رواية ملاذ السحاب الفصل الثالث 3 بقلم هاجر يونس – تحميل الرواية pdf

الفـصـل الثـالـث .
——
بعد مرور أسبوعين..
– لم يحدث العديد من الاحداث في تلك الفترة سوي بعض الصدف اللطيفة بين جود وعز وبالطبع بعض المقابلات التي حدثت في حدود مرتين لجود وبسملة اللذان احبا بعض للغاية واصبحا صديقتين مقربتين .. وبالطبع طوال فترة تعرف جود علي بسملة كان يتعرف عز بها ايضا ولمحالفته الحظ كانت بسملة تخبره عن شخصية جود وكذلك اخبرت جود كل ما تعرفة عن عز .. من الممكن ان نقول ان بسملة هي احد عوامل تقرب عز وجود من بعضهما للآخر .. لم يمرا الاسبوعين هكذا دون حدوث خلافات بين هند وجود وخاصتا بعد اخر خلاف بينهما.. توترت علاقتهما اكثر واصبحت جود حريصة اتجاه هند فهي لا تريد اي مشاكل فقط تريد العيش بسلام حتي يأتي من سينتشلها من ذلك العذاب .. رغم محاولات عز للتقرب من جود إلا انهما لم يقتربا من بعضهما كثيرا فقط بعض من الاحاديث التي جرت بينهما في سياق اليوم العملي …
– صعد علي متن الطائرة وهو يستقر في مقعده كقائد لتلك الرحلة البعيدة بعض الشيء ، امسك مسجل الصوت وحرك شفتيه حتي كاد ان يعلن عن انطلاق الطائرة لكن استوقفه ذلك الصوت الأنثوي الفاتن .. استندت علي باب الجزء الخاص باقواد الطائرات وهتفت بنعاس :-
– هتطلع من غير المساعد بتاعك ..!
– التفت ينظر إليها باستفهام وملامح متعجبة ، اعطت ظهرها للباب وهي تغلقه بيداها ثم سارت اتجاه المقعد الخاص بها بغنج أنثوي ، جلست علي المقعد ثم امسكت السماعات الكبيرة ووضعتها حول اذنها ثم هتفت في مكبر الصوت :-
– الرجاء من الركاب ربط الاحزمة حتي تقلع الطائرة .
—
– نظرت جود اتجاه الصوت بدهشه ثم نظرت حولها وارتسمت علي ملامحها علامات التعجب من ذاك الصوت الأنثوي الفاجر بينما تعلم هي ان قائد الطائرة هو عز ..! من اين اتي صوت تلك الفتاة اذن ؟ ضربت بيداها علي جبينها بضيق ثم هزت رأسها بلا عندما فهمت ان تلك الفتاة هي المساعدة ، سارت اتجاه رأس الطائرة بهدوء وتوتر في آن واحد ، تشعر بأن مشاعرها مضطربة للغاية .. فبأي حق تشعر بالضيق من وجود تلك الفتاة ! بالطبع هو يتحدث إليها بطلاقة ورقة كعادته مع الفتيات فهي تعمل معه منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ورأت كيف يتعامل مع الجميع وبالأخص السيدات ..!
—-
– نظرت له بابتسامة ساحرة وهو يضع يده علي محرك الطائرة ومثبت انظاره علي الزجاج بتركيز لتقطع انتباهه وهي تقول برقة وخبث :-
– انا سمعت عن وسامتك كتير بس مكنتش اعرف انك حلو كده ..!
– رفع حاجبه وابتسم باستهزاء ثم هدر يجاريها في الحديث :-
– بجد !! سمعتي اي بقي يا آنسة…
– قاطعته وهي تنطق بحروف اسمها بطريقة ساحرة لفتت انتباهه :-
– كلارا ، وبلاش آنسة دي .. كلارا بس .
– اومأ لها بإطاعة ثم اكمل حديثه وهو يصوب بنظره عليها :-
– كلارا ..! اسم اجنبي ! ويا تري سمعتي اي بقي عني..
– امسكت كأس العصير الطازج وارتشفت منه رشفة صغيرة ثم وضعته علي الطاولة بهدوء ورفعت يداها لتداعب قميصه بتلاعب وقالت :-
– يعني .. كلام كتير ، زي انك مثلا جينتل جدا مع كائن الأنثى عموما ..! لا ريلي دي طلعت حقيقة .. اما بقي بالنسبة لوصفهم جمالك فده مايجيش حاجة قدام وسامتك فعلا ..
– ضحك عز باستمتاع وهو يصغي إلي اقوالها الغير بريئة علي الاطلاق ، جاء في مخيلته جود والفرق الشاسع بينها وبين كلارا .. تحولت ضحكاته العالية إلى ابتسامة هادئة ونظراته إلى نظرات شاردة في فتاته البريئة ..
—-
– اخذت تصغي إلي الحديث الدائر بينهم واختلفت طريقة انفعالها مع كل كلمه كانت تصدر من كلارا وايضا تجاوب عز معها .. وصل غضبها إلي ذروته عندما ارتفع صوت ضحكاته وكادت ان تضغط علي مقبض الباب كي تقوم بفتحه ولكن استوقفها صوت أسما صديقتها تهتف بتساؤل :-
– جود .؟؟ بقالي ساعة بدور عليكِ .. بتعملي اي هنا !
– هزت جود رأسها بلا ثم هتفت علي عجلة :- مبعملش اسبقيني وأنا جاية وراكي علي طول ..
– اومأت لها أسما بتعجب ، هدرت وهي تسير إلي الجهة الأخرى :-
– تمام متتأخريش ..
– اشارت لها جود بضيق واستندت برأسها علي الباب كي تسترق السمع إلي باقي الحديث بينما غادرت أسما إلي الخارج وهي متعجبة للغاية مما تفعله جود ..
—
– طرقعت بأصابعها ذات الاظافر المنمقة امام وجهه وهي تهتف بتساؤل :-
– روحت فين ..؟
– أفاق عز من شروده ونظر إليها بضيق ثم قال وهو يصب انظاره علي القيادة :-
– موجود .. قولتيلي بقي إنت…..
– لم تتحمل جود ان تستمع إلي باقي حديثه فضغطت بيداها علي مقبض الباب سريعا و اخذت تنظر لهم بحرقة بينما التفت عز وكلارا ينظران إلي من دفع الباب بتلك الطريقة ، كادت كلارا ان تصيح بها ولكن اوقفها صوت عز المندهش :-
– جود ..!
– اومأت له بـ الموافقة و علي وجهها ابتسامه بارده لعلها تُقلل من حده الشعور المُنتشر بـ داخلها ، هي تعرف ان بـحُكم عمله يلزمه ان يكون لبق من الفتيات مهلاً مهلاً .. ما شأنها هي من الاساس. !!
– فقالت له بـ هدوء :-
– اسفه بس حبيت ارحب بـ الكابتن الجديدة ..
– نظر لها بـ استفهام ، حديثها غير متطابق مع بعضه ، منذ متي و المضيفات ترحبن بالقادة فـ مُنتصف الرحلات ..؟ خطر علي باله سبب ما لكنه فضّل ان لا يبوح به ..
– فقال لها :-
كلارا .. لسه منقولة في الخطوط المصرية جديد ..
– أومأت لها ” جود ” بترحيب وقالت بـ برود :-
– اهلاً يـ كابتن
– تمايلت الفتاه بـ اغواء انثي وقالت :-
– أهلا بيكِ ..
– شعرت ” جود ” برغبتها فـ ترك الساحة لهم و الدخول لـ مكانها ، ما شأنها يفعل ما يُريد .. ظلت تُردد تلك الجملة بـداخلها لـ تُذكر نفسها انها لا تملك اي حق من حقوق هذا الشعور ..
———
– استيقظ من النوم بـ تمايل علي اصوات اولاده المزعجة قليلاً فـ احداهم كانت تقفز علي ظهره و الاخر كان يلعب بـ وجهه .. فـ انتفض هو بـ زعر و قال :-
– يـ بني بس .. يـ بنتي انزلي مش كده عايز انـام ..
– نفت ابنته حديثه و قالت :-
لا يـ بابا ، ماما قالت لازم نصحيك عشان تعمل معانا الواجب ..
– استغرب قليلاً من افعال زوجته تلك ، فـ هو يري جميع الزوجات تعمل علي راحه زوجها ، فـ لماذا هو حظه سيء لتلك الدرجة ..!!
فـ سأل ابنه قائلاً :-
و ماما بقا بتعمل ايـه يـ مازن ..!!
– لم يُجيب هو لـ شعوره بالخجل من حديث والدته الذي قالته مُنذ قليل بينما شقيقته الصغرى ذات لسان مِثل المبرد قالت :-
– قالت انها تعـمـل الغـدا عشان عـمتـو الحربـاية لما تيـجي تلاقـي الأكل جاهز ..
– نظر لها اخيها بـ لوم فقالت هي مُكمله :-
– متكدبش يا مازن .. ماما قالت كده و كمان قالت ان عمتو دي واحدة وحشة بتـكرهنـا كُلـنـا ..
– اتسعت عيني ” يـاسـر ” من الصدمة ، ماذا تفـعل تلك المرأة بـ اولاده ، تركهم و نهض من الفراش ذاهباً اليها ..
– دخل المطبخ لـ يراها تُدندن قائلة :-
– و زعلان لـيه تعالي اما اقولك .. أنت برتقانه .. واني بُرتقانه .. ناكل لما نشبع و القشـر لـ أختك ..
– رأي أن لا فائدة من تلك الافعال فقال بـ حده :-
– هـنـد ..
– التفتت و انتفض جسدها بـ أكمله من الخضة ، فـ قالت له :-
– جـرا ايـه يـ راجل .. ما تتنحنح قـبل مـ تدخل خضتني .
– ابتسم بـ غصب وقال :-
– اسمعيني كويس .. تحبي أختي أو تكرهيها دي حاجه ترجعلك الحب ده حاجة بتـاعة ربـنا .. بس تكرهي ولادي فـ عمتهم لا و ألف لا يـ هند سـامعه
– نظرت له بـ ضمه حاجبيها بـ استخفاف وقالت :-
– وأنا مالي يـا اخويا هو هغصب العيال يـحبوها يعني ..
– ياسـر بـ حده :- لا متغصـبيش حد يـ ” هند ” .. أنا هعرف ازاي أوقف الموضوع ده عند حده ..
——–
– بعد مرور عده ساعات ..
– انتهت رحلتهم بـ سلام آمن لهم و نزل الرُكاب من الطائرة حتي فرغت الطائرة من جميع الرُكاب و بقي فقط الطقم الطائري .. دخلت هي حتي تُلملم حقيبة يدها الصغيرة ، فـ رأته يقف خلفها و يستند علي الباب ، فقال لها بـ صوتٍ مُتلاعب :-
– اهدي شويه .. هيجرالك حاجه و انتِ لسه صغيره
– ابتسمت بـ استخفاف وقالت له بنظرات حارقه :-
– مـ انا هادية اهو .. شايفني بشد فـ شعري
– تراقص بـ حاجبيه وقال :-
يـا جوجو لو كان المكان يسمح كنتِ عملتيها بـس برستيچك مانعك ..
– شعرت بـ غضب وقالت له :-
– كابتن عز لـو سمحت التزم حدودك معايا ..
– قال لها ” عز ” بـ هدوء :-
– انا لازم حدودي كويس جداً .. حتي مبفتحش ابواب حد من غير استئذان ..
– رفعت حاجبها الايسـر له بـ استفزار وقـالـت :-
– وانا مفتحتش عليك باب الحمام والله .. اووه سوري اكيد ازعجتك انت و عروسه المولد دي ..
– قهقه بـ خِفه علي حِنقها وقال :-
– اهدي هـا اهـدي .. باي باي چود ..
– تركها تستشيط غضباً من افعاله البارده و نظراته المتوتره لها .. يستغل جـميـع الفُـرص لـ يستفزها ، مؤكداً فـ هذا عمله التلاعب بـ الفتيات.
—
– وقفت امام بنايه كبيره نوعاً ما .. استنشقت الهواء النقي لـ تُنعش رِئتيها قبل ان تُرن جرس المنزل .. بعد دقايق فُتٍح الباب و دخلت بـ رفعه الفتاه التي تعمل بـ المنزل ، فـ استقبلتها ” بسـمـله ” بـ ابـتسـامه مـرحه قائله :-
– حقيقي مش مصدقه انك اخيراً وافقتي و قبلتي انك تتغدي معانا النهارده ..
– قهقهت بـ رفق و قالت :-
والله لولا الشُغل كنت جيت من بدري .. بس زي مـ انتِ عارفه وقتنا مش ملكنا ..
– اومأت بـ تفهم لها ، و اتسعت ابتسامتها اكثر حينما رأت ” جدتها ” تتقـدم ناحيـتهم و بـيدها العصا الخاصه بها ، تقدمت منها حفيدتها لـ تُسندها بـ رفق ، جلسا ثلاثتهم فـ صالون المنزل ، وقالت لها ” ناديه ” بـ ابتسامه هادئة :-
– نورتيـنا يـ بنتي ..
– ابتسمت الفتاه بـ حنو لها و قالت :-
– نورك يـ طنط .
– ابتسمت بـ رِفق المرأه ذات الخصلات البيضاء ، فقـالـت ” بـسمله ” لـ تُلطف الجو :-
– تعرفي يـ تيته .. جود بتشتغل مع عز ، يـ خساره كان نفسي يبقي موجود ، بس سـافر مع مـامـا المؤتمر امبارح ..
– فقالت ناديه لها :- مره تانية بـقا يـ بوسي ..
– ابتسم ثلاثتهم .. دقـائق و جاءت النادلة لـ تقول لهم :-
– السُفـره جـاهزه .
– عندما سمعت ” بسمله ” تلك الجُمله اجابت قائله :-
– طب يلا يـ جماعه ناكل و نكمل كلامنا ..
——-
– تعرفـي يـا يـاسمين .. انتِ استحاله تكوني اختي .. اكيد احنا لاقينك علي باب جامع .
– قال تلك الجملة و هو يقود السيارة وسط اشعه الشمس المتسلطة علي عينيه .. فـ نظرت له شقيقته و قالت :-
– و انا ايش عرفـني يعني ان الراجـل هيتعب و هيتنقل المستشفى .
– نظر لها بـ غيظ قائلاً :- لا بس اسيب شُغلي عادي عشان خاطر سيادتك ، و فـ الاخر يتلغي ..!
—
يتبع
