رواية قلب من جليد الفصل الرابع 4 بقلم غادة علي – تحميل الرواية pdf

يدخلان الي القاعه سويا …ليخطفا انظار الجميع ..واختلفت النظرات من اعجاب ..وحقد ..وغِيره
اقبل عليهم سامح بابتسامه لزجه” اهلا وسهلا عمر بيه ..نورت المكان “
ليتكلم عمر بهدوء ” المكان منور بصحابه سامح بيه “
ليلتفت سامح الي اسيا ” ازيك يا اسيا “
ردت اسيا ببرود ” تمام”
ليكمل سامح ” منوره المكان “
لتجيب باقتضاب ” “
ليتكلم سامح مره اخري ..كانها لم تتكلم ” بقالنا كتير مش بنشوفك ..مش بتحضري الحفلات ليه “
ردت ببردوها وهي تشيح بوجهها عنه ” مشاغل ..وعن اذنك عشان تعبنا من الواقفه ..يلا يا باشمهندس “
وتحركت هي وعمر لاحدي الطاولات ..اما سامح فظل الغضب حليفه . فتكلم بهمس وتوعد ” هتبقي ليا انا يا اسيا في الاخر ..وهتشوفي “
بعد فتره طويله لم يمل فيها عمر من مراقبتها وهي تكتب ملاحظاتها في دفترها الصغير ..لم يستطع ان ينكر اعجابه بها وتركيزها في العمل… لكن قطع شروده صوتها وهي تقول : كده تمام ..نمشي بقي
اوما له براسه ..وابتسامه ساحره تشق شفتيه ..لم ترها علي وجهه منذ ان تقابلا ..لكنها نحت تفكيرها بعيدا وهي تري سامح يقف بجانب سياره عمر …نظرت لعمر ويعلو ملامح وجهها الاستغراب والقلق . الذي استشفه بسرعه وانحني حتي وصل اذنيها وهو يهمس بصوت مطمئن : متخافيش
وكان قلبها كان ينتظر كلمته ..لتهدا تماما وتبتسم لاول مره في حضوره ..وصلو سويا الي السياره لبتكلم عمر بهدوءه المعتاد ” فيه حاجه يا سامح..واقف هنا ليه “
لينظر سامح الي اسيا ..بنظرات متفحصه ثم تكلم بسخريه وعيناه لم تحيدا عنها ” جاي اصفي حسابي “
عقد حاجبيه بعدم فهم ” حساب ايه “
ليتكلم سامح بسخريه اكبر ” حساب انك اخدت حاجه تخصني “
ليقول عمر بعدم فهم وحيره ” حاجه ايه “
ليقوم سامح بجذب اسيا ناحيته بقوه وهو يقول ” اسيا “
كانت ستتكلم لولا يد عمر التي اسدت اليه لكمه جعلته يرتد للخلف ..وكان مصيرها هي الارض الصلبه التي وقعت عليها وصرخت من شده الالم بقدمها اليسري …لكن من سيسمعها الان في ظل تلك المعركه الداميه بين عمر وبين سامح ورجاله ..وجدت عمر محاصرا بين رجال سامح الذي علت وجهه الشماته ..حاولت القيام ومساعدته لكنها لم تحتمل حتي تحريك قدمها
امسكت هاتفها واتصلت بسرعه علي انس الذي ما انفتح الخط حتي قال ” بنت حلال ..لسه قاعد مع اخوكي اهو انا ونهال “
قاطعته بنبرتها الباكيه ” انس الحقني ..تعالي بسرعه “
ليجيب انس بقلق ” فيه ايه “
اجابت بصرخه باكيه ” اخلص..عمر هيموت “
وفي ظل دقائق معدوده ..كان انس وادهم ونهال موجودين بسبب سرعه قياده انس ..ليفاجئوا جميعا بالهراك المحتدم بين عمر وسامح ورجاله ..فتدخل انس وادهم بقوه ..ادي الي استسلام سامح وهو يقول ” بردو هتبقي بتاعتي يا اسيا ..فتهمه ..انتي ليا انا وبس “
قال كلماته و رحل ..ليجري عمر علي اسيا ويجلس بجانبها علي الارض وهو يقول بقلق ” انتي كويسه..عملك حاجه الحيوان ده “
هزت راسها بالنفي وهي مازالت تبكي ..ليتكلم بقلق اكتر ” امال بتعيطي ليه “
اجابت من شهقاتها ” رجلي..رجلي وجعاني اوي “
تكلم بحنان “تحبي اوديكي مستشفي “
هزت راسهل بالنفي “عايزه اروح بس “
ليقوم من علي الارض ثم يحملها
وهو يقول ” بس كده ..يلا بينا “
اطرقت براسها في خجل ” ممكن تنزلني “
ليجيب بهدوء ” بس مش هتعرفي تمشي “
اجابت بخجل وهو تشير براسها لشئ ما ورائه ” ما ادهم ممكن يشيلني “
التفت اليهم وهو يسال بعدم فهم “ادهم مين ؟!”
ليفاجا بثلاث وجوه امامه رافعين احدي حاجبيهم وينظرون لهم بشك ليرتبك وهو يتكلم مع انس بصرامه ” تعالي افتح الباب ..عشان ترتاح “
ليذهب انس وهو يتكلم بصوت منخفض ” والله ما حد مرتاح غيرك “
ليفاجئه صوت عمر الذي يتكلم بحده ” بتقول حاجه يا انس “
ليفتح انس الباب وهو يبتسم ببلاهه” لا دا..دا انا بقول وهو احنا عندنا الا راحتها “
اجلس عمر اسيا في السياره بهدوء وحرص شديدين ..ثم التفت الي المدعو ادهم وهو يقف بجانب نهال وانس ..ثم مد يده اليه قائلا ” عمر الراوي ..مدير اسيا في الشغل وابن عم انس “
تبادل ادهم معه السلام وهو يقول معرفا بنفسه ” ادهم فؤاد ..اخو اسيا ودكتور جراحه..واسمحلي اخدها عشان نمشي “
ليجيب عمر بنفي قاطع ” لا “
ادهم بدهشه ” نعم!!..هو ايه اللي لا ؟!”
اجاب عمر ببرود “انا اللي هوصلها…ومن غير كلام كتير ..اسيا امانه في رقبتي وهوصلها يعني هوصلها وعلي فكره ..كلامي غير قابل للنقاش”
والان حان دورها هي لتندهش وبقوه ..لكن لم تقدر علي اظهار ذلك الاندهاش فعادت الي برودها سريعا بعد ان رات اخيها يذهب مع انس الذي الح عليه كثيرا ..وعمر القادم الي السياره
سالته ببرود بعد ان ركب ” مخلتنيش اروح معاهم ليه “
ليجيب بحزم ” عشان زي ما قولت انتي امانه ولازم اوصلها “
صمت كليهما بعد جملته لتعود وتكسر الصمت بكلمتها ” “
ابتسم بهدوء ” علي ايه “
ارتبكت من ابتسامته التي لم تره اجمل منها يوما ” يعني سامح وكده ..انا كنت خايفه اوي
“
صدم من تصريحها باحدي مشاعرها لكنه تكلم بحنان بالغ ” اياكي تخافي وانتي معايا فاهمه “
اومات براسها كالمغيبه عن الوعي لتتسع ابتسامته اكثر دون ان يتحدث كلاهما
* * * * * *
يدخل كل من انس وعمر الي ذلك المنزل الكبير والقلق مرتسم علي ملامحهم بقوه ليهمس انس ” هنقول ايه لجدك لما يشوف وشنا ..ده هينفخنا “
ليجيب عمر بنفس الهمس ” ربنا يستر “
وما ان دخلو حتي اقبل طفل صغير يه،ول ناحيه عمر وهو يهتف بسعاده ” باابي “
حمله عمر بسعاده هو الاخر ” حبيب بابي ..وحشتني اوي يا سيف”
اجاب سيف ” وانت كمان يابابي ..ايه ده مال وشك “
ارتبك عمر من نظرات ابنه المتفحصه ” ده ده ..”
ليقاطعه صوت اخر بحده ” ما تقول لابنك ولا تحب اقوله انا “
انزل عمر الصغير دون ان يتحدث ..فقط انس الذي تكلم بصوت مرتبك ” جدي ..احنا ..احنا “
ليتكلم الجد بحده ” انتو ..انتو ايه ..رايحين تتخانقو مع سامح المهدي ..عاملين فيها بلطجيه ..وكل دا ليه ..عشان عيله “
ليقاطعه عمر بقوه ” اولا اسيا مش عيله ..ثانيا ..ده كان من واجبي لما تكون بنت معايا وتتعرض لموقف زي ده “
لينظر الجد لانس ” ممكن اعرف مرفدتهاش هي والبت صاحبتها ليه “
ليجيب انس بارتبك اكبر ” وارفدها ليه مادام شغلها تمام “
ليتكلم الجد بحزم ” تمام!! ..هنشوف ياسي انس ..بقيتو تعصو اوامري وتجادلوني انتو الاتنين “
ليجيب عمر بهدوء ” ده مش عصيان ..احنا كبرنا يا ي ..احنا 32 سنه ..وياريت تفتكر ده ..احنا مش العيال اللي كنت بتضربهم لما يغلطو زمان “
ليقاطعه الجد بصرامه ” واضربكوا لغايه دلوقتي …انا لسه صقر الراوي وهفضل صقر الراوي ..وهنشوف انا ولا انتو “..ثم نادي ..”الفت تعالي خدي حفيدك نيميه “
لتاتي امراه يبدو عليها الجمال رغم مرور السنين “هات يا عمر الولد “
ليجيب عمر ” لو سمحت ياماما ..خليه يغير ويغسل سنانه وماينامش انا هجيله “
لتوما المراه براسها وتصعد ويصعد ورائها انس وعمر
القي انس بجسده علي السرير هاتفا ” مش قادر ..هموت و “
ليتكلم عمر بمرح _” نوم ايه دلوقتي لسه بدري علي فكره “
ليجيب انس بتعب ” لا ياعم ..انا مش قادر افتح عيني اصلا”
ثم يرن هاتفه فيزفر بضيق ” مين الغتت اللي بيرن دلوقتي “
وما ان نظر في شاشه هاتفه ختي قفز من السرير وهو يعدل من شعره وهيئته كان المتصل يراه ثم اجاب ” الو ..ايوه يا نهال ..اه انا كويس الحمدلله..نوم ايه ..هو حد ينام دلوقتي ..ههه لا جت بسيطه ..اسيا عامله ايه…اه ياعيني تعبت اوي انهارده ..انتي هتعملي ايه ..نعم ياختي ..فصدي ادهم ايه اللي تعدي معاه ..افتحي ونتكلم احسن ..اه ما انا عارفك بتنامي متاخر …ههه طيب ..نصايه وهتصل بيكي تاني ..سلام “
وما ان اغلق حتي قبل الهاتف بحب هاتفا ” سلام يا حبيبتي “
لياتيه صوت عمر من خلفه ” يا حنين “
قفز انس من مكانه بفزع ” انت هنا من امتي ؟!”
ليجيب عمر بمرح ” من اول الو لحد سلام يا حبيبتي بس تصدق انك واقع اوي ..يا بني البت كده هتاخد بالها “
تكلم انس بضيق ” بقالي تلت سنين بحبها وهي مش فاهمه وهو حل من اتنين ..يا هي غبيه يا بتسغبي “
تكلم عمر بتفكير مصتنع ” لا انا ارجح الحل الاول ..انها غبيه “
ليرميه انس بشئ ما جانبه ” بقولك ايه ..روح لابنك وحل عن دماغي ..كفايه مليكه اختك بتاكل ودني اول ما اجي ..هتموت وتكلمها “
ليجيب عمر بدهشه ” هي مليكه كمان عارفه “
ليوما انس براسه ” حتي اسيا عارفه ..بس هقول ايه البعيده غبيه ومبتفهمش “
ليضحك عمر بمرح وهو يخرج ” يا عيني عالحلو لما تبهدلو الايام “
توجه لغرفه ابنه مباشرتا ..وطرق الباب ثم دخل ليجد ابنه يجلس في السرير متدثرا بالغطاء ينتظره ..فمدد جسده بجانبه وهو يقول ” تسمحلي جنبك انهارده “
ليجيب سيف بعد تفكير ” بس تحكيلي حدوته “
ليجيب عمر متنهدا ” طيب ..بص يا سيدي ..كان فيه حوريه ..الكل مسميها حريه التلج ..لانه كانت بانيه حوالين نفسها جدار عازل من التلج ..ولما جه الامير..وعرف عنها ..قرر يدخل جو الجدار ده ويشوف اللي جواه..بس هي مسمحتلوش ..وفي يوم طلع القرش وضرب الجدار ده جامد ..لحد ما اتشرخ ..وبص فيه الامير ..ولقي حوريه التلج ..جميله وبريئه ..ومش من تلج زي ما الناس فاكرين ..حاولت تبني الجدار تاني ..بس بعد ايه ..الامير كان شافه وقرر يهدمه خالص “
ليجيب سيف بصوت ناعس ” بابي انا عايز الحوريه في بيتنا “
ليغمض عمر عينيه بتعب وهو يتمتم ” وبابي كمان عايز الحوريه “


