Uncategorized

رواية خيوط الماضي الفصل السابع 7 بقلم سهر احمد – تحميل الرواية pdf


✦ الفصل السابع: الظل العائد وخرق قانون المحكمه الكبري ✦

تقدم احداث مابعد ربح القضيه وذهب ساره لانهاء بعض الاجراءت للاخيره لضمن عشيه مريحه

بعد مرور اسبوع كامل علي حكم المحكمه

مرّت أيام قليلة بعد التهديد الأخير، وكانت سارة تحاول أن تعيش حياتها كما لو أن شيئًا لم يحدث. ذهبت إلى عملها، واعتنت بابنها مالك، وحاولت أن تبقي ملامحها هادئة أمامه. لكنها، في أعماقها، كانت تشعر أن وراء هذا الهدوء سكونًا مريبًا، كعاصفة تنتظر لحظتها المناسبة لتنفجر.

في صباحٍ مشرقٍ دافئ، كانت سارة تهيّئ مالك للذهاب إلى مدرسته الجديدة، المدرسة التي اختارتها بعناية فائقة، لتكون بعيدة عن أي صلة بماضيها المؤلم.

قالت له وهي ترتب زيه المدرسي:

– “مالك، كن دائمًا قريبًا من المعلّمة، ولا تغادر الفصل بمفردك، أتفقنا يا حبيبي؟”

أجابها الصغير بعفويةٍ وابتسامةٍ وادعة:

– “اتفقنا يا ماما، لكن لماذا ترددين ذلك كل يوم؟”

ابتسمت سارة بخفوت، محاولةً أن تخفي قلقها بين طيات تلك الابتسامة الحنونة:

– “لأنني أحبك يا قلبي، وأخاف عليك أكثر مما تتصور.”

بعد أن ودّعته أمام باب المدرسة، جلست في سيارتها للحظةٍ قصيرة، وأخذت تتفقد الطريق عبر المرآة الخلفية. بدا كل شيءٍ طبيعيًا… لولا تلك السيارة السوداء التي رافقتها بنظراتها الصامتة. السيارة نفسها التي رأتها من قبل يومين، متوقفة في نفس الموضع، كأنها تراقب من بعيد، بصبرٍ غامضٍ وثابت.

تنهدت سارة وقالت في نفسها بصوتٍ خافت:

– “إذًا اللعبة لم تنتهِ بعد…”

فجأة، رنّ هاتفها. رقمٌ غريبٌ مجددًا، لكنها لم تتردد في الرد، وصوتها جاء هادئًا واثقًا:

جاءها صوت رجلٍ غليظٍ، يحمل في طبقاته نبرة تهديدٍ خفية:

“لا يهم من أكون، لكن المهم أن تتوقفي عمّا تفعلينه. أكرم لم ينسَ، واعتبري هذا آخر إنذار.” قاله اكرم بتهديد وتوعد لها بالانتقام قريبا

صمتت سارة للحظة، وارتفع نبض قلبها سريعًا، لكنها أجابت بصلابةٍ لم يتوقعها أحد:

– “قل لأكرم إن زمن السيطرة قد انتهى، ومن يقترب مني أو من طفلي، سيواجه القانون… لا الخوف.”

ثم أنهت المكالمة دون تردد.

في المساء، ذهبت سارة الي مكتب المحامي ياسر، الذي كان يتابع قضيتها منذ بدايتها.

قالت وهي تجلس أمامه، والقلق بادٍ في ملامحها:

– “أستاذ ياسر، بدأت أتلقى تهديدات، ليس فقط مكالمات، بل هناك سيارة تراقبني منذ أيام.”

رفع ياسر حاجبيه بجدية وقال:

– “هذا نوع من الترهيب، لكن لا تقلقي. القانون في صفك يا سارة. سنقدّم بلاغًا رسميًا، وسأرتب لك نظام مراقبة حول المنزل.”

تنهدت سارة، وظهر في صوتها خليطٌ من التعب والإصرار:

– “أنا فقط لا أريد أن أعيش في خوفٍ بعد الآن… ولا أريد أن يشعر مالك بالرعب كل صباح.”

ابتسم ياسر بثقةٍ مطمئنة:

– “لن يحدث هذا أبدًا. المرة هذه لستِ وحدك.”

🌙 وفي الليل، بعد أن غرق مالك في نومٍ هادئ، جلست سارة أمام النافذة، تتأمل ظلمة الشارع. هناك، على بُعد أمتار، كان الضوء الخافت لتلك السيارة السوداء لا يزال يومض، كعينٍ تراقبها في صمت.

لكنها لم ترتعب، بل ابتسمت بثباتٍ وقالت في هدوءٍ يشبه التحدي:

– “حسنًا… فلتبدأ اللعبة إذًا.”

في صباح اليوم التالي، كانت سيارات الشرطة تقف أمام منزلها بعد أن قدمت بلاغًا رسميًا. غير أن المفاجأة كانت باختفاء السيارة تمامًا. لا أثر، لا رقم، لا شاهد. وكأنها لم تكن موجودة من الأساس.

ومع غروب الشمس، عادت سارة من عملها لتجد ظرفًا صغيرًا وُضع بعناية أمام باب المنزل. التقطته بحذر، وفتحته بإصبعٍ ثابتةٍ رغم رعشةٍ خفيفةٍ في يديها، لتجد بداخله ورقةً واحدةً كُتب فيها بخطٍ حادٍ وواضح:

“أتظنين أن الحرية تُنال بهذه السهولة؟ اللعبة ما زالت في بدايتها، يا سارة.”

رفعت عينيها نحو السماء، أخذت نفسًا عميقًا وقالت بحزمٍ يشبه القسم:

– “ابقَ خلفي يا أكرم، ولكن هذه المرة… أنا من سيضع القواعد.”

ثم أغلقت الباب بإحكام، والإصرار يملأ ملامحها. كانت تعلم أن القادم لن يكون سهلًا، لكنها كانت واثقة أن المرأة التي واجهت جحيم الزواج، لا يمكن أن تُهزم بعد الآن.

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والهدوء يلف المكان كوشاحٍ ثقيلٍ يخنق الأنفاس. جلست سارة في غرفة المعيشة، تحت ضوءٍ خافتٍ يتراقص على الجدران، بينما كانت الورقة أمامها على الطاولة كأنها تبتسم بسخرية. حاولت تجاهلها، لكنها لم تستطع… الكلمات كانت تهمس في أذنها، تُعيد إلى قلبها كل ما حاولت نسيانه.

وقفت، واتجهت نحو النافذة مجددًا. الهواء البارد داعب وجهها، لكن عينيها لم تغادرا الظلام المقابل لمنزلها، تبحث عن أي ظل، أي حركة، أي أثر لتلك السيارة الملعونة. لم يكن هناك أحد. ومع ذلك، كانت تشعر أن هناك من يراقبها، من بعيد… أو ربما من قريبٍ جدًا.

في تلك اللحظة، دوّى صوت خفيف في الخارج، أشبه باصطدام زجاجٍ بحصى. انتفضت سارة، اقتربت بخطواتٍ حذرة، لتجد رسالة صغيرة أُلقيت من خلف السياج، مكتوبة بخطٍ مألوفٍ إلى حدٍ مؤلم. ارتجفت أصابعها وهي تفتحها… وكان فيها جملة واحدة فقط:

“اشتقتُ إلى خوفك القديم، سارة.”

تجمدت أنفاسها. الكلمات، الأسلوب، الخط… كل شيء كان يصرخ باسمٍ لم ترد أن تتذكره.

همست وهي تضع يدها على صدرها المرتجف:

– “لا… لا يمكن أن يكون هو… رضوان؟”

لكن العقل رفض التصديق، فيما القلب بدأ ينبض بارتباكٍ غريب بين الخوف والدهشة والحنين الموجع.

هل يمكن أن يعود من الماضي الذي ظنته مات ودفن؟

رفعت الورقة إلى صدرها، كأنها تحمل بين طياتها كل ما تهرب منه منذ سنين، ثم أغلقت عينيها وقالت بصوتٍ مرتجفٍ لكنه حاسم:

– “إذا كنتَ عدت يا رضوان… فلتعلم أن سارة القديمة ماتت، ولن تجد من كنت تعرفها بعد الآن.”

ومع تلك الكلمات، سقطت دمعةٌ على الورقة، امتزجت بحبرٍ أسودٍ لم يجف بعد… كأنها تُعلن بداية حربٍ جديدة، حربٍ بين ماضٍ يرفض الموت، وامرأةٍ أقسمت ألا تُهزم مرةً أخرى.

في الخارج، كان ظلُ رجلٍ يقف عند نهاية الشارع، يراقب منزلها بصمتٍ تام، ودخان سيجارته يتلاشى في الهواء البارد.

وحين دوّى صوت رعدٍ بعيدٍ في الأفق، رفع عينيه نحو نافذتها وقال بابتسامةٍ غامضةٍ أقرب للندم:

– “اشتقتُ إليكِ أكثر مما تخيّلتِ، يا سارة.”

توقعتكم هل ساره كده انهت العلاقه المؤذيه ام هناك للقدر اراء، اخري





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى