Uncategorized

رواية انتي عشقي الوحيد الفصل السادس والعشرين 26 بقلم فاطمة حمدي – تحميل الرواية pdf


رواية انتي عشقي الوحيد الفصل السادس والعشرين 26 بقلم فاطمة حمدي 

الفصـــل السادسـ والعشرون
في المساء
عاد تامر إلي المنزل وما أن دلف داخل البنايه وصعد درجتان من السلم ، حتي وجد تلك الصغيره تلعب بمرح طفولي ، وتتحدث مع دوميتها وكأنها إبنتها ، تلقيها للأعلي ثم تتلقاها وتحضنها وتدور بها ، في حين كان تامر يتأملها بإبتسامه ولكنها حزينه مشتاقه ، تلك الغريزه الأبويه بداخله تتحرك عندما يري أمامه أطفال صغار يريد أن يكون له طفلا صغيراً ، ثم بعد ذلك يصبح سنداً له عند الكبر هذه هي سنه الحياه !
إنتبهت زينه التي كانت تلعب دون إكتراث ، فركضت في إتجاهه وهي تقول بصياح: عمو تامر ، هو أنت هنا من إمتي ياعمو
إبتسم لها وإنحني بجسده ، ليكون بمستواها ثم أمسك بطرف ذقنها وهو يقول بتنهيده:
– أنا هنا من بدري يا حبيبتي ، وشايف وأنتي بتأكلي العروسه ، في حد يأكل العروسه ؟
ضحكت ببراءه وقالت سريعا: أصلها بنتي ، تعرف هي إسمها ايه ؟
رفع حاجبيه باندهاش وهو يقول بتساؤل: إسمها ايه ؟
إقتربت منه ومن ثم قالت بهمس في أذنه : اسمها زوز
ضحك وهو يقول ؛: يا سلام ، سمتيها علي إسمك
أومأت برأسها قائله: اه ، عشان أنا بحب الاسم ده تعرف ياعمو تامر ، محدش بيقولي زوز غيرك
تنهد تامر بقوه ، ثم جذبها ليأخذها في أحضانه بحنان أبوي ظن أنه سيفقده ، أغلق عيناه داعياً لله في سره ، أن لا يحرمه من هذه النعمه ويرزقه الذريه الصالحه الباره به ، وظل ثوان علي هذه الحاله حتي وقف أمامه عمرو وهو يقول: تامر !
إنتبه تامر لصوته وإنتصب في وقفته وهو يقول بجديه:
– أهلا يا عمرو
إبتسم له وقال : والله ساعات بحس ان زينه بتحبك أكتر مني شخصياً
إبتسم تامر وهو يمسد علي شعر الصغيره وقال بهدوء: لا متقولش كده، ربنا يخليهالك ويخليك ليها
بادله عمرو الابتسامه وقال ،: ربنا يخليك ، ويرزقك الذريه الصالحه ان شاء الله
تنهد تامر قائلا: أمين ، ثم تابع قائلا: عن اذنك
تحدث عمرو سريعا وهو يقول: إستني عايزك في موضوع كده
أومأ برأسه وقال باهتمام: خير يا عمرو ؟
عمرو بتردد: بصراحه ياتامر هي أمي مُصره أكلمك في …..
قاطعه تامر وهو يقول بغضب: متكملش ، أنا عارف إنت هتقول ايه، رجاله مش هتعتب بيتي مهما حصل !!
عمرو بهدوء: بس هو ملوش حد كده وخسارته يترمي في الشارع
ضيق تامر عينيه وقال بجديه: ما يترمي يا اخي وانا مالي ، في داهيه ، إنما يدخل بيتي أبدا
تنهد عمرو قائلا: أنا قولت لامي إنك مش هتوافق ، بس هي مصره عموما فكر في الآخر ده ثواب وهيعود عليك
تحدث تامر وقال ساخراً: خلي أمك تاخد هي الثواب وتاخده وتروح تسكن بيه في أي حتي وتحل عني يكون أحسن ، وهي بصراحه محتاجه الثواب ده ، ثم تابع مستهزءاً : وربنا يتقبل !
كاد عمرو أن يتحدث ولكنه لم يمهله فرصه حيث أكمل صعود درجات السلم سريعاً وبخطوات واسعه أشبه إلي الركض ، حتي وصل إلي شقته وأدخل المفتاح في الباب ومن ثم دلف مغلقاً الباب خلفه وجد هدوء فزاغت أنظاره في أنحاء المنزل ، كان مرتب ومنمق رائحته طيبه ، وإضاءه خفيفه تُريح الأعصاب ، سار حتي وصل إلي غرفة النوم ، ونظر ليري زوجته جالسه علي الفراش ولكنها غافيه وهي جالسه وممسكه بهاتفها ، رفع حاجبيه باستغراب وسار ليقترب منها شعرها منسدل ولكنه يتطاير مع هواء المروحه ، وترتدي منامه حريريه من اللون من اللون الأحمر الوردي ومُعطره رائحتها تخطف العقل والقلب ،
جلس جوارها بهدوء يتأملها بعشق جارف ، تنهد بحراره ومن ثم سحب الهاتف من يدها بهدوء ونظر إلي شاشته ، فوجد صورته مُكبره تملأ شاشه الهاتف ، دق قلبه ليعلن عن إرتفاع معدل العشق فيه ، حتي بغيابه هي تحدق بالبديل الذي معها ، إقترب منها أكثر وطبع قبله علي جبينها طويله ، في حين فتحت هنا عينيها وهي تشهق بخوف
إبتسم وجذبها إلي أحضانه وضمها بقوه قائلا بهدوء: متخافيش ياحبيبي ، ده أنا
تنهدت بارتياح ومن ثم بادلته العناق وأغلقت عينيها لتستنشق رائحته وقالت بخفوت: خضتني
أبعدها عنه قليلاً لينظر في عينيها مباشرة وهو يقول برومانسيه: معلش ياحبيبي مكنش قصدي أخضك ، وبعدين ايه الجمال ده ، أنهي جملته وهو يغمز لها حتي توردت وجنتيها سريعا وكادت أن تتحدث ولكنه قاطعها بقبله قويه تحمل الكثير من المشاعر ومن ثم إبتعد وهو يقول بصوت لاهث: وحشتيني
لم تستطع الحديث بل حدقت به لبرهه وهي تزدرد ريقها بتوتر وقد إرتجفت كلياً
أمسك هو طرف ذقنها برفق وقال هامساً: مالك؟ أنتي لسه زعلانه مني ؟
أومأت برأسها وهي تنظر له دون أن تتفوه
أخذ تامر نفساً عميقاً ومن ثم زفره بهدوء وقال : هتفضلي زعلانه مني علي طول يعني ؟ مش أنا إعتذرت منك ، في ايه تاني بقا ؟
إبتلعت ريقها قبل أن تجيب عليه وإستجمعت شجاعتها دفعه واحده، ثم قالت بثبات: عاوزه أدخل الجامعه ، عاوزه أكمل تعليمي
أغلق عيناه سريعاً بغضب محاولا ضبط أعصابه ثم قال: مُصره برضو تضايقيني يا هنا مفيش فايده فيكي
تحدثت بهدوء وقالت :
– أضايقك ليه ؟ أنا حره ، عاوزه أكمل تعليمي ليه بتمنعني ؟
أجابها سريعاً وهو يقول: عشان بخاف عليكي بحبك ومش عايزك تتبهدلي بره أنا مضمنش ايه يحصلك في الشارع وانتي لوحدك
زفرت بضيق وقالت: الي ممكن يحصلي بره ممكن يحصلي هنا ف البيت ده قضاء وقدر !
نظر في عينيها ليقول بهدوء: أنتي عايزه تكملي ليه يا هنا ؟
تنهدت وقالت بنفاذ صبر: عشان أكون متفتحه أكتر وعندي خلفيه لكل الي بيحصل حواليا وعشان كمان أشتغل بعد كده ويكون ليا مركزي وأحقق ذاتي
رفع تامر حاجبه وهو يقول: صلاه النبي أحسن، ده أنتي كمان عايزه تشتغلي ويكون ليكي مركز ده علي أساس إنك متجوزه كيس جوافه صح ؟؟
زفرت أنفاسها بضيق وتابعت قائله: كيس جوافه ،كيس مانجه معرفش بقا
رمقها بنظرات قويه حاده وتابع قائلا: لا والله ، أنتي من أمتي بتردي عليا كده ؟
أشاحت وجهها بعيدا لتقول بحنق: من دلوقتي ، عشان أنا زهقت من تحكمك ده وزهقت من…….
صمتت فجأه وهي تبتلع ريقها ناظره له وقد إنتبهت لنفسها ظلت محدقه به في حين هو حَزن من كلامها للمره الثانيه ولكن هذه المره غير السابقه فقد صُدم بالفعل ،
تحدث بحزن ممتزج مع الغضب وهو يقول: كملي ، سكتي ليه ، زهقتي مني يا هنا مش كده
حركت رأسها بالنفي لتقول بأعين دامعه: لا والله أنا مقصدتش هي كلمه طلعت غصب عني
أومأ برأسه وقال بهدوء عكس ما بداخله: خلاص يا هنا تصبحي علي خير… ومن ثم نهض ليبدل ملابسه فنهضت خلفه وهي تقول بأسف: والله مكنش قصدي ياتامر أنت عارف إني بقول اي حاجه
خلع قميصه ومن ثم أمسك بالتي شيرت الأبيض الخاص به وشرع في إرتدائه وأبدل ملابسه بالكامل في صمت تام تاركا لها تبكي وتعتذر ولكنه لا يبالي ثم إتجه إلي الفراش بهدوء وتسطح فلهجتها تغيرت معه في الصباح تتهمه بالأنانيه والمساء تقول أنها قد زهدت منه ، فلقد تأثر بكلماتها وكأنه طفل صغير حَزن بشده وغضب لا يريد طعام ولا كلام ، في حين إقتربت منه أكثر وهي تقول من بين بكائها: طب مش هتاكل
أغلق عيناه ولم يجيب عليها مما جعلها تندم علي ما تفوهت به ، مدت يدها لتمسد علي شعره وقالت ببكاء: طب أنا آسفه صدقني مكنش قصدي والله ،
تنهد بقوه وظل علي وضعه لم يتفوه بكلمه واحده مغلق عيناه بضيق وبعد أن يأست تسطحت جواره وعانقته بشده ثم دفنت وجهها في صدره وهي ما زالت تبكي وتشهق كالطفله الصغيره
عاد إسلام إلي منزله ، بعد أن قضي وقتاً طويلاً علي المقاهي ، مع أصدقائه ، وما ان دلف حتي إتجه إلي غرفة النوم وهو يُطلق صفيراً عاليا ويترنح يميناً ويساراً ويدندن بصوت خافض بينما كانت نهي تجلس علي الفراش والنار تشتعل بداخلها بسبب إهماله الزائد بها ، لم يشعر حتي بالذنب تجاهها وأنه قد ضربها في الصباح ، تشعر بالٱهانه منه ، وأن كرامتها قد تبعثرت وهو السبب في ذلك ..
إقترب منها بهدوء وجلس علي الفراش وهو يقول: أنتي لسه صاحيه
نظرت له باحتقار وتابعت قائله: اه ، عندك مانع ؟
غمز لها ليقول هامساً: لا مانع ايه بقا ده كويس انك صاحيه ده أنتي وحشاني أوي
لوت فمها وهي تقول بتهكم: يا سلام ، غريبه أوي الصبح تضربني وبليل تقولي وحشاني ولا هو عشان مزاجك !!
رفع حاجبه وهو يقول بحده:
– بقولك ايه يا نهي متبوظليش الدماغ الي عاملها الله يخليكي تعالي بقا
إقترب منها فدفعته بيديها وهي تقول بتأفف: إف ايه الريحه دي أنت شارب ايه ؟؟
إبتسم وهو ينظر لها بخبث من عينيه الحمراء أثر ذلك الشراب الذي يسمي (حشيش) ثم قال: حشيش
إتسعت عيناها وهي تقول بصدمه: أنت بتشرب حشيش ؟؟
أومأ برأسه قائلا بلا مبالاه: أها ، مالك مستغربه ليه
عقدت حاجبيها وهي تقول بغضب: من امتي عمرك ما جبتلي سيره يعني ؟؟
تأفف وهو يخلع قميصه ويلقيه دون إكتراث وقال: اوووف ، غاويه تنكدي عليا كل يوم
تنهدت بضيق وهي تقول بهدوء: أنا كل يوم بصدم فيك عن اليوم الي قبله أنت لا يمكن تكون إسلام الي أنا حبيته
قهقه دون وعي وهو يقول بسخريه: لا هو أنا تعالي بس وهتعرفي إن أنا .. جذبها من يديها لترتطم بصدره ثم قال بصوت رخيم: أنا اسلام حبيبك يانهي
رمقته بنظرات غاضبه وقالت باذدراء :
– إبعد عني متلمسنيش ، أنت مبتحبش غير نفسك وعايز تاخد الي عايزو وبس وأنا ؟ أنا فين ولا كأني بني آدمه
صر علي أسنانه وقال والشر يتطاير من عيناه: اتعدلي يانهي بقا ، وعدي ليلتك علي خير
دفعته بكلتي يديها في صدره وهي تقول بتحدي: مش هتلمسني يا اسلام
لم يمهلها فرصه حيث جذبها من شعرها بقوه وهزها بعنف وهو يقول بحده: مش بمزاجك ياحبيبتي ، أنا حر أخد حقوقي في الوقت الي أنا عايزو
صرخت وهي تتألم من قبضته علي شعرها وقالت : اااه شعري سبني بقا حرام عليك
قهقه وكأنه بالفعل مُغيب وغير طبيعي بالمره كأنه يتسلي وهي لعبه في يده ثم قال من بين ضحكاته: مش هسيبك يا نهي ، ثم ألقاها علي الفراش ليزيد من عذابها ويزيقها العذاب ألوان فكل يوم يجعلها تندم كل يوم تكتشف شيئاً جديد لم يكن ظاهراً من قبل في فترة الخطبة ويكون ذلك الشاب إسلام أسوء مثال للزوج !
ومــر أسبوع
مر أسبوع علي أبطالنا كانت أيام متوتره للغايه لكل من هنا وتامر ، فقد إلتزم الصمت ليعطي لها ولذاته فرصه حتي تُريح فيها الأعصاب وتهدأ القلوب ولكنه ينهار بداخله في بعدها رغم أنها قريبه لا تبتعد تعانقه وتعتذر ولكنه صامتا لا يعلم لماذا يصمت هل هو بذلك يُعاقبها أم يتركها تهدأ أم هو الذي يحتاج إلي الهدوء والراحه هو لا يعلم سوي أنه ينهار ومشاعره مشتته للغايه …..
وكان الوضع بين نهي وإسلام كما هو بل يزداد سوءاً وتعقيد ، فقد أهملها إسلام أشد الإهمال ولا يلجأ لها إلا عندما يأخذ ما يريده فقط ، وإن إعترضت تتلقي الصفعات والضرب وكما أن والدته تحاول إفساد حياتها ،وتتمني لها المزيد من العذاب ، والآن نهي تبكي وتتحسر علي حالها وتندم آلاف المرات علي تلك الزيجه……
ويظل الثنائي الفكاهي كما هو يمزحان مع بعضهما ويتشاجران كالأطفال ويذكرا الله سويا كما أن أحمد ، قد بدأ بتحفيظها القرآن الكريم بالتجويد ويوميا ، بطريقه مبسطه للغايه وكانت والدته تشارك معهما ، وتعامل زوجه وليدها مُعامله طيبه كإبنتها تماما ! وكما أن مريم في الشهر الأول من حملها وهذا الخبر السعيد أضاف لهم روحا من البهجه
وتظل نجاح تدبر هي وإبنتها في إفساد حياة العاشقين بأي وسيله من الوسائل …
*****************************
وفي ليلة الجمعه في المساء أغلق أحمد كتاب الله ووضعه علي الطاوله وهو يقول بهدوء: كفايه عليكي كده النهارده يا كرومبتي بكره نكمل
عقدت مريم حاجبيها وهي تقول: ما كنا كويسين بلاش كرومبتي دي أحياه عيالك ياشيخ
ضحك أحمد وهو يقول: طب قومي ننام بقا وبطلي لماضه لحسن أنا حاسس أني متوتر توتر محدش توتره قبل كده
قهقهت مريم قائله من بين ضحكاتها: ليه في ايه
تنهد أحمد قائلا: أصل بعد ما صليت العشا في المسجد الإمام قالي أنت بكره تقول خطبة الجمعه بدالي عشان هو عنده ظروف وكده
مريم بهدوء: طب وايه يعني يا أبو حميد هي أول مره يعني
مسح أحمد علي رأسه وقال: لا أصل بقالي كتير يامريم مقولتش خطب فحاسس إني أول مره هخطب
تنهدت مريم قائله: لا اهدي كده وان شاء الله هتبهرهم قولي بقا هتبقي الخطبه عن ايه ؟
أحمد بهدوء وابتسامه: عنك يا رومتي ، عنك وعن أي زوجه وعن النساء وحقوقهم علي الأزواج
إبتسمت مريم قائله: بجد والله
أومأ أحمد برأسه وهو ينهض قائلا: اه يلا بقي عشان ننام وربنا يستر !
مرت الليله وأشرقت شمس صباح يوم الجمعه حيث نري الآذان يعلو في الميكروفون ونري المسلمين يدلفون إلي المساجد بكثره فأنه عيدا لهم ويوم مميز عن بقيه الأيام وحيث وقف أحمد علي المنبر بتوتر ليلقي علي المصلين الخطبه اللذين تراصوا صفوف جالسين ناظرين له باهتمام وكان تامر في الصف الأول ينظر له باعجاب وابتسامه تزيد من تشجيع أحمد الذي خطف نظره سريعه له وكان إسلام وعمرو يجلسان بصحبته في الصف الأول أيضا …..
وحيث بدأ أحمد كلامه بـ “بسم الله الرحمن الرحيم”
إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَهُ، خلَقَ العرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ ولم يَتَّخِذْهُ مَكانًا لِذَاتِهِ، جَلَّ ربي لا يُشْبِهُ شيئًا ولا يُشْبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلُّ في شىءٍ ولا يَنْحَلُّ منهُ شَىءٌ، ليسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ وهوَ السَّميعُ البَصيرُ. وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه، طِبُّ القلوبِ ودواؤُهَا وعافِيَةُ الأبْدانِ وشِفَاؤُها، ونُورُ الأبصارِ وضِياؤُها صلَّ اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ….
ومن ثم صمت لبرهه ليأخذ نفسا عميقا ويتابع قائلا بثبات :
إخوتي في الله أود أن أتناقش معكم وأسرد عليكم الواجبات التي يجي تأتيدها تجاه النساء وهذا لكثره الطلاق والمشاكل بكثره في هذا الجيل هيا لنعرف سنن رسولنا الكريم وكيف كان يعامل زوجاته ولنتبع نحن هذه السنن كي تهدأ حياتنا فبصلاح الأُسْرَة فهي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وصلاح الأسرة لا يتم إلا إذا علم كل فرد من أفرادها بما عليه من واجبات وما له من حقوق، ثم بادر بأداء هذه الواجبات لأصحابها قبل أن يطالب بحقوقه، وهذه الحقوق والواجبات ثابتة في الشرع الحكيم ؛ لقول الله تعالى : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].ولقوله صل الله عليه وسلم: “إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً” (الترمذي وصححه) ، ومن أهم الواجبات الأسرية واجبُ الزوج تجاه زوجته والآداب التي يجب أن يتحلى بها الزوج.
بداية يجب على الرجل أن يعلم أن حَواء عليها السلام قد خُلِقت من ضلع من أضلاع آدم عليه السلام، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:”إِنَّمَا خُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ، فَلَنْ تُصَاحِبَهَا إِلا وَفِيهَا عِوَجٌ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وكَسْرُكَ لَهَا طَلاقُهَا” وفي هذه المعلومة عدة إشارات ، منها : (1) أن الضلع هو أقرب مكان للقلب، وكأن هذا هو مكانها الطبيعي من الزوج، أن تكون في قلبه فيعاملها بالعاطفة والحب والحنان، ولو خُلِقت المرأة من رأس الرجل مثلاً لكانت هي عقله المفكر الذي يسوسه ويقوده، فالمرأة التي تحاول أن تقود زوجها عليها أن تعلم أنها تحاول أن تضع نفسها في مكان غير المكان الذي خلقها الله عز وجل من أجله، ولو أن المرأة خُلِقَت من يد الرَّجُل مثلاً لكانت يده التي يبطش بها أو يتكسب بها، ولو خُلِقَت من رِجْلِه مثلاً لداسها وأهانها واستعلى عليها.
(2) أنها من نفس جِنْسِهِ وذلك دليل على الأُلْفَة التي يجب أن تكون بينهما، يقول الله عز وجل :” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم 21).
(3) أن الرَّجُل هو الأصل، والمرأة هي الفرع، هو الكل وهي الجزء، ولا حياة للكل إلا بجميع أجزائه، ولا حياة للجزء إلا بانتمائه لأصله، ولذلك كانت القوامة للرَّجُلِ، يقول الله تعالى :” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ”، هذه القوامة يجب أن تُفْهَم فَهْماً صحيحا، فهي لا تعني الاستعلاء ولا الإرهاب وإنما تعني المسئولية، مسئولية الراعي نحو رعيته، مسئولية أصل الشجرة نحو فروعها، أصل الشجرة قوي ثابت في الأرض يمتص من الأرض الماء والغذاء ويمد بهما الفروع، أصل الشجرة هو الذي يحمل الفروع فتحيا بحياته، وتأمل في كلام النبي صل الله عليه وسلم وهو يُعَلِّم رجال أمته كيف يتعاملون مع نسائهم فيقول :”ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم” رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، كلمة عوان تعنى أسْرَى، فإذا كان النبي صل الله عليه وسلم قد أمَرَ بالإحسان في معاملة الأسير وهو عدو، وقال تعالى: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”، فكيف إذا كان الأسير حبيب؟
أسوق لك الآن مجموعة من حقوق الزوجة على زوجها، وهي مستمدة من سنة النبي صل الله عليه وسلم ومن روح وتعاليم الإسلام والتي نرجو أن يكون من يلتزمها من الأزواج زوجاً ناجحا أسس أسرته على أساس متين:-
( 1 ) حسن الخلق معهن: ولا أعني بذلك أن الرجل لا يشتم زوجته ولا يحقرها ، فهذا أمر مفروغ منه أصلاً ولا يصح بحال من الأحوال، إذ أنك مطالب به مع الغريب فالمؤمن يجب أن يكون لسانه نظيفاً لا يتكلم بالكلمات القبيحة ولا يسب ولا يُقَبِّح، وإذا كنت حريصًا على أن تحترم الناس وأن تحترمك الناس فكيف بامرأة تشاركك الفراش، فكيف لا يكون هناك مثل هذا الأدب والاحترام المتبادل بينكما، ولكن الذي أعنيه بحسن الخلق هو تحمل الأذى منهن، وسأضرب لك مثلاً لحسن الخلق الذي أعنيه، عن عائشة أن النبي صل الله عليه وسلم استعذر أبا بكر عن عائشة ولم يظن النبي صل الله عليه وسلم أن ينالها بالذي نالها فرفع أبو بكر يده فلطمها وصك في صدرها فوجد من ذلك النبي صل الله عليه وسلم وقال : « يا أبا بكر ما أنا بمستعذرك منها بعدها أبدا » رواه ابن حبان بإسناد صححه الألباني ، استعذرَ أَبا بكر من عائشة كان عَتَبَ عليها في شيء فقال لأَبي بكر أَعْذِرْني منها إِن أَدَّبْتُها أَي قُمْ بعُذْري في ذلك، وهنا نجد حسن الخلق المقصود، فعلى الرغم من أن النبي صل الله عليه وسلم قد وجد منها ما أغضبه وجعله يشكوها لأبيها إلا أنه لما ضربها أبوها دافع عنها النبي، أبو بكر تصرف تصرف العاقل الذي يعلم خطورة إغضاب رسول الله، ورسول الله تعامل مع الموقف معاملة الزوج حسن الخُلُق الفاهم لطبيعة المرأة. حسن الخلق مع النساء يتجلى لنا في الحديث الذي يرويه لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيقول : ” تَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ أَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ أَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ قُلْتُ قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا وَسَلِينِي مَا بَدَا لَك ” (رواه مسلم).
( 2 ) أن يزيد على احتمال الأذى بالمداعبة والمزاح: فهي التي تطيب قلوب النساء، وقد كان النبي صل الله عليه وسلم يمزح معهن وينزل إلى درجات عقولهن في الأعمال والأخلاق، حتى أنه صل الله عليه وسلم كان يسابق عائشة في العدو فسبقته يوماً وسبقها في بعض الأيام فقال لها: “هذه بتلك”، وروى الإمامان البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِىَّ صل الله عليه وسلم يَسْتُرُنِى بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِى الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِى أَسْأَمُ ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْو”. فعلى الرغم من كل مسئوليات رسول الله، وأعباء الدعوة وأعباء تأسيس الدولة الإسلامية وغير ذلك، إلا أن لديه وقت يقضيه مع عائشة في تسليتها، بل وقد جعل النبي صل الله عليه وسلم ذلك باب من أبواب التفاضل بين المسلمين فقال فيما صح عنه :”خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي بإسناد صحيح، فالنبي يعلمنا أن المسلم كنسمة الهواء التي تمر على الأغراب فتنعشهم، وعلى الأهل فتحييهم.
(3) السياسة معها: إذا تبسط الرجل في الدعابة وحسن الخلق والموافقة باتباع هوى المراة فإنه يفسد خلقها وتسقط بالكلية هيبته عندها، ولذلك فمن المطلوب من الرجل أن يراعي الاعتدال ، نعم هو بشوش وحسن الخلق ويداعب زوجته ويمازحها، ولكن إذا رأى ما يخالف الشرع والمروءة يفزع إلى الهيبة وإلى الانقباض ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتة، ولذلك فمن أعظم الأخطاء التي يقع فيها الرجل مع امرأته أن يصبح تابعاً، ربنا تبارك وتعالى في سورة يوسف سمى الزوج سيداً فقال :” وألفيا سيدها لدى الباب”، والله عز وجل قد ملَّكه هذه المرأة وجعله قائما على أمرها، فإذا انقلب السيد عبداً مسخراً وملَّك هو نفسه للمرأة فهذا قلب للأوضاع وتغيير لخلق الله ولفطرة الله التي فطر الناس عليها، فالسياسة الزوجية أن تخلط الغلظة باللين ، الفظاظة بالرفق كلٌ في موضعه، فبالعدل قامت السماوات والأرض، وكل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فكن طبيباً ، فالنساء فيهن شر وفيهن ضعف، فالسياسة والخشونة علاج الشَّر، والرحمة والمطايبة علاج الضعف، والطبيب الناجح هو الذي يقدم العلاج المناسب للمريض المناسب في الوقت المناسب، ولا تنس أن النبي الذي كان يمازح نساءه ويداعبهم، هو الذي هجر أزواجه شهراً حينما أردن من متاع الدنيا وخيرهن بين أن يعشن معه هذه الحياة البسيطة المتقشفة أو أن يطلقهن، فتلك هي السياسة، لا تكن سهلاً فتعصر ولا صلباً فتكسر.
(4) الاعتدال في الغيرة: فالمسلم وسط، لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تُخشى غوائلها، وفي الوقت نفسه لا يبالغ في إساءة الظن والتجسس والتعسس، وخلاصة القول في الغيرة حديث يرويه ابن ماجة بإسناد صححه الألباني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صل الله عليه وسلم- : « مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِى الرِّيبَةِ، وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ فَالْغَيْرَةُ فِى غَيْرِ رِيبَةٍ ». فإذا كانت هناك أسباب أو مبادئ تستدعي الغيرة وجب على الرجل أن يغار، روى الإمامان البخاري ومسلم: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن”. ويقول رسول الله صل الله عليه و سلم : ” ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاقُ لوالديه ، و الدَّيُّوث ، و رَجِلَةُ النساء ” (الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح) و الدَّيُّوث هو الذي يقرُّ الخَبَثَ على أهله و لا يغار ، و رجلة النساء أي المتشبهة بالرجال، أما إذا لم يكن هناك أسباب تستدعي هذه الغيرة، فإن الغيرة فيها تدخل في باب سوء الظن الذي نُهينا عنه في القرآن :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”. وقال عليٌّ رضي الله عنه: “لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك”. تسأل الناس عن زوجتك وعن أخلاقها ومن أين تجيء وإلى أين تذهب، فيقول الناس فلان يشك في زوجته لابد وأنها سيئة.فتتهم المرأة زورا وبهتانا بسبب زوجها. وسداً لهذا الباب فعلى كل امرأة ألا تثير في نفس زوجها ما يدفعه إلى سوء لظن، حتى أنها إذا أرادت أن تخرج من بيت زوجها لابد وأن يكون هذا الخروج بشروط، فيجب ألا تخرج من البيت إلا بإذن زوجها وعلمه وموافقته، ويجب ألا تخرج إلا لأمر ضروري فبعض النساء تخرج وتجيء وتروح بصورة تدفع الرجل إلى أن يسيء الظن بها، وإذا خرجت من بيتها يجب أن تخرج محتشمة في ملابسها وعليها أن تغض بصرها عن الرجال فلا تفتنهم ولا تفتن بهم، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد وفاة النبي بفترة يسيرة تقول:” لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنْ النِّسَاءِ مَا رَأَيْنَا لَمَنَعَهُنَّ مِنْ الْمَسَاجِدِ”. ترى ماذا كانت تقول عائشة لو عاشت في زماننا؟.
أسرد أحمد بعض من الواجبات المفروضه علي الزوج ومواقف كثيره للنبي مما جعل إسلام يعلم أنه ليس الزوج الصالح بالمره ولا ينسب له بشئ وجعل تامر أيضا يحن لزوجته من جديد وجعل كثير من الجالسين يراجعون أنفسهم في افعالهم ، ومن ثم أنهي أحمد الخطبه بالدعوات الكثيره وختم وهو يقول”وآخر دعوانا الحمدلله وأقم الصلاه “



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى