Uncategorized

رواية الميراث ابناء المافيا الفصل الخمسون 50 بقلم منة ابراهيم – تحميل الرواية pdf


رواية الميراث ابناء المافيا الفصل الخمسون 50 بقلم منة ابراهيم

 

                                              

اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕

+

-لا تنسون الدعاد لأهل غزة وكل بقاع الاراضي العربية المحتلة♡

+

#رواية_الميراث 

#بقلم _الكاتبة_Manna Ibrahim

+

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+

في سيارة حمزة، بعد خروجهُ من المستشفى باحثًا عن معتز، يقود بهدوء بينما يمسك بيدهُ الاخرى الهاتف ناويًا الاتصال على شقيقهُ الذي رد بهدوء قائِلًا  : 

+

_” ألو….”

+

حمزة بتساؤل  :” أنت فين؟! “

+

_” أنا في طريقي للبيت القديم….هجيب منه حاجة كده و راجع!! “

+

حمزة  :” ماشي بس متتأخرش!! “

+

_”حاضر”

+

اغلق الهاتف ثم وضعهُ على الكرسي الذي بجانبهُ و عيناهُ مركزة على الطريق امامهُ. 

+

+

+

+

+

+

يقف حمزة أمام منزل أسلام، يطرق الباب للمرة الثالثة حتى الآن، واقفًا منذ ربع ساعة ينتظر ردًا من صديقهُ . 

+

رفز بضيق بينما يمسك هاتفهُ يرن عليهِ متحدثًا بينهُ وبين نفسهُ بعدما لم يجد اجابة ايضًا  : 

+

_” راح فين ده؟….منك لله يا إسلام!….اما اشوفك بس! “

+

لا ننكر أنه قلقًا عليهِ، فهو صديقهُ ومثل أخيهِ، صداقتهم دامت لـ أثنى عشرة عامًا ، وحتى الآن لازال يتذكر هذا اليوم الذي تعرف على أسلام، وكان ذلك بسبب والدهُ. 

6

( العودة للوراء  ) 

+

أثناء تقديم حمزة أوراقهُ كي يدخل الشرطة، كان معهُ والدهُ و لكنهُ كان ينتظرهُ خارج الكلية، و لكن أدهم تعب فجأة و كاد يفقد توازنهُ لولا أنهُ شعر بأحد يمسكهُ من الخلف. 

+

كان يتوقع ان يكون حمزة لكن أتضح انهُ شاب في مثل عمرهُ او ربما يكبرهُ بعام تقريبًا. 

+

الشاب بهدوء  :” انت كويس؟! “

+

أدهم بتعب  :” آا…آه انا كـ..كويس! “

+

الشاب بهدوء  :” مش باين عليك!…..تعالى معايا في مستشفى قريبة من هنا. “

+

كاد يُنفي أدهم لكن أصرار هذا الفتى جعلهُ يوافق، فهو متعب بحق، واثناء سيرهُ توقف عندما سمع صوت حمزة يُناديهِ، ألتفت ووجد حمزة ينظر لهُ بأستفهام و تعجب قائِلًا بينما يقترب منهم: 

+

  

                

_” في أيه يا بابا……الواد ده خطفك و لا ايه؟! “

5

الشاب و بالتأكيد هو اسلام تحدث ردًا على حديث حمزة  :” يعني انا لو هخطفه…..كنت هقوله تعالى  معايا في مستشفى قريبة من هنا؟! “

1

حمزة بقلق  :” مستشفى؟…..ليه يا بابا انت كويس؟”

+

أدهم  :” تعب بسيط بس!! “

+

حمزة بضجر  :” في كل مرة بتقول حاجة بسيطة و في الاخر بتبقى حاجة كبيرة…..اتفضل معايا يا بابا!! “

+

( في الوقت ده حمزة مكانش مع آدم، لأن انا قولت قبل كده انه سابه وهو عندو 18سنة، كان في الوقت ده عايش لوحده بس ابوه راح معاه!  ) 

5

خطوا خطواتهم نحو السيارة و أدهم امسك بيد إسلام حتى يأتي معهم، فهو شعر ان اسلام أحس بالاحراج بقول حمزة. 

+

وفي المستشفى، يقف حمزة بجانب سرير والدهُ بينما أسلام يتحدث مع أدهم بعدة مواضيع كي يُنسيهِ تعبه، و الطبيب قال انه تعب نتيجة اهماله نفسه وها هو يضع لهُ محلول مغذي. 

+

حمزة صامت منذ وقوف إسلام بجانبهُ و منزعج كونهُ  يتحدث و لا يكف عن الثرثرة ابدًا. 

+

تحدث حمزة لـ إسلام بقلة ذوق  :” مش هتمشي و لا هتبات معانا؟! “

4

إسلام بإنزعاج  :” لا همشي و لا هبات معاكم!! “

+

حمزة   :” اومال هتفضل واقف!! “

+

أدهم ناظر حمزة بحدة ثم  نظر إسلام بهدوء قائِلًا  :” أنا آسف بالنيابة عنه يا ابني…..وشكرا ليك مكنتش عايز اتعبك معايا!! “

2

إسلام ابتسم بود   :” لا تعب و لا حاجة…..أنت في مقام والدي!!….عن اذنكم!! “

+

حمزة بهمس  :” في ستين « ولكنه غير مغذي العبارة بعدما نظر لهُ اسلام،اي انه سمعه» في ستين سلامة !! “

1

تنهد إسلام ثم خرج من الغرفة، قال أدهم بعتاب:” عاملك ايه عشان تكلمه كده؟ “

+

حمزة  :” مش نازلي من زور!! “

+

أدهم بحزم  :” اطلع يا حمزة واعتذرله….قبل ما يمشي!! “

+

تنهد حمزة ثم خرج من الغرفة، مناديًا عن اسلام الذي يبتعد عنهُ بخطوات معدودة، قائِلًا  :

+

_” يا أخ…..لو سمحت…..يا أخ!! “

+

استدار إسلام بإنزعاج و لكنهُ لم يظهر ذلك، بينما حمزة توقف وهو يلهث فقد كان يركض كي يصل لـ إسلام  ، تحدث بعدما هدأ قليلًا  : 

+

_” متعرفناش!!!! “

+

إسلام تحدث بغضب  :”تفتكر يعني بعد التهزيق ده….انا ممكن اتعرف عليك؟! “

+

حمزة بهدوء  :” وفيها ايه…..وبعدين انا اللي عايز اتعرف مش انت!! “

+

إسلام وسع عيناهُ ممثلًا الانبهار   :” تصدق اقنعتني…..ماشي…..انا اسلام الهواري! “

+

        

          

                

حمزة نظر لـ يد إسلام المعلقة في الهواء. تنتظر مصافحته، رفع يدهُ كي يبادلهُ المصافحة بينما يقول  : 

+

_” حمزة الحديدي…..اتشرفت!! “

+

إسلام بحنق  :” واضح!…..أستأذن انا! “

3

( نهاية فلاش باك  ) 

+

_” يا سيادة المقدم……يــــا سيـــــادة الــــمـــــقــــدم!! “

+

أستفاق حمزة من شرودهُ على صوت رائد  ، الذي يحدثهُ في الهاتف و ينادي عليهِ لأكثر من نصف ساعة. 

+

تحمحم حمزة قبل أن يجيب  : 

+

_” نعم!! “

+

رائد تنفس بقوة ثم قال بضجر  :” يا فندم انا بقالي ساعة بنادي عليك……و أنت و لا هنا!! “

+

حمزة تحولت نبرتهُ إلى نبرة باردة  :” مش مهم…..كنا بنقول ايه؟! “

+

رائد ببلاهة  :” مش فاكر!! “

+

حمزة تنهد  :” خلاص اقفل انا جاي! “

1

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+

في المساء

منزل أدهم القديم 

+

فتح معتز الباب و أغلقهُ، ثم دلف إلى الداخل، و الذكريات المؤلمة داهمتهُ عندما دخل هذا المنزل. 

+

*سماع صوت بكاء طفل رضيع يريد امه الذي لم يراها. 

2

*هروب خاطر اخيه من المنزل. 

4

*انهيار اخوته امام عينيه و لكنه الوحيد الذي لم يبكي. 

+

كل هذه الذكريات، عادت من جديد بعدما دفنها بداخلهُ، لكن يبدوا أن الوقت قد حان لخروجها مجددًا. 

+

خطى معتز خطواتهُ داخل المنزل لكنهُ توقف فجأة بعدما سمع بكاء شخص ما، شلت حركته و قال بذعر وفزع  : 

+

_”اعوذ بالله من الشيطان الرجيم……البيت ده ملبوس و لا أيه؟! “

+

ولكنهُ لم يكن من الجبناء، بل أتجه إلى مصدر الصوت، ليس فضولًا منهُ لكنهُ يريد أن يعرف من تجرأ و دخل هذا المنزل. 

+

فتح غرفة ما و أضائها، كانت الاضاءة خفيفة و قديمة نوعًا ما، بسبب عدم استخدادمها السنوات الماضية. 

+

وجد جسد في زواية الغرفة يبكي، لم يرى ملامحهُ جيدًا و لكن وجههُ كان مألوف، وحين أتضحت لهُ الرؤية، وسع عيناهُ مصدومًا من ما يراهُ. 

+

_” بابا! “

+

رفع ادهم رأسهُ، ورآى معتز ينظر لهُ بينما علامات الصدمة و الدهشة تحتلان ملامحهُ، استقام بتعب ثم حاول الوقوف بثبات قائِلًا بنبرة مرتجفة حاول ان تكون طبيعية: 

+

        

          

                

_” معتز!!…..انت اكيد عرفت الحقيقة…..و ان انا مليش ذنب……انا مش طالب منك غير انك تسامحني ونرجع اب و ابن!! “

2

معتز بهدوء  :” احنا مكناش اب و ابن اصلا من الاول يا بابا!! “

3

أدهم اقترب منهُ ثم حاول ان يضمهُ لكن معتز عاد للوراء، ليس خوفًا منهُ بل يريد ان يتذوق من نفس كأس العذاب الذي شرب منهُ معتز. 

+

أدهم  :” اللي انكسر ممكن يتصلح يا معتز!! “

+

معتز اشتعل الغضب داخل قلبهِ و حاول تهدأة نفسهُ، تحرك متجهًا إلى المطبخ ثم عاد إلى والدهُ و بيديهِ كوب فارغ، رماهُ على ارضية المنزل بقوة، تحطم ذلك الكوب لقطع صغيرة. 

+

معتز أشار إلى قطع الزجاج المتناثرة  :” شايف الازاز ده…..اهو انا قلبي اتكسر زي المشهد ده بالظبط……وحتى لو حاولت تصلحه يا بابا…..مش هيرجع زي الاول. “

4

أدهم بتعب  :” معاك حق…..وانا استاهل كل حاجة بتحصلي…..اخطائي ولادي بيدفعوا تمنها…..و انا بطلب منهم المسامحة بعد كل ده!! “

2

معتز   :” لو كنت عايزني اسامحك…..فأنا مسامحك اصلا يا بابا…..بس انا اسف……مقدرش اقرب منك كأب تاني…..اعتبرني انا اللي مت مش ماما….او مش موجود زي ما كنت بتعمل زمان! “

4

أدهم بألم   :” انت كده بتحسسني بالذنب اكتر!! “

+

معتز تنهد   :” انا بقول الحقيقة مش اكتر….انا سامحتك لأن المسامحة سهلة…..بس نسيان الماضي عمره ما كان سهل!! “

+

******

+

يجلس ادهم في زواية الغرفة.، يبكي خوفًا و قلقًا من نفسهُ. 

+

تحول أدهم الكبير إلى طفل لم يتجاوز الخامسة، فقد لعبته ويريد إسترجاعها بأقرب وقت، وكأنه كان يريد فعلًا شخص كـ معتز يجعلهُ يستوعب ماذا فعل في حياته. 

+

بكى ادهم حتى هدئ و أستقام يدخل يتؤضأ ثم خرج و جلب سجادة الصلاة وبدأ يصلي بخشوع،بدأ في الصلاة و الناس في هذا الوقت منهم من يشاهد التلفاز و منهم نيام و منهم مشغول بشيء  .

2

يبكي و هو يسجد ويطيل في السجود ويدعو كثيرًا.

+

وبعد الإنتهاء من الصلاة جلس يرفع يديهِ ثم قال:

+

_” اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي “

+

بعد الأنتهاء من الدعاء، لمح نورًا يأتي من النافذة، فنظر مستغربًا، و لكنهُ عاد للبكاء من جديد، وكأنهُ أحس أن ﷲ تقبل توبتهُ. 

+

        

          

                

سأقبل يا خالقي من جديد ♡

+

كما انتَ مني إلهي تُريد ❤

+

و أرجو إذا أنت تقبلني

+

جنان الخلودِ ومنكَ المزيد•♡

+

عصيتك ربي فأمهلتني 🌺

+

وتسترني رُغم أني عنيد

+

لأنـك ربي غفور ودود♡

+

رحيم بكل الورى و العبيد♡

+

أتيتك يا خالقي باكيًا♡ 

+

ودمع الأسى كل حين يزيد

+

فقد قلت في الإيي لا تقنطوا♡

+

و إن تعفو عني ف ذا يوم عيد. 

2

مرت دقائق و ادهم أحس بالسعادة لم يشعر بها من قبل، وكأنهُ قد عاد للحياة مرة أخرى، و لكنها لم تدم طويلًا بسبب شعورهُ بألم يواجه صدرهُ من الناحية اليسرى ، فـ ظن أن يكون هذا عقاب من ﷲ على كل ما فعلهُ. 

+

وقبل أن يستسلم لألمه، سمع صوت فتح و غلق باب المنزل فأدرك أنه هو، اجل، دخل معتز الغرفة فوجد ادهم متواجد بها، أستغرب كثيرًا وتبدلت ملامحهُ للخوف بعدما رآى علامات الألم على وجههُ. 

+

أقترب منهُ ثُمَّ قال بخوف وهو يحاول إسنادهُ  :” بابا أنت لسه ما مشتش من هنا ليه؟!… و.. “

+

جلس ادهم على السرير بتعب و قال مقاطهًا حديث الأخر  :”سامحني….. انا تعبان اوي يا معتز ارجوك…..انا عايز اموت و انا مرتاح!!!”

+

_” قولتلك ان انا سامحتك….. أهدى بقا! “

+

_” مش ههدى غير لما اسمعها! “

+

معتز ابتلع ريقه  :” انا سامحتك!….وﷲ سامحتك!!…. اهدى بقا واتنفس! “

3

أرتاح أدهم كثيرًا بعد سماع هذه الكلمات و أغمض عينيهِ مستسلمًا ، فصرخ معتز بفزع لإدراكهُ انه فقد الوعى أو…..ربما مات!!

+

لم تمر نصف ساعة و ها هو معتز يضع جسد والدهُ على النقالة في المستشفى، لم يستطع الدخول فدفع صديقهُ داخل الغرفة بدلًا منهُ. 

+

ارسل رسالة لـ شقيقهُ ثم اغلق الهاتف و بعد ربع ساعة سمع خطوات تقترب نحوه، رفع رأسهُ ليجد جميع اخوتهُ يقتربون منهُ. 

+

حمزة وقف امامهُ متحدثًا بقلق  :” ايه اللي حصل…..وازاي ابوك عايش!! “

5

تحدث معتز بالحقيقة كاملة و لم ينقص او يزيد حرف، والورقة الذي تركها لهُ أدهم، مكتوبة بخط يد والدهُ و محتواها كان كل الكلام الذي قاله ادهم لـ اسلام. 

+

        

          

                

صدمة الأخوة لم تكن طبيعية، أيعقل أن يحدث كل هذا و هما أبنائهُ. 

+

لم يتحدث أحد بعد كلام معتز، فكان الصمت هو التحدث في هذا المكان، بعد خمسة و ثلاثون دقيقة خرج الطبيب وتحدث بهدوء : 

+

_” الاستاذ يقرب لكم ايه؟! “

+

حمزة  :” يبقى ابونا!! “

+

الطبيب  :” انا آسف جدًا…..بس والدكم كان عندو اعتلال في عضلة القلب….. وتقريبًا ده كان عنده من مدة وهو ساكت عليه…..ونبض القلب توقف فجأة……وللأسف الشديد…..والدكم مات….والظرف ده كان موجود في جيبه!!! “

5

اخذ حمزة الظرف و قام بفتحهُ ثم قرائهُ بصمت  : 

+

_” انا عارف انك انت اول واحد هتقرأ الجواب ده يا حمزة…..أنا كتبت الجواب ده بعد ما عرفت ان انا عندي اعتلال في العضلة….و قلبي ضعيف…..انا مزعلتش على مرضي…..انا زعلت لان انا هموت قبل ما اصلح غلطي و تسمحوني كلكم بلا استثناء….وصيتي هتلاقيها مع حسام ابن مراد المحامي…لو مش عارفه…اسلام هيقولك عليه….وهي مش هتتفتح غير بعد سنة من وفاتي…… اسلام هو الوحيد اللي صدقني ووقف جانبي و متلموش….اسلام جدع و انا اللي اصريت عليه ….و متقلقش يا حمزة…..المرة دي بجد….ولو مش متأكد….ادخل و شوف جثة ابوك بنفسك!! “

7

أنتهى من القراءة وعيناهُ تحاول ألا تذرف الدموع، بينما أخوتهُ ينظرون لهُ بحزن، ناظر جميع أخوتهُ و توقفت عيناهُ على معتز الذي لم يبدي أي رد فعل على الإطلاق. 

+

أنبثقت الدماء من فم معتز ساعلًا بعنفٍ،ثم انبثق المزيد من الدماء تغرق كفيهِ، فزع أخوتهُ وصدموا وكاد يفقد الوعي و ينهار لولا حمزة الذي أسندهُ. 

+

حمزة بتوتر  :” عندو سرطان رئة…..و كان المفروض يعمل العملية انهارده! “

+

الطبيب بعملية أمر الممرضان أن يحضروا سرير ينقلان عليهِ معتز. 

+

********

+

يقف كل من حمزة و معتز و فهد و خاطر و يوسف و إياد يستعدون لِـ صلاة الجنازة  ، وبعد الانتهاء خرجوا و هم يحملون النعش على اكتافهم يتجهون لـ مقابر العائلة. 

+

و شارك كل منهم في وضع حفنة من التراب، ثم بعد انتهاء مراسم الدفن ، آدم شعر ان هناك خطب ما، ألم يفعلوا مراسم دفن و عزاء من قبل، و لكن ما كان يشغل بالهُ هو أنهُ ادرك ان أدهم توفى وهذه المرة حقيقية و ليست كما المرات السابقة. 

4

في العزاء الاخوة يقفون بجانب بعضهم يسلمون على الناس، و كان اكثرهم جمودًا هو معتز الذي أصر على حضور العزاء و الدفن رغم تعبهُ. 

+

راجح همس بقرب أذن آدم بحزن  :” المرة التالتة اللي يقولوا فيها أنه مات…..بس انا حاسس انها بجد يا أدهم، وحتى الناس دي مسألتش هما عملوا العزا مرتين ليه؟! “

1

        

          

                

آدم بتنهيدة عميقة  :” الاخطاء اللي أدهم عملها في حياته ولاده هيدفعوا تمنها غالي اوي…..بس مش قلقان عليهم طول ما حمزة معاهم!! “

+

راجح بدهشة   واستغراب  :” هما مش اعداء ادهم اتقبض عليهم خلاص!! “

+

آدم نظر لِـ شقيقهُ تحمل في طياتها حزنٍ عميق، ثم قال بهدوء و غموض :” نسيت يا راجح و لا ايه؟! “

+

راجح ضيق عيناهُ بقلق  :” نسيت ايه؟! “

+

آدم نظر لهُ مرة أخرى لكن هذه النظرة لم تكن عادية، بل كانت نظرة خوف و حزن و تعب و حيرة فس آنِ واحد، أدرك راجح حينها أن عندما يموت ادهم تنتهي المشاكل، بل هو دوامة مشاكل جديدة ليس لها حل. 

2

أنتهى العزاء و أخذ آدم حمزة يتحدثان جانبًا ناويًا الحديث معهُ في امر ما . 

+

بدأ آدم بالحديث قائِلًا  : 

+

_”أظن كده ان انا انتهى دوري….انا هسافر أسوان يا حمزة انا و عمك راجح…..خلي بالك من اخواتك كويس!! “

+

لم يكن مجرد حديث، بل هو تهربًا لِـ شيء هو متيقن أنهُ سيحدث و لا يريد ان يكون متواجد اثناء حدوثهُ. 

+

حمزة بهدوء  :” تروح و تيجي بالسلامة يا عمي!! “

+

آدم ابتسم:” متزعلش يا حمزة…..كل واحد ليه يوم و يمشي و أدهم خلاص…المرة دي مات وجت من عند ربنا! “

+

حمزة بإستغراب   :” انت مش زعلان على اخوك! “

+

آدم بحزن  :” انا زعلان عليكوا انتوا…..أنتوا هتدفعوا تمن اللي عمله أدهم غالي…..خلي بالك منهم يا حمزة….اخواتك قبل اي حاجة!! “

1

حمزة ابتسم بأرهاق و تعب  :” متوصنيش عليهم!! “

+

ربت آدم على كتفهُ بحنان ابوي، وكأنهُ يخبرهُ أن أبيهِ الذي رباهُ لازال هنا و لن يتركهُ. ثم عانقهُ أخر عناق،طال لمدة عشر دقائق،ثم ابتعد عنهُ وودعهُ وذهب. 

+

أما على الجانب الآخر عند خاطر فهو يجلس بجانب راجح الذي يقول  : 

+

_” انت دلوقت بقيت محاط بين اخوات بيحبوك و بتحبهم…..مش هتحتاجني بقا…..رغم زعلي على ادهم بس كده كده كلنا هنموت يا ابني….فالزعل مش هيفيد في حاجة!! “

+

خاطر بهدوء مسح دموعهُ ثم قال بصوت متحشرج  :” هو مكانش قريب مني….بس انا كنت عايز احس ان انا عندي اب يسندني….واهو مات….انا محستش بالحزن ده قبل كده!! “

+

راجح يحاول ان لا يبكي معهُ  :” طب ما هو اتقال قدامك انه مات مرتين….معيطش ليه؟! “

2

خاطر بغضب  ليس لهُ مبرر  :” علشان كنت حاسس انه لسه عايش!! “

+

ثم استقام صاعدًا لغرفتهُ، بينما راجح تنهد بعمق قبل أن يذهب لـ حمزة، و على الجانب الأخر يوسف يعانق حافظ و تامر معًا ناسيًا ان والدهُ توفى، هو تعمد ان ينسى كي لا يبكي امام احد. 

+

        

          

                

حافظ يربت على ظهر يوسف بحنان قائِلًا  : 

+

_” متعيطش يا ابني!! “

+

يوسف مسح دمعته بسرعة  :” مش بعيط…..انا بس في حاجة جت في عيني!! “

+

حافظ تنهد  :” عيط….اعمل كل اللي نفسك فيه و في الاخر هتقول ده قضاء ربنا و لا يمكن حد يعترض عليه!! “

+

يوسف  :” ونعم بالله! “

+

حافظ غير الموضوع  :” تامر عايز يقعد معاك شوية.!! “

+

يوسف ابتسم بدفء  :” انا أصلًا كنت هقولك خليه معايا يا خالو!! “

+

حافظ نظر لـ تامر  :” سبنا لوحدنا شوية يا حبيبي!!”

+

أومئ تامر بهدوء ثم خرج للحديقة الخلفية، اما حافظ فهو تنهد قبل ان يتحدث بهدوء: 

+

_” أنا عايزك تخلي بالك من تامر يا يوسف…..انا هتحجز في المستشفى من النهاردة…..انا عارف ان ده مش وقته بس….”

+

يوسف قاطعهُ متحدثًا بعتاب  :” ايه اللي انت بتقوله….ده انت ابويا اللي ربتني…..و تامر ده زي اخويا…..بس قولي الاول انت كويس؟!….مستشفى ايه؟ “

+

حافظ   :” الدكتور قالي ان فيه امل ارجع امشي تاني!! “

+

يوسف اتسعت عيناهُ  :” قول واللهِ؟! “

+

حافظ بضحك  :” والله زي ما بقولك كده! “

+

يوسف اقترب و عانقهُ بشدة  وهتف بسعادة غامرة  :” ده احلى خبر في عز النكد اللي احنا فيه!”

+

حافظ ضحك بقوة   :” ده شكل واحد ابوه متوفي!!”

+

يوسف  :” يا عم ده مات تلات مرات! “

+

* رغم ابتسامتهُ ألا ان حافظ لاحظ ذلك الحزن الذي استوطن عيناهُ. 

1

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+

مرت الأيام سريعًا، حاولوا فيها الاخوة أن ينسون بعضهم بضحكة او مشاغبات، ولكن كل منهم كان يحمل حزن عميق لن يندمل الآن. 

+

و بعد اسبوع أتى ميعاد عملية معتز، الذي كان مرهق و متعب و خائف في نفس الوقت، في تلك الغرفة دلف حمزة إليها، ووقف بجانب سرير معتز يمسك يديهِ داعمًا و مشجعًا. 

+

حمزة بدعم  :” خليك قوي يا معتز…..احنا كلنا محتاجينك! “

+

أومئ معتز بهدوء وشبح ابتسامة كانت على وجههُ، افترب حمزة ملثمًا رأسهُ بحنان بينما يقبلهُ يحاول أن لا يبكي. 

+

بعد مدة دخل الطبيب بأبتسامة هادئة قائِلًا  : 

+

_” يلا يا بطل….معاد العملية! “

+

نظر معتز لشقيقهُ نظرة بمعنى أن لا يتركهُ، شد حمزة على يدهُ بتشجيع، لا يعلم هل يطمئن معتز ام يطمئن نفسهُ. 

+

        

          

                

*******

+

يسير حمزة ذهابًا و إيابًا يردد كلمة ” يارب “، بقلق وخوف على شقيقهُ داخل غرفة العمليات. 

+

بينما اخوتهُ يقفون مستندون على الحائط ينتظر كل منهم خروج الطبيب. 

+

اردف فهد بضجر بعدما شعر حمزة يكاد يفقد الوعي بسبب الخوف: 

+

_”  ما تسكت بقا يا يا حمزة…..واللهِ أنتَ اللي مخوفنا….مش اخوك! “

1

حمزة وقف امام فهد قائِلًا بغيظ  :” خايف عليه يا ناس…..خايف عليه يا عالم……مش اخويا!! “

1

فهد نظر لأخوتهُ الصغار  :” طب ما هم واقفين زي القرود اهو  و لا حد فيهم اتأثر!! “

2

اياد اجاب بغباء  :” ما احنا متأثرين من جوا!! “

+

فهد  ؛” بس ياض…..قال من جوا قال! “

+

حمزة نظر لـ اياد بترقب  :” من جوا ازاي يعني؟! “

1

كتم يوسف ضحكتهُ واجاب بدلًا من اياد  :” من جوا البنظلون!!! “

3

ضحك الاخوة جميعًا عدا ذلك الذي قال بغيظ شديد  :” اضحكوا اضحك ــ..”

+

توقف فمهُ عن الحديث بعدما خرج الطبيب من غرفة العمليات، هرع نحوهُ بخوف ممسكًا كتفيهِ قائِلًا بهلع   :” مـ…معتز اخويـ..ـا….كويس؟!…..حصله حاجة؟!…..ماتتكلم يا دكتور”

1

فهد ابعد حمزة عن الطبيب، فقد كان يخنقهُ بالكلام وهو لم يعطي فرصة لهُ ان يتكلم اصلًا. 

+

تحدث فهد بهدوء محاولًا أن يهدئ من روع ذلك الخائف  :” اهدى يا حمزة و سيب الدكتور ياخد نفّسه الاول،اتكلم يا دكتور! “

+

أخذ الطبيب نفس عميق قبل أن يقول بحزن  :” للأسف الشديد!!!”

15

يتبع…….

+

انتهت _ الحلقة _ ال50🙈

+

اقتباسات  من الحلقة الجاية:-

+

خرج يوسف بسيارتهُ من المنزل متجهًا إلى نفس الكافيتيريا التي ذهب إليها من قبل . 

1

******

+

يترجل من السيارة فاتحًا الباب الخلفي، ثم أخرج هذا الرجل العصا وضعها على الارض و نزل وهو ينظر لـ هذا البيت بينما يرتدي النظارة السوداء. 

1

******

+

دخل إياد غرفة يوسف فاتحًا الباب بقوة قائِلًا بغضب  : 

+

_” اللي يدخل البيت ده يتجنن رسمي….و « توقف عن الكلام عندما رآى ما رآى ثم تحدث بصدمة »  انت بتعمل يا يوسف!! “

7

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

+

محدش يتسرع و يقول معتز مات، انا بقولكم اهو ☺️🙂

6

التفاعل و إلا مش هنزل و كده كده مش هنزل عشان الامتحانات، تفاعلتم متفعتلوش في كلا الحالتين مش منزله دلوقت. 

1

احب اطمنكم، ان يوسف خلاص بقى مدمن 😱

14

تصويت ⭐ + كومنت 💬=بارت 🤗

+

رأيكم؟! 

2

توقعاتكم؟! 

+

-يا ترى ليه الوصية مش هتتفتح غير بعد سنة من وفاة ادهم؟! 

6

-وهل اصلا الاخوة هيستنوا لـ سنة كاملة؟! 

1

دمتم بخير 💗🙈…..سلام👋🏻

+

الحادي والخمسون من هنا





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى