رواية زواج غير تقليدي الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سارة الراوي – تحميل الرواية pdf

وقفو الجميع في ممرات الانتضار يغلب عليهم القلق و الخوف و اصوات البكاء التي ملأت المكان،، و يقف محمود بعيد عنهم يشعر بمشاعر مختلطه ، شعور بالذنب و شعور بالانتصار في نفس الوقت و لكن الشعور الغالب عليه هو القلق الشديد

و بعد مده من الانتضار يخرج ماهر مع طبيب اخر ليتحدث معهم

ركض الجميع عليه بسرعه ليطمئنو على حالة عمر

فاطمة،، طمنوني الله يخليكو ابني عامل ايه

لم يرد عليها ماهر و لكن الطبيب اللذي معه بدأ بالحديث معهم

الطبيب،، للأسف هو عنده انهيار عصبي ،، الضاهر انه اتعرض لصدمة او ضغط نفسي جامد و هو ده اللي وصلو للحاله دي

شعرو الجميع بالأسى على حال عمر و لكن الكل كانو بحيره ، ما هو السبب الحقيقي للأنهياره بهذا الشكل

فاطمة،، و هي تبكي ،، يا حبيبي يا عمر هو طول عمرو بيكتب قي قلبه و يخبي

بسمة ،، اقتربت من الطبيب و الدموع في عينيها ،، هو حيخف يعني ، حيبقى كويس

الطبيب،، ان شاء الله بس عشان يخف هو محتاج علاج نفسي الاول و ده مش بس عشان الانهيار العصبي و كمان عشان يوافق……

اوقفه ماهر بسرعه ،، من فضلك يا دكتور ، انا حشرح كل حاجه

الطبيب

بتفهم ، اكيد ، انا حبقى موجود في مكتبي لو حبيتو تسألو اي سؤال

محمود،، بغضب،، تشرحلنا ايه متتكلم يا ماهر

ماهر بضيق شديد،، اتفضلو معايا على مكتبي عشان نقدر نتكلم براحتنا

……………………………….……….………….………….……

في مكتب ماهر ،،،،،

محمود ،، انا عايز اعرف هو حيتعالج ازاي ، حندخله مصحه و له حنعمل ايه

ماهر،، بعصبيه،، مصحة ايه و زفت ايه ،، انا عايز اعرف انت ازي متخيل ان عمر مدمن ، هو من امته كان بتاع الكلام ده

محمود،، انت اللي مش فاهم حاجه، انا بنفسي رحت و سألت عن الدوا اللي هو بياخده

ماهر، بأستغراب ،، و انت فاكر ان دوا عمر ده مخدرات

محمود،، ايوا قالولي انه مسكن قوي جدا و ممكن يعمل ادمان ، و بما ان عمر بياخده من غير ما يبقى محتاج مسكنات يبقى واخده عشان يخدره و كل الاعراض اللي بتجيلو و سرمحته مع الستات و شرب الخمره و تقولي مش مدمن……

ضرب ماهر المكتب بيده و صرخ بقوه ،، انت مش ممكن تكون اب ، انا ازاي اتخدعت فيك المده دي كلهه ده عمر استحمل كل حاجه عشانك انت بالذات و بيقول ابويه قلبه تعبان و مش حيستحمل

محمود ،، استحمل ايه بالضبط انت مخبي علينه ايه

فاطمة،، اتكلم يا بني انا قلبي حيوقف خلاص ابني مالو

لم تستطيع بسمة ان تسأل ماهر ، لانها قلبها اخبرها ان عمر في خطر و ما يخبئه عنهم ماهر هو شئ كبير

محمود،، انت ساكت ليه يا تتكلم يا تسيبنا نروح نشوف فيه ايه

ماهر ،، بصراخ،، عمر عندو ورم في المخ !!!!!!!!!!!!!!!!!

توقف الجميع عن الحديث و كأن الخبر نزل عليهم كالصاعقة ، انفجرت فاطمة بالبكاء اما محمود فلم يستطيع ان يتحرك من مكانه ضل واقف في مكانه و عينيه معلقه على ماهر يتمنى ان يغير كلامه او يكون ما يسمعه كابوس طويل …..

استندت بسمة على ريم و جلست على اقرب كرسي و بدأت الدموع تنهمر من عينيها

ريم،، اهدي بس يا بسمة ،، طب اتكلمي متسكتيش كده

نطقت بسمة اخيرا و بصعوبه ،، عمر حيموت و يسيبني لوحدي ، عمر بيموت ازاي ، ازاي

كانت تكلم نفسها بدون ان تفهم اي تفاصيل شعرت ان عمر يمر باصعب وقت في حياته و هي غير قادره ان تفعل اي شئ لتساعده

ماهر بعصبيه ،، يعني سكتو كلكو و لا فاكرين لسه انه مدمن، ثم التفت الى محمود ،، حرام عليك الادويه اللي كان بياخدهه عمر مسكنات ، عارف يعني مسكنات عشان ترحمه من الالم اللي كان بيحس بيه و مستحمله عشانكو كلكو

فاطمة، ازاي بس مش فاهمه يعني عمر كان عارف و مخبي علينه و مستحمل كل ده لوحدو

محمود،، ابني عندو ورم ، طب ليه مقلناش عشان نساعده ليه بيخبي علينه ، مش ممكن يكون مستهتر للدرجه دي

استفزت كلمة مستهتر ماهر جدا و قرر ان يكشف كل التفاصيل التي يعرفها وبدأ بالكلام بصوت عالي جدا و عصبيه مفرطة

مستهتر،،، هي دي فكرتك عن عمر مسهتر بعد كل اللي انت عملته فيه

محمود ، بتهكم، انا عمري مأذيت عمر

بدأ ماهر بالتصفيق و الصراخ بصوت عالي

برااافو ،،،،، طبعا انت عمرك مهتميت انك تعرف الحجات اللي بتأذي عمر اصلا ،، فاكر لما اترجاك عشان تبعت مراد بدالو اسكندرية و انت اصريت ان هو اللي يروح

فكرت و لو للحضه واحده هو ليه مكانش عايز يسافر ،، عشان اليوم ده كان واخد اول جلسة علاج كيميائي

محمود، بصدمة، ايه علاج كيميائي

ماهر،، ايوا، عارف يعني ايه انك تطلب منه يسافر و هو مش قادر يوقف على رجلو ، و طبعا انت مش عارف اللي حصل هناك لما كان حيغمى عليه من التعب و اللي قلقو عليه العمال مش حضرتك ، كل مره كان بياخد العلاج بيبقى حيموت ويرتاح و انتو كلكو بدل ما تسيبو يرتاح بتقولو عليه انه مهمل و عايز ينام وبس ، اهم حاجه عندك الشغل

فاطمة ببكاء ،، ياعيني عليك يا حبيبي استحملت كل ده لوحدك

محمود،بحزن،، عمر كان تعبان طول الوقت ده

ماهر ،، ايوا تعبان و بيموت كمان و انتو كلكو مش حاسين بيه ، حرام عليك فالآخر بتقول انه مدمن

بسمة،بدموع ، يعني هو لما كان بينام كتير و يتعب بسرعه و كل اللي كان بيحصل ده من الورم

ابتسم ماهر بسخريه،، ايوا مكانش بيمثل يا بسمه زي مكنتي فاكره ، و على فكره انت كمان ضلمتي جدا

بسمة،، انا مكنتش عارفه ، والله لو كنت عارفه عمري مكنت قلت انه بيمثل

ماهر،، لا يا بسمة انتو ضلمتوه بموضوع ندى

بسمة،، لا يا ماهر موضوع ندى ده انا شفته بعنيه

ماهر،، قصدك شفتي اللي ندى عايزاكي تشوفيه ، من فضك يا ريم شغلي التسجيل عشان انا مش مستحمل ضلم عمر اكتر من كده

استغربو الجميع من كلام ماهر و لكن زال استغرابهم بسرعه عند سماعهم الشريط

استمعت بسمة لكل حرف قالته ندى و كاد قلبها ان يتوقف من المشاعر الكثيره التي تشعر بها ، تشعر بفرحه كبيره لأنها اكتشفت ان عمر برئ و لم يخونها ابدا و لكنها فرحتها تنغصت بالدموع عندما تذكرت ضلمها لعمر ،وتلك المعامله الجافه ، تذكرت كيف كان يحاول ان يسعدها بكل الطرق و لكنها لا تتجاوب معه و صدقت كلام ندى بكل سهوله ، غلبتها الدموع و انفجرت بالبكاء و هي تشعر بالذنب الكبير تجاه زوجها

محمود ،، يعني عمر مكانش عنده اي علاقه بندى و لا غيرها

ماهر،، هو فأيه وله فأيه ، عمر تعب اوي و الكل ضغط عليه و الانهيار العصبي اللي حصلو ده من الضغط من كل حته

محمود ،، يعني الورم ده خطير و لا بيتعالج

ماهر ،، ايوا خطير و عمر كان بيتعالج بس من فتره بطل كل انواع العلاج و مبياخدش غير المسكنات

محمود،، هو وقف العلاج ليه؟؟؟

ماهر بحزن،، لما حصلت الخناقه بينه وبين بسمة قرر انه مش حيتعالج

فاطمة،، طمني يا بني هو لو رجع يتعالج تاني حيخف

ماهر،، الامل موجود بس العمليه صعبه بس الاهم من كده ان عمر مش موافق يعملها

بسمة،بصدمة،، ليه مش موافق

ماهر ،، عمر بيمر بأزمه نفسيه صعبه و لما اتهمتو بالادمان ده كمل عليه ، هو فاقد الامل في الحياه و مش عايز يعيش اصلا ، لما خبى عليكو مكانش عايزكو تتعذبو معاه ولا تزعلو عشانه

فاطمة بحزن ،، خاف علينا اكتر من نفسه ، احنا حنعمل ايه دلوقتي

ماهر ،، حنستنى نشوف الاشعات و التحاليل و نعرف حالته وصلت لأيه و بعدين نشوف حنعمل ايه

بسمة،، انا عايزه اشوفو

ماهر،، منصحكيش بكده ، كفايه اوي اللي حصل النهارده سيبو يستريح شويه

بسمة،، ارجوك يا ماهر لازم اشوفو

ماهر ،، ماشي يا بسمة ، بس ارجوكي متتكلميش معاه فأي حاجه

…………….………………………………………………………

دخلت بسمة بخطوات بطيئه الى غرفة عمر حتى وصلت الى سريره ووجدته مستسلم تماماً ، مستلقي على السرير بلا حركه مربوط بأسلاك و اجهزه كثيره و لكن عيناه مفتوحه معلقه بالسقف لا يتحرك او يتكلم

بسمة، ببكاء،، انت صاحي يا عمر

لم يرد عليها وكأنه في عالم اخر

بسمة،، انا مش عارفه اقول ايه يا عمر ، مش قادره اطلب منك تسامحني لاني انا مش قادره اسامح نفسي ، انا اسفه على كل مره ضلمتك و شكيت فيك،، اسفه يا عمر عشان محسيتش بيك و انت بتواجه المرض ، انت احلى حاجه فحياتي يا عمر ، اوعى تستسلم و تسيبني

احتضنت كفه وهي تبكي بحرقه،، ثم وضعت يده على بطنها ،، انت مش حيهون عليك تسيبني و لا تسيب الطفل اللي لسه مشافش حنيتك و حبك ، انا حستناك العمر كله و عارفه انك حتتخطى الازمه دي و حنهزم المرض مع بعض ، انا مش عايزاك تخاف عليه انا اقدر استحمل كل حاجه ، و عارفه انك تقدر ترجع زي زمان ، ثم ابتسمت،، فاكر لما رحنا تعشينا في المركب مع بعض و انت علمتيني الرقص،، انا كنت مكسوفه اوي و خايفه بس لما لمستني بأيدك و علمتني كل حاجه حسيت اني بأمان معاك و اني ملكت الكون ده كله ، انت حياتي كلهه ياعمر بحبك ،،،،،

نزلت دمعه حزينه من عيون عمر و لكنه لم يقل اي شئ

أنهمرت دموعها لرؤيته بهذا الشكل و خرجت من الغرفه بسرعه كي لا يراها و هي منهاره بالبكاء

ياتري عمر هيحصله ايه…..؟ ومحمود موقفه هيكون ازاي مع عمر………؟؟!