اقصوصة – رسائل من الاب الغائب (خاص بمسابقه الاقصوصه) – سكس جديد 2026

للكاتب\ عيسي الوزان منتدي نودزاوي
من يوم ما كان عندها سبع سنين، و”ملك” بتصحى كل فترة تلاقي ورقة صغيرة مدسوسة تحت باب أوضتها. ورقة عليها خط راجل… بسيط، بس مليان حنية.
كان دايمًا بيبتدي نفس البداية:
“لبنتي ملك… أبوكي مشتاقلك.”
ملك عمرها ما افتكرت شكل أبوها بوضوح. هو اختفى وهي لسه طفلة صغيرة، وساب وراه ألف سؤال. مامتها كانت دايمًا بتقول:
“**** ياخدلك حقك يا بنتي… بس أبوكي ماكنش سيئ، كان مخنوق من الدنيا.”
ملك كبرت… بس الرسائل ماوقفتش. كل كام شهر تلاقي ورقة جديدة. نفس الخط. نفس الريحة الخفيفة اللي شبه ريحة دخان قديم وبدلة واسعة.
كانت الرسائل قصيرة… حاجات زي:
– “خلي بالك من نفسك.”
– “ما تسبيش حد يقلل منك.”
– “أنا متابعك حتى لو مش جنبك.”
ملك كانت بتقراها وتعيط. جزء منها كان بيصدق… وجزء تاني بيقول لنفسه:
“يمكن حد بيهزر؟ يمكن مامتي اللي بتكتب الكلام دا؟”
لكن كل مرة كانت تحاول تواجه أمها، أمها تقفل الموضوع وتقول:
“يا بنتي أنا مش فاضية لكلام فاضي.”
كبرت ملك وبقت في تالتة جامعة. يوم، وهي راجعة من الكلية، لقت ورقة جديدة تحت الباب. المرة دي الرسالة كانت أطول من أي مرة قبل كده:
“سامحيني إني مشيت. أنا كنت خايف أضرك بوجودي. بس كنت بشوفك من بعيد… كل ما تكبري، كنت بتشبهيلي أكتر. اتخرجي وارفعي راسك… وبعدها هتعرفي الحقيقة.”
ملك قلبها وقع. لأول مرة الرسالة فيها وعد… فيها حاجة واضحة.
عدت الشهور… واتخرجت ملك.
ويوم ما رجعت البيت بالشهادة في إيدها، لقت أمها قاعدة في الصالة ووشها باين عليه إنها كانت بتبكي.
وقبل ما تسأل، أمها مدتلها ظرف بني قديم.
وقالت:
“الظرف دا جالي النهارده الصبح… باسمك.”
ملك فتحت الظرف بإيد بترتعش.
جواه رسالة… وخاتم دهب قديم شكله متهالك.
“لو وصلك الظرف دا… يبقى أنا مشيت خلاص.
مشيت من غير ما أشوف وشك وإنت ناجحة… بس كفاية عليا إني كنت أعرف إنك هتوصلي.
الخاتم دا كان بتاع جدك… وكنت ناوي أدهولك يوم ما تكبري.
سامحيني… أبوكي كان مريض ومكسور… وخاف يعرضك لأي وجع.
بس و**** كنت بحبك أكتر من نفسي.”
ملك فضلت ماسكة الورقة وساكتة… لحد ما أمها قالت بصوت مكسور:
“أبوكي مات من شهر… وساب لي تعليمات أبعتلك الظرف أول ما تتخرجي.”
ملك دمعت. مش لأن أبوها مات… لكن لأنها لأول مرة حست إنه كان موجود فعلاً.
مابعدهاش… قرب منها، حتى لو من بعيد.
وكل الرسائل اللي كانت بتجيلها… طلعت حقيقية.
بالليل… وهي قاعدة في أوضتها، لبست الخاتم، وحطت الرسالة الأخيرة جنب باقي الرسائل اللي كانت مخبياها في صندوق قديم.
وقالت في سرها:
“مكنتش بعيد… كنت حواليا طول الوقت.”
ولأول مرة من سنين… نامت ملك وهي حاسة إن جزء ناقص من حياتها رجع مكانه، حتى لو رجع في اخر لحظة.


