رواية قلب من جليد الفصل التاسع عشر 19 بقلم غادة علي – تحميل الرواية pdf

رواية قلب من جليد الفصل التاسع عشر 19 بقلم غادة علي
الفصل التاسع عشر
تنظر للسقف بشرود وهي ممدده علي السرير والدموع تتلاحق علي وجنتها بسرعه …كم تشعر بالعجز والذل ..تريد ان تتحرك ..لكن قدمها اليسري لاتتحرك ..اغمضت عينيها بالم وهي تتذكر صقر …كم تكرهه وبشده ..طوال حياتها وهي تكرهه ..منذ ذلك اليوم الذي دخل فيه والدها منكسر الراس ليرفع اليها عينيه المنكسرتين قائلا ” صقر خد كل حاجه يا اسيا “
لتنتصب اسيا واقفه وهب تقول بشحوب ” يعني صقر كسب “
ليتكلم فؤاد بغضب ” بقولك خسرنا كل حاجه ..حتي القصر ده هياخده “
لتصرخ بعنف قائله ” لاا ..مش هسمحله يا بابا ..مش هسمحله يكسرنا ويكسر عيله الهادي “
ليتكلم عمها سليم والد نهال بحزن ” مفيش حاجه تانيه نعملها …صقر لعبها صح “
لتهز اسيا راسها نفيا والدموع تتلاحق علي وجنتيها “لالا ..مش هييب بيتب ..قوله القصر لا يا بابا ..قوله القصر لا “
ليحتضنها فؤاد بقوه ” اسف يا بنتي ..حاولت كتير ومعرفتش “
ليتكلم سليم باسي ” كان قاصد يشوفنا مذلولين قدامه ..كان قاصد “
لتلتفت اسيا لوالدها ..لتجد دمعه خائنه فرت من بين جفنيه ..لتمسحها بيدها بقوه وهي امسك لوجهه قائلا ” ما اتخلقش لسه اللي يذل فؤاد وسليم الهادي “
ثم شعت عيناها بقسوه غريبه علي اعوام عمرها التي لم تتعدي السادسه عشر ثم قالت بقسوه ” اقسم بالله ما هسيبو ..وهعرفوا مين هما ولاد الهادي “
-فاقت من شرودها وهي تشعر بدموعها تبلل وجنتيها …دموع الحسره والندم ..فهي طوال تلك السنوات تخفي هويه عائلتها …واين تلك العائله بحق السماء..فلم يتبقي غير اسرتها واسره عمها سليم ..وكل منهم له منزل صغير جدا بحديقه مشتركه …غير ذلك القصر الكبير الذي كانوا يعيشون فيه
-مسحت دموعها بسرعه وهي تستمع الي طرقات رقيقه علي الباب ..فاجلت حلقها وهي تقول ” ادخل “
دخلت نهال والحزن مرتيم علي وجهها بوضوح من رقود ابنه عمها واختها وصديقه دربها لكنها رسمت ابتسامه هادئه علي ثغرها وهي تقول ” عمر بره وعايز يدخلك “
تسللت ابتسامه حالمه علي ثغر اسيا وهي تعتدل في رقودها وهي تقول بهدوء ” دخليه “
خرجت نهال وبعد قليل دخل عمر بخطواته والواثقه وابتسامته الهادئه ليسحب احدي الكراسي الخشبيه ويجلس بجانب سريرها قائلا “عامله ايه “
هزت كتفيها وهي تقول بابتسامه هادئه ” كويسه ‘
لينظر لها بعدم رضا قائلا ” بس انا مش شايف كده …وبعدين مش تخلي بالك “
عقدت حاجبيها بقوه وهي تقول ” اخلي بالي من ايه “
ليمط شفتيه قائلا ” انس قالي انك وقعتي من علي السلم وانتي نازله “
اتيعت عيناها قليلا وهي تقول بارتباك ” اه اه ..منا كنت متنرفزه “
ليبتسم بحب قائلا ” الف سلامه عليكي يا حبيبتي “
احمرت وجنتاها وهي تقول بغضب ” عمر اتلم “
ليبتسم عمر بمشاكسه قائلا ” طب ما تساعديني “
عقدت حاجبيها بتساؤل قائله ” اساعدك ازاي “
ليتكلم عمر وابتسامه مشاكسه تتراقص علي شفتيه ” اتجوزيني واكسبي فيا ثوان والنبي “
احمرت وجنتاها بشده وهي تقول بغضب ” عمر اتلم والا والله هنادي لادهم يجي يطردك “
ضحك عمر ملئ شدقيه بتسليه عاشقه بينما دخل ادهم قائلا ” حد بينادي “
لتقول اسيا بغضب ” اه ..خد عمر من هنا “
ضحك عمر مجددا وهو يقول ” لا هعد محترم والله “
وبعد الضحك والا حاديث الرواينيه ..التفت عمر لادهم فجاه قائلا ” هو العكاز ده بتاع مين ؟؟!


