Uncategorized

رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الخامس 5 بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf


البارت 5

٢٢‏/١‏/٢٠١٧ ٤:٤١ مصباح يوم السبت شمس مشرقة جو دافئ نسبيا , الجميع مستيقظا استعدادا لبدء يومه , سناء بغرفة الطعام تعد الافطار و نور تمسك بكتابها و عينيها مركزتين بصفحته تحاول تجميع أي معلومة قبل دخولها الامتحان قبل الأخير من هذا الفصل الدراسي , اثناء انهماك كلتاهما فيما بين يديهما سمعوا صوت حازم بالخارج ينادي نور وآثار النوم مازلت تطبع اثر في صوته

حازم : نور يانور انتي صحيتي

نور : ايوا يا حازم انا صاحية من بدري

اتجه حازم لمكان مصدر الصوت ودخل المطبخ ثم قال : طيب ياريت تجهزي بدري شوية علشان ألحق أوصلك علشان عندي شغل كتير قوي النهاردة

نور: هفطر و هقوم ألبس علطول

حازم : طيب جهزيلي معاها الفطار ياماما علشان متأخرش

سناء: طيب مفيش صباح الخير الأول و بعدين تتكلم

حازم وهو يبتسم : مفيش وقت , افتح الشركة الأول و بعدين أفضي بقي لصباح الخير و صباح النور و مساء اخير و كل اللي انتي عاوزاه

ثم اقترب منها و قبل رأسها , وقال مازحا : ادعيلي بقي ربنا ييسرلي اليومين البقين دول و الشركة تتفتح علي خير علشان ابقي اقولك صباح الخير

نظرت له سناء بنصف عين و قالت له و هي تهز رأسها : برضه واخد كل حاجه علي اعصابك , اهدي شوية يا حازم و مش هتشوف الا الي ربنا مقدرهولك

حازم : ما تقولي ربنا يوفقك و ييسرلك يا ابني ووفري الوقت

نور : هههههههههههه انا بحس يا حازم انك دايما في سباق مع الوقت

حازم : خلكي انتي في حالك يا بت و متبقيش زي العزول كده

نور: انا بت؟

انحني نحوها بشكل كوميدي: متأسفين يا استاذة نور

ثم اعتدل بحزم مزيف: يلا خلصي علشان منتأخرش

وبعد ما يقرب من الساعه كان حازم ونور يجلسان متجاورين في سيارة حازم متجهين نحو الجامعه ….كان الصمت رفيقهما الثالث, نور تقرأ بكتابها و حازم يركز في قيادة السيارة و عقله مشغول

قطع هذا الصمت حازم عندما تحدث قائلا: أوه صحيح كنت هنسي اعزم الدكتور محمد مسعد , طيب اتصل عليه كده و لو في الكليه اعدي عليه اعزمه بالمرة

لم ترد نور ولكنها كانت في شدة انتباهها لذلك الاتصال الذي سوف يجريه اخيها , فقد كانت صديقتها نسرين ككثير من فتيات الكلية معجبة بالدكتور محمد مسعد وتحاول بشتي الوسائل الممكنة لفت انباهه لها ولكن دون جدوي

حازم: السلام عليكم

محمد: وعليكم السلام , اهلا بالناس اللي مبتسألش خالص دي

حازم: طيب انا عملتها و سألت , الدور والباقي اللي مش بيعبرنا خالص

محمد : معلش غصب عني و الله انت عارف ايام الامتحانات دي بتبقي لبخه كده

حازم: ربنا يعينك يا باشا المهم انت كويس و كله تمام؟

محمد: الحمد لله اخبارك انت ايه

حازم : الحمد لله بخير, انت في الكلية دلوقتي؟

محمد : عشر دقايق و هكون هناك , انا كنت في مكتبه وفي طريقي للجامعه

حازم: فين بالضبط

محمد: انا قدام مكتبة ………….

حازم : طيب خليك مكانك انا هفوت عليكي كمان دقيقيتين , رايح أوصل اختي الجامعه

محمد: كلية ايه

حازم: كليتك , كلية تربية

محمد : والله طيب مش تقول يا عم علشان نعمل الواجب

حازم: اه انا شوفتك اهو

محمد: ماشي يلا سلام

حازم: سلام

وبعد ان اغلق الهاتف وجهه كلامه لنور التي كانت اذنها صاغية لكل كلمة تخرج من فمه لتوصلها لصديقتها نسرين

حازم: انزلي انتي يانور اركبي ورا , علشان الدكتور محمد يركب جنبي

نور: حاضر

وعندما وقفت السيارة بجوار محمد نزلت نور دون ان تنظر إلية فكانت تتحاشي النظر له مباشرة علة كان قد رآه وهي تتسكع مع اسامة فيوصل ما رآه لحازم و يكون سبب في نهايتها

وبعدما ركبت بالخلف ركب محمد بالامام وسلم علي حازم سلاما حارا و أخذ يتبادلان الحديث عن أحداث حياتهما وعن الشركة التي افتتحها حازم وعبر له محمد عن مدي فرحته له بهذه الخطوة و اكثر له الدعاء بالتوفيق و النجاح ووعده بأن يكون أول الحاضرين لمباركته له يوم افتتاح الشركة , حتي وصلوا للجامعه فافترقوا كلا في طريقه, حازم اكمل مشواره بالسيارة تجاه شركته و محمد توجه لأستاذه الجامعي المشرف له علي رسالة الدكتوراه و نور تجاه ساحة الكلية تبحث عن حبيبها الذي عهدت منه جفاءا شديدا في الأونه الاخيرة بسبب حجابها و شكلها الذي لا يعجبه , رغم محاولاتها المستميته لارضاءه ولكنه كان يزداد بعدا و تهديدا لها

وما ان وقعت عيني نور علي من سلب لبها , انفرجت اساريرها و زينت ابتسامة الفرحة وجهها و ظلت عينيها تبث تجاهه رسائل الحب والشوق , ولكنه لم يبادلها سوي بإلتفاته للجهه الاخري , وعبوس وجه

وعندما وصلت له , كان يجلس مع احد أصدقاءه فقالت له: اسامة انا عاوزاك في كلمة

أسامة بلا مبالاه: بعد الامتحان , مش شيفاني بذاكر

شعرت نور بأن قلبها يتمزق بسبب أسلوب أسامة ولكنها قالت له برجاء: دي كلمة واحدة بس يا اسامة و ارجع ذاكر براحتك

تأفف اسامة بنفاذ صبر ثم قال له : حبكت يعني يا ست نور

وعندما وجد صديق اسامة ان الموقف محرج فقام ليترك لهم الحرية في حوارهم الذي يبدو انه سيكون ساخنا

اسامة : اهو قام خالص ياستي علشان ترتاحي , شوفي هجيب حد يشرحلي منين تاني

نور وهي علي وشك ان تبدأ في نوبة بكاء كعادتها في الفترة الماضية : هو انت بقيت بتعاملني كده ليه يا اسامة

اسامة بغضب : مش عارفه ليه؟ علشان معدتيش بتسمعي كلامي و بتمشي كلام و أوامره سي حازم بتاعك ده اللي خنقني حتي لو كنت مش موافقك عليه , وبعدين معدتش في دماغك خالص , بعد ما كنتي بتحججي لأمك بأيي حجه علشان تنزلي الجامعه و نتقابل بقيتي بتيجي علي الامتحان بس ولا ليا اي اعتبار, بصراحه بقي انتي معدتيش في دماغي زي ما انا معدتش في دماغك , وياريت من هنا ورايح تفكي عني بقي و مش عاوز وجع دماغ

ثم استدار و رحل عنها قبل أن يدع لها فرصة الرد والدفاع عن نفسها او تبرير موقفها معه…. تركها غارقه في وسط دموعها و أنينها وقلبها المفتت إثر تلك الكلمات الفتاكة التي عصفت به ….تركها دون ان يعبأ لما سيحدث لها بعد ذلك مع علمه بمدي حبها له و تعلقها به , وعلمة بما يمثله لها في حياتها و ما سيسببه بعده عنها و لكن… الحقيقة التي لم تكن تعلمها نور أنها مجرد ورقه وانتهت مدة صلاحيتها بالنسبة لمن هوته بكل كيانها و ذابت كل ذرة من ذرات جسدها في حبه

واثناء جلوسها بمفردها في المكان الذي تركها به , تحاول جاهدة عدم فضح أمرها , مسح بطرف أنامها كل دمعه تظهر من عينيها , مرت عليها صديقتها هبه وعندما وجدتها بهذا المنظر اندفعت نحوها بقلق تسألها عما حدث فردت عيلها نور بصوت يكاد يظهر من بين الشهقات و البكاء و الأنين

كانت هبه تعلم مدي حب نور لأسامة و تري كمية المكر و الكذب بادية في عيني اسامة رغم قناع الغرام الذي يحاول ارتداءه امام نور ….كانت تعرف انه مهما حاولت اقناع نور بأن اسامة ما هوالا مراوغ يلعب بعواطفها كأغلب شباب الجامعه فأن نور لن تقتنع فأكتفت بتلك الكلمات حتي تستطيع نور اكمال اختباراتها بسلام ثم تحاول اثبات لها كذب اسامة لاحقا

هبه : نور حببتي عارفه المثل اللي بيقول ” ابعد حبه تزيد محبه” بالضبط ده عاوزاكي تطبقيه مع اسام اليومين دول, اسامة كل ما يشوفك بتترجي فيه و بتحاولي ترضيه بأي وسيله بيتقل هو و يتلكك علي اي حاجه , يعني مثلا هو عارف ان حازم بيوصلك و ياخد ازاي يزعل بأه لاانتي مش بتنزلي ايام زيادة علشان تتقابلوا ….صدقيني الرجاله كلهم كده أسألني أنا , لما بلاقي ضياء خطيبي بدأ يتدلع و يتلكك بقوم قالبه عليه التربيزه وادلع انا و اتلكك انا و ابعد الاقيه هو اللي يقعد يحاول يراضيني و يستسمحني بدل ما كت انا اللي اوجع دماغو احايل فيه

نور وهي تمسح دموعها وعلي وجهها علامات الاقتناع نوعا ما وقالت : ما هو معدش ينفع اتحايل عليه و اتذلل له اكتر من كده

هبه: نركز بس في الامتحانات يا نور و بعدها ربنا ييسر

نور برجاء: بس ارجوكي ياهبه خليكي معايا و فكري ازاي اطلع من الورطة دي , كل ما احاول اقنع ماما اني ارجع البس زي الاول وتقنعلي حازم ألاقيها واقفه في صف حازم وتتوعدلي اني اخالف كلام حازم , واسامة مش موافق خالص علي لبسي كده و بيقولي انه مكبرني قوي ومش لايق عليا

هبه: متخافيش يانور انا معاكي , بس متخالفيش كلام امك و اخوكي علي ما نشوف حل

………………………………………….. ………………………..

جاء اليوم المنتظر , كل شئ في اكمل استعداد, الكثير من الضيوف , أغلبهم من الطبقة المتعلمة الراقية , يجلسون في شركة مجهزة علي ارقي مستوي, كان ابراهيم وحازم يجلسون يستقبلون المدعوين علي حفل الافتتاح, كان الفرح يملأ قلب حازم , كان يشعر انه اسعد انسان بالعالم , هاهو قد نجح في تحقيق حلمه , ما اجمله هذا الشعور , صدق من قال ” ما تلاقي فرحان في الدنيا زي الفرحان بنجاحه” شعر بدمعة فرحة تناور تمسكه أمام الحاضرين وستخذله و تسقط فاضحه رقة قلبه التي طالما خبأها خلف قناع الجدية

استأذن حازم من الحاضرين و دخل غرفة مكتب المدير, مسح تلك الدمعه التي خرجت من وراء جفونه عنوة وعلي وجهه ابتسامة صافية, شعر برغبة شديدة بشكر الله , بسط سجادة الصلاة و صلي ركتين شكر لله وبعد ان انتهي ظل جالسا مكانه يردد عبارت الحمد و الشكر قبل ان يسمع صوت طرقات خفيفة علي باب الغرفة وبعدها دلف المحامي شوقي و بيدة حقيبة بها الكثير من الاوراق و المستندات

نهض حازم مسرعا و ارتدي حزائه و توجه نحو الاستاذ شوقي يصافحه مصافحه حاره

الاستاذ شوقي: مبارك عليك يا حازم , ربنا يكمل فرحتك علي خير

حازم: ربنا يبارك فيك , ويجعل حجتك مبروكه يارب و يوصلك و يردك سالما غانما يارب

الاستاذ شوقي: الله يخليك يارب و عقبالك السنه الجاية

حازم : صحبة ان شاء الله

الاستاذ شوقي: طيب يلا اطع استقبل ضيوفك انت قاعد لوحدك ليه

حازم: والاوراق؟

الاستاذ شوقي: الافتتاح بس يخلص و الضيوف تبدأ تخف كده و نقعد علي رواقه مع بعض نخلصهم

حازم : اوك يلا بينا

ظل هذا المشهد البهيج و الذي يشبه عرسا رائع ما يزيد عن الخمس ساعات , بدأ الضيوف في الانصراف و الوضع يصير اكثر هدوءاً …. دخل حازم مع الاستاذ شوقي غرفة المدير و بدأ في انهاء الاجراءات القانونية اللازمة , كان ابراهيم يجلس برفقة الضيوف الذي أتوا متأخر ويدخل من الحين للاخر ليخط توقيعه علي الاوراق , وبعد ان انتهوا صافح شوقي حازم وقال له ألف مبروك يا حازم , خطوة رائعة في سنك ده, انت مجتهد وتساهل كل خير

حازم : والله يا استاذ ده كله بفضل ربنا ” ثم تردد بعض الشئ” وأكمل: وبسبب حاجه كمان محدش يعرفها خالص

نظر شوقي لحازم الذي قطع استرساله في حديثه و بدأ التردد باديا في ملامحه , وبعد دقائق بدأ حازم يسرد علي مسامع شوقي موقفه مع حسناء بداية من لحظة تضرعه لله ان يقضي حاجته ونذره بأن يقدم العون لأحد المحتاجين

كان شوقي يسمعه بشئ من التعجب و الاستنكار الشديد , كاد ان يصرخ في وجهه عندما علم منه انه حبسها في منزله و اغلق عليها دون ان يعطيها مفتاح و لكه تجلد و صبر حتي انهي حازم حديثه

وبعدها لم يستطع كبت جماح غضبه و ثار بوجهه صارخا: انت اتجننت يا حازم, ازاي واحد عاقل يعمل كدة, انت تعرف انك قانونا كده يعتبر خاطفها

حازم: خاطف ايه , بقولك هي اللي اترجتني و كانت هتنتحر

شوقي بغضب: اسمعني يا حازم و متجادلش كتير, القانون مبيعترفش بالمشاعر دي , احنا في بلد الورق, كل شئ اوراق, انت كده جاني, واكيد اهل البنت بلغوا عن اختفاءها واكيد الشرطة بتبحث و لو لقوها و كمان مقفول عليها من غير مفتاح يبقي التهمة ثبتت عليك و كل الأدلة ضدك ,وتضيع مستقبلك علشان خاطر شوية تعاطف, وانت اساسا تعرف اصل البنت دي و لا تعرف هي هربانه من ايه اساسا

حازم وقد بدأ الخوف يدب بأوصاله: وعلي ايه مستقبلي يضيع , انا حالا هروح اطردها و انتهينا انا مش مستغني عن نفسي

قاطعه شوقي: برضه يا حازم متسرع, ولما تطردها و تحب تنتقم منك و تروح تبلغ عنك و تتبلي عليك و لا تقول انك كنت حابسها و بتغتصبها و تكون اساسا مش عذراء و تلبسك بدل التهمة اتنين؟ اتأني كدة يا حازم و متتسرعش علشان متخسرش كتير

قال حاز م بعصبية شديد : والعمل؟

تنهد شوقي و هو يهز رأسه يمينا و يسارا ثم قال ببعض الهدوء : بص هقولك تعمل ايه ………ثم صمت برهه واكمل…………… المشكلة اني مسافر بكرة الساعه 7 الصبح….عامة نحاول نعالج الموقف بحيث ميجيش عليك ضرر لحد ما ارجع كده و نبقي نشوف هنعمل ايه…. ” ثم اخرج من حقيبته الجلدية ورقة وقدمها لحازم” وقال : خلص اللي وراك هنا وتطلع عليها مباشرة … هتاخد الورقة دي , دي عقد ايجار تخليها تمضي عليه و تكتبة بتاريخ اليوم اللي هي سكنت فيه بالضبط . انت لسه فاكره؟

رد حازم و قد أخذ القلق منه مأخذا عظيما: ايوا فاكره هو نفس اليوم اللي بعت فيه رساله للشركة

شوقي: تمام قوي, تكتبه و تكتب سعر الايجار في الشهر و كمان اعمل العقد لمدة سنه

حازم بغضب: سنة ؟ لا انا مش ناوي اسيبها

قاطعه شوقي بنفاذ صبر : يا حازم اهدي كده علشان متجبش عواقب وخيمة علي راسك , مينفعش تطردها الا لما نتأكد من هويتها و ندرس ازاي نمشيها , افرض بنت ناس بلطجية و أذوك , متخدش اي خطوة من غير ما تاخد رأيي دي مش قضية سهله

حازم : هي بقيت قضيه , انا كل الحكاية صعبت عليا و حسيت انها محتاجه مساعدة

شوقي: القانون مش بيعترفش بالمشاعر دي يا حازم , مش عاوزك تضيع وقت اكتر من كده , النهاردة ضروري تكتب العقد ده و تخليه معاك لحد ما ارجع و نتكلم معاها كده و نحاول نوصل لأهلها و أصلها ونحل العمل و كان المفروض من البداية عملت كده , كنت اتصلت عليا و كنا وصلنا لأهلها و نحل الموضوع مش تسمع كلامها و تحبسها و تأكلها و تشربها , هو انت فاكرها قطه ولا حاجة

لم يرد حازم فقد كانت الافكار السيئة و الاحتمالات الأسوأ تعصف برأسه حتي كادت تفتته

قام شوقه و هو يعدل من هندامه و قال له : انا هستأذن بقي ياحازم علشان ألحق اريح شويه واتصل عليا ضروري لما تكتب العقد و قولي عملت ايه

قام حازم هو الاخر و أخذ الورقه بجيبه و قال له بشرود : انا هروحلها حالا

شوقي: والضيوف اللي بره؟

حازم بغضب : ابراهيم موجود اهو يسد مكاني, انا مش مستعد حته حشرة زي دي تضيع مستقبلي وحياتي , انا دقت المر لحد ما وصلت للي انا فيه دلوقتي

شوقي وهو يتجه نحو الباب: بس عاوز تهدي كده و متتعصبش و تفكر الف مرة قبل ما تقدم علي اي خطوة , واللي تحتاجه اتصل عليا

حازم: ان شاء الله وشكرا يا استاذ شوقي

………………………………………….. ………………………..

وبعد ان استأذن حازم من الضيوف و من ابراهيم ركب سيارته و بسرعة الصاروخ انطلق نحو تلك الخبيسة التي دخلت حياته عنوة لتفسدها وتقلب حياته وتضيع مجهود اعوام طوال

عندما وصل دخل مباشرة دون ان يلقي التحيه علي البواب , ترجل من السيارة ثم اغلق الباب بعنف وعلامات وجهه لا تدل علي خير

كانت حسناء تجلس امام التلفاز تشاهد احد البرامج الدينيه و تضع أمامها بعض البسكويت الذي صنعته بيدها و كوبا من الحليب و الشيكولاته

عندما سمعت صوت السياة و صوت بابها يغلق بعنف دب الفزع بأوصالها , توقعت ان يحدث ما حدث من اسبوع و يقتحم الوحش عزلتها بحثا عن شئ لا تعلمه و لا تفهم ماهيته, فقط عنف و همجية و تفتيش و اسلوب غليظ

عندما سعمته قفزت من مكانها و جرت نحو الأعلي تحضر حجاابها ثم خرجت لترد عليه و لكنها فوجئت به دخل المبني و ظل ينادي بصوته المخيف المحمل بنبرات ال الغضب المنذر عن وجود عاصفه غير محموده قادمة نحوها

حازم : انتي يابنتي

حسناء بصوت مهتز : ايو

حازم بغضب و صوت اشبهه بالصراخ الغليظ: انزلي حالا

نزلت حسناء نحوه و هي تقدم قدم و تؤخر الاخري , تقدمت نحوه بوجه شاحب هربت منه الدماء من كثرة الخوف

قال لها بعينين يتطاير من الشرر: اقعدي

جلست حسناء بخوف منكمشة كأنها كتكوت سكب فوقه دلوا من الماء , ترتعش من كثرة الخوف وجلس حازم علي الكرسي مقابلتها و بسط الورقة أمامه علي المنضدة وظل يمرر عينيه علي السطور المكتوبة ثم اخرج قلما من جيبة و ظل يملأ بعض الفراغات الموجوده في الورقة ثم قدم لها الورقة و القلم وقال لها وهو يشير بأصبع علي مكان فارغ في الصفحه وقال لها بغضب: امضي هنا باسمك ثلاثي

اتلطقتت حسناء القلم بتوتر و قامت بتوقيع اسمها وهي مرتعدة

أمسك الورقة و طواها ثم و ضعها بجيبه و قام متجها نحو الباب و قبل ان يخرج التفت اليها وقال لها و وجهه يشعرك بأنه كبركان سوف ينفث الحمم البركانية من فمه , وبالفعل وجهه نحوها كلاما احرقها كما تفعل تفعل الحمم البركانية : بصي يا بت انتي , قسما بالله العلي العظيم لو اكتشفت ان وراكي حاجه و لا نيتك وحشة ولا بترسمي علي حاجه وربي لأكون مقطع من جسمك واخليكي تموتي علي البطيئ , انا تعبت لحد ما وصلت للي انا فيه فمش مستعد علي اخر الزمن و حده ضايعه تيجي تضيع تعبي

ثم اغلق الباب خلفه بعنف واغلقه بالمفتاح واتجه نحو سيارته و قد شعر ببعض الطمئنئة تسري لقلبه بعد ان نظر ثانية لتوقيعها و قال : الحمد لله اني قلت للاستاذ شوقي , دلوقتي اروح لابراهيم و اخليه يمضي كشاهد علي العقد و معاه حد كمان

انطلق بسيارته و اثناء قيادته اتصل علي شوقي ليطمئنه انه يحمل بيده درعا واقية من سموم تلك الافعي السامه وايضا يحمه امام القانون ان نوت تلك الافعي علي غدر في يوم من الايام

حازم : السلام عليكم

شوقي: وعليكم السلام , ها عملت ايه مضيت علي العقد و لا رفضت

حازم بارتياح: لا ا الحمد لله وقعت من غير جدال

شوقي: اهم حاجه اتأكدت انها كاتبه اسمها صح زي اللي في بطاقتها

حازم وقد بدأ في نوبة الغضب ثانية : لا هي مش معاها بطاقة

شوقي بنفاذ صبر: انت مالك اليومين دول تايه يا حازم كده , …. طيب و انت تعرف منين انها كاتبه اسمها صح , ما جايز مستغفلاك وكاتبه اي اسم و خلاص مش ليه و جود

ثم تابع بنبره محذرة: حازم ارجع لها حلا وخليها توريك بطاقتها و اتأكد من اسمها و الا يبقي العقد ملوش لازمة و ان معرفتش توصل معاها لحل قولي و انا هتصل علي محامي صاحبي و شوفوا الموضوع ده لانه خطر و ميتسكتش عليه اكتر من كده

تلك الكلمات كانت جديرة لتحول حازم لتنين هائج ينفث النار من فمه ليفتك بكل ما يأتي في طريقه

أغلق الهاتف ألقاه بجواره بغضب و استدار بالسايرة عائدا ادراجه نحو تلك المخادعه الملتوية ليذيقها من انواع العذاب ما يجعلها تندم علي التجرأ من التقرب منه في يوم او التفكير في خداعه

واثناء انظلاقه بالسيارة و هو يحاول تجميع كل الافكار السيئة التي يمكن ان يصوبها تجاه تلك الفتاه كان يحدث نفسه بغضب: لا محامي و لا غيره دي مش هتقعد في بيتي ولا دقيقه والله لأرميها في الشارع رمية الكلاب لحد ما يبان لها اهل

كان غارقا بين افكاره و لم ينتبه لتلك الشاحنة التي يعلو صوت انذارها لتحذيره و لكن لم يكن مدرك لشئ

وفي لمح البصر كانت سياره حازم تحلق في الجو اثر ارتطامها بتلك الشاحنة لتصدم بسور كوبري و تسقط من فوقه حابسة داخلها حثة هامدة ما بين الموت و الحياة





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى