اقصوصة – الدوامة (مشاركه شرفية خاصة بالمسابقة) – سكس جديد 2026
هكذا، بدأت نجوى تغرق تدريجيًا في عالم الإدمان. كل ليلة، بعد أن يغلق الجميع أبوابهم، تدخل غرفة النوم مع هلال، يحمل كل منهما الزجاجات الصغيرة، يشربان، يضحكان أحيانًا، يهمهمان أحيانًا، حتى الصباح. الكحول والمخدرات أصبحا طقسًا يوميًا، متنفسًا من الواقع الذي انهار حولهما. مروى، الابنة الكبرى، كانت تراقب أحيانًا، تشعر بالغضب والشفقة، لكنها لم تعرف كيف توقف هذه الدوامة، وكيف تحمي نفسها وأختها سناء والطفلين الصغيرين، الذين تركوا مع الجيران خوفًا عليهم.
مروى وسناء لم يكن لهما متنفس آخر سوى العمل في الملهى الليلي. كل مساء، تغادران الشقة قبل الغروب، وتعودان في الصباح مرهقتين، متمايلتين من كثرة الشرب والسهر، تحملان أموالًا بسيطة تغطي جزءًا من احتياجات المنزل. سناء كانت أكثر جرأة، تتحدى الواقع، تتحدى صاحب الملهى الذي حاول فرض النظام، وتقول له بسخرية: “إنت اللى شربتنا أول يوم، وعودتنا عالشرب، ودلوقتي زعلان؟ اعمل اللي تعمله… أنا مش شايفة قدامي من كتر الشرب!”، بينما مروى تشعر بالغرق أكثر فأكثر في الدوامة، تبحث عن أي شعور يملأ الفراغ الذي خلفه الواقع المنهار حولها.
الأم نجوى رفضت في أحد الأيام أن تعمل كراقصة في الملهى، مدركة أنها لا تقوى على ذلك، جسدها منهك وعقلها متعب من سنوات الإدمان والدوامة المستمرة مع ابنها. صاحب الملهى، الذي لم يعتد على رفض أحد، قرر فصل مروى وسناء، فعدتا إلى البيت بعد أن جمعتا مبلغًا لا بأس به من العمل هناك. لكن الراحة لم تكن حقيقية، إذ بقيت المحادثات الإلكترونية تتواصل معهما، كل يوم طلب جديد من أحد الشباب، كل دعوة للذهاب إلى الشقة، والعودة ثملتين، مما جعلهن يكرسن جزءًا كبيرًا من حياتهن للهروب من الواقع.
مع مرور الوقت، أدركت مروى وسناء أن هناك طريقة لاستغلال هذه المحادثات بشكل أكثر نفعًا. كل لقاء أصبح محسوبًا، كل طلب للشباب تحول إلى مصدر دخل يغطي احتياجاتهن اليومية، ويمنحهن شعورًا زائفًا بالسيطرة على حياتهن. لكن كل ليلة جديدة كانت تكشف لهما مدى الانهيار النفسي والاجتماعي الذي تعيشه الأسرة. البيت أصبح خاوٍ، الأم نجوى مستمرة في الغرق مع هلال، الطفلان الصغيران يراقبان من بعيد، والجدران تحكي صمتًا ثقيلًا عن الفراغ والانكسار.
هلال، الابن المدمن، صار أكثر انعزالًا مع الأم، كل يوم يغوص أكثر في المخدرات، غير قادر على التفاعل مع أي شيء خارج غرفة النوم. نجوى نفسها أصبحت نسخة من نفسها، متعبة، متثاقلة، تتوه في عالم الغيبوبة والدوار. مروى وسناء، رغم القوة التي اكتسبتاها من إدارة المحادثات واستغلالها، كانت كل واحدة منهما تشعر بالانقسام الداخلي بين ما تريد وما يفرضه الواقع عليها، بين الهروب والنجاة، بين الضحك والدمار.
البيت كله صار مسرحًا للغياب النفسي: الأم والابن في دوامة الإدمان، الفتيات في السهر واللقاءات المحسوبة، الطفلان مع الجيران، كل شيء منظم بطريقة تغطي الفوضى، لكنها لا تمحو أثر الانهيار. كل يوم يحمل معه إرهاقًا جديدًا، كل رسالة على الهاتف تذكّر مروى وسناء بالفراغ، بالخيبة، وبالعالم الذي لم يعد يرحم أحدًا.
لكن رغم كل هذا، هناك لمحة صغيرة من القوة، فكرة أن السيطرة على شيء واحد، حتى لو كانت المحادثات أو المال، تمنح شعورًا بالاستقلال المؤقت. وهكذا، بين الانغماس في الليل والدوامة اليومية، بين الخوف على الطفلين والفوضى المستمرة، بين الألم والهرب، تظل حياة مروى وسناء معلقة، تبحث كل واحدة عن مهرب، عن لحظة توازن، عن بصيص أمل وسط الظلام المستمر.

