رواية انتي عشقي الوحيد الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم فاطمة حمدي – تحميل الرواية pdf

رواية انتي عشقي الوحيد الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم فاطمة حمدي
صمت تامر وهو يطالعها بنظرات مصدومه لم يستوعب ما قالته وما تفوهت به ، ليهز رأسه بعدم تصديق وهو يقول بذهول: بتقولي ايه يا هنا ايه الكلام ده ؟؟
نظرت له والدموع ما زالت تتساقط من عينيها بغزاره لتقول من بين شهاقتها وصوت منتحب :
– الدكتوره قالتلي أنتي مستحيل تخلفي ، والأمل ضعيف يعني عمري ما هبقي أم
– أنتي خرجتي من ورايا يا هنا ؟؟
إبتلعت ريقها بخوف وهي تهز رأسها بينما هب تامر واقفاً بثوره جنونيه وكأن الصدمه وهول المفاجأه آثارا غضبه وبشده حيث قبض علي ذراع هنا وجذبها بقوه لتقف علي قدميها في ثانية ومن ثم تحدث بصوت هادر وقد تحولت ملامحه للقتامه:
بتخرجي ليه من ورايا ؟؟ أنا قولت ايه
إرتجف جسدها بالكامل وهي تنظر له برعب شديد فقالت ببكاء: أنا خرجت عشان أشوف تأخر الحمل عندي، وهما مرتين بس وكان معايا مريم والله
إتسعت عينيه وكأنها تطلق شرار أثر غضبه الشديد فيما أمسك بخصلات شعرها بعنف ولو أول مره يفعل ذلك التصرف معها ولكنه صُدم وكأنه جُرح فهو يعشق الأطفال وبشده فكيف له أن ينحرم منهم وكيف له أن لا يكون أب ! ولكن هول المفاجأه قد أثارت الجنون والغضب ليشتد علي شعر زوجته وهو يهزها بعنف ويقول : كلامي مبيتسمعش ليه يا هنا بتخرجي مرتين من غير ما تقوليلي ليه ؟
صرخت هنا وهي تتألم بشده وتتأوه فيما قالت بتوسل: أنا خرجت عشان الموضوع ده بس مخرجتش أتفسح والله آآ أنا …..
إنقطع صوتها فجأه وشحب وجهها فيما ظهر اللون الأزرق علي شفتيها ومن ثم خارت قواها وبينما أحاط تامر خصرها بذراعه ليقول بقلق شديد: هنا ..هنا في ايه ياحبيبتي ردي عليا هنا
أغلقت عيناها وثقل جسدها بينما اتسعت عين تامر وقد حملها بين ذراعيه وهو يبتلع ريقه بخوف وقلبه يخفق بشده ومن ثم وضعها علي الفراش وحاول إفاقتها وهو يضرب علي وجنتها برفق وقال بضياع: هنا ، هنا قومي الله يخليكي متعمليش فيا كده ، طب حقك عليا ، متزعليش مني أنا أسف والله مكنش قصدي أضربك هنا .. صمت وهو يحدق بها ويراها ساكنه شاحبه اللون ، يكاد قلبه أن ينقلع من مكانه خوفاً عليها فيما هب واقفاً وأسرع للخارج بحثاً عن طبيب أو مُغيث ، وبعد قليل كان يقف بصحبة الطبيب بعد أن غطي شعرها بالحجاب وبعد أن فحصها الطبيب تحدث وهو يقول بجديه:
– دي حالة إغماء مفاجئه زائد إن صحتها ضعيفه جدا محتاجه تغذيه كويسه وياريت تعملي تحليل أنميا ، وأنا هكتبلها علي علاج تاخده بانتظام وياريت بعد أسبوع أشوفها عندي في العياده،
أغلق تامر عيناه وهو يهز رأسه دون أن يتفوه بكلمه فيما كتب الطبيب الأدويه المطلوبه في الورقه وأعطاها لـ تامر وهو يقول بهدوء:
– وطبعا الراحه النفسيه أهم من أي علاج !
أومأ تامر برأسه وأخذ منه الورقه وسار معه للخارج في إتجاه الباب وحيث كانت مريم جالسه في الصالون نظر لها بعد أن أغلق الباب وقال بغضب: ليه بتخرجوا من ورايا يا مريم وأنتي عارفه أكتر حاجه تضايقني قله سمعان الكلام
إبتلعت ريقها وهي تقول: هنا كانت عايزه تعملك مفاجأه عشان الدكتوره في المره الأولي طلبت تحاليل وقالت لو طلعت حامل تعملك مفاجأه بس للأسف هي اتصدمت صدمه عمرها وكمان أنت كملت عليها
تنهد بضيق وقال: والدكتوره دي ، أنتوا متأكدين إنها شاطره وواثقه من الي قالته يعني فعلا مستحيل هنا تخلف
أومإت مريم برأسها وقالت بخفوت: هي شاطره والناس كلها بتروحلها هي كتبتلها علاج بس قالت الأمل ضعيف
مسح وجه بكفيه ومن ثم دلف إلي الغرفه بهدوء وفي هذا الحين كانت هنا قد فتحت عينيها والدموع إنسابت بغزاره مجرد أن رأته أمامها نظرت له نظره تحمل الكثير عتاب وألم وحزن شديد لأول مره لا يري ضحكتها عندما يقترب منها ولأول مره يراها بهذه الحاله إقترب منها وهو يشعر بالندم علي ما فعله ولا يعلم كيف أخافها بهذه الطريقه وكيف جذبها من خصلاتها التي كان دوما يداعبهم كما إعتادت هي منه وما أن إقترب حتي هبت واقفه تصرخ بذعر قائله باهتياج: لا متضربنيش متضربنيش أنا معملتش حاجه إبعد عني كفايه….
إقترب منها بذهول وهو يشير لها بيديه قائلا باطمئنان: هنا إهدي ياحبيبتي مش هعملك حاجه متخافيش
ألصقت ظهرها بالحائط وظلت تبكي وتشهق عاليا بمراره بينما إقترب تامر منها سريعاً فدفعته بيديها الصغيره المُرتعشه ولكنه لم يتراجع بل جذبها إلي أحضانه وحاوطها بذراعيه ممسداً علي شعرها وهو يقول بهدوء : إهدي يا هنا إهدي
لم تستجيب له بل ظلت تدفعه بيديها رغم أنها خرجت دون علمه ولكنها لم تتوقع منه هذا الرد بل ظنت أنه سيأخذها في أحضانه ليهون عليها ما هي فيه فليس بالأمر الهين أن تنحرم من الأمومه ولكنه دون أن يشعر زاد من جرحها فكما هو إنصدم هي الآخري تموت قهراً ،
حركت رأسها بالنفي سريعاً وهي تقول بصياح: سبني سبني متلمسنيش
لا يريد أن يتركها يريد أن يدخلها في أعماق قلبه فقال بانفعال خفيف: طب اهدي عشان خاطري أنتي تعبانه ، كده مش هينفع
صاحت بإصرار وتشنج: إبعد عني
تنهد بقوه وأرخي ذراعيه عنها ومن ثم قال بهدوء ممتزج بنبره حزينه: خلاص بعدت عنك يا هنا إهدي بقا
صمتت وهي تنظر له بزعل شديد نظراتها تؤلمه بشده كان يجب عليه التخفيف والإطمئنان ولكنه لم يفعل ذلك ظلت لغة العيون تتحدث بينهما حتي إنفتح الباب ودلفت مريم وهي تقول بلهفه: في ايه ياتامر في ايه يا هنا ؟
أسرعت هنا وإحتضنتها بشده وإنفجرت في البكاء مره ثانيه بينما مسدت مريم علي ظهرها وهي تقول بهدوء: اهدي ياحبيبتي اهدي
مسح تامر علي رأسه هو يعلم مدي تأثير الصدمه عليها وغضبها منه أيضا فقال متنهداً: أنا هنزل وخليكي معاها يا مريم وأنا رايح المعرض وهجيب العلاج وأنا جاي خلي بالك منها وخليها تاكل كويس
أومأت مريم برأسها قائله: حاضر
إنصرف تامر سريعاً متجها إلي الخارج يشعر بالضياع صدمته جعلته يقسي علي صغريته فجعلها تفزع منه !! وهذا الإحساس قاتل بالنسبه له …..
دلف إلي المعرض وهو في أشد غضبه وعصبيته فيما ضرب علي سطح المكتب بقوه ثم مسح علي رأسه وأغلق عيناه بضيق ثم أعاد فتحها وأشعل سيجارته وجلس يدخنها بشراهه نظر إلي سطح المكتب فوجد عليه بعض الأتربه وكأنه يريد أن يخرج شحنه غضبه في أي أحد فقال بصياح:
-عم عوض
بعد قليل أسرع إليه عوض وهو يقول: ايوه يا أستاذ…..
لم يمهله فرصه حيث قال بغضب: المكتب ده متنضفش ليه النهارده
عم عوض بهدوء: والله جبت عامل نضافه ونضفه النهارده يا أستاذ تامر
نفث دخان سيجارته وقال بصوت عالِ: يعني أنا بكذب جري ايه ياعم عوض ما التراب قدامك أهو
إندهش عوض من تلك الحاله الغريبه التي عليها لأول مره بهذه العصبيه يتحدث فيما قال عوض :
بس النهارده يمكن عشان الجو معلش هنضفه تاني
أشار تامر له بيده وهو يقول بصوت هادر: طب إتفضل شوف شغلك
أسرع عم عوض متحركاً من أمامه وهو يقول بصوت منخفض: ماله ده
بينما اقترب إسـلام وهو يقول بدهشه وتساؤل: في ايه ياتامر مالك في حاجه حصلت ؟
أغلق تامر عيناه وهو يقول محاولا السيطره علي أعصابه:
– سبني لوحدي يا اسلام لو سمحت
كاد إسلام أن يتحدث مره ثانيه ولكنه قاطعه بصرامه وقال: سبني لوحدي يا إسلام
رفع إسلام حاجبيه بدهشه وإنصرف من أمامه وهو يقول بخفوت: طيب أروح أتغدي أنا بقا
توجهت خارج المطبخ بعد أن قامت بذبح دجاجتان بسكين حاد وأصبحت يديها ملطخه بالدماء والأرض كذلك بمنظر مقزز للغايه فيما هتفت بصوت عالِ وهي تقول بتأفف: نهي أنتي يا نهي يا نهي
تأففت نهي حين سمعت صوتها فتوجهت إليها وهي تقول بإمتعاض:
– نعم خير
لوت سميه فمها وهي تقول بلهجه آمره: خشي ياختي إسلخي الفرختين الي دبحتهم دول وبعدين إمسحي الأرض وصبني المواعين وعايزه المطبخ بيلمع وبسرعه عشان جوزك زمانه جاي من الشغل وهيبقي عايز يتغدي
ٱتسعت عين نهي وهي تقول: نعم أنا أنضف فراخ مبعرفش اعمل الأرف ده
صاحت بها وهي تقول بصرامه: جري ايه يابت انتي هتعمليلي فيها بنت زوات ولا ايه لا اتعدليلي ياختي لأعدلك
نهي بإصرار: لا يمكن أعمل كده أبدا حتي لو عملتي ايه بالذي
إقتربت منها سميه وهي تقول بسخريه: يعني بتقرفي ياختي طب خدي بقا .. وبيديها الملطخه بالدماء لطخت تلك المنامه الحريريه باللون الأبيض التي ترتديها نهي التي صرخت بذهول من فعلتها فيما قالت: ايه الي بتعمليه ده ابعدي ابعدي عني
فتح إسلام الباب ودلف ليراهما فٱتسعت عينيه بذهول وإقترب منهما قائلا بدهشه: ينهار أسود أنتوا عورتوا بعض ولا ايه ايه الدم ده ؟؟؟
نهي ببكاء: شوف أمك عملت ايه دم الفراخ وبهدلتني يا اسلام
نظر لها بذهول وتابع قائلا: ايه يا امي ده ليه كده
لوت سميه فمها وقالت : ال ايه بقولها خشي نضفي الفرختين مش راضيه وتقولي نضفي أنتي هو أنتي علي راسك ريشه وهات بقي غلط فيا وأنا مش عايزه أتكلم لحد ما خرجت عن شعوري
عقد إسلام حاجبيه وإلتف لينظر إلي زوجته وقال: ايه يا نهي ازاي تكلمي أمي كده
إنفعلت نهي قائله: محصلش دي بتكذب
شهقت سميه وهي تضرب علي صدرها وقالت: يالهوي بتقولي عليا كذابه يابت
إسلام بصرامه وقد أمسك ذراع نهي بقوه’ : ما تلمي نفسك يا نهي أنتي بتطولي لسانك علي أمي ولا ايه
إبتسمت سميه بانتصار وقالت بتحدي : حبيب أمك يابني
تألمت نهي وقد أدمعت عينيها فيما قال إسلام بحزم: اياكي أسمعك تطاولي عليها كده تاني فاهمه ولا لا
صرت نهي علي أسنانها ومن ثم قالت ببكاء: ماشي يا إسلام ماشي
رفع حاجبه وهو يقول بغضب: يلا اعمليلي الاكل بسرعه عشان جعان اخلصي
نظرت إلي سميه بغل وتوجهت إلي المطبخ وهي تتأفف من رائحه الدم الكريهه ثم دلفت وهي تبكي بيأس ……….
عم ظلام الليل وأنزل ستائره حيث آنار القمر في الآفق ليعطي ضوء، ساحر ،
كانت جالسه تحتضن ساقيها وما زالت الدموع تهبط علي وجنتيها حتي تورمت عيناها وأصبح وجهها وكأنه خالي من الدمويه أصبح لونه أصفر باهت كلما تذكرت أنها لم تصبح أم تزداد قهراً وكلما تذكرت حبيبها الذي قسي عليها تموت قهراً وحيث كانت مريم تهون عليها ولكنها لم تستمع لها هي فقط تريده هو تريد عناقه تعلم أنها ترتاح في أحضانه فقط رغم كل شئ رغم غضبها منه تشتاق إليه رغم كل شئ هي تريده ولا تريد سواه …..
دقائق وفتح الباب ودلف بعد أن إشتري الأدويه وعصائر مفضله لديها سار في ٱتجاه الغرفه ودلف بإشتياق ناظرا إليها باشتياق ولكنها أشاحت بوجهها مجرد أن رأته بينما نهضت مريم قائله: حمدلله علي السلامه
تنهد قائلا بجديه: الله يسلمك ، كلت هنا ولا لاء
مريم بنفاذ صبر: كلت حاجات بسيطه جدا جدا ومن ساعتها وهي علي الحاله دي حتي مش راضيه تكلمني
أومأ تامر برأسه قائلا: طيب يا مريم ، أنتي إتاخرتي علي أحمد كده تعالي أوصلك عشان ميزعلش
مريم بهدوء: لا ماهو هيجي ياخدني ثواني وهيرن عليا دلوقتي.. لم تكمل حديثها حيث رن هاتفها فقالت : اهو يلا أنا هنزل .. أسرعت لتقبل هنا وهي تقول: هجيلك بكره ثم قالت موجهه حديثها لشقيقها :
– ربنا يهديك يا تيمور عليها يااااارب
تامر بجديه: يلا إنزلي لجوزك
أومأت برأسها وتوجهت إلي الخارج وأغلقت الباب خلفها لتهبط درجات السلم وتخرج من البنايه حيث يوجد أحمد الذي قال بغضب مصطنع:
– الله الله ما لسه بدري يا هانم ما تباتي فوق أحسن !!
رفعت حاجبيها باندهاش وهي تقول: الله في ايه يا ابو حميد مش دي ظروف طارقه
إقترب منها وهو يقول بمزاح: طارقه ! والنبي أنتي الي عايزلك طلقه ف دماغك
عقدت حاجبيها وهي تقول بتذمر : بقاااا كده يا أبو حميد طب حسابك معايا في البيت والله لأشتكيك لطنطي وفاء
ضحك أحمد قائلا: طنطي إسمها أنطي ياهبله يا كرومبه
وكزته في ذراعه وهي تقول بغيظ: متقوليش يا كرومبه قولتلك ميت مره
أمسك يديها وهو يقول رافعا حاجبه: طب تعالي نشوف الموضوع ده في البيت ده أنا هقطعك
سارت معه قائله : تقطع مين يابابا ده انا هشلفطك
ضحك وهو يقول: ماشي بس أما أروحلك يا كرومبتي …..
جلس تامر جوارها علي الفراش وقال بهدوء متأملاً ملامحها الباهته:
– لسه زعلانه مني ..أنتي عارفه إني مبقدرش علي زعلك يا هنا وعارفه إني ديما مبقصدش أزعلك
لم تجيب عليه رغم إشتياقها له ظلت تبكي بصمت حتي إقترب منها أكثر ومسح دموعها طابعاً قبله طويله علي جبينها وقال :
أنا آسف يا هنا صدقيني غصب عني ، وكمان إتفاجئت وإتصدمت إني مش هبقي أب ، و…..
قاطعته وهي تقول من بين بكائها : وأنا مش هبقي أم ، أنت ممكن تبقي أب ، ببساطه هتتجوز وهتبقي أب لكن العيب مني أنا فعادي متزعلش!
عقد حاجبيها ورفع كفوفه ليحتضن وجهها بينهما وقال بصدق: لا يمكن ده يحصل إن مكنوش ولادي منك مش عايزهم أنتي بتقولي ايه يا هنا أنا لو هموت مش هبقي لحد غيرك
نظرت في عيناه وقد إستشفت الصدق من حديثه ولكنها قالت :
ليه ؟ ليه متتجوزش؟ علي فكره أنا مش هزعل ، أنا الي هطلب منك كده ولازم تتجوز وتبقي أب أنا مش هسمح لنفسي أمنعك من الخلفه ، أنا مش أنانيه
تنهد بقوه وقال بهدوء: وأنا بقولك أموت الأول قبل ما أكون لغيرك يا هنا ولا حتي تشارك واحده فيا ، وكل حاجه وليها علاج وربنا أكيد هيرزقنا في أي وقت مفيش مستحيل كل شئ بأيد ربنا وبس
رفرف قلبها وكادت أن تبتسم ولكنها عبست بوجهها وقالت بجديه: أنا هنام عشان تعبانه لو سمحت إبعد عني
رفع حاجبيه في إندهاش ثم قال بعصبيه خفيفه: يا هنا مكنش قصدي طب أعمل ايه ، قولتلك آسف خلاص بقا
نظرت له لتقول بثبات : مش قابله اعتذارك أوعي عشان هنام
إتسعت عيناه بصدمه وضغط علي شفتيه بحنق ولكنه قال بهدوء عكس ما بداخله: طب كلي وخدي العلاج الأول وبعدين نامي
حركت رأسها بالنفي لتقول باصرار: لا مش عاوزه
إنفعل وقال: لا هتاكلي وهتاخدي العلاج سامعه ولا لاء وإلا قسما بالله هأكلك بالعافيه
تنهدت بنفاذ صبر وقالت بضيق: طيب
إبتسم لها ثم نهض وأحضر لها الطعام بنفسه وجلس يأكل معها بصمت يتابعها فقط بعينيه بينما هي كانت تتحاشي النظر له ولكن قلبها قد زال نصف الآلم الذي به وتفرح لاهتمامه بها …
وبعد قليل قد إنتها من الطعام وأخذت الأدويه وتدثرت بالغطاء وأعطته ظهرها فيما تسطح تامر جوارها وهو يزفر بضيق كيف له أن ينام وهي ليست بأحضانه مثل كل يوم نعم هو عاقبها من قبل بنفس العقاب التي تعاقبه به الآن ولكنه ينهار بداخله ولكن عليه التماسك .. فيما قال بتوسل : يا هنا خلاص طيب متزعليش مش هعمل كده تاني
تنهدت بصوت مسموع وقالت بجديه: لو سمحت عاوز أنام
زفر بضيق وحدق في سقف الغرفه وظل شارداً يفكر في أمور عديده ولم يغفو إلا بعد ساعتان من الزمن وظلت هنا علي حالها لم تنام أبدا فألتفتت له لتجده في سبات عميق ألصقت نفسها به وأراحت رأسها علي صدره وتشبثت به قائله بخفوت’ : برضو مش هكلمك …… !!
