رواية ملاذ السحاب الفصل السادس 6 بقلم هاجر يونس – تحميل الرواية pdf

الفـصـل السـادس .
—-
– حاول ” عاصم ” الفِرار منه مِراراً و تكراراً حتي نجح فـ الامر اخيراً و قال له بـ ملامح مُنزعجه :-
– فـ اي يـ عز هو حد داسلك علي طرف يـ عم .
– نظر له بـ ملامح جامده وقال :-
اتلم يـ عاصم انت مبقاش فيك مكان سليم اضربك فيه .
– اجابه بـ استفزاز :- لا وعلي ايه طريقك سالك ..
– فـ هتف ‘ عز ‘ بـ برود :- عُقبال مـ تسلك انتَ كمـان .
– ابتسم صديقه بـ شده و ترك الساحه فارغه لهم بينما هما كانت النظرات بينهم كفيله لـ التحدث ..
—–
– يعني ايـه اختك تسـافر تتفـسح و انـا هنا قاعده بـربي عيال بس ..
– قالت تلك الجمله و هي تجلس بـ جانبه بـ حرقه و ضيق شديد ، فـ رد ” يـاسر ” عليها قائلاً :-
– يـ هند حرام عليكِ هو كُل يوم خناق كده ، حاولي تخرجي جُود من دماغك شويه .
– ردت عليه رافعه حاجبيها بـ استغراب كاذب :-
– و انـا هفـكر فـ اختك ليه ، انت حُر خليك كده سـايبها دايـره عـلي حَلّْ شعرها .
– نهض من مكانه بـ حده قائلاً :- لا بقـا ، دي مبقتش عيشـه .
– و كالعاده تركها و دخل الغُرفه صافعاً الباب خلفـه ، فـ هي دائماً هـكذا تصطاد الاوقات التي يكون بها هادئ مُسـالم ، يستمتع بـ وقته الفارغ ، و تأتي هي تُعكر جميـع صفوفه الرائقه ، بينما هي حسمت امرها علي معرفه ذلك الشاب صاحب السـياره السوداء .
—–
بعد مرور عدة ساعات .
– أدارت كلارا الزجاجة البلاستيكية بشكل دائري لعدة ثوان ، توقفت رأس الزجاجة تشير إلي عز فإبتسمت كلارا بخبث بينما نظرت لهما جود بإستهزاء ، هتفت كلارا برقة :-
– عز .. it’s your turn ! قولي بقي .. حبيت قبل كده ؟
– مط عز شفتيه ببرود وغمز بعيناه إلي كلارا مراقبا ملامح جود المتعكره بتلذذ ، إبتسم قائلا :-
– اممم … لأ .. بس ناوي قريب !
– علي صوت ضحكات كلارا التي تمثل ضحكات فتاة ليل فنظر الجميع لهم بتعجب ، وقفت جود وتنهدت بتذمر ثم قالت بحنق :-
– انا هتمشي شوية .. عن اذنكم …
– نظر عز في طيفها بضيق ثم عاد ينظر إلي كلارا التي كانت تنظر له بإبتسامة لعوب وابتسم لها ببرود ، التهي الجميع في إداء دورهم في اللعبة ولكن لم يشاركهم عز مرة اخري وكذلك كلارا التي كانت ترمقه بنظرات غير بريئه علي الإطلاق ، مر نصف ساعة علي جلوسهما هكذا دون فعل شئ يذكر .. تحجج عز بإرادته للخلود إلي النوم وسار في الاتجاة التي ذهبت منه جود حتي وجدها تقف بين الشجيرات الصغيرة تتأمل السماء بمزاج معكر ويرتسم علي ملامحها تعبيرات الحنق والضيق ، لمس بيده علي كتفها برقة وهو ينظر إلي ذات المكان التي كانت شارده هي في جماله .. هدر بصوت منخفض أثر الهدوء الذي حولهما :-
– قومتي ليه ؟
– لم تشيح نظرها عن السماء فقط اجابت بكلمات مقتضبه :-
– زهقت ..!
– اومأ لها عز بتريث ثم ادارها لتنظر إليه ، لم يستطيع تحديد تعبيراتها التي خانتها في الغالب ، اومأ لها برقه ووضع يده علي وجنتيها ثم قال :-
– جود … انتي كويسة ؟
– اومأت له بهدوء وقالت بلطف :-
– اها .. كويسة .!
– نفي قولها وهز رأسه بلا وقال :-
– لأ مش باين ..!
– ادارت له ظهرها وضمت يديها إلي بعضهما وهتفت بتذمر :-
– لأ مافيش بس اتخنقت من كلارا مش اكتر ..
– اردف ملطفا للجو دون محاولة منه لإستفزازها :-
– ماتاخديش علي كلامها هي اكيد متقصدش ..!
– اومأت له بـ الموافقه علي حديثه و اسئذنت منه لـ تدخل مُخيمها فـ هي تشعر بـ دوار نوعا ما شديد عليها ، فـ سمح لها بـ الدخول و ظل هو يـستنشق الهواء بـ تفكير بها و بـ أمرها ..
——-
– بعد عده دقائق ..
– صدرت عنها صرخة رقيقة وهي تري خنفساء امام خيمتها ذات اللوني الرملي ، دفعتها بقدماها إلي خارج الخيمة ثم اغلقت السوسته بسرعة وعادت تجهز نفسها لرحلتها حول الصحراء ، ارتدت جراب قماشي اسود شفاف وفوقه بنطال قصير واسع او ما يسمي.” Hot Short ” ذو اللون الاسود ايضا وارتدت كنزه ضيقة تصل إلي نصف بطنها ذات اللون الاسود به خطوط بيضاء متفرقة دون اكمام ، ارتدت فوقهما قميص بني فاتح يصل إلي نهاية البنطال القصير ذو اكمام طويلة وقامت هي بثنيهما قليلا ، بينما احتوت قدميها حذاء رياضي ابيض اللون ، عقصت شعرها كعكة كبيرة واسقطت منه خصلتان خفيفتان ثم سارت بخطوات متعرجة خارج الخيمة تنتقل للجلوس مع باقيه رفاقهما ..
– وجدت’ أسما ‘وصديقاتها يقومون بتوزيع الطعام الخفيف علي باقيه رجال الرحلة الذين كانوا يتحدثون في امور عديده .. ابتسمت’ أسما ‘ عندما رأت’ جود ‘ قادمة نحوهما فإقتربت من مائدة الطعام وامسكت بشطيرة مغلفه واقتربت من جود تمد يداها بها إليها .. ارتسمت إبتسامه راقية علي وجه جود عندما هتفت اسما بتلك الكلمات البسيطة في أذنها :-
– ساندويتش جبنة باللحم والتوست محمص زي مابتحبيها .
– قامت جود بإزالة جزء من المغلف وقضمت قطعة بفمها ثم شكرت أسما بلطف واخذا يتبادلان الاحاديث اللطيفة ..
– إلتفت عز ينظر إلي جود بتأمل يتفحص ملابسها القصيره بحنق .. قام من مجلسه واقترب منهما بهدوء مع هتافه برقة :-
– مِسـا .
– رفعت جود نظرها عن الشطيرة ورمقته بنظرات متسائلة ولم يتوقف فمها عن مضغ الطعام .. اومأت له برقة ثم قربت الشطيرة من فمها مرة اخري وقضمت قطعة مع هتافها بصوت يكاد ان يظهر :-
– اهلاً يـ كابتن .
– قامت اسما بدفع جود برقة حتي تلتفت وتتابع الحديث بتركيز ، غمز عز لأسما بتولي للأمر لتنسحب اسما بهدوء وتترك لهما الساحة .. وضع يده علي كتفها يربت برقه مع هتافه بتلكيك :-
– طب مش تقوليلي كل معايا حتي ..!
– نفت برأسها وهتفت اثناء مضغ الطعام :- لأ ..!
– انتشل الشطيرة من بين يداها ثم وقضم قطعة مناسبة ووضع الباقي بين يداها .. هتف بتعجب اثناء مضغه للشطيرة :-
– دي مش نفس اللي كلناها !
– اومأت له برقه وهتفت بلطف :- اها أسما عملتهالي .
– هدر بإستميال وهو يداعب انفها بإصابعه :- طب ماتيجي نتمشي شوية كده ..!
– القت بالغلاف في القمامه وامسكت زجاجة المياة ترتشف منها ثم اومأت له وهي تهدر بهدوء :-
– اوكي .
– سارا معا بخطوات ثقيله اثر الرمل .. كان عز الدين اول من يقطع ذلك الجو الهادئ ليهتف بهدوء :-
– بالمُناسبة … مرات اخوكِ كانت بتبص عليكِ ليه .؟
– قهقهت بإستهزاء وقالت :-
– ابدا .. ده هي بس معندهاش حما فقالت تطلعه عليا.
– اومأ متفهما ثم صمت لعدة دقائق اخري يفكر كيف يفاتحها او يلمح لها دون ان يحرج نفسه ، تنهد بإستعداد ثم اطلق زفيرا وهتف بإسمها حتي يلفت انتباهها :-
– جود..
– نظرت له بعدم إرتياح وشعرت بداخلها انه سيضع حد إلي علاقتهما ، توقفت عن السير وثبتت نظرها علي يداها وتنفست الصعداء لتستمع إلي باقي حديثه فـ رد و هو يحك مؤخره عُنقه :-
– بـصراحة كده ، انا معجب بيكي ..!
——-
– يُتبـع


