Uncategorized

رواية قلب من جليد الفصل الخامس عشر 15 بقلم غادة علي – تحميل الرواية pdf


رواية قلب من جليد الفصل الخامس عشر 15 بقلم غادة علي

 

الفصل الخامس عشر

يجلس علي تلك السفره الطويله وهو يحرك طعامه بشرود ..يتذكر شعوره عندما اعطته فستانها في الامس … يتذكر تلك النار التي اندلعت داخله كلما فكر ان ذاك الفستان الرائع ..بل شديد الروعه ..كان مصنوعا لترتديه في فرحها هي وذاك (الحلزون) ياسر ..يتذكر تلك الغيره الحارقه التي تنهش احشاءه بقسوه ..زفر بقوه ليصل مسامعه صوت جده وهو يقول ” مابتكلش ليه ياعمر “

تلكم بهدوء ينافي البراكين المشتعله داخله” مليش نفس ياجدي “

ليتكلم صقر بسخريه ” ملكش نفس ..ولا عقلك هو اللي مش معاك “

اخذ نفسا عميقا ثم قال ببرود “نعم ياجدي “

ليتكلم صقر بسخريه قاسيه ” فوق من اللي بتفكر فيه ..عشان عمره ما هيكون ليك “

احتدت نظرات عمر وهو يبتسم بقسوه ” توء ..هيكون ليا…عشان انا اامرادي مش عايز حاجه العب بيها يومبن وارميها ..المره دي عايز بجد “

ابتسم صقر بنفس قسوه عمر ان لم تكن اكبر ” اول مره تطلع مش فاهم ..انت بس شايف حاحه جديده..غير اللي مر عليك ..وعايز تجرب “

لينظر عمر في عيني جده بقوه” انت اللي مش فاهم المره دي يا جدي …انا فعلا غير كل مره ..وانشاء الله هتبقي مش هيكون فيه غيرها “

ليضحك صقر بقسوه وهو يقول ” وانت فاكرني هسمحلك تعمل اللي في دماغك ده ..لا ياعمر .. صدقني انا همنعك بكل الطرق الممكنه “

ليبتسم عمر بقسوه هو الاخر ” وصدقني انت ..ان اللي انا عايزه هو اللي هيحصل ..وهخليه يتم بكل الطرق الممكنه والغير ممكنه “

ثم اخذ ولده وصعد الي غرفته..وبدا بترتين ملابسه ليرتديها صباحا ..ليصله صوت ابنه ثم العشر سنوات ” هو ممكن اجي معاك يا بابي بكره “

فكر عمر للحظات ..ثم برقت عيناه بقوه ” طبعا يا حبيب بابي “

ليساله ابنه مجددا ” طب ينفع البس زي لبسك ” ليضحك عمر بقوه ” طبعا ياحبيبي ..قوم جهزه عشان هنصحا بدري “

لسقفز سيف من علي السرير بحماس ” قشطه يابابي “

ليعقد عمر حاجبيه وهو يناديه ” سيف تعالي هنا ..جبت قشطه دي منين ..حد من الدادات بتوعك بيقول كده “

ليتكلم سيف بعفويه ” لا ده انس اللي علمهولي “

ليغمض عمر عينيه بضيق ” بلاش تسمع لانس عشان هيضيعك “

ليعقد سيف حاجبيه فيشبه والده وهو يقول ” ليه يا بابي ..اتا بزهق من طريقه ماما الفت وجدو صقر “

التفت عمر بحده لابنه ” مين قالك تقول ماما الفت دي “

ليتكلم سيف ببراءه ” هي..بتقول عشان انا ماليش ماما وهي مامتك ..فا اقولها ماما وخلاص “

احتضن عمر ابنه بقوه ..ليقول سيف بعفويه ” بابي ..هو ينفع تجيبلي ماما “

لبتذوب عيني عمر حنانا ” حاضر يا حبيبي ..اهم حاجه ننام دلوقتي عشان هنصحي بدري “
* * * *

يدخل هو وانس ومن بينهم سيف ..تحاوطهم نظرات الاعجاب ..ابتسم عمر بغروره المعتاد ..ثم دلف الي مكتبه بعد ان ابلغ سكرتيرته باهميه حضور اسيا ونهال
…..
بعد قليل تدخل كل من اسيا ونهال ..ليتفاجئا بسيف ..ذاب الجليد الذي يغلف نظراتها وهي تشاهد ذاك الصغير ..اقتربت منهم وعلي ثغرها ابتسامه طفوليه .
.مدت يدها لسيف الذي وقف لهن احتراما وهي تقول ” انت مين “

ليتكلم سيف بغرور يشبه غرور ابيه “سيف الراوي “

رفعت راسها لانس الواقف بجانب عمر ” انت اتحوزت من غير ما تقولي “

لينظر انس لراس نهال المنكس بسخريه ” وهو انتِ شايفاني عارف ارتبط عشان اتحوز واخلف “

لتنظر لسيف ثانيتا” اومال انت مين ” ليمسك سيف طرف جاكته وهو يقول بغرور ” انا سيف الدين عمر الراوي “

لترفع اسيا راسها بضحك ” ااه قول كده ..سيف الدين عم..”

لتنقطع ضحكاتها ..بل تمحي نهائيا وعي تنظر لعمر بصدمه” ابنك”

كيف لم تلحظ الشبه ..انها نفس العينان العميقتان ..ونفس الخصلات النحاسيه الامعه..حتي نفس النظره الغامضه الهادئه لدرجه الاستفزاز ..افاقت علي نظرات عمر الغامضه وهو يوما براسه وهو يستشف ملامحها بغموض ..لكنها لحظات وعادت لبرودها ..ليقول سيف بانبهار طفولي وهو يدقق النظر بعينيها ” الله ..عينيكي حلوه اووي ..وبتنور “

لتضحك بقوه وهي تردد ” بتنور “

ليوما مؤكدا بحماس ” اه بتنور ..وشكلها حلو اوي اوي “

لتضحك مره اخري ” اول حد تقول انها حلوه ..داينا اللي زيك بيشفوني بخوف “

ليبتسم سيف بهدوء ” عشان مش بيفهموا ..انتي شكلك حلوه ..وك
حتي لون شعرك حاجه كده Special”

رفعت راسها لتلتقي بعيني عمر العميقتين والك الابتسامه الشقيه علي وجهه..لتتلطخ وجنتيها بحمره الخجل وهي تعود بنظراتها الي سيف قائله بهدوء ” بتحب الشكولاته “

ليوما سيف براسه بحماس ..لتمسك بيده ..ثم التفتت لعمر قائله” ينفع ناخد اليوم النهارده فري “

نظر عمر لعيني ابنه اللتان تشعان سعاده ..ومن ثم غينيها الامعتين ..ليوما براسه بابتسامه هادئه ” مفيش مشكله “

ليتكلم انس بحماس ” طب ما نتصل بادهم ومليكه ونقضي اليوم بره “

ليهتف عمر بتردد ” بس الشغل “

لتتكلم نهال بمرح ” كفايه شفل بقي ..احنا مخدناش راحه من زمان “

زفر بعمق وهو يقول موافقا ” طيب “

* * * * *

بعد ساعه تقريبا ..تجلس بجانبه في سيارته الصخمه ..تختلس النظرات له وهي يمسك بالمقود بتحكم مدروس ..ثم تنقل نظراتها الي ابنه ..الذي يشبهه كثيرا ..ثم تذكرت الحاح الصغير بان تركب معهم ..ثم احمر وجهها بخجل وهي تتذكر الحاح والده ايضا ..

نظرت للطريق امامها ..وهي تلاحظ سرعه عمر النسبيه ..التي لا تكف عن التزايد .فتكلمت بانفاس متقطعه ” عمر ..قلل السرعه شويه “

ابتسم عمر بشقاوه ” ايه بتخافي “

ثم ازاد من سرعه السياره اكثر ..لتتكلم بهمس خائف ” بليز يا عمر قلل السرعه “

ليضحك كل من سيف وعمر بمرح وسيف يقول ” ايه ده انتي بتخافي بجد “

لتتسارع انفاسها وهي تشعر بازدياد سرعه السياره ..وصور من الماضي تتلاحق امام وجهها بقسوه ..لتنهار هي باكيه ..بينما صرخاتها التي لم تخرج في الماضي ..تخرج الان….مزلزله اعماقه بقوه ..ليوقف السياره علي احدي جانبي الطريق ..ثم امسك بيديها وهو يقول بتوتر ” اسيا ..اهدي ..اسيا انا اسف والله “

لكنها لم تجبه ..لم تسعه اصلا ..فزادت ارتعاشه جسدها ..كما زاد صوت نحيبها ..ليحتضن جسدها الصغير بقوه وهو يربت علي شعرها بحنان قائلا ” اهدي يا اسيا انا عمر ..اهدي “

وكانها تنتظر حضنه لتهدا فعليا ..وتستكين بين ذراغيه بهدوء غريب ..يناقض انهيارها منذ بضع دقائق ..ليمسك وحهها بقلق ” اسيا ..انتي سامعاني “

التفتت اليه بعنين زادتهما الدموع جمالا وبراءه ” اه ” ..ثم نظرت الي وضعها بين ذراغيه ..لتبتعد بخحل قائله بصوت غير مسموع اجهده البكاء ” اسفه “

لينظر الي عينيها بحنان ” انا اللي سف اني ضايقتك ..واوعدك اني مش هضايقك كده تاني طول حياتي “،

اتسعت عيناها قليلا..كما اضطربت دقات قلبها “طول حياتي ” ..انه يوعدها ان يكون معها طول حياته ولن يضايقها .. هل يعني هذا انه يحبها ..قست ملامحها قليلا ..حتي و ان كان ..فهي يجب عليها الابتعاد ..يجب ان تنجي بقلبها ..كي لا يذوق الم الفراق مره اخري

السادس عشر من هنا 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى