إياها تحل أمورها بنفسها
_ وكنتِ بتعملي معاه إيه يا هانم
هتف سيف بذلك بغيره وهو ينظر إليها
هتفت ملك بتبرير
_ واحد وصل ماما مش المفروض اشكره .. ويوسف مش هيقدر يقوم .. قمت أنا .. سيف بالله عليك مش وقت غيرة دلوقتي .. أنت شايف الوضع عامل إيه .. ماشي يا بابا
هز سيف رأسه بهدوء معها حق هذا ليس وقته ولكنه هتف بضيق
_ طب ايدك كانت بتعمل إيه معاه
نظرت إليه ملك بحنق ولكنها لم تجيبه بل غادرت تاركة إياه مكانه .. لن تستطيع أن تخبره بالحقيقة لكي لا يثور عليها .. ولن تكذب هذا هو الحل الأمثل لها ..
******☆******
جالسًا على الكرسي في الظلام وعقله الباطني يصور له الكثير من المقاطع وهي مع ذاك الجار البغيض ..
منع نفسه بصعوبة من الذهاب إلى ذاك المنزل المجاور له ويقتلع الباب ويربحه ضربًا ويقتلع عيناه ..
ولكن صبرًا سينتظر مجيئها حتى يعلمها أنه هنا .. ولن يخرج من المنزل ..
سيظل في المنزل أيام لا بل أسابيع وإن لزم لأشهر لن يمانع .. بسبب غيابه عنها قد خرجت عن طوعه والآن حان وقت العودة ..
ليحترق العمل والجميع لا يهم .. الأهم أن يريح قلبه المتألم ..
ألا يكفي أصوات صياح أطفاله بسعادة مع ذاك البغيض يتردد في أذانه!
ثواني وسمع صوت هتافه العالي بالذهاب لجلب زوجتة من المكان التي تقبع به كأنه يوصله إلى أعماق جمجمته ..
اشتعلت نار الغيرة في قلبه .. فكان للحظة يظن أن الرسالة خاطئة .. لم يكن ليفعل شيء ولكنها كان سيتأكد منها .. ولكنها حقيقة ..
بعد دقائق سيراها تخرج من سيارته .. سعيدة بتلك الرحلة الصغيرة معه! فضلت ذاك البغيض عنه ..
حاول التماسك لكي لا يقف ويرى من ذاك البغيض قبل ذهابة يرى لما هو أفضل منه؟
لكنه لم يقدر ..
وقف ماجد من زجاج النافذة ولكنه لم يقدر على تلميح ملامحه بسبب الظلام المنتشر في الأرجاء ..
عاد مرة أخرى بعصبية وأمسك ما وقعت عيناه عليها في الظلام .. الكوب المسكين وألقى به بكل غضب وهو يتعود لها على بقاءها في الخارج لهذا الوقت ومجيئها مع ذاك البغيض ..
بينما ذاك كان مبتسم فقد عاد أخيرًا ولكنه تمنى أن يتحكم في أعصابه ولا يفلتها ..
******☆******
_ ملك هنمشي إحنا .. نادر تحت
هتفت بذلك زهرة وهي تهمس لها بعد أن هاتفها نادر ..
إلى الآن ولم تستيقظ حنين .. و قد تأخر الوقت
هزت ملك رأسها بهدوء
_ تمام .. شكرًا على وجودكم انهاردة
حضنتها زهرة بحنان وهتفت
_ إحنا عندنا كام .. ملك
ثواني وجحظت عيناها بصدمة عندما استنشقت رائحة ملك .. تلك الرائحة الرجولية ليست سوى رائحته .. أم أنها تشابه؟ وملك تضع هذا العطر
هي لا تعلم ولكن كل ما تعرفه أن هذه رائحته هو …
أمسكت أمنية بيدها عندما لم تجد منها رد .. فكانت تنادي عليها ولكن لم تجد منها إجابة..
بعد مدة هزت أمنية زهرة بعنف لكي تفيق مما هي فيه ..
نظرت لها زهرة باستغراب .. لترى نفسها في السيارة وقد وصلت إلى المنزل ونادر واقف في الخارج منتظر خروجها وقد خرجت أمنية أيضًا ..
ألتلك الدرجة كانت غير مدركة لشيء
ترجلت من السيارة وهي تسير ولم تنطق بحرف وقد شكرته لأنهم تركوا لها مساحة خاصة بها ولم يتدخلوا ..
_ عمو نادر .. عمو نادر جاب مامي هيه هيه هيه
هتف بذلك البنات بصياح مع بعضهم البعض بعدما فتح نادر باب المنزل
قهقهت أمنية عليهم
ليهتف نادر بغزل ليثير من غيرة زوجته الساكنة
_ ضحكتك جميلة يا أجمل أمنية
توردت وجنتيها باحمرار من غزله الصريح ولم تكن تعلم أن هناك من يراقب تحركاتها من تلك الدائرة الصغيرة المتواجدة في الباب ( عين السحريه)
ذهبت ألاء إلى غرفتها بعنف منظره دخوله لن تنتظر أكثر من ذلك يكفي .. يكفي غزل بها ومدح .. لما لا يتغزل بها! ألتلك الدرجة مهمه عنده تلك الأمنية!
آه لو أقتلع رأسها من جسدها ..
بينما أندفعت زهرة إلى داخل غرفتها بعد أن ألقت السلام عليهم وأخبرتهم بأنها تريد النوم ..
ألقت زهرة نفسها على السرير ولم تبدل الثياب بأخرى مريحة بل ظلت بما ترتديه ..
احتضنت الوسادة بين يديها وهي تفكر به هو .. وذكرياتهم .. كم اشتاقت له ولاحضانه .. كم تتمنى لقاءه .. وهل يا ترى يتمنى مثلها؟ يشتاق لها .. يعذبه البعاد عنها
حاولت أن تنفض تلك الأفكار .. فكل ذلك بسببها هي من تركته فلتتعذب .. هي من فعلت ذلك إذن تتحمل نتيجة أفعالها ..
غادرت أمنية هي والبنات من عند هند ودخلت منزلها مزامنة مع دخول نادر الغرفة .. وكل منهم منتظر دوامه كبيرة ..


