رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السادس والسبعون 76 بقلم منة ابراهيم – تحميل الرواية pdf

رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السادس والسبعون 76 بقلم منة ابراهيم
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطييين الطاهرين أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕
+
-لا تنسون الدعاء لأهل غزة و سوريا و لبنان وكل البلاد في بقاع الأرض♡
+
#رواية _الميراث
#بقلم_الكاتبة_Manna Ibrahim
+
لو سمحتم متنسوش الڤوت والكومنت، حضراتكم بتقرأوا البارت في ربع ساعة أو عشر دقايق، لكن أنتوا متعرفوش البارت ده أخد مني كام يوم، حاولوا تقدروا تعبي لو سمحتم.
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#منزل الأخوة….بعد مرور يومين….الساعة الخامسة مساءً…..غرفة إياد.
2
يجلس متوسدًا سريرهُ، شارد الذهن،شعورهُ بالإشتياق لـ تجمع أخوتهُ حولهُ من جديد، تسبب في سقوط دمعة من عينيهِ الشبيهة لـ معتز…ولكنها خضراء فقط.
4
يضم ركبتيهِ لـ صدرهُ متذكرًا أحد ذكرياتهُ مع معتز.
+
#العودة للماضي….قبل خمس سنوات.
+
يجلس بجانب الأصغر على طرف السرير ويستمع لـ ما يقولهُ إياد وهو يضع يدهُ على خدهُ.
+
إياد بحزن :” أنا ماكنش قصدي….هو اللي شتمنى الأول بأمي و بعد كده أنا ضربته…هـ هو أنا السبب في موت ماما فعلًا؟!”
2
معتز سحب أخيهِ الصغير في حضنهِ، حضنٍ جُمع فيهِ حنان الأب و الأخ الكبير معًا، مسح على رأس إياد بحركة حانية أثارة مشاعر إياد و سقطت دموعهُ في تلك اللحظة.
1
و أردف معتز و هو يبتسم:”إياد….ماما ماتت لأن ده خلاص عمرها و أنتهى….وأنت ملكش ذنب!…الموت بياخد مننا كل اللي بنحبهم!”
1
إياد ببكاء :” أنا تفسي أشوفها بس مرة واحدة بس!”
2
شد معتز على العناق و أخذ يربت على ظهر إياد يحاول تهدأتهُ، حتى أنخفض صوت بكاءهُ تدريجيًا ثم أردف معتز بحنان أخوي لا يوصف :
+
_”إياد….كلنا هنموت يا حبيبي…الموت ميعرفش لا كبير و لا صغير…بس ربنا بيختار الطيب…واللي دايما بنحبهم وبيحبونا….متزعلش لأن ده قضاء ربنا…«ثم هتف ممازحًا» يلا بقى أمسح مناخيرك، كتك القرف.!!”
1
إياد نظر لهُ بغيظ و أستنشق ماء أنفهُ قائِلًا بطريقة كما يسمونها المصريون «ردح»:
+
_”بقـــــــى أنا تقولي كتك القرف؟!… يا شعر عيرة يا لون خميرة يا رد الرد يا مصطبة هد …يا عصاية غلية تحت الكوم مرمية…وشــــــــــوبش!!”
2
معتز كان ينظر لهُ بصدمة :” أنت جبت شرشحة النسوان دي منين ياض؟!”
1
إياد تحدث وكأن شيئًا لم يكن :” لأ دي المس بتاعت العربي كانت بتهزأ أستاذ الرياضة عشان بس هو شتمها بالغلط…فأنا خليتها تعلمني شرشحة الستات المصرية الأصيلة!”
2
معتز بغضب :” ربنا ياخدك يا بعيد!”
1
-تُشكر يا أخي العزيز.
+
معتز بغيظ :” يا سلام على الأدب و الأخلاق العالية!”
1
صمت قليلًا ثم تحدث :” شاطر في المدرسة ياض؟!”
+
-طبعًا دي محتاجة كلام.
+
_”طب قولي جدول الضرب!”
+
إياد ببلاهة :” المخدرات، الحشيش، الترمادول، الأبادول،السجاير،البانجو،الشيشة!”
3
معتز بصدمة :” ده جدول الضرب؟!”
+
-ايوا جدول الضرب….بس الضرب اللي أيه بقى؟…يدخلك السجن على طول.
+
لم يتحمل معتز، فـ أمسك إياد من عنقهُ من الخلف و ضربهُ قائِلًا بحنق :
+
_”بس بقـــــى….بــــــــس بقـــــــــى!!”
+
أبعد إياد يد معتز قائِلًا بجدية :”أنا عايز أطلب منك طلب!”
+
نظر لهُ معتز بأستفهام، ثم تابع إياد وهو يهتف بتوتر :
+
_” بصراحة أنا عايز أتعلم الهكر!”
+
معتز بدهشة :” هكر؟؟…ليه؟!”
+
-مش عارف بس عايز أتعلمه.
1
أردف معتز بعد تنهيدة:
+
_”خلاص هكلم واحد صاحبي يعلمك…لعل وعسى تفيدنا بحاجة كده ولا كده في يوم من الأيام!”
2
#العودة للحاضر.
+
خرج من نوبة ذكرياتهُ بعدما أحس بيد تمسح تلك الدمعة المتمردة التي سقطت دون إستئذان، ولم تكن هذه اليد من أحدٍ إلا حمزة.
1
إياد أستنشق ماء أنفهُ قائِلًا وهو يطأطأ رأسهُ :
+
_” حـ…حمزة….أ…أنت هنا من أمتى؟!”
1
حمزة بهدوء :” من قبل ما دمعتك دي تنزل بخمس دقايق!”
+
إياد تنهد :” آسف…مأخدتش بالي!”
+
حمزة جلس على السرير بجانب إياد و أردف بهدوء :”كنت سرحان في أيه؟!”
+
إياد بتهرب :” مـ..مفيش…مـ..ماكنتش سرحان!”
2
حمزة همهم ثم أردف وهو يتعمق النظر في عين إياد التي تحاول التهرب منهُ:
+
_”أنا خبطت على الباب حوالي 3مرات وكنت مستنى رد….ودخلت أشوفك لقيتك على السرير وباين أنك سرحان في حاجة!”
2
إياد أبتلع ريقهُ ثم أغمض عيناهُ ورفع رأسهُ ينظر لـ شقيقهُ قائِلًا بنبرة مائلة للبكاء:
1
_”هو أنا السبب في موت ماما؟!….أ…أنا اللي قـ..قت«لم يستطع إكمال الكلمة» حـ حرمتكم منها ومني أنا كمان!”
2
حمزة أصبح لا يعرف كيف يحرك فمهُ للكلام بسبب تفكير إياد السلبي، و تابع الأخر كلامهُ وهو يجاهد كي لا ينهار:
+
_”أ..أنا السبب…أنا السبب في موتها….وفي المشاكل دي كلها….لـ..لو ماما كانت عايشة كانت قدرت تنقذ بابا من اللي هو كان فيه…و مكُناش أتفرقنا….وبقى كل واحد غريب عن التاني!”
1
حمزة نفى قائِلًا بجدية :” أحنا مش غرباء يا إياد…مهما حصل وهيحصل….مفيش حاجة هتمنع أننا أخوات!”
+
إياد بصوت مقهور :”بس بالدم بـس يا حمزة!….أ..”
2
قاطعهُ حمزة وهو يهتف بحنان :”الدم عمره ما يبقى ماية…..يا إياد علاقة الأخّوة المتفككة دي زي ما أنت بتسميها….هتبقى علاقة متماسكة و مترابطة…..أكتر من دلوقت…وماما ماتت لأن ده عمرها….وهي أكيد سعيدة لأننا مع بعض!”
1
و بعد إنتهائهُ من الكلام، سحب إياد إلى حضنهُ بسرعة بعدما رآى دموعهُ على وشك السقوط، فـ أراد أن يخفف عنهُ ولو قليلًا، وبدأ يربت على ظهر إياد، محاولًا تهدأتهُ.
1
ولكن لا يعلم هل هو يهدئ إياد أم يحاول تهدأت نفسهُ فـ كلام إياد جعلهُ يرغب في البكاء إيضًا، شعر بأنقباض في صدرهُ عندما أخبرهُ إياد أنه السبب في موت والدتهُ، كيف لـ هذا الصغير أن يقول هذا الكلام.
1
سقطت دمعة من عينيهِ هو الأخر، فـ قام بمسحها سريعًا و أقترب من شقيقهُ مقبلًا رأسهُ، و إياد الذي دفن رأسهُ في كتف حمزة وبادلهُ العناق متشبثًا بهِ بقوة وكأنه يخشي أن يتركهُ ويرحل كما والداهُ.
+
بعد وقت هدأ إياد ثم أبتعد و أراح رأسهُ على الوسادة الموضوعة أمام خشبة السرير، و ساد الصمت بعض الوقت حتى أردف إياد بتوتر:
+
_” هو ليه بابا لما عمل كذبة أنه مات أول مرة….مجاش معتز معانا!…يعني كان المفروض يجي يحضر!!”
+
حمزة بغيظ :” أنت المفروض تجاوب السؤال ده….لأن حضرتك عارف أسرار دولة بحالها….أنت محسسنى أنك أنت مُخبر…..أقولك على حاجة….أيه رأيك تيجي تاخد مكاني؟!…الضابط إياد أدهم عامر الحديدي!”
1
إياد بمرح وقد نسي ماذا حدث قبل قليل :”آه….ومتنساش تضيف إياد الروش أبو ضحكة جنان!”
+
حمزة بسخرية :” آه آه طبعًا أنت هتقولي….والدليل هو النكد اللي أنت عاملهولي من ثواني!!”
1
إياد بنبرة تحزيرية :” طب لمّ الدور عشان معملهاش معاك!”
+
حمزة بدهشة :” تعمل معايا ايه ياض؟!”
2
_”فُكك فُكك…متركزش في كلامي!”
1
حمزة أمسكهُ من ياقة القميص قائِلًا بفضول :” تعمل أيه معايا بقولك!”
+
إياد ببلاهة :” مش عارف، هما بيقولوها كده و بيخافوا!”
1
ضربهُ حمزة على عنقهُ من الخلف قائِلًا :”وهو أنت لما تتنيل تسمع حاجة من حد تيجي تقولها؟!…أنت عبيط ياض؟! “
+
_” ده سؤال؟!”
1
-آه.
+
_”ولما أنا عبيط…أنت قاعد معايا ليه؟!”
+
حمزة نهض ثم أقترب من الباب قائِلًا وهو يخرج بنبرة ساخرة :” عشان يا حبيبي….أحنا عيلة مجنونة وعبيطة وهبلة و متخلفة عقليًا!..حتى خاطر اللي كنت مفكروا عاقل طلع أجن منكم…يلا مش مهم…وعلى رآى المثل….أن تكون مجنونة في شلة المجانين، خيرًا لك أن تكون العاقل الوحيد!”
2
وخرج مغلقًا الباب خلفهُ، تاركًا إياد يصدر ضحكات صاخبة من داخل أعماق قلبهُ على كلام حمزة، يضحك بعلو صوتهُ ويقول بصوتٍ عالي :
+
_”يعني أنت بتعترف أن انت مجنون؟!”
1
وفي الخارج سمعهُ حمزة، فـ رد عليهِ بصوتٍ مرتفع هو أيضًا:
+
_”عارف الوصية اللي هتفتح بعد أربع شهور؟!”
1
-آه.
+
_”أنا بقى بدعي ربنا أن بابا يكون كاتب في الوصية أنهم لاقينّي على باب جامع..وأنا مبقاش أخوكم ولا أعرفكم!”
1
عند نطقهُ لـ هذه الكلمات، أنفتح الباب و ظهر إياد الذي قال بإستغراب:
+
_”أنت بتتكلم بجد؟!”
+
ضحك حمزة بخفة ثم أردف وهو يخرج الهاتف من جيبهُ:
+
_”يا إياد، أحنا أخوات….بس مجانين…أنا الضابط اللي بيقبض على الناس و و و…بس أنا محتاج اللي يقبض عليا….و الدكتور اللي المفروض يشرفنا ويرفع راس العيلة….محتاج يتعالج أساسًا…و الكابتن المدرب المحترم…طلع متجوز و عندو بنت عندها سبع سنين….و خاطر الفاضل…أستاذ اللغة العربية طلع كُفتة….و المهندس يوسف اللي كان عايش في كندا طلع من كفر أبو معزة….و أنت بقى….”
1
صمت قليلًا ثم أردف بإبتسامة واسعة :” أنت مُخبر يا إياد….مُــــخبر زي ما قولتلك جوا…أو مباحث أيهما أقرب….أنت تعرف حاجات أحنا أول مرة نسمع عنها!”
3
إياد كشر بوجههُ :” ﷲ أكبر في عينك يا حبيبي…أنت هتحسدني عشان شوية المعلومات اللي عندي!”
+
حمزة بعدم تصديق :”شوية معلومات؟!…بقولك أنت تعرف أسرار بلد…و أنت تقولي شوية معلومات؟!..يا أبني أنا خايف لـ تكون بتتصنت على خلق ﷲ عشان تعرف أخبارهم!”
1
إياد ردّ متظاهرًا بـ البراءة :” لا ياعم،أنا راجل شريف، وبعدين أنا أرمى وداني مع الناس ليه؟!، التجسس حرام طبعًا….إلا إذا كان في مصلحة الوطن!”
2
حمزة تنهد ثم رحل من أمام إياد الذي دخل الغرفة يبحث عن الحاسوب الخاص بهِ.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#بيت فهد….الساعة الثامنة و الخمسة و عشرون دقيقة…غرفة سلمى.
+
يجلس خاطر بجانب الصغيرة، وينتظر منها أن يخبرها بشيء ما، يفيدهُ، مثلًا عن حياة فهد وعنها، يتأكد إن كان هو والدها الحقيقي أم لا.
+
فـ أردف خاطر بتعب :
+
_”أتكلمي بقى يا سلمى….انا تعبت…وبعدين ده مش عدل…أنا قولتلك كل حاجة عني و أنتِ لسه!”
1
سلمى ضمت يديها لـ صدرها :
+
_” بس أنا لسه مش واثقة فيك…وبعدين أنت كبير عليا!”
1
نظر لها خاطر بغيظ، ثم أكملت هي قائلة وهي تضع يديها تحت ذقنها:
+
_”هو في لقب أعلى من الجد؟!”
+
خاطر بتعجب :
+
_”لأ..بس أشمعنا؟!….يتسألي ليه؟!”
+
سلمى حركت يديها بحركة عشوائية في الهواء وقالت:
+
_’أصل أنت شكلك أكبر من جدو فـ أنا سألت يعني!”
1
سمع خاطر صوت ضحكات يوسف ومعتز عبر السماعة الصغيرة، فـ حاول إمتصاص غضبهُ، و أردف بلطف مصطنع:
+
_”طيب، سيبك من الموضوع ده ونتكلم بقى في حوار أنك تثقي فيا!! “
+
-طب أنا هطلب منك طلب صغير..ولو حققته هثق فيك..والمرادي بجد!
1
-طلب ايه؟!
+
_”تغنيلي!!”
+
خاطر تنهد :” حاضر…«ثم أبتعد قليلًا وأخفض صوتهُ قائِلًا لـ أخوتهُ عبر السماعة» ولا يا معتز ولا يا يوسف…ألحقوني يا عيال! “
1
معتز ترك الصحون التي كان يقوم بغلسها و أردف وهو يجفف يداهُ بـ المنشفة التي كانت بـ المطبخ:
+
_”في أيه؟! “
+
يوسف رد هو الأخر :” في ايه يا خاطر؟! “
+
-البت عايزاني أغني….وأنا مش حافظ غير قصايد وأشعار….غششوني أي حاجة!
1
معتز صمت بعض الوقت يفكر في أغنية مناسبة لـ طفلة ثم أردف قائِلًا :” أنا بصراحة مش عارف غير أغاني عبد الحليم حافظ و أم كلثوم!”
1
يوسف ببراءة :” و أنا مش بسمع أغاني….أنا بتفرج على توم و چيري!”
1
تنهد خاطر بتعب ثم أردف بنبرة صوتٍ إلقاء الشعر:
+
_”لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ
ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
فَأَنبَتَ فِيـ….”
3
وقبل أن يتعمق في هذه القصيدة الطويلة، قاطعهُ يوسف قائِلًا بحاجبي منعقدة:
+
_” يا خاطر يا حبيبي دي طفلة….هتفهم القصيدة دي ازاي؟!…إذا كان أحنا الكبار ومش فاهمين حاجة!”
1
خاطر تنهد للمرة الثانية قائِلًا :
+
_”دي قصيدة ‘أمرؤ القيس’….وعلى فكرة بقى البنت كانت هتحب القصيدة عشان أسمها مذكور فيه!”
1
معتز أردف بعدما وجد أغنية مناسبة:
+
_”قولها أغاني أطفال يا خاطر…أكيد مفيش حد مكانش بيسمع الاغاني دي!”
1
خاطر أبتسم ثم أردف بحماس طفولي وهو يرقص بعشوائية:
+
_” قال الارنب لأمو،تسمحيلي روح ألعب ماما قالت له لا يا ماما يمكن يجيك الثعلب، يمكن يجيك الثعلب، هز الارنب بكتافه، وما سمع كلمة امه، راح يتمشى للبستان ويقطف ورد ويشمه…”
3
سلمى قاطعتهُ :” لأ، أنا بسمعها كتير عايزة أغنية أنا مش مسمعتهاش قبل كده!”
+
خاطر صفق بيديهِ و قام بتغير الأغنية قائِلًا:
+
_” ذهب الليل و طلع الفجر و العصفور نونو، شاف القطة قالها بِس بِس قالتله هوهو…أ…”
1
يوسف بإستهزاء :
+
_” أيه يا أستاذ اللغة العربية الفاضل….بقى العصفور بينونو و القطة بتهوهو؟!”
1
تجاهل خاطر إستهزاء يوسف و ضحكات معتز القوية، ثم نظر لـ سلمى قليلًا و تحركت بؤبؤ عينيهِ في الغرفة يبحث عن شيء ما، ثم توقفت عيناهُ عندما لمح جهاز البلايستيشن.
+
ثم أردف بحماس طفولي:
+
_”أيه رأيك نلعب بلايستيشن أحسن من الأغاني!”
1
سلمى نهضت من سريرها و قالت هي أيضًا بحماس:
+
_”ماشي!”
+
.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
.
+
#بعد وقت محدد.
+
صرخت سلمى بأعلى صوتها بعدما فازت باللعبة، ووجه خاطر العابس، جعلها تضحك بقوة، قائِلةً وهي تربت على خدهُ بحركة طفولية ظريفة:
+
_”معلش يا جدو…أنت اللي فاشل في اللعب، أعملك أيه؟!”
2
خاطر متصنعًا الدهشة:
+
_”أنا فاشل؟!..طب تعالي بقى!”
+
أنهى كلامهُ بينما ينهض من مكانهُ يركض خلف سلمى التي ركضت خارج الغرفة تضحك ضحكات طفولية لطيفة.
1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#في الأسفل….المطبخ، عند معتز.
+
أنهى غسل الصحون منذ دقائق وها هو يجلس على أرضية المطبخ يضع يدهُ على جرح كتفهُ ويبدوا على وجه معتز الأرهاق.
1
فـ سمع رنة الهاتف الخاص بهِ و أخرجهُ ثم ضغط على زر الرد بعدما رآى أن المتصل هو حمزة،فـ حاول أن يظهر صوتهُ طبيعيًا :
2
_”السلام عليكم و رحمة ﷲ وبركاته….”
+
حمزة أتصل بسبب شعورهُ بـ الضيق في صدرهُ، يعرف هذا الشعور جيدًا، يأتيهِ دومًا حينما يكون قد حدث مكروهًا لـ معتز أو أنهُ ليس بخير _ببساطة لأنهم توأم_.
15
رد حمزة متلعثمًا:
+
_” وعـ…وعلـ…وعليـ…وعليكـ..”
1
معتز بضحك :
+
_” في ايه يا حمزة؟!….أنت فقدت النطق ولا رد السلام بقى صعب للدرجة دي؟!..ده حتى رد السلام بتلاتين حسنة يا مفتري!”
2
حمزة تحمحم ثم أردف بنبرة ثابتة:
+
_” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!”
+
معتز أبتسم :
+
_”عايز ايه بقى؟!”
+
حمزة أجاب بتوتر لا يعلم ما سببهُ :
+
_” فهد عامل أيه؟!”
1
معتز بخبث:
+
_” فهد برضو اللي عامل ايه؟!…ولا الجرح بتاعي اللي عامل ايه؟!”
2
حمزة تنهد قائِلًا بغيظ:
+
_” صح يا أخويا….كلامك صح..أنا بتصل عشان أطمن على الجرح!”
+
معتز بإبتسامة بلهاء :
+
_”الجرح كويس الحمدلله…بيسلم عليك!”
1
-الله يسلمه…الشغل عندك ماشي تمام.
+
قبل أن يرد معتز على أخيهِ سمع صوت ضحكات في الخارج فـ أبتسم إبتسامة حمقاء:
+
_” كله تمام التمام يا كبير….والدليل هو اللي أنت سامعه ده…حتى أنا حسيت أن خاطر هو اللي أبوها مش فهد!”
1
حمزة رفع حاجباهُ:
+
_” الطفلة دي سرقت قلبكم ولا أيه؟!”
1
معتز بحماقة:
+
_” غلط يا حمزة….أكبر غلط أنت قولته….الكابتن فهد بقى بابا فهد و الأستاذ خاطر بقى جدو خاطر!”
1
-و الطباخ معتز و يوسف الجنيني.
2
_”كله فدى الحمار اللي أتجوز و معزمناش..كان نفسي ياض يا حمزة آكل جاتوه و أشرب زيكولا!”
6
-أسمها كوكاكولا يا جاهل.
1
معتز كاد يرد عليهِ لكن سماع صوت خطوات قريبة من المطبخ جعلتهُ يقول:
+
_”طب سلام دلوقت عشان فهد شكله رجع البيت!”
1
لم ينتظر ردّ من حمزة فـ قد أغلق الهاتف سريعًا، و نهض متحاملًا على نفسهُ ألم الجرح، و بعد لحظات ظهر فهد وهو يتقدم من معتز بـ خطوات هادئة قائِلًا:
1
_” شوف يا شيف…أنا بجيب الحاجات اللي ناقصة البيت كل أسبوع أو أسبوعين بالكتير…عشان أحنا أتنين بس….في دفتر صغير على التلاجة هتلاقي فيه كل حاجة أنت هتجبها من السوبر ماركت اللي جنب البيت…وكمان الفلوس موجودة في ظرف جانبه!”
2
ألقى كلماتهُ ثم خرج من المطبخ سريعًا، تاركًا معتز في حيرة من أمرهُ، تنهد ثم أقترب من الثلاجة يلتقط هذا الدفتر الموجود فوقها.
1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
خرج فهد من المطبخ و أتجه لـ أبنتهُ في الصالة، وجدها تلعب مع خاطر، أبتسم بحنان ثم جلس بجانبها و همس لها بنبرة حزينة:
+
_”هو في حد جه و أخد مكاني ولا أيه؟!”
2
ألتفتت سلمى و عانقت فهد قائلةً بحزن هي أيضًا:
+
_” لأ، أنت بابا حبيبي وهتفضل كده على طول!”
1
أبتسم فهد بسعادة و حزنٍ في آنِ واحد، وقبّل رأسها كأنهُ يعتذر لها بصمت عما حدث قبل أربعة أشهر.
1
و على الجانب الأخر، خاطر كان يجلس على كنبة أخرى، و عيناهُ مركزة على الأرض، ويجلس معهم ولكن عقلهُ في مكان آخر، علاقة فهد و سلمى جعلتهُ يتذكر أحن و أعز شخص على قلبهُ.
1
أخرج الهاتف من جيبهُ، و ثواني و ظهرت صورتها، خلفية الهاتف، تبتسم أبتسامة جميلة وخاطر بجانبها يعانقها من الجانب و على وجههُ أسعد إبتسامة يراها أحد على وجههُ.
1
فهد نظر لهُ قليلًا ولاحظ تجمع الدموع في عين خاطر، تنهد ثم أردف لـ سلمى:
+
_”روحي يا حبيبتي ألعبي في أوضتك و أنا جايلك!”
+
أومئت سلمى ثم صعدت غرفتها مطيعة أمر فهد الذي نهض مقتربًا من خاطر قائِلًا بنبرة هادئة:
+
_” ممكن أتكلم معاك شوية!”
2
رفع خاطر أنظارهُ لـ فهد قائِلًا وهو يمسح دموعهُ:
+
_”أ…أكـ..أكيد أكيد!”
1
نهض خاطر يسير خلف فهد الذي يسير متجهًا إلى الباب الذي يؤدي على الحديقة المنزلية الخلفية،الحديقة كانت واسعة، و بها العديد من الأشجار و الورود و الزهور، و في الوسط كان هناك أربع كنبات و طاولة في وسطهم لمن يريد الجلوس و الأستمتاع بـ هواء الطبيعة.
+
توقف فهد عن المشي ووقف في مكان معين وهادئ هو و خاطر، ثم أردف بنبرة الأخ الحنون وهو يمسح على خصِيلات شعر خاطر:
+
_” كنت بتعيط ليه؟!”
1
خاطر بعدم تصديق و نبرة على وشك البكاء:
+
_” فهـــد!”
1
فهد أومئ مع إبتسامة صغيرة، ولم يفعل أي ردة فعل أخرى، فقط سارع خاطر بـ أحتضانهُ بقوة، و سمح لـ دموعهُ في السقوط، وهو لا يصدق أن هذا فعلًا أخاهُ، فـ لم يشعر بنفسهُ وهو يهتف بكلماتٍ وسط بكائهُ ويشد على عناق أخيهِ:
+
_”ليه؟!…ليه يا فهد؟!…ليه بعدت عننا؟!…ليه يا أخويا؟!…أحنا كُنا قربنا نفقد الأمل!”
2
فهد أبتلع ريقهُ و بادل شقيقهُ العناق، يد تُمسح على رأسهُ و الأخرى تربت على ظهرهُ صعودًا ونزولًا محاولةً في تهدأت خاطر، فـ هتف الأكبر قائِلًا بحزن:
+
_” أنا آسف…أنا عارف أني تعتبكم معايا….وبالأخص حمزة….تعب كتير أوي…بس كل ده غصب عني…أعـ..”
1
قاطعهُ خاطر بحدة وهو يبتعد عنهُ قائِلًا:
+
_” غصب عنك؟!…كل اللي حصل غصب عنك…و البنت اللي جوا دي بنت حـ….”
1
فهد وضع يدهُ على فم خاطر يمنعهُ من إكمال الكلمة قائِلًا بنبرة تحزيرية:
+
_” أقسم بالله العظيم…لو كملت الكلمة دي أنت لا هتكون أخويا و لا أعرفك!”
+
خاطر شعر ببعض الخجل مما كان سيقولهُ ولكن رغم هذا فهو هتف:
+
_”ليه بقى؟!…أكيد عشان تتداري على اللي أنت عملته!…أنت عارف أنت عملت ايه؟!…أنت هببت جريمة بشعة جدًا يا فهد!”
2
فهد بغضب:
+
_” يخربيت أفكارك….أنت دماغك راحت فين ياض يا متخلف أنت؟!…لا البنت دي بنتي و لا أمها تبقى مراتي!”
2
خاطر بتعجب:
+
_” أومال تبقى أيه؟!…عشيقتك؟!”
1
فهد بعصبية:
+
_”ده أنا هرزعك علقة أنما أيه!…تخليك تندم على اللي أنت بتقوله ده…..بس لما نخلص من المشاكل دي بس!”
1
صمت خاطر ولم يجادل فهد، تركهُ يتحدث بهدوء وبدون عصبية، فـ هتف الأخر بنبرة حزينة:
+
_”أنا متورط بجريمة قتل يا خاطر!”
1
أتسعت أعين خاطر بصدمة و ذهول، ولم يستطع حتى تحريك فمهُ بسبب ما قالهُ الأخر، وتابع فهد قائِلًا بعدما تنهد:
+
_”قبل حوالي أربع شهور….”
+
وبدأ بسرد الحكاية كاملةً على مسامع خاطر المصدوم، وكيف قُتل هذا الرجل، وأصبحت هذه الفتاة بلا أم ولا أب، و أصبح هو والدها.
+
وبعدما أنتهى نظر لـ خاطر الذي أردف بإستغراب:
+
_”يعني هي كانت هتموت عليه لما أنت خبطته بالعربية…ولما هو مات كِندًا معملتش أي ردة فعل تُذكر!”
1
فهد ضم يديهِ لـ صدرهُ قائِلًا بتعجب:
+
_” وهي تعمل رد فعل ليه؟!…ده مش جوزها…ده جوز أختها!”
1
خاطر أردف بنبرة متسائلة:
+
_” أيوا بس….آااه أنا مش فاهم حاجة خالص يا فهد….الموضوع ده فيه حلقة ناقصة!”
+
توقف خاطر عن الحديث عندما لاحظ معتز و يوسف يقفان وراء فهد على بُعد مترين،ولكنهُ عاد يقول بخبث:
+
_” بس تصدق طبخ الشيف أميرة يجنن…لأ وكمان الأستاذة نانسي مخلية الجنينة تحفة!”
1
فهد أبتسم:
+
_” أيوا معتز و يوسف….أنا عارف انهم معتز ويوسف و بصراحة أنا عرفتكم من أول مرة!”
1
خاطر بحزن :” يعني أحنا أتنكرنا على الفاضي و المليان!”
+
أومئ فهد برأسهُ، وكاد يتحدث لكن قاطعهُ معتز وهو يضربهُ من الخلف قائِلًا بغيظ:
+
_”أنت حيـ***يا فهد!”
+
فهد أنزل رأسهُ قائِلًا بحزن :” عارف!”
1
أبتسم معتز بسخرية ثم فتح الدفتر الصغير الذي كان موجودًا على الثلاجة، و قراءهُ بصوتٍ عالي:
+
_”مكانش فيه داعي أنكم تتنكروا و تدخلوا البيت على أنكم أشخاص تانية، أنا فهد فعلًا، بس فيه حاجة منعاني أني مقولش كده، أنا خايف عليكم أكتر من نفسي، أرجوكم سامحوني!”
2
نظر يوسف لـ فهد قائِلًا :” أنت متورط بجريمة قتل فعلًا؟!”
+
أومئ فهد وهو لازال ينظر لـ الأرض، بعينان حزينة، وكأنهُ ولد صغير يعترف عن مشكلة فعلها في المدرسة، ولكنهُ كان متوقع صفعة، توبيخ، غضب، لكنهُ تفاجئ بعناق معتز لهُ،و هتف فهد بتعب:
+
_” معتز…أبعد عني…أنا قاتل…مينفعش القاتل ده يبقى أخوكم….أنا كده كده ميت ميت.!”
1
معتز أغمض عينيهِ بقوة يرفض سماع هذه الكلمة، حاول تهدأت نفسهُ و أردف وهو يبتعد:
+
_”عارف أسم الراجل اللي أنت خبطته؟!”
+
فهد وضع يديهِ على جبينهُ يحاول تذكر الأسم، و عندما وجدهُ أردف بهدوء:
+
_”كان أسمه العقيد مارد الصياد….أنا عرفت أنه طلب انه يطلع معاش مُبكر عشان بنته يقعد معاها لأن والدتها كانت متوفية….وجه إيطاليا عشان يدير شركة أبوه ويعيش مع بنته!”
1
معتز بإستغراب:
+
_”العقيد مارد الصياد؟!”
+
أومئ فهد بهدوء و لكنهُ أنتفض فجأة عندما أردف معتز بسرعة:
+
_” أيوا…هو ده!!!…العقيد مارد الصياد!”
3
يوسف تحدث بتعجب:
+
_” مالك يا معتز؟!”
1
معتز نظر لهم بأعين متسعة:
+
_” مارد الصياد ده كان….بيدرب حمزة كتير جدًا قبل ما يبقى ظابط…أو بمعنى أصح هو السبب اللي خلى حمزة يبقى في المكانة دي!”
2
فهد أبتلع ريقهُ :” لأ، بلاش حمزة، متقولوش حاجة!”
2
-هقوله، أكيد هو عنده معلومات عن الراجل ده.
+
خاطر بهدوء :” فهد هو أنت كلمتنا في الجنينة عشان المكان ده هو الوحيد اللي مفيهوش كاميرات؟!”
+
_”لأ، البيت كله في كاميرات، بس الحقيقة انا اللي حاططها و هي متعطلة دلوقتي، ومفيش حد مراقبني، كِندًا بس بتيجي كل فترة و تبتزني باللي حصل و بعد كده تمشي!”
2
يوسف بغضب :” تصدق ياض أنا عايز أضربك….أومال ليه كنت بتبص على الكاميرا لما جينالك في اليوم ده؟!”
+
فهد تنهد.: ” أنا كنت فعلًا متراقب في الفترة دي….لكن أنا شيلت الكاميرا دي وحططها في أوضتي، لما عرفت نواياكم وكنت عارف أنكم جاييـ…!”
1
توقف عن الحديث عندما لاحظ سلمى تقف أمامهم على بُعد ثلاث أمتار و يبدوا على وجهها الخوف و الدموع في عينيها.
+
_” يعني أنت….مش بابا!”
2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#في مكان مجهول.
+
ينام على السرير، جسدهُ محاطًا بالأجهزة، وقناع الأكسجين على وجههُ، فتح عينيهِ ببطئ و حاول تذكر ما حدث، و إين هو الآن ولما هو هنا.
9
أردف بتعب وهو يحاول النهوض :” أنا…أنا فين؟!”
2
دخلت هي في هذا الوقت، و أبتسمت بإتساع عندما رآتهُ ينهض، أقتربت منهُ تساعدهُ، قائلةً:
+
_” حمدالله على سلامتك يا حبيبي!”
9
أبعدها ****عنهُ بغضب قائِلًا :
+
_” أبعدي عني….فين بنتي؟؟…سلمى فين يا كِندًا؟!”
10
يتبع……
+
“الميراث”
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
متأكدة بنسبة 80٪ أن مش كتير هيفتكر، بس عموما أنا هسأل، هل أنا ذكرت حوار ليه معتز متذكرش في الوصية، جوبوني يا جماعة بعد أذنكم ولو الأجابة “لأ” يبقى هقولكم السبب الفصل الجاي!…لأن انا ناسية خالص.
5
التفاعل لو سمحتم.
+
رأيكم؟!
4
توقعاتكم؟!
6
دمتم بخير 🙈💗….سلام👋🏻
2

