Uncategorized

رواية بين الامس واليوم الفصل الحادي عشر 11 بقلم انفاس قطر – تحميل الرواية pdf


                              

بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي عشر

+

                              

خليفة خرج من غرفة جميلة.. توجه للحمام ليغسل يديه

+

                              

رغم أنها لم تتقيأ عليه… ولكنه يشعر برغبة حادة للاستحمام حتى وتغيير كل ملابسه

+

                              

يشعر ان رائحة القيء التصقت به..ولا تفارق أنفه..

+

                              

غسل يديه عدة مرات قبل أن يعود ليقف على باب غرفتها

+

                              

وألم روحه يتزايد..يحاول أن يتصرف بمنطقية..أو وفقا للشهامة المفترضة

+

                              

ولكنه يجد نفسه غارقا في الحيرة والارتباك.. فعلاقته بالجنس الانثوي شبه معدومة

+

                              

والدته توفيت منذ سنوات.. وليس له شقيقات.. وخالاته سيدات كبيرات لاهيات في حياتهن

+

                              

وبيته بيت رجولي بامتياز.. 4 رجال في بيت حتى وقت قريب عندما تزوج جاسم وخرج في بيت لوحده

+

                              

فكيف سيتصرف مع هذه الشابة التي اقتحمت حياته؟!! أو بمعنى أصح هو من اقتحم حياتها بمغامرة غير محسوبة!!

+

                              

لا يعرفها ولا تعرفه.. لا يشعر حتى أن هناك رابط فعلي بينهما

+

                              

فهل عقد الزواج الذي كان نتيجة عناد من الطرفين.. يكفي لصنع العلاقة؟!

+

                              

يتنهد بعمق وهو يهتف في داخل نفسه

+

                              

“الله عز وجل يعرف الأصلح

+

                              

قد يكون الله خبأ لي الكثير من الثواب عن طريقها

+

                              

يتيمة ومريضة وضعها الله في طريقي

+

                              

أو ربما وضعني أنا في طريقها ماعاد يهم..

+

                              

المهم أننا أصبحنا معا مرتبطين برباط مقدس”

+

                              

وهو غارق في تفكيره التقطت عينه المرأة التي ترتدي عباءة ونقاب وتتجه ناحيته

+

                              

رغم أنه مازال لا يعرف هيئة عفراء بالنقاب ولكن يستحيل أن يكون أحدا سواها

+

                              

شعر بسعادة ما تقفز لروحه كأسراب عصافير انتشرت على امتداد جوانحه.. أن هناك من قدم ليحمل بعض الهم عنه..

+

                              

ليتبعه مباشرة شعور بالاستغراب.. كيف ومتى استطاعت اللحاق بهم بهذه السرعة

+

                              

ثم تلاه شعور عارم بالتوجس من هذا الذي يمشي جوارها عاقدا ناظريه بمشية واثقة كأنه يملك المكان

+

                

عفراء حين رأت خليفة كادت تتعثر وهي تكاد تركض ناحيته لتصله في ثوان وتهتف له بلهفة: خليفة يأمك وين جميلة؟؟

+

قبل أن يجيب خليفة.. كان الجواب سماعها لصوت ابنتها المبحوح يناديها بهستيرية.. لتقتحم الباب دون تفكير وقلبها ينخلع رعبا عليها

+

في الداخل كانت داليا تحاول تهدئة جميلة لتتفاجأ الاثنتان بالاعصار الحنون الذي اقتحم المكان..

+

جميلة المصعوقة من الفرحة والدهشة حين رأت والدتها

+

كانت تريد أن تقفز من السرير دون تفكير لتركض ناحيتها.. ولكن عفراء كانت أسرع منها لتصلها قبل أن تجن وتنهض

+

جميلة ارتمت في حضن والدتها وهي تبكي بانهيار موجع..

+

بينما عفراء منعت نفسها أن تبكي وهي تهدهد صغيرتها: بس يامش خلاص.. هذا أنا عندش..

+

جميلة تعلقت بجيبها وهي تشهق: لا تخليني.. لا تخليني..

+

الباب كان مفتوحا.. كساب ابتعد عن المكان قليلا حتى لا يكشف المكان

+

بينما خليفة الذي كان يقف عند الباب واختناقه يتزايد

+

وشعوره بالندم يتزايد ويتزايد

+

“كله بأمر الله

+

ولكن الله يسبب الأسباب.. ولو أنني لم أظهر في الصورة

+

لم يكن كل هذا ليحدث.. لم يكن كل هذا ليحدث”

+

خليفة ينتبه للرجل الذي جاء مع عفراء .. يتجه له مسلما عليه

+

كسّاب يسلم عليه بتهذيب بارد مصطنع.. وهو يود في داخله لو استطاع أن يغير له ملامح وجهه

1

“والله ما ياخذ في يدي حتى نص دقيقة

+

كفين ثلاثة كفاية عليه

+

وش فيه زود على علي تختاره الشيخة جميلة

+

يارب يصبحش بكف ويمسيش بكف

+

لين تعرفين إن الله حق”

6

خليفة باحترام أخفى خلفه توتره: كسّاب صح؟؟

+

كسّاب يرد بسخرية ألبسها نبرة احترام مصطنعة: ذكي صراحة.. ليه يعني خالتي بتجي مع حد غيري..

+

خليفة بحرج: ما قصدت السموحة..

+

كسّاب بذات الاحترام الساخر الملغوم الذي بدأ يُشعر خليفة بالتوتر: ممكن تقول جميلة تتغطى أسلم عليها

+

        

          

                

إلا لو عندك مانع..

+

شعر خليفة بضيق عميق من أسلوب كسّاب المستفز

+

ولكنه مازال محتفظا بهدوءه وهو يقول بهدوء ظاهري: دقيقة بس أقولها تتغطى

+

***************************

+

مزون بصدمة: كابتن طيارة وعقبه تشتغلين سكرتيرة

+

السكرتيرة بابتسامة: أنا منّي سكرتيرة أنا مديرة مكتبه.. والشيء التاني أنا ماكنت بكالوريوس طيران متلك

+

أنا كان معاي رخصة تيّار.. اللي هي PLL .. وأخذتها في أقل من سنة.. فالتحئت بتيران الشرء الأوسط بلبنان.. بس ما كملت سنة

+

مزون بدهشة: ليش طيب؟؟

+

السكرتيرة ببساطة: صحيح الكل بيئول إنو احنا شعب أوبن وفري.. بس شغلت الكابتن صعبة على أي ست لو مهما كانت

+

يعني أنا كنت مساعد تيار كل مرة مع اتنين شباب.. فيهم اللي بيتطلع بوكاحة وفيهم اللي بيتطلع باحتقار.. وهيك كل التيارين

+

تفكيرهم اني ائل منهم.. وما بفهم شي.. ومرة الكابتن هزأ فيا مع ان الغلط غلطو.. ورمى علي كلام كبير

+

بس نزلنا ئدمت شكوى رسمية.. اتفئوا الاتنين عليا إنو أنا اللي طولت لساني

+

وبعدها ئلت شو بدي بهالشغلة.. اللي مافيها استقرار ولا راحة

+

نزام العمل في كل المطارات بيفرض عليكي تشتغلي لحد 14 ساعة متواصلة وبعدها راحة ما بين 10 لـ16 ساعة بس

+

والإجازة 7 ايام في الشهر بس… شو هيدا والله لو سخرة ما بستحمل..

+

غير عن حالات منّا معئولة بتصير من المسافرين.. هيدا سكران.. هيدا تخانق مع هيدا.. هيدا اتحرش بهيدي.. وتعا ياكابتن حل المشاكل

+

أشي والله بيخزي!!

+

مزون تنهدت بعمق.. وهي تمد يدها لتصافح السكرتيرة وتتناول بطاقة استراحة الطيارين منها

+

وتهمس في داخلها بتوجس: خوش تجربة ولقاء نبدأ فيها حياتنا العملية..

+

******************************

+

“جميلة تغطي.. ولد خالتج يبي يسلم عليج”

+

جميلة اعتصرت بضعف يد والدتها التي تجلس جوارها وهمست بخفوت: يمه من اللي جاي معش؟؟

+

عفراء تأخذ جلالا خفيفا وتغطي به وجه جميلة وهي تهمس بحنان: كسّاب يأمش..

+

        

          

                

جميلة بضيق كتم على أنفاسها: ومالقيتي حد إلا كسّاب..

+

عفراء بنبرة غضب عاتبة: ومن اللي باجي معه يعني؟؟.. علي وإلا زايد؟!

+

جميلة ابتلعت ريقها المختلط بعبراتها.. رؤية كسّاب لطالما أخرجت أسوأ ما فيها من مشاعر..

+

يولد فيها إحساسا دائما أنها عاشت متسولة على أطراف حياتهم

+

عالة على مشاعرهم واهتمامهم

+

وأنه لولا خالتهم وإلا لربما قذفوها خارج حياتهم دون أدنى اهتمام بها

+

كسّاب دخل بثقة.. ليقف قريبا من الباب..

+

وحضوره يلتهم المكان كعادته في كل مكان وهو ينشر إحساسا بالضآلة فيمن حوله..

+

هبة فطرية نادرة فتحت له النجاح حتى في مجال التجارة والأعمال

+

همس بهدوءه المغلوم دائما وأبدا: صباح الخير جميلة

+

ثم أردف بنبرة مقصودة: ألف مبروك الزواج يا بنت خالتي..

+

جميلة بارتجاف صوتها المبحوح: الله يبارك فيك.. عقبالك إن شاء الله

+

كسّاب بهدوء ساخر: إن شاء الله يوم ترجعين بالسلامة عشان تحضرين عرسي..

+

جميلة بسرعة وهي تتحرق لإنهاء المقابلة: أكيد أكيد.. الله يعطيني طولت العمر بس

+

كساب بذات هدوءه الجالب للتوتر لمن حوله: إن شاء الله طولت العمر لش ولــ.. ولــ وش اسمه رجالش؟؟

+

خليفة الذي سينفجر هتف بهدوء على وشك التمزق: خليفة طال عمرك

+

وإن كان هدوء خليفة بقي صامدا فإن هدوء غيره تلاشى.. فجميلة صرخت بانفعال:

+

اسمه خليفة.. واظني إنك عارف إنه اسمه خليفة..

+

ومهوب اسم خليفة اللي ينتسي يا شيخ كسّاب

+

وما أسمح لك تقلل من قيمته قدامي ولا حتى من وراي..

+

أنت على ويش شايف حالك.. عندك إن الناس كلهم أقل منك..

+

عمري في حياتي ما شفت واحد بغيض مثلك

+

عفراء بتهدئة ضغطت على يد ابنتها وهي تهمس بغضب من بين أسنانها: جميلة عيب.. قصري حسش..

+

كسّاب الذي كانت تتلاعب على شفتيه ابتسامة ملولة ومثيرة.. لم يبد عليه أدنى اهتمام بكل ماقالته وهو يهمس بثقة ساخرة:

+

        

          

                

عادي خالتي.. جمول أختي الصغيرة.. والواحد لازم ياخذها على قد خبالها

+

وعلى العموم أنا أصلا طالع بتلاقيني إذا بغيتيني في الانتظار

+

خلها تبربر على روحها..

+

جميلة حاولت جاهدة منع نفسها من البكاء.. ولكنها لم تستطع منع دموعها أن تسيل تحت غطاء وجهها

+

بينما خليفة مازال مذهولا عاجزا تفهم ماحدث أمامه

+

الغريب أنه يتفهم كسّاب تماما.. بل يعذره فيما يفعله به وبجميلة

+

فلو كان أحد ما فعل بأحد شقيقيه ما فعله هو بعلي.. ربما كانت ردة فعله أكثر تطرفا من كسّاب

+

ولكن إن كان فهم وجهة نظر الرجل لأنه رجل.. فهو عاجز عن فهم المرأة

+

جــــمــــيــــلــــة

+

لماذا انفجرت هكذا؟!! ولماذا دافعت عنه باستماتة؟؟

+

ولماذا هذا الهجوم على ابن خالتها؟!!

+

لماذا؟؟

+

لماذا؟؟

+

******************************

+

زايد في مجلسه يتقهوى قهوة العصر وعنده شقيقه منصور

+

ويالا الغرابة !!ورغم أن حوارتهما دائما قد تنتهي بشجار ما ..فكلاهما عنيد ومتمسك برأيه

+

ولكن يستحيل أن يمر اليوم دون أن يرى احدهما الآخر

+

يتشاجران.. يتلاسنان.. يتحادثان.. يتشاوران..

+

المهم أن يرى كل منهما الآخر…فكل منهما يحمل للآخر محبة وإعزازا لا متناهيا وبصورة غريبة

+

لو طلب أحدهما من الآخر أن ينتزع قلبه بأنامله العارية ليهبه له.. فأنه سينفذ دون أدنى تردد

+

بينما لو طلب أحدهما من الآخر أن يتنازل عن رأيه.. فـنـزع القلب حينها أهون!!

+

زايد يرتشف فنجانه ويهتف بهدوء: منصور..

+

منصور باحترام وهو ينزل فنجانه: لبيه يأبو كساب

+

زايد بمودة: لبيت في مكة يأبو زايد.. ليت زايد يأتي بس.. عجزنا نتناه..

+

منصور يضحك: خل زايد الصغير مرتاح.. وش يبي بالشقا..

+

ثم أردف بمودة صافية: آمرني جعلني فداك.. وش تبي؟؟

+

زايد بمودة مشابهة: يفداك اللاش يابو زايد… أبيك تجي تقعد عند مزون يومين

+

        

          

                

أبي أسافر لعلي.. قلبي مهوب مرتاح لين أشوفه

+

ومزون ماعندها حد.. خبرك كسّاب وخالته سافروا

+

منصور بهدوء حذر: مهوب أحسن لو تخليه كم يوم بروحه..

+

زايد بألم أخفاه خلف حزم صوته: ما فيني صبر يأخيك.. انفرى جوفي على الولد

+

لما أشوفه اليوم قبل بكرة بيصير لي شيء

+

منصور انتفض بجزع: عدوينك واللي يكرهونك يابو كسّاب

+

منصور تماسك بعد جزعه من كلمة أخيه ليهتف بهدوء: زين خلاص خل مزون تجي عندي في بيتي.. البيت وش كبره وتحت أمرها

+

زايد برفض قطعي: لا جعلني ما أخلى منك…. بيتك مليان صبيان

+

عدا إن مجلسك ما يفضى من الضباط

+

ماني بمتطمن عليها في بيتك..

+

ولا عليك أمر أبيك تجي أنت عندها.. وغرف البيت كلها تحت أمرك

+

منصور بأريحية: خلاص تم.. قل لي متى بتروح.. واجيب قشي عند بنتي..

+

والله يعين الضباط ذا اليومين يدورون لهم مكان تجمع ثاني

+

زايد يلتقط هاتفه ليتصل وهو يهتف بحزم: خلاص دامك فيها وش أنت تتنيها

+

بأتصل في سكرتيري يحجز لي الليلة

+

وأنت الله يعينك تشيل قشك من الليلة

+

والله الله في بنتك..

+

***************************

+

بعد ذلك بساعتين

+

فيرجن ميغا ستورز

+

فيلاجيو مول

+

كاسرة غاضبة ويكاد دخان حرائقها يتصاعد من رأسها بينما كانت وضحى تستجديها بصوت خافت:

+

تكفين كاسرة لا تفضحينا.. ما يصير كل ما نطلع مجمع لازم تغسلين لش شراع واحد وتمسحين به الارض وإلا ماتنبسطين

+

كاسرة من بين أسنانها: يعني عاجبش سواتهم من يوم دخلنا المجمع وهم ورانا

+

خلصوني أنتي وإياها.. قدام أروح لهم وأعطي كل واحد منهم كف

+

سميرة بمرح وهي تخفض صوتها: كاسرة وش نسوي بش أنتي جايبة لنا شبهة بذا الطول والرزة وذا العيون اللي تذبح..

+

لو أنا من الشباب والله ما أهدش.. وراش وراش..

+

لا وإذا سبيتني سبيتني بصوتش اللي ينحر الفاد..

+

        

          

                

أنا منهم أقول مثل خالي هريدي : كمان.. سبيني كمان

+

كاسرة لا تستطيع مقاومة سميرة ابتسمت وهي تهمس بخفوت: خلصوني جعل خالش هريدي يكفخش

+

والله ماحد جايب لنا شبهة غيرش يا البرصاء.. بياضش يدعي الواحد من بعيد

+

سميرة تضحك بخفوت: كل يوم أروح المجمعات ولا حد عبّر البرصاء.. ماأحس إني أنثى كل اللي في المجمع وراي لين أروح معش..

+

وضحى تريد أن تنتهي قبل أن تفتعل كاسرة معركة: خلاص كاسرة بنأخذ هذي..

+

الفتيات توجهن للمحاسبة.. كان الاتفاق أن وضحى وسميرة ستتقاسمان سعرها

+

ولكن كاسرة أقسمت ألا تدفع واحدة منهما ريالا ودفعت المبلغ كاملا

+

سميرة بحرج: كاسرة بكيفش تحلفين على أختش.. بس أنا لازم أدفع..

+

كاسرة بغضب: عيب عليش سميرة.. ترا مثلش مثل وضحى وما أبي أسمع كثرت حكي

+

خلونا نطلع قدام أسوي جريمة في الاثنين اللي واقفين من صبح ذولا

+

كاسرة أتصلت في سائقها حتى يحضر لحمل الطابعة الضخمة مع عمال المحل

+

بينما كن الفتيات يهممن بالخروج من المحل

+

فور أن أصبحن عند الباب سميرة سحبت الاثنتين وعادت بهما داخل المحل

+

وهي تهمس بجزع خافت: يا ويلي يا ويلي.. فهد ولد عمي قاعد في المقهى اللي مقابل فيرجن

+

وش ذا الحظ النحس.. لي شهور ما لمحته حتى.. وعقبه أشوفه في فيلاجيو

+

كاسرة بغضب: وانتي وش عليش منه؟!!

+

أصلا فلاجيو بالذات توقعي تشوفين ثلاث أرباع عيال جماعتش فيه

+

خلونا نطلع أصلا مهوب عارفش

+

واحنا أساسا ماراح نمر من جنبهم بنطلع مع بوابة واحد..

+

وحتى لو عرفش خليه يتجرأ ويقول لش كلمة وأنتي معي.. والله ماعاد يتعودها

+

سميرة بخوف: لا كاسرة تكفين… دقيقة بس خلوني أطل لو شفته مندمج في السوالف طلعنا

+

ما تعرفون فهد .. هذا فاسخ.. فاااااااسخ

+

لا وبعد مع ذا البشوات اللي ورانا …إي والله إن قد يقص رقبتي..

+

سميرة أطلت لتجد فهدا بالفعل مستغرقا في الحديث مع الشخص الآخر..

+

ووضحى تهمس لها: هو وينه..؟؟

+

        

          

                

سميرة تشير لها عن مكانه.. بينما تساءلت وضحى: من هذا اللي معاه بعد؟؟

+

سميرة تشدهما: خلونا نطلع وأقول لش..

+

خرجن الفتيات الثلاث ليصلن للسيارة والشابان مازالا يتبعونهم..

+

حينها ألتفتت لهما كاسرة لتلقي عليهما مجموعة من عباراتها المنتقاة بدقة وهي تخفض صوتها المشتعل بالغضب..ليهرب الاثنان..

+

بينما سميرة تنفجر بالضحك وهي تركب السيارة: يا بطني.. أنتي من وين تجيبين ذا الكلام

+

خليتيهم ما يسوون بصلة..

+

كاسرة تبتسم وهي تغلق بابها: تعالي وأعطيش درووس.. وضحى مافادت فيها دروسي.. كود تفلحين أنتي

+

وضحى بضيق: والله كل واحد وشخصيته.. ما أقدر ألبس ثوب مهوب ثوبي

+

سميرة شعرت أن هناك شرارة توتر أشتعلت في السيارة لذا همست بمرح:

+

الحمدلله إني طلعت من فيلاجيو على أرجيلي..

+

حرمت أدخله إذا فهيدان يجيه..

+

حينها ابتسمت وضحى: أما يا سميرة حرام عليش.. طول ذا السنين تسبين في الولد هو يجنن كذا.. عاد لو أنه شين كان دورنا لش عذر

+

سميرة تضحك: الزين من زانت أفعاله يأوخيتي..

+

حينها تهتف وضحى بحماس: إلا تعالي قولي لي.. من الشيخ اللي جنبه؟؟

+

سميرة تبتسم: على طول حطيتيه شيخ..

+

كاسرة اعتصمت بصمتها حتى لا تتدخل في حديث الصديقتين

+

الذي شعرت أنه حديث سخيف أشبه بحديثات مراهقات ولا يتناسب معها أبدا بينما وضحى تبتسم وتجيب:

+

ياختي أقص يدي إذا هو مهوب شيخ.. مكتوب على جبهته.. وش ذا الرزة وش ذا الزين.. يدوخ ياختي.. من جماعتكم هو؟؟

+

مع أني ما اظن في جماعتكم حد زين.. كلهم قحط..

+

سميرة تبتسم: ياحبيبتي جماعتنا كلهم شيوخ ومزايين.. هذا ياطويلة العمر حضرت العقيد

+

فهيدان حفظني اسمه وشكله من عادني بزر.. تقولين عليه بنية معجبة بمطرب من كثر ماهو مايهذري به

+

وضحى بحماس طفولي: هذا منصور آل كسّاب الشهير.. وأخيرا شفته..

+

بس صدق ما عدلوا في وصفه أبو الثلاث حريم.. ما ألومهم يغارون عليه صراحة

+

        

          

                

ثم وجهت السؤال لكاسرة بذات الحماسية الطفولية: كاسرة شفتي منصور آل كساب.. وش رايش فيه؟؟؟

+

كاسرة تسند رأسها للزجاج المجاور لها وتهمس بهدوء لا يعلم أحد ماذا تخفي وراءه:

+

ماشي حاله…

+

********************************

+

ذات الوقت

+

في داخل فيلاجيو

+

مقهى كولومبس المجاور لفيرجن

+

منصور يرتشف قهوته ويهمس بهدوء: لولا أني وعدتك أطلع معك رضاوة عشان الرخصة اللي خذتها منك

+

وإلا كان اعتذرت منك.. الليلة عندي كم شغلة لازم أسويها

+

عشان كذا ما أقدر أطول معك

+

يا الله أخلص الكوب ذا ونمشي وأوصلك البيت

+

فهد بحرج: لا والله ما توصلني.. بأخذ تاكسي..

+

منصور بحزم: وش تاكسيه.. لا والله ما يكون ولا يصير

+

وبعدين مهوب من بعد بيتك من بيتي..كلها شارعين

+

دارت بينهما الأحاديث وتشعبت

+

وشعر فهد أنه قد يكون هذا الوقت هو الوقت المناسب ليفاتح منصور في موضوع يأرقه منذ وقت طويل

+

بعيدا عن ضجيج مجلس منصور الدائم لذا هتف بحرج:

+

ودي أقول لك شيء..

+

منصور بعتب: وشو له المقدمات؟؟ أدخل في اللي تبي..

+

فهد بذات الحرج ولكن مغلفا بالعتب: لين متى وأنت ترفع عني دورة مظليين الطوارئ؟؟

+

قد ذي ثاني مرة تشطب اسمي من القائمة.. دفعتي كلهم خذوها ماباقي إلا أنا

+

منصور بحزم: وش أنت مستعجل عليه.. لاحق خير

+

فهد باحترام مغلف بالحزم: يابو علي.. قد لي ست سنين من يوم تخرجت..

+

والمفروض الحين إني أخذ الدورة المتقدمة.. وماخذتها عشاني ماخذت الأولى

+

والله العظيم عيب في حقي..

+

منصور بغضب: تقول لي أنا عيب ياحضرت الملازم..

+

فهد باحترام متعاظم: فهد طال عمرك.. مهوب من حقي أعرف يعني..

+

منصور بحزم شديد الصرامة: لا مهوب من حقك.. نفذ أوامر قائدك وأنت ساكت وبس

+

        

          

                

حينها توجه فهد له بسؤال مباشر فيه رنة وجع واضحة: أبي أعرف من اللي قايل تشطب اسمي من الدورة.. إبي وإلا صالح؟؟

+

منصور بذات الحزم الصارم: خلصنا القهوة.. قوم نمشي

+

وقف فهد وهو يهمس بذات حزمه: أنت علمتنا إن الواحد ما يسكت على حقه

+

ولو رفعت اسمي من القائمة الجاية…بأقدم تظلم رسمي..

+

وقل للي موصيك تشطب اسمي… ترا الأعمار بيد الله

+

لو الله بغى أصدم لي في عمارة وتتكسر عظامي في دورة المظليين ماحد براد قضاه

+

ولو ما دخلتها ممكن أندعم حتى لو أنا على أرجيلي.. مهوب على سيارتي اللي أنت خذتها مني..

+

كله بيد الله..ومهوب عشان عبدالله الله خذ أمانته.. يخنقوني بذا الطريقة..

+

****************************

+

جميلة مستغرقة في نوم هادئ بعد أن اطمأن بالها لوجود أمها وهاهي تتعلق بأطراف أنامل أمها لا تريد إفلاتها حتى وهي نائمة

+

عفراء تتنهد وهي تمسح على خد ابنتها بحنان بيدها الآخرى ثم تتوجه بحديثها لخليفة الجالس قريبا منها: عسى ما تعبتوا في الرحلة؟؟

+

خليفة بمودة: شوي يا خالة..

+

عفراء بمودة رقيقة: روح يأمك نام.. أنا قاعدة عندها..

+

خليفة بحرج: لا خالتي ما أبي أنام..

+

عفراء تبتسم : أكيد تبي تنام.. لك يومين ما نمت… والله العظيم إن قد تروح وإلا بازعل عليك..

+

خليفة وقف وهو يبتسم ويهتف بشفافية صريحة: تدرين خالتي إني قربت أنام على روحي.. تعبان حدي

+

ابتسمت عفراء وهي ترد بحنان هو طبيعتها التي لا تستطيع تغييرها

+

حتى وإن كانت حزينة من أجل علي فهي لا تستطيع أن تنفس ضيقها في خليفة ..ليست هذه طبيعتها مطلقا

+

فهذا الشاب اللطيف المهذب تراه لا ذنب له.. والذنب ذنب ابنتها أولا وأخيرا:

+

روح يأمك.. ونام قد ما تبي.. بس لا تنسى الصلاة..

+

ثم أردفت بحزن ما: الله يعينك يأمك على جميلة.. أدري إنك بتتعب معها

+

جميلة على قد ما أحسنت تربيتها على قد مادلعتها.. غير دلع زايد لها بعد

+

خربناها بالدلع عشانها يتيمة..

+

        

          

                

ولأني كنت أحس إني مقصرة معها لأنه الوقت اللي المفروض يكون كله لها كان مقسم بينها وبين عيال خالتها وهي كانت حاسة بكذا

+

عشان كذا كنت أعوضها بالدلع..

+

ابتسم خليفة وهو يقف: خلها تدلل تستاهل الدلال

+

ثم أردف بهدوء متوجس: لا تحاتين خالتي إن شاء الله إنها بتشفى وترد أحسن من أول..

+

*********************************

+

الإضاءة عند الباب تشير.. كان يعمل على جهازه الخاص الذي يجرب عليه كل شيء جديد قبل أن ينفذه لزبائنه

+

يقف ليفتح الباب.. ويشرق وجهه عندما رأها محياها العذب الغالي

+

أشار لها بترحيب دافئ أن تدخل..

+

قد لا تكون مطلقا ببراعة في وضحى في فهم كل إشاراته

+

ولكنها تفهمه دون يشير حتى..

+

فهي من صنعت معه إشاراته الأولى وانفعالاته الأولى..

+

هي من كانت تعرف ماذا يريد دون الكلمات التي كان عاجزا عن انتاجها..

+

هي من علمته إن الإعاقة ليست حاجزا أمامه..

+

هي من زرعت فيه روح التحدي.. وأن إعاقته ليس عيبا وهو بهذه الإعاقة أفضل من الكثيرين..

+

لم تسمح له مطلقا أن يتخاذل.. أن يشعر بالنقص يوما

+

أرادته أن يكون صقرا محلقا لا تحده حدود.. فــكــان !!.. ولم يخيب ظنها فيه يوما!!

+

“فلماذا بعد أن صنعتي شخصيته.. تريدين ان تحجري على قراراته يا مزنة؟؟”

+

يقولون أن الأبناء كلهم سواسية.. ولكن في حالات يتقدم أحدهم على الباقيين:

+

الصغير حتى يكبر..

+

المريض حتى يشفى..

+

والغائب حتى يعود..

+

ولكن مزنة وأبنائها .. كان لكل واحد منهم معزة خاصة قد تجعله هو الأغلى

+

مهاب.. الاكبر.. فرحتها الأولى.. انجبته صغيرة.. ليكون لها ابنا وأخا.. السند القوي الذي اراح بالها من كثير من الهموم

+

كاسرة.. تشبهها.. مهرة.. صلبة.. تؤمن أنه مهما حدث لن تنكسر.. تشعر أنها امتدادها التي حققت كل مالم تستطع هي تحقيقه

+

وضحى لينة رقيقة.. تحتاج دائما للاحتواء.. وهي بنفسها مصدر دائم للاحتواء

+

        

          

                

وتميم.. وما أدراكم من تميم.. أذاب قلبها ومازال..

+

كما المرة الأولى.. حين سمعت صفقة قوية للباب لتهتف بغضب: أزعجتم ولدي..

+

لتلتفت له لتحمله ليقينها أنه ارتعب من شدة الصوت..

+

لتجده غارقا في نومه.. نظرت له بجزع.. صفقت بخفة قريبا من أذنه.. لم يصحُ

+

صفقت بقوة أكبر.. فلم يصحُ..

+

لتصرخ حينها قريبا منه بكل جزعها وقلبها الذي تصاعدت دقاته بهستيرية..

+

ولــم يـــصـــحُ..

+

حينها تكاد تقسم أنها شعرت أن قلبها ذاب..ذاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى

+

كما لو كان وُضع في تنور.. ليسيل في طوفان من الذوبان لم يتوقف من حينه

+

ذوبان من ألم.. ذوبان من حنان.. ذوبان من جَلد وقوة

+

وحينها سالت دموعها الغزيرة في صمت.. لم تسمح حتى لنفسها أن تقتحم سكونه بعويل كانت روحها تتوق إليه..

+

كم حملته قريبا من قلبها الذائب.. وهمست بكل وجيعتها: أدري إنك ما تسمعني

+

بس أكيد حاس فيني..

+

أنا معك لين الأخير.. وإذا الله قطع من ناحية فهو يوصل من الثانية.. له حكمة سبحانه..

+

ما نعترض على عطاه.. وصدقني بتكون أحسن من غيرك..

+

أيقظ مزنة من ذكرياتها لمسته الحانية على كتفها.. وهو يشير: تبين شيء يا قلبي؟؟

+

حينها ابتسمت مزنة بشجن وهو تلتقط كفه التي وضعها على قلبه وهو يشير لتقبل ظاهر أنامله..

+

انتفض تميم وهو يتناول كفها ليقبل ظاهرها باحترام ومودة وعمق

+

ويشير بعتب عميق: تكفين ما تعيدينها..

+

مزنة أشارت له بحنان: كل ما أشوفك.. مايطري علي إلا وأنت صغير وانا أحب إيديك..

+

ثم أردفت بهدوء حان: أبي أغراض للبيت… توديني..؟؟

+

ابتسم وهو يشير لعينيه: من عيوني..

+

وألتقط مفتاح سيارته

+

بينما توجهت لارتداء عباءتها..

+

وحزن ما لا تعلم مصدره.. يتسرب لروحها..

+

********************************

+

        

          

                

“يامش بس شوي.. ملعقة وحدة بس”

+

جميلة بتأفف موجوع: خلاص يمه.. والله بأزوع

+

عفراء بألم: يمه ما كلتي إلا ملعقتين بس..

+

حينها أشارت داليا لها بعينيها لتتبعها.. عفراء وضعت الأكل جانبا.. وخرجت خارج الغرفة تتبعها..

+

داليا خارج الغرفة همست لعفراء بخفوت: كفاية الملعقتين اللي كلتهم.. شوي شوي بيتحسن أكلها وغصبا عنها حتى

+

عفراء بقلق: أشلون غصبا عنها ذي..

+

داليا بمهنية: من اليوم بتنعطى علاج جديد يخفف المقاومة وإحساس رفض الأكل عندها..

+

عفراء بقلق أكبر: وماله أثار جانبية هذا؟؟

+

داليا بتأكيد: لا لا تخافين.. مرض فقدان الشهية شائع عندهم.. وعلاجه بسيط إن شاء الله

+

وبس تتحسن نفسيتها أكثر علاجها بيكون أسرع وأسرع إن شاء الله

+

عفراء بعدم ارتياح: ولما فيه علاج وحبوب.. ليه ماخذتهم في الدوحة؟؟

+

داليا ببساطة: لأن العلاج هذا غير متوافر عندنا.. لأنه مرض فقدان الشهية مو مرض شائع هناك.. فليش يجيبون علاج ما يمشي..

+

ثم أردفت بمهنية حذرة: بس لين تتحسن حالتها يمكن تصير عصبية وحادة..

+

عفراء بألم: عصبية وحادة أكثر من كذا بعد..؟!

+

داليا بحرج: اسمعيني أم جميلة.. أنا والله خجلانة منك وما اريد اكون قاسية معك.. بس أنا مازلت عند رأيي إنه جميلة من الأفضل تكمل رحلة العلاج من غيرك

+

لأنه أنتي عاملة حواليها حماية مثل الشرنقة.. وما ترضين حد يشد عليها..خليها هي وزوجها..

+

وأنا وصيت الطبيب والممرضات عليها.. ولو لاحظوا إنه تعامل الاستاذ خليفة معاها ليس بالتعامل المرضي فورا بيتصلون فيني وأنا بأتصل فيك

+

فما فيه داعي تقلقين عليها

+

عفراء تنهدت وهتفت بحزم رغم تمزق روحها من الألم: أنا أصلا مقررة أرجع للدوحة في أقرب وقت

+

**************************

+

“ها عمي أجهز لك عشاء؟! خذتنا السوالف ونسيت.. سامحني”

+

ألتفت منصور لها بمودة : إلا شرايش نطلع نتعشى برا؟؟

+

مزون نظرت للساعة وهمست بحرج: مهوب متأخر شوي؟ الساعة صارت عشر ونص..

+

        

          

                

منصور يبتسم: من جدش؟؟.. حتى لو متأخر.. أنتي مع عمش..لو تبين أوقف لش شوارع الدوحة وقفتها

+

يا الله قومي ألبسي..خليني أدلعش شوي..

+

حينها قفزت مزون بحماسة: بس أنا اللي أختار المطعم..

+

منصور بابتسامة: أكيد.. بس يا ويلش لو ماعجبني.. بأخليش أنتي اللي تدفعين الحساب

+

مزون تصعد الدرج وهي تبتسم: عشر دقايق وأنزل.. والحساب أنت اللي بتدفعه عجبك المطعم وإلا لا..

+

عيب في حقك عاد.. منصور الجنتل.. معذب قلوب العذارى يطلع زطي..

+

منصور يضحك: إيه ألعبي علي بكلمتين..

+

مزون صعدت بالفعل بينما منصور أدار جهاز التلفاز على قناة إخبارية انتظارا لنزولها

+

يرن هاتف جواره.. هاتف مزون.. لا يعيره اهتماما.. يعاود الرنين.. ينظر للشاشة ليجد رقما طويلا على الشاشة

+

لا ينتبه جيدا لفتح الخط ولكنه يرفع الهاتف ليجيب..لأنه ظن أنه من أرقام النصب الخارجية التي تزايدت اتصالاتها في الأونة الأخيرة

+

فور أن نقر زر قبول الاتصال فاجئه صوت أنثوي رقيق يهمس بلهفة: هلا والله يا قلبي

+

ابتسم منصور: صار لي أكثر من عشر سنين مقحط ما سمعت كلمة حلوة من مرة.. فمن دواعي سروري أكون قلبش..

+

كل ما خطر ببال منصور حينه إنها أما معاكسة أو خطأ..

+

رد الطرف الثاني بحرج مغلف بالقلق من هذا المعاكس القليل التهذيب:

+

راعية التلفون وينها؟؟.. وأنت من ؟؟ وأشلون ترد على تلفونها؟؟ والتلفون أساسا وش جابه عندك؟؟ وانت من أنت؟؟ من أنت؟؟

+

حينها تصاعد حنق منصور بشكل فجائي: تحقيق هو؟؟ راعية التلفون بتجي بعد شوي.. دقي بعد خمس دقايق

+

عفراء تصاعد رعبها.. وأفكار مجنونة تعصف ببالها: وأنت من أنت؟؟ من أنت؟؟ وذا التلفون وش جابه عندك؟؟

+

منصور حينها اتجه تفكيره إنها لابد إحدى صديقات مزون في الخارج.. همس بهدوء: يا بنتي دقي بعد شوي وخلاص..

+

عفراء بغضب ممزوج بقلقها المتزايد: بنتك في عينك.. خلصني قل لي التلفون ذا أشلون وصلك قدام أسود عيشتك..

+

منصور حينها وقف على قدميه لشدة احتكام غضبه وهو يعتصر الهاتف في يده حتى كاد يحطمه:

+

        

          

                

صدق هلش ما ربوش.. راعية ذا التلفون تنسينها ..ويا ويلش تكلمينها مرة ثانية

+

ولو كلمتيها أنا اللي بأسود عيشتش

+

عفراء تغلق الهاتف في وجهه… وتسارع لتتصل على رقم البيت لتتفاجأ أنه نفس الصوت الرجولي الغريب هو من يجيبها

+

حينها كادت عفراء تبكي من شدة قلقها: أبي أكلم راعي البيت.. زايد وينه

+

حينها استغرب منصور انحدار صوتها من الحدة للقلق: زايد سافر لجنيف.. شيء ثاني وإلا سكري

+

عفراء حينها لم تحتمل .. انخرطت بكاء هستيري وعقلها يصور لها صور مرعبة لما فعله هذا الرجل بابنتها أو معها..

+

كيف يسافر زايد ويتركها في البيت وحيدة.. كيف؟؟

+

لم يخطر منصور في بالها إطلاقا.. وكأنه غير موجود

+

منصور فُجع من البكاء الهستيري وشهقاتها المتقطعة: وش سويت فيها؟؟ وش سويت فيها؟؟

+

منصور باستغراب: مستحيل أنتي صاحية.. أكيد خبلة.. أنا عمها.. وش بأسوي فيها يعني؟؟

+

حينها قُطع الاتصال فجأة.. ووقتها كانت مزون تنزل: من هذي اللي أنت سبيتها على تلفوني

+

منصور ببساطة: وحدة من ر فيقاتش تتصل من برا..

+

خبلة… ماعلى لسانها إلا وش سويت فيها.. وش سويت فيها

+

حينها قفزت مزون بلهفة وهي تلتقط هاتفها: يا لبي قلبها.. أكيد خالتي عفراء.. من الصبح انتظر تلفونها

+

تأخر منصور وهو يشعر بشيء ما يشبه الحرج .. بينما أعادت مزون الاتصال بذات الرقم..

+

لتتحادث قليلا مع عفراء التي كانت تحادث مزون وهي تشعر أن دماغها يغلي من الحرج

+

كانت مزون مازالت تتحدث لتتفاجئ أن عمها انتزع الهاتف منها ليهتف فيه بحزم:

+

السموحة يا بنت محمد.. ما عرفتش

+

عفراء شهقت وصوت منصور الفخم يقتحم حوارها مع ابنتها.. همست بحرج:

+

ماصار إلا خير.. والسموحة منك يأبو علي

+

منصور بثقته المعتادة: أشلون جميلة بشرينا منها..؟؟

+

عفراء بذات النبرة المغرقة في الحرج: طيبة طاب حالك

+

ثم أردفت لتنهي الاتصال: بنتي تدعيني.. سلم على مزون

+

منصور بثبات: الله يسلمش

+

حينها هتفت مزون: أنت وش سويت في خالتي؟؟ شكلها زعلانة ومنحرجة

+

منصور يضحك: خالتش خبلة.. وش أسوي فيها.. شكلها عايشة في فيلم هندي على الأفكار اللي في رأسها

+

ثم أردف باستعجال: يا الله يالله أخرتنا خالتش الخبلة على العشا

4

***********************************

+

عبدالرحمن ومُهاب يتناولان عشائهما في مطعم بلهمبار على الكورنيش مباشرة

+

مهاب بمودة: أشوفك ما كلت..

+

عبدالرحمن بذات المودة: أكل بلهمبار ما يعجبني ذاك الزود.. بس قعدتهم خيال

+

مهاب بمرح: وحن جايين هنا عشان القعدة الخيال؟؟

+

الحين أنا خليت عشا أم امهاب اللي يسوي مطاعم الدوحة كلها وجاي معك.. وعقبه الأكل ما عجبك وجايبنا عشان القعدة بس

+

عبدالرحمن بذات المرح: وهذا أنا خليت طبخ أم عبدالرحمن.. ماحد أفلس من حد.. كلنا تفلسنا عشا العجايز..

+

مهاب بمرح: العجوز مرتك.. مهيب أمي طال عمرك..

+

حينها التقط عبدالرحمن العبارة: وعجوزي متى بتزوجني إياها؟؟

+

مهاب شعر بحرج أخفاه خلف هدوءه وهو يقضم قطعة من الخبز: ما بعد خذت رأيها.. عطيتها وقت تفكر

+

عبدالرحمن بهدوء: امهاب ترا بيننا صحبة من يوم انولدنا يمكن.. يعني ما أعرفك من يوم وإلا يومين..

+

ثم أردف بشكل مباشر وصريح وقاطع: وضحى رفضتني؟؟

+

انتفض مهاب بعنف: والله العظيم إني ماخذت رأيها للحين

+

عبدالرحمن بذات الثقة الهادئة: دامك حلفت بصدقك..

+

لكني أحذرك يا امهاب إنك تحاول تفرض عليها شيء هي ما تبيه

+

عاد كله ولا العرس يأخيك.. ما ينجبر قلب على قلب

+

وأنت عارف إنه ذي مهيب أول مرة أخطب وضحى.. بس أمك تيك المرة مارضت وقالت إنها صغيرة

+

وذا المرة أنا أقول لك لو مهما صار لا تجبرها على شيء.. ولاتظن إنه اللي بيننا بيغيره شيء

+

صحيح إني ما أبي إلا القرب منك.. بس الواحد ما يأخذ إلا نصيبه..

+

ويمكن نصيبي مهوب عندكم

+

مهاب بمودة عميقة: أكيد مستحيل أجبرها على شيء.. وبعدين وين تلاقي مثلك يا حظها وحظ أخيها فيك يا النسيب

+

ثم أردف بنبرة ذات مغزى: وعلى طاري النسيب..

+

صار لي فترة أبي أكلمك في موضوع.. ووقته جا

+

أمنيتي يابو فاضل إنك تصير نسيب نسيب..؟؟؟

+

عبدالرحمن يعقد حاجبيه مستفسرا..

+

ليجيبه مهاب بتساؤل واثق:

+

تزوجوني لو خطبت عندكم؟؟؟

+

أبي أختك.. تقربوني؟؟

+

#أنفاس_قطر#

+





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى