Uncategorized

رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf


رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم رحاب عمر 

 الفصل الواحد و العشرون

ركبت حسناء بجوار حازم و هي تشتعل غضبا منه و لكنها فوجئت به يتوقف عند المطعم الذي جلسا معا به مسبقا

ترجل و طلب منها ان تتبعه للدخل……..

دخلت خلفة برفقة صمتها و قلبها مشحون بمزيج من الاحاسيس المضطربه , فمع كم الغضب الهائل الذي تضمره تجاه حازم بسبب تجاهله لها اسبوع بأكمله , ولكن مظهره المنذر يشعرها بالقلق و الخوف تجاهه

انتقي هو منضدة , و جلست مقابلته بهدوء وما ان جلس حتي وجدته يستند بمرفقيه علي المنضدة امامة و يبسط كفيه علي خلف رأسه و بدأ في رحلة شروده المعتادة

, انتظرت بأن يبدأ حديثه , او حتي يبرر سبب مجيئه بها لهذا المكان ولكن انتظارها طال

اختطفت تجاه نظره فوجدته مازال شاردا يفكر بعمق و قلق في شئ ما , تحدثت مع نفسها و قالت بحنق شديد : اكيد بتفكر في شغلك و مشروعك , مفيش في دماغك غير كده ولا انا في دماغط خالص , عادي اتحبس اتخنق مش مشكلة , حرام عليك تجاهلك ليا و عدم التفاتك ليا بالشكل ده , بجد يا حازم حبك صعب صعب بل حبك دمار للقلب و الروح و كل حاجه , وظلت تعظم مدي تجاهله لها و تركها تعاني أمراض الحب المميته من الشوق و الحرمان و الاحلام الكاذبه .. ولم تكن تعلم انها هي الظالمة له في تلك المره , ولم تكن علي علم من انها سبب من ضمن اسباب شروده الآن و ايضا من اسباب أرقه و وجومه في الفتره الماضيه و عيشه ايام صعبه في هذا الاسبوع

أفاقها من شرودها مجيئ النادل و وجه حديثه لحازم : أؤمرني يا فندم

نظر له حازم بتفاجيء و قال : أ أ اتنين نسكافيه

انصرف النادل تاركا حسناء تشتعل غضبا من حازم الذي دخل دائرة صمته ثانيه فقالت بصوت مكتوم بحروف منقوشه بالغضب : ما كنا شربنا النسكافيه في البيت و مش لازم نيجي هنا

نظر لها بتعجب شديد و ظل يصوب تجاهها نظراته من عينين محدقتين و فاه فاغر , ولكن نظرته لم تخيفها و اكملت بنفس الضيق و اللهجه العاتبه : ما دام عاوز نسكافيه ليه جايبنا هنا كنا قعدنا في البيت احسن , عامة هنشرب و تروحني علطول

كان من العجيب علي اي شخص تصور حازم و الذي انفرجت اساريره بسبب كلام حسناء , حتي هي نفسها تعجبت من ذلك فكان تتوقع منه تصرف متهور بسبب كلامها المتعصب هذا , ولكن تلك اللهجه بثت داخل حازم أمل تجاه حسناء و أيقنته ان علاقة حسناء تجاهه ليس مجرد قائد عمل فقط و الا لم تتحدث بتلك اللهجه العاتبه و التي تحمل الكثير من القرب

قال لها بصوت هادئ و هو ينظر لها نظرة عذبه : وانتي متعصبه كده ليه

عقدت ذراعيها أمامها و هي توجه نظرها للجهه الاخري : مفيش

قال و ابتسامته تتزايد : يعني ايه مفيش

قال و هي مازالت علي و ضعها و تعابير وجهها واجمة : يعني مش متعصبه و لا حاجه

ثم التفتت بوجهها له و قالت بلهجه ساخره : هو في اي سبب علشان اتعصب؟

حازم : بس اسلوبك بيقول ان متعصبه من حاجه

حسناء : لا انت اللي بيتهيقلك

اقترب بوجهه تجاهها قليلا و قال لها بسخريه : تعرفي مع ان نور لسانها طويل و ساعات ببقي عاوز افرمها بس اول مره اعرف انها نعمه و تستاهل تقلها دهب

نظرت له بتعجب و كأنها تقول له و ما دخل ذلك بما نحن فيه

قام من مكانه و جلب اثنان من المثلجات المغطاه بالشيكولاته

قدمه لها وقال لها : خدكي روقي مزاجك

قالت : مش عاوزة

نظر لها شذرا وبتهديد فأخذته من يده فقال لها : شكلك متنرفزة فنحاول نخليكي ريلاكس شويه

ثم أكمل وهو يجلس يبرر كلامه السابق : نرجع لنور و لسانها الطويل علي الاقل لما بزعلها مبتسبش حقها و ترد علي الكلمة بكلمتين , فبحس انها خلصت حقها و ضميري بيبقي مريحني انما انتي لما بتزعلي بتخليني افضل طول الليل افكر و اأنب و ألوم نفسي

نظرت له شذرا رغم تراقص قلبها بالداخل بسبب كلمته ” افكر طول الليل ” وقالت : ما هو باين بتفكر طول الليل و النهار كمان

لم يرد علي كلامها و دنا برأسه تجاهها اكثر و قال لها بمزاح وصوت منخفض : قلبك اسود

لم تستطع كبت ابتسامتها اكثر فانفرجت شفتيها علي وسيعيهما بارزة جمال غمازتيها و اسنانها. بشكل اثار جنون قلب حازم

وصل النادل و وضع امامهما فنجانين من المشروب و انصرف

وبعد ان ابتعد وجه حازم كلامه لحسناء و قال: انتي لو تعرفي اللي انا شفته الاسبوع ده هتعذريني و ترحميني من نظرت المخيفه دي

لم تبتسم علي مزاحه و لكنها قالت بلهجه لازعه : ايا كان متوصلش ان تحبسني بين اربع جدران اسبوع كامل…

قاطعها : اوعدك من بكره هخدك الشركة بس لو النهارده عدي علي خير

ارتشف رشفه من المشروب و قبل ان تتحدث حسناء قال لها : ارجوكي اسمعيني انا جايبك هنا علشان حاسس اني مخنوق جدا , وبالطبع محدش يعرف اللي انا بعمله غيرك انتي

ارتشف رشفة اخري و تابع كلامه لحسناء و التي سرت دغدغة فرحة في قلبها لكلامه : اقولك بقي اللي حصل الاسبوع ده و اللي شغلني عنك

أولا نور اتقدملها واحد صحبي كويس جدا و مش هلاقي حد يستحمل نور غيره وللأسف هي رفضه تماما من غير اي سبب مقنع

قالت له : هتوافق النهارده

نظر لها بتعجب فأكملت/ هي أخدت رأيي و قالتلي ان فيه واحد كويس متقدملها بس هي مش مرتاحه و انا اقنعتها انها توافق

حازم : دي ماما لو عرفت هتفرح قوي , ثم تابع و هو يبرم شفتيه : بس برضه في مشكله كبيره مش عارف اتصرف فيها , لو موضوع تم علي خير ان شاء الله , مش معايا مصاريف تكفي خطوبتها خالص

حسناء/ طيب ما تعملوها علي الضيق

حازم : نور مش بترضي بالقليل و لازم كل حاجه عندها تبقي متكلفه

حسناء : بس دي ظروف و لازم تستحمل

حازم : عامة هحاول ااتناقش معاها بس هضطر اعرفهم بموضوع الشركة

حسناء بتساؤل : وفيها ايه متعرفهم , انت كنت خايف ان الشركة متنجحش , بس الحمد لله كل حاجه تمام

تابع حازم بحسره : ما انا جايلك في الكلام , مش قولتلك ان لسه 4 شركات لسه مردوش عليا

حسناء بإهتمام: اه

حازم : فيه شركتين ردوا بالرفض , و شركة مردتش و شركة طلبت مني اصور المكان و بعض البيانات و قالوا هيردوا النهاردة بالليل

حسناء : وانت مزعل نفسك ليه , بلاش منتجات الشركتين دول

حازم : لا مش هينفع يا حسناء, انا عاوز اخد السمعه من البدايه ان شركتي اي حد هيدخل فيها لازم هيلاقي طلبه و الانطباعات الأولي تدوم , غير لو الشركة اللي هترد النهاردة رفضت و الرابعه كمان رفضت يبقي 4 ماركات مش موجوده في شركتي , وطبعا ده هيبقي مش تمام خالص

حسناء بتفكرك طيب الشركتين اللي رفضوا منتجاتهم غاليه و لا رخيصة

حازم / لا رخيصة و مش عليها اقبال قوي , يعني مقدور عليهم ممكن علي ما الشركة تكمل و ابدأ افتتحها هيكون معايا مبلغ احاول اغطي بيه المنتجين دول , لكن المشكله في الشركة اللي هترد النهارده , لأن منتجاتها غاليه و عليها اكبر سحب

حسناء / وهم قالوا هيردوا أمتي

حازم : قالوا في نهاية النهار

التفتت حسناء بتفكر , وجدت حلا و قبل ان تنطق به رأت صورة حازم تنعكس بضبابيه علي زجاج النافذه المطله علي الطريق فقالت في نفسها : واااو صوره حيه لحازم , بشحمه ولحمه بدل الصور اللي انا عايشه في وسطها طول النهار و الليل شكلنا هنطول القعده هنا يا زومه , دي المرايا بتعمل شغل جامد زي المره اللي فاتت

التفتت له ثم قالت بفرحه / انت عارف يا بشمهندس ان من أعضم أبواب الفرج لا حول ولا قوة الا بالله **وقد أمر بها رسول الله بقوله: قل لا حول ولا قوة إلا بالله, بل حث على الإكثار منها وملازمتها, فقال لأبي هريرة: {أكثر من قولها}. وأخبر أنها تكشف سبعين بابا من البلاء والضر. )) **

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب »

فإيه رأيك نفضل نردد الاستغفار و لا حول و لا قوة الا بالله

حازم / اوك فكره تمام : يلا نستغفر 100 مره و لا حول و لا قوة الا بالله 100

حسناء و هي تبتسم داخليا بخبث : مائه ايه , احنا هنفضل ساعه نردد دي و ساعه نردد دي

حازم بفرحه و ابتسامة : طيب هيرضوا يسيبونا في الكافيه المده دي كلها

حسناء بمزاح : يا عم كل نص ساعه نطلب مشروب

حازم وهو ينظر لساعته: طيب الساعه دلوقتي 3 و عشر دقائق , هنردد الاستغفار لحد الساعه 4 و عشر دقائق

حسناء/ يلا نبتدي

ثم التفتت بجسدها قليلا و بدأت في مشاهده أفضل ما يمكن ان تراه عينيها , تري و تشاهد حبيبها بحريه , تراه بكل تفاصيله و حركاته و تعابير وجهه , فهو دائما ما يجبرها بألا تشفي شوقها له بغض بصره عنها و هاهي الآن ستعوض الحرمان و تشفي جروح روحها برؤيته و تروي ظمأ قلبها منه , كلما مرت لحظة و عينيها معلقتين به تشعر انها تسموعاليا في سماء السعاده و تتجرع من كؤوس الفرحة المحلاه بوجهه و تتشرب روحها عشقا له

ظلت علي وضعهها هذا حتي مرت الساعه , فقال حازم : حسناء , يلا ابدأي في لا حول ولا قوة الا بالله

الفتت له حسناء فرأت النادل يقترب تجاههم فقالت / الراجل ده رخم قوي , بقالنا ساعه و طلبنا 4 ارودرات

حازم و هو يضع يده علي بطنه : علي ما الساعه تعدي هننفجر

حسناء : بجد معدتش قادره

حازم : بقول كفايه و نقوم من هنا

حسناء : لا لازم نخلص ترديد

وصل النادل فالتفتت حسناء تتابع مشاهدتها الممتعه , طلب حازم طلبا ااخر وبعد ان انصرف النادل وجه كلامه لها : انا طلبت المره دي كوكتيل فواكه تحبي تغيريه

لم ترد حسناء بل لم تنتبه لكلامه من الاساس , فاعاد حازم كلامه ثانيه بصوت اعلي ولكنها لم تنتبه ايضا , فقال بصوت عالي و هو يصوب نظره لوجه نظرها : انتي سرحانه في ايه

اصطدمت نظره بصورتها المدققه به بشرود , انتفضت من عينيه التي اشتبكت بعينها و ارتدت معتدله بذعر و حرج وتجمدت ملامحا الباهته الشاحبه من المفاجأه

لم يعلق حازم علي اي شئ ولكن ارتخاء ملامح وجهه بشكل يوحي بقدوم ابتسامة لشفتيه يؤكد انه اكتشف كل شئ, ولكنه حاول التماسك , ولكن تماسكة لم يطول

وجه لكلامه لحسناء التي كانت علي وضع متيبس و جهها صلب من شدة خجلها : حسناء دقائق وهرجع

قام واتجه لحمام الكافيه و هي يبتسم بشده , وعندما دخل ظل يضحك بدون صوت , نظر لوجهه في المرآه وقال لها : معقوله يا حسناء ممكن تكوني الوقت ده كله بتبصي عليا , ياه بجد يا حسناء النهارده اسعد يوم في حياتي , نظرتك دي اعطتني شعاع امل كبير , لو فعلا ظني في محله يبقي الدنيا فتحتلي اسعد ابوابها النهادرة و ربنا اكرمني بأحلي حاجه في الدنيا

دقائق و تابع /, لما اخرج بقي علشان متقعدش لوحدها

اتجه من حيث أتي و هو يحاول ان يبدو طبيعيا حتي لا يسبب الاحراج لتلك التي اكتشف للتو انها كانت تراقبه ولربما كان دافعها شئ طالما حلم ان يناله يوما

عندما خرج وجدها تقف حامله هاتفه و علي محياها علامات القلق و الارتباك وتستحثه بأن يسرع

اقبل نحوها مستخف الخطي , وقبل ان يصل لها هم بأن يسألها عما حدث ولكنها بادرت بقولها : في رقم غريب اتصل عليك مرتين , شوف كده ربما يكون الشركة

التقط منها الهاتف , ثم سحب الكرسي نحو الطاوله و جلس حيثما كان من قليل

جلست هي الاخري مقابلته و عينيها معلقتان علي صفحة وجهه بقلق , تحاول تخمين الرد قبل ان يصل

دقائق

ثم

حازم : السلام عليكم

المتصل : …….

حازم : ايوا يا فندم مع حضرتك , مين معايا

المتصل : ……….

وقف حازم و عينينه تزداد في اتساعهما و مظاهر الاستبشار تنتشر تدريجيا في وجهه

ثم قال: تمام يا فندم , ساعه و هكون عند حضرتك

انهي محادثته و هو يسرع للخارج بعدما التقط مفاتيحه من علي المنضدة و ترك حساب المشروبات و أمر حسناء بالاسراع و اللحاق به

هرولت حسناء تلاحقه بخفه , حتي وصلا السياره : ركبت بجواره و هي لا تفهم اي شئ عما يجري

أدار حازم محرك السياره و لسانه يردد عبارات الشكر و الحمد

حسناء: هو ايه اللي حصل , بتجري كده ليه

حازم : ده مندوب للشركة و بيقول انه في رحلة سياحيه في مصر و طيارته بكره و عاوز يقابلني كمان ساعه في فندق……

حسناء: بجد طيب الحمد لله

حازم : عاوزك بقي يا حسناء متبطليش دعاء لحد ما المقابله دي تعدي علي خير, دي اهم شركة بالنسبه ليا , هي و الشركة اللي لسه مردتش

حسناء: ان شاء الله ربنا هيوفقك و يقبلوا الطلب

حازم : طيب هعدي علي مول أشتري بدله , لأن مينفعش اروح بالتيشرت ده مقابله زي دي

حسناء: هتلحق تشتري و ترجع تغير و تروح

لا معلشي يا حسناء علشان متأخرش, انتي بيتك في طريقي, فهشتري و تخليكي في العربيه علي ما االبس علشان متأخرش

حسناء: ماشي ,

وصلوا للمتجر المنشود , ترجلا من السياره و دلفوا للداخل يلاحقون بعضهم بسرعه

اتجهوا لمحل متخصص في بيع السترات الرجالي

انتقي حازم كعادته سترة سوداء

وقبل ان يختبر حجمها عليه , اوقفته حسناء و هي تحمل بيدها سترة رمادية اللون و قميصا من اللون الوردي الفاتح و ربطة عنق تجمع بين اللونين و قالت : قيس دي كمان

نظر لها و هو يرفع احد حاجبية و قال لها: رمادي؟ انا عمري ما جربته انا بحب الاسود

حسناء: يبقي جربه

دخل حازم للمكان المخصص و بعد دقائق خرج و هو يرتدي الستره التي انقتها حسناء ربما قصد ذلك ليخبرها عن مدي اهمية رأيها بالنسبه له ثم قال: مقاسها مضبوط ؟

حسناء و هي تكاد تلتهمه اعجابا و عينيها تلتمعان شوقا له : تحفه

ابتسم لتلك الكلمة التي خرجت منها بتلقائية تامة , ولكنها اعجبته بشدة , بشكل ارسل لقلبة دفعات أمل اضافيه بعد التي تشربها من قليل , يبدو ان هذا اليوم هو يوم سعده

عاد حازم ثانية ووقف أمام المرآه , تأمل نفسه بسرعه , بدل ملابسه ثانية و خرج ثم قال لها : بسرعه ورايا يا حسناء

أنهي حازم دفع الحساب ثم اشتري عطره المميز و انطلقا نحو منزل حسناء

واثناء طريقهم , كانت الحماسه تشتعل في كلام حازم عن عمله و شركته و حلمه و نجاحه , كان يتحدث بإندفاع و أمل بأن الله سيوفقه و يري حلمه محقق ثانية

كانت حسناء تتابعه بصمت خارجي و لكن قلبها كان يصرخ بالداخل في وجه ذلك الأنسان الآله المجرد من الاحساس من وجه نظرها , كانت تري انه لا يمتلك قلب عضوي بل قلب ألي , مكون من بعض التروس و الاسلاك و ليس شرايين و اوردة

وصلوا للمنزل , ظلت حسناء بالسياره حتي ينتهي حازم من ارتداء ملابسه بمنزلها , ولكن يبدو ان حازم دخل و ترك معها قلقها يأكل في قلبها بوحشيه

فعندما دلف داخل المنزل تذكرت صورته و التي لا تفارقها طوال اليوم و تلازما في جميع ارجاء المنزل

قفز قلبها ذعرا وضربت علي صدرها وهي تسحب الهواء من حولها بقوه ثم وقالت : يا نهااااار مش فايت, انا مش فاكره حطيت الصوره فين

كاد قلبها يلفظ اخر انفاسه من شدة خوفها و انغماسها بهذا الموقف المخجل , كادت تبكي و هي تردد برجاء: يارب استر و مكنش حطاها في مكان واضح و يشوفها , يارب استر, يارب استر و اوعدك معدتش هبصلها تاني , ثم بقيت علي تضرعها هذا حتي ظهر الرجل الذي دائما ما ينتصر بجداره علي صمود لبها ويبدد جميع وعودها بطله منه

وصل لها و عطره المحبب لها يسبقه , ظلت تحدق بوجهه علها تستشف ان كان قد رأي ما سيسبب لها اغماء فوري ام لا , ولكن لحسن حظها مظهره كان يوحي بإنشغاله الشديد بما هو مقدم عليه

نزلت من السيارة و اقبلت نحوه و نظرات الاعجاب تندفع بشراهه تجاهه , وشفتيها تزايد في رسم ابتسامة عريضة

قال لها بعجله / هخلص و هتصل اطمنك , دعواتك بقي ,وصلي ركتين لله

حسناء وهي تنظر له بهيام لا ارادي: ربنا يوفقك و يسدد خطاك ,وبراحه و انتي سايق

حازم و هو يسرع للسياره : حاضر

اداره السياره و خرج من الفيلا مبتعدا عنها , ورغم انشغاله الشديد بالمقابله و لكن كلمات حسناء و دعائها و قلقها عليه من القياده ظل يدغدغ مسامعه و يحدث نغمة عذبه داخل قلبه الالي

قال و هو يبتسم لطيف حسناء داخل عقله : ربنا ما يحرمني منك يا حسناء, ويكون ظني في محله

بينما تلك التي تمالكت نفسها بالكاد كي تصل لمنزلها , دخلت تفتش بسرعه عن الصوره حتي تتاكد انها لم تصل لأيدي حازم

وجدت ملابسه بالاسفل فتيقنت انه لم يصعد للأعلي , فظلت تفتش يمنه و يسره عن الصوره فلم تجدها

اسرعت تصعد الدرج ثم دخلت غرفة نومها , فوجدتها مكانها تحت الوسادة

أمسكتها بيدها و هوت علي السرير بمفاصل متفككه , وقالت باسترخاء: الحمد لله , ده انا كنت هموت لو كانت وصلت لأيده

ظلت مكانها شارده : تفكر في كلامه و الذي لا يخرج نهائيا عن نطاق عمله فقط , برمت شفتيها ثم قالت بعصبية و حروف لائمة وهي تنظر للصوره و ترفعها نصب عينيها : ايه مبتحسش خالص , معندكش قلب ولا ذرة احساس , انا من اول ما تعاملت معاك وانا حبيتك وبقيت انت كل حياتي , وانت مفييييش احساس خالص , نفسي اقدر امنع نفسي من اني افكر فيك بس للأسف نفسي عنيييييدة جدا و كل مدي كل ما بتتعلق بيك اكتر , مش علشان حاجه غير حاجه واحده بس , علشان اتعذب و اتعذب , تقريبا نفسي حبتك و حبت تعذيب حبك ليا….. تنهدت بقوه ثم أكملت بصراخ مكتوم: نفسي اقدر اتكلم معاك بجد , مع حازم الحقيقي , مش ليل و نهار عامله زي المتخلفين عقليا و قاعده اتكلم مع شويه صور و اترجي فيها

ألقت بالصوره علي السرير و خرجت متذمره من الغرفه و كأنها كانت في مشاجره حقيقه , تاركه خلفها من تشاجرت معه حتي لا تسمع رده عليها فيزيدها غضبا

نزلت بتأفف للدور السفلي و جلست علي أحدالكراسي و هي تعقد ذراعيها بغضب امام صدرها و تضع ساق فوق الاخري و تحدق في اللاشئ امامها

وبعد ما يقرب من الربع ساعه , فاقت من شرودها و هي تحاول السيطره علي غضبها , تنهدت بشدة علها تخرج بعض نيران الحب المكبوته داخلها , أزالت غطاء رأسها و انتزعت اسدالها بعصبية

تلفتت بفتور, وقعت عينيها علي ملابس حازم الملقاه بعشوائيه علي احد الكراسي , وعلي المنضدة عطره

جالت بعقلها فكره ربما الاكثر جنونا مما هي اصيبت به في الفتره الاخيره بسبب جنون الحب الذي اصاب جميع اعضائها

قامت مسرعه و هي تضحك علي نفسها

اسرعت للأعلي و بعد دقائق عادت و هي تحمل صورة حازم

أمسكت بملابسه و عدلت من وضعها , وضعت التيشرت علي ظهر كرسي و البنطال علي المقعد ثم ثبتت صورته في ياقة التيشرت

وقفت مقابلته و هي تلتهم الصوره بعشق , وتتخيل ان حازم بنفسه يجلس مقابلتها

مثلت دور الخجوله المرتبكه ثم قالت بلهجه انثويه رقيقه / اه حازم , دقايق و هكون عندك

صعدت مسرعه للمطبخ و احضرت كوبا من العصير و بعض الفواكه و الحلوي

نزلت لحبيبها الذي ينتظرها بالأسفل

قدمت له مابيدها و جلست بخجل علي الكرسي مقابله

تململت بخجل و هي تنظر للأرض و قالت برقه ترد علي سؤاله / الحمد لله اخبار انت ايه

لم تستطع كبت ضحكتها و تركتها ترن في ارجاء المنزل , ثم قالت له : بص متقولش عليا مجنونه , انت اللي عملت فيا ده , ولو ملحقتنيش يبقي عليه العوض و مش مسؤله عن اللي هيحصل

ثم اكملت ضحكتها المجلجله بشدة

قامت و بدأت في تناول ما وضعته علي المنضدة و هي تقول مش هأكلك حاجه , خساره فيك , لحد ما تقولي بحبك يا حسناء

وظلت تتناولها بسرعه و كأنها في سباق للأكل و بعد ان انتهت قالت له : متبصش عليا كده

, انت معندش حياء مش شايفني مش لابسه الاسدال

نظرت لنفسها فشعرت بالخجل من مظهرها و هي تستشعر بوجوده معها فهمت مسرعه تلملم ملابسه و تنزع صورته و لكنها توقفت في اللحظة الاخيرة و قالت : لا لحظة

اسرعت ثانية للمطبخ و احضرت ملعقه خشبية و هرولت تهجم عليه بوحشيه

ظلت تضرب في ملابسه بغيظ و هي تهتف له بحنق / يا ظالم , يا جامد , ياللي مش بتحس , ليه مش حاسس بيا , ليه سايبني اتعذب و لا في دماغ

بدأ الاختناق يتخلل صوتها و هي تكمل / حرام عليك يا حازم انت لو تعرف اللي بيا , انا اتحرمت من الدنيا كلها من بابا و حنان امي و بيتي و جدتي بس راضيهة مقابل اني ابقي معاك , بعت حياتي ككلها و فرحانه علشان حياتي بقيت انت فيها , ليل و نهار مش بعمل حاجه غير اني بفكر فيك و اشتقلك و اتكلم مع صورك , عقلي هيطير مني يا حازم , بجد قربت اتجنن بسبب حبي لي و مش قادرة اتحكم في قلبي انه يتوقف عن حبك و لا عقلي ان يبطل تفكير فيك طول الليل و النهار و انت يا حازم مش حاسس بيا

ارتمت علي الكرسي بجوارها وبعد ان خارت قواها بسبب عصبيتها , دست وجهها داخل كفيها و ظلت تنزف دموع من عينيها و آهات من قلبها المجروح

وبعد ان هدأت نسبيا

قامت و مسكت بصورة حازم و رفعتها امام عينيها و قالت بصوت يخرج بالكاد من بين تشنجاتها و حروفها يملأها الرجاء: حازم , انا بحبك , مستعده اخسر كل حاجه في حياتي بس تحبني , يا حازم تجاهلك ليا بيدبحني , والله بيدبحني , قلبي بيموت علي البطيئ يا حازم , ارجو انقذني , والله لو بأيدي كنت منعت نفسي , لكن مش قادره , عمري ما اتعلقت في حياتي بحد بالشكل ده

صمتت لحظات ثم تابعت بلهجه اشد رجاء و الحاح / حازم , قولي ايه مش عجبك فيا , ايه ناقصني علشان تحبني , وانا هحارب علشان اوصله , بس ارجو متحرمنيش من حبك , انا مش محتاجه عطاياك و لا فلوسك و لا حمايتك , انا محتاجه حبك , محتجاه قوي قوي , حبك بالنسبه ليا مسألة موت او حياه , ارجووووك اتحرمت من ل حاجه فمتحرمنيش من حبك , مقدرش اعيش من غيره , مقدرش مقدرش, انا كل نفس ليا علشانك , كل دقة قلب بدق ليك , يا حازم انا وحييييده , لا ام و لا اب و لا اخوات و لا اصدقاء و لا حتي اهل, انا مليش حد غير ك انت , متقتلنيش بتجاهلك ليا اكتر

جلست مكانها صامته منتزعة الروح بعد تلك المعركة الداميه بينها و بين حبيبها القماشي , وتوسلاتها و رجاءها له كي تنال حبه

قالت ببكاء: للاسف محدش بيجبر حد ان يحبه , فعلا يا حازم ممكن يكون حبك ليا مستحيل , بس انا مش هقدر اقف عن تعلقي بيك بس ساعتها يبقي اتحكم عليا بالموت

سمعت صوت رنين هاتفها , نظرت للشاشة فوجدت المتصل حازم , ابتعلعت ريقها بصعوبه لتزيل باقيا البكاء من صوتها وردت بهدوء السلام عليكم

حازم بفرحة تشع من صوته / حسناااء باركيلي

حسناء: الحمد لله ربنا يتمملك علي خير

حازم بقلق و قد انتبه لتغير صوتها :مالك يا حسناء انتي بتعيطي ولا ايه

حسناء و هي تقاوم بضرواة عدم وصول دفعة من سيول الدموع لعينيها ثانية / لا ابدا كنت نمت شويه

حازم وقد انتابه قلق شديد عليها عندما تحشرج صوتها في اخر كلمة نطقتها : لا انتي مكنتيش نايمة يا حسناء , انتي كنتي بتعيطي

لم تستطع حسناء الصمود اكثر , ولم تستطع اخراج حرف اضافي فقد منعتها دموعها من متابعة الحديث مع حازم

وعندما وجدها حازم هكذا ظل يهدئها بكلمات حانيه و لكنها لم ترد بل دموع صامته فقط يشعرها حازم من خلف سماعة هاتفه

قال لها بأسي : انا اسف يا حسناء عارف اني السبب و محدش يقدر يقعد محبوس لوحده كده

ردت داخل نفسها / انا محبوسه في سجن قلبك ارجوك حس بيا

وعندما لم يجد منها رد لفظي قال بلهجه حانيه / طيب اجهزي يا حسناء انا جاي اخدك , جهزيلي هدومي في شنطه

أنهي مكالمته معها و هو يهز رأسه بأسي علي حالها , ثم اتصل علي والدته و طلب منها السماح لحسناء بالبيات معهم ليله و وضح لها سبب طلبه أنه اهملها في الفتره الاخيره كثيرا و بقيت محبوسه طويله و هي اليوم تبكي بشدة بسبب ذلك , وبالطبع رحبت سناء بمجيئها بينهم ليست ليله بل ليالي حتي تهدأ روحها و لم تنسي ان تعطي لحازم قدرا كافيا من التوبيخ علي فعلته

وصل حازم لمنزل حسناء و ضغط علي بوق السياره و بعد دقائق وجدها تقبل نحوه و هي تحمل بيده حقيبه بها ملابسه وتاركة خلفها بوابه المنزل مفتوحه

نزل حازم يتستقبلها بعينيه التي تبث رحمة و حنان , ايضا حب ولكن نوع غريب من الحب صعب الترجمة وفك شفراته

وقف قريبا منها و هو يتفحص وجهها الدموي من كثرة البكاء و قال لها بحنان : مالك يا حسناء؟

حسناء بلهجه باردة / مفيش

نظر لها بأسي شديد , تمني لو بأمكانه جذبها و القائها علي صدره و ضمها بشدة , فان مظهرها هذا يفتت في قلبه و يشعل فتيل حبها في قلبه اكثر و اكثر

ولكن ليس باليد حيله , وليس بامكانه تقديم لها سوي كلمات , يحكمها حدود الادب و الدين

قال لها / اقفلي البوابه و تعالي

حسناء: انا مش هقدر اخرج , عاوزة انام

حازم : عاوزك في امر مهم جدا

حسناء : خلينا بكره

حازم/ لا مش هينفع , واكمل بلهجة راجيه/ ارجوك بجد محتاجك في مشوره ضروريه جدا

برمت شفتيها و هي تستدير لتجلب مفتاح المنزل و تغلق البوابه , وهي تقول بنفسها :. طبعك مش هيتغير , حتي وانت شايف الواحدة مش فايقة تقولي مشورة في شغلك

عادت بعد دقائق تمشي بفتور نحوه و هو يقف يراقبها برأفه و عتاب لنفسه , ود وقتها لو كان يمتلك لباقة في الحديث والكلمات التي يستطيع بها التخفيف عنها , كان قلبه يتمزق من مظهرها , كان يشفق من اجلها لمجرد كونها انسانه محتاجه لواقي لها من الحياه فكيف يكون موقفه معها الآن و قد اصبحت حبيبته , والتي دخلت لتحتل قلبه و تسكن روحه و تصبح بالنسبه له اجمل جزء في حياته , ومن بسببها ا احب الحياه وبدأ يتذوق احلي مافيها و يري ابهي ما في الدنيا

ركبت بجواره السياره و انطلق بهدوء , ظلوا صامتين فتره قبل ان يتحث برفق : حسنا ء, مش عاوزك يتشيلي هم اي حاجه في الدنيا طول ما انا عايش ,و اي حاجه تحتجيها قوليلي

لم تصدر حسناء اي ردة فعل منها , يبدو انها تتحث مع نفسها

أكمل بنفس اللهجه الحانيه الدافئة : متزعليش مني يا حسنا ء, والله تقصيري غصب عني و اوعد والله والله هعوضك عن تقصيري

لم يجد منها اي ردة فعل سوي الصمت و الجمود , تنظر بتعبيرات ليس لها معالم واضحه , تراقب الطريق امامها

تنهد بشدة و قال بنفسه / نفسي اعبر عن اللي فيا بس للاسف مش قاادر , بس انا هخليها في الحلال ان شاء الله

وصلوا للفيلا و التي بها سناء و نور , عندما وجدته يقف أمامها قالت له : انت جايبني هنا ليه

حازم : طيب بس تعالي هجيب طلب و هنروح الكافيه

حسناء / لا هستناك هنا في العربية

حازم : طيب بس انزلي يا حسناء , اصلي جايز اتأخر

حسناء : مش هقدر ادخل

حازم : يلا يا حسناء مش هينفع اسيبك في العربية , علشان ابقي مطمن

واخير انصاعت لطلبه و الحاحه و دخلت خلفه للفيلا

استقبلتها سناء بحفاوة و كأنها لم ترها صباحا و نور هي الاخري نزلت ترحب بهاء و أخذتها من يدها لغرفتها

وبعد ان جلستا سويا و تناولا وجبه العشاء قالت نور لحسناء/ عاوزة اقولك علي خبر

حسناء: قولي

نور : مش انا اتخطبيت

حسناء: الف مبروك ربنا يتمملك علي خير

اسرعت نور تفتح حاسوبها و فتحت ملف صور و ظلت تعرض أمام حسناء تجهيزاتها لحفل خطبتها من فستانا باهظ الثمن ستشريه و قاعه فخمة تكلفتها الاف من الاموال و شكل الكعكه التي تتكون من عدة كعكات مزينة و ..و..و..و.. من تكلفات باهظة

تعجبت حسناء داخل عن تلك التافهه و التي لا يهمها في الأمر سوي بعض المظاهر و الامور الظاهريه , هي تعلم جيدا انها وافقت علي خطبتها اليوم و فجأه تتحول بكل تلك الفرحه و الحماسه لإقامة حفل خطبه بهذا الشكل و لم تلتفت لأخيها و تعبه

لولا مزاجها المعكر لحاولت اقناعها بأن كل تلك الامور ليست ضروريه و يجب عليها اولا ان تراعي ظروف حازم

بقيا سويا يشاهدان تجهيزات نور حتي انتصف الليل

استقبل هاتف نور مكالمة فقالت و هي تنهضك/ ده حازم

ردت عليه وبعد ان انتهت قالت لحسناء: حازم بيقول هودينا بكره درس القرآن , كويس علشان نعدي علي الكوافير ده و نشوف ايام ايه اللي فاضيه فيها علشان احدد علي اساسها يوم الشبكة

……………………………

كشفت شمس اليوم التالي ارجاء الدنيا بأشعتها الذهبيه , استيقظ حازم في موعده المعتاد لكي يذهب إلي عمله , ولكنه كان في قمة الاجهاد بسبب سهره في الليله الماضية , بين صراعات قلبه و مزاجه , فكان يفكر تاره في شركته و حلمة الذي قرب تحقيقه و تاره اخري في حسناء و وضعها و حيرته في سبب بكاءها و ايضا في تفسيره لبعض مواقفها تجاهه و التي تبعث في قلبه اجمل شك ممكن ان يشعره , وهو ان تكون حسناء تبادله نفس الشعور

ورغم ان قلبه يخبره بهذا و لكنه كان شديد الحذر من ذلك الأمر , فالبتأكيد موقف حسناء سيكون ضعيف ان طلب منها الزواج و لن يكون امامها خيار سوي الموافقه بسبب قلة حيلتها و عدم امتلاكها لأي ملجأ غيره في الدنيا , وايضا بسبب اكرامه لها ,

كان يخاف بأن يظلمها ان طلب الارتباط بها و ارغامها علي الموافقه لضعف موقفها و احرجها منه

كان يريد ان يكون علي اكمل وجه من التأكد من احساسها تجاه ثم بعدها لن يتأخر لحظة في طلب الارتباط بها

جمالها الفاتن يحول بينه و بين فكرة تصديقه بأنها يمكن ان تقع في حبه , ولكنه كان علي امل , وبيت النيه بأن يبقي متيقظ العينين لردود افعال حسناء حتي يراقب تصرافتها و تعبيراتها تجاهه لكي يستشف منها احساسها تجاهه

هم ان يقوم للذهاب لعمله و لكنه قال لنفسه : اظن يوم اجازة مش هيضر , هتابع العمل بالتليفون و هخليني النهارده في البيت , وهحاول اتكلم مع حسناء و اشوفها زعلانه من ايه

خرج من غرفته , بحث في الفيلا وجد الجميع ما زال نائما , عاد ثانية لغرفته ليكمل نومه و او بالاحري يكمل تفكيره في حبيبته و التي تعد الاولي من فتيات العالم تستطيع اقتحام حصون قلبه و تحويل جزء كبير منه من جزيئات مادية لخلايا حسية رقيقه

وبعدما بقي مع افكاره ساعات , شعر بصوت نور و حسناء بالاسفل

نزل من غرفته بعدما ارتدي ملابس خروج و عدل من هندامه ,

نزل نحو المطبخ , وجد حسناء ترتدي عباءة منزليه تخص والدته و تلتف حول رأسها بوشاحا و تعد الطعام مع نور و الدته

قال بصوت منخفض وهو ينظر تجاه حسناء ليستشف حالتها النفسيه : احم احم صباح الخير يا جماعه

سناء / صباح النور , مرحتش شغلك ليه النهاردة

حازم / مفيش حبيت اريح النهارده , انتوا هتطبخولنا ايه علي الغدا

سناء / فراخ بانيه

حازم : طيب مفيش اي تصبيرة كده لحد ما تخلصوا انا جعان جدا

سناء : طيب البنات هيفطروا افطر معاهم

حازم : اوك , حاجه خفيفه كده , عشر سندوتشات علي الماشي ( قال كلمته الاخيره و هو يخطف نظره تجاه حسناء ليري اتضحك ام تظل عابسة)

لم ينتبه لتعليق اي من نور و سناء الساخرين من كلامه و ذاب داخل عيني حسناء التي نظرت له و هي تضحك علي كلمته

جلست نور و حسناء علي السفره و أمامهم بعض الاطباق

اقترب حازم منهم و سحب كرسي ليشاركهم الطعام

قالت نور بسخريه و هي تسحب الاطباق : لا الاكل ده مش هيكفينا , انا جعانه

حازم و هو يجلس : اسكتي يا بت , خدي نصيبك في جنب , ومش هاجي ناحيته , حسناء طيبه مش هتقولي حاجه

سناء و هي تضع المزيد من الأطباق أمامهم : كلي يا حسناء متتكسفيش

حسناء / حاضر يا طنط ربنا يخليكي

بدأ الجميع في تناول الافطار ثم خرجوا ليجلسوا سويا في ريسيبشن الفيلا

كان حازم يجلس معهم ينتظر فرصه و تقوم بها نور حتي يستطيع التحدث مع حسناء

بدأت نور في الحديث ثانية عن تجهيزاتها لحفلة خطبتها

نظر لها حازم بتعجب شديد وقال لها / نور , مين قالك ان كل هنعمل خطوبه كبيره

نور : ليه ان شاء الله , هو انا اقل من صحابي في ايه

حازم : انا مزنوق الايام دي و مش هينفع نعمل شبكة كبيره , هتبقي عائليه

نور وبدأت تتذمر : نعم , دايما مزنوق

سناء: مزنوق في ايه يا حازم طمني

حازم : انا بفتح الشركة الجديده اللي كنت قلتلكم عليها من فتره و مش معايا فلوس الايام دي خالص , هعطيك 3 الاف و دبروا اموركم

نور : دول مايفوش حتي الفستان , خلاص استلف من ابراهيم و ابقي سددله بعدين

حازم بتعجب ساخر : نعم؟ يعني ابقي مديون علشان خاطر شويه مظاهر و علشان ليله عابره

نور بعصبيه : المفروض انت هنا مكان بابا , ودي خطوبتي ولا زم افرح و انت تكون مقدر كده

حازم : هبقي اعوضك في الفرح يا نور , البسي اي فستان من عندك و عديها و هبقي اعوضك

نور و هي تلقي الوسادة بعصبيه : فالح بس تقولي مكان ابوكي مكان ابوي , انت لو فعلا مكان بابا مش هيكسر خاطري و تعمل اي حاجه علشان تفرحني , انت لا يمكن تسد مكان بابا ابدا

حازم بعصبيه و صوت يشبه اصوات الوحوش / نووور , برضه مفيش فايدة فيكي

نور بسفاهه : الموضوع ده مش هيتم و انا مش موافقه

حازم و عروقه بدأت تبرز: والراجل اللي رديت عليه امبارح ده , والناس لما تيجي بكره هنقولهم ايه

نور / في داهيه , انت اللي اضطرتني لكده ببخلك و استخسارك لفرحتي

لم يستطع حازم تمالك اعصابه اكثر و هجم علي نور و رفع يده في الهواء و انزلها علي وجه (حسناء)

فقد اسرعت تقف حاجز بين نور وحازم فكان من نصيبها تلك الصفعه المدويه التي خرجت من بين تشنجات حازم و افرغ بها كل غضبه

الثاني والعشرين من هنا 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى