Uncategorized

رواية قارئة الفنجان الفصل الثامن عشر 18 بقلم مني لطفي – تحميل الرواية pdf


                              

قارئة الفنجان

+

                              

الفصل (18)

+

                              

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

+

                              

دق جرس الهاتف فيما هي تراجع بعض الأوراق أمامها فرفعته دون أن ترى اسم المتصل وقالت بهدوئها المعتاد:

+

                              

– السلام عليكم…

+

                              

أجابها المتصل:

+

                              

– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إيه الأخبار يا نِدايا؟…

+

                              

قطبت ندى فقد علمت منذ أول حرف قاله ماهيّة المتصل وتأكدت بعد أن ناداها بـ.. “نِدايا”… فهذه التسمية خاصة بيوسف فقط، وكان قد لقبها بهذه الكنية يوم خطوبتهما إذ أخبرها حينما اعترضت على اللقب بغروره الذكوري أنها هي ندائه فهي قد نادته وهو لبّى النداء، وعندما رفضت وتحدته أن يثبت أنها هي من نادته همس لها بصوته الرخيم فيما عيناه تتغزلان في عينيها:

+

                              

– عينيكي هي اللي نادتني، من أول لحظة فتحت فيها عينيكي يوم الحادثة وكان مغمى عليكي وأنا سمعت نداهم وعشان كدا من يومها وأنا وراكي.. ولآخر يوم في عمري هفضل وراكي!!!…

+

                              

انتبهت من شرودها على صوته يناديها فأجابته:

+

                              

– أيوة يا يوسف معاك… لا مش هينفع انهرده لأني عاوزة أجهز حاجتي، أنت عارف أننا هنطلع الصبح بدري على عزبة أونكل فاضل..

+

                              

سكتت قليلا تستمع إليه قبل أن تزفر قائلة:

+

                              

– يعني إيه مش عاوز تروح يا يوسف؟.. يوم خطوبتنا أونكل فاضل عزمنا كلنا وعزمك أنت كمان دا غير أنور ورنا ولولا تعب أونكل عزيز كان راح معنا هو وطنط فريدة وجاي انهرده تقول مش رايح!!!.. ما اعتذرتش من وقتها ليه؟..

+

                              

تصنتت قليلا قبل أن تقول ببرود:

+

                              

– والله بقه براحتك، كلّم أونكل فاضل واعتذر له.. نعم؟!!!.. لا طبعا أنا هروح!!.. اللاه يا يوسف أنت عاوز تعمل منها حكاية وخلاص!!!

 أبعدت الهاتف عن أذنها فيما كانت موجات يوسف الصوتية تكاد تخرق طبلة أذنها لشدة ارتفاعها، وبعد أن هدأت نوبة صياحه حيث جن جنونه حين أخبرته أنها ستذهب الى مزرعة فاضل والد لؤي برفقة والديها ولن تعتذر مثله، فالسبب الرئيسي لعدم رغبته بالذهاب هو رؤية ذلك اللـ.. لؤي، فهو لن ينسى أن لؤي هذا كان في وقت من الأوقات عريس محتمل لندى، وطالما أن ارتباطهما مازال خطبة فقط ولم يعقد القرآن بعد سيظل متشككا في أي جنس ذكوري بالقرب منهما حتى تصبح امرأته شرعا وقانونا وقتها لن يحمل همّا لأي شيء…

+

                              

أعادت ندى الهاتف لأذنها ثانية وقالت:

+

                              

– ارتحت دلوقتي؟.. يعني زعقت وارتحت خلاص؟.. الكلمتين اللي كانوا محشورين في زورك طلعتهم وخلصنا ممكن نهدى كدا وتفهمني بالراحة إيه اللي مضايقك أوي كدا؟.. أنت مش عاوز تروح ومع أني مش مقتنعة بأسبابك لكن أنت حر وزي ما سيبتك براحتك المفروض أنت كمان ما تفرضش عليّا حاجة.. تمام؟..

+

                

زفر يوسف من الناحية الأخرى بضيق وأجابها بحنق واضح:

+

– تمام يا ندى، عموم أنا مش هسيبك تروحي لوحدك.. رجلي على رجلك.. اجهزي هفوت عليكي الصبح نروح سوا…

+

سكت يستمع اليها قليلا قبل أن يتحدث بهدوء ينذر بالشر:

+

– نعم؟… هتروحي مع باباكي ومامتك ونتقابل هناك؟.. ندى.. كلمة ومش هعيدها… هفوت عليكي 8 الصبح تكوني جاهزة… سلام!!…

+

وأنهى الاتصال فيما زفرت هي بيأس فهي لا تريد الانفراد معه، ولكنه عقله اليابس الذي لا يعطي أي فرصة للنقاش، وسكتت لدقائق أشرق بعدها وجهها وطرقعت بابهامها وسبابتها وهي تهتف بحبور:

+

– هي دي!!!..

+

وأسرعت بضغط قائمة الأشخاص على هاتفها لتختار اسما بعينه ثم سارعت بالاتصال به وما هي الا ثوان وكان الطرف الآخر يجيب لتهتف ندى بفحر:

+

– سعادات حبيبتي أخبارك يا قمر، بقولك أنا ليا عندك طلب ومش عاوزاكي تكسفيني..

+

سعادات بفرحة:

+

– انتي تؤمري يا أبلة..

+

ندى بحماس:

+

– أنا عازماكي تيجي تقضي يوم معنا في مزرعة صاحب بابا، ويوسف جاي تعالي معاه، ورنا وأنور كمان هيكونوا موجودين، هتعجبك أوي صدقيني,… ولو عاوزاني أكلم باباكي ما فيش مانع..

1

سعادات بتردد:

+

– مش القصد يا أبلة، لكن صاحب والد حضرتك دا ميعرفنيش، هو عازمكم انتم أروح أنا بصفتي إيه؟..

+

ندى بعتاب:

+

– أولا أونكل فاضل زي عمي بالظبط وبيحب الناس أوي، تاني حاجة بقه أنا كدا هزعل منك، أنتي مش بتعتبري يوسف في مقام أخوكي الكبير؟.. أنا كمان أختك الكبيرة بالظبط وعاوزاكي معايا يا ستي..

+

سعادات بعد أن ارتابت في آخر كلمة لندى:

+

– معلهش يا أبلة ندى هو أنا هبقى معكم أنت وجو في المشوار دا صح؟..

+

ندى ببساطة ولم تفطن للمعنى الكامن خلف سؤالها:

+

– أكيد طبعا..

+

سعادات بتمتمة بينها وبين يوسف:

+

– لحقت تخض البنت منك يا جو!!!.. عشان كدا مكلماني وزي ما تكون واقعة في عرضي أني آجي وصوتها ملهوف يا حبة عيني.. لكن مش سعادات اللي تخذل صحابها!!

 ندى بتقطيبة:

+

– سعادات.. انتي روحتي فين؟.. بتقولي حاجة؟..

+

سعادات بنفي حازم:

+

– لا لا لا ما فيش يا أبلة، خلاص أنا موافقة وهقول لأبويا وما أظنيش هيمانع طالما هبقى مع حضرتك وجو…

+

وأنهت ندى المكالمة وقد تنفست الصعداء بعد أن قبلت سعادات مرافقتها هي ويوسف..

+

***************************

+

        

          

                

وصل الجميع الى المزرعة صباح اليوم التالي، وكانوا قد تحركوا قرابة الثامنة واستغرقت الرحلة ساعتين ونصف الساعة ليصلوا قبيل الظهر بقليل، وكان يوسف قد فوجئ بسعادات وهي تقف بجوار سيارته عند نزوله في الصباح، وعندما سألها عن سبب وقوفها بهذا الشكل أجابته ببراءة مستفزة أنها مدعوة لقضاء هذا اليوم معهم من قِبل ندى، مما جعله يجزّ على أسنانه حنقا وغيظا!!!!!..

+

أعجب الجميع بالمزرعة وتقدمتهم الخادمة لتذهب بهم إلى غرفهم، وكان التقسيم كالتالي:

+

ندى ورنا في غرفة مستقلة ووالدي ندى في غرفة أخرى ويوسف وأنور في غرفة ثالثة، أما سعادات ففي غرفة مفردة ملحقة بغرفة رنا وندى والتي هي عبارة عن جناح للضيوف… 

+

بدل الجميع ثيابهم من عناء السفر ثم اجتمعوا في الحديقة، قال فاضل:

+

– أنتو نورتونا انهرده يا عز..

+

عز بابتسامة:

+

– دا نورك يا فاضل يا أخويا…

+

دولت لكريمة:

+

– هتعجبك العزبة هنا أوي يا كريمة، بصراحة له حق فاضل يبقى مش عاوز يرجع مصر، هناك زيطة وهوا ملوث وتراب، لكن هنا كفاية الهدوء والخضرة والطبيعة الحلوة..

+

كريمة بتأكيد:

+

– فعلا يا دولت، المزرعة ما شاء الله جميلة فعلا، ربنا يبارك لكم فيها، أنما فين رشا ولؤي صحيح ما شوفتهومش؟!!!

+

دولت بابتسامة:

+

– زمانهم على وصول، أنتي عارفة أنه رشا ما رضيتش تيجيى معنا أنا وفاضل هنا في الأول وتسيب صحابها، بتقول هتزهق من الملل اللي هنا، وفضلت مع لؤي، لكن هو قالي أنهم هييجوا انهرده أنا قلت له انكم جايين، وبعدين فرصة أمسكها فيها وأخليها تقعد معنا يومين يمكن تهدى عن الشلة بتاعتها دي اللي كل يوم خروج وفسح وخناق بينها وبين لؤي لما تعبت..

+

كريمة بابتسامة:

+

– ربنا يهديهالك أن شاء الله، معلهش رشا طول عمرها متربية في أمريكا أكيد صعب عليها أنها تغير طبعها وحياتها كدا مرة واحدة…

+

صوت زمور سيارة قوي أثار انتباه الجميع وأسرع الحارس بفتح البوابة الحديدية لتدلف سيارة سوداء فخمة الى الداخل يقودها لؤي وبجانبه رشا، وما أن أوقف السيارة حتى ترجلت رشا يعقبها لؤي والذي لفت انتباهه نداء والدته له فأشار لرشا بمرافقته والتي ما أن وقع نظرها على ندى حتى وفرت بغيظ فهي لن تنسى أبدا ردة فعلها عند رؤيتها لخاطب تلك المغفلة، وكيف أنه أشهر مخرج للإعلانات بمصر، وكاد فكها أن يتدلى عندما اصطدمت برؤيته يومها، وها هو الآن يجلس بجانبها يكاد يلتهمها بعينيه…

+

زفرت بغيظ قبل أن تتوجه بخطوات رشيقة تتمايل في بنطالها الجينز الذي يتبع أحدث صيحات الموضة فهو يلتصق بساقيها بينما يوجد قطع عرضي فوق الركبة اليسرى ومزق فوق الفخذ الأيمن!!!!!!!… بينما ترتدي بلوزة قطنية محكمة بدون أكمام بيضاء مكتوب عليها من الأمام كلمة “أحبك” باللغة الانجليزية، وفوقها سترة قصيرة من الجينز تنتهي أسفل ابطيها!!!!!….

+

        

          

                

تهادت في مشيتها حتى إذا ما اقتربت من مكان جلوسهم رفعت نظارتها الشمسية ذات العلامة التجارية الشهيرة وحجزت بها غرتها في مقدمة شعرها ذو الخصلات الذهبية الملونة، وضحكت ضحكتها التي تستميل بها القلوب وقالت وهي تحيط عنق والدها بذراعيها بينما جذعها يميل ناحيته لتظهر مؤخرتها التي يلتصق بها البنطال بتفاصيلها واضحة:

+

– هاي دادي!!!!!!…

+

شهقت رنا لحظتها وسارعت بوضع يدها فوق عيني أنور بصورة تلقائية، بينما فتحت ندى عينيها على وسعهما ذهولا مما تراه والتفتت مكشرة عن أنيابها الى يوسف بغتة لعلها تضبطه وهو يطالع تلك الحمقاء في حالة تلبس لتفاجئ به وهو يسلط عينيه…. عليها هي فيما ارتفع طرف شفته العليا في شبه ابتسامة ساخرة بينما نظراته تخبرانها أنه يعلم ما يدور بخلدها جيدا، وكان تلك اللحظة أول تواصل بصري بينهما فمنذ أن استقلت السيارة معه وبصحبتهما سعادات إلى أن أتوا الى المزرعة لم يتبادلا الحديث الا لماما وكان مقصورا على حديثها مع سعادات بينما هو لم يعلق إلا عندما كانت سعادات توجه اليه الحديث مباشرة!!!!..

+

أشاحت كريمة بوجهها ممتعضة مما تراه أمامها وحمدت ربها أن ندى لم تتزوج بشقيق هذه الفتاة حتى وإن كان لؤي لا غبار عليه ولكن يكفي مظهر شقيقته والذي يدل على القصور التربوي الذي تعاني منه هذه العائلة ولا شك..

+

مالت سعادات التي كانت تحدق في رشا جيدا محاولة عصر ذهنها فهي على يقين أنها قد شاهدتها من قبل على أذن يوسف وهمست له وهي ترفع حاجبها الأيمن بصورة شريرة:

+

– هو أنت منين ما تروح فيه شاكيرا في رجليك!!!!!!!!!…

+

زفر يوسف بضيق وأجابها بحنق من بين أسنانه فيما رسم ابتسامة زائفة وعينيه تنظران الى الأمام:

+

– عاوزة إيه يا عملي السيء في حياتي؟.. أنا عارف.. مجيتك معنا انهرده مش هتعدي سلام أبدا…

+

سعادات باعتراض خافت:

+

– هو السؤال حُرُم؟.. وبعدين أنا لسّه معملتش حاجة!!!!!!!!!!…

+

أومأ يوسف برأسه ببساطة وما لبث أن رفعها دفعة واحدة وكتم شتيمة كادت تفلت منه وهو يميل عليها هامسا بسخط:

+

– أفندم!!!… لسّه معملتيش حاجة!!!!… سعادات.. أنتي ناوية على إيه بالظبط؟.. لالالا اعقلي كدا واهدي الله يهديكي احنا مش لوحدنا هنا.. احنا هنا..

+

لتقاطعه مكملة بثقة تامة:

+

– أسرة مع بعضينا!!!!!.. عارفة، ومش عاملة إلا لو حد هو اللي عمل، لو عمل هعمل.. ما عملش مش هعمل.. هي كدا، عمل بعمل!!!!!!!!!!!!..

+

طالعها يوسف بذهول وصدمة وكاد يصيح بها لولا أن انتبه في اللحظة الأخيرة فأخفض صوته وهو يهمس لها بغيظ شديد يكاد يقتلع خصلاته من شدة الغيظ والغضب:

+

        

          

                

– هو مين دا اللي يعمل؟.. سعادات… انتي اتهطلتي ولا اخدتي ضربة شمس!!!

+

طالعته سعادات بدون تعليق وهي تهز كتفيها بلا مبالاة فهمس بصوت يائس بينه وبين نفسه:

+

– دا شكله عملي أنا… كان عمل أسود ومهبب يوم ما جبتك معايا ويوم ما شوفتك من أساسه!!…

+

كادت تجيبه بكلمة حمقاء كعادتها حينما طرق سمعها صوت تعلمه جيدا، نعم.. هي تعلم هذا الأرعن الوقح الغبي ذو الهيئة الخشنة والاسم الناعم!!!!… لا…. من المستحيل أن يكون واقفا الآن على بعد خطوتين اثنين منها، رفعت عينيها ببطء لتتأكد من حدسها لتقفز في مكانها شاهقة بقوة وهي تحدق فيه بعينين واسعتين مذهولتين بينما هتفت كريمة:

+

– خير يا بنتي… فيه إيه؟…

+

نظر اليها لؤي بابتسامة متفكهة فهو ما أن أخبره والده بقدوم ندى وعائلتها وخطيبها حتى تمنى لو أن تلك المشاكسة الصغيرة تأتي هي الأخرى، ولكنه علم أنه من الصعب قدومها، فعائلته لا تعلم أي شيء عنها كي تقوم بدعوتها، وما أن شاهدها وهو يقترب من مكانهم حتى وقف متسمرا لهنيهة غير مصدق لعينيه، ليبتسم ابتسامة واسعة وهو يهتف بداخله أنه من الواضح أن طرقنا متشابكة يا جمع سعادة، فكل الطرق تؤدي بك… إليّ… وتأكدي أنه في المرة القادمة التي ستسقطين فيها بين ذراعي فلن أفلتك أبدا حتى أضع صك ملكيتي عليك، فهذه الروح المتوثبة الشرسة لا بد أن يمتلكها، فهي التي أسبغت الروح على حياته الجامدة، ومنذ أن اصطدم بها في حفل عرض الأزياء وهو لا يستطيع ابعادها عن ذهنه، بل وأنه في لحظات صفائه يشرد متذكرا جميع مواقفه معها ليفاجئ بنفسه وهو ينخرط في ضحك متواصل لم يسبق له وأن شعر به قبلا، فكأنها هي سعادته هي بالفعل والتي لا ينوي التخلي عنها أبدا… فهو يستحق جمع سعادة حقًّا!!…

+

أجابت سعادات وهي تختلس النظر الى ذلك الضخم الواقف أمامها:

+

– لا أبدا حضرتك، جو خضني.. فاتخضيت!!!!!!!!!..

+

فتح يوسف عينيه على وسعهما وحدق فيها بذهول وهو يهمس لها بصوت غير مسموع:

+

– إيه اللي دخل جو في الكلام دلوقتي؟..

+

سعادات باعتراض ساخط:

+

– اتزنئت أعمل إيه؟..

+

يوسف ساخرا:

+

– تزنوئيني أنا!!!!!!!!!!!..

+

لاحظ لؤي الهمسات الدائرة بين يوسف وسعادات الأمر الذي لم يرق له بالمرة، ما باله هذا اليوسف؟.. ألا يكفيه خطيبته ليقوم بنثر سحره على غيرها، حتى رشا أشعر بها وهي تقف هي الأخرى كالبلهاء في انتظار بسمة واحدة منه!!!!..

+

قرر لؤي أن ينهي هذه المهزلة في رأيه فقال معتمدا ابتسامة صغيرة:

+

– أنتو لسّ÷ ما اتفرجتوش على المزرعة؟..

+

فاضل بهدوء:

+

– كانوا مستنيينكم.. ياللا خدوا الضيوف أنت ورشا وفرجوهم المزرعة، واحنا بقه هنستناكم هنا..

+

        

          

                

دولت:

+

– لما الغدا يجهز هنبعت لكم..

+

ثم أضافت موجهة حديثها إلى أنور:

+

– ولو أن كان نفسنا فاطيما تكون موجودة معنا انهرده..

+

أنور بابتسامة بعد أن وقف كالباقيين للبدء في الجولة:

+

– معلهش ماما ركبها بتوجعها من القاعده والمشوار طويل عليها، لكن أكيد حضرتكم هتشرفونا في مصر، عندنا احنا كمان مزرعة نباتات في البيت تجنن، هتعجبكم أوي!..

+

شدت رنا ذراعه وكانت تقف الى جواره وهمست له وفمها مائل ناحيته:

+

– مزرعة!!!!.. مزرعة إيه يا أنور؟.. أنتو عندكم مزرعة في بيتكم؟!!!

 أنور ببساطة:

+

– إيه دا.. أنتي ما اخدتيش بالك منها ولا أيه؟…

+

نظرت إليه رنا بنصف عين وهمست له:

+

– هما حوضين اللفت اللي انت زارعهم دول.. يبقوا مزرعة؟!!!!!!!!!!!

6

أجاب أنور بهمس معترضا:

+

– رنا!!!!!… وبعدين… احمدي ربنا، انا كمان زرعت لك بنجر جنب اللفت عشان متتوهيش في تخليله!!!!!!!!!!!!!!!!!…

+

كادت رنا أن تسبه ولكنها زمجرت زمجرة خفيفة وانصرفت تلحق بندى يلحق بها أنور..

+

وصلوا الى بستان خاص بزراعة الورود النادرة، وقف يويسف مع ندى وسعادات، كانت ندى مشغولة بالنظر الى النباتات المبهرة في جمالها حينما جذب يوسف سعادات جانبا ومال عليها قائلا:

+

– إيه!!!!..

+

طالعته سعادات بتساؤل قائلة:

+

– إيه.. إيه؟!!!!!!!!!..

+

يوسف بسخط هامس:

+

– ككـ.. أوا !!!!!!!! (كلمة تقال لمن يقول إيه يقصد بها الشتيمة ولكن ما معنى أوا تماما… الله أعلم هههههههه تقريبا من الموروثات عندنا)…

3

زفر بضيق وتابع:

+

– ما تروحي تشوفي لك أي حاجة مش عاوزة تعمليها واعمليها!!!!!!!!!!!!!..

+

طالعته سعادات مقطبة ثم همست:

+

– تاني!!!!… عمل تاني!!!!!.. وترجع تقول عملي السيء ومعرفش إيه!!!..

+

يوسف بتزلف وابتسامة مرسومة:

+

– لا عملي السيء ودا معقول.. انتي عملي البمبة اللي في حياتي.. بس ياللا بقه.. اعملي لك بونت جدعنة وخليني أعرف أقول كلمتين ليها، من يوم ما خطبتها من أسبوع بالظبط ومش عارف أقول كلمتين على بعض، عاملالي حظر كلام!!!!!!!..

+

نظرت اليه سعادات في صمت أول الأمر ثم ابتسمت وقالت وهي تلكزه بمرفقها:

+

– ماشي يا عم، هعمل معاك أعلى واجب، بس خلي بالك..

+

ورفعت سبابتها مردفة بتهديد مضحك:

+

– أبلة ندى غير الباقيين.. ها؟!!!… يعني عاوز تقول كلام حلو يبقى بأدب… مش….

+

        

          

                

هتف يوسف بذهول غاضب:

+

– مش أيه يا سعادات؟… أنتي اتهبلتي!!!!

 زفرت سعادات بنفاذ صبر وأجابته:

+

– أصلي أنا عارفاك.. وبنبهك أنت لما بتطلع على الرابع ما بتعرفش تقف وفراملك بتبوظ، فمع أبلة ندى اطلع على الأول بس.. عشان لما تيجي تدوس فرامل ما تلبسش في حيطة ولا ايدها هي اللي تلبس على وشّك يا.. جو!!!!!!..

+

وأمسكت طرف قبعتها الرياضية الزرقاء في تحية منها وانصرفت خفية من ندى، ليضرب يوسف بيديه على جانبيه وهو يزفر يأسا من تلك الـ…. سيئاااات!!!!!!!

+

وقفت ندى تستنشق بعمق عبير الازهار حولها وهي مغمضة العينين لتفيق شاهقة بنعومة حينما شعرت بيد تسلل محيطة بخصرها لتستشعر حرارة ذراعها من خلال قماش فستانها الخفيف والذي ترتدي تحته بنطالا من الكتان ومن الاعلى تي شيرت قطني بأكمام طويلة، وقد ربطت وشاحها بطريقة عصرية محتشمة…

+

همس يوسف بأذنها بينما حاولت هي دفع يده بعيدا لتقبض أصابعه على خصرها:

+

– سلامتك يا قلب يوسف…

+

ندى بتلعثم وهي تحاول الابتعاد عنه:

+

– إيه يا يوسف.. ممكن تبعد شوية، ما ينفعش كدا!!..

+

يوسف بابتسامة وهو يزرع عينيه في بؤبؤي عينيها بعد أن أدارها لتقف أمامه:

+

– هو إيه دا اللي مينفعش؟.. 8 ايام يا ظالمة من يوم ما خطبتك ومش عارف أقولك كلمتين على بعض!!.. خروج لآ.. أزوركم في البيت لازم يكون حد معنا على الأقل دادة سميرة لو عمي وطنط سابونا، وفي الشغل ما فيش زيارات خاصة فيه وكلام في التليفون يبقى ما قل ودل، ارحميني أنا كدا زي اللي واخد جزا، مش ممكن حبيبتي ومراتي ومش عارف أقولها اللي جوايا!!!!!!!!!!…

+

ندى وهي تهرب من عينيه:

+

– أولا أنا لسّه ما بقيتش مراتك، وثانيا بقه فترة الخطوبة دي معمولة عشان الاتنين يدرسوا بعض كويس، وحكاية خروج ودخول ولوحدنا دي متنفعش لانك مش محرم ليّا شرعا.. وأنا مقدرش أغضب ربنا!!!!

+

لم يعلم يوسف أيفرح لبراءتها ونقائها ومدى خوفها من الله عز وجل أم يحزن لأنها لا تزال بعيدة عنه، هو يشعر أنه لا يزال هناك حاجز غير مرئي بينهما ولكنه سيزيله، يقسم أنه سيزيح أي شيء قد يبعدها عنه..

+

ابتسم يوسف وابتعد خطوتين الى الخلف وقد ترك خصرها وأجابها وعينيه تطالعنها بشغف واضح:

+

– وأنا محترم رأيك دا، ومش عاوز أغضب ربنا أنا كمان، عشان عاوز ربنا يرضى عن علاقتنا ويتمم لنا على خير، وعشان كدا عاوز نكتب الكتاب، عاوز أشيل حاجز من الحواجز اللي موجودة بيننا، صدقيني كتب الكتاب دا هيخلينا نقرب أكتر من بعض… وافقي يا نِدايا عشان خاطري…

+

ندى باضطراب ملحوظ:

+

– لا لا لا.. كتب كتاب إيه.. احنا لسّه مخطوبين من أسبوع بس تقولي كتب كتاب!!!!.. لما نتعود على بعض الاول وندرس شخصيات بعض وبعدين نقرر موضوع كتب الكتاب دا..

+

        

          

                

زفر يوسف بغيظ وهتف:

+

– ما هو احنا مش هنتعود على بعض طول ما احنا بعيد، عشان نقرب لازم يكون رسمي فهمي نظمي.. يعني نكتب الكتاب… ما توافقي بقه وخليه يمسكها يا فوزية!!!!!!!

1

انطلقت ضحكة عذبة رقراقة من حنجرة ندى جعلت يوسف يقف كالمشدوه لتعلق من وسط ضحكاتها:

+

– أيه يا يوسف عمرك ما شوفت حد بيضحك قبل كدا؟..

+

يوسف بذهول:

+

– لا.. عمري ما شوفتك أنتي وأنتي بتضحكي بالشكل دا قبل كدا…

+

ليبتسم بدوره ويتابع هاتفا بفرح:

+

– بس بشرة خير، طالما ضحكتي يبقى هيحصل ان شاء الله..

+

لتغيب ضحكتها في ثانية وتنقلب لتكشيرة في الثانية الأخرى ورفعة حاجب كشرير الفيلم وهي تتساءل بتوجس وريبة:

+

– هو إيه دا اللي هيحصل أن شاء الله؟!!!!!!!

+

غمزها يوسف بمكر مجيبا بخبث:

+

– اللي بالي بالك….

+

خبطته ندى على كتفه تبعده عنها وهي تهتف فيه بحنق:

+

– انت قليل الأدب على فكرة…

+

يوسف ببراءة مصطنعة:

+

– اللاه.. قليل الأدب عشان بقول انه اللي عاوزه هيحصل!!!… وأنا هعوز أيه غير أنك تكوني سعيدة ومبسوطة وما تبطليش ضحك على طول؟.. 

+

وأردف غامزا:

+

– ولا انتي فاكرة هعوز إيه يعني؟.. أبوسك مثلا!!!!!!!!!..

+

شهقت ندى عاليا ليتابع يوسف بمرح:

+

– وأنا اللي فاكرك مؤدِّبة!!!!!!!!!!!!!!…

+

ثم مال على حين غفلة منها مقبلا لها قبلة خفيفة على وجنتها قبل أن يركض مبتعدا لتلحق به وهي تهدد وتتوعد!!!!!!!!!!!..

+

*********************

+

سارت سعادات مسافة كبيرة بين الأشجار حتى وصلت الى منطقة مزروعة بمختلف أنواع الثمار، وقفت تتطلع حولها قليلا لتفاجئ بمن يخاطبها قائلا بصوت رخيم:

+

– لما بكون متضايق شكل الخضرة هنا بيخليني أروق على طول..

+

نظرت اليه سعادات من فوق كتفها، ولم تجبه، واستقامت تتابع سيرها بعيدا عنه لتفاجئ به وهو يقف أمامها يقطع عنها الطريق قائلا بجدية:

+

– بتهربي ليه؟…

+

قطبت سعادات وكعادتها لسانها يسبق تفكيرها فهتفت بسخط وحنق:

+

– نعم؟.. بهرب!!!!!… ليه أكون سرقت سباطة موز ولا عنقودين عنب وههرب بيهم!!!

 رفع لؤي يديه الى الأعلى وهو ينظر الى السماء يعض على أسنانه بشدة، قبل أن ينزلهما ويطالعها هاتفا بحدة:

+

– أنا عاوز أعرف أنتي الرد عندك جاهز كدا دايما ولا دا حاجة خاصة بيا أنا؟…. لأنك لو كدا يبقى تدخلي موسوعة جينيس في سرعة الرد والغباء المنقطع النظير كمان!!!

+

        

          

                

حدقت فيه سعادات بذهول وهتفت وهي تشير الى نفسها:

+

– أنا!!!!.. أنا تهمة الغباء!!!..

+

لتردف بصوت عال وهي تضع يديها في منتصف خصرها:

+

– ولا أنت اللي المفروض تدخلها في قلة الأدب والوقاحة كمان!!!!!!!!!

+

دنا منها حتى وصل أمامها تماما وأشهر سبابته يقول بتهديد واضح:

+

– بقولك إيه.. المرة اللي فاتت لما قليتي أدبك عليّا رديت عليكي باللي يناسبك، ما تخلينيش أربيكي تاني وتقعدي تصرخي بعدين وتقولي قليل الأدب، واحمدي ربنا اني عديت لك القلم ، لأني قدرت حالتك ساعتها كان شكلها إيه!!…

+

ابتعدت سعادات خطوة الى الوراء بعد أن خافت أن ينفذ تهديده بتأديبها كما حدث ذاك اليوم على حد قوله ولكنها رفضت الظهور بمظهر الخائف فقالت متظاهرة بقوة لا تشعر بها حقيقة:

+

– وانت الصادق أنت مش عاوز قلم.. لا.. أنت عاوز مقلمة بحالها!!!!!!!!!!!!!!!!..

+

لم يجد لؤي بدّا من اسكاتها سوى بالصراخ عليها اذ هدر فيها بعنف:

+

– باااااااااااااااااااااااااااااااااس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.. أنتي ايه ما بتفصليش؟!!!!

+

سكتت على مضض تختلس اليه النظرات الساخطة، ليزفر هو بضيق ثم يقول محاولا جلب الهدوء الى نفسه لينطق بما لا دخل له بحالتهما الآن:

+

– مين يوسف بالظبط يا جمع سعادة؟!!!!!

+

نظرت اليه سعادات بدهشة لتجيبه بأول كلمة أتت على لسانها دون أن تتريث:

+

– وأنت مالك!!!!!!!…

+

قال بهدوء خطر:

+

– اتكلمي كويس، لما أسأل سؤال تجاوبي على أد السؤال وبس ومن غير طولة لسان اللي أنا هقطعه في يوم من الايام دا…

+

سعادات بحنق متمتمة تتحدث مع نفسها بصوت عال كعادتها:

+

– تقطعه!!.. ليه أن شاء الله، قال يقطعه قال.. هتطوله فين دا عشان تقطعه، جوة بؤي إيه اللي هيخليك توصل له، أنما أقول إيه واحد عقله مريّحه!!!..

+

لؤي بصرامة:

+

– سامعك على فكرة… بطلي شتيمة، ولو على لسانك….

+

سكت واقترب منها ومال ناحيتها متابعا وهو يسلط نظراته على عينيها لتشعر بما يشبه الشلل التام لاطرافها الأربعة حتى أن رئتيها عجزتا عن التنفس من نظراته التي تشعر بها وكأنها تغازلها:

+

– هطوله… هوصلّه وهـ….

+

صمت لثوان طالعته بتقطيبة مرتابة قبل أن يواصل بجدية زائفة:

+

– وهقليه وأكلهولك كمان… إيه رأيك بقه؟!!!!!!!!!!!

+

طالعته بصمت للحظات قبل أن تجيبه بكلمة واحدة فقد تعمد ذلك الوقح أن يصلها معنى مغاير لعبارته، لترد عليه بكلمة واحدة وبمنتهى البساطة والتلقائية والجدية:

+

        

          

                

– سافل!!!!!!!!!!!!!!!!…

+

واستدارت وتركته تسير مبتعدة عنه ليقف مبهوتا للحظات ثم يدير رأسه يمينا ويسارا في يأس منها قائلا:

+

– مافيش فايدة… ما فيش فيكي فايدة… أنا مش بس هقطعه دا أنا هشيله من لغاليغو خالص!!!!!!!!!!!!..

+

ثم ركض لاحقا بـ…… سعادته!!!!!!!!!!!!!!..

+

*********************

+

تأففت رشا فقد ابتعد عنها الجميع بينما سارت هي تحاول البحث عنهم وخاصة.. جو، ذلك الوسيم الذي خطف لبها منذ أن رأته في حفل عرض الأزياء ولكنه لم يعرفها نظرة واحدة، وصلت الى الاصطبلات وهي تتلفت يمينا ويسارا، لتفاجئ برأس حصان يخرج من نافذة خشبية صغيرة من عنبره، كان لون الحصان بنيّا وفي منتصف جبهته نقطة بيضاء كبيرة تشبه دمعة العين، وهي مولعة أشد الولع بالخيول، وكانت ترتاد ناد خاص بالفروسية أثناء مكوثهم في أمريكا، لم تصدق حسن حظها برؤيتها لهذا الخيل، اعتقدت أن هذه الاصطبلات فارغة وأنها قد تم بنائها مع المزرعة فوالدها قد ابتاعها وهي جاهزة، لم يقوم هو ببنائها..

+

تقدمت من الفرس ووضعت راحتها أمام وجهه ليتشممها فبسطت يدها تربت على رأسه وهي تتمتم له ببضع كلمات بصوتها الناعم العذب، تلفتت حولها لعلها ترى سائس الخيل ولكنها لم ترى أحدا، ففتحت الباب الخشبي للاصطبل ودلفت الى المكان المتواجد فيه ذلك الفرس، وجدت السرج واللجام معلقان في حظيرته، فقامت بتجهيز الفرس جيدا، ثم امتطته، ومالت عليه تهمس له بصوتها الناعم قبل أن تسير خارجة به من الحظيرة، وبعد عدة خطوات وكزته بكعبيها في جانبيه لينطلق الفرس يركض بينما تشعث شعرها ومالت هي فوقه وهي تشعر بالهواء يضرب وجهها وصرخت بفرح وحماس ألهب حماس الفرس الذي زاد من سرعته، حتى وصلا الى منطقة واسعة فأرادت ايقافه فشدت اللجام قليلا، ولكن الفرس لم يستجب وانطلق في عدوه، لتعلم أن هذا الفرس لم يركض منذ زمن وأنها قد أطلقت له العنان فانطلق ليسابق الريح ولن يقف إلا عندما يشعر بالتعب، لتشد لجامه بقوة ولكنها كانت حركة خاطئة منها إذ وكأنه يعاقبها قد وقف دفعة واحدة لتطير من فوقه وتهبط على ظهرها وهي ترى السماء الزرقاء فوقها فعلمت أنها نهايتها لا محالة، ولكن.. ليأتي وقوعها بين ذراعين صلبتين، فيما طالعتها عينان سوداوان بقلق وصاحبهما يتساءل باهتمام:

+

– انت كويسة يا آنسة؟!!!!!!!!

+

سألته بهمس ناعم وأنفاسها الرقيقة تضرب وجهه الأسمر المتعرّق:

+

– انـ.. انت مين؟…

+

أجابها ببساطة:

+

– أنا بشتغل هنا في المزرعة.. أنتي كويسة؟..

+

ثم انتبه الى أنه لا يزال يحملها فأنزلها على ساقيها حيث كادت تهوى ليسارع باسنادها، حتى إذا اطمئن الى أنها استعادت قواها قال بلوم:

+

– حد بردو يوقف الحصن بالصورة دي؟…

+

رفعت رشا رأسها تطالعه بدهشة، لتحلله عيناها من قمة رأسه المغطى بشعر أسود قصير مجعد ثم جذعه العلوي الاسمر الصلب حيث يرتدي تي شيرتا بدون أكمام يلتصق به مبرزا عضلات صدره القوية، وحتى ساقيه الطويلتين في بنطال متهالك من الجينز، وأخيرا حذائه الرياضي الكالح اللون..

+

أعادت عينيها إليه لتفاجئ بنظراته الساخرة فقد انتبه لتفحصها الكامل لهيئته، تحدثت رشا ببرود بعد أن تذكرت كلمته أنه أحد العاملين في المزرعة:

+

– وأنت مالك أنت، أوقفه بالطريقة اللي تعجبني، أنت شغلتك في المزرعة، مالكش دعوة بأصحاب المزرعة..

+

الشاب بحدة غاضبا من عنجهية تلك الشابة:

+

– أولا أنتي مش صاحبة المزرعة، فاضل بيه هو اللي صاحبها، ثانيا بقه أنا مسؤوليتي هنا في المزرعة أني أخلي بالي من المتطفلين اللي زيك عشان ما يؤذوش الحيوانات المسكينة دي زي ما عملتي دلوقتي..

+

هتفت رشا بحدة وقد برقت عيناها بنظرات نارية لتلمع كشذرات الذهب فتسرق منه اعجابه رغما عنه:

+

– أولا فاضل بيه دا يبقى.. بابي papy، ثانيا أنا حرة أعمل اللي أعمله، ثالثا بقه ممكن أعرف شغلتك هنا بالظبط إيه يا مسؤول أفندي؟..

+

الشاب بابتاسمة ساخرة:

+

– امممم.. بابي.. قولتيلي، أنا بقه أبقى الدكتور حازم، الدكتور البيطري في المزرعة هنا، المسؤول عن كل حيوااااان في المزرعة.. فهمتي يا.. بنت بابي؟!!!!!!!!

+

قطبت رشا بريبة من تشديده على كلمة حيوان، فأجابته بحدة:

+

– دكتور بهايم يعني!!!!.. طيب يا حضرة كُل عيش ومالكش دعوة باللي بعمله واللي معملوش.. مالكش فيه من الآخر…

+

واستدارت لتتجه الى الفرس الذي وقف على بعد خطوات منهما يأكل من الزرع الأخضر بالأرض حيث قام حازم بتهدئته، مسدت وجه الفرس وهمست لها بنعومة، لتضع الفرس رأسها على كتف الأخيرة وكأنها تعتذر منها فرفعت قدمها في الركاب وما أن همّت باعتلاء الفرس حتى فوجئت بيد ضخمة تقبض على معصمها، ولم تكد تنظر الى صاحبها بتساؤل حتى كان قد اعتلى هو السرج ورفعها بيد واحدة ليضعها أمامه كل هذا لم يستغرق ثانية واحدة وقال مجيبا تساؤلها الصامت:

+

– قلت لك أني مسئول عن حيوانات المزرعة… واللي أنا شوفته منك ما يخلينيش آآمن ل كتاني مع.. عنتر!!!..

+

هتفت فيه وهي تحاول ابعاد يديه اللذان أمسكا باللجام استعدادا للسير:

+

– انزل.. أنت أكيد مجنون، أنا هقول لبابي عليك..

+

ثم صرخت عاليا:

+

– يا بابي يا بابي…. ابعد يا دكتور البهايم!!!.

+

قال حازم بتوعد:

+

– دكتور البهايم ومجنون؟!!!!.. طيّب.. أنا بقه هوريك جنون دكتور البهايم دا شكله إزاي!!!!!!!!!!!!

+

ووكز الفرس في خاصرتها لتنطلق تعدو سريعا ليزيد هو من سرعتها حتى كادت الأشجار تختفي من أمام ناظريها من شدة سرعتها فأخفت وجهها في صدره بدون وعي منها وصرخاتها تزداد وكلما زادت صرخاتها زاد هو من سرعة الفرس وزادت هي من ضمّها له بذهن غائب.. لتزداد دقات قلبه بقوة وأيضا.. بدون وعي منه!!!!!!!!!!..

+

 – يتبع –

+





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى