Uncategorized

رواية الم بدون صوت الفصل السادس عشر 16 بقلم خديجة احمد – تحميل الرواية pdf


وما إن سمعت صوت المكالمة بيقفِل

حسّيت قلبي بينزل لتحت…

كنت مرعوبه عليها، صوتها كان بيرجف لدرجة خلّت جسمي أنا شخصيًا يترعش.

ما استنتش ثواني…

على طول رجعت اتصل بيـــوسف.

وهو ردّ أول ما الموبايل رن،

صوته كان متوتر وبيسأل قبل حتى ما أتكلم:

__نور كويسة؟

بلعت ريقي وبدأت أحكي…

حكيتله كل كلمة قالتها

وإنها منهارة ومش عايزة تتجوز

وإن أهلها مستعجلين جدًا،

وإنّي وعدتها إن إحنا مش هانسيبها.

كنت بتكلم بسرعة من كتر القلق،

وصوتي كان بيتهز،

وحسّيت إني محتاجة حد يشيل معايا الهم دا.

رد يوسف بعد سكوت بسيط

وصوته كان ثابت بس باين عليه التوتر:

__مش هينفع نتكلم في التليفون…

أنا جايلِك دلوقتي.

لازم نقعد ونعرف هنعمل إيه.

أول ما خلّص جملته…

قفل.

وقفت بالموبايل في إيدي وأنا حاسة الدنيا بتلّف.

قعدت أستناه__

أستناه ييجي ونفهم

إزاي هننقذ نور قبل ما يفرضوا عليها جواز غصب.

_____________

لبست جاكت الشغل على السريع،

وأنا قلبي بيدق أسرع من خطواتي…

كنت حرفيًا هطير لحد العربية.

فريد قام من على الكرسي، صوته كان مليان قلق وهو بيقول:

__رايح فين كدا ومستعجل؟

مسكت مفتاح العربية من الترابيزة وأنا برد بسرعة:

__البنت اللي حكيتلك عنها… نور…

محتاجاني. واقعه في مشكله .

وقبل ما ألحق أفتح الباب،

سمعته ورايا بيقول بنبرة ما بين الجد والهزار:

__استنى… أنا هاجي معاك.

مش هسيبك تروح لوحدك.

بس أنا موقفتش.

نزلت أجري على العربية،

وأول ما فتحت الباب… لقيته ورايا بيجري هو كمان!

ركب الكرسي اللي جنبي وهو بيلقط أنفاسه.

بصيتله بغيظ خفيف ممزوج بتوتر، وقلت:

__إيه يا ابني اللي جابك!

خليك، عندك شغل.

رد عليا وهو قاعد بيربط الحزام،

عامل نفسه هادي بس عينه بتقول إنه قلقان:

__لأ… رجلي على رجلك.

وبصراحة… محتاج شوية سسبنس في حياتي.

غمضت عيني ثواني من التوتر…

وبعدين ضحكة طلعت غصب عني.

ضحكة خفّفت اللي في قلبي لحظة واحدة.

دورت العربية،

والدنيا كانت بتنور قدامي بنور الشارع على قد ما كانت بتعتم جوا دماغي.

ضغطت بنزين…

وأنا سايق، بدأت أحكيله فوَري كدا كل اللي حصل…

من أول ما رحت لبيت نور لحد ما عرفت إنهم عايزين يجوزوها بالعافية.

فريد سكت ثواني وبصلي بقلق وقال:

__طيب ان شاء الله هتلحقها قبل م يجوزوها …..

هزّيت راسي، ودست بنزين أكتر.

العربية جريت قدّام…

وأنا كل تفكيري في نور وخوفي نوصل متأخر.

بعد وقت…

وقت عدى عليّا كإنه سنة كاملة، وأعصابي كانت مشدودة على الآخر.

وأخيرًا وصلنا لبيت مرات عمي.

خبطت على الباب، فتحتلي ساره بسرعة… شكلها كان باين عليه إنها مرعوبة على نور.

دخلتني، وفريد ورايا.

قعدنا في الصالة، ومرات عمي رحبت بينا بحنان وقالت:

__اقعدوا يا ولاد، هعملكوا حاجة تشربوها.

وراحت على المطبخ.

كنت قاعد قدّام ساره وفريد…

بس دماغي كلها عند نور اللي مش معانا، ومحبوسة في بيت مليان تهديد.

ساره رفعت عينيها وقالت بصوت قلِق:

__يوسف… ها، إيه الخطة؟ لازم نلحقها قبل ما يجبرُوها على الجواز.

فريد—كالعادة—قرر يعمل نفسه مركز الكون وهو مقطع تفاحة:

__اسأليني أنا الأول… أنا بتاع الخطط.

قالها وهو رافع التفاحة كإنها ميكروفون.

ساره بصّتله بنفَس مخنوق:

_إنت اخرس.

وبصتلي وقالت:

__يوسف… قول.

اتنفست بعمق…

وحسيت بثقل القرار قبل ما أنطق.

قلت:

__بصّوا… احنا هنتفق مع نور إنها تجهّز نفسها في هدوء.

وتستنى لحد ما كله ينام.

أول ما تدينا الإشارة… نيجي ونخرجها.

ساره قفشت الكلام بسرعة:

__طب وبعد كده؟

أبوها ممكن يوصلها عادي زي م وصلها وهي عندي وساعتها هياخدها ويقفل عليها ومش هنعرف نعمل حاجه.

الكلمة ضربتني…

بس كانت صح.

اتنهّدت… واستجمعت كل الشجاعة اللي جوايا.

وبصوت واضح مالوش تراجع قلت:

__مفيش غير حل واحد.

ساره وفريد ركّزوا عليّا بنفس الوقت.

وقولت:

__إني… اتجوزها.

ساره اتسعت عينيها فجأة، وفريد وقع التفاحة من إيده.

وبصوت واحد، بنفس الصدمة:

__نــعـــم؟!

_________________

الكلمة اللي قالها يوسف وقفت في حلقي.

بعد ما فشلت خطوبتهم، وبعد ما عرفنا إنهم مش هيبقوا مع بعض…

دلوقتي ييجي يقولي: “اتجوزها”؟!

دا… دا اتجنن خااالص!

رديت عليه بصوت فيه غضب متحكّم:

__هو إيه دا… لا طبعا!

بصّلي فريد وضيق عينيه، وقال:

__وانتِ مالك اتضايقتي كدا ليه؟

حمحمت وأنا بحاول أخفي كل المشاعر اللي جوايا…

وقولت بصوت منخفض لكن فيه ألم:

__ا… أكيد يعني نور مش هتقبل بكده.

يوسف بص عليا بجدّية وقال:

__معندناش حل غير دا.

لما اتجوزتها… ساعتها، حتى لو أبوها حاول يوصلها، مش هيقدر يجبرها تتجوز غصب لانها هتكون ع ذمتي.

وهي أكيد لما تعرف إن دا الحل الوحيد… هتوافق عليه.

قلبي اتجمد، دموعي قريبة تنزل، وأنا حاسة كل حاجة جوايا بتتمزق…

مقدرتش أنطق ولا اعترض، ولما لاحظ إن في حاجة غلط، قولت له بصوت هادي:

__خلاص… مدام دا الحل الوحيد، ف هنعمله.

هزّ راسه وابتسم ……

هو مكنش يعرف الوجع الحقيقي اللي كان بيعضّ قلبي ساعتها.

فريد جاب المأذون.

ويوسف خرج يجهّز العربية.

وأنا مسكت الموبايل واتصلت بيها.

ردّت بصوت مليان قلق:

__يعني إيه؟ همشي؟ ومش هرجع هنا تاني؟

قولتلها بنفاد صبر:

__أمال هتفضلي هناك؟ هتفضلي في الوجع دا؟! هتتجوزي واحد مش بتحبيه؟

سمعت تنفستها الطويلة… حسّيت إنها استسلمت، واقتنعت.

قفلت عشان تجهّز شنطتها.

وأنا…

وقفت شوية في الصمت.

كل اللي في دماغي كان مشهد واحد…

المفاجأة اللي مستنياها أول ما ناخدها …..

واللي هتكسّرني من جوّا ……

جهّزت شنطتي.

كل حاجة كانت بتتحرك جوايا بسرعة… خصوصًا بعد ما عرفوني إن يونس هييجي بكرة يتقدّم لي.

وأنا؟

أنا دلوقتي باهرب.

مش عارفة جالي الجُرأة دي منين،

ولا حتى متخيّلة إني فعلاً هعملها،

بس كل اللي كنت متأكدة منه…

إنّي مش هفضل يوم واحد كمان في السجن اللي محبوسة فيه.

الساعة كانت اتنين بليل،

والبيت كله نايم.

بابا لسه مرجعش.

لكن اللي كان مقلقني بجد… هو مازن.

كان بايت عندنا،

مع إنه المفروض يبقى مع مراته وبنته…

بس لأ، قرّر يبات النهارده هنا بالتحديد.

وده كان مقلقني جدًا…

لأن لو صحي في أي لحظة وشافني وأنا بخرج…

مش هيرحمني!…..

الوقت عدى ببطئ لغايه

م ساره اتصلت بيا …..

عشان انزل

كان قلبي بيدق

ووشي شاحب

كأني بعمل جريمه !…..

نزلت وكانوا واقفين بالعربيه ع اخر الشارع

عشان صوت العربيه ومحدش يحس بيهم

مشيت وانا بجر الشنطه اللي كانت تقيله نوعا ما….

لغايه م ظهر ف وشي يونس!

عيوني وسعت واتخضيت ….

وهو بيقولي بسخريه:

__رايحه ع فين ي حلوه؟

رديت عليه بوجع وقهر:

__انت دمرتلي حياتي ……

انت غبي وبوظت كل حاجه بسبب خيالك المريض, …..عايز اي مني تاني؟

رد عليا بهدوء وهو بيحاول يبرر اللي عمله:

__ انا عملت كل دا عشان بحبك ومش عايز تكوني لحد غيري ….

رديت عليه وأنا متأكده انه بني آدم مش طبيعي:

__ مريض ……والله مريض

رد عليا يونس وهو بيقول بوجع مصدقتوش:

__مريض عشان بحبك؟

رديت عليه بغضب وأنا بقول:

__هو دا حب؟ انك تبوظ سمعتي قدام اهلي دا حب؟ …..

انك تقول كلام محصلش لمجرد إني مكونش لغيرك دا حب؟، …..يؤسفني اقولك يا يونس ان دا مش حب دا انانيه ومرض …..

الكلام دخل جواه،

وشه اتغيّر…

مدّ إيده فجأة ومسكني بعنف:

— مش هتروحي في حتة.

كنت واقفة مصدومة…

اتسمرت مكاني.

نفَسي اتقطع.

وفجأة…

إيده اتفلتت.

حد شدّه بعيد عني بعنف.

يوسف!

كان وشه مليان غضب…

واضح إنه قلق لما اتأخرت وجري على طول.

وورا يوسف كان واقف شاب تاني…

أول مرة أشوفه.

بس عرفت مين لما يوسف صرخ:

— خدها يا فريد على العربية!

هزّ فريد راسه،

وقالي أجري.

جريت وراه وهو ماشي قدامي بسرعة،

لحد ما وصلنا للعربية،

وإيدي كانت بتترعش…

بس وصلت.

دخلت للعربية ولقيت سارة قاعدة، عيونها مليانة دموع، وشكلها كانت خلاص على وشك الانهيار.

اقترّبت منها وضمّنتها بصوت هادي:

— متخافيش… أنا بخير.

بصيت لفريد اللي كان قاعد عليه علامات القلق واضحة، وسألته بصوت متوتر:

— يوسف؟ هيجي امتى؟

بص ف ساعته وقال:

— المفروض دلوقتي… قبل ما حد يلاحظ أي حاجة غريبة.

مرت لحظات كأنها سنين…

وفجأة، شفت يوسف جاي.

وشه مضروب، وملامحه كلها غضب وتوتر.

كان واضح إنه اتخانق جامد مع يونس…

واللي شفته خلّى قلبي يدق بسرعة… بين خوف وفرحة إنه وصل بالسلامة.

ركبت العربية بسرعة، وسمعت يوسف بيصرخ:

— يلا… سوق بسرعة يا فريد!

كنت شايفة مازن ويونس ورا العربية…

صدمتي كانت كبيرة…

مازن عرف إني هربت!

قلبي بدأ يدق جامد،

كنت حاسة إنه هيتوقف من كتر الخوف والضغط اللي جوّايا.

سارة ماسكة إيدي، وبتحاول تطمّني، بطبطب عليا بخفة:

— كل حاجة هتبقى تمام… متخافيش.

بس كل اللي كنت حاسة بيه…

خوف، توتر، وصدمة…

وعارفه إنهم ممكن يلحقونا أي لحظة.

وبالفعل… العربية اتحركت بسرعة.

سمعت صراخ مازن من ورا:

— والله مش هرحمك يا نور!

غمّضت عيني جامد، ودموعي نزلت بحرق…

قلبي كان بيدق بسرعة مش طبيعية،

وإحساسي بالضغط والخوف كان واخد كل جسمي.

سارة كانت لسه ماسكة إيدي، بتحاول تطمّني، بس أنا كنت غارقة في الخوف…

حاسّة إني على حافة الانهيار، وكل ثانية بعيدة عنهم كانت بتعدّي ببطء لا يُحتمل.

وغمرتني لحظة غريبة…

لأول مرة من سنين حاسّة إني حرة!

حاسّة بالهواء حواليا، بالليل حوالي، وبكل خطوة بعيدة عنهم…

قلبِي بدأ يهدأ شويه، رغم إن أثر الرعب لسه موجود،

بس… دلوقتي، أنا ملك نفسي، وما حدش يقدر يسيطر عليا تاني.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى