اقصوصة – رسايل تايهة ( خاص بـ مسابقه الاقصوصه) – سكس جديد 2026

الكاتب \ عيسي الوزان منتدي نودزاوي
في مكتب بريد صغير على ناصية شارع هادي، كان شغال يوسف—شاب هادي الطباع، بيحب الشغلانة دي رغم إن كل اللي حواليه شايفينها مملة.
هو بس اللي شايف جمالها…
بيحب يشوف الناس وهي بتبعت كلامها لبعض… الفرح، العتاب، الرجاء، والسر.
في يوم، المدير نده عليه وقال له:
“يا يوسف… خد الشنطة دي. دي رسايل ملهاش صاحب. حاول توصلها… يمكن حد مستنيها.”
الشنطة كانت تقيلة شوية، شكلها قديم، وعليها تراب كأنها متخزّنة من سنين.
يوسف فتحها… ولما شاف اللي جواها حس بحاجة غريبة كده، شبه قلق… أو نداء.
جواها 12 جواب…
كل جواب ليه ظرف مختلف… وختم مختلف… وخط يد مختلف.
بس كلهم تجمعوا في مكان واحد، كأنهم ضلّوا الطريق.
يوسف مسك أول جواب.
العنوان مكتوب بخط ست كبيرة:
“لـ أحمد محروس – العمارة اللي قصاد شجرة اللبخ”
يا نهار أبيض… ده عنوان يمشي عليه إزاي؟
مع ذلك، قرر يجرب.
لف الحارة والتانية لحد ما لقى راجل كبير قاعد على كرسي قصاد شجرة ضخمة.
يوسف سأل:
“حضرتك أحمد محروس؟”
الراجل رفع راسه…
وشه اتشدّ…
وعينه دمعت.
قال له بصوت مهزوز:
“ده… ده خط مراتي **** يرحمها. كانت بتبعتلي جواب كل يوم جمعة… والجمعة اللي ماتت فيها الجواب مجاش.”
يوسف سلّمه الجواب…
والراجل مسكه كأنه ماسك آخر نفس من نفسها.
فضل يقريه وهو بيعيّط…
ويقول:
“كان ناقصه ده… آخر كلمة منها.”
يوسف مشي وهو قلبه بيتخبط…
إزاي جواب واحد يغيّر يوم حد بالشكل ده؟
الجواب التاني
العنوان:
“لـ مها سامي – الشقة 12، الدور اللي فوق الرووف”
طلع يوسف العمارة، خبط على الباب.
فتحت بنت عندها 25 سنة، شكلها مراقّق وعينيها فيها سهر.
قال لها:
“أنا من البريد… عندك جواب تايه.”
قالت باندهاش:
“محدّش بيبعتلي حاجة!”
لما أخدت الجواب وقريته… صوتها اتكسَر.
الجواب من أمّها اللي ماتت من سنة، وكانت في آخر فترة في المستشفى.
بتقول فيه:
“يا مها… لو ماقدرتش أرجع البيت، اعرفي إني كنت فخورة بيكي… مهما حصل.”
مها قعدت على الأرض وهي بترتعش.
قالت بصوت واطي:
“هي ماتت وأنا زعلانة منها… كنت فاكرة إنها مش مهتمة…”
يوسف حسّ إن الجواب ده رجّعلها أمّها من الباب اللي اتقفل.
الجواب التالت… والزمن
ومع كل جواب… كان بيكتشف إنه مش بس بيوصل ورق.
ده بيوصل حياة كانت ناقصة… كلمة كانت تايهة… فرصة كانت ضايعة.
لكن الجواب العاشر…
كان غريب.
العنوان مكتوب فيه:
“لـ يوسف محمد… بعد ما يكمّل توصيل باقي الرسايل.”
يوسف اتصدم.
ده… اسمه!
وإزاي الجواب اتكتب قبل ما يستلمه؟
قعد على رصيف فاضي وفتح الجواب بإيد بتترعش.
كان فيه ورقة واحدة مكتوب عليها بخط شبه خط قديم…
بس واضح:
“يوسف…
لو كنت وصلت كل الرسايل، يبقى جيه وقت رسايلك إنت.
الرسايل التايهة مش بتضيع… بتستنى.
إنت بقالك سنين مش بتبعت حاجة لحد… مش عشان مفيش حد، لكن عشان خايف حد يردّ عليك.
افتح قلبك…
ابعت اللي جوّاك…
وخلّي غيرك يوصّله.”
يوسف لف الورقة…
حاسس إن الكلام داخل جوّاه أكتر من اللزوم.
وفجأة…
لقى في آخر الظرف كارت صغير.
عليه اسم واحدة:
“ميار عبد ****”
وعنوانها…
بجوار مكتبه… 3 شوارع بس.
فضل يبص للكارت…
يفكّر:
هو مين كتب ده؟
وإزاي يعرف حكايته؟
لكن لأول مرة من زمان…
يوسف حس إن فيه رسالة تخصّه…
رسالة كان مستنيها من غير ما يعرف.
وقف…
اخد نفس طويل…
وابتدى يمشي ناحية عنوان ميار.
من غير ما يعرف…
إنها كانت مستنية رسالة هي كمان.
بس مش مكتوبة…
مسموعة.
انتهت
