Uncategorized

رواية قارئة الفنجان الفصل التاسع عشر 19 بقلم مني لطفي – تحميل الرواية pdf


                              

قارئة الفنجان

+

                              

الفصل (19)

+

                              

بقلمي/ احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

+

                              

كانت تسير تتلمس طريق العودة في تلك المزرعة الضخمة وهي لا تتبين مسارها جيدا فقد كانت منشغلة بإطلاق كافة أنواع الشتائم التي سمعتها في حياتها على ذلك الكائن المسمى “لؤي”.. بل وتسبّ حظها العاثر الذي أوقعها في طريقه من البداية، وذلك حين أبصرت شيئا ضخما يمرق من أمامها كالسهم فقطبت جبينها وهي تدور برأسها خلفه علّها تتبين ماهيته وما هي إلا لحظات وكانت عقدة جبينها تنحل وترتفع حاجبيها إلى الأعلى في دهشة وتتسع حدقتيها تتابع ما أمامها في ذهول وصدمة وهي ترى تلك المتحذلقة والتي تذكرتها بعد أن ذهبت صدمة رؤيتها لها وهي تقبل عليهم أثناء جلستهم في الحديقة، فتلك المدللة السمجة لم تكن إلا شقيقة ذلك الكائن الضخم الذي ما انفك يغيظها بقوة حتى أنها تشك أنها ولا شك من أن فوران دمها قد بلغ المائة وثمانون درجة!!..

+

                              

كانت تلك الحمقاء تعلو صهوة حصان ضخم فيما يجلس معها فوق نفس الجواد…. رجل!!!

+

                              

تمتمت بشتيمة محركة شفتيها بدون صوت وهي تنظر اليهما بصدمة بالغة:

+

                              

– هااااار أوسد!!!!!!!…

+

                              

ثم قطبت وهي تراه يترجل عن ظهر الفرس ويمد يده يساعده على الترجل بدورها، لتشمر عن ساعديها وتتجه ناحيتهما كمن يقوم بضبط مجرم متلبس بجريمته!!!..

+

                              

كان حازم يساعد رشا على الترجل والتي ما أن شعرت بالأرض الصلبة أسفل قدميها حتى سحبت يدها من راحته الضخمة سريها وضربته بقبضتيها الصغيرتين في صدره العضلي الضخم وهي تهتف فيه بشراسة قوية:

+

                              

– يا متخلّف حد يعمل كدا؟… إيه اللي أنت عملته دا؟.. 

+

                              

حازم ساخرا:

+

                              

– مالك؟.. مش على أساس أنك فارسة ماهرة؟.. فيه فارسة تخاف من الحصان وهو بيجري بالشكل دا؟.. دا أنتي قفشتي فيا زي ما يكون روحك هتروح!!!..

+

                              

زادت نيران غضب رشا تطالعه بعينين واسعتين ترسلان شرارات عالية بينما غمق لون عيناها الذي يحاكي لون السماء زرقة ليصبح كالسماء الرمادية في ليلة شديدة العاصفة واقتربت منه تلطمه بقبضتها بقوة وهي تصيح فيه بحدة شديدة:

+

                              

– روحي لو كانت هتروح يبقى من ريحة البهايم اللي كانت عالقة فيك يا دكتور البهايم!!!… أنت أنسان مش بتفهم، اللي حصل لي مش خوف لكن أنا كنت لسّه دايخه من الوقعة اللي وقعتها من شوية، وكل ما كنت بتخلي الحصان يجري أسرع كنت حاسة مش بس الدوخة بتزيد لا وعاوزة أرجّع كمان، عشان تزعل أوي لما أقول عليك مجنون، أنت مش بس مجنون.. لا.. وغبي ومتخلّف كمان وشكل الحمير اللي أنت عايش بينهم بهتوا عليك!!!!!!!…

+

                              

كتمت سعادات شهقة كادت تفلت منها وهي ترى رشا تنهال بالسباب والتقريع على ذلك الرجل العضلي وكأنه لاعب محترف لرياضة كمال الأجسام أو رفع الأثقال!!.. بينما يدنو هو منها وعيناه تمسحانها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، لتقف رشا أمامه مرغمة قدميها على عدم التحرك محاولة بث الهدوء في نفسها متجاهلة قلبها الذي يقرع خوفا بين جنبات صدرها!!!..

+

                                      

وقف حازم أمامها صامتا لثوان قبل أن يتحدث بهدوء وبرود صقيعي:

+

– البهايم اللي مش عجباكي دي عندها دم وإحساس أكتر من بني آدمين كتير أوي للأسف محسوبين على البشر كدا وخلاص..

+

قطبت رشا فيما مال هو عليها شاهرا سبابته في وجهها وهو يردف بحزم وعيناه تبرقان كقطع الماس الأسود:

+

– وحسّك عينك ترفعي صوتك عليّا تاني…

+

ليصرخ بعدها عاليا:

+

– فاهمه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

+

أجفلت رشا من صوته المرتفع بشدة ولكنها رفضت إظهار خوفها وبدلا من ذلك علقت بتهور راغبة أن تكون الكلمة الأخيرة لها هي:

+

– هقول إيه، دكتور بهايم…. يعني لازم تنطح!!!!!!!!!!!!!!!…

+

كانت سعادات أثناء جدالهما قد تقدمت لتقف بجوارهما ولكنهما لم ينتبها إلى وجودها، وهي التزمت الصمت متابعة ما يدور أمامها بتقطيبة عميقة لتعلق بعد أن انتهت رشا من عبارتها الحمقاء وهي تهز رأسها يمينا ويسارا بأسى زائف:

+

– هو بردو اللي بينطح؟!!.. ولو هو بينطح يبقى أنتي بترفُصي!!!!!!..  يعني على كلامك يبقى من الآخر جوز بهايم واتلموا على بعض!!!!!!! ….

3

لتتجه أنظار حازم ورشا رأسها إليها وكليهما عاقدا لجبينه يتساءل بداخله من هذه وما دخلها بيننا؟.. ، فرشا لم تتذكرها ولكنها ما أن دققت النظر جيّدا حتى شهقت قائلة بحنق:

+

– هو أنتي!!!!..

+

حازم مشيرا الى سعادات بعقدة جبين عميقة:

+

– مين دي؟… 

+

رشا بغيظ مكتوم:

+

– دي عفريت العلبة!!!!..

+

أشرقت أسارير حازم وهتف بحبور وهو يشير الى سعادات التي طالعته بريبة:

+

– إيه دا.. يعني مش قريبتك ولا صاحبتك؟..

+

رشا بهتاف مستنكر:

+

– طبعا لأ!!!..

+

سعادات بتحد:

+

– لأ يِنْ ( 2 لأ يعني ) مش لأ واحدة!!!!!!!!!!!!…

+

حازم بابتسامة واسعة موجها حديثه الى سعادات المتوجسة منه خيفة:

+

– لا إذا كان كدا يبقى مقبولة منك الكلام اللي أنتي قلتيه، لكن لو غير كدا كان هيبقى فيه كلام تاني، أصلك متعرفيش زعلي شكله إيه، أنا لما بغضب بـ….

+

قاطعته سعادات ببساطة:

+

– بترفُص!!!!!!!!..

+

انطلقت ضحكة حازم بينما قضمت رشا شفتيها حنقا وقهرا من ذلك السافل الذي سمح لنفسه بالتطاول عليها هي رشا بنت الحسب والنسب والعائلات العريقة فيما سمح لتلك الصعلوكة بالمزاح معه بل وتقبل سخريتها منه برحابة صدر!!… 

+

        

          

                

وكالعادة رفضت رشا الظهور بمظهر المنبوذ والذي شعرت به للحظات وهي تراهما وهما يتبادلان العبارات المازحة لتهتف ساخرة وهي تنظر اليهما بغرور وتكبر:

+

– طبعا ما هي الطيور على أشكالها تقع!!

 ثم أشارت اليهما بسبابتها من أعلى وأسفل مردفة بقرف واضح واشمئزاز:

+

– سوفاج (يعني بيئة.. ناس من طبقة متدنية للغاية )… بس تعرفوا لايقين على بعض… ما هو أصل دكتور البهايم ما ينفعوش إلا…. بهيمة!!!!!!!!!!!…

+

فتحت سعادات عينيها واسعا بغير تصديق لما سمعته أذناها وهتفت بذهول:

+

– ها!!!!!!!!!!!!!!!!!!…

+

ثم كشّرت عن أنيابها وهي تهتف بشراسة مقتربة منها حتى أن رشا تراجعت أمامها خوفا من تعبير وجهها الوحشي:

+

– مين دي البهيمة يا سحليّة أنتي!!!!!!!!!… 

+

هرولت رشا من أمامها وهي تصيح بخوف واضعة يدها على رأسها وتشوح لها بالاخرى:

+

– امشي يا بتاعة أنتي، ياللا.. هش هش من هنا، يا مامي!!!!!!!!…

+

سعادات بحدة وهي تقف أمامها بينما رشا تغمض عينيها وقد ارتسمت علامات الرعب على وجهها:

+

– هش إيه، أنتي بتهشِّي فرخة؟!!!!!!!… 

+

فتحت رشا عينيها ببطء تنظر اليها فيما دنت منها سعادات وهي تشير اليها بسبابتها هادرة بصرامة:

+

– بقولك إيه يا بتاعت مامي وبابي، أنا مش بخاف غير من اللي خلقني، وعندي استعداد أعرّفك مين هو البهيمة بالظبط، لكن حرام عليّ أشتم البهايم وأنا بقول عليكي واحدة منهم، على الأقل البهيمة لحمها بيتدارى تحت جلدها مش بنشوفه إلا بعد ما تدبح وتتسلخ، مش باين قودام خلق الله كلهم والكل عمّال يبص ويفصص بعينيه، البهيمة بتبقى لحمها غالي، لكن للأسف… أنتى ما حصلتيش حتى البهيمة… لأن لحمك رخيص.. – تابعت باشمئزاز وقرف وهي تبصق الكلمة مرة أخرى – رخيص أوي!!!!..

+

جحظت عينا رشا وهتفت فيها وهي ترفع يدها إلى الأعلى:

+

– انتي اتجننتي يا بنت الـ…….

+

لتنقض قبضة قوية على معصمها تمنع وصولها لوجه سعادات الذي بعد أن شحب لثوان معدودة ذهولا من أن تلك البائسة كادت تضربها إذ به يستحيل قطعة من جمر مشتعل حين انتبهت إلى أنها كادت تشتمها بأبيها لتزمجر كهرة شرسة وتهتف وهي تحاول الوصول الى شعر رشا فيما وقف حازم بينهما محاولا الحوْل دون أن تصل يد تلك المنطلقة اللسان الى الأخرى المنفلتة اللسان:

+

– ابعد عني، سيبني أجيبها من شعرها قليلة الأدب دي، لا.. قليلة إيه دي عديمته خالص، طبعا وأنا هستنى إيه من واحدة أخوها إسمه لؤي؟!!!!!!!!!!

+

وجد حازم نفسه وهو يقف بين امرأتين فجأة احداهما نمرة مفترسة والأخرى تحولت فجأة من هرة بريّة الى فأر مذعور وهي تختبئ خلفه قابضة على ملابسه بقوة، وفيما هو يحاول تهدئة تلك الشرسة فوجئ بصوت يهدر بصرامة وذهول:

+

        

          

                

– سعادات؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!…

+

واقترب بعدها يوسف سريعا حيث يقف حازم وأردف وهو يسحب سعادات بقوة بعيدا عن رشا فيما أمسكت ندى بها من الناحية الأخرى وهي تحاول تهدئتها، ولكن سعادات كانت كالفرس الهائج وانهالت بالسباب على رشا التي امتقع وجهها ليهدر يوسف بغضب:

+

– بس يا سعادات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

+

سكتت سعادات وهي تلهث بصوت مرتفع كمن يركض في ماراثون، وقف يوسف في المنتصف واضعا يديه في خاصرته يطالع الوجوه حوله قبل أن يزفر بضيق ناظرا الى سعادات وهو يقول آمرا:

+

– ممكن أعرف إيه اللي حصل؟… وبهدوء من غير شتيمة!!!!

+

سعادات بأنفاس متقطعة وهي تشير الى رشا التي وقفت ترمقها بكره وغلّ واضح:

+

– السحليّة دي بتشتمني!!.. شتمتني قالت عليا بهيمة، لكن مش مهم شتيمتي، شتمت أبويا يا جو… أبويا!!!!!!!!!!!..

+

صاحت بالكلمة الأخيرة بكل حرقة، لتشتد شفتي يوسف في خط حازم وتبيض خطوط فكّه، فهو يعلم جيدا مدى حب سعادات لعائلتها وخاصة والدها واحترامها له، ومن يخطأ في حقه تتحول سعادات إلى نمرة مفترسة تنهش  من يقترب من صغارها!!..

+

نظر يوسف الى رشا وحازم بعد أن زفر بعمق وهو يقول:

+

– على حسب ما أتذكر انك بنت فاضل وأخت لؤي,, صح؟!!.. أنا شوفتك في الخطوبة، يعني انتي صاحبة بيت، وسعادات ضيفة عندك، مهما كان اللي حصل أعتقد أنه مش من الزوووء ولا الأدب أنك تغلطي في ضيفة عندك؟!!!!

+

شعرت رشا بالقهر فهو لم يتذكر سوى أنه قد رآها في حفل خطوبته لتلك البلهاء الأخرى بينما هي منذ أن وقعت عينيها عليه في عرض الأزياء لم يفارق مخيلتها ليلا أو نهارا، ليشتد غيظها وهو يخبرها بكل صلف أنها مضيفة وأن تلك الحمقاء البذيئة اللسان هي.. ضيفتها!!!… بل أنه من الواجب عليها هي أن تعاملها باحترام!!!… ولكنها تكون ملعونة لو سمحت لهم بالسخرية منها وهي ترى أن الجميع قد التف حول تلك اللعينة حتى طبيب البهائم ذاك، ولكنها هي.. رشا.. لم تكن لتهتم بهم، فليذهب الجميع إلى الجحيم وعلى رأسهم أنت يا يوسف، فمن لم يلتف إليّ مرة لا ألتفت له مرتين!!…

+

لتقف أمامهم مشيرة بذراعها إلى سعادات وهي تقل بكل تبجح وغرور:

+

– مين اللي ضيفة؟!!!. أولا دي جاية كدا زي اللي بيدخلوا تمام باكلوا في الافراح ولو حد سألهم من ناحية العريس يقولوا انهم من اهل العروسة، ولو حد سألهم من أهل العروسة يقولوا أنهم قرايب العريس، يعني من الآخر,, شحاتين، داخلين كدا وخلاص، لأني لا يمكن احنا نعزمها، دي لا هي من مستوانا ولا من بيئتنا!!…

+

يوسف بحزم وهو يحاول عدم السماح لغضبه بالافلات احتراما لصاحب المنزل:

+

– لكن هي جات معنا..

+

        

          

                

قاطعته رشا بلؤم:

+

– من غير عزومة!!..

+

هتفت ندى تقاطعها بقوة وهي تنظر اليها بتحد:

+

– سعادات ضيفتي أنا، وأنا أخدت إذن طنط دولت وهي وافقت، وأي إهانة ليها تعتبر إهانة ليّا أنا شخصيّا، وأنا مش هقعد في مكان للأسف أنا وضيفتي فيه أصحابه بيهينوننا!!

+

رشا وقد سنحت لها الفرصة للنيْل من ندى:

+

– والله دي غلطتك أنتي، المفروض تنقي الناس اللي أنتي تمشي معهم بعد كدا، أنتي خطيبة مخرج مشهور، معتقدش أنه شيء يشرّف أنه واحدة زي دي – في إشارة منها بسبابتها لسعادات باستهزاء تام –  تبقى ليكي بيها أي علاقة!!!…

+

همّت ندى بإجابتها عندما رفع يوسف يده يسكتها واقترب من رشا ليقول بجدية صارمة:

+

– أولا سعادات دي تبقى.. بنتي!!…

+

رمشت رشا بعينيها عدة مرات غير مصدقة لما تسمعه في حين تابع يوسف ببرود ثلجي:

+

– آها… أكتر من بنتي كمان، واللي يغلط فيها يبقى غلط فيّا أنا شخصيّاً، ولولا أني عامل اعتبار لوالدك وأخوكي صدقيني ردِّي عليكي كان هيبقى صاادم جدا، عموما.. أحنا اللي ميشرفناش نكون في مكان واحد مع إنسانة زيّك متعرفش من الزوق غير اسمه وبس!!!…

+

ثم التفت الى سعادات يضم كتفيها إليه مقبّلا رأسها بحنان أبوي جعل مقلتي ندى تلمعان بدموع محبوسة فيما ارتسمت ابتسامة غريبة على شفتيها بينما استكانت سعادات لتربيتته وهي تغالب دموعها فليست سعادات من تبكي لتصبح حزينات، لن تسمح لتلك الكائن الغير معروف نوعه من الزواحف بأن تسلبها ثقتها بنفسها، ويكفيها دفاع الجميع عنها حتى”دكتور البهائم”… من لا يعلم عنها شيئا قد وقف في صفّها!!!..

+

ارتفع صوت كان صاحبه قد وصل أثناء الشجار ليحضر حديث أخته كاملا وسخريتها من سعادات ليقول بحزم وهو يتقدم منهم:

+

– أنا آسف يا يوسف!..

+

التفت الجميع الى مصدر الصوت ليجدوا لؤي وهو يدنو منهم فيما رفعت سعادات رأسها لتراه وهي تتطلع إليه بحنق فيما يبادلها النظر بأخرى غامضة، وقف لؤي أمام يوسف قائلا وعيناه لا تزالان مسمرتان على ذراع يوسف الذي لا يزال يطوّق كتفي سعادات:

+

– ما تزعلش يا يوسف.. ، ثم أدار وجهه إلى ندى مفتعلا ابتسامة صغيرة مردفا:

+

– حقّك عليّا أنا يا ندى…

+

يوسف ببرود:

+

– والله أختك المصون هي اللي غلطت في سعادات، يعني هي اللي تعتذر، لكن عشان فاضل بيه هنقبل باعتذارك، دا غير أنه لازم الاعتذار يتقدم لسعادات لو هي قبلته أنا وندى هنقبله!!..

+

نظر لؤي الى سعادات التي تعمدت الاشاحة بوجهها بعيدا عنه وقال بصدق:

+

– أنا آسف يا جمع سعادة – قطب يوسف مستغربا الاسم الذي أطلقه لؤي على سعادات ليفطن إلى أنه قد يقابل صعوبة في نطق الاسم أو تذكره ليتلفظ بمعناه بدلا عنه!! – ما تزعليش!!…

+

        

          

                

لم تكن سعادات ترفض إعتذارا من أيّ كان مهما كان حجم الخطأ الذي نالها منه، ففي يقينها أنه ما من إنسان لا يخطئ وطالما أنه شعر بخطئه في حقها واعتذر إذن وجب عليها مسامحته،ـ فالخالق الكريم يعفو ويصفح فمن تكون هي لتتمسك بكبرياء زائفة، خاصة فالعفو من شيم الكرام، بينما في داخلها يعلو صوتا صغيرا يواجهها بأنها أنما قبلت اعتذاره لأنه هو من اعتذر ولو كانت تلك الصفراء الحقود لكانت الآن تمسح بشعيراتها الشقراء هذه حشيش المزرعة!!..

+

هزّت سعادات رأسها وهي تتنهد بعمق في إشارة منها للقبول بالاعتذار ليقول يوسف بجدية:

+

– اعتذارك مقبول يا لؤي، لكن لو سمحت أحنا هنمشي، مش هنقدر نقعد في مكان كرامتنا اتهانت فيه، سعادات كرامتها من كرامتي بالظبط، ولو هي سامحت في حقها أنا مش هسامح غير لما اللي غلط فيها هو اللي يعتذر!!..

+

كتم لؤي شتيمة كادت تفلت من بين أسنانه فيما كان على وشك الصياح في يوسف بأي حق هو يقف يحامي لها؟.. وتلك البلهاء كيف تسمح له بأن يطوقها ويقربها منه بهذا الشكل؟.. بل والأنكى كيف تسمح ندى بحدوث مثل هذه المسخرة أمامها؟!!!… 

+

كتم زفرة ضيق داخله وهو يكاد يختنق، ليرمي سعادات بنظرة ملتهبة لم ينتبه إليها سواها، وجّه لؤي كلامه الى حازم قائلا:

+

– يا ريت يا د. حازم اللي حصل دا فاضل بيه ميعرفش بيه حاجة؟..

+

حازم بتأكيد:

+

– أكيد يا مستر لؤي..

+

ارتفع طرف شفة رشا في ابتسامة استهزاء وهي تسمع حازم يدعو أخيها بـ مستر، وحده حازم من رآها، ليرمقها بنظرة تهديد ووعيد جعلت الابتسامة تختنق في لحظتها، ليسترعي شقيقها كامل انتباهها وهو يؤمرها بالاعتذار من سعادات!!..

+

جحظت عيناها وهي تهمس بذهول:

+

– مين اللي يعتذر لمين؟… أنا أعتذر لـ.. دي!!!!!!!!!

+

لتصيح سعادات وهي تهمّ بالذهاب اليها لتتعارك معها:

+

– مالها دي؟.. مش عجباكي؟!!!!..

+

حاول يوسف ابعادها فلم يفلح فقد طفح الكيل لديها ليحيط خصرها بذراعيه القويتين فيما تصرخ سعادات وهي تركل الهواء ويوسف يرفعا الى الأعلى وهي تصيح بعنف:

+

– سيبني أعرفها مقامها يا جو، عشان تعرف مين دي.. بالظبط!!!

+

هدر لؤي بغضب ناري:

+

– رشا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

+

لتسكن حركة سعادات في وقتها بينما يضعها يوسف على قدميها على الأرض، فيما يتابع لؤي بغضب عنيف وعيناه تطلقان شرارات من نار تجاه سعادات:

+

– حالا تعتذري… 

+

رشا بإباء:

+

– وأنا مش هعتذر… وأعلى ما في خيلكم كلكم اعملوه!!!!!!!!!

1

        

          

                

وتركته وانصرفت توليه ظهرها، فهمست سعادات بجمود ليوسف وهي تشيح بعينيها بعيدا عن ذلك الاسد الهادر:

+

– ياللا يا جو… ما لوش لزوم وقوفنا كدا،أصلا لو اعتذرت عمري ما هقبل اعتذراها…

+

فلم يكن من لؤي والذي شعر بالصغر أمامها.. أمام سعادته والتي على وشك الافلات من بين يديه أن لحق برشا ليقبض على ذراعها ويديرها ناحيته بقوة صارخا فيها وهو يشير الى سعادات:

+

– بقولك اعتذري!!!!!!!!

+

رشا بكره:

+

– وأنا بقولك من سابع المستحيلات أنى أعتذر لواحدة بيئة زي دي!!!!!!..

+

صوت فرقعة عالية جعلت السكون يسود المكان فيما وقفت رشا تضع يدها فوق وجنتها الملتهبة على إثر صفعة شقيقها وهي تهمس بصدمة:

+

– مش ممكن، أنت أول مرة تعملها يا لؤي، بتضربني عشانها؟.. عشان…

+

لؤي بصرامة يقاطعها:

+

– عشان دي ضيفة عندك، عشان البيئة بجد هي اللي تتطاول على الناس وتتعامل معهم بطريقتك دي، وقسما بالله يا رشا لكون مرييكي من أول وجديد، وأول حاجة.. تطلعي على أودتك ويكون أشوف وشّك، ورجوع مصر معايا انسي… تبقي بتحلمي!!

+

لتركل رشا بقدمها الأرض قهرا وغيظا وتهرول مبتعدة ودموعها تغرق وجنتيها، بينما تابعتها ندى وهي تشعر بالحسرة على حال تلك الفتاة وأخلاقها المتردية، فيما أومأ يوسف لندى وسعادات للانصراف فما عاد هناك لزوم لوقفتهم، بينما شعرت سعادات بأحاسيس مختلطة أولها عدم التصديق أنه قد صفع أخته من أجلها، وفي ذات الوقت بالضيق فلم تكن تود أن تصل الأمور إلى هذا المنعطف بينه وبين شقيقته بسببها، لتنفض أفكارها عنها وهي تتمتم بينها وبين نفسها:

+

– وأنا مالي هو اللي ضربها، وأنا يعني كنت قلت له يضربها، وبعدين دي تستاهل علقة على قلة أدبها دي… مش قلم ولا دستة أقلام بحالها حتى!!!!…

+

وهمّت باللحاق بندى ويوسف حينما اعترض لؤي طريقها لترفع عينيها تطالعه بتساؤل فمال عليها هامسا بشراسة من بين أسنانه المطبقة:

+

– ابقي خلي حد يقرب منك تاني أو يحط صباع واحد عليكي ووقتها صدقيني غضبي اللي انتي شوفتيه دلوقتي هيبقى هزار قودام اللي هتشوفيه مني بجد لو دا اتكرر تاني!!!!!!!!!!!!..

+

كتمت شهقة خوف كادت تفلت رغما عنها وهرولت تلحق بيوسف، بينما وقف لؤي يلاحق طيفها بنظراته السوداء فيما وقف حازم يتطلع الى المكان حيث اختفت رشا وهو يهمس بداخله أنها تستحق ما فعله بها أخيها بل وأكثر!!!!!!!!!!!..

+

**********************************

+

مر أسبوع منذ عودتهم من المزرعة، وكان يوسف قد اعتذر عن قضاء باقي اليوم متعللا أنه قد طرأت ظروف خاصة تتوجب رحيله ولمّا كان لؤي يعلم تماما طبيعة هذه الظروف فقد تقبّل أسباب انصرافه ولكن وحينما لمس دهشة وريبة والده من سرعة استجابته لرغبته بالذهاب طلب منه أن ينصرف بعد تناول الغداء، ليذهب الجميع معه بينما وقف لؤي يراقب صعود سعادات في سيارته وسط نظرات سوداء وهو يقسم بداخله أنه سيعلم من هو يوسف تماما بالنسبة لها، وبعدها سيعمل على اتخاذ خطوات حاسمة لامتلاك سعادته!!!…

+

        

          

                

خلال هذه الأيام كانت سعادات لا تنفك تتذكر موقف لؤي وكيف أنه قد ساندها ضد أخته، بل أنه قد قام بضربها من أجلها، لترتسم ابتسامة بطيئة على شفتيها ما تلبث أن تسرع بمحوها مستعيضة عنها بتقطيبة عميقة وكأنها تنكر على نفسها الشعور بأي شيء خاص بالنسبة لـ… هراكليز!!!!…

+

أما ندى فقد شكّلت رحلة المزرعة تغييرا ملحوظا في احساسها بيوسف وتحديدا منذ حادثة سعادات وغضبه من أجلها، لتشعر بدقة خائنة تنتابها كلما تذكرت أحداث هذا اليوم، وتزداد الدقة وتصبح دقات ما أن يهاتفها أو يزورها ببيتها، فتغازلها نظراته بينما يداعبها هو بكلمات عشق صريح، تجعلها تكاد تذوب خجلا أمامه، الأمر الذي قلب ليها سهادا، فهي تشعر وكأنها تنجرف وبشدة في تيار حبّه القوي، وهي لا تملك القدرة الكافية للمقاومة أو…. قد يكون أنها لا تملك الرغبة الفعلية لمقاومة هذا الحب!!….، ومع إحساس يوسف بما يخالجها من تردد تجاهه كان ضغطه عليها يزداد يوما بعد يوم في سرعة عقد القرآن فهو يريد التقرب منها وإزالة حاجز من عدة حواجز ترفعها بينهما، وهذا لن يكون سوى بترسيخ ارتباطهما، ولكنها لا تزال تماطل وترفض الموافقة الأمر الذي يكاد يصيبه بالجنون!!!!!…

+

كان أنور يجلس مع يوسف في غرفة مكتب الأخير بوكالة الدعاية والاعلان خاصتهما عندما سمعا طرقات رقيقة على الباب فدعا يوسف الطارق للدخول، لتدلف مايسة تتراقص فوق كعبي حذائها الرفيعين وتتمايل في مشيتها يسارا ويمينا وهي تقول بابتسامة واسعة:

+

– بونجور…

+

أنور بابتسامة وهو ينظر الى يوسف بنظرات ماكرة:

+

– أهلا يا مايسة… فينك؟.. كل دي أجازة؟!!!

+

مايسة بدلال وهي ترمق يوسف الذي التزم البرود التام منذ دخولها منشغلا بالنظر في أوراق العمل بينما يمج سيجارته بهدوء حتى وأنه لم يرد تحيتها:

+

– أعمل إيه الجو في مارينا تحففة بجد، فمددت أجازتي بدل أسبوعين خليتهم تلاتة، وبعت مسيج بكدا لعبير في السكرتارية، هي مش بلّغتكم؟!!

+

أنور بهدوء:

+

– لا طبعا قالت لنا، عموما كويس أنتي رجعتي في وقتك، فيه حملة دعاية جديدة هنبدأ تصويرها في خلال أيام، استعدي، أنا ويوسف هنقعد معاكي عشان نتفق على كل حاجة!!

+

يوسف ببرود صقيعي متطلعا في أوراق أمامه متابعا نفث دخان سيجارته:

+

– أنت يا أنور!!.. اقعد انت معها فهّمها اللازم، أنا مش فاضي…

+

ثم رفع رأسه يطالعها بعينين باردتين قبل أن يردف بحزم:

+

– المفروض فيه جدول زمني حاطينه لشغلنا، ولو كل واحد طلع في دماغه يمد أجازته يبقى مش هتنفع، أول وآخر مرة هسمح بالتسيّب دا، بعد كدا اللي يقدم على أجازة يلتزم بيها يا إما يخلِّي عنه خالص وتبقى أجازة مفتوحة!!!!..

+

        

          

                

تنحنح أنور بعد سماعه لكلمات يوسف الحادة فيما امتقع وجه مايسة غضبا وحنقا لتقول مدافعة:

+

– أنا ما عملتش…

+

رفع يوسف يده يوقف استرسالها بأمر قائلا ببرود يصرفها به بينما يميل ليطفأ سيجارته المنتهية في المطفئة الكريستالية أمامه قبل أن يسحب سيجارة أخرى :

+

– لو سمحت، كدا انت بتضيعي وقتك ووقتنا، كفاية اللي ضاع، ودلوقتي اتفضلي روحي شوفي وراكي إيه، أحنا مش فاضيين لمهاترات من النوع دا!!!!!!!!!..

+

كادت مايسة تبكي قهرا وغيظا، لتسارع بالانصراف من أمامه وما أن أغلقت الباب خلفها حتى همست بصوت منخفض وعيناها تبرقان بوعيد:

+

– ماشي يا جو، واضح كدا أنك فاكر أني كنت بهدد وبس، أنا بقه هعرفك مين هي مايسة الشرقاوي!!!!!!

+

أنور بهدوء:

+

– أنت شديت أوي عليها يا جو، ما حصلش حاجة لكل دا..

+

يوسف وهو يطالع أنور من بين دوائر دخان سيجارته:

+

– دا شغل يا أنور، وأنت عارفني في الشغل مش برحم حتى نفسي، وعموما و عاوزة تمشي في ألف سلامة، الباب مفتوح دخول وخروج، والشرط الجزائي معنديش أي مشكلة فيه خالص، أنا أساسا مش عاوزها معنا هنا..

+

أنور بتساؤل:

+

– تفتكر أنها ممكن تقول لندى؟…

+

هبّ يوسف والذي كان مستندا بظهره الى الوراء ليعتدل مائلا ناحية أنور وهو يهمس بشراسة وقد فارقه بروده الظاهر:

+

– طيب خليها تقرّب بس من ندى، وهي هتشوف إيه اللي هيجرالها.. بنت فهمي الشرقاوي!!!…

+

أنور بابتسامة محاولا امتصاص غضب يوسف:

+

– يا عم جو إهدى مش كدا، وبعدين أنت مش كنت قللت من السجاير إيه اللي رجع كتاني ليها بالشكل دا؟..

+

زفر يوسف بضيق وهو يطفئ سيجارته في المنفضة أمامه قبل أن يقوم بسحب أخرى هاتفا بسخط:

+

– أهو أي حاجة أحرق فيها غضبي بدل ما دمي اللي بيتحرق دا طول الوقت!..

+

قطب أنور مستفسرا:

+

– دمك يتحرق؟!!.. ليه يا بني؟.. ندى مالها؟.. متخانقين ولا إيه؟..

+

هتف يوسف بغيظ وقهر:

+

– بالعكس بقه، بنت خالتك ما فيش أهدى منها اليومين دول، لكن أحر ما عندي.. أبرد ما عندها، مش موافقة على موضوع كتب الكتاب دا ومتمسكة برأيها زي البغل العنيد، بس على مين أنا أدتها مهلة أسبوع تفكّر ولو ما ردتش بالموافقة يبقى أنا هتصرف والكتاب هيتكتب يعني هيتكتب، ندى الراوي على آخر الشهر دا هتبقى حرم يوسف طاهر… وبكرة تشوف!.

+

أنور بضحكة مبتورة من حدة يوسف :

+

– إيه يا عم مش كدا، هي معزة هتجرّها وراك؟!!… بالراحة والتفاهم..

+

        

          

                

يوسف هادرا:

+

– جربت كل حاجة، محايلة شوية، وبالراحة شويتين، وما فيش فايدة، بنت خالتك مش بتيجي إلا بالأمر الواقع، أنا فهمها أكتر من نفسها، ومش هسيبها في حيرتها دي كتير!!..

+

أنور بريبة:

+

– يعني إيه؟..

+

حاول يوسف استعادة زمام أعصابه وقال وهو يحاول الهدوء:

+

– ما تشغلش بالك أنت، المهم طمني، فرحك أمتى أنت ورنا؟..

+

أنور بعقدة جبين:

+

– ما تفكرنيش أنت كمان، مصممة مش هنعمل فرح إلا بعد ما عمي عز يخف خالص، مع أنه الحمد لله بدأ ينطق ويتكلم، أي نعم لسانه تقيل بس الحمد لله أحسن من الأول، ومع العلاج الطبيعي الدكتور أكد لنا أنه هيرجع يمشي تاني، أنا قلت لها نحجز بعد شهر من دلوقتي وهي وراسها وألف سيف مش هتفكر أساسا إلا لما باباها يخف خالص، طيب افرضي يا بنت الحلال الموضوع طوّل قعد له خمس/ ست شهور مثلا؟.. تقولي مش مشكلة.. أتفقع أنا بقه ولا ما أتفقعش؟!!!

 يوسف بضحكة:

+

– لا تتفقع طبعا، أومال عاوز صاحبك يتفقع لوحده؟!!!.. واضح كدا أنه الحال من بعضه..

1

أنور وهو يسند ذقنه إلى راحته وبأسى على حاله:

+

– آه، واتلم المتعوس على خايب الرجا!!!.

+

لتعلو ضحكات يوسف بينما يطمئنه أنه بالنسبة إليه فلن يظل متعوسا لوقت طويل، فسيعمل على مسح هذه التعاسة تماما!!!..

+

*************************

+

جلست عائلة عز الدين تتناول طعام الغذاء وسط تبادل الأحاديث الخفيفة، ليقول عز بابتسامة:

+

– عارفة مين اللي كلمني أنهرده يا كريمة؟..

+

كريمة بتقطيبة حائرة:

+

– لا.. مين يا عز؟..

+

عز الدين وهو منهمك بتقطيع قطعة اللحم الاستيك في صحنه بينما يرمقها بطرف عينه وابتسامة خفيفة تعتلي ثغره:

+

– عثمان ابن عمي كلمني انهرده…

+

وسكت وقد رفع رأسه يطالع في وجهي ابنته وزوجته وقد استرعى كامل انتباههما بعبارته المبتورة تلك فيما افترشت ابتسامة عريضة وجهه الرجولي وهو يتابع:

+

– مش عاوزين تعرفوا قال لي إيه؟..

+

هتفت ندى بحماس:

+

– أنّـا نازلي جاية صح؟…

+

أومأ عز الدين برأسه موافقا وهو يؤكد:

+

– صح يا ندوش، مرات عمي نازلة مصر بعد بكرة أن شاء الله..

1

كريمة بابتسامة فهذه السيدة التي تخطت الخامسة والسبعون عاما لها معزة خاصة لديها:

+

– تيجي بالسلامة أن شاء الله… وحشتنا أوي بجد، الواحد حاسس أنه بئالوا زمان ما شفهاش، مع أنها قضيت معانا رمضان اللي فات، من 8 شهور تقريبا بس..

+

        

          

                

ندى بانفعال وفرح:

+

– وأكيد جيجي ويزيد جايين معها صح؟..

+

حرك عز رأسه من اليسار الى اليمين بأسى وهو يقول:

+

– للأسف يا ندوش مش هينفع، عمك عثمان بيقول أنه عنده ضغط شغل جامد جدا اليومين دول وانتي عارفة يزيد ابنه هو دراعه اليمين، وعامة هو بيقول أنهم ان شاء الله أول ما الأمور تتظبط معهم هيحاولوا ياخدا أجازة وينزلوا، أما جيجي بقه فعندها دورة هتبدأ اليومين دول فدا كمان خلّاهم كنسلوا الزيارة وطنط رندة مش بتتحرك من غير عمك عثمان، فأنّـا نازلي صممت أنها ما تضيعش الأجازة وتنزل هي مصر، خصوصا أنه الكل مشغول وهي حاسة بفراغ ووحدة فظيعة..

+

ندى بابتسامة وقرح:

+

– هي مالهاش دعوة، تيجي بس بالسلامة وأنا هخليها تقول بس تعبت عاوزة أرجع اسطنبول تاني…

+

تعالت الضحكات لتقول بعدها كريمة:

+

– بس بجد أنا بستغرب أنّـا نازلي، بنت عائلة كبيرة جدا في أسطنبول، تقريبا أصولهم ترجع للدولة العثمانية، وباشوات كبار، وكانت هي في شبابها الناس بتتمنى تناسب عيلة رستم الأناضولي لكنها وقفت قودا معيلتها كلها وحتى مامتها يلدز هانم الست الاستقراطية مقدرتش عليها، وصممت تتجوز عمّك اللي هاجر تركيا وهو لسّه 18 سنة ودخل الجامعه هناك وأسس لنفسه شغل، اتقدم لها وكان يدوب مكتب التصدير والاستيراد بتاعه بدأ يشتغل ويعمل اسم، أنا فاكره لما حكيت لي وأنا بقولها أنتي شخصيتك قوية يومها عينيها لمعت وتنهدت وقالت لي  لا كريمة حبيبتي الحب هو اللي قوي…

+

تنهدت ندى عميقا وقالت بابتسامة:

+

– يا سيدي على الحب، بصراحة عيلتنا دي المفروض تاخد جايزة العائلة المثالية والمفروض كيوبيد يتنازل ويدينا السهم بتاعه..

+

عز بتساؤل:

+

– يا سلام، وليه بقه أن شاء الله؟..

+

ندى بضحك:

+

– أصل العيلة كلها ما شاء الله متجوزة عن حب لأ ومش أي حب دي آهات وتنهدات وخد وهات وحاجات وحركات!!!..

+

ضحكت كريمة في حين تحدث عز وهو يغالب ضحكته الخائنة قائلا بجدية زائفة وهو يشير الى ابنته:

+

– شوفتي بنتك؟..

+

كريمة بمكر:

+

– الحب هو أحلى حاجة، هو الضمان الوحيد للسعادة لا فلوس ولا أي حاجة تانية… فهي مغلطتش يا عز، وخصوصا أنها هي كمان ماشية على خطواتنا..

+

قطبت ندى في حيرة فأردفت كريمة وهي تركز عينيها عليها:

+

– وهو ارتباطك بيوسف دا مش حب؟!!!!

+

شحب وجه ندى واضطربت قليلا، لتقول بعدها بابتسامة صغيرة:

+

– أنا الحمد لله شبعت، هروح أكلم رنا أقولها أنه أنّـا نازلي جاية، أنا متأكدة أنها هتفرح أوي..

+

        

          

                

بعد أن انصرفت ندى نظر عز الى كريمة في لوم لتجيب الأخيرة بحنق خفيف:

+

– ما تبصليش كدا يا عز، ندى لازم تواجه نفسها، فاكر أني مش شايفه هي بتعامل خطيبها إزاي؟.. واحد تاني غيره كان قال أنها مغصوبة على الجوازة دي وطفش من زمان، لكن يوسف بيحبها بجد وأنا متأكدة من كدا، ومتأكدة كمان أنه بنتك جوّاها مشاعر معينة ليوسف بس هي اللي بتكبتها، لازم المشاعر تخرجها قبل ما يفوت الأوان، وتيجي اللحظة اللي مهما عملت مش هيكون فارق مع يوسف لأنه هيكون خلاص زهق، زهق أنه يدّي من غير مقابل، وأنا بقولك أهو أنا موافقة على كتب الكتاب، لو سِبنا بنتك عل هواها أنا متأكدة أنها ممكن تفضل مخطوبة كدا ولا سنتين تلاتة كمان، ندى خايفة لوازم تكسر خوفها دا، خايفة تصارح نفسها بمشاعرها الحقيقية، خايفة يوسف يسيبها في يوم زي ما معتز الله يرحمه سابها، ندى لازم تعرف أنه الحياة قصيرة جدا، والواحد بيعيش مرة واحدة بس، فمينفعش يضيعها في خوف مريض بالشكل دا، ندى لازم تكون أقوى من كدا وتتأكد أنه اللي عاوزة ربنا هو اللي هيكون، وفي نفس الوقت يكون عندها أمل في بكرة، ودا كله مش هيتصلح إلا لما تقرب من يوسف أكتر وتحس هو أد إيه فعلا بيحبها..

+

عز بحيرة:

+

– تقرب إزاي يعني؟.. ما هم مخطوبين بئالهم اسبوعين أهو، بيشوفوا بعض وبيتكلموا وواحدة واحدة ندى هتتعود عليه..

+

كريمة بغيظ:

+

– أنت بتضحك على نفسك يا عز؟!!!.. دا الولد من يوم ما خطبها ما دخلش بيتنا إلا مرتين تلاتة، ومكالمات بالقطارة، وزيارات في الشغل ممنوع، كله ممنوع ممنوع، عليها عفريت اسمه ممنوع، ماشي الالتزام حلو ما فيش كلام، لكن بردو بزوق ولطف، مش تحسسه أنها مخوّناه بالشكل دا، عشان كدا ندى لازم تكتب الكتاب، طريقتها معاه غلط في غلط ولا عشر سنين عشان تاخد عليه بالصورة دي..

+

عز بجدية:

+

– يوسف اللي شكى لك؟.

+

كريمة بزفرة ضيق:

+

– الولد شاريها يا عز، هو بس حاول يقول لي أسبابه أنه عاوز يبدّر كتب الكتاب ودا طبعا بعد ما بنتك قفلتها في وشّه، لدرجة أنه وسّطني عندك لأنه البنت قالت له أنه رأيك أكيد هيكون من رأيها، ندى بتضيّع أحلى أيام عمرها من إيديها من غير ما تحس، لازم وقفة جامدة ليها يا حبيبي، دي بنتي الوحيدة وعمري ما هقسى عليها، لكن أنا عاوزة مصلحتها، الطفل بيخاف من الدكتور لكن لازم يروح له لو تعب عشان يعالجه، ويوسف هو دكتور ندى.. أنا متأكدة أنه بإذن ربنا هيقدر يرجع لي ندى بنتي حبيبتي اللي ضحكة ما كانتش بتفارق وشّها، وكان كلامها وقفاشتها مش بيبطل، وانت بنفسك شايف نفسيتها بئيت أحسن شوية ورجعت تتفاعل معنا، لكن أول ما جبنا سيرة يوسف قفشت زي ما شوفت كدا واتحججت وقامت، ندى لازم لها وقفة حاسمة!!

+

عز بتنهيدة عميقة:

+

– خلاص، مرات عمي نازلي تيجي بالسلامة وبعدين هيبقى لي قاعده كبيرة مع ندى، أنتي عارفة أكيد اليومين دول هتكون مشغولة ومش هعرف أتلم عليها، بتجهز لاستقبال أمها الروحية..

+

        

          

                

ابتسمت كريمة وهي تدعو الله في داخلها أن يهدي ابنتها وأن ينجح عز في اقناعها بعقد القرآن في أقرب فرصة..

+

**************************

+

رنين متواصل لهاتفها المحمول فأسرعت بتلقي المكالمة من دون أن تنتبه للاسم وهي تتأفف متمتمة:

+

– إيه رن رن رن!!!.. ما رديتش يبقى أكيد مشغولة، أنما هقول إيه أصحاب العقول في راحة…

+

ووضعت الهاتف على أذنها هاتفة بضجر:

+

– نعم……..

+

ليجيبها صوت مألوف يقول ساخرا:

+

– أنتي على طول كدا؟.. حتى وأنتي بتردي على التليفون مش عاوزة تبطّلي برطمة!!!!

 فتحت سعادات عينيها على وسعهما فاغرة فاها من الدهشة ولم تنطق بكلمة واحدة في حين سمعت ضحكته الرجولية التي جعلتها تحبس أنفاسها بينما أردف وصدى ضحكته لا تزال تلوّن صوته:

+

– أزيك يا جمع سعادة؟.

+

أبعدت سعادات الهاتف عن أذنها تطالع فيه بغرابة قبل أن تعيده ثانية تستمع إليه وهو يناديها لتتنحنح كي تجلي حنجرتها قبل أن تهمس مجيبة بصوت مشروخ:

+

– أيـ.. أيوة!!..

+

تنهيدة عميقة وصلتها من الطرف الآخر ولا تعلم لما هيأ إليها أنها ساخنة فقد شعرت بلهيبها فوق أذنها!!!….، تحدث لؤي برفق:

+

– عاملة إيه يا جمع سعادة؟.. بئالك أسبوع لا جيتي عند الندى الشركة ولا البيت، خير فيه حاجة؟..

+

قطبت سعادات بقوة لتنفض عنها هذا الاحساس الغبي الذي جعلها تتسمر في مكانها ما أن سمعت صوته، فمنذ ما حدث في المزرعة وهي لا تعلم عنه شيئا وقد قصدت عدم زيارة ندى في العمل أو المنزل تحاشيا له، والآن يسأل بمنتهى البساطة لما اختفائها هذا؟.. تمالك سعادات نفسها وأجابته بجدية:

+

– كان عندي شغل، وما فضيتش أروح لأبلة ندى، وعموما أنا بكلمها على طول وجو معايا طول الوقت لو كانت عاوزاني في حاجة مهمة كانت أكيد هتقوله!!…

+

كان لؤي يتصنت على صوتها راسما ابتسامة حانية على شفتيه مغمضا عينيه يتخيّلها وهي تقف أمامه تناوشه وتناغشه كعادتها، لتطير الفراشات والقلوب التي ارتسمت أمام عينيه فورا ما أن سمعها وهي تخبره وبكل صفاقة أنها تتواجد مع هذا الـ.. يوسف دائما، وكأنه لم يحذرها آخر مرة من عدم الاقتراب منه أو من غيره!!..

+

زفر باختناق محاولا كبح جماح نفسه بالذهاب إليها في التوّ واللحظة وجعلها تختبر عاقبة غضبه حتى تتعلم بعد ذلك أنه لا يطلق تهديدات جوفاء…. تكلم بعد ذلك بصوت مكتوم قائلا بلهجة آمرة لا تقبل النقاش:

+

– عاوز أشوفك!..

+

أبعدت سعادات الهاتف للمرة الثانية تطالع فيه بغرابة قبل أن تعيده ثانية فوق أذنها مجيبة بذهول:

+

        

          

                

– أفندم؟!!!.. تـ إيه؟!!!

 زفر لؤي للمرة التي لا يعرف عددها منذ بدأ هذه المحادثة قائلا بحنق:

+

– عاوز أشوفك.. إيه بتكلم هيروغيلفي؟.. في إيه مش مفهوم فيها دي؟!!!!

+

عقدت سعادات جبينها قائلة:

+

– أنت هتغلط؟.. وبعدين أنت عاوز تشوفني أنا مش عاوزة أشوفك… ومن غير سلام عليكم.. هاه……….

+

وأغلقت الهاتف في وجهه، ليقبض لؤي على هاتفه يطالعه في صدمة هاتفا بغيظ من بين أسنانه المشدودة:

+

– قفلت السكة في وشي!!!. لا لا دا كتير… ماشي يا جمع سعادة يا أنا.. يا أنت!!.

+

وأعاد الاتصال بها مرة ثانية لتلغي الاتصال، فأصرّ على مكالمتها وكلما هاتفها أغلقت عليه، ليشتاط غيظا وينفخ نارا من فمه قبل أن يكتب رسالة لها حازمة موجزة صارمة يأمرها فيه بالرد عليه وإلا سيكون له تصرف آخر معها!!!

+

واتصل وأيضا عاندت ولم تجبه، فأرسل هذه المرة:

+

“ربع ساعة هتلاقيني عندك… أنا أنذرتك وأنت مش بتسمعي الكلام.. ولقد أعذر من أنذر”!!!!!!..

+

ما أن قرأت سعادات كلماته حتى شهقت عاليا وهمست بغير تصديق:

+

– ييجي!!.. ييجي فين؟!!!.. دا هيجيب لي مصيبة!!!.. ييجي بأمارة إيه وبمناسبة إيه؟.. أقدمه لأبويا أقوله إيه… – رسمت ابتسامة عريضة مزيفة وهي تتابع بتمثيل متقن – بابا.. أقدم لك لؤي!!!!!!!!!!…. – لتستعيد صوتها الطبيعي ثانية متابعة – دا كان يروح فيها، مش كفاية إسمه… لؤي!!!!!!!!!!!!…. 

3

وما هي إلا بضعة دقائق حتى سمعت طرق على الباب، لتناديها أمها من الداخل أن تفتح فهي منشغلة بتحضير الطعام، تأففت واتجهت لترى من القادم وهي تحاول الاتصال بذلك الأحمق، فهو آخر من قام بالاتصال بها، تريد اللحاق به قبل أن ينفذ تهديده ويأتي فلم يمض سوى عشر دقائق وهو أكيد لم يقترب من منزلها بعد هذا أن كان يعرف أين هي منطقة عماد الدين من الأساس!!….

+

فتحت الباب وهي تنظر في شاشة هاتفها المحمول دون أن ترفع رأسها وما أن سمعت الرنين على الطرف الآخر حتى  رفعت الهاتف على أذنها دون أن تدقق في وجه الطارق أمامها، لتسمع صوته الرخيم يجيبها فهتفت سريعا تحذره وهي ترفع سبابتها كأنه يراها:

+

– إياك تيجي، أنا بقولك أهو، دا لمصلحتك، أنت مش عارف بابا ممكن يعمل فيك إيه؟..

+

لؤي بلا مبالاة:

+

– هيعمل إيه يعني؟..

+

قطبت باستغراب فهي تشعر وكأن الصوت يأتيها بوضوح غريب، ولكنها تابعت فالمهم الآن منع هذا المجنون من القدوم:

+

– اقل حاجة الجلاشة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

+

ليكون الدور على لؤي الذي هتف بذهول:

+

– الـ.. إيه؟.. إيه الجلاشة دي كمان؟.. بيعملوها إزاي دي أن شاء الله؟..

+

سعادات بثقة تامة:

+

        

          

                

– لو نفذت جنانك وجيت هتعرف ساعتها بيعملوه إزاي !!..

+

لؤي ساخرا:

+

– طيب ما أنا جيب وواقف على باب بيتكم بئالي ربع ساعة من ساعة ما حضرتك فتحتي ولا فيه جلاشة ولا كوباية شاي حتى اتعملت!!!!!!!!!!!!!!!

+

هرب الدم من وجه سعادات التي رفعت وجهها اليه لتجده يقف مستندا إلى إطار الباب الخشبي يمسك بهاتفه فوق أذنه، لتحدق فيه بذهول صاعق، بينما أنزل هو الهاتف وأغلقه ليدلف الى الداخل وهو يبتسم مردفا:

+

– مش المفروض تقوليلي اتفضل؟.. لكن مش مهم أنا مش ضيف.. البيت بيتي!!!!!

+

لم تجبه بل ظلت واقفة تطالعه ببلاهة ليأتيها صوت والدتها وهو يقترب منها وهي تقول:

+

– مين اللي جِه يا سعادات؟…

+

ليسود الصمت التام فعلمت سعادات التي كانت تقف أمام الباب تولي للقادم من الداخل ظهرها بينما يقف لؤي في مواجهتها أنه ولا بد أن أمها قد رأته لتشعر بالضعف وهي تسمع أمها وهي تدنو منها تسألها بحيرة بينما عينيها تفصلان ذلك الضيف الغريب والذي يبدو عليه الثراء الشديد:

+

– مين دا يا سعادات؟..

+

لم يتثنى لسعادات الاجابة إذ أسرع لؤي بمد يده وهو يقول بابتسامة رجولية زادته وسامة جعلت أمها تفغر فاها دهشة:

+

– أنا لؤي فاضل يا هانم!!!….

+

احمر وجه والدتها بشدة وكأنها عادت صبية في طور المراهقة، لترفع يدها تلفها في طرف وشاحها قبل أن تمدها للسلام عليه، وهي تنتظر من ابنتها الواجمة أن تقوم بجيب عن سؤالها “من يكون هذا الوجيه؟”…. ولكن سعادات كانت قد استحالت صنما، وما هي إلا ثوان حتى كان لؤي يجلس فوق الأريكة الخشبية بالمكان، بينما تجلس أمامه فوق أحد الكرسيين الخشبيين أمها فيما وقفت سعادات تراقب ما يحدث وكأنها تشاهد فيلما سينمائيا بعيدا عنها كل البعد.. فهي لا تصدق أن هراكليز يجلس الآن فوق أريكة منزلهم أو على وجه أكثر دقة الغرفة التي تأويهم أسفل السلم، وهو يتبادل الحديث الودي مع والدتها والتي انطلقت في الكلام معه على غير عادتها، وما هي إلا دقائق ونظرت إليها أمها تقول:

+

– اعملي شاي يا سعادات للبيه؟..

+

لؤي بابتسامة:

+

– مالوش لزوم التعب..

+

شهقت أمها قائلة:

+

– هييييه.. تعب!!.. لا طبعا إزاي.. أنت ضيف ودا واجبك…

+

ثم رفعت عينيها الى سعادات وقالت بحزم:

+

– ياللا يا سعادات كوباية شاي بسرعة..

+

أومأت سعادات والتي كانت كالمنومة برأسها وما أن همّت بالذهاب حتى أمسكت أمها بيدها وشدتها الى الأسفل فمالت سعادات عليها لتسمع أمها تهمس:

+

– اعملي الشاي في الفنجان أبو ودن بتاع طقم الشاي اللي جبتيه في عيد الأم، اوعي تنسي.. أبو ودن!!!!..

+

سعادات وهي تومئ موافقة:

+

– ماشي أبو ودن، طيب لو أبو مناخير.. مينفعش؟!!!!!!!..

+

لترمقها أمها بتحذير فرفعت سعادات يديها باستسلام بينما كتم لؤي ابتسامته فقد سمع الحديث الهامس بينهما ليعلم من أين اكتسبت سعادات عادة التحدث مع نفسها بصوت مسموع!… ما أن ابتعدت سعادات عنهما خطوتين وهي توليهم ظهرها حتى سمعت سعال والدها ثم دخوله وهو يلقي السلام ليفاجأ بلؤي، فأغمضت سعادات عينيها تشد على يديها وهي تهمس بصوت منخفض:

+

– كِمْلِتْ… حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!!!!!!!!!…

+

******************************

+

صوت رنة وصول رسالة جعلتها ترفع هاتفها المحمول لترى رقما غريبا غير مسجلا لديها، ففتحتها لتجحظ عيناها غير مصدقة لما تراه أمامها، والذي لم يكن سوى رصاصة أطلقت عليها فتتها، فأمامها على شاشة الهاتف صورة تجمع بين يوسف خطيبها و… مايسة في وضع حميمي…. حميمي جدااااااااااااااااا!!!!!!!….

+

قبضت بشدة على هاتفها حتى ابيضت مفاصل أصابعها وانهمرت دموعها أنهارا ثم صرخت عاليا، صرخة حيوان جريح حتى تقطعت أحبالها الصوتية:

1

– لاااااااااااااااااااااااااااااااا!!!!!!!!!!!!..

+

وذلك قبل أن تتلقفها سحابة سوداء لترمي بها الى بئر سحيق من الظلام التام علّه يكون أرحم بها من بني البشر!!!!!!!!!!…

+

– يتبع –

+

    





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى