Uncategorized
رواية عاشق قهر النساء الفصل التاسع 9 بقلم صباح عبدالله فتحي – تحميل الرواية pdf

رواية عاشق قهر النساء الفصل التاسع 9 بقلم صباح عبدالله فتحي
وقف الجميع لاستقبال شوق الوريثة المفقودة. وقف الجد جلال والسعادة تغمر ملامحه لرؤية حفيدته التي حُرم منها ولم تكبر وتزهر أمام عينيه مثل باقي أخواتها، وقَسَم منذ ذلك اليوم الذي عرف أنها لا تزال حية أنه سيعوضها عن كل ما مرت به. وهو لا يعرف أنها تربت وازدهرت في عالمٍ مليءٍ بالحب والبهجة، مما جعلها تقسم علي الأنتقام ممن حرموها منه.
تقدم نحوها بخطواتٍ ثقيلةٍ يسند على عصاه، وكلما اقترب خطوةً زادت ابتسامته وسعادته. وبكى قاسم حبًا واشتياقًا لابنته الوحيدة.
لم تكن شوق ترى أحدًا، كانت فقط تنظر لذلك عشق الذي كان يقف جانبًا رافعًا رأسه بشموخ لا يُبالي بها، يحاول جهدًا تجاهلها وتجاهل النظر لها، فهو لا يعرف ما يحدث لقلبه كلما التقت عيناه بعينيها. عقله يقنعه أنها شقيقته، لكن قلبه تائه في وسط الظلام، يرفض رفضًا فاضحًا الاعتراف بها كشقيقة له. أفاق كلٌّ منهم على صوت جلال يهتف بسعادة وهو يلوح بيديه نحوها:
انتي شوق، صح؟
التفتت بنظرها نحو جدها وهي في حالة صمتٍ مريبة.
رأته يقف أمامها فاتحًا ذراعيه حبًا وشوقًا ليضمها إليه، لكن كان لشوق رأيٌ آخر، لم ترَ الحب والشوق في أعينهم بل رأت أشخاصًا مجرمين حرموها من عالمها وسعادتها. ظلت على حالها حتى نظرت إلى تلك كوثر، وعقلها يسترجع باقي حديثها.
ذكريات شوق
في تلك الغرفة كانت شوق جالسة تستمع إلى أكاذيب تلك الماكرة كوثر، وهي تغفل عن الفخ الذي نصبته لها، وكانت كالفأر الصغير الذي لم تبذل المصيدة جهداً لإيقاعه فيها. بينما تسللت على خدّ كوثر دموعٌ كاذبة — كدموع تمساحٍ بعد أكل فريسته — وهي تعانق كفّ شوق برفقٍ وحنانٍ كاذب، لتربط الواقع بالأوهام والحقيقة بالأكاذيب داخل عقل تلك الحمقاء شوق.
«للأسف كل حاجة حصلت بسرعة أوي، ما لحقتش أعمل حاجة. مامتك نور كانت أغلى صديقة ليا من أيام الجامعة. كنت مقيمة في أمريكا ولم أكن اكتشفت مخطط عشق اللي هو في الحقيقة ابن أخويا.»
اتسعت عين شوق في دهشة. نظرت لها كوثر لثوان بصمت قبل أن تكمل أكاذيبها:
«أيوه يا حبيبتي، عشق يكون ابن أخويا الكبير، بس أنا متبرية منه ومن كل أهلي، بسبب اعملهم القذرة. والسبب الحقيقي وراء قتل نور وسامح هو إنهم اكتشفوا حقيقتهم القذرة.»
قاطعته شوق قائلة بفضول من بين ذهولها ودموعها المنهمرة على خديها:
«إيه هي الحقيقة دي؟»
شهقت كوثر بدموع كاذبة ثم قالت:
«صدقيني أنا نفسي خجلانة أقولك إيه هي الحقيقة، بس مضطرة أحكيلك علشان تكون الصورة واضحة قدامك وما تخدعيش باللي هتشوفي. عشق وباقي إخواتي وأولادهم وحتى بابا كلهم عصابة مافيا كبيرة أوي بيتجروا بالأعضاء.»
دهشت شوق واتسعت عيناها في صدمة، ورفعت يديها إلى فمها تكتم شهقتها، كأن كلمات كوثر كانت كالصاعقة التي سقطت فوقها، فتابعت كوثر:
«عارفة إنك مصدومة وده من حقك. بس يا شوق اللي إنتِ مش عارفة إنه هم قتلوا أهلك بسببك إنتِ.»
شوق بذهول:
«بسببي أنا؟ ليه؟ مش فاهمة.»
رفعت كوثر يديها على صدر شوق اتجاه قلبها قائلة:
«علشان عاوزين قلبك يا شوق. بابا، كبير العصابة، عنده القلب و محتاجة زرع قلب في أسرع وقت، وبعد تحليل وبحث كتير ظهرتي أنتي… كانوا عاوزين يشتروكي. ولما سامح ونور رفضوا قتلهم، وطلعوا إشاعات إنهم انتحروا. وفضلوا يدوروا عليكي إنتِ وخواتك طول الفترة دي علشان يقتلّوكم، بس ما كنش لكم أثر. وحتى لما لين اتخطفت، كانوا هم السبب. ودلوقتي هم عرفوا مكانكم وقدروا يوصلوا لنيلي، وللأسف ما قدرتش أنقذها زي ما عملت معاكي إنتِ ولين.»
مسحت دموعها بظهر يديها وهي تقول بحزنٍ زائف:
«للأسف أنا مش هقدر أحميكم منهم كتير. عشق عارف مكانك وزمانه علي وصول، وعشان ينفذوا خططهم القذرة هيحاولوا يقنعوكي إنهم أهلك وإنتي بنتهم المفقودة، ومجهزين ليكي حفلة عيد ميلاد كبيرة أوي.»
تماسك يدها وأكملت بنبرةٍ سريعة كالمجنونة، كأنها تمثل الخوف والقلق الشديد:
«بس يا شوق الحفلة دي معمولة كغطاء على الجريمة اللي هتحصل بعد الحفلة دي. هيخدروكي إنتِ ونيلي وهيقتلوكم بأبشع طريقة ممكن تتخيليها. علشان كده يا شوق لازم إنتِ تقتليهم قبل ما يقتلوكي أنتِ وخواتك. وزي ما بيقول المثل: اتغدي بصاحبك قبل ما يتعشى بيك.»
اتسعت عينا شوق بذهول ودهشة، ودقات قلبها تتسارع وهي تفكر فيما قالته كوثر. فهي ليست بتلك الشجاعة لتلوث يديها بالدماء، لكن اشتعلت بداخلها نيران الغضب والانتقام لتطفي في داخلها شمعة البراءة التي جعلتها كطفلة بريئة تركض بسعادة خلف فراشها المزدهر بالألوان، فتعثرت وسقطت في حفرةٍ شديدة الظلام.
(الحاضر)
استيقظت شوق من ذكرياتها، تمسح دموعها بظهر يديها، وآخر ما قالته لها كوثر يتردد في عقلها وهي تنظر لذلك العجوز الواقف أمامها.
“بس يا شوق، لحد اليوم ده لازم تقنعيهم إنك مصدقة إنك بنتهم، أوعي تخليهم يشكّوا ولو للحظة إنك كشفهم.”
حاربت لتبتسم وعيناها تحكيان ما بداخلها، ركضت كطفلةٍ تائهةٍ نحو جلال، تعانقه وهي تبكي بقهرٍ وحسرة، وهي ترى نفسها داخل أحضان من قتل أبويها، بينما ظنّ الآخرون أنها تبكي بسعادةً برجوعها إلى عائلتها الحقيقية.
ظلّ جلال يربّت بحنانٍ على ظهرها وهو يبتسم بحب، وكذلك قاسم الذي ضمّها إلى صدره بسعادةٍ لا تصدّق، غير مستوعبٍ أن بعد كل تلك السنوات أصبحت بين يديه أخيرًا.
الجميع كان يبتسم بسعادة، ومن ضمنهم كوثر، إلا أسيل وابنتها يارا التي شعرت بالغيرة من تلك “شوق” التي بلا شك ستصبح مدللة العائلة. أما أسيل فكرهت شوق حتى قبل أن تراها، فهناك شيءٌ في داخلها جعلها تخشى على أولادها من ذلك “عشق” وشقيقته شوق، أن يُكتب كل ثروت العائلة لهما وحدهما.
أما عشق فظلّ صامتًا، يراقب نظرات شوق وملامح كوثر التي بدا من سعادتها الواضحة أنها تخطّط لكارثةٍ قادمة، وبلا شك ستكون شوق هي الحجر الذي ستلعب به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في المستشفى… بعد بحثٍ طويل عن لين من قِبل ساهر وجميع طاقم الأطباء والعاملين، لم يجدوا لها أثرًا، وكأنها فصّ ملحٍ وذاب. وقف ساهر لاهثًا، يشدّ قبضته على شعره، يفكّر بحيرةٍ: كيف لفتاةٍ مثلها أن تغادر دون أن يشعر بها أحد؟ وكيف لها أن تتحرّك وعمودها الفقري محطَّم؟ بلا شك، تمّ خطفها…لكن من؟ ومن هي تلك الفتاة التي تثير فضوله بهذا الشكل؟ وما الرابط الغامض بينهما الذي جعله يشعر بهذه الحنين تجاهها؟
كل تلك الأسئلة كانت على وشك أن تُفجِّر عقله، ولا أحد يملك إجابةً عليها. استفاق من دوّامته على صوتٍ خافتٍ خلفه، يقول بخوفٍ واضح:
“دكتور ساهر… لاقيت السلسلة دي، وأظنها بتاعة البنت.”
التفت ساهر ليجد إحدى الممرضات تقف خلفه، تمدّ يدها بقلادةٍ ذهبيةٍ على شكل قلب، كانت تخصّ لين. أخذها وظلّ يتأملها للحظة، ثم فتح القلب، لتظهر بداخله صورة لين ونيلي وهما حديثتا الولادة. وقبل أن يتأملها أكثر، دوّى صوت أحدهم يصرخ بفزع من داخل أحد الغرف في اخري الممر:
“دكتور ساهر! تعال بسرعة من أذنك!”
قبض ساهر على القلادة ليغلقها سريعًا، وركض باتجاه الصوت. وعندما وصل إلى الغرفة، وجد إحدى الممرضات مغشيًّا عليها، وأخرى تخرجها من أسفل السرير. نظر ساهر حوله بذهولٍ، وبعد أن تأكد من شكوكه، همس لنفسه بصدمة:
“ما بقتش فاهم حاجه… مين البنت دي؟ ومين اللي خطفها وليه؟”
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكانٍ آخر:
كانت لين نائمةً على فراشٍ داخل إحدى الغرف، محاطةً بطاقم كامل من الأطباء يُوصلون لها أسلاك الأجهزة الطبية، وكان يقف رجلٌ أمريكي بالقربٍ مرتدٍياً بدلةً سوداء، يتحدث في الهاتف.
الفتاة موجودة كما أمرتِ مدام.
صمت ليستمع للطرف الآخر ثم هز رأسه بالموافقة قائلاً:
حسناً مدام، كما تردين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر الجوكر، وبالتحديد في جناح كوثر، كانت تقف في جناحها تتحدث في الهاتف وبسمتها الخبيثة لا تفارق وجهها، وهي تقول:
تمام، خُدي بالك منها. وعاوزها تفضل عايشة… لحد ما قولك خلص عليها.
أغلقت الهاتف وتقدمت لتجلس على أطراف الفِراش، وضعت قدمًا فوق الأخرى بغرور، وسندت بكفيها على الفِراش أسفلها، وشردت كأنها تتخيّل ما سيحدث وكيف ستسير الخطة التي ترسمها، وهمست قائلة بشيء من السخرية:
يا تري الغبية شوق دي هتعمل إيه لما تعرف إنها اللي هتقتل أهلها بإيديها؟
رفعت يدها في الهواء حركةً ساخرة كأنها تفجر قنبلة، وقالت بسخرية:
بووووووم… أصبت الهدف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب عشق…كان يجلس تائهًا بين قلبه وعقله، فقلبه يحاول أن يقول شيئًا، لكن عقله كان كجدارٍ صلب لا يسمح لصوت قلبه بالوصول. أما نيل، فكان يجلس على المقعد المقابل له، شاردًا في تلك نيلي، يفكر كيف سيواجه الجميع بالحقيقة، وأنه تزوجها سرًا دون علم أحد، بينما كان يُداعب القلم بين أنامله. تنهد بيأس حين لم يجد حلًّا، ثم نظر إلى عشق قائلًا بهمسٍ مقلق:
ناوي تعمل إيه بعد ما خلاص لاقيتها؟
ظل عشق كما هو، غارقًا في دوّامته، فعقد نيل حاجبيه باستغرابٍ لثوانٍ، ثم طرق بخفة على سطح المكتب وهو يقول بملل:
عشق بيه… إحنا بنكلمك، أنت هنا؟
انتبه له عشق، فزفر بضيقٍ قبل أن يقول ببرود:
أفندم؟ عاوز إيه؟
نهض نيل وهو يغلق أزرار قميصه، قائلًا بحنق:
مافيش منك فايدة، مش عارف إيه اللي مقعدني معاك أصلًا!
رد عشق بنفس البرود القاتل:
اقعد مكانك في حاجة عاوز أقولها لك.
جلس نيل مجددًا وهو يقول باهتمام:
خير؟ إيه هي؟
قال عشق بهدوءٍ غامض:
مش مرتاح لعمتك… حاسس بنصيبه جاي في الطريق.
زفر نيل بضيقٍ وهو يقول بسخرية:
وهي من إمتى حد بيرتاح لها؟ وانت بالذات! اي الجديد يعني؟
قال عشق بشرودٍ وهو يحدّق في اللا شيء:
شوق.
عقد نيل حاجبيه بدهشةٍ قائلاً:
هو إحنا مش خلصنا من حكاية شوق اللي قرفانة من خمس سنين دي؟ رجعناها خلاص وانتهى الموضوع!
تنهّد عشق بهدوء، وصوته امتزج بالغموض وهو يقول:
حاسس إن حكايتها لسه هتبدأ.
تأمله نيل بعدم فهم، لكنه لم يُرِد الغوص في ألغاز عشق، فصمت للحظة قبل أن يقول بترددٍ واضح:
طيب سيبك من شوق ونصايبها… وركّز في مصيبة نيلي. هنعمل إيه؟
نظر له عشق بأبتسامة باردة وسأله ببرودٍ ساخر:
اتجوزتها بجد ولا أي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نيلي… داخل دورة المياه كانت تجلس نيلي على الأرض تحت الصنبور، والمياه تتساقط عليها وهي تضم قدميها إلى صدرها وتبكي بحسرة وحزن شديد، بينما عقلها يسترجع ما حدث بينها وبين ذلك نيل.
ذكريات نيلي
في منزل سامح، حيث كانت تقف نيلي ونيل يقبلها رغمًا عنها، جمعت قوتها ودفعته بعيدًا عنها ثم صفعته بقوة على وجهه وهي تصرخ بغضب وترفع أحد أصابعها في وجهه بتحدٍ:
“إياك ثم إياك تفكر تقرب مني مرة تانية، أنت فاهم؟”
وقبل أن تُكمل كلماتها، رد عليها نيل بالصفعة، وكانت قوتها مضاعفةً، مما جعلها تسقط على الأرض. نظرت له بغضب وكره شديد، ثم رفعت يدها لتمسح دماء شفتيها. انحنى نيل لمسها وأمسكها من ذقنها بعنف قائلاً:
“هتدفعي تمنَ القلم ده غالي أوي، وغرورك ده أنا عارف إزاي أكسره.”
رفَع ظهره وهو يزفر بغضب، ثم أخرج الهاتف من جيبه وطلب رقم أحدهم وهتف بصرامة قائلاً:
“معاك نص ساعة تكون هنا ومعاك مأذون، انت فاهم؟”
اتسعت عينا نيلي بذهول وهي تقول:
“مأذون ليه؟ مين اللي هيتجوز؟”
نظر لها ابتسامة ساخرة وهو يقول:
“أنا وانتي يا روحي.”
نيلي بدهشة:
“ده يكون في أحلامك.”
انحنى نيل على أذنيها وهمس:
“شكل القطة بتحب الحرام أكتر من الحلال.”
ابتعد عنها ليلتذذ بجمال عينيها التي تنطق بالغضب، ابتسم بخبث وهو يكمل:
“لو عاوزة كده أنا ماعنديش مانع على فكرة.”
بصقت في وجهه وهي تنظر له بكره شديد… تقزز، وهو يخرج منديله من جيبه ببرود ويمسح وجهها ثم صفعها صفعةً قويةً وأمسكها من شعرها بعنف وهو يقول ببرود مميت:
“حسابك تقل أوي معايا… هاخدك ومش مهم إزاي.”
الحاضر
استيقظت نيلي من شرودها على قطرات الماء التي تتساقط عليها كالمطر في ليلة عاصفة، لا تجد من يحميها من قسوة الحياة. ظلّت كما هي تبكي بحرقةٍ وقهر، وهي تقول بصوتٍ متهدّج:
“إنت فين دلوقتي يا بابا؟ أنا محتاجاك أوي جنبي… نيلي، حبيبة قلبك، راجل البيت من بعدك زي ما كنت بتقول… اتكسرت أوي ومش قادرة تصلّح اللي اتكسر. أنا حقيقي محتاجاك، تعالى بالله عليك… وحشتوني إنت وماما، ارجعوا… محتاجاكم.”
استلقت على أرض الحمّام وهي تشهق وتصرخ بصوتٍ مكتوم، واضعةً يديها على فمها حتى لا تسمعها شوق، و تراها بكل هذا الضعف وفي تلك الحالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الخارج، كانت شوق تجلس على الأرض بجانب السرير، وحالها لم يكن أفضل من حال نيلي، فهي الأخرى كانت تبكي بقهر. وكلما تذكّرت ما فعلته وكيف عانقة عشق وجلال، كرهت نفسها أكثر، وتقزّزت من رائحتها التي ما زالت مختلطةً برائحتهما. مسحت دموعها بكلتا يديها وهي تقول بصرامة كأنها تحاول اقناع ذاتها بشيء لا يقدر عقلها الصغير استوعابه:
“خلاص… كفاية. أنا عيّطت كتير أوي… كفاية لحد كده. جه دورهم هما اللي يعيّطوا، بس مش هنا… في نار جهنم اللي مستنياهم كلهم.”
أخرجت من جيبها زجاجةً صغيرة تحتوي على مادةٍ سامةٍ خطيرة، تأمّلتها بحقدٍ وكرهٍ وهي تقول بنبرةٍ خاليةٍ من المشاعر:
“وأنا اللي هوديهم بنفسي…”
اسـتوووب

في رأيكم… خطة سلوى هتنجح؟
و شوق فعلًا هتقتل عشق وأهلها الحقيقيين؟
عشق هيقع ضحية عشق محرَّم
ولا لسه في أسرار هو نفسه ما يعرفهاش؟
تقدم نحوها بخطواتٍ ثقيلةٍ يسند على عصاه، وكلما اقترب خطوةً زادت ابتسامته وسعادته. وبكى قاسم حبًا واشتياقًا لابنته الوحيدة.
لم تكن شوق ترى أحدًا، كانت فقط تنظر لذلك عشق الذي كان يقف جانبًا رافعًا رأسه بشموخ لا يُبالي بها، يحاول جهدًا تجاهلها وتجاهل النظر لها، فهو لا يعرف ما يحدث لقلبه كلما التقت عيناه بعينيها. عقله يقنعه أنها شقيقته، لكن قلبه تائه في وسط الظلام، يرفض رفضًا فاضحًا الاعتراف بها كشقيقة له. أفاق كلٌّ منهم على صوت جلال يهتف بسعادة وهو يلوح بيديه نحوها:
انتي شوق، صح؟
التفتت بنظرها نحو جدها وهي في حالة صمتٍ مريبة.
رأته يقف أمامها فاتحًا ذراعيه حبًا وشوقًا ليضمها إليه، لكن كان لشوق رأيٌ آخر، لم ترَ الحب والشوق في أعينهم بل رأت أشخاصًا مجرمين حرموها من عالمها وسعادتها. ظلت على حالها حتى نظرت إلى تلك كوثر، وعقلها يسترجع باقي حديثها.
ذكريات شوق
في تلك الغرفة كانت شوق جالسة تستمع إلى أكاذيب تلك الماكرة كوثر، وهي تغفل عن الفخ الذي نصبته لها، وكانت كالفأر الصغير الذي لم تبذل المصيدة جهداً لإيقاعه فيها. بينما تسللت على خدّ كوثر دموعٌ كاذبة — كدموع تمساحٍ بعد أكل فريسته — وهي تعانق كفّ شوق برفقٍ وحنانٍ كاذب، لتربط الواقع بالأوهام والحقيقة بالأكاذيب داخل عقل تلك الحمقاء شوق.
«للأسف كل حاجة حصلت بسرعة أوي، ما لحقتش أعمل حاجة. مامتك نور كانت أغلى صديقة ليا من أيام الجامعة. كنت مقيمة في أمريكا ولم أكن اكتشفت مخطط عشق اللي هو في الحقيقة ابن أخويا.»
اتسعت عين شوق في دهشة. نظرت لها كوثر لثوان بصمت قبل أن تكمل أكاذيبها:
«أيوه يا حبيبتي، عشق يكون ابن أخويا الكبير، بس أنا متبرية منه ومن كل أهلي، بسبب اعملهم القذرة. والسبب الحقيقي وراء قتل نور وسامح هو إنهم اكتشفوا حقيقتهم القذرة.»
قاطعته شوق قائلة بفضول من بين ذهولها ودموعها المنهمرة على خديها:
«إيه هي الحقيقة دي؟»
شهقت كوثر بدموع كاذبة ثم قالت:
«صدقيني أنا نفسي خجلانة أقولك إيه هي الحقيقة، بس مضطرة أحكيلك علشان تكون الصورة واضحة قدامك وما تخدعيش باللي هتشوفي. عشق وباقي إخواتي وأولادهم وحتى بابا كلهم عصابة مافيا كبيرة أوي بيتجروا بالأعضاء.»
دهشت شوق واتسعت عيناها في صدمة، ورفعت يديها إلى فمها تكتم شهقتها، كأن كلمات كوثر كانت كالصاعقة التي سقطت فوقها، فتابعت كوثر:
«عارفة إنك مصدومة وده من حقك. بس يا شوق اللي إنتِ مش عارفة إنه هم قتلوا أهلك بسببك إنتِ.»
شوق بذهول:
«بسببي أنا؟ ليه؟ مش فاهمة.»
رفعت كوثر يديها على صدر شوق اتجاه قلبها قائلة:
«علشان عاوزين قلبك يا شوق. بابا، كبير العصابة، عنده القلب و محتاجة زرع قلب في أسرع وقت، وبعد تحليل وبحث كتير ظهرتي أنتي… كانوا عاوزين يشتروكي. ولما سامح ونور رفضوا قتلهم، وطلعوا إشاعات إنهم انتحروا. وفضلوا يدوروا عليكي إنتِ وخواتك طول الفترة دي علشان يقتلّوكم، بس ما كنش لكم أثر. وحتى لما لين اتخطفت، كانوا هم السبب. ودلوقتي هم عرفوا مكانكم وقدروا يوصلوا لنيلي، وللأسف ما قدرتش أنقذها زي ما عملت معاكي إنتِ ولين.»
مسحت دموعها بظهر يديها وهي تقول بحزنٍ زائف:
«للأسف أنا مش هقدر أحميكم منهم كتير. عشق عارف مكانك وزمانه علي وصول، وعشان ينفذوا خططهم القذرة هيحاولوا يقنعوكي إنهم أهلك وإنتي بنتهم المفقودة، ومجهزين ليكي حفلة عيد ميلاد كبيرة أوي.»
تماسك يدها وأكملت بنبرةٍ سريعة كالمجنونة، كأنها تمثل الخوف والقلق الشديد:
«بس يا شوق الحفلة دي معمولة كغطاء على الجريمة اللي هتحصل بعد الحفلة دي. هيخدروكي إنتِ ونيلي وهيقتلوكم بأبشع طريقة ممكن تتخيليها. علشان كده يا شوق لازم إنتِ تقتليهم قبل ما يقتلوكي أنتِ وخواتك. وزي ما بيقول المثل: اتغدي بصاحبك قبل ما يتعشى بيك.»
اتسعت عينا شوق بذهول ودهشة، ودقات قلبها تتسارع وهي تفكر فيما قالته كوثر. فهي ليست بتلك الشجاعة لتلوث يديها بالدماء، لكن اشتعلت بداخلها نيران الغضب والانتقام لتطفي في داخلها شمعة البراءة التي جعلتها كطفلة بريئة تركض بسعادة خلف فراشها المزدهر بالألوان، فتعثرت وسقطت في حفرةٍ شديدة الظلام.
(الحاضر)
استيقظت شوق من ذكرياتها، تمسح دموعها بظهر يديها، وآخر ما قالته لها كوثر يتردد في عقلها وهي تنظر لذلك العجوز الواقف أمامها.
“بس يا شوق، لحد اليوم ده لازم تقنعيهم إنك مصدقة إنك بنتهم، أوعي تخليهم يشكّوا ولو للحظة إنك كشفهم.”
حاربت لتبتسم وعيناها تحكيان ما بداخلها، ركضت كطفلةٍ تائهةٍ نحو جلال، تعانقه وهي تبكي بقهرٍ وحسرة، وهي ترى نفسها داخل أحضان من قتل أبويها، بينما ظنّ الآخرون أنها تبكي بسعادةً برجوعها إلى عائلتها الحقيقية.
ظلّ جلال يربّت بحنانٍ على ظهرها وهو يبتسم بحب، وكذلك قاسم الذي ضمّها إلى صدره بسعادةٍ لا تصدّق، غير مستوعبٍ أن بعد كل تلك السنوات أصبحت بين يديه أخيرًا.
الجميع كان يبتسم بسعادة، ومن ضمنهم كوثر، إلا أسيل وابنتها يارا التي شعرت بالغيرة من تلك “شوق” التي بلا شك ستصبح مدللة العائلة. أما أسيل فكرهت شوق حتى قبل أن تراها، فهناك شيءٌ في داخلها جعلها تخشى على أولادها من ذلك “عشق” وشقيقته شوق، أن يُكتب كل ثروت العائلة لهما وحدهما.
أما عشق فظلّ صامتًا، يراقب نظرات شوق وملامح كوثر التي بدا من سعادتها الواضحة أنها تخطّط لكارثةٍ قادمة، وبلا شك ستكون شوق هي الحجر الذي ستلعب به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في المستشفى… بعد بحثٍ طويل عن لين من قِبل ساهر وجميع طاقم الأطباء والعاملين، لم يجدوا لها أثرًا، وكأنها فصّ ملحٍ وذاب. وقف ساهر لاهثًا، يشدّ قبضته على شعره، يفكّر بحيرةٍ: كيف لفتاةٍ مثلها أن تغادر دون أن يشعر بها أحد؟ وكيف لها أن تتحرّك وعمودها الفقري محطَّم؟ بلا شك، تمّ خطفها…لكن من؟ ومن هي تلك الفتاة التي تثير فضوله بهذا الشكل؟ وما الرابط الغامض بينهما الذي جعله يشعر بهذه الحنين تجاهها؟
كل تلك الأسئلة كانت على وشك أن تُفجِّر عقله، ولا أحد يملك إجابةً عليها. استفاق من دوّامته على صوتٍ خافتٍ خلفه، يقول بخوفٍ واضح:
“دكتور ساهر… لاقيت السلسلة دي، وأظنها بتاعة البنت.”
التفت ساهر ليجد إحدى الممرضات تقف خلفه، تمدّ يدها بقلادةٍ ذهبيةٍ على شكل قلب، كانت تخصّ لين. أخذها وظلّ يتأملها للحظة، ثم فتح القلب، لتظهر بداخله صورة لين ونيلي وهما حديثتا الولادة. وقبل أن يتأملها أكثر، دوّى صوت أحدهم يصرخ بفزع من داخل أحد الغرف في اخري الممر:
“دكتور ساهر! تعال بسرعة من أذنك!”
قبض ساهر على القلادة ليغلقها سريعًا، وركض باتجاه الصوت. وعندما وصل إلى الغرفة، وجد إحدى الممرضات مغشيًّا عليها، وأخرى تخرجها من أسفل السرير. نظر ساهر حوله بذهولٍ، وبعد أن تأكد من شكوكه، همس لنفسه بصدمة:
“ما بقتش فاهم حاجه… مين البنت دي؟ ومين اللي خطفها وليه؟”
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكانٍ آخر:
كانت لين نائمةً على فراشٍ داخل إحدى الغرف، محاطةً بطاقم كامل من الأطباء يُوصلون لها أسلاك الأجهزة الطبية، وكان يقف رجلٌ أمريكي بالقربٍ مرتدٍياً بدلةً سوداء، يتحدث في الهاتف.
الفتاة موجودة كما أمرتِ مدام.
صمت ليستمع للطرف الآخر ثم هز رأسه بالموافقة قائلاً:
حسناً مدام، كما تردين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر الجوكر، وبالتحديد في جناح كوثر، كانت تقف في جناحها تتحدث في الهاتف وبسمتها الخبيثة لا تفارق وجهها، وهي تقول:
تمام، خُدي بالك منها. وعاوزها تفضل عايشة… لحد ما قولك خلص عليها.
أغلقت الهاتف وتقدمت لتجلس على أطراف الفِراش، وضعت قدمًا فوق الأخرى بغرور، وسندت بكفيها على الفِراش أسفلها، وشردت كأنها تتخيّل ما سيحدث وكيف ستسير الخطة التي ترسمها، وهمست قائلة بشيء من السخرية:
يا تري الغبية شوق دي هتعمل إيه لما تعرف إنها اللي هتقتل أهلها بإيديها؟
رفعت يدها في الهواء حركةً ساخرة كأنها تفجر قنبلة، وقالت بسخرية:
بووووووم… أصبت الهدف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب عشق…كان يجلس تائهًا بين قلبه وعقله، فقلبه يحاول أن يقول شيئًا، لكن عقله كان كجدارٍ صلب لا يسمح لصوت قلبه بالوصول. أما نيل، فكان يجلس على المقعد المقابل له، شاردًا في تلك نيلي، يفكر كيف سيواجه الجميع بالحقيقة، وأنه تزوجها سرًا دون علم أحد، بينما كان يُداعب القلم بين أنامله. تنهد بيأس حين لم يجد حلًّا، ثم نظر إلى عشق قائلًا بهمسٍ مقلق:
ناوي تعمل إيه بعد ما خلاص لاقيتها؟
ظل عشق كما هو، غارقًا في دوّامته، فعقد نيل حاجبيه باستغرابٍ لثوانٍ، ثم طرق بخفة على سطح المكتب وهو يقول بملل:
عشق بيه… إحنا بنكلمك، أنت هنا؟
انتبه له عشق، فزفر بضيقٍ قبل أن يقول ببرود:
أفندم؟ عاوز إيه؟
نهض نيل وهو يغلق أزرار قميصه، قائلًا بحنق:
مافيش منك فايدة، مش عارف إيه اللي مقعدني معاك أصلًا!
رد عشق بنفس البرود القاتل:
اقعد مكانك في حاجة عاوز أقولها لك.
جلس نيل مجددًا وهو يقول باهتمام:
خير؟ إيه هي؟
قال عشق بهدوءٍ غامض:
مش مرتاح لعمتك… حاسس بنصيبه جاي في الطريق.
زفر نيل بضيقٍ وهو يقول بسخرية:
وهي من إمتى حد بيرتاح لها؟ وانت بالذات! اي الجديد يعني؟
قال عشق بشرودٍ وهو يحدّق في اللا شيء:
شوق.
عقد نيل حاجبيه بدهشةٍ قائلاً:
هو إحنا مش خلصنا من حكاية شوق اللي قرفانة من خمس سنين دي؟ رجعناها خلاص وانتهى الموضوع!
تنهّد عشق بهدوء، وصوته امتزج بالغموض وهو يقول:
حاسس إن حكايتها لسه هتبدأ.
تأمله نيل بعدم فهم، لكنه لم يُرِد الغوص في ألغاز عشق، فصمت للحظة قبل أن يقول بترددٍ واضح:
طيب سيبك من شوق ونصايبها… وركّز في مصيبة نيلي. هنعمل إيه؟
نظر له عشق بأبتسامة باردة وسأله ببرودٍ ساخر:
اتجوزتها بجد ولا أي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نيلي… داخل دورة المياه كانت تجلس نيلي على الأرض تحت الصنبور، والمياه تتساقط عليها وهي تضم قدميها إلى صدرها وتبكي بحسرة وحزن شديد، بينما عقلها يسترجع ما حدث بينها وبين ذلك نيل.
ذكريات نيلي
في منزل سامح، حيث كانت تقف نيلي ونيل يقبلها رغمًا عنها، جمعت قوتها ودفعته بعيدًا عنها ثم صفعته بقوة على وجهه وهي تصرخ بغضب وترفع أحد أصابعها في وجهه بتحدٍ:
“إياك ثم إياك تفكر تقرب مني مرة تانية، أنت فاهم؟”
وقبل أن تُكمل كلماتها، رد عليها نيل بالصفعة، وكانت قوتها مضاعفةً، مما جعلها تسقط على الأرض. نظرت له بغضب وكره شديد، ثم رفعت يدها لتمسح دماء شفتيها. انحنى نيل لمسها وأمسكها من ذقنها بعنف قائلاً:
“هتدفعي تمنَ القلم ده غالي أوي، وغرورك ده أنا عارف إزاي أكسره.”
رفَع ظهره وهو يزفر بغضب، ثم أخرج الهاتف من جيبه وطلب رقم أحدهم وهتف بصرامة قائلاً:
“معاك نص ساعة تكون هنا ومعاك مأذون، انت فاهم؟”
اتسعت عينا نيلي بذهول وهي تقول:
“مأذون ليه؟ مين اللي هيتجوز؟”
نظر لها ابتسامة ساخرة وهو يقول:
“أنا وانتي يا روحي.”
نيلي بدهشة:
“ده يكون في أحلامك.”
انحنى نيل على أذنيها وهمس:
“شكل القطة بتحب الحرام أكتر من الحلال.”
ابتعد عنها ليلتذذ بجمال عينيها التي تنطق بالغضب، ابتسم بخبث وهو يكمل:
“لو عاوزة كده أنا ماعنديش مانع على فكرة.”
بصقت في وجهه وهي تنظر له بكره شديد… تقزز، وهو يخرج منديله من جيبه ببرود ويمسح وجهها ثم صفعها صفعةً قويةً وأمسكها من شعرها بعنف وهو يقول ببرود مميت:
“حسابك تقل أوي معايا… هاخدك ومش مهم إزاي.”
الحاضر
استيقظت نيلي من شرودها على قطرات الماء التي تتساقط عليها كالمطر في ليلة عاصفة، لا تجد من يحميها من قسوة الحياة. ظلّت كما هي تبكي بحرقةٍ وقهر، وهي تقول بصوتٍ متهدّج:
“إنت فين دلوقتي يا بابا؟ أنا محتاجاك أوي جنبي… نيلي، حبيبة قلبك، راجل البيت من بعدك زي ما كنت بتقول… اتكسرت أوي ومش قادرة تصلّح اللي اتكسر. أنا حقيقي محتاجاك، تعالى بالله عليك… وحشتوني إنت وماما، ارجعوا… محتاجاكم.”
استلقت على أرض الحمّام وهي تشهق وتصرخ بصوتٍ مكتوم، واضعةً يديها على فمها حتى لا تسمعها شوق، و تراها بكل هذا الضعف وفي تلك الحالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الخارج، كانت شوق تجلس على الأرض بجانب السرير، وحالها لم يكن أفضل من حال نيلي، فهي الأخرى كانت تبكي بقهر. وكلما تذكّرت ما فعلته وكيف عانقة عشق وجلال، كرهت نفسها أكثر، وتقزّزت من رائحتها التي ما زالت مختلطةً برائحتهما. مسحت دموعها بكلتا يديها وهي تقول بصرامة كأنها تحاول اقناع ذاتها بشيء لا يقدر عقلها الصغير استوعابه:
“خلاص… كفاية. أنا عيّطت كتير أوي… كفاية لحد كده. جه دورهم هما اللي يعيّطوا، بس مش هنا… في نار جهنم اللي مستنياهم كلهم.”
أخرجت من جيبها زجاجةً صغيرة تحتوي على مادةٍ سامةٍ خطيرة، تأمّلتها بحقدٍ وكرهٍ وهي تقول بنبرةٍ خاليةٍ من المشاعر:
“وأنا اللي هوديهم بنفسي…”
اسـتوووب
في رأيكم… خطة سلوى هتنجح؟
و شوق فعلًا هتقتل عشق وأهلها الحقيقيين؟
عشق هيقع ضحية عشق محرَّم

