رواية خيوط الماضي الفصل الثالث 3 بقلم سهر احمد – تحميل الرواية pdf

✦ الفصل الثالث: لقاء الأرواح ونبضات تتسارع✦
في صباح اليوم الثاني
القاء الثاني بين ساره ورضوان بعد فراق دام 8سنوات
جلسا في زاوية هادئة من المكتب، بعيدًا عن أعين الزملاء، وكأن المكان أصبح حصنًا صغيرًا يحميهما من العالم الخارجي.
لكن “سارة” لم تستطع تجاهل الواقع الذي يعيش فيه قلبها الآن، الواقع المؤلم: زواجٌ بلا حب، حياةً تشبه الصمت أكثر من الفرح.
نظر “رضوان” إليها بعمق، وكأن كل كلمة يقولها تحتاج إلى شجاعة:
– “لم أتصور أني سأراكِ بعد كل هذه السنوات… كل شيء تغيّر، لكنكِ… لا تزالين كما كنتِ، فقط أكثر قوةً.”
ابتسمت ابتسامة حائرة، والدموع تخنقها:
– “القوة أحيانًا تأتي من الألم… وأحيانًا من الذكريات التي لا نستطيع الهروب منها.”
سكتا لبرهة، والصمت كان ممتلئًا بما لم يُقل، بما شعرا به دون أن يتمكنا من التعبير عنه.
تذكرا ماحدث في السابق قبل 8سنوات قبل الفرق كل لحظه فرح لحظه حزن وكسره
فلاش باك سريع مختصر عن حياه ساره مع طليقه الاول
دق هاتف ساره كان في الخارخ من الممكله العربيه السعودية راضوان بتنهيد لا يعرف ماذا يقول او كيف ينقل لساره هذا الخبر بحيره وخجل والم وكسره ساره اريد ان اقول لكي الان
يمكن حان الوقت لنفترق لان هذا قدرنا ياساره لا ما الذي تقوله يارضوان انا احبك ولن اتخيل حياتي بدونك هذا قدرنا ياحبيبتي الذي احبتها ولن احب بعدها ماحيت ولو قبلت نساء العالم كله لن احب بعدك انا اعدك لكن الفرق هو الحل الان لن فدرنا وكل العالم لا يريد ان نبقاء معا دهرا انا ساذهب وهذا اخر قرار سامحيني يامن نبش لها قلبي ولن يعيش بعدها سعيدا مهما حولت انا لن انساكي ساظل اتذكرك الي ان تفارق الروح جسدي ياحدثك دائما حتي وان طلقتك ستكونين انت الصباح والمساء لن تتركي تفكيري ابدا
اهل رضوان كانوا سببا الانفصال
حبيبا دام عشقهم عمرا
ثم قال “رضوان” بصوتٍ أخفض بعد ما اسفاق من ذكرياته مع ساره حينا اخذ قرار الانفصال منها، كأن كل كلمة تقطع جزءًا من صمت الماضي: كل يوم مر بعد فراقنا كان قلبي يخترق بنار الفرق وعيني يعتصر من كثره الدموع
– “سارة… هل شعرتِ يومًا أن قلبك يرفض النسيان؟ أن الذكريات لا تُمحى مهما حاولنا؟”
أحركت برأسها، والدموع تكاد تملأ عينيها:
– “كل يوم… كل لحظة… وأنتَ بعيد، كنتَ في قلبي، لكن حياتي استمرت… رغم أني لم أحب أحدًا غيرك.”
ابتسم “رضوان” برقة، وكأنها الإجابة التي انتظرها طوال عمره:
– “وأنا… كنت أعرف أيضًا. كل يوم، كل لحظة، لم أنسَكِ… رغم أن حياتي تغيرت، رغم أنني متزوج ولدي طفلان، لم يختفِ شيء منك.”
شعرت “سارة” بوخز الألم يعصف بها، كل كلمة كانت تذكرها بما لم تمنحه لها زوجها الحالي: حبٌ صادق، حضورٌ قلبي، شعورٌ بالانتماء.
– “رضوان… نحن… الآن… واقعنا مختلف… أنا متزوجة… وأنت متزوج…و لديك حياة…
لكن قلبي… قلبي لم ينسَك.”
وقفا للحظة، كأن العالم حولهما توقف، وكل ما كان موجودًا هو هذا الشعور القديم الذي لم يمت، شعورٌ أقوى من الزمن، أقوى من البُعد، أقوى من كل شيء.
“أحيانًا، يحتاج القلب إلى سنوات ليُدرك ما كان يعرفه منذ البداية… أننا لن نحب أحدًا كما أحببنا أول مرة… وأن بعض اللقاءات لا تُنسى، مهما حاولنا العيش في واقع آخر.”
وان الحب الاول باقي في القلب لن يخرج الي مع خروح روحك كن جسدك
دخلت ساره مكتبها
“سارة” نظرت بعيدًا، إلى نوافذ المكتب حيث كانت أشعة الشمس تتسلل، متسائلة:
– “هل سيأتي يوم… أستطيع فيه أن أختار قلبي؟ أم أن حياتي ستظل مجرد صدىٍ لما كان ماضي وتتضل خيوطه ترفقني اينما ذهبت؟”
دخل مكتب راضوان بعد خروج معشوقته ساره
ابتسم “رضوان” بحزن:
– “ربما لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا… فهمه، والتعلم منه، وربما… يومًا ما، إعادة صياغة القلوب التي لم تزل مرتبطة ببعضها.”
ظلّا جالسين في المكتب، وكل واحد منهما يحاول أن يجد الكلمات المناسبة، لكن الصمت عاد ليخيم، ثقيلًا، كأنه يجبرهما على مواجهة ما كان مستحيلًا قبلاً.
“سارة” شعرت بأن قلبها يخفق بقوة، وكأن كل جزء من جسدها يصرّ على تذكيرها بالحقيقة الوحيدة: أنها لم تتوقف يومًا عن حب “رضوان”.
كانت تعلم أن العودة إلى المنزل تعني مواجهة زوجٍ متغيّر، زوجٌ لم تشعر معه بالسعادة منذ سنوات، ومع ذلك لم تستطع قلبها أن ينكر هذه الحقيقة.
ابتسم “رضوان” برقة، وكأنه يقرأ أفكارها:
– “أعلم… أعلم كم كان صعبًا عليك أن تمضي حياتك… وأنا أيضًا تحملت غيابك، ولكن هنا… الآن… أرى أن شيئًا لم يتغير.”
واعلم ايضا انكي كلما تضعي راسك علي لتنامي لاتحلمين عير بي اعلم حبيبتي كم تحملتي الم ووجع وحزن مع زوجك اعتذر علي فرقنا لاني انا الذي طلبت منكي ان نفترق بسببي تحملتي كل هذا العناء والالم
تقدّم خطوة، وجلس أقرب، لكنهما لم يلمسا بعضهما. كانت المسافة بينهما مسافة الاحترام، ومسافة الألم أيضًا.
– “سارة… أريد أن أكون صادقًا… أنا متزوج، لكن قلبي… قلبي لم ينسك يومًا. ما زلتُ أحملك بداخلي، في كل لحظة، في كل تفكري.”
تنهدت، ودمعة ساخنة انزلقت على وجنتها:
– “رضوان… أنا أيضًا… لم أنسَك. حاولت أن أحب، حاولت أن أتأقلم… لكن قلبي لم يستطع. كل لحظة مع زوجي… أشعر وكأن جزءًا مني مفقود.”
كانت الكلمات ثقيلة، لكنها أخفقت في تخفيف الألم الذي شعرت به.
– “ربما… لو لم تفصلنا الظروف… لو لم نضطر لترك بعضنا… هل كنا سنكون معًا الآن؟” سأل “رضوان” وكأنه يحاول قياس صدق مشاعرها.
ابتسمت بمرارة:
– “من يدري… لكن القدر اختار لنا هذه الحياة، وأنا أعيشها، وأنت أيضًا، رغم كل شيء… ولكن هنا، الآن… شعرت أن شيئًا ما عاد للحياة بداخلي.”
نظر إليها بصمت طويل، وكأن كل حروف الماضي تسبح أمامه: أول نظرة، أول ابتسامة، أول شعور بالحب الذي لم يُنسَ.
– “سارة… أحتاج أن أرى ما يمكن أن يكون، حتى لو لم يكن ممكنًا الآن… أريد فقط أن أطمئن أن قلبك ما زال لي كما كان.”
ارتجفت، لكنها لم تجب، لأن الحقيقة كانت أكبر من أي كلام، أكبر من أي وعد: قلبها لا يزال ينبض له وحده، رغم كل العقبات، رغم كل سنوات التي مرت والألم والصمت.
ثم جلس “رضوان” بجانبها قليلًا، وهما يشاهدان الشمس وهي تغرب من نافذة المكتب، والدفء الذهني الغائب عن حياتها مع زوجها حال دون التفكير في المستقبل القريب.
– “سارة… لا أريد أن أسبب لكِ ألمًا. أعلم أن حياتك ليست ملكي الآن… ولكن إذا تركتِ لي فرصة، حتى صغيرة… قد يكون قلبنا قادرًا على إعادة الاتصال، حتى لو فقط لفهم ما فقدناه.”
أغمضت عينيها، وابتلعت دمعتها، وفكرت في سنوات الانتظار، في أيام الوحدة، في كل ما فقدته وهي تحاول أن تتأقلم مع حياة لم تكن هي.
– “رضوان… كل شيء في داخلي يقول نعم… ولكن العقل يقول لا… وأنا لا أستطيع أن أجرح من يعيش معي الآن.”
ابتسم “رضوان” بحزن عميق، وعرف أن الطريق أمامهما طويل، مليء بالعقبات، لكنه شعر بالراحة في معرفة شيء واحد: أن قلبها ما زال ينبض له كما كان، وأن الحب الأول لم يمت، وأن الأمل ما زال حيًا في داخلهما، مهما كانت الظروف.
خرجت “سارة” من المكتب في نهاية اليوم، ووجدت نفسها تتنفس بحرية لأول مرة منذ سنوات، وكأن لقاءًا قصيرًا مع “رضوان” أعاد جزءًا من حياتها المسلوبة.
كانت تعلم أن القادم أصعب، أن القرارات التي ستتخذها ستغير كل شيء… لكنها كانت أيضًا تعرف شيئًا مهمًا: قلبها، رغم كل شيء، لم ينسَ الحب الأول. وسيظل يستحوز كل روحها وقلبها ومشاعره
“القدر لم ينسَنا، وربما اليوم هو اليوم الذي تبدأ فيه القلوب الضائعة بالعثور على طريقها… حتى لو كان الطريق مليئًا بالعقبات.”
