رواية ملاذ السحاب الفصل الثامن 8 والاخير بقلم هاجر يونس – تحميل الرواية pdf

الفـصل الثـامن و الأخـيـر .
—–
– بعد مرور ثلاثه أيـام ..
– شُوفت عشان تصدقـني لما اقـولك فـِ بينهم حـاجه ، ده البت مفيش فـ عينيها حصوه ملح ، جايه تقولك بـ نفسها عليه ، الله يرحم ايـام ما كُنا بنشوف العريس يوم الفرح .
– قالت ‘ هند ‘ تلك الجُمله و هي تُريد تسخينه من ناحيه شقيقته ، بحجه انها ليست اعلي خُلق حميد و يجب مُعاقبتها فـ كيف تعيش قصه حُب من خلف ظهره ..!!
– فـ اجـابها قائلاً بـ حنق :- ممكن تخليكِ فـ نفسك ، هي مغلطتش ولا عملت حاجه غلط ، قالتله ادخل البيت من بـابه و الـولد عمل كده ، و كلمني ياخد معاد ..
– مصمصت شفتيها بـ سُخريه و قالت :-
انت بـيخيل عليك الكلام ده ، هتفضل طول عُمرك طيب كده لـ حد امتي يـ يـاسر .
– نهض من مكانه قبل ان يردف قائلاً :-
لحد مـ اطلقـك يـ هِند ، صـدقينـي صبري نفذ عليكِ .
– نهض كالعاده تاركاً ساحه الشجار لها وحدها ، فـ قد سئم من شجاراتهم المُتتاليه و ذلك فقط بسبب شقيقته ، بينما الأُخري لن تهدأ الا اذا فشلت تلك الزيـجه .
——
– عدت الايام سريعاً ، بينما هي كانت تشعر بـحنق فـ لقد مرت الايام سريعاً و جاء اليوم الذي يتقدم لها به ، فـ قد حدث أخيها و اخذ منه معاداً لـ يأتي هو واهله .
-بعد قليل سمعت صوت طرقات علي الباب عده مرات فـ ذهبت لـ تستكمل زينتها … بينما هو يتنفس الصعداء ، رتبت بسمله بيداها علي كتفه وهتفت بمرح مهدئه للجو :-
– متخافش جود هبله وهتوافق !
– انتشل باقة الزهور من يداها وهو يهندم قميصه فـ قد حاولت معه ” بسمله ” فـ اقناعه ان يرتدي بدله لكنه رفض بـ شده ، فتح الباب علي مصراعيه بواسطه ياسر ، ابتسم لهم مُرحبا بهم وقال :-
– إتفضلوا
– ابتسم له عز بلطف وسبق عائلته في الدخول ، مد يده مصافحا ياسر ثم هدر برفق :-
مساء الخير.
– بادله ياسر المصافحة واجابه :-
مساء النور.. اتفضلوا
– قام ياسر بالترحيب بعائلة عز بتهذيب ولطف ثم انتقلا جميعهم الي غرفة المعيشه واخذوا يتبادلون اطراف الاحاديث اللطيفة حتي بدأ عز في الحديث بجديه ، تحمحم بتوتر ثم القي بكلماته دفعة واحدة دون مقدمات :-
– انا جاي اطلب ايد جود .. ليا طبعاً
– دفعته بسمله بكتفها برقه تعنفه عن سرعته في الحديث وتلهفه للموافقه ، نظر لها عز بتحذير ليستمع إلي همسها في اذنه دون لفت الانتباة :-
– ايه اسلوب الشقط ده ..!
– نفي عز بتوتر :- بطلب إيديها ..!!
– كررت بسمله قولها بإستهزاء :- بتشقطها ..!
– دقائق و خرجت زوجته و بيدها صنيه عليها كُل ما لذ و طاب وذلك حتي لا يُوبخها ‘ يـاسر ‘ ، فـ قالت لهم :-
– اهلاً و سهلاً بيكوا يـ جماعه ..
– صافحت ‘ والدته و ابنه شقيقته ‘ ، فـ اخته لم تتمكن من المجيئ بسبب مؤتمراتها المُفاحئه تلك .. فقالت الصغيره بـ براءه :-
– مامـي ، هو ده عريس عمتو القـمر ..!!
– وزعت ابتسامات مُتوتره عليهم ، حتماً تلك الفتاه لا تصمت إلا بـ موتها حتي لا تُحرجها أكثر من ذلـك .
– – قاطع تفكيرها مع حالها صوت حذاء ‘جود ‘ العالي نسبيا يطرق الارض معلنا عن وصول العروس المنتظرة التي حتما خطفت قلوبهم قبل انظارهم ، كانت ترتدي فستان يصل الي فوق ركبتها بقليل ذو اللون السكري بأكمام ساقطة قليلا علي كتفيها وبه فتحه مثلثيه عند الرقبه ..
– فـ سألها اخيها بـ عينيه عن ردها فـ اومأت له بـ خفيه لكنه رأها و بوضوح شديد و ذلك نظراً لعينيه التي لم تُفارقها منذ ان ظهرت إليهم ، فـ رد عليهم ‘ يـاسر ‘ بـ ابتسامه هادئه :-
– واضح ان العروسه موافـقه ..
– فـقالت والدته بـ هدوء :-
انـا من رأيي نقرأ الفاتحه ، و احنا تحت امركوا فـ أي طلبات ..
– أيدها الجميع بـ تلك الفكره بينما ‘ بسمله ‘ غمزت بـ طرف عينيها لها فـ الأُخري ضحكت ..
– بدأ الجميع بـ قراءه الفـاتحه ، و بعد قليل اطلقت ‘ بسمله ‘ اصوات زغاريط عاليه دليل علي الفرحه بينما زوجه اخيها ظلت حانقه من تلك الاصوات و تمنت لو طردت الجميع .
——-
– بعد قراءه الفـاتحه اتفقوا علي عقد القران بـ أسرع وقت و كان بعد اسبوعاً واحداً ، عدت الايام سريعاً لم يحدث بها اي جديد سوي كثره الاحاديث بينهم و تعرفها عليه أكثر و عندما علم اصدقائهم فرحوا بهم جداً ، وتمنوا السعـاده الدائـمه لهم .
– جاء يوم عقد القران بـ سلام ، و سحب المأذون المنديل بـ قوله :-
– بـارك الله لـكما و بـارك عليـكما و جمـع بيـنكمـا فـ خيـر .
– حتماً اصبحت زوجته فعلياً ، نهض من مكانه لـ يحضتن والدته بـ حُب شديد بينما هي دموعها لم تتركها وحدها بـ هذه الليله فـ صاحبتها دموع الفرحه بـ وحيدها الذي مُنذ ولادته تمنت ان يمنحها الله بعضاً من العُمر لـ تراه عريساً امامها هكذا ، بينما العروس خرجت بـ فُستان من اللون القرمزي يُعطيها مظهر جذاب ، صافحت الجميع و ذهبت إلي حماتها لـ تُقبل يديها بـ هدوء فـ تلك المرأه زرع الله حُبها بـ قلبها من قبل ان تُصبح اُم زوجـها ، بعد قليل ضمها أخيها بـ فرحه فـ لقد اصبحت ابنته التي رباها علي يده عروس الليله .
– بعد قليل طلب منهم الجلوس معها وحدها ، فـ جلست بعيده عنه بـ عده امتار فـ قال لها بـ حنق :-
– علمياً ، انا جوزك .
– ردت عليه بـ صرامه :- عملياً ، احترم نفسك يالا .
– رفع حاجبيه إليها بـ استغراب قائلاً :-
– احترم نفسي ، جرا ايه يـ بت انتِ فـ اي
– اجابتها قائله :- ايوه اظهر علي حقيقتك اظهر ..
– نهض من موضعه لـ تقف هي تلقائياً ، فـ اقترب منها قليلاً حتي وصل إليها و همس قائلاً :-
– بلاش اظهر دلوقتي .. لـ مصلحتك علي فكرا .
– ترك جُملته بعد ان لفحت انفاسه وجهها بـ حرقه فـ نظرت هي إلي موضعه بعد خروجه قائله لـ حالها بـ انزعاج :-
– تستاهلي ، عشان تبقي توافقي علي حاجه قبل مـ تاخدب الضمان بتاعها .
– يبدو انه سمعها فـ قال لها :-
لا يـ ماما فوقي ، مش تلاجه هي هتاخدي الضمان بتاعها ، انا عـارف بحبك علي إيـه .
– التفتت تنظر إليه بـ صدمه بينمـا هو خرج مُسرعاً و صوت ضحكاته العاليه صدت بـ المكان فـ جعلت النيران تشتعل بـ قلب زوجه اخيها .
——
– لا بس ايـه الجمدان ده يـ مان مكنتش مُتخيل ان ده كله يطلع منك انت يـ عز ، ده انت اخرك فـ الارتباط يومين وصلت لـ جواز مره واحده ، انا امبارح طول الليل كُنت مستغرب يـ جدع ..مكنتش مُتخيل انـ….
– قاطعه ‘ عز ‘ بـ حنق من ثرثرته المُزعجه تلك قائلاً :-
– عـاصم مش كِده خُد نفسك شويه يـ راجل .
– ابتسم بـ خُبث وقال له :-
– مش غريبه يعني يـ عريس لسه كاتب كتابك امبارح و نازل الشغل انهارده .
– رد عليه و هو مُنشغل بـ القياده قائلاً :-
– مش عارف مين مفهمك انك بيزنس مان ، يـ بني فوق شغلنا مالوش وقت والله .
– اومأ له عاصم بـ غمزات خبيثه جعلته ينزعج منها وقال :-
– بقولك اي ، تعالي خد القياده مكاني ، عشان انا داخل الحمام .
– اومأ له بـ خُبث قائلاً :- فـ حمام السيدات بقا هـا .
– سخيـف .
– قال له تلك الجُمله ، و تركه يـتولي القِيـاده مكانه ، بينما هو فعل كما قال صديقه و ذهب مِرحاض السيدات ، و لحسن حظه انه وجدها كما تمني ، كانت تُعيد زينه وجهها ، فـ قال لها و هو مائلاً علي باب المِرحاض :-
– ممكن لو مفيهاش اساءه ادب تخففي الروج الاحمر ده ، عشان شكلك عامل زي اللي عاضه كلب .
– ردت عليه بـ ضيق قائله :-
مـ انت سليم اهو يـ عز مفكش حاجه .
– اقترب منها بـ شده فـ لقد نفذت جميع رصيدها معه ، اقترب اكثر حتي كادت ان تسقط من الرُعب من نظراته لها ، فـ حاولت الخروج لكنه مسك ذراعيها بـ برود قائلاً :-
– انتِ ليه بتتعمدي تنرفزيني ..!!
– ردت عليه بـ هدوء حانق :- كلارا بتعمل ايه فـ الرحله رغم ان عـاصم موجود .
– رفع حاجبيه بـ مكر قائلاً :- هو الحوار فيه كلارا ، طـب مـ تقولي كِده من الأول .
– ضمت حاجبيها بـ ضيق قائله :-
– اتلـم يـ عز
– نفي ، و مال قليلاً حتي شعر بـ توتر نظراتها و رمشت بـ عينيها عده مرات فـ حاولت إبعاده لكنه رفض بـ شده وقال :-
فـ حاجه كده ، جه وقتها انك تقوليها ..
– فهمت علي الفور انه يُريدها ان تعترف بحُبها له ، فـ نفيت بينما هو أصر عليها و قال :-
– ما هو اكيد مش متجوزاني تخليـص حق ..!!
– ردت عليه بـ براءه هادئه :-
لا ، أكيـد بـحـبك يـعني …!!!!
– ابتسم بـ اتساع فـ ها هو حقق هدفه و جعلها تتحدث بـ مكر رجولي بينما هو أكد لها مره ثالثه علي حُبه لها ، فـ انحنب اكثر لـ يُقبل ثغرها بـ هدوء و لطافه ، حاولت الفِرار لكنه احكم قبضته عليها لـ تنتهي مقوماتها ، ابتعد بـعد ثواني و قال لها بـ تهدئه :-
– محتاجه ضمان اكتر ..!!!
– ضحكت بـ خفه خجله ، بينما هو انحني لـ يُقبل جبينها بـ هدوء قائلاً :-
– هتفضلي ملاذ سـحابـي ديماً .
– لـ تنتهي لحظتهم بـ ابتسامتها الخفيفه علي ثغرها وسط نظراته العاشقه و نظراتها الخجله منه ، تمنت كثيراً ان يرزقها الله بـ شخص يتقيه بها ، لـ تُزيح الهم عن اخيها قليلاً فـقد عاش لها طوال حياته و صبرت هي علي زوجته الحربائه تلك نظراً لـ خاطره هو فقط .
———
تمت …

