اقصوصة – المواجهة في المرآه (خاص بمسابقة الأقصوصة) – سكس جديد 2026

“خالد” كان على بُعد ساعة واحدة من إلقاء أهم خطاب في مسيرته المهنية. لكن، كلما حاول التمرن، تجمّدت الكلمات في حلقه. هو شخص انطوائي، يخشى الأضواء كما يخشى النار. وقف أمام مرآة مكتبه الكبيرة، وعيناه تراقبانه بقلق.
“لن أستطيع فعلها،” همس خالد لنفسه، واليأس يثقل صوته.
فجأة، تحرك انعكاسه في المرآة. لم يقم بتكرار حركة خالد، بل ابتسم ابتسامة واثقة ومال برأسه قليلًا.
“بالتأكيد تستطيع، أيها الجبان،” قال الانعكاس بصوت واضح وواثق، صوت هو صوت خالد، لكنه أقوى وأكثر حدة.
صُعق خالد وتراجع خطوة. “من… من أنت؟”
“أنا أنت..” رد الانعكاس، وهو يضع يديه على خصره. “أنا الجزء الذي حبسته خلف خوفك. الشخص الذي يعرف كل الكلمات الصحيحة، لكنك لا تسمح له بالخروج.”
“أنا لست جبانًا، أنا فقط… حذر،” دافع خالد عن نفسه بارتباك.
ضحك الانعكاس ساخرًا. “حذر؟ أنت تهرب. لقد عملت على هذا المشروع لعامين. هل ستسمح لرعشة بسيطة في صوتك بأن تسحب منك الانتصار الآن؟ انظر إليّ. أنا لست مثاليًا، لكنني لا أهتم بما سيعتقده الآخرون. هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاج إليه.”
شعر خالد بالغضب يمتزج بالدهشة. إنه يرى أسوأ مخاوفه ونقاط ضعفه مجسدة أمامه بوقاحة، لكنه في الوقت ذاته رأى قوة كامنة لم يدرك وجودها.
“ماذا تريد مني؟” سأل خالد.
“أريدك أن تتوقف عن التفكير في أنني منفصل عنك. أنا موجود هنا، الآن. تظاهر أنني الشخص الذي يتحدث الليلة، وليس هذا الكائن المتوتر أمام المرآة. هيا، تحدث إليّ.”
أغمض خالد عينيه للحظة، ثم استنشق بعمق. وعندما فتح عينيه، كانت نظرة انعكاسه مختلفة؛ كانت نظرة تحدٍ، لا سخرية. بدأ خالد يتحدث، متخيلًا أن كل كلمة يقولها هي سهم موجه إلى غرور انعكاسه. لم يكن خالد يتمرن على الخطاب، بل كان يواجه نفسه.
عندما رن جرس الهاتف معلنًا أن وقت الذهاب قد حان، كان الانعكاس يبتسم ابتسامة هادئة. اختفى التوتر من وجه خالد. أدرك أن الانعكاس لم يكن شيئًا غامضًا، بل كان الدافع المكبوت الذي يحتاجه لإطلاق نفسه. توجه نحو القاعة بخطوات لم تكن خطوات “خالد الانطوائي”، بل كانت خطوات “المتحدث الآخر”.
للكاتب: @مرااد


