رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf

الجزء الرابع عشر
حازم بلهجه ساخره ولكن اكثر احتراما و التزاما للحدود: حسناء , مفيش دي بس جابتلي صدمه عصبيه , اللي يشوفها وهي جايه تجري و تعيط و تنادي يقول الشمس شرقت من المغرب
ضحكت ثلاثيهم علي كلام حازم فأكمل حازم : انتوا يا ستات بتخلوا النمله فيل , قلبكم رهيف
, صحيح , اما اتصل علي ابراهيم
سناء: متخضهوش يا حازم
فأشار لها حازم بأن تنتظر وهو يبتسم ابتسامة صفراء
حازم : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ابراهيم : وعليكم السلام
حازم بلهجه قمة في الحزن المصطنع : ايه يا عم مش بتأكل البت ولا ايه
ابراهيم بتعجب: بت مين؟
حازم : و بتتبري منها كمان و بتدعي انك مش عارفها حتي , ده اعلان غير رسمي عن ايه بالضبط ؟
ابراهيم : فيه ايه يا عم فهمني
حازم : يبقي اكيد مش اغمي عليها بقي , اكيد دي انتحرت من فوق الكرسي , والحمد لله حسناء انقذتها بإعجوبه
نرمين بغيظ : خلص يا حازم
ابراهيم بقلق : نرمين اغمي عليها؟
حازم بلهجة القضاه و المحققين : اه , اعترف حالا معليلها الضغط ولا مجوعها
ابراهيم : وبتقول عليا بالي رايق , وقاعد تتريق عليها ولا في دماغك , انا جاي حالا
حازم : انت اتخضيت كد ليه يا ابراهيم متخفش هي الحمد لله فاقت و قامت للانتقام منك
ابراهيم : يعني كويسه؟
حازم : والله كويسه متقلقش
ابراهيم : طيب في شركة جديده بتاخد من عندنا مجموعه تابلت و اول ما هخلص هاجي عليكم علطول واخدها علي الدكتور
حازم : ماشي يا ابراهيم , بس اشربلك كوباية لمون احسن تيجي تنام جنبها
ابراهيم : طيب سلام و هكلمكم و انا جاي في الطريق
حازم وهو يخبط كف علي أخر : لا حول ولا قوة الا بالله العظيم و انا اللي بقول الستات اللي قلبهم رهيف طلع عم ابراهيم رهيوف هو كمان
نرمين بغيظ : هو انت مالك فرحان كده اني اغمي عليا
حازم : هقولك بعدين , تعالي يا ماما عاوزك
ثم خرج من الغرفة و تبعته سناء بعدما استأذنت من حسناء و وعدتها بالعودة حالا
وفي خارج الغرفة وعلي بعد أمتار قليله وقف حازم يشير لوالدته بأن بطنه متكوره
نظرت له سناء بتعجب و هي تقترب منه وتقول: هو في ايه يا حازم
همس لها حازم وهو ينحني نحوها : مش ممكن تكون نرمين حامل , قلبي الجواني بيقولي كده
اضاء وجه سناء من شدة الفرحه لذلك الحدس وقالت بفرحه احدث اهتزاز بصوتها : تصدق ممكن , – اكملت برجاء و يديها مرتفعين للسماء- يارب اسمع من بقك يا حازم , وانا بقول حازم فرحان كده ليه ان نرمين اغمي عليها , طيب انا هطلع اجهز و اقدم حاجه لحسناء علي ما ابراهيم يجي علشان اروح معاهم عند الدكتور
………………………………………….. …
بعد ان خرج حازم و سناء من الغرفة ظلت عيني حسناء معلقتين بشرود في أرضية الغرفة ثم ارتسمت ابتسامة تلقائيه علي شفتيها
نرمين : بتضحكي علي ايه
حسناء : مفيش , بضحك علي اسلوب حازم , متصورتش اشوفه بيهزر كده
نرمين : علي فكره حازم طيب جد ا جدا ومرح والله بس مشكلته لما بتعصب بيبقي صعب صعب صعب جداااااا , وخاصة لما بيكون حاجه في دماغه تلقيها واخده كل تفكيرة و اعصابه بتبقي مشدودة , يعني الايام اللي كان بيفتح فها الشركة دي كانت ماما بتخاف تكلمه , حتي قبل ما يبدأ فيها كان قايل لماما تشوفله عروسه و ظهر قدامها واحده كويسه جدا ومناسبه و فيها كل الشروط اللي طالبها بس خافت تكلمه من شدة عصبيته و توتره وقتها
ما ان نطقت نرمين بتلك الكلمات حتي شعرت حسناء بنار تهيج في جسدها و ضيق يسد رئتيها و كأن حجرا يستقر فوق صدرها , حاولت ان تبدو طبيعيه ولا يظهر عليها اي علامات لذلك الضيق ولكن وجهها والذي يمثل وكاله انباء عالية المستوي عما يحدث بداخلها أظهر كل شئ
بعدها دخلت نور مسرعه وهي تقول : مالك يا نرمين
حقيقه دخول نور اعتبر انقاذ لموقف حسناء و الذي خرج عن سيطرتها ,
نرمين : مفيش كويسه كنت دايخه و وقعت بس
نور بفتور: اه ازيك يا نور
ثم اقبلت عليها تصافحها و تقبلها من واجب الضيافه و ليس ترحيب بها
سلمت عليها حسناء ثم بقيت متقوقعه داخل صمتها تاركه نرمين ونور تتابعان حديثهما , حتي دخل حازم وبيده الهاتف
رفعت حسناء ناظرها نحوه فاصطدمت بملامح المستبشرة , لا تعرف لماذا شعرت بمشاعر غريبة لا تفهمها و لا تعرف سببها او تفسيرها ولكنها اكتفت بأن حولت نظرها للجهه الأخري
حازم : خدي يا نرمين كلمي جوزك
اخذت نرمين منه الهاتف و وضعته علي اذنها: الو
ابراهيم بلهفة: مالك يا حببتي قلقتيني عليكي
ابتسمت نرمين و هي ترد علي زوجها : لا انا كويسه متقلقش
ابراهيم : طيب دقايق و هكون عندك , اجهزي علشان اخدك اكشف عليكي
نرمين و قد تغيرت ملامحها : ماشي توصل بالسلامة
أغلقت نرمين الخط و تجمدت ملامحها في الحال , نظرت نظرة مريبة نحو حسناء ثم ظلت تجول بنظرة رجاء شديده بين حازم ونور وقالت : ابراهيم جاي في الطريق
فهموا مباشرة ما تظهره عيني نرمين و تقصده من كلامها
هز حازم رأسه مستنكرا غيرة نرمين و لكن نور قالت : تعالي معايا يا حسناء في اوضتي فوق علي ما نرمين تروح تكشف و ترجع
وقبل ان ترد حسناء قال حازم : لا تعالي يا حسناء ارجعك بيتك قبل ما اروح الشركة الجديدة ما دام ابراهيم جاي و سيبها , و علشان مش عارف هرجع امتي ولا تحبي تروحي الشركة
حسناء: لا , هروح
هدأت اعصاب نرمين و التي كانت اصبحت في قمة التوتر , قامت حسناء تودع نرمين بسلام قبل ان تغادر ولكن سناء دخلت عليهم بعلب البيبسي
سناء بعتاب: ماشيه ولا ايه يا حسناء
حسناء: معلش يا طنط علشان حازم يرجعني البيت , وهبقي اتصل علي نرمين اطمن عليها
سناء: طيب اشربي الكانز الأول
حازم وهو يلتقط العلب بيده : هنشرب في الطريق يا ماما
سلمت حسناء علي نرمين و سناء و نور و انصرفت خلف حازم ليعيدها لمنزلها
………………………………………….. ………..
أوصل حازم حسناء لمنزلها وبعد ان دخلوا فناء الفيلا وتوقفت السيارة , نزلت من السيارة و اتجهت لمنزلها
نزل خلفها و قال: حسناء اقفلي علي نفسك كويس
حسناء دون ان تلفت اليه : حاضر
حازم : انا هقف لحد ما اطمن انك دخلتي و هقفل البوابه كويس , متقلقيش
حسناء و هي تشعر بغصة تقف بحلقها : شكرا
ظل حازم حتي دخلت حسناء و اغلقت البوابة بالمفتاح ثم صعد السيارة و طلب من السائق بأن ينصرف
دخلت حسناء المنزل و قلبها مقبوض و محمل بثقل كبير لا تعرف لماذا , وكأن كلمات نرمين التي قالتها عن حازم من قليل لم تكن مكونه من حروف عربية بل من سكاكين حاده خرجه مباشرة نحو حسناء ليستقبلها قلبها و ليس اذنها
تركت حقيبتها بفتور علي اول كرسي قابلها ثم جلست علي الكرسي التالي وكأنها مغيبة التركيز
ظلت كلمة نرمين تجول برأسها ” عروسة و مناسبة لشروط”
ودت لو احضرت نرمين امامها الآن و تهبط عليها بسياط الاسئلة ” من تلك العروسه المناسبه – وماهي المواصفات و الشروط التي يطلبها حازم في شريكة حياته – هل تلك الشروط تتوفر بها – بالتأكيد لا فهي لم تلحظ اي اعجاب بادي من حازم تجاهها
لكن هل يمكن ان يري فيها شئ يناسبه بالتأكيد لا ……….)
ظلت الأسئلة تدق برأسها حتي أحدثت به صدع عميق إلي ان شعرت ان رأسها اوشكت علي التفتت)
سألت نفسها بلوم : وانا مالي اساسا , هو ليه اهتمامه بيا و كرمه معايا خلاني افكر بشكل غلط و احس احساس مش من حقي ………لا انا لازم افوق , ده انا اتجننت تقريبا , وبغبائي ده ممكن اضيع حياتي تاني , ان كان اهتمامه بيا بالشكل ده خلاني اشوفه افضل حد في الدنيا بس منساش ان زمان نظرته ليا مجرد متسوله و بيعطف عليها بصدقة
وصل ذلك الخاطر بعقلها , فكون حبيبات دموع علي مشارف جفونها و لكنها وئدتها في الحال , ووقفت فجأ ه و قالت لنفسها كأنها أم تنهر صغيرتها بعنف : لا يا حسناء , فوقي , اياكي تفكري بالطريقه دي تاني ابدا ابدا , وعلشان تكوني عارفه بداية كده حازم عمره ما هيفكر فيكي ابدا , ولو هتضايقي انه يخطب و لا يتجوز يبقي من بكره تروحي تعيشي مع جوز امك احسن , مفهوووووم , وراكي مستقبل ركزي فيه بدل ما تضيعي خالص و الموت يبقي احسن ليكي , و لازم تكوني عامله حسابك انه هيتجوز و الله اعلم ساعتها مراته هتوافق علي وجودي ولا , لازم أكون متأهبه اني هيجي يوم و اعيش لوحدي و هتحمل مسؤلية نفسي و هعيش من غير مساعدة حد و حازم مش هيستحمل يستمر بالشكل ده علطول خاصة لما يكون عنده زوجه و اولاد و الله اعلم ممكن يكون قريب جدا
كانت كلماتها واقعيه بالمرة و لكن قلبها ظل ينزف ألما و يتمزق اربا كلما القت علي مسامعها حرفا , ولكنها اقتنعت برأيها , وحاولت بأن تنتزع احساس ضيقها من قلبها و القته بعيدا وشرعت في الحياكة بتركيز وهي تردد ذكر الله علي لسانها حتي تمحي اي شبح من صورة حازم تجول بخاطرها , وتحاول الانشغال بما بين يديها علها تطبق ما أملته علي نفسها من أوامر و نصائح و تحذرات منذ دقائق
………………………………………….. …………
وصل ابراهيم و اصطحب معه نرمين و سناء للطبيبه
كانت دقات قلب سناء تكاد تسجل الرقم القياسي في العالم في سرعتها من شدة قلقها الممزج بشوقها و طمعها في كرم الله لأبنتها بالذرية الصالحة بعدما تحدث اليها حازم و اخبرها انه يظن ان ما يحدث لنرمين ربما بسبب الحمل
استلقت نرمين علي السرير و تركت الطبيبه تقوم بعملها , وسناء تقف مقبضة يديها ببعضهما و تردد الدعاء بتضرع شديد بأن يجعل حدس حازم صحيح
دقائق مرت كالساعات علي ثلاثيهم , قالت الطبيبة : قومي كده يا نرمين اعملي التحليل ده
نرمين بفرحه : ممكن يكون حمل يا دكتوره
الطبيبه : ربنا يكرم يا نرمين , قومي بس و قولي يارب
قامت نرمين و فعلت مثلما طلبت منها الطبيبه و كانت النتيجه ايجابيه
الطبيبه : الف مبروك يا نرمين
نرمين بعدم تصديق وهي تلتقط شريط الاختبار بيدها : بجد يا دكتورة؟
قام ابراهيم من مكانه هو الاخر ينظر بالشريط الذي بيد نرمين وقال بفرحه عارمة: الحمد لله ,
أما سناء فتركت العنان لعيونها تفيض بالكثير و الكثير من دموع الفرحه لتغرق و جهها و هي تردد عبارات الحمد و الشكر
………………………………………….. …………..
عادت نرمين مع والدتها و ابراهيم لمنزل والدتها لتبقي هناك بضعة الايام حتي تستقر حالتها الصحيه نسبيا و تعتاد اعراض الحمل
كانت الفرحة تشع من وجوه الجميع و هم ملتفون حول نرمين المستلقيه علي السرير , الجميع يهنؤها و يعبرون عن مدي سعادتهم بذلك الخبر الرائع
وأتت أم ابراهيم لتبارك لنرمين ذلك الخبر و الذي يعتبر الاسعد علي مسامعها منذ أن تزوج ابنها , وبعد ان انهت جلستهااستأذنت مع ابراهيم و عادوا لمنزلهم تاركين حلقة الفرح قائمة بأهل الدار
طالت جلستهم وبدأوا في تناول بعض الآحاديث الجانبية و الفرح جليسهم الاضافي الذي اصر ان يبقي معهم حتي اخر الجلسه حتي تغير مجري الحديث علي لسان نرمين
نرمين لحازم : انا كده براءة يا باشا , شوفلك سكرتيرة تانيه
حازم و فرحته تعم اركان وجهه : لا ارتاحي خالص , اهم حاجه اسمع كلمة خالوا ,واخد اللقب , مش مهم سكرتيرة
نرمين وكأنها تذكرت شئ للتو: صحيح و حسناء , خليها بقي معاك في الفتره الصباحيه
حازم وكأن الأمر سبب له ارتباك في افكاره و ترتيب اعماله : اووه صحيح , هضطر اروح اخدها و ارجعها و افضيلها مكتب في الاوضة الكبيره بالشركة
نرمين برجاء: لا يا حازم , حسناء فعلا عندها حاله نفسيه و تشنجات من الرجاله , يبقي قاعدتها في البيت احسن , خليها معاك في اوضتك
سناء: لا حرام يا ولاد متحبسوهاش زي زمان
حازم و كأن الأمر بدأ يضايقه : لا يا نرمين مينفعش تفضل معايا في الاوضة انتي بتهرجي
نرمين : هي بتثق فيك يا حازم , ويا سيدي سيب الاوضة مفتوحة
حازم بنظرة تظهر حنق بدأ ينشب داخله : لا مش هينفع نهائي يا نرمين , ازاي واحدة غريبة تبقي معايا في الاوضه
تذكرت نرمين في الحال الضيق الذي ظهر علي وجه حسناء عصر اليوم فقالت بتوجس وتصطنع المزاح احتياطيا مخافة لغضب حازم: خلاص يا حازم اخطبها
لم يخيب حازم ظنها ونظر لها حازم نظرة المتوحشين و كأنه سينقض عليها ليذيقها طعم العذاب الحقيقي وقال محاولا التحكم في غضبه المكبوت : نرمين انتي حصلك حاجه في مخك
نرمين بمزاح ممزوج بالخوف: انت تطول , ده انا الي واحده ست بتوه في جمالها و بعدين دي محترمه وطيبه جدا والله وبكرة لما تتعامل معاه هتكتشف ده
حازم و بدأ وجهه يتوقد و عروقه تبرز: نرمين انا بقول انك اكتر واحده فهماني و عارف دماغي واني مش ببص للجمال الظاهري اللي بيتاكل مع الايام , وبعدين انا ليا شركات محترمه في السوق و السمعه مهمه جدا للحفاظ علي الشركة وعلشان اعدائك ميقدروش يعثروا علي ثغرة ضدك , انت عارفة ان عالم البيزنس زي ساحة الحرب و فيه بعض المنافسين اهم حاجه عندهم ينتقم من الناجحين علشان السوق يخلي ليهم , مينفعش حسناء نهائي احنا لا نعرف اصلها و لا اهلها , مش ممكن يكونو شبهه , وارتباطي بيها يدمر مستقبلي و يضيع تعب سنين
نرمين : خلاص اسأل عليها , صدقني حسناء فرصه لاي راجل
سناء: كلامه صح يا نرمين , احنا واجب نساعدها و نقدملها كل اللي نقدر عليه بس , والبنات كتير مش هتيجي علي حسناء و هيخلصوا
نرمين لتغير الموضوع الذي اثار جو توتري صاخب : خلاص يا حازم انا كنت بهزر المهم دلوقتي هتعمل ايه في حكايه شغلها
حازم و مازال الغضب يسيطر علي جزء من اعصابه : مينفعش تقعد معايا في الاوضه
نرمين : بس صدقني بتترعب من الرجاله
حازم : يا بنتي مصدقك و مجرب احساسها انا اللي رجال خايف اسوق عربيه بعد الحادثه , مقدر احساسها والله , بس مينفعش تقعد معايا في نفس الاوضه
لم تعلق نرمين و تركت حازم يشرد قليلا بملامح غاضبه ثم قال : خلاص تيجي معايا الشركة الجديده علي الاقل اقدر اوفرلها اوضه لوحدها
امتغصت نرمين من مجرد سماع هذا , ولكن مزاج حازم لا يستدعي اي اعتراض في الوقت الحال فاستسلمت لما قاله و لربما تخرج من مأزقها هذا فيما بعد و ردت مؤيدة لكلامه : ماشي كويس
تابع حازم بشرود : بس المشكله وقتي ضيق قوي , آهيبقي صعب اروح اخدها و ارجعها كل يوم
نور : وانت مالك متضايق كده , لو شايف انها حمل عليك و مش فاضي تجيبها و توديها ما خلاص بلاش تشتغل و كفايه انها عايشة في بيتك , ولو انها المفروض تشتغل بأكلها علي الأقل , وبعدين هي صغيرة انها تروح مواصلات شحات و عاوز فطير, ولا بتستهبل و تقول بتخاف من الرجاله و مستعبطاكم و انتوا تصدقوا , ده اسمه كهن ,
نظر لها حازم نظرة قد تكون الافظع و الأبشع في حياة حازم و قال لها من بين تشنجاته محاولا التحكم في غضبه حتي لا تتهور يداه , يفسد اجمل يوم في حياة نرمين : نووووور ملكيش دعوة , انت ايه دخلك , وعلشان تكوني عارفة حسناء دي اهم عندي من اي حد حتي منك انتي يا نور و اياكي تتكلمي في موضوعها تاني بالشكل ده
نور بغيظ : خليك عايش في وهمك و مفكر انها سبب حادثك و سبب نجاح شركتك و خليها تستنزف كل خيرك و لا كأن فيه حاجه اسمها قضاء و قدر , اللي انت فيه ده أصلا شرك بالله
حازم و هو يضغط يديه بشده ويغمض عينيه ليغض النظر عن نور وصوته اشبه بصوت رعد مخيف : نوووووور اخرجي من هنا
نور : من غير ما تقول انا خارجه بدل ما يجيلي جلطه من دماغك الغريبة دي
قامت سناء من فورها تسحب نور من ذراعها وتخرج من الغرفة حتي لا يصب حازم حمم غضبه بها بعد تلك القنابل النوويه التي خرجت من فمها
وقبل ان ينطق حازم بكلمة سمع صوت هاتف نرمين وبعده صوتها : السلام عليكم , ازيك يا حسناء
حسناء : وعليكم السلام ازيك انتي يا نرمين اخبارك ايه
نرمين : الحمد لله
حسناء: رحتي كشفتي
نرمين : اه
حسناء : والدكتور قالك ايه طمنيني
نرمين : لا اطمني , كل الحكاية انك هتبقي خالتو حسناء قريب
حسناء بفرحة: بجد والله , ألف مبروك يا نرمين , ربنا يتمملك فرحتك علي خير و يقومك بالسلامه و يرزقك طفل صحيح معافي
نرمين بإبتسامة وهن : ربنا يخليكي يا حسناء
حسناء : طيب اسيبك تريحي بقي و هاجي ازورك ان شاء اله قبل ما ترجعي شقتك
نرمين : ماشي يا حببتي و شكرا علي السؤال
حسناء : شكرا ايه بس , والله قلقانه من الصبح عليكي
لوح حازم لنرمين بأنه يريد التحدث إلي حسناء , فأشارته له بإيماءة موافقة من رأسها و قالت لحسناء: حازم عاوز يكلمك يا حسناء , بخصوص الشغل
شعرت حسناء بكلمة نرمين نزلت علي مسامعها و كأنها حجر سقط داخل بركة ماء فملأها بالتموجات والتوترات مبددا سكونها , ولكنها قالت : اوك
اعطت نرمين الهاتف لحازم فالتقطه منها و قال : السلام عليكم
حسناء بصوت يبدي مدي ما يحدث داخلها من فوضي القلق مع اشياء اخري لا تعجبها معناها و لكنها عازمه علي محوها تماما او علي الاقل تجاهلها : وعليكم السلام
حازم : ازيك يا حسناء
حسناء: الحمد لله
حازم : عامة نرمين هتاخد اجازة علشان حملها , فإن شاء الله انا اللي هاجي اخدك بالعربية , بس هتيجي الشركة الجديدة
حسناء : تمام
حازم بحرج : بس معلش يا حسناء , انتي عارفه والله وقتي ضيق فهستأذنك انك تيجي شغلك 3 أيام في الاسبوع بس و بنفس المرتب
شعرت حسناء بالاحراج الشديد من استأذانه و همت ان تقوله له لا داعي لعملها و لكنها خافت من ظلمة الحبس و التي ذاقتها سابقا فردت عليه بخجل: انا اسفه جدا يا بشمهندس عارفة اني هتعب حضرتك معايا , بس ان بخاف اركب تاكسي لوحدي
قاطعها حازم : حسناء , مش تعب ولا حاجه , انا لا يمكن اسيبك تركبي مواصلات لوحدك في الزمن ده
حسناء: شكرا
حازم : علي ايه ؟ خلاص ان شاء الله هاجيلك بكرة الساعه 2 الظهر
حسناء : ماشي ان شاء الله هكون جاهزة
حازم : خلاص اوك تصبحي علي خير
حسناء و: وانت من اهله
أغلقت حسناء الهاتف و وضعت يدها علي صدرها وهي تحاول تهدأه ضربات قلبها و تنفسها السريع , قالت : يا خبر انا مش عارفة بخاف منه قوي كده ليه , ربنا يستر من شغلي معاه , حاسه اني هبقي محرجه قوي
تمددت علي فراشها تستعد للنوم كي تستيقظ باكرا وظلت تسبح بخاطرها في بعض المواقف التي مرت بها وجمعتها مع حازم, بدأت بالمواقف المرعبه و كيف يكون غضبه و تحولاته الفجائية و مدي صرامة كلمتة و التي تشبه حد السيف , ولا يقبل نقاش بعدها , ولا يعرف شئ سوي طاعة الآخرين لكلماته , توجست خيفة للتعامل مباشرة معه , وشعرت بأنه كالبحر والذي يستمتع الناس بمظهره و لكنهم يخشون أمواجه و الغرق داخله , حاولت تهدئة نفسها وقالت : معقوله هخاف منه , ده كفاية كلمته الي لسه قايلهالي ” انا لا يمكن اسيبك تركبي مواصلات لوحدك في الزمن ده ” , ويكفي انه حتي لما يزعق بيرجع يتأسف بشكل غير مباشر و يحاول يرضيني كأنه هو اللي محتاجني مش انا اللي محتجاله
وظلت تسرد علي عقلها مواقفه الحسنه و التي لا تشبه إلا مواقف النبلاء و العظماء , ومدي عظمه في نظرها بعد كل موقف يصدر منه و مدي حفاظه للحدود و الادب في التعامل معها , حتي وجدت روحها تسبح مع كلماتها نحو منطقة محظورة , و منطقه ما كان لمثلها من الملتزمات و المتمسكات بدينها و شرع ربها ان تحيد نحوها او تقترب منها إلأا حينما يسمح لها الشرع و الدين بذلك , في رضا الله كي تستلذ بطعم الحلال
اعتدلت جالسه بإشمئزاز و عصبيه و قامت تجلد روحها بألزع أنواع التبويخ و التجريح كي تلتزم بما اعتزمت عليه منذ ساعات بألا تترك الشيطان و الهوي يتلاعبوا بقلبها و يغمسانه في برك الضلال و الظلام
ثم استعاذت بالله من الشيطان و قرأت اذكار النوم ونامت كي تستيقظ غدا وتبدأ مرحله جديده في عالمها لا تعرف ابعادها و لا ملامح دقائقها ولكنها لا تنكر ما تضمره داخل قلبها من خوف وقلق منها

