Uncategorized

رواية حبيسة قصر الوحش الفصل السابع 7 بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf


الفصل السابع

الله اكبر كبير…الحمد لله كثير….وسبحان الله بكرة و اصيلا

الله اكبر كبير…الحمد لله كثير….وسبحان الله بكرة و اصيلا

الله اكبر كبير…الحمد لله كثير….وسبحان الله بكرة و اصيلا

تلك العبارات التي تبعث الفرحه في قلوب الجميع و تشعرهم بقدوم امل ,كانت تملأ ارجاء العالم الاسلامي بأكمله في ذلك الوقت الباكر

ما اجمل ذلك الصباح, اصوات ضحكات الاطفال في كل مكان, ومظاهر الفرحة تملأ الطرقات , ووجوه البشر جميعها ترتسم عليه البسمة

الكل سعيد , فاليوم عيد , عيد الاضحي

الكل سعيد سوي……. سوي من……… سوي الكثير…..

سوي حسناء السجينه….. وكيف لها ان تتذوق طعم الفرحه و هي مسجونه داخل ذلك المنزل , لا تجلس بين اهلها تتبادل معهم عبارت مباركات العيد , ولا تتشارك معهم الاطعمه اللذيذه الشهيه …..بل تجلس بمفردها وليس لديها سوي……..الماء

بالتأكيد عندما سمعت تكبيرات العيد بدأ بمهنتها الاساسيه وهي البكاء……..ولما لا تبكي …….. فهي الآن تنتظر الموت…. حتما ستموت فأخر رشفة حلييب تناولتها منذ دقائق و بعدها اصبحت الثلاجه خاويه

شعرت بالاختناق من كثرة البكاء فقامت وفتحت الشرفه , وكانت تلك المرة الاولي التي تفتح بها شرفة المنزل , فكانت دائما تخشي الخارج خاصة وان المنطقه جديده و اغلبها بيوت تحت الانشاء

نظرت للاسفل وقالت : لو كانت البلكونه قريبه من الارض شويه , لا ومن غباءه حاطط حديد علي الشبابيك اللي تحت…. صمتت برهه ثم اكملت : انا برضه غبيه كان المفروض قبل ما النت يفصل كنت حاولت استغيث بحد و مفضلتش حاطه أمل

ظلت تستشق بقوه و تملأ رئتيها بنسيم الصباح البارد وكأنها تحاول تشبع غريزة البقاء داخلها بعنصر اساسي من عناصر الحياه و هو الهواء

واثناء وقوفها قالت : طيب ما ادور علي حبل و احاول انزل من البلكونه هي موته بموته بقي

دخلت للبحث في ادراج المطبخ عن اي شئ يساعدها في الخروج من هذا البيت و لكنها عندما وضعت يدها علي زر المصباح فوجئت بإنفصال التيار الكهربي فقالت بصوت عالي : الله الله الله ..كمان كارت الكهرباء خلص ..حلو علشان تكمل

فتحت نافذة المطبخ وظلت تبحث عن اي شئ يساعدها علي النجاه بروحها ولكن للاسف لم تجد شئ

وبعد ان يأست من البحث جلست علي السرير حتي باغتها النوم من كثرة اجهادها فقد ظلت الليل بأكمله تصلي و تضرع لله في ان ينجيها

الكل سعيد سوي……. سوي من……… سوي الكثير…..

سوي نور…التي تحمل داخل قلبها ألما مضاعفا….فدائما ما كانت تستقبل صباح كل عيد بشيئين هامين و لكنها تلك المره لم تجد ايا منهما

تستقبل عيدية اخاها الذي يمثل دور والدها, وتستقبل رسالة حبيبها اسامة… هي الاخري فعلت كما فعلت سابقتها حسناء…جلست علي سريرها و بيدها هاتفها تنظر علي شاشته من وقت للاخر و تمسح بطرف اناملها دموعها المتتاليه

الكل سعيد سوي……. سوي من……… سوي الكثير…..

سوي سناء التي تجلس حبيسه جدران المشفي منذ خمسة اسابيع لا تكاد تنظر لشئ حولها سوي وجهه ابنها و قلبها يكاد ينفطر عليه كلما مرت دقيقه و هي تراه مازال يشبه الاموات اكثر مما يشبه الاحياء

وايضا فعلت كما فعلتا سابقتيها وجلست علي السرير تراقبه مع دموعها الحزينه و تدعو له بالنجاه

الكل سعيد سوي……. سوي من……… سوي الكثير…..

سوي ابراهيم ونرمين…فبالفعل حازم كان يمثل لهم الكثير فهو بمثابة الاب لنرمين هو درعها الواقي و امنها و طمئنيناتها

ويمثل لأبراهيم صديق و اخ و شريك

حقا انه لآصعب يوم مر عليهم في حياتهم جميعا

………………………………………….. ……………..

في أطهر مكان بالكرة الأرضية …في الحرم المكي الشريف..كان يجلس شوقي وبيده هاتفه المحمول يقوم بعمل بعض الاتصالات لأهله و احبائه ليبارك لهم قدوم العيد … وعندما ظهر أمامه اسم حازم علي الشاشه اتصل عليه فورا وهو يقول ……..اووووه حازم ياخبر نسيت موضوعه خالص … الجو الايماني هنا بيخلي الواحد ينسي العالم

وبعد ان اتصل عليه وجد الهاتف مغلق او غير متاح , فعاود الاتصال مرات و مرات ولكن ايضا كان الرد مماثل للمره الاولي

ظل يبحث عن اي رقم لحازم مسجل في هاتفه و لكنه لم يجد , قال بنفسه: ياريتني كنت خدت رقم شريكه علي الاقل كنت عرفت اوصله , عامة انا هنزل مصر كمان يومين يارب افتكر اول ما انزل اروح عليه علطول , ربنا يستر و يكون اتعامل بعقلانيه مع موضوع البنت ده , مع انه طيب بس عصبي و متسرع و كتوم

ثم ظل يردد علي لسانه الدعاء له بأن ينجيه الله ويوفقه في حياته

………………………………………….. ……………….

داخل غرفة العناية المركزة كانت سناء تجلس و عينيها لا تبتعد عن وجه ابنها الحبيب و لسانها لا يتوقف عن الدعاء لحظة و فجاة …….فجأه ……….فجأه ……….حدث شئ كم تمنت ان تراه ……….وكثير ما دعت ان يعجل الله به …….وها هو حدث أمام عينيها………. حدث بعد طول انتظار دامت لأكثر من خمسة اسابيع …………..خمسة اسابيع ما اصعبهم و ما اصعب كل لحظة مرت بهم…………..كانوا كدهر بأكمله

قفزت من مكانها و اقبلت نحو ابنها بلهفه و هي مركزة عينيها علي عينيه علها تتأكد مما رأت

ظلت تنظر اليه عن قرب دقا ئق حتي وجدت جفونه تتحرك ثانية , قالت بفرحه و صوت عالي يكاد يكسر الجدران : الله اكبر الله اكبر

ثم جرت نحو الطبيب تزف اليه اجمل خبر في حياتها و دموعها تسبقها

سناء : يا دكتر يا دكتر …… الحق حازم فاق

الطبيب بتعجب : نعم

سناء: والله شفت عيونه بتتتحرك

تعجب الطبيب اكثر و لكنه ظن انها قد خيل اليها فإتجه معاها بسرعه نحو غرفة حازم وقام بالنظر في شاشة الاجهزة و عندما نظر ظهر علي ملامحه علامات دهشه كبيرة فخرج ينادي باقي الفريق الطبي و عادوا اليه ليكملوا فحوصهم

كانت سناء تقف خلفهم و قلبها يكاد يقف عن العمل من شدة الخوف ان يقولوا لها انتي خاطئه و ابنك كما هو , ولكن الطبيب استدار اليها و قال لها بفرحه : دي معجزة , حمدالله علي سلامة ابنك و هنرجعه العناية المركزة يومين كده

سناء برجاء: ليه , هيرجعه ليه هو حالته ساءت

الطبيب : لا بصراحه احنا كنا فقدنا الامل انه يفوق تاني و وقلنا نخرجه علشان يفضي مكان في العنايه لحد يكون فيه امل , بس دي معجزة اللي حصلت النهاردة

سناء : الحمد لله الحمد لله , بس استأذنك يا دكتور قبل ما تدخلوه تاني تستنوا اخواته يجوا يبصوا عليه

الطبيب: لو هيتأخروا يستحسن منتأخرش وكلها يومين و هيخرج ان شاء الله

سناء : لا خلاص المهم انه يكون كويس

وتركت الممرضات يدفعون السرير الملقي عليه ابنها , ظلت تودعه بعيونها و دعائها المتضرع حتي اختفوا داخل غرفة العناية

فأسرعت لسجادة الصلاة تصلي ركعتي حمد لله علي شفاء ابنها وبعد ان انتهت اسرعت نحو هاتفها تخبر ابنتيها بتلك البشري السارة

………………………………………….. ……….

ثالث ايام العيد, حازم داخل غرفة العناية المركزة , ولأول مرة ينطق بلسانه

كانت احدي الممرضات تضبط له المحاليل عندما سمعته يقول : البنت

اقتربت بأذنها و قالت : نعم

فعاود حازم الكلام بصوت يكاد يسمع: البنت

مطت الممرضه شفتيها بعدم فهم و أكملت عملها بلامبالاه لكلامه , فشئ طبيعي ان ينطق بأشياء غير مفهومه فهو بالكاد مستفيق من غيبوبه طويله , فمن الممكن ان يكون يهزي بأي كلام

وبعد ان انتهت من عملها خرجت واتجهت مباشرة نحو والدته حتي تبشرها بتلك المفاجأه

دخلت علي سناء و قالت لها : الف مبروك يا مدام حازم اتكلم

سناء بفرحه شديدة : اللهم لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك

ثم اكملت ببكاء من شدة الفرحه : متعرفيش قال ايه

الممرضه: مستعجله ليه يا مدام , المهم انه الحمد لله نطق , وطبيعي ان اكتر اللي بيفوقوا من الغيبوبه بقولوا كلام مش مفهوم

سناء: الحمد لله و شكرا يا حببتي ربنا يطمنك علي حبايبك

ثم انصرفت الممرضه و تركت سناء في اشد حالات فرحها ومباشرة اتصلت علي اختيه لتخبرهم واثناء حديثها بالهاتف مر طبيب متجه نحو غرفة العناية المركزه فاستوقفته سناء وقالت له : معلش يا دكتر حازم فعلا اتكلم

الطبيب : لسه الممرضه قيلالي حالا و انا داخله اهو

سناء برجاء : طيب ممكن ادخل اشوفه , صوته وحشني قوي

الطبيب بإبتسامة : اصبري بس يا حاجه احتمال اكتبله خروج من العناية و يطلع في غرفه وتفضلي معاه

ثم تركها وانصرف ليكمل عمله وبعد مدة قصيره خرج ومعه ممرضتان تدفعان حازم بسريره و المحاليل الموصله بجسده الذي يبدو عليه المرض بشده

اقبلت نحوه سناء بفرحه و هي تهلل و تكبر من شدة غبطتها و عبرات الفرحه تشاركها استقبال ابنها العزيز

وبعد ان ضبط الممرضات الوضع و هموا ان ينصرفوا قالت سناء للطبيب : ممكن اتصل علي اخواته يجوا

الطبيب : يفضل بلاش زيارت لمده 10 ايام كمان علي ما حالته تستقر

سناء برجاء : ولو حتي زيارة واحده

الطبيب: بس ياريت مطولش عن نصف ساعه و ميكنش افراد كتيره , وياريت حضرتك متتكلميش معاه الا في الضروري جدا

سناء بفرحه عارمة : ماشي يا دكتر

وانصرف الطبيب و اسرعت سناء تعبث باناملها علي شاشة هاتفها لتخبر نرمين حتي تحضر نور و ابراهيم و يأتوا سريعا

وبعد ان تكلمت اليهم ظلت مكانها و هي تتأمل ابنها و تردد الدعاء بلسانها , وجدت حازم يحاول ان يتحدث اليها فهرولت نحوه سريعا و هي علي شوق بأن تسمع صوته

دنت منه و قالت له بحنان : عاوز حاجه يا حبيبي , حمدالله علي السلامة , انا مش مصدقه نفسي انك فقت من غيوبتك دي , الحمد لله يارب انك قومتهولي بالسلامة بعد الاسابيع دي كلها

وما ان نطقت تلك الكلمة حتي ظهر الفزع علي وجه حازم المنهك و قال من تحت الاجهزة : البنت

اصغت اليه امه بحنان و قالت : نعم؟

حازم ثانيه : البنت

سناء: نام يا حبيبي و ارتاح علي ما تشد حيلك و تقدر تتكلم علشان ما ترهقش , الدكتور قالي متتكلمش الا للضروره بس

عاود حازم الحديث برجاء بادي علي ملامح وجهه: البنت

نظرت له سناء بتعجب وهي لا تفهم ماذا يقصد وقالت : مين؟

صمت حازم دقائق يبحث في عقله المرهق عن شئ اخر يحاول التعبير به لينقذ الموقف الذي يرهبه بشدة ولا يستطيع انقاذه بنفسه فقال بضعف: شوقي

ازدادت دهشة سناء اكثر و مطت شفتيها بتعجب ثم قالت : شوقي مين؟

وحينها وصل فتاتها و ابراهيم و فرحتهم معلنه أمام الجميع

وعندما دخلو اشارت لهم سناء بالهدوء وقالت لهم : الدكتور سمح بنصف ساعه بس علشان لسه تعبان فإهدوا كده

وهنا سمعوا صوت حازم الضعيف: شوقي

سناء بحزن : قاعد يقول شوقي شوقي و انا مش فاهمه هو يقصد مين , ممكن يكون لسه مش مركز

اقتربوا منه جميعا ينصتوا اليه فعاود برجاء شديد : شوقي

نظر الجميع الي بعضهم نظرة تعجب فقال ابراهيم : طيب بس ريح دلوقيتي يا حازم ولما تفوق نبقي نشوف عاوز ايه

ولكن حازم لم ينصاع لكلامة و عاود طلبه برجاء شديد وهو يحاول جاهدا توضيح مقصده وقال بصوت اوضح إلي حد ما : شوقي المحامي

سناء: مين شوقي المحامي

ابراهيم : اه اه الاستاذ شوقي اللي عاملنا عقود الشركة؟

حازم : اه

ابراهيم و هو يطمئن حازم : متقلقش يا حازم الشركة ميه ميه و افضل مما تخيلنا , وفي خلال الشهرين دول طلبت كمان طلبية من الشركة

وعندما سمع حازم كلمة ” شهرين ” جن جنونه أتلك الفتاه محبوسة لمدة شهرن , لما الجميع لا يفهمني , غلبته دموعه خوفا علي تلك الفتاه و التي ايقن انها مظلومة بعد ان عاقبه الله عندما نوي علي طردها , بدأت دموعه تنساب من عينيه و تسلك مسلك نحو الوسادة وقال بكل ما يحمل من قوة بصوته الباكي: ارجووووك اتصلي علي شوقي حالا حالا ..وقوله البنت

زعر الجميع و هم يرون دموع حازم , فتلك المرة الاولي في حياتهم جميعا يرونه يبكي, اذن في الامر خطبا ما , بل خطبا خطير

قال ابراهيم : رقمه مش معايا يا حازم

حازم: في الشركة القديمة

ابراهيم : ماشي هروح اجيبه حالا

نهض ابراهيم من فوره و اتجهه للخارج في عجاله و بعقله علامات استفهام و تعجب كثيرة , ركب سيارته و اتجه نحو الشركة القديمة و التي لحسن الحظ قريبة من المشفي

وعندما دخل , فتح غرفة المدير قال لنفسه : اممممم الاقيه فين ده

ظل يمرر عينه هنا و هنا و عقله يعمل عله يستنتج في اي مكان يبحث عن رقم هاتف المحامي

وجد علبة علي المكتب بها العديد من الكروت الشخصيه لبعض الشركات و الشخصيات المختلفة

قال وهو يمسكها بين يديه : يارب يكون ليه كارت هنا

وبدأ في البحث و بالفعل وجد مبتغاه فوضع كل شئ كما كان و اتجه نحو حازم الذي لم يتوقف عن البكاء بصمت و الباقين الذين يخيم عليهم الصمت والتعجب و الذهول

وهو في طريقه اتصل علي الرقم المسجل بالكارت فأتاه صوت الاستاذ شوقي المرهق

شوقي: السلام عليكم

ابراهيم : و عليكم السلام , ازي حضرتك يا استاذ شوقي

شوقي: الحمد لله بخير , مين معايا

ابراهيم : انا ابراهيم شريك المهندس حازم الي كنت كاتب معان…..

قاطعه شوقي باندفاع و وقلق : وهو فين حازم زهقت رن عليه تليفونه مغلق , وبعدين هو عمل ايه في موضوع البنت

ابراهيم بتعجب اشد يبدو ان الامر كبير و علامات الاستفهام في ازدياد: بنت مين؟

شوقي: هو مقالكش؟

ابراهيم : اساسا حازم ساعة ما خرج مع حضرتك يوم ما كتبنا العقد و هو دخل في حادثة و في غيوبه لسه فايق اول امبارح و لسه متكلم حالا اول مره من نصف ساعه كده

بدا الزعر يندفع من صوت شوقي وهو يقول : يانهااااااااار , لا انا جاي حالا , ربنا يستر, انتوا في مستشفي ايه

ابراهيم : مستشفي………..

شوقي: نص ساعه و هكون عندك يلا سلام

ابراهيم و هو يمط شفتيه بتعجب : سلام

ترجل ابراهيم من سيارته امام المشفي و صعد نحو غرفة حازم و عندما دخل و جد حازم ينظر اليه برجاء و قلق فقال له ابراهيم ليطمئنه : متقلقش هو جاي في الطريق اهو

ثم جلس بجوار الآخرون في حلقة الصمت القائمة بينهم

وبعد ما يقرب من النصف ساعه سمع ابراهيم صوت هاتفه فرد بسرعه : السلام عليكم

شوقي: و عليكم السلام انتوا في غرفة رقم كام

ابراهيم : 504

شوقي: ماشي حالا هكون عندكم

وبعد ان اغلق الخط دخل احد الاطباء وقال : كفاية كده يا جماعه علشان صحته

ردت سناء برجاء: طيب خمس دقايق كده يا دكتر احسن طالب المحامي ومش عارفين ليه

وعندها و صل المحامي فأكملت سناء: تقريبا وصل اهو نعرف بس عاوزه ليه و هنمشي علطول

الطبيب: بس ياريت متقلوش عليه لان حالته لسه خطيرة

فقال شوقي: احنا نطلع نتكلم في الاستراحه علشانه و في الاخر هدخل بس اسأله سوال واحد يا دكتر و هنمشي

الطبيب : ياريت و الله يا استاذ علشان الدوشة جنبه غلط

شوقي: تحت امرك

وبعد ان غادر الطبيب اتجه شوقي نحو حازم مباشرة وانحني تجاهه وقال : اولا الف سلامة عليك و ربنا يقومك بالسلامة

فرد حازم برجاء: البنت

نظر الجميع لبعضهم بتعجب بالغ دون ان يفهموا شئ و لكن شوقي كان الوحيد الذي يعي مقصد حازم فسأله : هي فين دلوقتي

رد حازم بوهن و بكاء: لسه محبوسه

ارتد شوقي واقفا فجأ و هو يضرب جبهته و يقول و هو مغمض العينين : لا حول و لا قوة الا بالله

ثم تنهد بقوه و قال بأسي و قلق: طيب بسرعه معايا يا جماعه في الاستراحه

خرج شوقي بسرعه و الجميع يهرولون وراءه بقلق بالغ و عندما وصلوا للارستراحه التفت اليهم شوقي و قال لهم دون ان يجلس ما حكاه له حازم قبل شهرين تقريبا , كان يحكي و الكل يتابعه بعينين محدقتين وعلامات الخوف تملأ وجوههم و كأنهم يتابعون احد افلام الرعب

و عندما انتهي اصاب سناءالهلع و اخذت تضرب كفا علي كف و تدور و تقول : يانهار ابيض البت زمانها ماتت البنت زمانها ماتت دي محبوسه من شهرين

شوقي برجاء: ادعي يا مدام ان ربنا يستر بس و تكون لسه عايشه احسن تبقي تهمه ضد ابنك و يعتبر خطف و قتل كمان

ابراهيم بغضب : يا ستار يارب , طيب وحضرتك معرفتناش ليه يا استاذ شوقي من يومها

شوقي: والله العظيم انا جاي من المطار عليكم مباشرة لسه جاي من الحج كنت طالع شهرين علشان اقعد مع ابني هناك و اقعد في الحرم شويه و اعمل كام عمرة

نرمين : طيب و مستنين ايه يلا بسرعه نروحلها مش انت عارف المكان يا ابراهيم

ابراهيم : ايوا بس بعيد و بعدين معرفش المفتاح فين

نرمين : طيب هدخل اسأل حازم و خلوكم هنا علشان ميتوترش و يتعب

هرولت نرمين نحو غرفة اخيها و دخلت عليه بهدوء وقالت : مفتاح الفيلا بتاعتك فين و بيت الضيوف اللي فيه البنت

رد حازم بوهن : في درج مكتبي الاخير و هاتي معاكي الفيزا الزرقة

نرمين : حاضر

وعندما همت ان ترحل قال لها حازم برجاء: هاتيلي البنت هنا

نرمين : حاضر

ثم هرولت سريعا نحو الاستراحه ووجهت كلامها للاستاذ شوقي: هو قالي عاوز البنت هنا

شوقي: يستحسن فعلا تجيبوها هنا علشان يتأكد من هويتها برضه بس المهم انها تكون لسه عايشه

قالت سناء و هو تولول و كأنها فقدت ابنتها : عايشة مين دي زمانها عفنت وريحتها طلعت , حد هيفضل عايش شهرين من غير اكل

شوقي برجاء : استهدي بالله يا مدام و متفوليش

ابراهيم : طيب استنوا هنا يا جماعه و هنروح انا و نرمين بسرعه

شوقي : ماشي يا ابني منتظرينكم هنا

غادر ابراهيم و نرمين تاركين الجميع غارقين في مزيج القلق و الزعر سناء تبكي و تدعي و نور تربت علي ظهرها و تدعي للفتاه و لأخيها بالنجاه و شوقي سيطر عليه القلق فظل يزرع الاستراحه ذهابا و ايابا

أحضر نرمين و ابراهيم المفتاح و الفيزا و اقتنوا بعض الاطعمه و المشروبات و اتجهوا مسرعين نحو المنزل التي تحبس فيه الفتاه وعندما وصلوا ترجلوا بخفه من سيارتهم و هرولوا نحو البوابه

نرمين ببكاء : ابراهيم انا شامة ريحة حاجه معفنه

ابراهيم ليطمئنها مع ان الرائحة العفنه تكاد تخنقه : انا مش شامم حاجه انتي اللي بيتهيقلك

نرمين : لا والله مش بتهيقي دي ريحة فظيعه , وبدأت تبكي بشدة و هي تقول : ربنا يسترها عليك يا حازم

فتحوا البوابه و هموا ان يدخلوا و لكن وقفوا فجأة مزعورين

وقف ابراهيم متجمدا مكانه محدق العينين من الزعر , ارتدت نرمين للخلف و هي تقول بفزع : ايه ده





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى