رواية عرفته واحببته وتزوجته في يوم واحد الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم راندا عبدالحميد – تحميل الرواية pdf

رواية عرفته واحببته وتزوجته في يوم واحد الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم راندا عبدالحميد
الحلقه الثامنه و الثلاثون :
وقبل ما حد ينطق بكلمه تانى .
بصوا الاتنين على الزاويه الكانت رونى منكمشه فيها
على نفسها ومغمضه عنيها واديها على ودنها وبتتنفض وتصرخ .
وعماله تصرخ وتقول كفايه خلاص كفايه .
وافتكر الاتنين انهم وهما بيتكلموا نسيوا رونى انها موجوده معاهم ؛ وانها لسه الجرح واجعها ولسه ما نسيتش الحصل فيها .
وكانت قريبه على باباها .
لكنه اتفاجئ بيها ومقدرش يتحرك من مكانه وهو بيشوف بنته بتبكى وتتنفض بالشكل الهستيرى ده .
بس وليد كان اسرع منه لانه شافها قبل كده فى حالات انهيارها .
وجرى عليها وقعد على ركبه قدامها وحضنها وطبطب عليها وهو بيمسح على دماغها وضهرها .
وبيقول رونى حبيبتى انا وليد .
فوقى خلاص مافيش حاجه اهدى يا رونى .
خلاص يا حبيبتى . سامعانى يا رونى انا وليد جوزك انا وليد البيحبك .
خلاص ما فيش حاجه يا عمرى خلاص اهدى .
وعلى صوت صراخها اتجمع كل الفى البيت امها واخوها وقرايبها والكل واقف مصدوم من الحاله الهيا فيها .
ومكانوش متوقعين الشايفينه قدامهم .
ونزلت دموعهم .. وكل الكان مخبيه عنهم باباها شافوه واقع هما كانوا عارفين انها حصلت لها حادثه ووليد سفرها معاه بره كملت علاجها .
وبعدها عرفوا انها حامل وكانت بتكلمهم دايما كلهم بس بعد الولادته وقفت الاتصالات وابوها اعتذرلهم بانها مشغوله بالولاد ولانها وحدها مش بتفضى تكلمهم .
وكانوا عارفين الحادث اثر عليها نفسيا بس محدش شاف انهيارها ده .
ومكانوش مصدقين ان رونى البنت الدايما بتضحك وتتنطط توصل بيها الدنيا وتبقى بالحاله دى .
وكالعاده انها لما يحصل معاها الحاله دى بياخدها وليد فى حضنه ويتكلم معاها ويهديها بالكلام لغايه لما تهدى وده قلل استخدامها للمهدئات وبقيت مش بتاخدها الا لو الحاله زادت معاها .
وبعد شويه لما شمت ريحه وليد وحست بحضنه وابتدت تهدى من كلامه وتهدى فى حضنه .
انتبه وليد على كل الناس الواقفه بتتفرج عليها .
وده حاجه دايقته لانه ما يحبش حد يشوفها وهيا ضعيفه كده .
فشالها وطلع بيها من عندهم ودخلها اوضتها وخدها فى حضنه عشان ينيمها .
بس بعد دخولهم بثوانى دخل اخوها وكان فى منتهى العصبيه ووراه امها .
وقال اخوها : انت داخل هنا تعمل ايه تانى اتفضل بره وكفايه قوى لغايه كده .
انا بابا منعنى عنك من الاول بس للصبر حدود وبعد الشفته انا البقولك اتفضل بره .
ورونى اول ما سمعت الصوت العالى ابتدت تنكمش تانى وتحط ايديها على ودانها .
ولاحظها وليد وابتدى يكلمها ويهديها والتفت على اخوها وقال بهدوء بعكس الجواه : لو سمحت ممكن نكمل كلامنا بعدين عشان رونى هترتاح دلوقت شويه ..
وشاورله عليها .
وهو ومامتها شافوها وحسوا ان الحاله هترجعلها تانى. وركز وليد مع رونى وتناساهم وحاول يهديها من تانى وفضل معاها لغايه لما هديت ونامت .
اما مامتها لما شافت البيحصل اخدت اخو رونى وطلعت وقفلت الباب .
وهيا بتبكى على حال بنتها والبيحصلها .
وفضل وليد واخدها فى حضنه يتاملها وهيا نايمه فيه ويووعدها انه عمره ما هيبعد عنها وانه بيحبها .وقال :
يدكِ التي حطت على كتفي
كحمامة نزلت لكي تشرب
عندي تساوي آلف أمنية
ياليتها تبقى ولا تذهب
الشمس نائمة على كتفي
قبلتها آلف ولم اتعب
—-
تلك الجميلة كيف ارفضها
من يرفض السكنى على كوكب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع ما ترغب
تلك الجميلة كيف أقنعها
آني بها معجب .
( نزار قبانى )
وبعد شويه صحيت وشافت وليد موجود جنبها وهيا كانت لسه مش مركزه .
ولقيت جنبها بيبصلها ومبتسم .
فقالت : هو فيه ايه ؟ ايه الحصل ؟.
فابتسم وليد وتصنع الاندهاش .وقال: ايه ده انتى مش فاكره عملتى فيا ايه ؟
فاستغربت وقالت : لا . انا عملتلك ايه ؟
فقال : يا سلام فضحتينى قدام باباكى وانتى تقولى بحبه يا بابا بحبه يا بابا .
خلاص يا ستى عرفت انك بتحبينى يعنى انا هاطير ما انا معاكى اهه .
هو كان عارف انها ممكن تفتكر جزء من الحصل وهيكون القبل ما الخوف يسيطر عليها .
وان الحواليها ممكن يتكلموا معاها ويحكولها الحصل .
فكان عايز يوصلها الحصل بطريقه غير مباشره .
عشان ما يضغطش على اعصابها ويفهمها بالراحه وهو متاكد ان الموضوع ما انتهاش وممكن تتعرض لمواجهه تانيه مع اى حد فعايز يهيئا نفسيا لكده .
فضحكت وهيا بتبصله بزهول وقالت : انا مش ممكن اعمل كده . وبصتله بنص عين وقالت ومين اصلا القال انى بحبك.
وابتدت ملا محها تتغير وكانها ابتدت تفتكر شويه وبصت لباب الاوضه ورجعت بصتله .
وقالت : بابا . انت عملت ايه مع بابا ؟كلمنى بصراحه ارجوك يا وليد ما تخبيش عليا .
فقال : شوفى يا رونى انا باعتبر باباكى زى بابايا من وقت ما اتجوزتك .
هو يمكن زعلان منى دلوقت بس معاه حق واى حد يزعل منى او يعمل اى شى يزعلنى مش هاقدر الومه .
لانه حقهم لانى غلط وانتى فى الاول والاخر بنتهم ولازم يقفوا فى صفك ويدافعوا عنك ضدى .
وانتبه للدموع البدئت تظهر فى عنيها . فقال : بس مهما حصل انا مش ممكن اتنازل عنك ابدا لانك كل حياتى ودنيتى العايش عشانها .
وباس دماغها .
وكمل وقال : عارفه انا نفسى اكتر حد يسامحنى فى الدنيا دى انتى .
نفسى قلبك الطيب ده يرجع يصفالى من تانى ويسمحلى اسكن فيه وارجعله .
وقطع كلامهم لما مامتها خبطت على الباب ودخلت .
وكانت جايبالهم عصير .
ولما لقيت انها صحيت وقربت منها وشافت دموعها .
فبصت بغيظ لوليد وقالت : انت قلتلها ايه . عملتلها ايه تانى ؟.
فقبل ما يرد وليد ردت رونى وقالت : ما تخافيش يا ماما هو ما عملش حاجه بالعكس والله هو طيب خالص معايا وبيعاملنى كويس قوى .
فبصتلها امها وقالت : اه طبعا وانا شفت بنفسى طيبته عملت فيكى ايه من شويه .
فابتسمت رونى وقالت : طيب بابا فين ؟
فقالت امها : فى المكتب من ساعت الحصل ما خرجش منه .
فقامت رونى وقالت : طيب انا هاروحله .
فقال وليد : طيب اشربى العصير بتاع مامتنا وبعدها روحى .
فبصتله امها بغيظ على كلمت مامتنا . وما اتكلمتش. والنظره دى ما عدتش على رونى وحست ان البيت كله خد موقف وحش من وليد .
فشربت العصير وقامت تروح لباباها .
ووليد مسك ايدها كان نفسه يقولها ما توافقيش على انهم يبعدوكى عنى .
بس مامتها معاهم فمش عارف يتكلم .
بس رونى فهمته .
وقالت : تعالى ياماما انتى ووليد معايا .
ولما خرجت كان اخوها بره فسلمت عليه وهو حضنها وباس دماغها وسالها عن حالها دلوقت .
وهيا قالت :تعالا معايا هنروح لبابا نتكلم معاه شويه .
وخبطوا على الباب ودخلوا كلهم وهيا فى الاخر .
بس اول ما باباها شافها قام من مكانه وفرد ايديه ليها وهيا جريت عليه وحضنها وفضل يبكى وهيا تبكى معاه والكل دمعوا معاهم .
بس بعد شويه هديوا وقعد باباها وهيا جنبه ولف دراعه على كتفها وهيا فى حضنه .
فقالت :هو ممكن اتكلم شويه معاك يا بابا ؟.
فباس دماغها وقال : قولى كل الانتى عايزاه مع انه من قبل ما تتكلمى انا باوعدك انه مش هيطول شعره منك من هنا ورايح .
فاعتدلت رونى فى مكانها وبصتله وقالت : شوف يا حبيبى وليد من اول ما اتجوزنى وهو بيتقى فيا ربنا وعايز يشيلنى من على الارض شيل وبيعاملنى معامله اى بنت تتمناها .
والحصل يوم الحادثه كان فى لحظه جنون او غضب شديد هو فقد السيطره فى نفسه .
هو اصلا طبعه مش عصبى معايا خالص .
بس المثل بيقول اتقى شر الحليم اذا غضب .
فاهمنى بيقولك شر يعنى مش زعل ولا غضب .
ما انكرش انه وجع قلبى قبل جسمى بس صدقنى غلطت اليوم الواحد ده فضل سنين بيكفر عنها .
وبيعمل اى حاجه بس عشان يرضينى ناسى نفسه ورغباته وكل الدنيا حارم نفسه منها .
مش بيسيبنى انا والولاد الا لو عنده متش او تدريب او مضطر يعمل مشوار ويرجع على طول وموفرلى حارس للفيلا كحمايه عشان اتطمن .
وجايبلى شغاله وبيبى سيتر شالوا عنى مسئولياتى ناحيه بيتى .
واتحمل مراحل تعبى كلها وكان جنبى دايما باى طريقه حتى لو انا طردته وبعدته عنى.
بس كنت بحس بكل البيعمله عشانى واهتمامه بيا.
عمره ما ضغط عليا ولا اهانى ولا مل منى .
وكفايه احساسه بالذنب كل ده وانه ماسابنيش وكان ممكن يسيبنى فى المصحه ويقول انا كده عملت العليا ؛ بس هو دايما جنبى بيهتم بيا بنفسه وبكل حياتى وتفاصيلها .
فقال باباها : اذا كان عمل معاكى اى حاجه كويسه من بعد سفركم ده عشان احساسه بالذنب وبيكفر عن غلطه ؛
بس بعد كده الله اعلم ممكن هيعمل معاكى ايه .
فابتسمت وقالت طيب : مش البيغلط ويندم ويحس بالذنب لازم نغفرله ونقف جنبه ؟
فقال باباها : اقف معاه فى اى حاجه مش ببنتى .
انا مش ممكن اضحى بيكى تانى .
ولا افضل قاعد مستنى الوقت اليغضب فيه الحليم وانا خايف على بنتى من شره .
فقالت : صدقنى ان غضب الحليم سببه مش هيتكرر تانى وحتى لو اتكرر اكيد الحليم اتعلم الدرس خلاص .
وكانت بتبص لوليد الكان بدوره بيبصلها وبياكدلها بعنيه كلامها لبتقوله.
فقال باباها : وحتى اذا اختلف السبب وغضب الحليم بسبب تانى هتعملى ايه انتى وقتها ؟.
هيا هنا ماردتش بس بصت لوليد لانها فعلا كانت حاسه ان السبب لو اتكرر وليد مش هيغلط نفس اغلطه .
طيب فعلا لو اختلف السبب هيعمل ايه ؟.
وهنا رد وليد وقال : والله يا عمى انا معاهد ربنا انى عمرى ماهمد ايدى عليها تانى .
وباعاهدك دلوقت انى عمرى ما هازعلها وهاتقى ربنا فيها وربنا يشهد .
وهنا تدخل اخوها وقال : يا حبيبتى لو انتى خايفه على انك تبقى عندك بيت ومتجوزه .
اقسملك لو تحبى انه بمجرد انتهاء عدتك تانى يوم تبقى متجوزه اليستاهلك وصاينك وولادك هيبقوا زى ولادى زى ما هجيب لولادى قبلهم هيبقى ولادك وزى ما اعامل ولادى احسن منهم ولادك .
وهنا وليد كان على وشك الانفجار لدرجه بان عليه التوتر جدا .
فقالت رونى : طيب ليه اتجوز واحد غير وليد وانا واثقه انه مش هلاقى حد يحبنى زيه ؟
فقال باباها : يعنى بعد الحصل ده ولسه بتقولى بيحبك ؟
فبصت لباباها وقالت : فاكر لما جه اتقدملى وانت قلت هو ده الراجل الهكون مطمن عليكى معاه .
صدقنى يابابا لو شلت بس اليوم ده هتلاقى هو ده الراجل الانت اتكلمت عنه والتبقا مطمن ان بنتك معاه .
ونظرتك فيه ما خابتش ولو على الغلطه والحصل صدقنى هو ندم وكفر عنها ؛ ولسه بيكفر عنها وهو لو على الفرصه التانيه هو فعلا خدها .
من وقت ما سافرت تانى معاه لبره ونجح فيها بامتياز .
وغير كده انا واثقه انى ولادى مش هيلاقوا عند حد الهيديهم وليد وانا مش باتكلم ماديا لا والله .
بس لو تشوف تعامله معاهم صدقنى هو اب رائع بمعنى الكلمه انا ما كنتش اتوقع ان ابو ولادى هيتعامل معاهم برقى التفكير والاخلاق بالشكل ده .
انا عارفه ان فى حاله وجودهم معاكم انكم مش هتبخلوا عليهم بحنانكم والتعامل الكويس وهتحبوهم وهتهتموا فيهم احسن منى ومن وليد بس .
انا مش عايزه ان ولادى يتحرموا من ابوهم وهو عايش او انه يجى عليهم عيد واول حد يعيدوا عليه يكون مش باباهم .
وعايزاهم يلاقوا الحب والرعايه من باباهم مش مستنين حد يشفق على الولاد اليتامه وابوهم عايش حتى لو جه كل فتره مش كفايه لاحتياجهم لباباهم .
فقال باباها : يعنى البيخليكى مضطره تفضلى معاه هو ولادك .
فبصتله وقالت بصدق : لا والله السبب الرئيسى هو انه مش هلاقى احسن منه وهو يستحق انك تسامحه وتديلوا فرصه تانيه .
هو لو لا قدر الله مش كويس .
انا كنت اول واحده هقولك عايزه ابعد عنه عشان ولادى ما يطلعوش زيه .
بس صدقنى هو اكبر من اى كلام ممكن اقوله فى حقه سواء فى طبعه او اخلاقه .
فسكت باباها وهو بيبص فى الارض .
فقالت رونى : خلاص يا بابا ولا لسه ؟
فقال باباها : انا ما كنتش مستنيكى تقولى كده ابدا .يعنى مش هتندمى على قرارك ده ؟
فرجعت بصت لوليد تانى .
وقالت : ان شاء الله مش هندم .
فقال باباها : على العموم انا ما اتعودتش اجبرك على قرارتك ولو عايزه تفكرى تانى حقك .
فقالت : مش محتاجه يا بابا صدقنى .
فقال : على العموم ده قرارك ودايما خليكى فاكره انى بيتى مفتوحلك وولادك قبلك .
فباست دماغه وقالت : ربنا يخليك ليا .
وشاورت لوليد بعنيها .
وهو قام باس دماغه واعتذرله ووعده انه مش هيتكرر تانى .
وهيا بصت على اخوها لقيته مش راضى على البيحصل فقامت وقعدت على يد الكرسى الكان قاعد عليه وشاورتله يقرب منها .
وهو افتكر انها هتقوله على حاجه مهمه مش عايزه حد يعرفها .
فميلت عليه وقالت : بقولك ايه ما تسيبك من كل البيحصل ده وتقوم تعزمنى على شويه شيكولاته او ايس كريم شيبسى اى حاجه يعنى انا اختك ومسافره من سنين . دلعنى شويه كده .
فاتعدل اخوها وبصلها بصدمه .
وهيا بصتله كانه مستغربه استغرابه لكلامها .
فقالت :ايه مش معاك فلوس اسلفك ولا تيجى نبلطج على بابا وماما ولا ايه ؟
وهو كان على حاله مصدوم منها وقال : انتى عارفه انتى بتقولى ايه ؟ احنا فى عز زعلنا وحرقت دمنا عليكى . وانتى بتقولى عايزه شيبسى وشيكولاته ؟
فتصنعت الغضب وقالت : وقلت ايس كريم ما تنساش انا ليا فتره ماكلتوش عشان هناك الفتره الاخيره برد .
لكن هنا حر فعايزه اعوض .
فسكت وهو بيبصلها عشان يتاكد اذا كانت عاقله ولا مجنونه .
فقالت : ها هتفصل تتامل فيا كتير انا عارفه انى جميله وزى العسل كمان .
بس اتامل بعد ما تعزمنى يلا قوم ولا استنى .
وشاورت لوليد وجه وقف قدامها وقالت وهيا بتلف دراعها على كتف اخوها : بص يا لولو ابو نسب ده لسه فى شويه صغيرين هنا وشاورت على قلب اخوها .
زعلانين منك مع انى عارفه انه بيحبك قوى من وانت بتلعب حتى من قبل ما تتقدملى .
بس لو ما صالحتوش وشلت الشويه الصغيرين دول انا مش هاسافر معاك فصالحه بسرعه يلا .
فابتسم وليد وقال : حقك عليا يا ابو نسب وليك حق عرب عندى وان شاء الله مش هيتكرر الحصل تانى ولو مش مصدقنى احكم عليا باليعجبك ومستعد امضيلك على ورقه بيضه بس يبقى البينا صافى يا لبن .
فضحكت رونى وقالت : ايه انت ما عندكش غير امضى على ورقه بيضه تقول جوزهانى وامضى على ورقه بيضه . تقول نتصالح وامضى على ورقه بيضه .
انت مضيت لحد قبل كده على ورق ابيض ولا لا .
بس قولى مش خايف وهما زعلانين منك يجردوك من كل ما تملك .
فبصها وليد فى عنيها وقال : انا كفايه عليا انك تبقى معايا عشان اتنازل عن الدنيا والفيها .
فاتكسفت وارتبكت وبصت فى الارض وبعدها بصت لاخوها القاعد جنبها وحط ايده على خده وبتفرج عليهم وهو رافع حاجبه .
فقالت عشان تخفى ارتباكها منه : ايه مش صالحك .
قوم هات الايس كريم والشيبسى والشيكولاته .
فقال وليد وهو مبتسم طالما فيها ايس كريم نستنى لما يسيح وبعدها ناكله .
وغمزلها .
واخوها انتبه للغمزه ولما وشها الحمر وهيا مكسوفه عرف ان الموضوع فيه ان .
بس ارتاح من جواه وحس ان علاقه رونى ووليد كويسه وانه فعلا ممكن يستحق انه يديلوا فرصه تانيه .
وهيا اتكسفت وسابتهم ومشيت وراحت قعدت جنب مامتها .
وحاولت انها تنسى ارتباكها وتصالحها فحطت ايدها على كتفها وقالت : ايه يا ست الكل لسه زعلانه ؟ .
فبصتلها امها وقالت : يعنى عاجبك الانتى عملتيه ده بدل ما تسيبيهم ياخدوا حقك ويبردوا النار الجوانا فى السنين الفاتت انتى البتقنعيهم يسامحوه .
انتى مش عارفه احنا كل ليله انا وابوكى ننام ودموعنا على خدنا من القهر والزعل عليكى وعلى حالك .
لا احنا قادرين نرجعك ولا عارفين نطمن عليكى حتى لما نكلمه مش عارفين اذا كان بيكدب ولا لا .
ما همكيش حسرتنا واحنا بنكلمك على النت ونشوفك دبلانه وبتموتى كده قدامنا .
ماهمكيش الا انك ترجعيله بعد العمله فيكى .
فاتملت رونى عنيها بالدموع وقالت : والله يا ماما الحصل ده ما تتصوريش وجعنى ازاى ودبحنى من جوه قلبى .
وانا لغايه وقت قريب ربنا واحده اليعلم بالجوايا والكنت بحس بيه .
بس والله هو فعلا حاول كتير قوى يعتذرلى عشان اسامحه بس قلبى كان مقفول منه وكفايه انه سنين عاشهم بس عشان يراضينى .
ويما صبر عليا وياما عاش معايا لحظات ما اتمناش لحد يعيشها .
وصدقينى هو فعلا يستحق انك تديله فرصه تانى .
مش هاقولك انسى لانه صعب النسيان .
بس حاولى تعتبريها فرصه تانيه وصدقينى انا بالنسبالى الفرصه التانيه والاخيره .
وانا نفسى لا هاسمح ولا هاقدر حتى اسامح لو الحصل ده اتكرر .
وعشان خاطرى ياماما وليد انتى عارفه انه مالوش اهل ومن ساعت ما اتجوزنا اعتبركم اهله فبلاش تقسى عليه صدقينى الدنيا قسيت عليه كتير .
وانا الكنت فيه ما قصرتش معاه وفى البهدله معايا.
وهو استحملنى وما عمروش لا اشتكى ولا اعترض لا مل وشوفى هو مستعد يعمل اى حاجه عشان يراضيكم .
وهنا جه وليد وقعد جنب ماما الناحيه التانيه .
وقال : هيا امنا لسه مش عايزه تسامحنى .
انا نفسى مش هاخرج من هنا الا وانتى راضيه عنى .
فبصيت لامى بنظره كانى بقولها شفتى مش باقولك .
فسكتت ماما وما ردتش .
فباس دماغها وقال :سامحينى يا امى وحقك عليا وانا زى ابنك برضوا وسامحينى .
وحط ايده على كتفها وباس دماغها تانى .
فانا قلت :لو سمحت شيل ايدك دى بتاعتى .
فقال :يا يا حلوه انا من ساعت ما كتبت عليكى وانا شريك ليكى فى كل حاجه مامتك وباباكى وحتى اخوكى .
فبصيت لماما وقلت : شوفتى يا ست الكل احنا فاكرينه طيب وهو داخل على طمع وعايز يشاركنى .
فبصتله بنص عين وقلت : وانا مش بحب الشرك وشديت ماما لحضنى.
فشدها هو لحضنه وقال :خلاص وانا مش هاشاركك انا ماعنيش ام وهاخدها كلها تبقى امى .
فشديتها منه تانى وقلت : لا واصلا هيا مش هترضى بيك .
فشدها منى ومسك ايدها وباسها وقال : وافقى بيا يا امى انا ما عنديش غيرك دلوقت .
فدمعت عين امى وطبطبت عليه وشدته لحضنها .
وقالت : ربنا يخليكم لبعض وانت طبعا زى رونى وابنى كمان .
فتصنعت الزعل وقلت : يعنى تاخديه فى حضنك وانا لا .
فضمتنى ليها بايدها التانيه .
ففرحت وبصتله واحنا الاتنين فى حضنها ولعبت حواجبى وطلعتله لسانى .
فضربنى على خدى ضربه خفيفه عشان طلعت لسانى ليه .
انا اتفاجئت بيها وحطيت ايدى على خدى وبصيتله بزعل وقمت بالراحه من حضن امى ومشيت وروحت اوضتى وقفلت الباب ونمت.


