رواية يوم فرحتي هو يوم حزني الفصل التاسع 9 بقلم وفاء الدرع – تحميل الرواية pdf

دخلت غرفة سليم…
لقيت عمّتي واقفة قدّامه، وبتقول له:
“انت مش عارفني يا سليم؟!”
بصلها باستغراب… وقال:
“انتِ مين؟”
وبصّ لي أنا كمان وسألني:
“وانتِ… مين؟”
اتصدمت…
قبل ما أرد، عمّتي قالت بحسرة:
“ده مش عارفني أنا يا أحلام… أمه! هيعرفك إنتي؟”
دم قلبي اتحرق…
بس ابتسمت غصب عني وقلت له بهدوء:
“أنا مراتك يا سليم… نصّك الحلو.”
بص لي بعيون تايهة… قال:
“أنا مش فاكر أي حد… ومش قادر أقف كويس.”
ورغم الصدمة…
قلبي كان بيطير من الفرح إنه فوق… إنه رجع للحياة.
قلت له:
“حمد الله على السلامة يا غالي.”
عمّتي بصّت لي وقالت بحنان:
“ربنا يديكم لبعض يا بنتي.”
دخل الدكتور في اللحظة دي، فقاطع كلامنا.
سألته عمتي بسرعة:
“ليه مش فاكرنا؟!”
رد doctor بنبرة طبيب متأكد:
“هو فاق امبارح بعد الزيارة بساعتين…
لكن للأسف… عنده فقدان ذاكرة مؤقّت بسبب الصدمة.
هيحتاج علاج طبيعي 3 أيام في الأسبوع… وهكتبلّه خروج.”
لمّينا حاجته… ورجعنا الفيلا.
لقينا جدي وإخواتي قاعدين في الصالون.
فرحوا جدًا لما شافوه…
بس جدي وشه وقع لما عرف إنه فاقد الذاكرة.
قلت لهم بصوت ثابت رغم رعشة قلبي:
“الدكتور قال إنها مسألة وقت… وهيرجع يفوق ويعرفنا.”
الخدم جهّزوا السفرة…
واتغدينا كلنا…
وبعدها سليم قال بنبرة ضعيفة:
“أنا تعبان… عايز أرتاح.”
استأذنت من جدي وعمّتي، وخدته على أوضتنا.
ولسه بفتّح الباب… لقيته يقول لي:
“احكي لي حدوّته… عشان أنام.”
بصيت له واتضحكت غصب عني.
قال لي:
“ضحكتك على إيه؟”
قلت:
“ولا حاجة… روح غير هدومك وخد دش، وأنا هحكيلك.”
كان بيمشي يعرج…
ألمه باين عليه.
دخل السرير…
وحكيت له حدوتة كوميدية…
ضحك من قلبه…
ولسة مكملش دقيقة… ونام من التعب.
نمت جنبه…
ولما صحيت الساعة 6 الصبح…
لقيته قاعد… وبيّتأمل وشي بتركيز يخوّف.
قلت له:
“بتبص لي كده ليه؟”
سكت… وبعدين قال:
“مش عارف…
هو كان فيه علاقة بيني وبينك؟”
ابتسمت بمرارة:
“أيوه… لازم يكون فيه علاقة بين الزوجين.”
رد بسرعة:
“أنا جعان… عايز أكل.”
حضّرت له فطار…
وفطر…
وخد العلاج.
الساعة 8 نزلنا تحت…
جدي قال لي:
“ربنا معاكي يا بنتي.”
فجأة سليم وقف وقال:
“أنا رايح معاكي.”
قلت له:
“انت تعبان.”
قال:
“هروح برده.”
كان عامل زي طفل ماسك إيدي…
نقطة ضعفي الجديدة.
وصلنا الشركة…
قلت له:
“قول سلام عليكم… وخش ورايا.”
دخل…
والأمن قال:
“حمد لله على السلامة يا سليم بيه.”
قلت:
“الله يسلمكم.”
دخلنا المكتب…
وهو ماسك الورق وبيركّز فيه تركيز مش طبيعي.
نظراته مش نظرات واحد فاقد الذاكرة…
نظرات واحد فاكر كويس قوي.
فجأة قال لي:
“إنتي بتعملي إيه؟”
قال:
“إزاي… وإنتي جاهلة؟”
اتجمّدت…
قلت له:
“أنا جاهلة؟
وعرفت منين؟”
اتلخبط…
ابتدى يتوتر…
وقال:
“أنا مش عارف… مش فاهم…
مش متذكر أنا قلت إيه… ولا معنى الكلام اللي قلته.”
قربت منه خطوة…
وقلت له بصوت واطي:
“لا…
انت عارف.
وأنا حاسة… إنك مش فاقد الذاكرة.
انت فاكر…
وإنت بس اللي عارف ليه بتعمل كده.”
بصّ لي نظرة غريبة…
نظرة مش فاهمة ولا فاكرة ولا ناسية…
وقال:
هل سليم فعلًا فقد الذاكرة؟
ولا بيمثل…؟
ولو بيمثل…
إيه السر اللي مخليه يخبي الحقيقة؟
وإيه اللي شافه قبل الحادث وبيتهرب منه؟


