رواية قلب من جليد الفصل الثامن عشر 18 بقلم غادة علي – تحميل الرواية pdf

رواية قلب من جليد الفصل الثامن عشر 18 بقلم غادة علي
الفصل الثامن عشر
تجلس في مكتبها تعبث بقلمها الرصاص وهي تنظر له بشرود الي ذاك اليوم الذي اعطاها انس اياه ثم دون شعور تلمست تلك السلسله المتدليه من رقبتها وشفتاها تنفرجان في ابتسامه حالمه..حاولت كثيرا فهم تلك الكلمه . او حتي معرفه اللغه التي كتبت بها ..اهي الهيروغليفيه ام الفارسيه ام انها ليست تلك او تلك …
في الحقيقه لا يهمها..يكفي انها منه ..نعم يكفي انها منه هو …هو من اذاب ذاك الجليد المحيط بقلبها ..كم تود لو ترتمي بين ذراعيه لتشغر بذاك الامان الذي افتقدته حين فقدت والدها…لكنها تخشي ..نعم تخشي وبشده ..تخشي من الجرح ..تخشي من الفراق تخشي القادم بكل ما فيه ..
فتح الباب فجاه بقوه لتنتفض من مكانها وهي تنظر ناحيه الباب بغضب ..لتفاجئ بصقر يقف امامها بهيبته المثيره للفزع في النفوس وخلفه سكرتيرتها التي قالت بتوتر ” انا اسفه جدا يا هندسه بس هو مرضاش يستني لما اقولك “
لم تنظر اسيا لها بل ظلت محظقه بصقر وهي تقول ” طب اطلعي انتي يا رنا “
خرجت المدعوه رنا لتتكلم اسيا ببرود ” نعم؟؟! .عايز ايه ياصقر “
ليتكلم صقر بابتسامه ساخره ” ايه ممنوع اجي شركتي ولا ايه “
لتبتسم آسيا في سخريه قائله ” لا ازاي ..تنور ..وتشرب حاجه كمان “
ليتحدث صقر بقسوه قائلا ” انا مش جاي عشان اشرب يا بنت فؤاد “
لتتكلم اسيا ببرود قائله ” يبقي تتكلم بسرعه يا صقر عشان مش فاضيه “
لبنظر لها صقر بغيظ ثم تكلم بانفعال قائلا ” عايزه ايه من عمر يا اسيا”
رفعت راسها اليه بسرعه الصاروخ لتقول بغضب ” عمر ؟! وانا هعوز من عمر ايه “
ليقول صقر بسخريه ” تؤتؤ ..دور البراءه ده مينفعش معايا …عمر بره اي حاجه يا اسيا …واوعي انك هتعرفي ترجعي ثروه ابوكي لما توقعي عمر “
لتتكلم اسيا ببرود قائله ” طب كويس انك فاكر ان دي ثروه ابويا ..وانا مش فذره زيك عشان استخدم حفيدك كوسيله مع اني اقدر وانت عارف والا مكنتش جيت “
ليرفع صقر اصبعا محذرا وهو يقول ” اياكي يااسيا تفكري تلعبي معايا والا والله لاقطعلك رجليكي المره دي واعرفك يعني ايه عجز “
لتصرخ اسيا بانفعال ” انا مبتهددش يا صقر فاهم ..مبتهددش “
ليقطع كلماتها الغاضبه انفتاح الباب فجاه ليدخل عمر الذي ارتسم علي وجهه الذهول ما ان راي جده..ليتحول ذاك الذهول الي غضب وهو يري وجه اسيا المحمر من الغضب وعيناها الىتان تلمعان بقسوه مفرطه
ليلتفت لجده قائلا ” بتعمل ايه هنا يا جدي “
ليقول صقر بلامبالاه وهو يخرج من المكتب “ولا حاجه بتابع الشغل “
ليلتفت عمر الي اسيا الغاضبه قائلا ” قالك ايه يا اسيا “
لتزفر اسيا بشده ثم تتكلم باختناق وهي تخرج من المكتب ” ابقي اساله “
ليمسك بيدها ويديرها اليه ليري تلك الدموع التي تغزو عينيها …ثم قال باصرار ” قوليلي قالك ايه “
لتدفعه بشده وهي تقول بغضب ” قولتلك اساله “
ثم انلطقت تمشي بسرعه وعرج ساقها يظهر مع كل خطوه تتقدمها حتي وصلت الي خارج البنايه …تحركت قليلا كي تشير الي احدي سيارات الاجري ..لكن قدمها لم تسعفها تلك المره ..فوقعت علي الارض الصلبه بقسوه ..حاولت القيام مره بعد الاخري لكنها لم تستطع ..لتمسك هاتفها ووتتصل علي نهال ومان ان انفتخ الخط حتي قالت اسيا ببكاء ” انزليلي قدام الشركه بسرعه “
* * * * * *
تنظر للسقف بشرود وهي ممدده علي السرير والدموع تتلاحق علي وجنتها بسرعه …كم تشعر بالعجز والذل ..تريد ان تتحرك ..لكن قدمها اليسري لاتتحرك ..اغمضت عينيها بالم وهي تتذكر صقر …كم تكرهه وبشده ..طوال حياتها وهي تكرهه ..منذ ذلك اليوم الذي دخل فيه والدها منكسر الراس ليرفع اليها عينيه المنكسرتين قائلا ” صقر خد كل حاجه يا اسيا “


