رواية قارئة الفنجان الفصل الثلاثون 30 بقلم مني لطفي – تحميل الرواية pdf

رواية قارئة الفنجان الفصل الثلاثون 30 بقلم مني لطفي
قارئة الفنجان
+
الفصل (30)
+
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
+
وقفت تطالع المنظر الساحر الذي تطل عليه شرفة الغرفة في ذلك المنتجع السياحي الشهير بجزر المالديف حيث فاجئها ذلك المجنون ما أن أنتهى عقد القرآن بذهابهما رأسا الى المطار للقيام بعطلة شهر العسل المؤجل رغما عنهما!!!…
+
وحينما أخبرته أنها لم تستعد أجابها بكل بساطة أن حماته العزيزة قد قامت بما يلزم، لتفاجأ بأن والدتها كانت على علم بخطته المجنونة والتي تقضي بخطفها بعد الانتهاء من عقد القرآن، فهو لن يدع الأمر للظروف فقد يحدث ما لا يحمد عقباه وخاصة مع صديقه اللدود، والذي كلما أتى للتقدم خطوة في علاقته بندى حدث ما يوقف ذلك بل ويدفع هو الثمن، سواءا من شجار بينه وبين ابنة خالته، أو مقتل لشخص واتهام زوجته هو، وأخيرا تلك الكارثة الجديدة والذي أخبره بها.. ألا وهي توصله لمايسة الشرقاوي، ليعلم أن عزمه على السفر كان في محله فهو لا يستبعد أي شيء قد يطرأ ما دام قد تدخل فيه.. جو!!!!!!!!!!!…
+
تسللت ذراعان قويتان تطوقان خصرها بينما مال بوجهه يستند بذقنه العريض على كتفها هامسا في أذنها بابتسامة بطيئة:
+
– مبسوطة؟…
+
لفت برأسها تطالعه فيما ضربت أنفه رائحة شعرها المنعشة بأريج الفواكه الخاص بالشامبو، وهمست تجيب وهي ترفع ذراعها إلى الاعلى تطوق رأسه:
+
– جدا يا حبيبي، ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك ابدا…
+
قبلها بخفة على أرنبة أنفها وقال:
+
– تحبي تروحي فين انهرده؟.. diving ولا نقعد ع البلاج (الشاطئ)؟..
+
رنا بنعومة:
+
– اللي انت عاوزه حبيبي، انا في الحالتين مش بنزل المايه انت عارف..
+
أدارها أنور أمامه وقال وهو يحتضن قوامها بين يديه:
+
– عارف، معلهش حبيبتي.. أنا راح من بالي خالص حكاية انك مش هتعرفي تنزلي الماية، وتتحركي براحتك، كنت عاوز شهر العسل بتاعنا يكون في أجمل مكان وله أجمل ذكريات عندنا..
+
وضعت راحتيها على كتفيه وهمست برقتها التي أذابت دواخله:
+
– حبيب قلبي أي مكان هكون معاك فيه هيكون أجمل مكان، وذكرياتنا فيه هتكون أجمل ذكريات.. كفاية اننا مع بعض..
+
ثم أكملت وهو تضربه بخفة على كتفه بحنق زائف:
+
– الحاجة الوحيدة اللي بتحرق دمي الستات كلها قالعين هنا!!.. أنا شوفت مايوهات كتير وقليل، وعارفة الـ… one piece، والبيكني، أنما الفِتَلي دا اللي معمول من الفِتَل (جمع فتلة يعني الخيوط) أول مرة أشوفه هنا بصراحة!!!
+
رمى أنور برأسه الى الخلف مطلقا ضحكة عالية قبل أن ينظر اليها غامزا بمكر وهو يقول:
+
– بصراحة عندك حق!!… أوووف على دي فِتَل!!!..
+
لتهتف رنا بسخط مكشرة في وجهه وهي ترفع وجهها إليه تطالعه بحنق شديد:
+
– يا سلااااام!!… ركزت أنت أوي في الفِتل شكلك كدا؟..
+
أنور ببراءة مصطنعة:
+
– اللاه يا رونتي، هي دي حاجة ما تتشافش؟.. إذا كنتي أنتي نفسك شوفتيهم، يبقى أنا مش هشوف؟..
+
رنا بسخرية:
+
– آه أنت ما تشوفش!!… دا المفروض حضرتك!!.. أومال فالح بس تقولي – وتابعت مقلدة نبرته الخشنة – محدش يملى عيني غيرك يا رونتي، دول ما يجوش فيكي حاجة يا حبيبتي!!!
+
كتم أنور ضحكته بصعوبة وقال:
+
– بقه أنا صوتي دلوع أوي كدا؟…
+
ضربته بقبضة يدها على كتفه فأنّ بألم:
+
– آه.. بتضربي من قلبك شكلك كدا وربنا!!!!!
+
رنا ببساطة:
+
– طبعا من قلبي، أنت عارف يا حبيبي أي حاجة معاك لازم تكون من قلبي…
+
أنور غامزا بخبث:
+
– طالما أي حاجة لازم تكون من قلبك..
+
ليباغتها برفعها بين ذراعيه فجأة فشهقت بنعومة بينما أردف هو وهو يتجه حاملا لها نحو فراشهما الدائري الذي يتوسط غرفة النوم:
+
– وريني بقه اللي في قلبك بالظبط!!!!!!!
+
رنا وهي تحاول دفعه بعيدا عنها لتنهض:
+
– استنى بس، انت مش قلت هنخرج؟…
+
أنور وهو يخلع بلوزته الصيفية سريعا:
+
– لا الدنيا شمس، بالليل الجو بيكون أحلى…
+
رنا بعتاب رقيق:
+
– يا راجل، ولا عشان تتفرّج على أصحاب الفِتل ورقص أصحاب الفِتل براحتك؟!!!!
+
أنور وهو يشرف عليها مستندا براحتيه على جانبي الفراش حول رأسها:
+
– بلا فِتل بلا يحزنون، هسيب مصنع الخيوط بحاله وأروح أتفرج على فِتل بردو!!!!
+
رنا ببساطة وهي تحرك كتفيها برقة سلبت أنفاسه:
+
– عموما أنا بفكر أجرب الفِتل دي، يمكن أرتاح فيها!!!!!!
+
كان أنور يمطر جانب وجهها بقبلات رقيقة حتى إذا ما سمع عبارتها الأخيرة قطب ورفع وجهه متسائلا:
+
– تجربيها؟.. تجربيها فين؟..
+
رنا ببراءة مزيفة:
+
– هو أنا ما قولتكش يا حبيبي؟..
+
هز أنور رأسه نفيا بينما قطب بحيرة وتوجس في حين تابعت رنا:
+
– أصلي بصراحة بفكر أروح الساونا، يعني.. تغيير!!!!
+
صمت تام قابل كلامها، لتتساءل بترقب:
+
– أنور!!!!!
+
ليجيبها بسكون تام:
+
– نعم!!!!!
+
رنا بابتسامة صغيرة:
+
– نعم الله عليك. كنت بقول..
+
قاطعها وهو يميل بوجهه عليها حتى ضربتها أنفاسه الساخنة قائلا بصوت حازم:
+
– سمعتك، مش محتاجة تعيدي تاني، وحضرتك فاكرة أني هسمح لك انك تتنقلي خطوة واحدة بعيد عني؟… وساونا كمان؟….
+
رنا بدلال أثار رغبته بقطف كرز شفتيها اللتان تمطهما أمامه وهي تحادثه:
+
– اللاه يا بيبي.. مش عروسة وحقي أخد بالي من نفسي؟.. ساونا ومساج وكله!!
+
أنور وقد اندفع الدم ساخنا في عروقه بينما خرج صوته أجشا يشي بشوق يندفع كالحمم بداخله:
+
– بيبي!!!!!!.. لا.. طالما بيبي يبقى أنا حبيبتي اللي هعمل لك مساج، وهدلعك و… – أكمل غامزا بعبث – كله!!!!!!!!!….
+
هتفت رنا باعتراض:
+
– بس أنا عاوزة ساو…….
+
ليخطف الـ “نـا”.. من طرف لسانها مبتلعا باقي اعتراضها، لتئن في اعتراض واه، ولكنها لم تلبث وأن استسلمت له، ليبحر بها في رحلة طويلة من العشق السرمدي والغرام الملتهب!!.
+
************************
+
سارت سعادات برفقة لؤي تتنزه في أرجاء المزرعة كما طلب منها، في حين انشغل أخوتها بمشاهدة شاشة التلفاز العريضة وكأنهم يجلسون بإحدى دور العرض السينمائية، يتابعون إحدى المسرحيات الكوميدية لذلك الفنان الكوميدي المشهور، وقد طمأن لؤي سعادات بأن أخوتها بأمان بعد أن لمس ترددها في تركهم والذهاب معه، ليعضد قوله والده، ثم أكدت دولت كلامه بعد أن شعرت بالعطف عليها، وكانت قد انتبهت لتعامل سعادات مع أخوتها، وكيف أنهم يعشقونها ويسمعون كلامها بدون نقاش!!..
+
وقفت سعادات أسفل نخلة ذات أوراق عريضة، تستنشق الهواء النقي، حين أتاها صوت يهمس في أذنها:
+
– إيه رأيك في المزرعة؟..
+
سعادات بصدق وابتسامة تلون محياها:
+
– جميلة أووي، وحبيتها أوي أوي…
+
التفت لؤي ليقف أمامها وقال مصطنعا الجدية وهو يلوّح بسبابته أمامها:
+
– تؤ تؤ تؤ.. بحب دي ما تتقالش إلا ليا أنا بس!!!..
+
اضطربت سعادات واحمر وجهها خجلا وحاولت الاشاحة جانبا وهي تجيب بحنق طفولي:
+
– لؤي.. أنا بتكلم جدّ!!!
+
لؤي ببساطة وهو لا يترك لها المجال كي تبتعد عنه:
+
– وحد قال لك أني بهزر؟.. أنا كمان بتكلم جد وجد الجد كمان!.. وعشان تبقي عارفة.. أنا غيووور جدا… وحطي تحت جدا دي ألف خط بالاحمر!!!..
+
سعادات بسخرية خفيفة:
+
– ألف!!!.. يا راجل قلبك أبيض.. هما عشرتاشر بس كويسين!!!!!!!!!…
+
لتنطلق من جوفه ضحكة نابعة من أعماقه، دغدغت أوصالها، وجعلها تقف فاغرة فاها وهي تراقب ضحكته، لتبتسم بدورها دون أن تعي، ولم تنتبه الا لدى سماعها للؤي الذي قال وصوته لا يزال يحمل أثر ضحكه:
+
– شكلي عجبك أوي!!!!!!
+
لتنتبه على وقوفها محدقة به كالبلهاء، فحاولت الاشاحة بعينيها بعيدا ولكنه لم يسمح لها إذ سرعان ما قبض برفق على ذقنها جاعلا وجهها في مقابلته وقال وقد فقد صوته أي أثر للمرح وغُلّف بنبرة أشاعت الفوضى في حواسها:
+
– بتهربي ليه؟.. مش غلط ولا عيب أن شكلي يكون عجبك، مش جوزك؟!!.. وبعدين لو ما كانش شكلي عجبك من الأساس وبتحبيني وبتموتي فيا كمان ما كنتيش وافقتي على جوازنا، دا طبعا بصرف النظر أني كنت هديكي الفرصة انك توافقي أو ترفضي أو تفكري من أصله!!!!!!!!!
+
ليتبخر خجلها سريعا وتكشر في وجهه هاتفة بحنق:
+
– إيه إيه إيه.. حيلك حيلك!!.. لعلمك بقه.. أنا وافقت بس عشان صعبت عليا!!!…
+
لؤي باستنكار:
+
– نعم؟.. صعبت على مين؟..
+
سعادات بغرور وهي تحرك كتفيها بفخر ومباهاة:
+
– عليّا أنا!!.. أنت صعبت عليا، رايح جاي هتتجنن عاوز تتجوزني، وما يبتش حد ما كلمتوش، سواء أبلة ندى ولا أبلة رنا، كلهم كلموني.. بصراحة كسفوني.. قلت يا بت أنتي كدا كدا أكيد هتتجوزي، فوافقي عليه أقله تكسبي فيه ثواب!!!!!!!
+
لؤي بنصف عين:
+
– يا شيخه!!!!.. امممم.. قلتي تكسبي فيا ثواب!!!.. طيب إيه رأيك ما تكملي جميلك وتكسبي حسنات أكتر ونعمل فرحنا انهرده؟!!!!!!!
+
سكتت لثوان، قبل أن تتحدث بصدمة:
+
– انت قلت إيه؟..
+
لؤي ببساطة:
+
– ساعتين زمن أهلك وقرايبك وحبايبك كلهم يكونوا هنا، وأحلى فرح أعملهولك بين الخضرة والهوا الجميل دا، وما يجيش عليكي بكرة ألا وأنتي… – سكت يداعبها بنظراته التي ألهبت وجهها بمعانيها العابثة قبل أن يردف – مراااااتي… ومنورة بيتي!!!!!
+
سعادات محاولة كسر طوق الخجل الذي كبّلها بكلماته:
+
– بقولك إيه يا لؤي، مش طالبة جنان هي، فرح إيه اللي خبط لزق كدا؟..
+
لؤي وهو يقبض على مرفقيها يقربها منه هامسا بشغف:
+
– وأنتي الصادقة أنا اللي عاوز.. أخبط وألزق!!!!!!
+
حاولت سعادات تخليص مرفقيها من قبضته وهي تهتف به باعتراض:
+
– خبط إيه ولزق إيه بس؟…
+
لؤي وهو يميل بوجهه عليها يلمس بشفتيه صدغها:
+
– لزق يعني كدا، وخبط….
+
وسكت ليدفعها بغتة بين ذراعيه فأطلقت تأوها لمفاجأتها في حين أردف هو وهو يحتويها معتصرا جسدها إلى جسده وكأنه يريد دفعها إلى داخله فلا تفارقه ولو لثانية واحدة:
+
– اللي هو كدا!!!!!!…
+
كان تائها في ليل عينيها السرمدي حينما شعر بقذيفة تنطلق لتهاجم قصبة ساقه فأطلق لعنة مكتومة وأفلتها في حين وقفت هي تطالعه في تحفّز، لينظر اليها بوعيد قائلا وهو يفرك موضع الألم في ساقه:
+
– فاكرة انك بكدا يعني عرفتي تبعديني عنك؟…
+
ثم وقف على بعد خطوات منها ساحبا نفسا عميقا قبل أن يتابع بثقة كبيرة:
+
– جمع سعادة.. أحب أبشّرك أني مش هتخرجي من هنا إلا وأنتي مراتي فهمي نظمي رسمي، عشان تبقي تعرفي تضربي تاني!!!!!!!!!…
+
قطبت، تصنمت، و… تمتمت:
– لؤي انت اتجننت أكيد!!!!!!!!!..
لؤي بصوت يقطر حبّا:
+
– دا جزائي عشان بحبك ومش عاوزك تبعدي عني ولو يوم، ولو ساعة واحدة حتى؟!!!
+
ثم اقترب منها وابتسامة عابثة تزين وجهه الرجولي الوسيم ويقلّص المسافة بينهما بينما الأشجار الوارفة التي تحوطهما ترمي بظلالها عليهما، في حين يهب الهواء يتلاعب بأوراق الشجر وينفخ روائح الزهور المنتشرة حولهما، ليملأ المكان بعبقها الرائع، وينثر خصلاتها السوداء لتثور حولها تكسبها جمالا وحشيّ، أثار الرجل البدائي الكامن بداخله، ليتكلم بصوت رخيم ساحر:
– وبعدين.. طبيعي لازم أتجنن!!!… جمع سعادة معايا…. ومش عاوزاني أتجنن من سعادتي!!!؟؟؟؟
زادت تقطيبة سعادات بريبة محاولة تجاهل ذلك القلب الغبي الذي ما انفك يطرق بين جنبات صدرها بشدة حتى خالته سيخرج من بين أضلعها، وقد سحره هذا العابث… الذي يقف أمامها يغازلها بنظراته الماكرة وبراءة الأطفال الزائفة في عينيه!!!!!… فأجابت بتوجس:
– لؤي… انتي بتثبتني؟!!!!.. فاكرني هتثبت بكلمتين وتسبيلة؟!!!!! ولا هحس بالذنب عشان اللي عملته؟…
فدنا منها حتى صار على بعد أمتار قليلة وأجاب ببساطة:
– لا طبعا… كلمتين أيه اللي هثبتك بيهم دول؟…
سعادات بترقب وقلق مما ينتويه فهي قد رأت لمعة المكر تلون حدقتيه:
– أومال إيه؟…
ليقترب أكثر فأكثر حتى… يلتصق بها، وتمتد يديه تحوطان خصرها ويميل عليها حتى تضربها رائحة عطره الثمين الممتزج برائحته الرجولية لتصنعان عبيرا خاصا,, بأنفها… فكأنها قد اشتمت مخدرا ما.. فقد شعرت بحواسها مخدرة، ووقفت كالتمثال عيناها فقط من تتكلمان… تتسائلان.. تترقبان!!!… وهو أجاب أسئلتها الصامتة كلها… بهمسة واحدة… حمّلها جميع شوقه… لهفته… و.. عشقه!!.. حيث تمتم وأنفه يلامس صدغها وفمه تقترب من شحمة أذنها:ط
– بوستين!!..
وقبلها قبلتين صغيرتين على أذنها وصدغها، ثم تابع وهو ينتقل بشفتيه على وجهها بينما تشتد ساعديه حول خصرها:
– بـ حضن…
ليعتصرها بين ذراعيه يضغطها اليه بقوة، بينما فمه يتابع رحلة استكشافه لوجهها فيما هي كالمغيّبة تقف لا يصدر عنها أي فعل أو رد فعل، كالتائهة تماما، فيما أردف هو بهمس أجش وفمه يتذوق حرير بشرتها العاجية:
– بـ…….
وترك عبارته دون أن يتمها، فقد ارتأى تكملتها فعلا لا قولا…. ليختم كلامه فوق ثغرها بقبلة… كانت كالقسم، كعهد غير قابل للنكث، وكأنه يخبرها أنه أبدا لن يتركها… فهي سعادته هو وحده، وهو ليس بمجنون لكي يسمح لسعادته بالهرب منه بعد أن ملكها بين يديه… هو أبدا ليس بهذا الجنون حتى وأن أحب.. مجنونة!!!!!!!!!!!
+
صوت اعتراض مكتوم صدر منها أعاده إلى عالم الواقع ثانية بعد أن كان مبحرا في دنيا الخيال، ليبتعد عنها ولكنه لا يزال محكم قبضته عليها، في حين هتفت هي وهي تحاول التقاط أنفاسها الثائرة:
+
– أنت… أنت اتجنـ.. اتجننت أكيد، يعني ما حرمتش؟.. دي رجلك كانت هتتكسر، أنما أنا الغلطانة، المرة الجاية هكسر لك إيد ورجل كمان، ولا تزعل!!!!!
وانصرفت من أمامه تكاد تركض مهرولة في حين لحق بها وهو يناديها عاليا لتختلط ضحكاته بصوت شتائمها له، حتى إذا ما وصلا لباب المنزل الداخلي قبض على مرفقها يعيق دخولها وهمس في أذنها بعبث:
+
– ما تتصوريش هستمتع أد إيه وأنا بنضف لك لسانك من الشتيمة دي!!!!
+
وأعقب عبارته بغمزة ماكرة من عينه اليمنى، لينتبه على صوت نداء والده فدلف ملبيا في حين وقفت هي تطالع في إثره وهي تحدث نفسها بتساؤل ودهشة:
+
– ينضف لي لساني؟.. ما انا يوماتي بغسل سناني مرتين مش مرة واحدة، وبسيجنال المبيض كمان!!!!!!!… – ثم ضحكت ساخرة وتابعت وهي تهز رأسها من اليمين الى اليسار بأسى – الراجل دا عليه العوض ومنه العوض في عقله!!!…
+
ثم قطبت مردفة بسخط هامس:
+
– بس بردو سافل وقليل الأدب، وأنا اللي هعلمك الأدب يا لؤي، وبكرة نشوف مين فين اللي هينضف التاني!!!!!!!!!..
+
**************************
+
– ندى.. مش معقول، كل ما أقولك نتقابل ولا نخرج تطلعي بألف حجة وحجة، وكله كوم وجدتك كوم تاني، مش بتسيبنا لحظة واحدة، لو أنا عندكم هي قاعده معنا أو خرجنا بردو راشقة معنا، أنا حاسس أني متحاصر، مش كدا يا ندى.. أنا تعبت!!!!!!
+
أبدت ندى هاتفها عن أذنها فقد آلم أذنها صوته الصارخ، لتعيدها ثانية متحدثة بأكبر قدر من الهدوء:
+
– أنا مش فاهمه ايه اللي مضايقك أوي كدا يا يوسف؟.. أنت بتيجي البيت هنا ومحدش بيضايقك في حاجة، وأنـّا نازلي قعدتها معنا بترحب بيك، وبعدين دي طول القاعدة يا بتشغل التابلوه الاوبيسون بتاعها، يا بتتفرج ع التليفزيون، يعني بتكون مع نفسها خالص!!
+
سحب يوسف نفسا عميقا من سيجارته وهتف بها غاضبا:
+
– ما تكون مع نفسها في أي مكان تاني يا ستي!!.. ندى… أنا من حقي اقعد مع مراتي براحتي، سامعه يا ندى؟.. ها؟.. مرااااااتي!!!!!!..
+
ها قد بدأ صبر يوسف ينفذ!!.. فعلمت أن عليها ارخاء الحبل قليلا، فهما منذ عقد قرآنهما لم يكونا بمفردهما أبدا، فهي إما تختلق الأعذار كي لا تخرج معه بمفردها، أو تكن نازلي الطرف الثالث الملازم لهما، فقالت محاولة امتصاص غضبه بنعومة:
+
– أيوة يا يوسف، بس بردو متقدرش تنكر أنها بتحبك، وبعدين يعني ينفع تيجي تقعد معنا نقوم أحنا كسفينها ونقولها مش عاوزينك معنا؟…
+
يوسف بحزم:
+
– يعني دي مشكلتك كلها؟.. أنك مش قادرة تقولي لها أننا عاوزين نخرج لوحدنا أو نقعد من غير ناضورجي يحرسك؟..
+
ندى بعتاب رقيق:
+
– يوسف، ممكن تتكلم بصورة ألطف من كدا شوية عن أنـّا؟..
+
يوسف زافرا باختناق:
+
– ماشي يا ستي، بس بردو ما قولتليش.. دي مشكلتك كلها؟…
+
ندى بترقب وحذر:
+
– آه…
+
ابتسم يوسف بنصر وقال:
+
– تمام، اجهزي يا ندايا، مسافة السكة هكون عندك!!!
ولم يترك لها المجال للمناقشة أكثر إذ سرعان بانهاء المحادثة في حين وقفت هي تتطلع الى الهاتف في يدها في ذهول تام…
1
—————————–
+
كانت ندى قد أنهت استعدادها تماما كما طلب منها يوسف، وهبطت الى الاسفل ليصلها صوت ضحكاته عاليا مع جدتها ووالديها، دلفت اليهم في غرفة الجلوس، لينهض يوسف ما أن أبصرها وهيىتخطو الى الداخل ترفل في فستان قماشي باللون الأزرق السماوي يصل الى الكاحل، وفوقه سترة قصيرة الى نهاية صدرها باللون الأصفر الليموني، وقد غطت شعرها بوشاح بدرجات الأزرق موشي بخطوط متعرجة صفراء، في حين علّقت حقيبتها اليدوية الكبيرة البيضاء المطبوع عليها أزهار عباد الشمس الكبيرة في وضع مائل، وكانت قد انتعلت حذاءا خفيفا على هيئة حذاء راقصات الباليه باللون الذهبي….
+
تقدم ناحيتها يصافحها هامسا:
+
– قمر…
+
ابتسمت بخجل، وأشاحت بوجهها، ليقابلها والدها الذي أخبرها بابتسامة:
+
– أنا وصيت يوسف ما تتأخروش!!
+
ندى بهزة موافقة:
+
– أكيد يا بابا ان شاء الله مش هنتأخر..
+
يوسف ببساطة:
+
– ياللا يا أنـّا… هنروح مكان هيعجبكم أوي…
1
نازلي وهي تتسند على عصاها لتنهض:
+
– ايفيت فالاد.. احنا هنقوم فورام..
+
وما أن استوت واقفة حتى قال يوسف ببراءة مصطنعة:
+
– اطمنتي على العيلة فيلا اسطنبول يا أنّا؟!!
نازلي بتقطيبة:
+
– ليه فالاد؟.. أسأل سؤال ليه؟.
+
يوسف بذهول زائف:
+
– معقول يا أنـّا متعرفيش؟.. فيه زلزال ضرب اسطنبول انهرده الصبح، وبيقولوا كان جامد جدا!!!!
+
شحب وجه نازلي وهتفت في حين هب عز وكريمة يسندونها:
+
– أمان ربي أمان… زلزال إيه دي؟..
+
ليسأل عز والذي ساعد نازلي على الجلوس ثانية:
+
– كلام إيه دا يا نبي؟.. أنا ما سمعتش حاجة زي كدا في الاخبار؟…
+
يوسف ببساطة:
+
– ليا واحد صاحبي مسافر هناك أجازة، بكلِّمه انهرده بالصدفة حكى لي، اطمنتوا على الأهل هناك يا عمي؟..
+
لتجيب نازلي وهي على شفير الانهيار:
+
-لا فالاد، آخرة مرة كلموني كان في الليل.. – ثم التفتت الى عز متابعة- عز.. كلم ولادي عز، عاوز أسمع صوت عثمان، وعدنان، ونادية، عاوز أطمن عليهم …
+
عز مهدئا لها:
+
– حالا يا أنّـا….
+
يوسف بتعاطف:
+
– ان شاء الله تطمني عليهم، عموما المكان اللي هنروحه هيخلي مزاجك يبقى أحسن..
+
نازلي بنفي قاطع وهي تشيح بيدها يسارا ويمينا:
+
– لا لا لا.. أنا مش أخرج من بيت إلا لما أطمن على أولاد حظرتونا، بعدين أنا ممكن سافر اسطنبول!!!
هتفت ندى باعتراض:
+
– لا يا أنـّا.. خليكي معنا..
+
يوسف وقد شعر أنهم سيقضون طوال اليوم وهم يهدئون في نازلي فقال وهو يدفع ندى الى الخارج:
+
– ان شاء الله خير، معلهش هنضطر نستأذن احنا عشان ما نتأخرش!!
+
هز عز رأسه بالقبول، ليسارع يوسف بدفع ندى أمامه، حتى إذا ما وصلا الى سيارته وقفت ندى رافضة الصعود وهي تقول ناظرة الى يوسف:
+
– ازاي نخرج ونتفسح بس وأنـّا نازلي تعبانة كدا، وبعدين مش لازم نطمن على عيلتنا في اسطنبول؟!!
يوسف وهو يحثها على الركوب:
+
– اركبي يا حبيبتي دلوقتي، وان شاء الله نطمن عليهم… بس ياللا أنتي سمعتي بنفسك والدك مش عاوزنا نتأخر..
+
وصعد بدوره الى مقعد القيادة بعد أن أغلق الباب خلفها، وأدار المحرك منطلقا بسيارته بنعومة فقد حمل معه أثمن ما يملك!!!..
+
كانت ندى أول من خرق الصمت السائد قائلة بريبة:
+
– مش عارفة ليه حاسة انه زلزال اسطنبول دا كدبة ابريل؟..
+
يوسف ببساطة:
+
– آه من اللي قال لك؟..
+
لتشهق ندى بصدمة هاتفة بعتاب:
+
– إيه؟.. معقول يا يوسف؟.. طيب ليه؟..
+
يوسف حنق:
+
– يعني مش عارفة ليه يا ظالمة؟.. أسبوعين لا مني كاتب ولا خاطب حتى!!!.. حرام عليكي يا مفترية.. مالاقيتش حل غير كدا، اعمل ايه؟.. ما انا قلت لك نقولها قولتلي لا وما يصحش طلعتيني أنا الشرير بتاع الفيلم!!
+
ندى بلوم:
+
– بردو ما كانش ينفع تخضها الخضة دي، افرض ضغطها علي فجأة من القلق؟..
+
يوسف بثبات:
+
– هينزل تاني ما تخافيش!!.. وبعدين يا حبيبتي هي أول ما هتسمع صوت ولادها وتطمن عليهم خلاص هتبقى كويسة، بقولك إيه يا ندى مش عاوزين نضيع الخروجة في اللي يصح ما يصحش، ممكن تنسي كل حاجة الا وجودنا مع بعض؟..
+
ونظر لها وابتسامة جذابة تعتلي وجهه الرجولي فتنفست عمق واكتفت بهز رأسها ايجابا!..
+
كانا يجلسان الى أحد المقاهي المنتشرة في ذلك المول الشهير الذي تم افتتاحه مؤخرا، يحتسيان القهوة الايطالي، حينما علا صوت أنثوي مدلل:
+
– مش معقول.. جو!!!.. أنا مش مصدقة عينيا!!!!
رفعت ندى عينيها الى تلك المتطفلة التي اقتحمت عليهما الجلسة بدون استئذان لتكتم شهقة ذهول عارم كادت تفلت منها وهي ترى تلك الأنثى الكاااااملة الأنوثة في أقل ثياب ممكنة، لتحدق فيها بصدمة بينما نهض يوسف وهو يقول بابتسامة باردة:
+
– أهلا جيجي، إزيك..
1
لتجيب تلك المسمامة جيجي وهي تنظر الى ندى بطرف عينها:
+
– لا أهلا كدا مينفعش… دا أنت وحشتني أوي أوي..
+
لتباغته برفع ذراعيها حول عنقه ومالت عليه مقبلة وجنته في نفس اللحظة التي شهقت فيها ندى عاليا وأسرعت بتناول حقيبتها اليدوية والخروج ركضا من المكان، لينزع يوسف يدي جيجي من حول عنقه ويهتف فيها بغضب:
+
– روحي يا شيخه الله يحرقك!!!!!!!!
+
هتفت جيجي بمكر:
+
– أيه اللي مضايقك يا جو، دي حتى مش استايلك خالص!!!!!!!!
+
قبض يوسف على مرفقها هاتفا من بين أسنانه:
+
– ما تتكلميش عليها خالص، انتي فاهمه؟!!.. وأحب أقولك.. دي تبقى مراااااتي، مراتي شرعا وقانونا… سلام يا… جيجي!!.
+
وأسرع ركضا محاولا اللحاق بندى في حين وقفت جيجي مسمرة في ذهول مما سمعت!!… جو تزوج؟!!!!!!!!..
+
——————————-
+
وصل يوسف الى ندى التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الخروج من المول، قبض على مرفقها لتدفعه بعيدا هاتفة بغضب ناري:
+
– سيبني يا يوسف، اتفضل سيبني وروح لها، السنيورة بتاعتك، مستني إيه؟..
+
يوسف محاولا تهدئتها:
+
– أنا فعلا روحت للسنيورة بتاعتي، انتي حبيبتي، ممكن تهدي بس وأنا هفهمك؟..
+
ندى عبثا تحاول الافلات منه:
+
– مش عاوزة أشوف وشك أساسا!!!!
+
يوسف بتصميم شديد:
+
– لا هتقعدي يا ندى وتسمعيني!!
+
لتقبل مرغمة على مرافقته ولكنها اشترطت الذهاب الى مكان آخر غير المول، فاتجه بها مطعم راقي لتناول الطعام والتحدث بحرية..
+
بعد أن أملى على النادل طلباتهما تنفس بعمق ونظر اليها قائلا:
+
– ندى.. أنتي عارفة عني كل حاجة، مش ذنبي أنها واحدة وقحة، وأنتي بنفسك شوفتيني وأنا بزوءها بعيد عني..
+
ندى بجمود:
+
– من الي انت اتجوزتهم صح؟..
+
زفر يوسف بيأس واكتفى بايماءة موافقة من رأسه، فأوشكت ندى على الكلام حينما سمعا صوتا يقول بغير تصديق:
+
– مش ممكن… يوسف طاهر؟!!!!!!!
+
شحب وجه ندى ونظرت اليه في صدمة، بينما سارع يوسف بالقبض على رسغ ندى وايقافها وهو يهتف بحنق مبتعدا:
+
– لا… العفريتة بتاعته!!!!!!!!!!
+
صادف يوسف النادل في طريقه للخروج مصطحبا ندى، ليخبره يوسف بضرورة ذهابهما، فعرض النادل لف الطعام، ودفع يوسف له ثمنه، وهو يقول له أنه سيكون بانتظاره في السيارة بالخارج، في حين التزمت ندى بالسكون التام..
+
أوقف يوسف السيارة أسفل بناية سكنية، وقال بهدوء:
1
– تعالي يا ندى، واضح كدا انه كل دا ذنب أنـّا نازلي…
2
ليترجل من السيارة ملتفا حولها، ويفتح الباب المجاور لندى يمد يده اليها ليساعدها على الترجل منها، فدلفت خارجا، لتقف أمامه بينما يتابع هو في رجاء:
+
– أرجوكي يا ندى… بلاش نظر الاتهام اللي في عينيكي دي، انتى ما نطقتيش بكلمة من ساعة ما خرجنا من المطعم، تعالي نطلع فوق ونتفاهم…
+
ندى بجمود وابتسامة شبه ميّتة:
+
– نتفاهم؟.. نتفاهم على إيه؟..
+
زفر يوسف بضيق وقال بحزم:
+
– مش هينفع وقفتنا هنا، اللي رايح واللي جاي بيبص علينا!!..
+
نظرت اليه لثوان في تقطيبة عميقة قالت بعدها:
+
– يوسف ممكن أسألك سؤال؟.. – ولم تنتظر اجابته بل استرسلت قائلة – انت فيه واحدة في مصر ما اتجوزتهاش؟!!!!!!!!!
+
يوسف زافرا بضيق:
+
– لما نطلع هقولك!!…
+
ندى باعتراض ساخط وقد انتبهت على وقوقفهما أسفل البناية حيث شقته السكينة:
+
– نطلع فين؟.. لا طبعا!!!!!!!!
+
يوسف بصبر:
+
– ياللاي ا ندى ما تخليش الرايح واللي جاي يتفرج علينا!!
+
ندى بتشبث رهيب بالرأي:
+
– وأنا قلت لأ يعني لأ!!!
+
يوسف بوعيد:
+
– يعني دا آخر كلام عندك؟..
+
ندى بثقة:
+
– آه..
+
يوسف ببساطة:
+
– تمام..
+
وهبط بجذعه العلوي الى الاسفل ليرتفع ثانية وقد حملها على كتفه كجوال من البطاطا في حين هتفت هي في ذعر تأمره بانزالها، ليصفع مؤخرتها بضربة خفيفة ويهدر فيها آمرا لها بالصمت، ويتجه الى داخل البناية بخطوات قوية واثقة!!!!
+
ما أن أغلق الباب خلفهما وأنزلها على قدميها، حتى صاحت ندى بغضب:
+
– انت ازاي تسمح لنفسك باللي انت عملته دا؟.
+
يوسف بعناد:
+
– انتي السبب، انتي اللي مسمعتيش الكلام!!!!..
+
ندى بسخط:
+
– هو أنا جارية عندك أقولك سمعا وطاعة!!.. أنا حرة وأعمل اللي أنا عاوزاه!!
+
يوسف وهو يدنو منها:
+
– لا.. أنتي مش حرة يا ندايا، وأكيد مش هتعملي اللي انتي عاوزاه لو كان اللي انتي عاوزاه دا انك تبعدي عني!!!
+
وقفت ندى وتحدثت بجمود:
+
– كم واحدة يا يوسف؟..
+
لم يتظاهر يوسف بعدم الفهم ليضع يديه في جيبي بنطاله زافرا بياس مجيبا:
+
– من كترهم ما كنتش بعـِدّ !!!!!!
+
ندى بجمود وطبقة زجاجية شفافة بدأت بالتجمع أمام مقلتيها:
+
– آه… فهمت!!
+
يوسف بغموض:
+
– فهمتي إيه؟..
+
ندى بمرارة وابتسامة ساخرة:
+
– فهمت أني اتجوزت هارون الرشيد، شهريار وأنا معرفش، بس يا ترى مين شهرزاد يا مولاي؟…
+
يوسف ببساطة:
+
– انتي شهرزادي أنا… ومافيش شهرزاد غيرك!! (لا فيه.. ركز كويس أباشا هوا أنا قودامك 😒)
4
ندى وارتجافة بسيطة في شفتيها حاولت التغلب عليها بالعض عليهما:
+
– مش قادرة أصدقك للأسف، أنت تقريبا ما سيبتش بنت في مصر الا واتجوزتها!!.. حتى انا اتجوزتني!!.. يا ترى ليه يا جو؟.. عشان بتحبني فعلا ولا عشان مافيش طريق يوصلك ليا غير دا؟…
+
شحب وجه يوسف وسكت لثوان خالتها ندى دهورا حتى تحدث ببرود ثلجي قائلا:
+
– انا مرة بعد التانية بحاول أثبت لك أنه ما فيش في قلبي ولا في حياتي غيرك في نفس الوقت اللي انتي فيه بتبخلي عليا حتى بكلمة “مصدقاك”!!.. عينيك مليانه عتاب ولوم رهيب!!.. أنا مش ملاك، لكن كمان مش شيطان!!.. أنا انسان.. كان عندي علاقات عدد شعر راسي ارتحتي؟.. لكن ولا واحدة في الحرام، بصرف النظر عن مدى شرعية الجواز العرفي من عدمه، لكن أنا عمري لا ضحكت على واحدة، ولا وعدت وكدبت، الوحيدة اللي أنا أول ما شوفتها حاسيتها هي دي نصي التاني واللي انا عاوزها تشيل أولادي وتبقى مراتي فعلا.. هي أنتي يا ندى!.. أنا مش هقول الكلام دا تاني.. بس أنا بجد.. تعبت!!!!!!.. تعبت من شكك فيا، انتي فاكرة أني معرفش انك بتتعمدي أنه جدتك تكون معانا كل مرة بزورك فيها أو بنخرج فيها؟!!.. لا طبعا عارف، أنا فاهمك زي كف إيدي تمام يا ندى، وبسيبك تربيني زي ما وعدتيني براحتك، ما هو أصل كتب كتاب يعني خطوبة دي أكبر تربية ولا أنتي عاملها نيشان مثلا؟!!!
+
همّت ندى بالحديث ليوقفها بيده قائلا:
+
– ثواني يا ندى، عشان أنا مش هعيد كلامي تاني ومش هبرر نفسي تاني، أنا كان فيا العبر كلها، لكن عمري ما عملت حاجة حرام، دي نمرة 1، نمرة 2.. انا بحبك جدا وعاوزة أبتدي معاكي من أول وجديد، ولو أقدر أمسح كل اللي فات من عمري وأنتي مش فيه صدقيني مش هتردد لحظة واحدة… نمرة 3 بقه… يا ريت يكون كلامنا انهرده آخر كلام في الموضوع دا لأني زهقت من كتر الشرح والتبرير في حاجة كانت قبل ما أقابلك أساسا من زمان!!!!
+
ندى بخفوت وقد نزلت دمعة تجرح حرير بشرتها:
+
– أنا مش بلوم، ولا بعاتب، ولا قاصدة أني أضايقك بماضيك دا، لكن أنا… اكتشفت انهرده لما شوفتها وهي بتحضنك… أني.. بمووووت يا يوسف!!! كان فيه نار بتكويني وأنا شايفاها وهي بتبوسك، أنا…. أنا بغيييير يا يوسف بغييير!!!!!!!!!..
+
لتنتهز فرصة ذهوله التام وتسارع بفتح الباب منصرفة، وما أن انتبه حتى سارع باللحاق بها، ليقطب ما أن خرج من بوابة المبنى، فندى.. غير موجودة!!.. غريبة أين ذهبت بهذه السرعة؟.. أتراها وجدت سيارة أجرة لحظة نزولها؟.. ليقاطع تساؤلاته رنين هاتفه وما أن استقبل المحادثة حتى سمع صوتا يقول بضحكة خبيثة وفحيح كفحيح الأفعى:
1
– عشان تبقى تحشر نفسك في لعبة أكبر منك يا… جو!!!!!!!
+
يوسف بريبة:
+
– مين معايا؟…
+
الصوت ساخرا:
+
– الأول اسمع الحتة دي…
+
وسرعان ما انطلق صوت صراخ ندى تهتف باسمه ليُصدم ثم هتف بقلق ينهشه:
+
– ندى…
+
ندى بصراخ:
+
– الحقني يا يوسف!!!!!!
+
صاح يوسف:
+
– ما تخافيش يا ندى، انتي فين؟..
+
ليسمع صوت جلبة تبعها نفس الصوت القميء ليهدر فيه يوسف بغضب وحشي:
+
– أقسم بالله العظيم لو إيدك اتمدت عليها لا أقطعك حتت وأرميك لكلاب السكك!!
+
الصوت بخبث:
+
– اتكلم على قدّك.. انت متعرفش أنت حطيت نفسك قودام مين؟..
+
يوسف باستهزاء غاضب:
+
– هتكون مين يعني؟..
+
الصوت بنبرة تجمد الدم في العروق:
+
– أنا.. الشيطان!!!!!!!!!!!!!!
2
– يتبع –
+
الحادي والثلاثون من هنا
