رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السابع والسبعون 77 بقلم منة ابراهيم – تحميل الرواية pdf

رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السابع والسبعون 77 بقلم منة ابراهيم
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطييين الطاهرين أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕
1
-لا تنسون الدعاء لأهل غزة …أنها فلسطين الحبيبة…أرض الأنبياء….أنها كوكب آخر 🇵🇸 ❤
1
اللهم أغفر لمواتهم و موتى المسلمين جميعًا يا أرحم الراحمين اللهم أحشرهم مع النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين، ونحن على يقين أن النصر سيكون قريب، ربنا نحن ليس بإيدينا شيء سوى الدعاء لهم فـ أستجب لنا يا ﷲ🤲🏻 ♥
1
#رواية _الميراث
#بقلم_الكاتبة_Manna Ibrahim
+
ربنا أفتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين ♥
1
قراءة ممتعة….و لا تنسون التعليقات بين الفقرات والڤوت تقديرًا لتعبي 💗
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
نزع مارد عن جسدهُ جميع الأسلاك الطبية ثم نهض مرة واحدة لكنهُ سقط على أرضية الغرفة، بالتأكيد سيسقط، فـ أربعة أشهر ليست بـ المدة القليلة أبدًا.
+
سارعت كِندًا بمساعدتهُ على الجلوس على السرير ثم أردف مارد بغضب:
+
_”فيـن بنتي؟!”
+
كِندًا تنهدت :
+
_”خليك مكانك…و أنا هتصل بالدكتور عشان يشوفك!”
1
مارد صرخ بها بجنون وخوف على أبنتهُ:
+
_”بقولــك بنتي فـــــين؟!”
+
نظرت لهُ كِندًا ببرود قائلة:
+
_”بنتك في الحفظ و الصون…مفيش داعي إنك تقلق عليها!”
+
مارد بحدة:
+
_”أزاي مقلقش عليها…أنتِ عارفة أنتِ بتقولي أيه؟!…دي بنتي الوحيدة ولسه صغيرة!”
+
كِندًا أجابت ببرود شديد:
+
_” قولت أنها في الحفظ و الصون ومفيش داعي للقلق يا مارد!”
+
تنهد مارد بتعب ثم أردف وهو يمسح على وجههُ:
+
_”أيه اللي حصل؟!…أنا مش فاكر حاجة خالص؟!”
1
كِندًا أخرجت هاتفها للأتصال بـ طبيب وهي ترد على الأخر:
+
_”حصل حادثة عربية…و لما خبتطك أنت وقعت على راسك جامد و الدكاترة عملوا اللازم بس أكتشفوا ان فيه نزيف داخلي…وده سبّب غيبوبة…أنت في غيبوبة بقالك أربع شهور!”
+
مارد بصدمة:
+
_”أربع شهور؟!”
+
لم ترد كِندًا على صدمتهُ فتركتهُ و تحدثت مع الطبيب عبر الهاتف:”ألو…دكتور مارسيلو…… “
1
آتى الطبيب ورحل منذ نصف ساعة، بعد أن تم الفحص الكامل و أخبرهم أن مارد أصبح بخير ولكن ما يحتاجهُ هو العلاج الطبيعي كي يمشي من جديد.
+
أغلقت كِندًا باب الغرفة و أقتربت من مارد الذي قال وهو يستند برأسهُ على الوسادة خلفهُ :
+
_”أنا هرجع البيت عشان سلمى مينفعش تكون لوحدها….وهبدأ العلاج هناك!”
+
كِندًا بهدوء ونظرة غريبة :
+
_” مش هتعرف تمشي على رجلك!”
1
مارد أستغرب نظراتها الغريبة ثم أردف بعدما تحمحم:
+
_”أحم….ممكن أتصل بـ الاسعاف وينقلوني البيت أو هكلم حارس موجود في البيت عندي يساعدني!”
4
كِندًا بحدة :” أنت مش هتتخرج من هنا يا مارد!”
+
أخذت نفسًا عميق ثم هتفت بإبتسامة مجنونة:
+
_”ياريت تحاول تهدى كده….عشان فيه موضوع مهم عايزة أتكلم معاك فيه!”
+
فهم مارد ما يدور بداخل رأسها لِذا أردف بنبرة حادة:
+
_”هو أنتِ مش مكسوفة من نفسك و أنتِ بتطلبي الطلب ده؟!….أسمعيني كويس يا كِندًا أنا حبيت أختك و أتجوزتها على سُنة ﷲ ورسوله…و أنا واخد عهد على نفسي أني مش هتجوز بعدها…ويا دار ما دخلك شر!”
1
كِندًا حزنت بشدة:
+
_”بس أنا بحبك يا مارد…كان المفروض تتجوزني أنا مش هي!”
2
مارد ببرود:
+
_”أنا أخترت شريكة حياتي واللي هتكون كمان أم….أنتِ أكيد شايفة الفرق بينك وبين أختك….هي بنت ومتدينة وعاقلة ومحترمة….أنما أنتِ…أنتِ متعرفيش معنى الكلام اللي أنا بقوله ده!”
2
كِندًا بنظرة متوعدة:
+
_”هتندم يا مارد!”
+
-ولا يهمني حاجة.
+
ضربت كِندًا الأرض بغضب، ثم خرجت من الغرفة و أخرجت الهاتف ووضعتهُ على أذنها ثم تحدثت بنبرة آمرة للطرف الأخر:
+
_”أسمعنى جيدًا…سأخبرك بشيء ضروري ويجب تنفيذهُ اليوم…هل تنصت إلي؟…اليوم وليس غدًا..”
1
-حسنًا سيدتي.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#في بيت فهد.
+
أقترب فهد سريعًا من سلمى ثم نزل إلى مستواها قائِلًا بحزن وهو يمسح دموعها:
+
_”ممكن بس تسمعيني يا حبيبة بابا و أنا هفهمك كل حاجة واللـ..”
2
لم تدعهُ سلمى يُكمل حديثهُ فـ تحدث قائلة بحزن:
+
_”أنت مش بابا….أنا عايزة بابا…بابا فين!”
2
ثم ركضت للداخل بسرعة وهي تذرف دموعًا كـ مياه الغيث، وتركت فهد في مكانهُ ينظر نحو أثرها بحزن شديد، لأول مرة يحزن بـ هذه الطريقة و قلبهُ الذي تقطع فور رؤية هذه الفتاة تبكي.
1
أشار معتز لـ يوسف و خاطر أن يدخلوا البيت، و بالفعل دخلوا، ثم أتجه إلى فهد و جلس بجانبهُ على العشب قائِلًا بهدوء:
+
_”أنت قتلته عن طريق الخطأ…و….”
1
فهد صرخ بغضب وقهر :
+
_”أنا مقتلتش حد عن طريق الخطأ….البنت بقت يتيمة و أنا السبب في موت أبوها….أنا!”
+
تنهد تنهيدة عميقة قائِلًا وهو يمسح وجههُ بيدهُ:
+
_”موتي كان هيبقى أرحم من العذاب ده!”
+
معتز ربت على كتف فهد ثم أردف وهو شارد بنقطة ما في الفراغ:
+
_” عارف يا فهد…يمكن أنا أكتر واحد حاسس بالبنت اللي فوق دي!”
1
عقد فهد ما بين حاجباهُ وهتف بإستغراب:
+
_”أزاي؟!”
+
معتز أبتسم بمرارة:
+
_”بابا كان عايش معايا…بس كان طول الوقت بيثبت لي أنه موجود بس مش موجود…. عايش معايا بجسد وروحه في مكان تاني…. بيتعامل كأني مش أبنه..أنا اتربيت وسط سفاحين….بس لغاية دلوقتي مش عارف أنا ازاي طلعت مش زيهم!.”
1
صمت قليلًا ثم أردف :” البنت اللي فوق دي ممكن تكون حياتها شبه حياتي…أبوها مات وهي مشفتوش من كتر المهمات اللي كان بيطلعها و والدتها ماتت وهي صغيرة….أنا والدي كان موجود معايا بس مش معايا….كان بيجرحني لفظيًا بأبشع العبارات اللي ممكن الواحد يسمعها وتدمر نفسيته….لكن أنا كنت بقول انه ابويا وانه ممكن يكون معذور ومع الوقت هيندم على اللي بيعمله…وأكتر شخصين كانوا بيفهموني بعدوا عني….أولهم والدتي والشخص التاني حمزة….بس أنا اللي بعدت مش هو.!”
2
عض على شفتيهِ و أردف بصوت مبحوح لـ فهد الذي كان يستمع لهُ بتركيز:
+
_”حمزة أنا آه نعم بعدت عنه….لكن مكنتش متخيل أنهم يكونوا سنين….أحنا اتفرقنا عن بعض و اتقابلنا لما كان عندنا 17سنة…الوقت ده كان اكتر وقت متدمر فيه وبسبب حمزة مكنتش هبقى موجود معاك دلوقتي يا فهد او بمعنى أصح معاكم!.”
1
#العودة للماضي.
+
معتز عاش في الأمارات شهور تُعد على الاصابع، و أنتقل إلى إيطاليا، ثم عاش فيها سبع سنوات مع حاتم وخليل، وها هو القصر الكبير، في مدينة روما، الحراس متواجدون حول القصر ومستعدون لأي هجوم مفاجئ.
+
في البيت….يدخل و الحقائب كانت في يديهِ، ينظر للقصر بنظرات باردة،لا يهمه هذا الثراء، كل ما يهمه هو لقائهُ بـ توأمهُ..وبعد ثواني دخل ورائهُ أحد الحراس ولكنهُ كان يتحدث باللكنة الأنجليزية كي يفهمهُ حمزة(الحوار مترجم):
+
_”سيد حمزة….السيد چورج خالك ليس في البيت هو في إجتماع مهم وسيأتي بعد قليل….دعنى أخبرك أين غرفتك…هيا بنا!”
+
سار حمزة مع الحارس حتى وصل لـ الدرج وصعد لـ الأعلى، مشى في ممر الغرف وتوقف الحارس أمام أحدهم و قام بفتحها ودخل حمزة و أردف الأخير قائِلًا وهو يعطى المفتاح لـ حمزة:
+
_”هذه نسخة أحتياطية من المفتاح….تفضل!….و آخر نسخها مع شريك غرفتك!”
+
أنهى حديثهُ ثم أنسحب خارجًا من الغرفة، بعدما ترك حمزة في حيرة قائِلًا:
+
_”شريك؟!….يعني ايه؟!…أنا مش بحب أنام مع حد!”
1
سمع صوت شهقات خافتة ورائهُ، أستدار بكامل جسدهُ ونظر لـ الغرفة الواسعة، تبدوا كـ جناح ملكي لكن الاثاث البسيط يُنفي ذلك.
+
تعمق النظر في أحد الزواية، حيث كان هناك شخصًا يضم قدميهِ لـ صدرهُ و يدفن رأسهُ بينهما، وصوت شهقاتهُ بالكاد يُسمع.
+
أقترب حمزة منهُ بريبة ثم جلس أمامهُ وحاول إبعاد يدي هذا الشخص عن بعضهما و رفع رأسهُ، لكن بلا فائدة فـ تنهد قائِلًا باللكنة الانجليزية بهدوء وتوتر :
+
_”أرفع رأسك من فضلك!”
2
رفع الأخير رأسهُ ببطئ وكانت ملامحهُ تقطع قلب كل من يراهُ وهو في هذه الحالة، حمزة توسعت عيناهُ بصدمة وصدمتهُ أزدادت عندما أتضح أن هذا الشخص هو….معتز..توأمهُ.
+
تشنجت ملامح حمزة و بدأ يتعرق قائِلًا بصعوبة:
+
_”مـ..معـ….معتز!!!”
1
معتز أحس أن هذا الصوت مألوفًا لهُ، فـ مسح دموعهُ بهدوء، فهو لم يكن يراهُ جيدًا بسبب البكاء وتشوش الرؤية، ولم يكن أقل صدمة من حمزة حيث قال حين أتضحت الرؤية لديهِ:
+
_”حمزة!”
1
لم يرد حمزة عليهِ، فـ تابع معتز قائِلًا عكس ما بداخلهُ تمامًا:
+
_”أنت ايه اللي جابك؟!”
+
كان يريد أحتضانهُ…فهو مشتاقًا لهُ حد الجنون..لا يعلم لما تفوه بهذا الكلام….ولكن لبرهةٍ شعر أن الجميع أصبح ضدهُ في هذه اللحظة.
+
حمزة بنبرة مرتجفة:
+
_”أنا جيت ع..عــ…”
+
صرخ بهِ معتز قائِلًا بجفاء:
+
_”جيت عشان تتفرج عليا وأنا بتعذب!”
1
حمزة بعتاب:
+
_”أتفرج عليك؟!….لدرجة دي شايفني حقير؟!”
+
معتز بقهر:
+
_”أنت كنت عارف أني بتعذب هنا من أبوك وكنت ساكت…ليه كده يا حمزة؟!”
+
حمزة ترقرقت الدموع في عينيهِ ثم أردف بصوت مبحوح:
+
_”أنا كنت بقنع نفسي أن بابا لا يمكن يعمل كده!”
1
-و أديك صدقت.
+
حمزة بحزن:
+
_”سامحني…أنا آسف!”
+
لم يرد معتز فقط أكتفى بالنظر لهُ نظرات حزينة ومقهورة، و أما عن حمزة فهو تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعهُ و أن لا ينظر لهُ أخيهِ بتلك النظرة.
+
فـ لم يشعر بنفسهُ إلا وهو يحتضن شقيقهُ ويقاوم شعورهُ ورغبتهُ في البكاء ولكن صوت بكاء أخيهِ مزق قلبهِ، و سمح معتز لـ دموعهُ بالأنهيار، أولًا بسبب الاشتياق و ثانيًا بسبب الخذلان من والدهُ.
+
#العودة للحاضر.
+
_”حاولت أنتحر أكتر من مرة….لكن حمزة كان بيقفلي في كل مرة….وكأن قلبهُ بيديله إنذار….وبسببه انا….بقيت أحسن!”
2
كان يريد البكاء، لكن لم يبكي معتز مثل ما كان يفعل، تغيرت شخصيتهُ تمامًا عندما أصبح وسط أخوتهُ، فـ بدلًا من البكاء قرر إخراج حزنهُ على هيئة غضب، فـ ها هو يقوم بتحطيم جميع الأشياء التي توجد في الحديقة.
2
فهد ينظر لهُ بقلق من حالتهُ تلك، و أردف بخوف:
+
_”هو العدوى أتنقلت من حمزة لـ معتز ولا أيه؟!”
2
قام بمناداة يوسف سريعًا بأعلى صوت لديهِ، و أتى بعد دقائق قائِلًا بقلق وهو يلهث اثر الركض:
+
_”فـي هـه..أيه؟؟”
+
فهد أشار إلى معتز ونظر يوسف بأتجاهُ ما يشير إليه فهد و أنتفض بقلق قائِلًا وهو يخرج هاتفهُ ثم ضغط على أحد الأزرار ثم وضع الهاتف عند أذنهُ قائِلًا لـ الطرف الأخر الذي رد سريعًا:
+
_”تعالى بيت فهد بسرعة يا حمزة!”
+
.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
توقفت السيارة أمام المنزل، ثم ترجل و أقترب من الباب ثم كسرهُ بقوة ولم يفكر حتى بـ الطرق على الأبواب، كل ما يهمهُ هو أخوتهُ، فهو أستشعر القلق في صوت يوسف و تأكد من حدوث شيء ما مريب لـ أحد أخوتهُ.
+
خرج لهُ يوسف و قادهُ نحو الحديقة بدون كلام، وهناك كانت الصدمة لـ حمزة، معتز كان يجلس على الأرض ويضم جسدهُ، و العرق يتصبب من جبينهُ جسدهُ بالكامل يرتجف وعيناهُ متسعتين بطريقة مخيفة كمن يرى شبحًا.
1
أقترب حمزة منهُ سريعًا بعدما تيقن أن معتز يمر بحالة هلع لا غضب، حاول تهدأتهُ بشتى الطرق ولكن الأخير لا يستجيب لهُ.
+
أمسك ذقنهُ قائِلًا بقلق:
+
_”معتز…فـوق…فوق….فوق يا معتز!”
2
أردف معتز بصعوبة وبصوت خافض بالكاد يُسمع:
+
_”مـ…مش قـ..ـادر أخـ..د..نفـ…سي!”
+
تمسك بقميص حمزة بقوة كمن يتمسك بطوق نجاة، ثم حاول إلتقاط أنفاسهُ، فتح يوسف أول زرارين من قميص أخيهِ ولكن…معتز أغمض عينيهِ بعدما تمكنت منهُ تلك الغيمة السوداء.
+
نظر فهد و يوسف و حمزة لهُ بذعر وفزع وخوف في نفس الوقت، ثم حمل حمزة أخيهِ بدون تفكير وخرج من الحديقة ومنزل فهد بأكملهُ، فتح يوسف باب السيارة ووضع معتز في الخلف ثم ركب فهد و يوسف مع أخيهم في المقاعد الخلفية ومعتز يجلس في الوسط، وأما عن حمزة فهو صعد مكان مقعد السائق و إلى الآن لم ينتبه لوجود فهد في السيارة!!
2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#في منزل الأخوة……بعد خمسة و أربعون دقيقة….غرفة معتز..
+
_”لست طبيبًا نفسيًا…ولكن ما أريد قوله…هو أن السيد…يبدوا أن سبب فقدان الوعي هو حالة الهلع التي مر بها و من الممكن أن تكون سبب الهلع هو الخوف من شيء…أو من الممكن أن يكون السيد مريض بإضطراب الهلع أثر حادثة أثرت على نفسيتهُ!”
+
صمت قليلًا ثم تابع الطبيب حديثهُ قائِلًا بهدوء ورزانة وهو يضع المعدات الطبية في الحقيبة:
+
_”لقد أعطيته أبرة وسيفيق بعد عشر دقائق…أرجو أن تهتموا به ونصيحتي أن يذهب لطبيب نفسي لأن ما مر به سببه مرض نفسي وليس عضوي!”
+
صافح حمزة الطبيب و أوصلهُ يوسف إلى باب المنزل وتولى عامر مسؤولية دفع الحساب، ثم صعد يوسف إلى الأعلى مجددًا ودخل الغرفة.
+
إياد كان يجلس على يمين معتز ويمسك يديهِ ناظرًا للنائم بحزن عميق وخوف، و حمزة كان كـ أنسان آلي، لا يُظهر أي تعبير، كان يفكر بشيء واحد فقط: هو أنهُ خائف أن يعود معتز لـ…. حالتهُ السابقة ويحدث لهُ أنتكاسة.
1
يوسف لم يكن خوفهُ عليهِ أقل من خوف إياد فقد كان ينظر لـ معتز بعيون تملؤها الحزن، و فهد واقفًا في أحد زواية الغرفة، مطأطأ الرأس، حزينًا على معتز…أجل هو حزين ولكنهُ يشعر بأنهُ غريب بينهم رغم أنهم أخوتهُ..ولكن وجود حمزة تحديدًا و تجاهلهُ لهُ جعلهُ يشعر أنهُ غريب بينهم حقًا.
1
وبالنسبة لـ حمزة فهو لم يتجاهلهُ بل هو بسبب أحداث اليوم لم ينتبه لوجود فهد أساسًا.
+
نظر حمزة لـ يوسف و أردف بإستغراب بعدما لاحظ عدم تواجد خاطر:
+
_”خاطر فين؟!”
1
تنهد يوسف قبل أن يُجيب بهدوء:
+
_” تقريبًا مرضيش يسيب البنت لوحدها!”
+
حمزة رد بتعجب:
+
_” هو مش فهد معاها؟!”
1
يوسف رمقهُ بنظرة تعنى (هل أنت جاد؟!…فهد أمامك)، حرك يوسف رأسهُ تجاه الزواية التي يقف بها فهد، و نظر حمزة إلى ما يشير إليهِ الأخر ثم أتسعت عيناهُ بدهشة حقيقية و تشوق فهو حقًا لم يلاحظ تواجد ذلك الفهد.
+
تذكر قبل أربعة أشهر كيف أختفى فجأة، و كيف تعب بشدة كي يعثر عليهِ في هذه الأشهر كم مرة فقد الأمل لكن حزن أخوتهُ كان يمزق قلبهُ،فقرر عدم فقدان الأمل و الأستمرار في البحث.
+
أقترب منهُ بخطوات بطيئة و وقف امامهُ ثم رفع ذقنهُ، ثم دوى صوت صفعة في الأرجاء، و في ثواني تبدلت ملامحهُ إلى البرود.
1
ثم هتف بنبرة حادة:
+
_”عايزك تحكيلي كل حاجة حصلت معاك بالحرف الواحد….من أول ما خرجت من المصنع لحد اللحظة اللي أنت واقف فيها دي….أنطــــق!”
+
هز فهد رأسهُ عدة مرات، و من ثم بدأ بالقص عليهِ جميع ما حدث معهُ بـ التفصيل المُمل، و بعد أنتهائهُ جلس على ركبتيهِ أمام حمزة و أردف وهو يترجاهُ قائِلًا:
+
_”حمزة أنا غلطت…. و مستعد أدخل السجن كمان وأعيش اللي باقي من عمري فيه….بـ…بس انا مش عايزك تزعل مني….أنا مش هقولك ساعدني….لأنك عانيت كتير بسببي…أنا اللي طالبوا بس هو أنك تسامحني!”
1
كاد يميل برأسهُ كي يقبل قدم أخيهِ ولكن حمزة أمسك كتفهُ وساعدهُ على النهوض ولم يمنحهُ فرصة لـ الكلام، فقد ضم أخيهِ بقوةٍ وهنا أنفجر فهد باكيًا في حضن أخيهِ متشبثًا بهِ كمن لا يريد من أحد أن يتركهُ.
+
أبعدهُ حمزة عنهُ قائِلًا بجدية:
+
_”بطّل عياط…معندناش رجالة بتعيط!”
1
أومئ فهد لهُ ثم مسح دموعهُ، وسمع حمزة وهو يهتف بمزاح ناظرًا لـ يوسف الذي كان يبكي تأثرًا بـ الموقف الذي حدث:
+
_”ده أنا لسه بقول معندناش رجالة بتعيط!”
+
يوسف تحدث بغيظ:
+
_”يا سِيدي أنا مُرهف الحِس…سيبوني في حالي بقى!”
1
كان الموقف مؤثر فـ أبكى يوسف، ولكن يبدوا أنهُ كان مضحكًا لـ أحدهم…وهذا كان إياد الذي هتف بعدما سمع كلمات يوسف الاخيرة قائِلًا بنبرة غنائية:
+
_”سيبوني في حالي بقى، أبعدوا عني بقى، أنا خلاص زهقت بقى، يا عيلة يا واطية بقى!!!”
1
رغم أنهُ تم تحريف الكلمات ولكنها أضحكت فهد و حمزة و يوسف بدأ بالضحك وهو يمسح دموعهُ، فـ الصغير دائما يكون سببًا في رسم البهجة على وجوهُ افراد العائلة…حتى في أصعب الأوقات.
2
_” روح سلم على جدك…وفهمه اللي حصل بشويش و أنا هتصرف!”
+
كانت هذه كلمات حمزة، فـ أومئ فهد مرة أخرى وكاد يخرج لكن سؤال حمزة أوقفهُ:
+
_” أسمه ايه الراجل اللي خبطته؟!”
+
ألتفت فهد قائِلًا بتوتر:
+
_”مـ…مارد الصياد!”
2
نظر حمزة لـ الفراغ بشرود بسبب هذا الأسم و لكن هو خرج من شرودهُ سريعًا و أردف بهدوء:
+
_”خلاص روح و أنا هتصرف!”
+
خرج فهد من الغرفة، وعاد حمزة يهتف قائِلًا:
+
_”تعالى ورايا يا إياد!”
1
نهض إياد من مكانهُ تزامنًا مع يوسف الذي تفوه وهو يضم يديهِ لصدرهُ:
+
_”وليه ميكونش ‘تعالى ورايا يا يوسف’ ولا أنا مش مالي عينك؟!”
1
حمزة نظر لهُ قليلًا ثم أردف بهدوء :
+
_”لأ مش مالي عيني!”
+
يوسف رفع حاجباهُ :
+
_” ليه بقى إن شاء ﷲ؟!”
+
أجاب حمزة بأبتسامة مستفزة:
+
_”علشان يا حبيبي مالي في البنك مش في عينيا!”
2
خرج حمزة من الغرفة تاركًا أخ يجاهد ضحكتهُ، و أخ آخر مصدوم، ثم بدأ يوسف بـ البحث عن شيء ما في الأرض فسألهً إياد بأستغراب:
+
_”أنت بتدور على أيه؟!”
+
-بدور على جبهتي اللي طارت.!!
+
_”طب لما تلاقيها رن عليا!”
3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#بعد نصف ساعة…مكتب حمزة.
+
يجلس خلف مكتبهُ و يعمل على اللابتوب الخاص بهِ ويصب تركيزهُ على ما يفعلهُ، فـ يبدوا أنهُ يريد أن يتأكد من شيء ما
،وعلى الجانب الأخر، يجلس إياد على الكنبة العريضة ولا يفهم ما يريدهُ حمزة .
+
وها هو يهتف أخيرًا بعد وقت:
+
_” اللواء بيقولي أن مارد الصياد فعلًا قدم أستقالته من أربع شهور وسافر إيطاليا….لكن هو لو مات ليه محدش عرف انه مات؟!….كان على الأقل أتعمل له جنازة عسكرية وانا كنت هبقى أول الحاضرين للجنازة دي!”
+
إياد بهدوء :” ما يمكن تكون الست ليندا دي خبّت عن الكل خبر وفاته عشان تحمي فهد!”
1
حمزة تنهد :” أسمها كِندًا يا إياد….وبعدين تحمي فهد ايه بس…دي بتبتزه يا إياد مش بتحميه!…حاسس انها ماصدقت تمسك عليه ذلة….وحاسس كمان انها تعرفه من زمان!”
+
-حاسس؟!.
2
_”هو عيب أني أقول إحساسي…حتى لو الإحساس غلط!”
+
فكّر إياد قليلًا و أيضًا حمزة فكّر معهُ،و أثناء صمتهم دخل يوسف قائِلًا بهدوء:
+
_”أجي افكر معاكم؟!”
+
رد حمزة بغيظ:
+
_”تعالى يا أخويا أقعد جنب إياد….ما هي كده كده خربانة خربانة!!”
+
جلس يوسف بجانب إياد الذي أردف وهو يضيق عينيهِ:
+
_”يكونشي البت اللي أسمها واشنطن دي…كانت بتحب فهد بس هو مش راضي يتجوزها.. فهي لما شافتوا بيقتل…مسكتّهُ من ايده اللي بتوجعه و بقت هي المتحكمة فيه!”
1
حمزة بضجر :” أسمها كِندًا….كِندًا كِندًا…في ايه يا إياد؟!….وبرضو لو كانوا يعرفوا بعض كان فهد قال!”
7
-طب وليه ميكونشي البت كَندا دي…بتحب أبو الطفلة و هي لما شافت فهد بيقتله….أستغلت الموضوع….مراته متوفية فهي اكيد مش هتسأل عنه لما يغيب و بنته كده كده ماشتفوش…فهي قالت للدكتور يقول قدام فهد انه مات عشان يخاف منها فهي بقى تاخد مارد السمك و فهد يكون ابو البنت….ومارد يكون تحت جناحها!
1
نظر لهُ حمزة بتعجب:
+
_”كَندا و مارد السمك! “
4
إياد وضع يدهُ ذقنهُ قائِلًا ببلاهة:
+
_” هو مش اسمه مارد الصياد….يعني كان بيصتاد سمك!”
+
-يا سلام على الذكـــــــاء…..يعني اللي عيلته اسمها الصياد يبقى هما بيصتادوا سمك؟!…يعني جدك عامر هو مؤسس عيلة الحديدي…ده معناه انه هو الرجل المصنوع من حديد…أنت عبيط ياض ولا بتستعبط؟!.
3
أجاب إياد على أخيهِ حمزة قائِلًا بغباء:
+
_”لأ أنا مش عبيط….ومتقولش كده تاني لو سمحت…نحن لن نُذل و لن نُستعبط بعد اليوم!”
4
يوسف نظر لـ إياد بتعجب:
+
_” ولا يا إياد….هي مش كانت ‘نُستعبد’ برضو؟!”
+
-هي كده فعلًا…بس أنا دمي شرباط فـ بحب أقلش.
+
_”ده أنت دمك أتقل من البطانية في عز الشتاء….حد قالك كده قبل كده؟!”
+
-آه.!
+
_”مين؟!”
+
-أنت قولت من ثانية واحدة بس…أن انا دمي تقيل.
+
يوسف بإستغراب:
+
_”غريبة…مزعلتش ليه؟..أنت معندكش دم؟!”
+
إياد بإبتسامة مستفزة:
+
_”ايوا يا حبيبي معنديش دم ومش بحس!”
+
يوسف بحنقِ:
+
_”ده أنت مستفز و أهبل ياض!”
+
إياد بعفوية:
+
_” بصراحة أنا كنت هزعل لما قولتلي اني أهبل. ومستفز….بس أفتكرت أن انا معنديش دم ومش بحس!”
1
وكاد يردّ يوسف لكن صراخ حمزة أفزعهم:
+
_”بـــــــــــــــــــرة!”
+
إياد بأدب:
+
_”خلاص يا عمو حماميزوا..هنقعد ومش هنتكلم!”
2
حمزة نظر لهُ بقرف قائِلًا:
+
_” حماــ..أستغفر ﷲ العظيم…الله يسامحك مش هرد عليك.!”
1
إياد بإستفزاز:
+
_”أنت رديت فعلًا يا حموزتي!”
1
رد حمزة بغضب:
+
_”أمشي أطلع برة منك ليه!”
+
يوسف نظر لهُ بإندفاع قائِلًا:
+
_”طب انا مالي يا عم انت؟!…أبو غلاستكم على أبو شكلكم….هو ايه الظلم ده «ثم أخرج منديلًا من جيبهُ ومسح بهِ دموعهُ المزيفة و أردف بدراما وبصوت أنثوي» أسم ﷲ على شبابك يا غالية….أخوكِ بيطردك من بيت أبوكِ…على رآى المثل البيت بيت أبونا و الغُرب بيطردونا….لأ وكمان قدام أخويا الصغير اللي شمتان فيا….جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح!!”
+
حمزة تنهد:
+
_”يا صبر أيـــــــوب!”
+
نهض يوسف و إياد من أماكنهم ثم تحدث يوسف بحسرة مُمازحًا أخيهِ:
+
_”أيوب كمان عايز يطردنا….دي حاجة عجيبة بصراحة!”
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#غرفة معتز…بعد ربع ساعة.
+
دخل حمزة يطمئن على أخيهِ، فـ وجدهُ مُستيقظ ويحدق في الفراغ وهو لازال متسطحًا على السرير، أقترب مقبلًا جبينهُ و هتف بنبرة هادئة:
+
_”أحسن دلوقت؟!”
+
أومئ معتز إيمائة خفيفة، ثم جلس حمزة بجانب الفراش على كرسي، و هتف معتز بعدما حرك شفتيهِ قائِلًا:
+
_”فهد فين؟!”
+
حمزة أمسك يد معتز مربتًا عليها بهدوء قائِلًا:
+
_” متتكلمش كتير…أنت لسه تعبان…وعمومًا هو مشي من خمس دقايق!”
+
-عملت معاه أيه؟!.
+
حمزة أنزل رأسهُ ولم يتحدث فورًا ولكن قبل أن يُجيب، سمع معتز يقول بتعب:
+
_”كـ..العادة….أتخانقتوا؟!”
+
حمزة بسرعة:
+
_”لأ لأ…متخانقناش…هو بس أنا…ضربته بالقلم!”
+
معتز بسخرية:
+
_”بس؟!….”
+
نظر حمزة لهُ بإستغراب و أكمل معتز قائِلًا بعدما تنهد تنهيدة عميقة :
+
_”ليه بتتعامل معاهم كأنهم مجرمين يا حمزة؟!”
+
أرتبك حمزة قليلًا ولم يُجيب، ثم تابع الأخير قائِلًا:
+
_” سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم….هو كان بيتعامل مع أهله…رسول ولا بيأدي دوره كـ أب و زوج وجد؟!”
+
فهم حمزة ما يرمى إليهِ الأخر، ولكن رغم ذلك فهو لم يرد، فـ ظل صامتًا يستمع إليه بهدوء وإنصات، و واصل معتز قائِلًا برزانة وهدوء قلبٍ متألمٍ ورجاحة عقلٍ عذبتهُ الحياة:
+
_”سيدنا محمد وهو قدوتنا….كان بيتعامل مع أحفاده جد مش رسول….و زوجاته كان بيضحك معاهم ويهزر ويساعدهم…و بناته كان بيأدي دوره كـ أب….الراجل العظيم ده أحنا بنتعلم منه حاجات كتير أوي أوي….ومنها أن مهما وصلت لـ أعلى رتبة في شغلك متستخدمش الشغلانة دي على أهلك و أصحابك و حابيبك…يعني أنت يا حمزة المفروض تبقى الأخ الكبير و الأب المرشد ليهم….صفة الضابط اللي عندك دي تطلعها مع المجرمين والسفاحين مش مع أهلك…حتى لو كنت رئيس الجمهورية!”
+
لمس كلام معتز قلب حمزة وأبتسم بخفة قائِلًا:
+
_”تصدق وتؤمن بأيه؟!”
+
-لأ إله إلا ﷲ.
+
أجاب حمزة بغيظ:
+
_”أنت في كل مرة بتثبتلي أن انا حمار!”
+
ضحك معتز من أعماق قلبهُ وكذلك حمزة الذي أبتسم إبتسامة دافئة وربت على يد معتز ثم تحدث بجدية قائِلًا:
+
_” معتز…أنا خايف عليك وأنت لازم تتابع مع دكتور نفسي!”
+
-لأ،أنا مش رايح لدكاترة…أنا مش مجنون…دي حالة بس وراحت لحالها وإن شاء ﷲ مش هتيجي تاني.
+
حمزة تنهد وهو بالكاد يستطيع أن يسيطر على أعصابهُ:
+
_” يا أغبي أنسان أنا شوفته في حياتي….ده مش جنون…دي مشكلة نفسية…وبعدين في فرق بين المرض النفسي و المرض العقلي….يعني هو انا برضو اللي هقولك الكلام ده يا دكتور!”
+
معتز تنهد بتعب:
+
_” يا حمزة الأضطراب ده بسبب اني كنت خايف من الفقد….وصدقني علاجي مش عند دكتور نفسي…أنا علاجي هنا..وسطكم!”
+
نهض حمزة هتف وهو يخرج من الغرفة:
+
_”طيب، براحتك….بس لو الموضوع ده أتكرر تاني…متلومش إلا نفسك!”
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#منزل فهد…غرفة سلمى.
+
يجلس فهد على طرف سرير الصغيرة و يحاول فتح الموضوع من جهة مقنعة لـ طفلة في هذا السن، فـ تحدث بهدوء:
+
_”بصي يا سلمى….أنا بصراحة كنت بهزر مع عمو!”
+
صرخت سلمى بكامل قوتها و قالت ببكاء:
+
_”لأ، أنت مــــــش (شهقة) بابا (شهقة) أنا عايزة (شهقة) بابا!”
+
فهد بحزن:
+
_” طب ممكن تبطلي عياط عشان بابا ميزعلش!”
+
لم تستمع سلمى لهُ، تنهد فهد ثم وبدون وعي منهُ بسبب غضبهُ، ضرب يدهُ على طاولة صغيرة بجانب السرير، وبسبب ضربتهُ القوية، سقطت صورة لـ والدة سلمى على الأرض مما أدى إلى تكسيرها.
+
فزعت سلمى من صوت التكسير وكذلك فهد، ثم نظرت الصغيرة لـ الصورة وألتقططها بيدها الصغيرة ثم عانقتها وأنفجرت باكية وصوت شهقاتها كان يمزق قلب فهد.
+
وكاد يبكي هو الأخر وهو يستمع لـ ما تقولهُ الصغيرة:
+
_” بوظت آخر ذكرى لـ ماما…ومش هعرف أصلحها….أنا بكرهك..بكرهـــــك!”
+
عانقها فهد قائِلًا بسرعة ورجاء:
+
_”لأ….لأ أبوس إيديكِ…أنتِ صغيرة…متعرفيش يعني ايه كره أو حقد…متقوليش كده تاني أرجوكِ! “
+
أبعدها فهد ثم أردف بهدوء وهو يأخذ الصورة منها:
+
_”أنا…أنا هعملها إيطار جديد…وهتبقى حلوة أوي…صدقيني!”
+
أخذ فهد الصورة ثم وضعها جانبًا، وتكلمت سلمى بخوف:
+
_”أنا عايزة بابا!”
+
فهد عانقها مرة أخرى وقلبهُ يبكي ألمًا، فهو يشعر أنهُ من تسبب بتدمير هذه الطفلة، لثم رأسها بحنان ثم قبلها وأبعدها عنهُ، و أبتسم بحزن بعدما وجدها نائمة و أثار الدموع على وجنتيها!.
+
فهد بحزن:
+
_”ياريتك كنتِ بنتي بجد..ومكنتش هخليكي تنزلي دمعة واحدة!”
+
قام بتغطية جسدها جيدًا ثم جلس على الأرض ولملم الزجاج المُنكسر ووضعهُ في سلة المهملات الصغيرة، وأخذ الصورة وخرج من الغرفة.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
#غرفة فهد…
+
دخل غرفتهُ ليجد خاطر متواجد بها، ويبدوا عليهِ القلق والخوف، وعندما رآى فهد يدخل نهض سريعًا و أردف بقلق:
+
_”معتز بقى كويس؟؟…عملت ايه مع البنت؟!”
+
أردف فهد بتعب من أحداث هذا اليوم:
+
_”سلمى نامت…ومعتز بقى كويس!”
+
تنهد خاطر براحة وجلس مرة أخرى على كنبة كانت بجانب باب الشرفة الواسعة، وشرد في شيء مجهول، و أثناء شرودهُ دخل فهد الحمام (أعزّكم ﷲ) وخرج بعد دقائق وخاطر لازال
شاردًا، لاحظ فهد شرودهُ وأقترب منهُ وجلس بجانبهُ قائِلًا:
+
_”مالك يا أبني؟!…سرحان في ايه؟!”
+
أجاب خاطر وهو ينهض داخلًا الشرفة:
+
_”كنت بفكر في خوف حمزة…لو أنا حصلي حاجة كنتوا هتخافوا عليا برضو؟!”
+
أجاب فهد بغيظ:
+
_”حمزة بيخاف علينا كلنا….وبعدين يعني هو لازم يحصلك حاجة عشان تتأكد أننا بنخاف عليك…خاطر هل أنت غبي؟!”
+
خاطر بغضب مصطنع:
+
_”لست غبيًا…بل أنتم الأغبياء…تبًا لكم جميعًا!”
2
وضع فهد يدهُ تحت ذقنهُ مستغربًا:
+
_”هو أنت ليه بتحب تشتم بالفصحى؟!”
+
خاطر ببلاهة:
+
_”لأ متاخدش في بالك…أصل أنا بحب أشتم بشياكة!”
+
ضحك فهد بصخب على كلمات خاطر البلهاء، وضحك خاطر هو الأخر، لكن ضحكتهُ أختفت تدريجيًا عندما رآى شيء أحمر يتحرك على صدر فهد.
1
نظر إلى مصدرهُ، فوجد شخص ما يرتدي قناعًا يُخفي وجههُ ويقف خلف شجرة في الحديقة الخلفية، ويمسك سلاحًا كبيرًا لحد ما، ضغط هذا الشخص على الزناد، و لم يشعر خاطر بنفسهُ إلا وهو يحتضن فهد، مستقبلًا الرصاصة بدلًا من أخيهِ.
+
ظن فهد ان هذه حركة عفوية من خاطر و بادلهُ العناق مبتسمًا، لكن صوت إطلاق الرصاص جعلت إبتسامتهُ تتلاشى تدريجيًا.
+
ثقل جسد خاطر على فهد و أمسكهُ سريعًا ثم أبعدهُ وهو لا يصدق ما يراهُ،ثم نظر نظرة سريعة في الحديقة و لاحظ شخص ما يركض و هتف بذعر عندما تيقن أن ان خاطر مُصاب:
+
_” خاطر!”
+
فقد توازنهُ و سقط أرضًا وسقط معهُ فهد الذي كان ممسكًا بهِ، أردف خاطر بنبرة مبحوحة:
+
_”مـ…متخافش!”
+
فهد بضحك ؛”انا مش بحب الهزار البايخ ده!”
+
_”تعرف يا فهد أني بـ…خاف من الموت…بـ..بس أنا لما شوفت الرصاصة كـ…كانت هتيجي فيك….مفكرتش في حاجة غـ..غير حمايتك..و الموت كان سهل بالنسبالي…عـ..على الأقل هبقى عملت حاجة كويسة في حـ…حياتي!”
+
فهد بعتاب:
+
_” يعني هو الحاجة الكويسة دي متنفعش حاجة تانية غير الموت؟!….ليه…ليه يا خاطر توجع قلبي؟!”
+
خاطر بألم:
+
_”ما…مافتكرش أن فيه حـ..حد هيزعل عـ…عليا!”
+
نفى فهد بقوة و حتى الآن هو لا يصدق ما يراهُ،فـ سقطت دمعة من عينيهِ ولكن خاطر رفع يدهُ ومسحها قائِلًا بإبتسامة متعبة:
+
_”لو مُت…و أنتوا دخلتوا الجنة…ومـ… ملقتنيش فيها….أبقى قـ..قول لـ…لرسول أني كنت بـ…بحبه أوي…أ…أوي!”
+
وهنا لم يستطع فهد كتمان دموعهُ أكثر، فـ أنفجر باكيًا كـ طفلًا سيفقد شيء غالي عليهِ، لم يكن يبكي على خاطر بل كان يبكي على كلامهُ الأخير، فـ هتف وهو يحتضنهُ بقوة هامسًا برجاء:
+
_”خاطر….أنت هتعيش..وهتكمل معانا…أنت ناسي أن بابا سايب وصية و قال انها مش هتتفتح غير بعد سنة من وفاته..وفاضل كام شهر وتتفتح ونسمع بابا هيقول ايه….أرجوك يا خاطر متعملش فينا كده.!”
+
بدأ خاطر بالبكاء قائِلًا بصوت متعب :
+
_”لو مُت هـ..هيبقى ده عمري و محدش هيمنع القدر….بـ..بس انا خـ..خايف…خـ..خايف أوي أني لما أموت أبقى لوحدي في القبر..ومحدش يزورني!”
+
فهد بصوت مبحوح:
+
_”خاطر…متقولش كده…أنت هتعيش…وهنكون مبسوطين مع بعض….أنت بس شد حيلك وقوم معايا نروح المستشفى!”
+
ولكن خاطر لم يرد عليهِ، لأنهُ ذهب في سبات عميق، ولكن فهد لم يفقد الأمل فـ هتف وهو يضرب على خدهُ:
+
_”خاطر…قوم يا روح فهد….قوم ومحدش هيزعلك…قوم بالله عليك! “
+
صرخ فهد بقوة بأسم خاطر ثم أنهار وهو يشد على أحتضانهُ ويبكي بقوة على شقيقهُ الذي فقد الوعي..أو ربما….مات!!.
+
يتبع….
+
“الميراث”
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
معلش يا جماعة، أسفة على الاحزان و الكآبة الموجودة في الفصل بس انا كنت فرحانة فـ قولت اطلع النكد اللي جوايا على الأبطال عشان الفرحة تكتمل 😂😂❤
8
يلا الميكروفون معاكم، أشتموا براحتكم 🤦🏻♀️
+
وبالمناسبة دي هدية مني عشان انا فُزت بالمركز الأول في المسابقة 🥹🥹😍
10
ده بفضل ربنا ثم دعواتكم 🙈♥♥
+
وبعتذر يا جماعة أستحملوني بس الفترة دي و أن شاء الله هعمل مواعيد للرواية ♡
1
رأيكم؟!
+
توقعاكم؟!
2
دمتم بخير 🙈💗…..سلام 👋🏻
+


