Uncategorized
رواية انت وحدك الامل كامله وحصريه بقلم ملك عبدالله – تحميل الرواية pdf

رواية انت وحدك الامل كامله وحصريه بقلم ملك عبدالله
حلو… بس قبل ما تسأَل الأسئلة دي، جرّب تقول لنفسك وأنا مالي وأنا مالي وأنا مالي
إلا صحيح… إنت مالك؟!
_جوزِك يا روح واللي هطلّع روحِك على إيديا قريب.
_ابعد بس يا عمّ إنت، وبلاش تهديد على الفاضي.
اتنهّد بصبر وهو بيحاول يتحكّم في نفسه وما يمدّش إيده عليها فعلًا؛ عنيدة بشكل لا يُحتمل، وهو قاسي في كلامه وردود أفعاله، لكن من يوم جوازهم وهو بيحاول يعدّل من نفسه وسلوكياته مش خوفًا عليها من بطشه، لكن تقديرًا لحالتها اللي عيلته كانت السبب فيها.
_ يا بنت الناس ألف مرة ومعنديش صبر أعيد تاني يا روح احترمي وجودي، احترمي أنا مين وبقيتلك إيه بلاش العِند ده معايا.
بصّت له بجمود، من غير خوف، ومن غير حتى محاولة إنها تهدي بالعكس زوّدت في حدّة كلامها وهي عارفة عقوبته تبقى إيه!
_ طب وحضرتك مش كنت عارف أنا كنت إيه؟ وبقيت إيه؟ وإنت كنت تبقى مين من شهر؟
كتم عصبيته، واضح إنها بتستفزّه قصد لكن للإنسان آخر حد، وهي بتدعس عليه دعس!
_قصدِك إيه يا روح؟
ردّت بنبرة فيها تشفّي، عارفة كويس هي الكلمة دي تعمل فيه إيه
_قصدي إني كنت مرات أخوك.
وإنت كنت تبقى أخو جوزي يا سليم بيه.
اتصلّب جسمه ثواني وبعدين انفجر:
_اتعدّلي… اتعدّلي فورًا، لأما والله هوريّك النجوم في عزّ الظهر!
بلاش يا روح اللعب الـ* ده معايا لا إنتِ قدّي ولا أنا هسكت يا بنت الناس.
أنا وحش وقلبتي أوحش.
تدخلي بهدوء، تقلعي الزفت اللي على جسمك ده، وتروّحي المطبخ تحضّري الغدا
لإما أنا عارف كويس هيحصلك إيه لو كلامي ما اتنفّذش._
بعدت بانهيار تام، وهي حاسّة إنها نَفَدِت من بروده.
تعبت من الدوران واللَّف بين نفسها.
ليه الحياة بقت قاسية عليها بالشكل ده؟ وليه الكل كارِهها؟
هي كانت تستاهل ده فعلًا؟
ولا ليه مفيش حد بيكمل معاها؟
دايمًا مغصوبة على كل حاجة،
وبرضه بيتلام عليها وكإنها السبب
الظالمة والجارحة،
رغم إنها المظلومة والضحية!
دخلت تغيّر هدومها، وهي بتفتكر إنها كانت بتهرب
بتهرب من جوز وعيلة وأهل داسوا عليها،
وفي الآخر اتمسكت
اتهانت من أهل جوزها، وأهلها، وجوزها!
افتكرت اللي حصل النهارده، وكانت لسه على حافة الهروب من سجنها
صوت ابن عمّها شقّ الهدوء وهو بيصرخ:
_الحقّوا! البنت كانت واخدة شنطة سفرها وماشية كانت هتهرب، ولولا إني معدّي بالعربية عند المحطة كانت زمانها ركبت ومشيِت!
مسك إيدها بغلّ وهي بتحاول تفلت، وصوته بيعلى وهو بينده على أبوها الحج سالم:
_عشان تتعلموا تربّوا يا عمّي!
وقفت قدّامهم بتنهار، دموعها نازلة بحرقة.
كانت لسه حاسة بارتجاف قلبها لما صدّقت إنها خلاص هتهرب من البيت اللي عاشته كأنه زنزانة
ما كانتش متخيّلة إن أول حد يقابلها يكون واحد من أهلها ابن عمها بالذات.
تاني مرة تفشل.
تاني مرة تتحبس.
وما تعرفش لحد إمتى هتفضل تحارب لوحدها ضد كل حاجة.
فاقت من سرحانها على إيد أبوها وهو بيخبطها على خدها بقسوة وغل، وصوته بيجلجل في المكان:
– تهربي؟!
ده أنا أدفنك مكانِك ولا تشوفي الشارع ده تاني!
عايزة تجيبي العار؟!
هو إنتِ مالك؟ لا جوز يلمّك ولا حدّ يقوّمك!
طول عمرك عاملالي فيها بنت***
وما كملش كلامه غير وهو بيهجم عليها ضرب، ضربات ورا بعض على وشها وجسمها، لحد ما هدومها اتقطّعت قدّام القريب والغريب، والكل واقف يتفرّج.
كمل بقسوة أكتر، وصوته ميتزحزحش من الجمود:
– ادخلي أي أوضة دلوقتي لحد جوزِك ما ييجي.
ونشوف نعمل فيكِ إيه
قومِي، غيّري الهدوم دي قبل ما ييجي!
فاقت على لمسة إيد سليم على ضهرها؛
ارتعشت، وبعدت بسرعة كأن عقرب لسعها.
عقل سليم ما شافش غير نفورها منه،
لكن الحقيقة كانت لمسة على ضهرها مليان جروح وآثار ضرب—
من أبوها، وقبل ده جوزها السابق.
_متخافيش مش هاكلك.
معرفش والله أنا مواصّل معاكي كده إزاي بعد اللي حصل.
تهربي مني يا روح؟
ألاقي أبوكي متصل بيا ألف مرة،
ويقولي انزل من السفر مراتك كانت بتهرب.
بتغفّليني؟ وبتغلّفي أهلي وأهلك؟
يا جبروتك يا شيخة
معرفش إزاي لسه متساهل معاكي بالشكل ده.
ادخلي أوضتك
مش عايز المحّك قدّامي.
امشي.
مشيت ودخلت بهدوء وبدون ما تجادل معاه، هي غلطانة وعارفة لكن على أساس إنها الوحيدة اللي بتغلط، هما كمان بيغلطوا لكن الفرق الوحيد إنها بتتعاقب
مش فاهمة هي إمتى هتخلص من كل ده والمطاف هيوصل بيها لفين
مين هيحميها من كل ده
لسه متأمله إن هيجي شخص يحميها وينتشلها من كل القسى والظلم اللي حواليها
كانت بتحمد ربنا ألف مرة إن جوزها مات لما سمعت الخبر كانت اسعد إنسانه في الكون، فكرت إن حياتها خلاص هتبدأ من جديد وبشكل كويس
هتنتهي حياتها المأسوية أخيرًا
لكن صقف توقعاته اتهدم لم اجبروها تتجوز اخو جوزها
بعد شهور عدتها فورًا
الحلم انتهى والكابوس ابتدى من تاني
هتعيش نفس المأساة والحياة المؤلمة، مش هتمشي وتعيش حياتها بحرية
هترجع تاني لسجن كانت بتتعذب فيه
كل الوجع هيرجع
يارب لاء
كانت جملة اتمنتها في صلاة ومنتظرة معجزة تحصل
معجزة واحدة تخلصها من كل كوابسها الحقيقة.
كانت الأيام بتمرّ بهدوء، كأن البيت نفسه قرر ينسحب من ضجيجهم وصراعهم.
روح اختارت البُعد، ابتعدت بكل ما فيها، من بعد آخر مواجهة بينها وبين سليم ابتعدت حتى عن الجدال، عن الرد، عن أي محاولة للفهم.
أمّا سليم فاختفى تدريجيًا من محيطها، وتلاشاها كأنه بيحمي نفسه منها أو يهرب من مشاعره اللي مش عارف يواجهها.
قرر يسافر تاني لفرع شركته برّه المحافظة؛ قرار بلا مبرر واضح غير إنه يبعد
يبعد عنها، وعن خوفه وعن إحساس غريب بيزحف جواه.
هو مش قادر يحب إنسانة – في نظره – مستهترة، واحدة ما يهمّهاش لا حد ولا نفسها.
واحدة قتلت طفلها، إزاي يأمنها على حياته هو؟!
وفكرة هروبها المرة اللي فاتت لسه واقفة قدامه.
لو ابن عمها ما كانش شافها لو أبوها ما كانش حابسها لغاية ما ينزل كانت هتروح فين؟
هو مش عايز يفكر ولا عايز يربط نفسه بيها بأي شكل.
دخل أوضتها بصرامة، نبرته قاطعة:
– أنا هسافر.
ردّت وهي مش واعية بكلامها، مستاءة من دخوله المفاجئ:
– إيه، مفيش باب تخبط عليه؟ إيه القرف اللي أنا عايشة فيه ده؟
قرب منها، والمسافة بينهم اختفت فجأة:
– اتعدّلي يا بت، وبطّلي كلام تافه زيّك بلا داهية.
مسحت دموعها وهي بترد بوجع:
– بدل ما كلامي مش عاجب سيادتك سبني سيب دراعي أنت بتوجعني.
تراجع خطوة، وهو متأكد إنه ما ضغطش عليها للدرجة دي.
– بطّلي تمثيل شوية مش بتشبعي؟
ثم تابع بحدة ثابتة:
– اسمعي يا بت أنا مش جاي أجادل مع واحدة تافهة زيّك.
أنا جاي أعرّفك إني هسافر أسبوعين.
أسبوعين ما اسمعش فيهم إنك عدّيتي برة البيت فاهمة؟
ولا إنك تعمّلي عملتك اللي فاتت.
لأن المرة الجاية مش هسيبك تعدّي بسلام.
وساعتها هتعرفي مين هو سليم عزّت.
قالتها بصوت طالع من غيظ وخوف وجُرح قديم:


