Uncategorized

رواية حبيسة قصر الوحش الفصل التاسع عشر 19 بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf


رواية حبيسة قصر الوحش الفصل التاسع عشر 19 بقلم رحاب عمر 

 الفصل التاسع عشر

فتحت حسناء عينيها مع أذان الفجر , بقيت مكانها مستلقيه علي السرير بكسل فقد نامت متأخرا ليلة أمس بعد مكوثها مقابل الحاسوب ساعات

كان اول من زار عقلها في هذا الصباح كعادتها في الأونه الأخيره “حازم” .. ابتسمت له عندما رأته مقابلها بمخيلتها وقالت موجهة كلامها له : صباح الخيريا زومة

مدت يدها تحت وسادتها بعد ان تذكرت صورته القابعه قريبا من رأسها و اعتدلت جالسه و هي تمسك بصورته بيديها تتأمله بعشق لدقائق وبعدها سمعت صوت ضميرها و هي يقول بغضب : هو انا قايمة أصلي الفجر و اخد حسنات و لا قايمة ابص لراجل غريب و اخد ذنوب علي الصبح , انا لازم اقطع الصوره دي دا انا هروح النار بسببها

صاح قلبها بفزع : حازم ؟؟ اقطع حازم ؟؟ بالله عليكي هيهون عليكي تشوفي وشه بيتقطع قدامك

وبالطبع رأفت بحال قلبها و لبت طلبه و وضعت الصورة تحت وسادتها ثانيه , وهمت واقفه و خرجت من الغرفه لتؤدي صلاة الفجر

وبعد ان انتهت من صلاتها و اذكارها عادت لسريرها لتكمل نومها فلم يأخذ جسدها الليله الماضيه قسطا كافيا من النوم

وبعد ان استلقت علي الفراش و استعدت للنوم قامت ثانية و علي ثغرها بسمة وهي تقول لنفسها : والله دقايق بس

ووفتحت الحاسوب و ضغطت بالفأره علي الملف “صوري” وبدأت في عرض صوره واحده تلو الاخري , تقف عند كل صوره بعض الدقائق تتأمله بعيون تفيض بعشق لا اراديا خارج عن سيطره عقلها حتي بزغت شمس اليوم الجديد

قالت : يا خبر ده النهار طلع , هكمل بس الصور عالسريع وهدخل انام

………………………………………….. ………….

دخلت سناء علي نور بعد صلاة الظهر فوجدتها مازلت سابحة في عالم النيام , هزتها برفق و هي تناديها : يانور بت يانور

همهمت نور بنعاس : اه

سناء : قومي يلا الظهر أذن و نرمين زمانها جايه

انتبهت نور و مجرد استيقاظها التقط عقلها ذبذبات من الليلة الماضيه فهبت معتدله و هي تقول لوالدتها بحماس : هي الساعه كام دلوقتي

سناء و هي تسحب الستار لتدخل الشمس لتخبر نور بنفسها اجابها علي سؤالها

نور : هو الظهر أذن

سناء : من ساعه

بدأت نور تعرض علي والدتها كذبتها التي حاكتها ليلة امس في هيئة طلب: ماما انا هروح الجامعه بكرة قبل درس القران بدري شويه علشان هبه هتسافر السعوديه و عاوزانا نسلم عليها قبل ما تسافر

سناء بتعجب : طيب ليه مرحتوش تسلم عليها في شقتها

نور و هي تبتلع ريقها و قلبها يكاد يهوي ارضا من ان تكتشف كذبتها و عقلها يعمل بسرعه لتخطيط كذبه اخري : اصلها عاوزه تخرج و تتفسح شويه

سناء وهي تلوي شفتيها بتعجب: المفروض انها لسه عروسه

نور : هي حره يا ماما , المهم انا هروح بكره عالساعه 11 الظهر كده

سناء : ماشي يانور

نور : طيب انا عاوزة اروح الكوافير النهاردة

سناء : مش انتي لسه كنتي في الكوافير قبل فرح هبه

نور بتذمر و صوت ينذر بنوبه غضب وبكاء: ماما بقولك ايه ده بقالها اكتر من عشر ايام

قاطعتها سناء بتنفاذ صبر وهي تقول: نوووووور من غير وجع دماغ قومي روحي

نور وهي تنهض مسرعه : طيب انا هقوم البس و امشي

سناء: طيب مش تستني تسلمي علي اختك وتتغدي معانا , دي جايه في الطريق

نور بعدم اهتمام: مش هتقعد معانا لحد يوم الجمعه , خلاص هبقي اقعد معاها لما ارجع

واسرعت لترتدي ملابسها دون ان تنتظر من والدتها رد اخر , خرجت من المنزل و بعد ان ابتعدت قليلا عنه استقلت تاكسي لأحد المولات التي اعتادت ان تشتري منها ملابسها , واسرعت تنتقي علي عجله ملابس جديده كما قالت “علي ذوق اسامة ” فهو قد عاد لها بعد طول اشتياق و عذاب شهور طوال و هي غير مستعده بأن يبعد عنها ثانية و يبقيها وحيدة تتجرع كؤوس مرارة البعد و الهجر

ابتاعت بنطالا ضيقا بلون العسل مشابها للون الجسد و بلوزه من القماش المطاطي الذي يلتصق تماما بالجسد باللون ذاته و بلوزة اخري باللون الاسود الشفاف لترديها فوقه و وشاحا شفافا باللون الأسود , وبعدها خرجة بسرعه متجهة لمركز تجميل عالي المستوي قريبا من ذلك المتجر

وبعد ان دخلت و حجزت مكانا لها سمعت اتصالا علي هاتفها , فتحته فوجدت المتصل والدتها فردت بخوف من ان تنهرها والدتها

نور: الو

سناء : اتأخرتي كده ليه يا نور

نور : اصل الكوافير زحمة و فيه عرايس

سناء : ليه انتي رحتي كوافير غيربتاع ماجده اللي جنبنا

نور بقلق : اه اصل ماجده المره اللي فاتت بوظتلي وشي

سناء بعصبية : طيب متتاخريش يا نور

نور : بقولك زحمه , ده انا لسه دوري مجاش

سناء : يعني قدامك قد ايه

نور: لما اخلص , مش عارفه

سناء : طيب يا نور بنا يهديكي وبعد كده قبل ما تروحي في اي مكان تعرفيني

نور : حاضر

مرت ساعات ذلك اليوم ,و نور مغموره في فيضانات سعادة و آمال تبنيها لليوم التالي , شغلت يومها بأكمله في التجهيز لمقابلة اسامة

………………………………………….. …………………

تناول حازم فطارة علي عجله كعادته و قبل ان ينهض غمزت نور لوالدتها ان تطلب من حازم طلبها

سناء: معلش يا حازم ابقي تعالي خد نور عالساعه 11 الظهر كده هتروح لواحد صاحبتها الجامعه

نظر حازم بعدم رضا وقال لها : انا مش فاضي النهارده , أجليها ليوم تاني

احتقنت الدماء بوجه نور و كذلك الدموع بعينيها وقال بشكل تحاول ان يكون طبيعيا : النهارده درس القران , احنا مرحناش من عشرة ايام

حازم : احفظوا في البيت انا مش فاضي الايام دي خالص

نور : مش بعرف اواصل

حازم و هو ينهض : اللي عاوز يواصل هيواصل

رمت نور مابيدها بغضب بعد خروج حازم وقالت ببكاء: طيب وهبه هتسافر من غيرما اسلم عليها , خلاص انا هروح بتاكسي

اشارت لها سناء بأن تخفض صوتها حتي لا تثور ثائرة حازم وبعد ان خرج قالت لها

خلاص يانور انا وانتي اخر النهار هنروح نسلم عليها

نور بعصبيه : انا زهقت من حبسة البيت عاوزة اخرج مع صحابي شويه , انا هروح بتاكسي

سناء : يبقي انتي عاوزة تعملي مشكله و تولعيها نار يا نور

نور : خلاص يبقي اتصلي علي ابنك و اضغطي عليه يجي ياخدني لأنه لو مأخدنيسش هروح انا

سناء: ماشي

………………………………………….. ..

خرج حازم مسرعا نحو شركته القديمة بعد ان مر علي شركة متخصصه في تصميم الوجهات الزجاجيه

بدأ في المرور علي الموظفين بسرعه و التأكد من ان الاوضاع تسير بشكل جيد , ثم دخل غرفته و راجع بعض الملفات سريعا و ابقي بعضها لمراجعتها لاحقا ثم هم ان يرحل للمؤسسه الجديده , وقبل ان يخرج اتصل علي حسناء

حازم : السلام عليكم

حسناء : وعليكم السلام

حازم : ايوا يا حسناء انتي جهزتي اللي قلتلك عليه

حسناء بغيظ: لا

حازم بتعجب علي لهجتها : ليه

حسناء: هبدأ حالا علي ما تيجي تاخدني هكون جهزتها

حازم : لا معلش يا حسناء النهارد صعب اجي اخدك خلينا للاسبوع الجاي

قالت حسناء ردها الذي جهزته سابقا فقد توقعت تأجيل حازم: طيب معلش يا حازم هتعبك معايا , لما تبقي تفضي ابقي بس هاتلي جبنه و عيش اصلي مش هعرف اخرج

حازم بحرج: اااااااااااه صحيح انا مجبتلكيش طلبات من زمان, والله غصب عني يا حسناء خلاص اجهزي وهاجي اخدك تروحي درس القرآن وبالمره نور عاوزة تروح ونبقي تشتري طلباتك بالمره

حسناء بفرحة تحاول اخفاءها : معلش يا بشمهندس انا تعباك معايا

حازم : لا انا اللي مقصر سمحيني

قالت بنفسها و هي تبرم شفتيها : مش مسمحاك طول ما انت حارمني منك و مطنشني كده

ردت عليه : لا عادي كتر خيرك عارفه انك مشغول

حازم : طيب اجهزي بدري شويه اصلي معايا سواق جديد اصل السواق التاني جاله عقد سفر و ده جه مكانه و سواقته بطيئه

حسناء : حاضر

انهت حسناء و قامت تتراقص وهي تقول: الخطه نجحت الخطة نجحت فعلا ” ان كيدهن عظيم” لو حازم يعرف اني لسه عندي علبة جبنة كامله كويس انه بينسي و مش بيركز , بيقولي مجبتلكيش من زمان وهو لسه جايبلي من عشر ايام اكل يكفي جيش

اسرعت تفتح الانترنت تبحث عن طلب حازم الذي طلبه منها منذ ليلتين و انشغلت هي عنه بتصفح صوره و البحث فيها

………………………………….

اتصل حازم من فوره علي نور فانتشلها من بين اعصار بكاءها الشديد و من وسط فوضي غرفتها بعد ان بدأت تفرغ كبت غضبها في إلقاء الأشياء هنا و هناك

قال لها : اجهزي يا نور علشان اجي اخدك

نوروهي تحاول ان يكون صوتها طبيعيا : حاضر

حازم : بس بسرعه علشان متأخرنيش

نور: عشر دقايق و هكون جاهزة

ثم قامت بسرعه تلهفا علي مقابلة حبيبها , ارتدت ملابسها الجديده و التي تظهر مفاتنها بإغراء بالغ و تفجر انوثتها بوحشيه

ثم ارتدت اسدالها فوقها و وضعت ادوات الزينه بحقيبتها ومصحفها و اتجهت للأسفل بإنتظار حازم

وجدت نرمين تجلس مع والدتها في بهو الفيلا

نرمين : انت مصممه برضه يا نور تشعليلها وتروحي بتاكسي

نور : حازم جاي في الطريق هو انتي متصلتيش عليه يا ماما

سناء : لا متصلتش

وقبل ان يطول حوارهم سمعوا بوق سيارته بالخارج فاسرعت نور للخارج و قلبها يتراقص فرحا

………………………………………….. .

وصلو لبوابه الجامعه الرئيسيه , ترجلت نور من السيارة و انتظرت انصراف حازم بالسياره , كان قلبها ينبض بسعادة و روحها غارقه في شلالات الفرحه , جميع خلايا جسدها تنقبض و تنبسط من شدة فرحتها الممزوجه بالتوتر من لقاء اسامة , فمع ان الخطه تسير كما خطط لها جيدا حتي الآن وكل العواقب تم ازالتها و هاهي علي مشارف مقابلة حبيبها و لكن احساسها بالذنب انها كذبت علي والدتها بالاضافه لخيانة ثقة اهلها بأنها ستنتزع زي الحشمة و تستبدل بزي يرفضه اهلها كان يسبب لها ألم بقلبها و كأن كائن خفي تخلل جسدها و وصل لقلبها يعض به

وبالطبع تغافلت عن كل تلك الاحاسيس التي ستعكر صفو يومها و اقدمت نحو الداخل و قبل ان تخطو اول خطوة لداخل الجامعه توقفت قالت : اتصل علي اسامة اقوله نتقابل بعد ساعه في اي مكان بعيد عن كليتنا علشان الدكتور محمد صاحب حازم ممكن يشوفنا و تبقي ليلتي لبن

فتحت حقيبتها , وقعت عينيها علي المصحف بجوار ادوات الزينه , لا تعرف لماذا تذكرت شئ رغم انها من وضعتهم بيديها داخل الحقيبه و لكنها وجدت ما سمعته بالمسجد اول يوم يقفز بعقلها فجأة و كأن احدهم يهمس بأذنيها بهم ليذكرها ليكون انذار من الله , حتي تكون مسؤله عن عاقبة ما ستقوم به الآن

((إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ

وتلك القصه التي تحكي عن زوج و زوجته الحبيبين الذي بذل كل منهم اغلي ما عنده مقابل فرحة لحظة في عيني حبيبه

وقفت مكانها متيبسه , أعادت نظرها للمصحف المجاور لأدوات الزينه , المصحف الذي هو رسائل من الله الذي بيده ان يعوضها حبيبها في الحلال بشرط ان تدعه في الحرام , وادوات الزينه التي ستغضب بهاالله مقابل ان ترضي حبيبها , حبيبها الذي لن يتنازل حتي الان عن مظهرها الذي يغضب الله ولم يخشي ان يحرمهم الله من بعضهم

قالت بصوت به نغمة التردد و الحيرة : اعمل ايه ياربي , خايفه مرحلوش يرجع يخاصمني تاني , انا مقدرش استحمل بعده اكتر من كده , سمعت صوت صدي بعقلها يقول ” إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ”, ثم تذكرت الحديث الذي عرضته هي بنفسها علي الجميع ( من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) .

نظرت بحيره علي مد بصرها فرأت مئذنة المسجد الذي تحفظ فيه القرآن , ثم التفتت تنظر داخل سياج الجامعه فرأت اسامة يقف بعيدا و بيده سيجارته ومعه مجموعه الشباب الذين لا يدل مظهرهم الا علي السفاهه و الضياع

شعرت انها امام اختبار من الله , امام اختيار صعب , اختبار فيصلي في حياتها علي اثره ستكون عاقبتها , اما توفيق الله لها و تعويضها لحبيبها في الحلال إما غضب الله عليها ومن ثم حرمانها منه

استندت لسور الجامعه و اغمضت عينيها كأنها تحاول التركيز بهذا الاختبار الرباني

فتحت عينيها فرأت المئذنه شامخه من بعيد و كأنها تناديها و تقول لها : ألم تتذوقي حلاوة رضا الله و لذة الانس بذكر الله بعد ان تعبتي من مرارة علاقتك باسامة سنين

شعرت عقلها يتشتت بعنف , ظلت تفكر كثير وفي نهاية الامر اتخذت قرارها المصيري الذي يسبب لها فتك دموي لقلبها وقالت برجاء: يارب انا مش هغضبك و هتخلي عن اسامة ومش هروحله دلوقتي بس بنيه تعوضهولي في الحلال و تهديه و يجي يتقدملي و نحب بعض في الحلال

ثم ضغطت علي زر الغلق لهاتفها تماما حتي لا تضعف امام كلام اسامة و اسرعت للمسجد تجلس به حتي يحين موعد درس القران

واتجهت لطريق الهدي و لم تلحظ ذلك المخادع الذي لمحها من بعيد و ذهب خلفها يتابعها بقلب يكاد ينفجر غيضا.ومعه صديقه الساخر منه بشدة

عبدالله : هههههههههه شكلك وحش

اسامة و هو يتظاهر عدم المبالاه : مضحكش علشان 0انت0 مش 0فاهم حا جه

عبدالله : انا كسبن

اسامة : ماشيي ياعم بس لسه في رهان جاي وانا الل هكسبه

………………………………………….. ……..

كانت حسناء تجول في ارجاء المنزل بقلب مشتعل من شدة فرحتها بقدوم حازم , فبعد ان اخبرها انه سيأتي ليصطحبها بعد ساعات و هي لم تستطع خمد نيران الفرحة داخل قلبها, لا تعرف ماذا تفعل كي تنتهي تلك الساعه الفاصله بينها و بين رؤيته و كيف تقضي علي الدقائق المتبقية حتي تشبع روحها بقربه , فرغم انه يجبرها علي عدم استطاعتها رؤيته ولكن يكفي شعورها بهالة قربه و عطر روحه و نغمة صوته لتعيد لها الحياه و شعورها بألذ انواع السعادة التي يمكن ان تتذوقها

شعرت بملل شديد من الوقت المتبقي فقالت بنبره لازعة موجه كلماتها لعفارب الساعه : يووووووه بقي , ماتخلصي انت ماشية تتلكعي كده ليه

التفتت للجهه الاجري و هي تكتم ضحتها علي نفسها , وقالت : معلش مخي اتلسع , الله يسامحه حازم بقي

سمعت بقايا صوت ضميرها الضعيف و هو يقول : علي فكره خدي بالك انا مقدرتش التزم حدودي مع حازم زي ماكنت ناويه

فردت هي بنفاذ صبر : هو انا بعمل حاجه حرام و لا تغضب ربنا , انا يعتبر محافظه علي حدودي بس قلبي مش بيدي والرسول صلي الله عليه وسلم قال كده

رد ضميرها ثانية ولكن تلك المره بكل طاقته : لا انا بغضب ربنا و مش بحافظ علي حدودي ولا حاجه يكفي اني ليل ونهار قاعده ابص علي صوره و انا عارفه ان النظره حرام ” العين تزني وزناها النظر ” وكمان دايما مشغوله بيه ومعدتش محافظة علي مراجعه القران بنفس الكم اللي كنت محدداه و كمان البرامج الدينيه اللي كنت متابعها نسيتها خالص و طبعا الخياطه بطلتها و ليل ونهار مش فاضيه لحاجه غير افكر في حازم و احلم بوهم الله اعلم هيطول ولا هقوم علي كابوس عن قريب

انا ماشي مش هقدر امنع نفسي من اني احبه لكن لازم اراقب تصرفاتي واراعي ربنا فيها زي ما هو بيعمل و اشغل نفسي عنه شويه مش اسيب للشيطان الفرصه الكامله اني احبه وممكن في الاخر يكون مش من نصيبي

جلست تلوم ذاتها و انتهز ضميرها تلك الفرصه و قام بدور الأب المتسلط علي اكمل وجه , حتي سمعوا صوت بوق سيارة حازم بالخارج

فقامت وهي تردد الاستغفار بصمت و تدعو الله ان يثبتها علي قرارها واتجهت نحو السيارة دون ان ترفع عينيها من الأرض حتي وصلت وجلست بمكانها المعتاد خلف الرجل الذي سبب لها الارتباك في حياتها بعدما غمرها بالامان و العطاء

ومباشرة فتحت مصحفها و دست عينيها به حتي لا تضعف امام قلبها , حتي لا تقع عينيها مع من يسحرها دون ارداة و يبخر ما تظل تدبر له و تجزم مرات و مرات ان تثبت عليه

لم تقع عينيها مطلقا علي حازم و لم تلحظ تذمره الشديد من السائق الجديد الذي اشعل غيظة من دقائق عندما كانت هي آته تجاهم و السائق يكاد يلتهم ملامحها بعينيه المحدقتين بشده ولم يكتفي بذلك فبعد ركبت السيارة التفتت نحوها بشده لولا انشغالها الشديد في ان تحفظ نظرها لصعقت من نظرته المتأملة

استشاط حازم غضبا و لكنه حاول الحفاظ علي هدوءه الخارجي رغم النيران التي تضرم بداخله

انطلقت السياره بهم وحازم تحول من فوره إلي جاسوسا دوليا علي ذلك السائق و عن اتجاه نظره , ولكنه وجد لا يكف عن الإلتفاف بين كل دقيقه والاخري يخطف نظره سريعه للخلف

لا يعلم لما التفت بسرعه تجاه حسناء ليتأكد انها لن تبادله النظر هي الاخري , التفت بعنف فوجدها مغيبة بعقلها بين كلمات المصحف الذي بيدها و لا تشعر بما حولها , فقال للسائق بعنف: ركز في الطريق قدامك يا باشا , السواقه مش لعبة

انفرجت شفتي السائق الشاب لتكشف عن اسنانه الصفراء من كثرة تدخينه ثم خرج صوته و الذي يحاول جعله اكثر نعومة و لباقة للفت انتباه حسناء : متخفش يا باشا , انت معاك سواق عشره علي عشرة , ممكن يسوق و هو نايم

استعرت النيران داخل حازم اكثر و لكنه زفر بشدة فقط حتي لا يتهور و يقضي علي ذلك الكائن البغيض وقال : ايا كان بص قدامك و انتي ماشي

دقائق ووجده يعيد ضبط وضع المراه التي امامه لتنعكس صورة حسناء له

هب حازم قائلا : انت كده مش هتشوف الطريق وراك

فرد السائق : لا يا باشا شايفه متقلقش

لاحظت حسناء الحوار االحاد الذي بدأ يزداد بين السائق و حازم فانتبهت من قراءتها و نظرت فوجدت صورة السائق تنعكس امامها في المرآه و يصوب تجاهها نظره , همت ان تنحني للأمام و لكنها وجدت حازم يميل المراه بعنف للجهة الاجري ثم قال له بغضب شديد : اتفضل سوق و المرايه مش هيتغير وضعها عن كده

تغير لون وجه السائق دلاله علي الغيظ و اكمل قيادته للسيارة و هو يدير حوار صامت مع حازم , حتي وصلو للمسجد

نزل حازم اولا و فتح لحسناء الباب بنفسه و قال لها : نور في المسجد لما تخلصوا اتصلوا عليا

لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء نظره له و هي ترد بالاجابه , فرأت وجهه محتقن بدماء الغضب و مقطب جبينه بشدة بضيق

اتجهت نحو مصلي السيدات و ذرات عقلها تدير بين بعضها حوار مستفهما : هل من الممكن ان يكون سبب غضب حازم هو نظرة السائق لها

قالت بحسرة : يارتني كنت انتبهت بدري شوية علشان اعرف الحوار من أوله

ابتسمت بغبطة ومن مجرد تساؤلها هذا السؤال رغم عدم معرفتها لإجابته

وصلت لباب مدخل السيدات , التفتت تجاه بوابه ساحة المسجد فرأت حازم مازال يقف بانتظار دخولها المسجد حتي يطمأن عليها

قفز قلبها بفرحة وتحولت جميع ذراته لذلك الشخص الذي اعلن حربه ضد صمود قلبها و جزم بأنه سيوقعه في حبه رغما عنه

دخلت المسجد فوجد نور تجلس وحدها بالمسجد وعلي ملامحها أثار الحزن و الحيرة

سلمت عليها ثم صليا جماعه و بدأ في درس القرآن

كانت كلاهما مصابه بالشرود , ولكن نور تسبح بعقلها في بحار الحيرة و الحزن بينما حسناء كانت تحلق بجناحي الأمل في عالم السعادة و السرور

………………………………

أنهي حازم أعماله بسرعه في الشركة و وقف امام بوابة المسجد بإنتظار الفتيات , كان قلبه يشع غضب تجاه ذلك السائق الجديد بسبب نظراته المعجبه تجاه حسناء وعدم حياءه وغض بصره و حفظه لحدوده ولكن حاول تمالك اعصابه و كبت غيظه لأخر لحظة

أقبلت الفتاتان ثم تبعتا حازم تجاه السيارة

نظرت حسناء تجاه حازم فوجدت الغضب مازال يسيطر علي تعابير وجهه فقالت بفرحه لنفسها : انا هحاول أركز علشان اشوف ظني صح ولا غلط

اقتربوا من السياره فلاحظ حازم نظرات السائق الغير محببه له تجاه حسناء , فاستعرت نيران داخل قلبه و التفت ينظر تجاه حسناء و كأنه يريد ان يخبأها من السهام التي تخرج من عيني ذلك الوغد تجاهها , وكانت حسناء تراقب الموقف بعيني متلصصتين و قلبها يتزايد دقات قلبه من شدة فرحتها

ركبوا السياره , زفر حازم بقوه و قال بغيظ و هو يضغط علي اسنانه بشدة : استغفر الله العظيم يارب

ابتسمت حسناء عندما سمعته و ارتفع معدل سعادتها داخل قلبها حتي وصل الي اعلي مؤشراته و ظلت تراقب حازم بطرف خفي من لحظة لأخري

قال حازم للسائق بنبره تشعره كأنه سيهجم عليه و يشبعه ضربا : اتفضل وصلنا للفيلا بتاعتنا

حقيقه يبدو ان السائق خاف من لهجة حازم و اسلوبه فلم يلتفت نهائيا تجاه حسناء حتي و صلوا للفيلا و تركوا نور ثم اتجهوا للمول

ترجلا حازم و حسناء و صعدوا للمول , كان الغضب مازال يسيطر علي حازم بشكل بسيط

التفت لحسناء و قال لها : يلا يا حسناء شوفي هتجيبي ايه , وكتري علشان يكفيكي مده طويله

قالت حسناء بنره هادئه : حاضر

رغم هدوءها في ردها و لكن ذلك بسبب غضب حازم ولولا ثورته لكانت هبت به بأعلي صوتها : ايها الظالم أما زلت تنوي علي حبسي و حرماني منك

اقتنت حسناء بعض الحاجيات القليله و هو يسير بجوارها , وبعد ان انتهت قالت له : خلاص خلصت

نظر للسله التي بيدها و التي لا تحوي الا علي جزء من المائة مما كان يجلبه لها وقال بتعجب: بقولك هاتي يكفيكي كتير

حسناء بنبره عاديه : اهو , ما ده هيكفيني كتير

نظر لها حازم بتعجب فقالت : انت بتفتح شركة يبقي لازم نقنن استهلاكنا علي ما ربنا يكرم و تقف علي رجلك

نزلت كلماتها علي اذنه فأحدثت صدي داخل قلبه , امن المعقول تفكر بتلك الطريقه و التي لم يسبق ان سمعها من اخواته او امه حتي , ولولا انشغاله الشديد في تلك الفتره بما بين يديه من اعمال لتخللت تلك الكلمة داخل قلبه و فعلت الافاعيل

ابتسم لها و قال لها : طيب تعالي ورايا

ثم سحب سله متحركة وظل يملأها بأشياء كثيره و متنوعه من الاطعمة فقالت له : والله اللي جبته هيكفيني

فقال لها لكي تكف عن الثرثرة : هو كان حد قالك اني بجيب الحاجات دي ليكي

شعرت بالاحراج و ظلت تسير خلفه بصمت

انتهيا من تسوقهم , اتجهوا نحو السياره , كانت حسناء في شدة تشوقها لتتأكد من ظنها اكثر و اكثر و تغذي قلبها بالمزيد من الآمال السعيدة و الاحلام الملونه

ولكنهم عندما اقتربوا وجد السائق يغض بصره يبدو انه خاف من لهجة حازم

وضعوا المشتريات سويا بحقيبة السياره الخلفية ثم ركبوا

وبعد ان كان الاطمئنان و الهدوء يسير في اعصاب حازم , حدث ما يجعله يفقد التحكم بأعصابه كليا

وجد السائق يميل المراه الامامية ثانية لتنعكس له صورة حسناء و يتظاهر انه لم يعد يلتفت نحوها

ضغط حازم قبضتي يده بعنف و قبض ملامح وجه وقبل ان يدير السائق عجلة القيادة قال له و هو يحاول الحفاظ علي نبرة صوته : اتفضل معايا عاوزك في موضوع

ثم هبط من السياره و تبعه السائق

حازم وهو يقدم له يده له و بها بعض المال : اتفضل ده حساب المده اللي اشتغلت معايا فيها و زيادة , متشكر

نظر له السائق بتعجب ألهذه الدرجه يغار علي تلك الفتاه لمجرد ان نظر لها بعض النظرات

هم ان يعتذر ولكن نظرة حازم أخافته حقا فأخذ المال و انصرف

كانت حسناء تتابع الموقف بعيني محدقتين بشدة وتفيضان فرحه , بل بالكاد استطاعت ان تمنع دمعه فرحة افلتت من مخزن عينيها رغما عنها

ركب حازم خلف عجلة القيادة و ظل ساكنا صامت , يحاول جمع شتات شجاعته علي التغلب علي علة الفوبيا و الخوف من القيادة مره اخري

وبعد دقائق بدأ يقود بهدوء وصمت تام حتي وصلوا لمنزل حسناء في مدة تزيد عن المعتاد بكثيربسبب قيادته البطيئة

كان حازم يتصبب عرقا و يكتم لهثه و كأنه كان في سبق للجري و ما ان وصلوا حتي نطق الشهادتين و ترك اوتار جسده باسترخاء وظل جالسا مكانه دقائق

كانت حسناء تجلس خلفه متيبسه من شدة خوفها عليه و لكنها عندما وصلوا تركت خوفها وراء ظهرها و انشغلت بقلبها الذي يقيم حفلة بذلك الفعل الذي قام به حازم من اجلها ,

قام حازم يساعدها في ادخال المشتريات عند بوابة المنزل

كانت حسناء تساعده و هي مغيبة العقل , فكان عقلها منشغل هو الاخر مع قلبها في الحفله القائمة بالداخل , حتي انها لم تلحظ ان حازم نقل كل الاكياس لها ولم يترك ما زعم انه ليس من اجلها

انصرف حازم وترك حسناء تجري كالمجانين في المنزل , ترتدي رداء السعادو و تتحلي بتاج الامل من ذلك الموقف

وضعت كل شئ مكانه ثم صلت المغرب و اتجهت للصورة القابعه تحت وسادتها وظلت تتأملها و تقول بعيني تشعان حب : ياااه انا لو لفيت العالم مش هلاقي حد زيك يا حازم , بجد انت اجمل نعمة ربنا اكرمني بيها في حياتي ولو فضلت عمري كله اشكر ربنا عليك مش هيكفي

ثم قامت تفتح باقي صوره التي بالحاسوب وكأنها تريد ان تشكرها واحده واحده حتي تعطيه الحق في الشكر ولكن قلبها لم يترك لها الفرصه في ذلك و ظل يحدق فيه بحب

حتي سمعت صوت اذان العشاء فقامت لتصلي وبعدما انتهت همت مسرعه لكي تكمل جلسة العشق مع خيالات حبيبها

وقبل ان تجلس وقعت عينيها علي الورقه التي سجلت بها قسمها بأن تشغل نفسها عن الحرام و الا تعيد النظر لتلك الصور و قائمة الاعمال اليوميه التي ستتقرب بها لله حتي ينشغل قلبها عن الحرام

أمسكت بالورقه وبرمت شفتيها وهي تلوم نفسها , ثم جلست بتذمر و هي تنظر لصورة حازم : انت السبب يا حازم , انت اللي بتجبرني اني اغضب ربنا و انشغل طول الوقت بيك و مش قادره اصمد و اواظب علي وعودي لربنا

ثم قالت برجاء وصوت ممزوج بدموع : يارب ارزقهوني في الحلال , انا مش هقدر امنع نفسي من حبه فاكرمني بحبه في الحلال , اللهم اكفني بحلالك عن حرامك يارب

ثم قامت واغلقت الحاسوب و لم تلتفت لقلبها الذي يصرخ بكلمة : لاااااااااااااااااااااااا

قامت مباشرة و تناولت عشائها وبدأت في الاستغفار و جلست تنتظر موعد احد البرامج الدينهي التي كانت تتابعها بشكل دائم قبل ان تقع في الهوي

واثناء تركيزها تذكرت حازم , شعرت بقلق من جهته بسبب القيادة

احضرت الهاتف بسرعه و قبل ان تتردد اتصلت عليه

رد حازم : السلام عليكم

حسناء بخجل حتي لا يفهم مقصدها خطأ , او بالاحري يفهم مقصدها بشكل صحيح : وعليكم السلا , ا ا ا انت وصلت البيت

حازم : اه وصلت حالا خير في حاجه

حسناء و عقلها يعمل بسرعه لوجود مخرج من ذلك الموقف المحرج : كنت عاوزة بس اطلب منك لما نرمين تيجي عندكم عاوزاك تبقي تاخدني اسلم عليها احسن مشفتهاش من زمان

حازم وهو يتجه لداخل الفيلا : هي عندنا بالفعل , دقايق و خليها تكلمك

تنهدت حسناء بهدوءوراحة وانتظرت صوت نرمين

نرمين : ايوا يا وحشه , مكنش عيش و مخلل

ضحكت حسناء بشدة وقالت : هههههههه والله وحشاني جدا جدا

نرمين : يا بت هو محدش قالك قبل كده ان الكدب حرام

حسناء : عارفه اني مقصرة بس والله بسبب انشغال حازم

وجهت نرمين كلامها لحازم الذي يجلس علي الكرسي مقابلها يستعيد انفاسه المتوتره : شوفت بتتهمك زور انك سبب تقصيرها

حازم : لا مش بتتهمني ولا حاجه

نرمين بتوعد : يعني انتوا الاتنين شركاء في الجريمة

حازم : معلش يا نرمين , انا اساسا بقالي عشر ايام مش باخدها الشركة بسبب انشغالي

نظرت له نرمين و سناء بأسف و استنكار

سناء : خلاص يا نرمين قوليلها تعمل حسابها هتتغدي معانا يوم الجمعه

نرمين : خلاص يا حسناء هتتغدي معانا يوم الجمعه

حسناء : اوك , انا بجد نفسي اشوفك قوي

وبعد ان انتهت نرمين اكمالها لمحادثه حسناء في امور شتي وجهت كلامها لحازم : حرام عليك يا حازم حابسها بقالك 10 ايام

حازم وهو ينهض : انا مش فاضي

سناء:حرام عليك يا حازم , خلاص يبقي تجيبها تتغدي كل جمعه ,

حازم : حاضر

……………………………………….

كانت نور كعادتها في الفتره الاخيره سجينة جدران غرفتها , لاتفعل شئ سوي البكاء و الانخراط في عالم الاحزان , وخاصة تلك الليلة فرغم انها علي يقين من انها فعلت الصواب و لكن قلبها لم يتحمل ذلك وظل يلتوي ألما و ينزف جروحا طوال الليل , تبكي تاره و تدعو الله و تترجاه تاره اخري , وتعيد قراءة رسائل اسامة فتلوم نفسها تارة و تعطي نفسها املا تارة اخري

بينما اسامة اللعين ا قسم ان يجعلها تاتي له حتي يلقنها درس و يمزق ما تبقي من قلبها و لو كلفه ذلك كثيرا , فليست نور الضعيفه من وجهه نظره من تلعب معه و تتحداه

………………………………………….. ….

أتي يوم الجمعه و الذي كانت تنظره حسناء بصبر بالغ حتي شعرت انه انتقل للعام المقبل , قضت مع نرمين يوما ممتعا بمعني الكلمة , فكم كانت بحاجه ماسه ليوم كهذا ليغير لها وتيرة ايامها المتشابهه , الخاليه من كل شئ سوي من طيف حازم و الاحلام التي تتسرب لعقلها والتي تجمع بينها وبينه , فرغم محاولاتها العتيدة بأن تراقب عقلها ولكن دائما ما كان يتخلله حازم خلسة و يبقي فيه طويلا

عاد حازم من صلاة المغرب , ثم اتجه نحوهمت وبعد ان استأذن و قال : يلا يا حسناء علشان اروحك

نظرت له نرمين بغيظ وقالت : حازم ده انا مشفتهاش من زمان قوي

حازم و ملامحه صلبه يغشاها شرود و حيرة : معلش يا نرمين علشان مش بحب اسوق في الضلمة

قامت حسناء مسرعه و ودعت سناء و نور وقالت لنرمين : علي لقاء بقي يانونه

نرمين : ماش يا حسناء ان شاء الله هنتظرك الجمعه الجايه

انصرفت حسناء تتبع حازم وعقلها مليئ بالأسئله عن سبب وجوم ملامحه و لكنها متأكده انها بسبب عمله

ركبت بجواره السياره و اثناء سيرهم قطعت الصمت القائم بينهم : اخبار الشركة ايه

رد بإقتضاب : تمام

دقيقه ثم تابعت : خلصت كل حاجه

حازم بلهجه حامله للقلق : يعني , لسه الاسقف المعلقه و الاضاءه و الوجهات الزجاج و الارفف و المكاتب …..

قالت : ربنا ييسرلك

فهمت من طريقة حديثه انه بضائقه ماديه ولكنها خافت من انت تتحدث معه

قال لها بعد صمت طال كثيرا ربما كان متردد من الافصاح : بفكر اصفي الشركة لإبراهيم

قالت له بتفكر : بلاش دلوقتي خالص

حازم وهو مازال يحتفظ بوجته أمامه : مش انتي صاحبه الفكرة

حسناء: من وجهة نظري تصبر لما الشركة تمشي و تتاكد انها بدأت تدخل دخل معقول , علشان متخسرش كله مره واحده , يعني هتقفل الشركة القديمة و دي كمان …

قاطعها حازم بصوت مهموم : يارتني كنت صبرت شويه علي الفكره دي

تشجعت حسناء و سألته : هو المبلغ مقصر قوي

حازم : لا الوجهات الزجاج و الارفف و الديكور الداخلي بس

حسناء : بسيطه يعني

حازم : مش بسيطه ولا حاجه شوفي المبني كام دور ولسه المكاتب و الكراسي و الارفف

حسناء : الشركات كلمتها

حازم : اه

حسناء : ردوا عليك

حازم : لسه اربعه شركات مردوش

حسناء بقلق : ربنا ييسر

وصلوا لمنزلها وقبل ان تترجل من السياره قالت لحازم : لو سمحت انتظر خمس دقايق عاوزاك في طلب

حازم : بس متتأخريش

حسناء: حاضر

أتت حسناء بعد دقائق غابتها داخل المنزل و تحمل حقيبة

فتحت السيارة و جلست بجواره بملامح مستبشرة و تعابير وجهها فرحة : اتفضل يا بشمهندس

حازم بتعجب رغم تخمينه الصحيح : ايه ده

حسناء بخجل : افتح لما ترجع البيت

حازم ببسمة جانبيه : ايه ده بجد

حسناء : مفيش دي الفيزا اللي كنت واخدها مني

حازم وهو يفتح الحقيب : دي كلهاا لفيزا

نظر داخلها فوجد الكثير من الأموال و الفيزا و كيس صغير

همت حسناء ان تغادر ولكنها توقفت علي صوته الجاد : خدي الشنطه في ايدك يا حسناء انا مش هاخد حاجه

حسناء بحزن : ليه

حازم و هو ينظر امامه و ملامحه متصلبه بشدة : مش هينفع

علمت حسناء مباشرة ان الامر يرتبط برجولته فقالت بصرامة : لا هينفع والا يبقي معدتش تجبلي اي طلبات و تاخد مني ايجار للبيت

حازم بنفس اللهجه عديمة اللون : متدخليش الامور ببعضها يا حسناء , وبعدين الفيزا دي خليها معاكي علشان لو حصل اي ظروف

حسناء وقد عرفت المخرج لكي تقنعه : خلاص خد الفلوس دي و حطها في الشركة باسمي

اختطف حازم نحوها نظره متعجبه ولكنها اكملت : يعني بدل ما فلوسي مركونه , استثمرهالي معاك في الشركة

ابتسم حازم وقال لها : يبقي نروح حالا نكتب عقد

نزلت حسناء من السيارة و هي تقول : مش النهاردة , انا عاوزة انام

لمح حازم شئ صغير سقط منها داخل السيارة و هي تهبط

التقطه فوجده دلاية سلسلة ذهب علي شكل كلمة ” الله “

نادي عليها بسبب سرعتها في الانصراف وقال لها : خدي و انتي سايبه اشياءك تقع منك كده

التفتت له فوجدته يمسك بها , ردت له و اخذتها منه فقال لها : ايه ده

حسناء ولمحة حزن تطوف داخل عينيها : دي سلسلة بابا كان جايبهالي لما حفظت اول جزء قرآن , ومن يومها و انا عمري ما خلعتها

حازم باستفهام : وفين السلسه

حسناء وهي تبتسم: في الشنطة معاك , بعها و دخلها في نصيبي في الشركة

حازم وهو يعود للسيارة ويأتي بالسلسلة : هاتي اركبهالكك

ثم اعطاها لها و قال لها : بما انك لسه محافظة عليها لغاية دلوقتي يبقي اكيد غاليه عليكي

أومأت حسناء برأسها دلاله علي الموافقه

مد يده لها وقال لها : يبقي اوعديني تحافظي عليها طول عمرك و متتخليش عنها بسهوله

حسناء : لما الشركة تقف علي رجليها هشتريلها سلسلة تانيه انا هحتفظ بالدلايه

حازم … الشركة مش هتقف عليها

التقتطها حسناء منه و قالت: ححاضر

انصرف حازم و هو يخطف نظرات متفرقه علي حقيبة النقود التي بالكرسي جواره و كأن صاحبه المال هي من تجلس بجواره

ابتسم بحب وقال : حسناء انت اعظم و اجمل انسانه شوفتها بحياتي , بجد عمري ما هلاقي حد زيك و بجد بقسملك اني هعوضك بكل حاجه

واتجه لماكينه الصرافه يسحب ما بالفيزا من مال و طيف حسناء يلازمه بعقله لحظة بلحظة بعد ان خلي قلبه من الغمة التي طغت عليه منذ ان راجع حساباته ووجد عجز في امواله لسد متطلبات الشركة

………………………………

كانت مدثره داخل غطائها تخفي دموعها عن العالم , عندها سمعت صوت وصول رساله علي هاتفها

اسرعت تفتحها بلهفه علي امل ان تكون من حبيبها اسامة و التي باتت بمشاعر متخبطه لعلاقتها معه

وكان ظنها بمحله , ففتحت الرساله بسرعه فوجدت كلماته جادة ” نور , انا وماما هنيجي نزوركم يوم الجمعه الجايه , بصراحه نجحتي في الاختبار اللي كنت عملهولكك و اثبتيلي ان التزامك حقيقي و ليس انصياعا لأمر حازم , ولكن عاوز منك تقوليلي حازم هيبقي موجود امتي و ايه الطلبات هيكون عاوزها علشان اجهز نفسي , فياريت لو نقدر نتقابل علشان نحط النقط علي الحروف علشان منضعش من بعض

صدقيني التزامك حببني في الالتزام انا كمان , فياريت نحط ايدنا في ايد بعض و نساعد بعض في طريق الدين , وعاوزك تيجي باسدالك ووشك الجميل بدون اي شئ يغضب ربنا”

العشرين من هنا 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى