Uncategorized

رواية وصمة وجع الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل – تحميل الرواية pdf


رواية وصمة وجع الفصل الخامس 5 بقلم سهام العدل 

=الفصل_الخامس
ينام يستلقي جالسا على سريره القديم في غرفته في منزل والديه الذي تركه منذ حوالي عشرون عاما ليتزوج بفاتنته التي أسرت قلبه منذ النظرة الأولى لها مازال يتذكر هيئتها أول مرة التقاها وهي تدخل مكتب المحاماة الذي كان يعمل فيه تحت التمرين بكل اختيال رغم ضآلة جسدها ونحافته الذي ظهر في ذلك السروال الأبيض الضيق والكنزة الحمراء القصيرة وطولها الذي لا يتجاوز المئة وستين سنتيمترا ولكنه يبدو أطول من ذلك فضلا عن الحذاء الأحمر الذي ترتديه ذو الكعب العالي ولكن رأسها مرفوعة بخيلاء تلك الرأس التي تحمل شعرا مموجا بلون القهوة وعينين بنفس اللون تأسران من ينظران لها وبشرة بيضاء صافية خالية من الزينة لم يستطع حينها أن يمنع عينيه من تأملها بعناية رغم ملاحظة جميع من حوله بذلك ولكنه لم يبالي كل ماكان يريده أن يخفيها عن عيون الآخرين حتى لا يمتلكونها بأعينهم كما ينظر إليها هو كانت قد جاءت تشتكي صاحب المنزل الذي تستأجر منه محلا صغيرا تعرض فيه بعض الأزياء النسائية التي تصممها وتعرضها للبيع وهو يريد طردها من المحل لهدم البيت.
حينها تودد لها وتقرب منها بغرض مساعدتها وعلم منها أن اسمها ياسمين طالبة جامعية تنتمي لأسرة ميسورة الحال ولكنها ليست ثرية ورغم دراستها تهوى الأزياء والتصميم والتفصيل لذا قررت أن تفعل ماتحب وتبدأ حياتها العملية بجانب دراستها أعجب بها وبشخصيتها تلك الشخصية التي تملك كل المزايا شخصية قوية حكيمة مسئولة حنونة ومعطاءة لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وقع في غرامها متيما وسعادته بها غمرت العالم عندما تأكد منها أنها تبادله نفس الحب والمشاعر.
تقدم لخطبتها ومر عامان حتى تم الزواج بعد التجهيزات مرت الأيام والشهور والسنين بينهم بكل حب وتفاهم وبدون أية مشاكل سوي مشكلة العمل الذي كان يشعر أنه يشاركه فيها ويجعلها تضطر للتعامل مع الجميع من الجنسين وجميع الأعمار مما كان يأجج الڼار بداخله ولكن ما جعل الأمور تتفاقم بينهما شعوره بأنه
يكمل حياتها وليس هو حياتها نفسها لا ينكر أنها كانت له نعم الزوجة ونعم الأم لأبنائه ولكنها لا تشركه معها في أي أمور تخصها أو تخص المنزل عامة أو تخص حياة الأولاد كم تمنى أن تحكي له عن مشاكلها اليومية أو مشاكل أبنائه أو أنها فشلت في حل شىء وتريد مساعدته فيها بالعكس كانت تستبعده عن كل ذلك حتى وإن كان عن غير عمد حينما كان يعرض عليها ذلك كان ردها الدائم متشغلش بالك أنا هحل كل حاجة كفاية عليك شغلك أنت حتى وإن كان غرضها ألا تثقل عليه الهموم ولكنه كان يريدها أضعف من ذلك معه مهما كانت قوتها هو يريدها إمرأة تراه سندها في الحياة قوتها تستند عليه تلجأ إليه ولكنها كانت عكس ذلك وهذا ماجعله يرى عن قناعة أن عملها هو السبب في إكتسابها تلك الشخصية وهو نفسه الذي جعل قلبها الحنون المعطاء يقسو عليه ويألف البعد عنه كل هذا الحب الذي بني في سنوات طويلة بدأ في التلاشي مابين أمور يحمل ذنب كل منهما الآخر.
التقط هاتفه من حواره وبدأ في تصفحه لعله يجد شيئا يوقف تفكيره الذي لايتوقف وإذا به يصدم من هول ماقرأ صديق ينعي زوجة صهره ياسر ويقدم له واجب العزاء لم يصدق ما قرأ فحاول الإتصال على زوجته مرارا وتكرارا ولكن لا إجابة فاتصل على ابنته جني التي أكدت له صحة الخبر وأن أمها ترافق خالها في منزله نهض مسرعا يبدل ثيابه وهو يهرتل بعصبية غاضبا من زوجته التي لم تبلغه بذلك يلومها كيف لها أن تستثنيه من حياتها بهذا الشكل هو لم يرغمها على ترك عملها إلا رغبة منه أن يأخذ جزء أكبر من إهتماماتها ويكون له الأولوية في حياتها وتلجأ له عندما تتعثر كيف لها انت تفعل به ذلك وهي تعلم جيدا أنه يحب أسرتها ويعتبر نفسه جزءا منها كيف لها ألا تخبره بمۏت زوجة أخيها فكان من الواجب عليه أن يكون بجوار ياسر في ذلك الوقت ولا يتركه ولكن ياسمين بعنادها حرمته من ذلك.
وصل بسرعة البرق الى منزل ياسر بعد قيادته بسرعة چنونية وفي ذات الوقت لم يتوقف عن الرنين علي ياسمين التي أخيرا أجابته بصوت هادىء غير مبالي أيوة يامراد
قال وهو يتمالك نفسه من شدة الغيظ أنا أدام البيت تحت عند ياسر ممكن تفتحي لأن الوقت اتأخر ومش عاوز أرن واعمل قلق
أجابته بتنهيدة حاضر.. هفتح لك
بعد دقائق قليلة كان يجلس أمامها في غرفة مكتب ياسر في الدور السفلى ينظر إليها بحزن على هيئتها الذابلة وعينيها المتورمتين من أثر البكاء ولكنها تتمثل الصمود كعادتها..
 على أخيها وزوجته وولديه ولكن منذ متى وهو يبالي بها!! منذ متى وهو يهتم لما يحزنها فقد اعتاد عليها زوجته المسئولة الخارقة التي تحل كل شئ ولا تشتكي هما ولا ۏجعا ولم يكفيه ذلك بل يخيرها مابين عملها أو الإنفصال عنها ولكنها اليوم بعد تلك الساعات التي مرت عليها بدونه وهي في أمس الحاجة اتخذت قرارها الصحيح.
قطع ذلك الصمت وتلك النظرات عتابه الهادئ لها إزاي حاجة زي دي تحصل وأنتي متعرفنيش أنتي نسيتي إني جوزك
نظرت له بعتاب قاس وردت الظاهر إن أنت اللي نسيت يامراد.. هو أنت فين عشان أعرفك.. أنت بقيت تظهر وتختفي بمزاجك
رد عليها ببعض الڠضب المكتوم ما تلونيش الكلام يا ياسمين أنتي لو كنتي عايزة تعرفيني كنت عرفتيني وف ظرف زي ده كنت حطينا مشاكلنا على جمب وعرفتيني كنت لازم أكون موجود مع ياسر في وقت زي دا
أجابته ببعض الانفعال أظن لا ده مكان ولا وقت لعتاب أخويا تعبان وماصدقت أنه نام هو وأولاده وماما ربنا اللي عالم بحالها عشان ياسرواعتبر عزاك
وصل وسعيكم مشكور 
احمرت عيناه من شدة الڠضب ونهض ممسكا ذراعها پعنف وقال بصوت هادىء ولكن كله ڠضب أنتي اټجننتي.. عزا إيه يامخبولة ياسر ده أخويا وأنتي عارفة اني بعتبر عيلتك عيلتي واني واحد منهم بس شكلك انتي اللي كل ماتكبري عقلك بخيب 
نفضت ذراعها من يديه ونهضت أمامه قائلة بإنفعال هما عيلتك واخواتك عشان هما اعتبروك أخ أكبر لهم وأنت كنت لهم كده بسببي أنا أنا اللي خليت مكانتك عندهم فوق الكل كنت رسماك في عيونهم ملاك بجناحين الرجل اللي مبيغلطش عمري ماحكيت لهم عيب فيك ولا مشكلة بينا خليتك في عيون الكل قدوة وان كل اخ عندي يتمنى يكون زوج زيك.. بس للأسف أنت مقدرتش ده 
نظر لها بتعجب وصدمة من حديثها وقال بإستنكار أنت بتعايريني بحب عيلتك ياياسمين.. تمام وكمان إيه اللي أنا مقدرتوش قولي اللي عندك 
أجابته بحزن ملكش حاجة عندي أقدر أذكرها يامراد وكمان زعلان إني مبلغتش سيادتك بمۏت صبا ليه.. أنت كنت جمبي إمتى.. عمري وأنا لوحدي كل خطوة في حياتي كنت فيها لوحدي كل مرة وقعت فيها قمت لوحدي حتى أصعب لحظات حياتي كانت من غيرك يوم ماولدت جنا كنت أنت في جلسة في المحكمة ويوم ماولدت فادي كنت مسافر ولحظات كتير متتعدش كنت فيها من غيرك لما بصراحة اتعودت أكون لوحدي ومبقاش فارق وجودك من عدمه 
جلس وهو يبتسم ابتسامة استنكار موجعة على ماسمعه ورفع بصره إليها ورد عليها أنتي عمرك وأنتي اللي مبعداني عن حياتك يا ياسمين عمري ماحسيت انك محتاجاني كنتي كل يوم بتثبتيلي عن اللي قابله إني وجودي ماهو إلا سد خانة والظروف اللي بتحكيها دي كانت خارجة عن إرادتي وأنتي عارفة كده.. جاية دلوقتي وترمي الغلط عليا
جلست أمامه تنظر في عينيه پغضب وقالت أنت وجود كان سد خانة!!!.. دا أنا طول الوقت كان همي أرضيك وأسعدك وأسعد ولادنا ومقصرش في حاجة كنت بحارب الدنيا والوقت عشان أوازن بين البيت والشغل وأظهر في الحالة الأمثل اللي أكون راضية عنها قبل ماأنت ترضى عنها أنت اللي عمرك ماحسيت أنا عانيت أد إيه عمرك ماحسيت أن كان يومي بيبقى إزاي مابين شغلي واحتياجات بيتي ومتطلبات عيالي ولازم يجي الليل على رجعتك أكون في أبهى صورة عشان أفضل حلوة في عينك زي أول مرة شوفتني عمري مااشتكيت عشان ماتزهقأش وتمل وأبقى الزوجة الشكاية عمري ما حملتك أكتر من طاقتك وأقول كفاية عليه هموم شغله اللي مبتخلصش وكان نجاحك يوم عن يوم واسمك اللي بيلمع في البلد والجرايد والبرامج اللي بتتكلم عن نجاحاتك كان نجاح ل  أن أمر تلك الجائزة التي فازت بها ولم تنلها أمر بسيط يأتي مابداخلها ليوقظها ويذكرها أنها ليست كاملة وليس الحق في التمتع بالحياة كغيرها من هن في سنها ليس لها في الخروج والظهور بين الجميع كما أنها بعد أن أصبحت شابة يانعة تعلم أن
ليس لديها الحق في أن يحبها شاب ويختارها من بين الجميع ويتزوجها تعلم أنه حلم مستحيل التحقق موجوعة حد البكاء كل ماتحتاجه المرأة التي عاشت سنواتها الستين تعطي فقط دون مقابل تتحمل متطلبات الجميع بوجه بشوش ونفس راضية تحمل هم الجميع ومع ذلك تبث فيهم الرضا والصبروعندما وجدت صوت والديها عال بعض الشئ همت بالرجوع ولكن استوقفها كلمة أمها التي نطقتها بۏجع يعني خلاص يافتحي.. سمعت كلام حميدة واتجوزت بعد العمر دا كله
رد عليها بنبرة حادة أيوة ياصباح هو أنا يعني مش من حقي اشوفلي حتة عيل قبل ماأموت عيل يحمل اسمي
ردت بعتاب لا حقك يافتحي وحميدة اختك بتحارب بقالها ٢٠ سنة لما عملت اللي هي عايزاه
هدأت نبرته وقال بهدوء قلبها عليا ياصباح مانا أخوها الوحيد وأنت عارفة انها بتحبك وانتي غلاوتك عندنا إزاي 
قالت بإستهزاء يصحبها ۏجع آه مانا عارفة ربنا يعطيكم على قد نيتكم تصبح على خير يا يا فتحي 
خرجت سدرة من غرفتها متجهة للحمام الذي يجاور غرفة والديها لتستعد حتى تذهب لعملها فوجدت أختها تقف بالقرب من الغرفة تبكي بصوت مكتوم وتغطي فمها بيدها شعرت بالقلق فاقتربت منها تسألها إيه ياسدن اللي موقفك كده وبتعيطي ليه!! 
نظرت لها سدن پقهر ثم سحبتها من يده متجهة إلى غرفتها ومغلقة الباب خلفهما وقالت بدموع الحقي ياسدرة بابا اتجوز
نظرت لها بتعجب غير مصدقة ثم حاولت عدم إظهار رد فعلها وقالت وإيه يعني مايتجوز
نظرت لها سدن بتعجب ثم قالت پبكاء وماما ياسدرةماما 
قالت سدرة ببرود ومالها ماما ماطول عمرها عارفة ان عمتك الحرباية بتجرب وراه عشان تجوزه وأمك عقلها أكبر من كده فكك انتي من الحوارات دي وانتي ولا كأنك تعرفي حاجة… ثم تركتها وخرجت تاركة سدن تبكي طوال الليل حتى أذن الفجر وسمعت صوت إغلاق باب الشقة فعلمت أن أباها قد نزل لصلاة الفجر فخرجت لتطمئن على أمها التي تتقطع أنياط قلبها لأجلها طوال الليل فلم تجدها استيقظت كعادتها كل يوم.
فتحت عليها باب غرفتها وجدتها مازالت نائمة.. اقتربت منها تتأملها بحزن ولكنها ابتسمت عندما وجدتها تبتسم وهي نائمة فحاولت أن توقظها قائلة بهمس ماما ماما قومي يالا الفجر أدنأول مرة تتأخري عنه… ظلت على هذا الحال عدة دقائق فلم تجد إجابة شعرت بالذعر فتناولت زجاجة الماء الموجودة على الخزانة الصغيرة التي بجوارها ونثرت منها البعض فوق وجهها ولكن ليس هنا إجابة بدأت بهزها پعنف وهيستيرية ماما ماما ردي عليا عشان خاطري
لم تشعر بعودة أبيها ودخوله عليها متفاجئا إيه فيه إيه خير ياسدن مالها أمك
قالت پبكاء هيستيري مبتصحاش ولا بترد عليا
اقترب منها زوجها وبدأ يستشعر نبضها وأنفاسها وثلوجة جسدها وقال بحزن إنا لله وإنا إليه راجعون أمك ماټت ياسدن 
ذاك الشهر الذي مر لم يخمد النيران المتقدة في قلبه من فعلتها ثم فراقها المفاجىء له كل ليلة يستيقظ مڤزوعا وهو يراها معلقة في السقف متدلية من ذلك الحبل اللعېن وكلما عاد من عمله ودخل الغرفة يرى نفس الصورة تطارده ورغم أنه لم يستسلم لهذا الحاډث أن يدمره ولم يسمح لحزنه أن يظهر وأن يسيطر عليه إلا أن قلبه ېحترق يشعر بلسعة الڼار لا تفارقه كلما نظر إلى ولديه الصغيرين اللذان مازالا ينتطران عودة أمهما ورغم محاولة إقناعهما بأنها لن تعود الأمل لديهم لا يتوقف.
انهمك في عمله أكثر من اللازم وحاول تعويض كل ماأهمله في شهور مرضها عاد يعمل بكد وعناء ويخرج كل يوم أرواح جديدة ترى النور من بطون أمهاتهم جعله الله سببا ليري نظرة السعادة في عيون كل أم ترى ابنها لأول مرة وكل أب يحمل مولوده بين يديه هذا الشىء الوحيد الذي يشعره ببعض الرضا فهو في النهاية أب ولم يكن أي أب بل أب مسئول يعرف ماعليه من واجبات تجاه أبنائه.
خفف العبء عنه بعض الشئ هو إلحاق الولدين بروضة أطفال بعدما اقترحت عليه ياسمين ذلك
أصبح يصطحبهما في الصباح للروضة حتى ينهي عمله في الفترة الصباحية ويعود يأخذهما إلى بيت والدته وقضاء ساعات النهار حتى يذهب لعمله المسائي ثم يعود يأخذهما من والدته ويعود بهما لمنزله.
حاولت والدته كثيرا أن تجعله يمكث معها في منزلها ويبيت فيه ولكنه أصر على المبيت في فراشه الذي مازال يحمل عبقها رغم كل الحزن الذي بداخله واللوم الذي يلقيه عليها يفتقدها يفتقد طيفها في المكان يفتقد وجودها ولو بأي شكل وهيئة.
يجلس في عيادته الخاصة شاردا يتناول قهوته فإذا بالباب يطرق أذن للطارق بالدخول ويتفاجأ من دخول ياسمين.
يهب واقفا 
أشار لها بالجلوس على الكرسي الذي أمامه فجلست وسألها وهو فين آسر مطلعش معاكي ليه
أجابته ماهو لسه ما فكش يوسف قال كمان أسبوع فطلبت منه يستناني في العربية أما اطلع أشوفك بقالي أسبوع مفيش فرصة أشوفك 
قال معتذرا سامحيني يا ياسمين والله الشغل أخد كل وقتي وبرجع هلكان وما بصدق أرجع أقعد مع الولاد شوية
قالت بحنان ربنا يعينك ياحبيبي.. أنا فرحانة إن المركز هنا رجع يشتغل زي زمان وفرحانة انك قدرت تتخطى اللي حصل ده 
تنهد ياسر بۏجع وحاول تخطي الأمر وقال بس قوليلي أنا عارف إن عندك شغل كتير اليومين دول ليه يمني ماراحتش مع آسر وأنتي شوفتي شغلك 
زفرت وقالت يمني أختك دي حكايتها حكاية.. رافضة تروح عند يوسف ورافضة تقابله ومقولكش بقى بيتصل عليا كل يوم إني أحاول أقنعها تعطيله فرصة ثانية ويبدأوا من جديد وأنت مش تايه عن دماغها رافضة أي كلام في الموضوع ده وأنا مش عارفة اعمل إيه 
قال بهدوء سيبيها براحتها متغصبيش عليها وفهمي يوسف إن لو له نصيب فيها هياخدها 
هزت رأسها توافقه الرأي وقالت هو ده فعلا اللي هيحصل طب وآسر 
رد عليها بتساؤل ماله آسر 
قال وهي تهز كتفيها مش عارفة ماله.. حزين دايما والابتسامة اللي كانت ماليه وشه خاصمته وساكت أغلب الوقت 
قال لها مطمئنا متشليش هم آسر بكره الجمعة وأنا هقعد معاه أشوف ماله أهم حاجة أنتي ياياسمين 
تنحنحت وقالت بإبتسامة مزيفة أنا مالي أنا زي الفل أهم حاجة اطمن عليكم وعلى ولادكم 
نظر لها نظرة ذات معنى وقال إحنا كمان من حقنا نطمن عليكي طول عمرك بتدي وشايلة هم الكل من حقك تشاركينا همك
نظرت للأرض بحزن ثم رفعت رأسها وقالت له مفيش هم ولا حاجة اطمن كل حاجة هتكون تمام 
فاجئها بقوله طب ومراد بينكم إيه
ابتلعت غصة مؤلمة وقالت مبقاش بينا حاجة مجرد وقت وكل حاجة هتنتهي
قال بحزن معقول بعد الحب ده كله اللي بينكم ينتهي 
ردت بۏجع الحب عمره مابني بيوت البيوت اللي بيبنيها المشاركة واللي بيدفيها الإهتمام واللي بيحافظ عليها الټضحية 
طرق الباب ودخلت الممرضة الخاصة بمكتب ياسر وقالت آسفة لحضرتك بس دكتور البنج بيستعجلك عشان حالة الولادة 
أجابها تمام اتفضلي وجاي وراكي
نهضت ياسمين بإبتسامة وقالت أسيبك أنا وبكرة هجيب جني وفادي ونتجمع عند ماما 
ابتسم لها وقال بس إحنا مخلصناش كلام
ردت عليه بكرة نكمل سلام يا حبيبي
أبشع شعور من الممكن أن يشعر به إنسان هو شعور الفقد وخاصة إن كان لك شخصا بالنسبة لك حياة كم هو مؤلم أن تفتقد السند والظهر والدعم!!… كم هو مؤلم أن تشعر أنك انتهيت بمجرد رؤية عزيز عليك يغلق عليه  وانتهى وجوده من الحياة ولم يتبقى منه سوي ذكراه.. والأوجع من ذلك إن كان ذلك الشخص هو الأم تلك التي وهبتك الحياة … إحساس اليتم أشبه  شخص يتحرك فقط مهما طال به العمر يظل ذاك الطفل الذي ذهبت روحه مع روح أمه.
 
للحياة أن تكون قاسېة لهذا الحد كيف للقدر أن يكون بهذا الجحود الذي ينزع منها الحياة على غفلة
تتذكرها وتبكي بحړقة على فقدانها الذي ېحرق كل خلية بداخلها ولم تجد من يواسيها تمنت لو تلقت لو جزء بسيط من دعمها ولكنها كل يوم تكتشف قسوته عن اليوم الذي يسبقه وهاهو يدخل عليها حاملا بعض الأكياس يبحث عنها في الشقة وأخيرا وجدها تجلس منحنية على السرير تبكي كما تفعل منذ أن عادت منذ ثلاث أيام من عزاء أمها.
زفر بضيق وقال إيه ياغصون مش هنخلص من المناحة دي بقى أمال لو كانت أمك كنتي عملتي إيه
اعتدلت تنظر له بعينين تاه جمالهما من شدة البكاء وردت عليه بأنفاس تتقطع من شدة البكاء وقالت پغضب ممزوج بالبكاء متقولش كده تاني ياسعد حرام عليكأنا معرفش أم غيرها هي كانت أمي ودنيتي كلها 
زفر بضيق وقال طب قومي جهزي الغدا عشان اتنين صحابي جايين يتغدوا هنا
نظرت له بعتاب وقالت مليش نفس اعمل حاجة ولا أنا قادرة
نظر لها پغضب وقال بإستنكار لا بجد يعني اقول للرجالة متجوش أصل المدام ملهاش نفس تطبخ
قالت بدموع حرام عليك يا أخي ارحمني
رد عليها بعصبية إلهي ماتشوفي رحمة لا ف دنيا ولا ف آخرة ياشيخة فذي يابت قومي أنا مستحمل نكدك بقالي كام يوم وقول اصبر ياواد اصبر لكن خلاص بقى صبري نفد ومبقتش مستحمل دلعك ده 
تنهدت بۏجع ودموع لا تنضب وقامت تلتقط الأكياس متجهة بها للمطبخ باستسلام لتنفيذ ماطلب قال لها وهي تسير مولية له ظهرها أنا نسيت أجيب سجاير هنزل أجيب وراجع لو طاهر وسالم جم افتحيلهم يستنوا في أوضة الجلوس على أما ارجع
التفتت له متعجبة وقالت هما مين اللي ادخلهم أنا مش هدخل حد وأنت مش موجود يبقوا يستنوا تحت أما ترجع
قال پغضب يستنوا فين ياختي دول جايين من طنطا وأنا مش هتأخر عشر دقايق وراجع 
قالت بإصرار مش هدخل حد ياسعد حتى لو جايين من الصين مفيش رجالة غريبة داخلة الا لما ترجع أنت
زفر بضيق وقال بإستهزاء ماشي ياست الشريفة انا هستني اما يجوا اللي يسمعك كده ميقولش انك عشتي عمرك كله في بيت راجل غريب مش أبوكي وياعالم كان بيعمل معاكي إيه
ألقت مابيدها أرضا وقالت پغضب كتمته منه كثيرا أخرس قطع لسانك كله إلا كده
وقبل أن تكمل كلامها كان قد انقض عليها ينهال عليها ضړبا وهو يهرتل مين اللي يخرس يابنت … قطع لسان مين يابنت 
صړخت مټألمة من صفعاته ولكماته المتتالية ثم وقعت أرضا من شدة الألم فركلها بقوة في بطنها فصدرت منها صړخة شديدة فقدت على نحوها الوعي



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى