Uncategorized

رواية خيوط القدر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf


رواية خيوط القدر الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سارة المصري

الفصل الحادى والثلاثون
فتح باب غرفتها فوجدها تجلس على طرف الفراش تطرق رأسها فى حزن وحين انتبهت اليه رفعت رأسها قائلة ” حمدلله ع السلامة ”
اقترب منها قائلا ” الله يسلمك ”
دققت النظر فى وجهه قائلة ” شكلك بقيت احسن ”
قال وهو يركع على ركبتيه ليواجه وجهها ” ده يتوقف عليكى ”
عقدت حاجبيها فى دهشة قائلة ” عليا انا ؟؟؟“
وبعد نظرة طويلة مفحمة بعواطفه قال وهو يحتوى كفها فى رقة بين يديه ” مرام جتلى امبارح وحكتلى على كل حاجة ”
لمعت دمعة فى عينها وقالت بصوت مختنق ” وانا قبل كدة قلتلك نفس اللى قالته وانت مصدقتنيش ”
قال ادهم فى حنان ” ندى انا كنت معذور ..انتى خبيتى عليا وهما لعبوها بشكل يخلى اى حد يصدق ”
هزت ندى رأسها وقالت بألم ” وانت عمرك ما كنت اى حد ” واضافت وهى تنهض وتترك كفيه ” وانا فعلا خبيت ..عارف ليه ..عشان خفت اخسرك ..وكل ما كنت بقرب منك اكتر كنت بخاف اخسرك اكتر ” التفت اليها وهى تواصل بدموعها وتلهث بشدة ” ورغم كدة اعتبرت ان ده ذنب ولازم اتحاسب عليه …قبلت اتحمل عقاب الخيانة وانا عمرى ما خنت ولا حتى فكرت ..سيبتك تعمل كل اللى انت عاوزه ” وبسطت ذراعيها مواصلة ” الاوضة دى شافت كل احلامى بتموت على ايدك ..شافت كام مرة هنتنى وضربتنى واتهمتنى فى شرفى ..شافتك وانت بتعاملنى كجارية مستنى تزهق من جسمها عشان ترميها مش كزوجه بتحبك وعلى استعداد تحط عمرها كله تحت رجليك ”
تهالك على طرف الفراش وهو يقول فى الم ” كفاية يا ندى متخلنيش اكره نفسى اكتر من كدة ”
قالت فى ضعف ” انت عاوز ايه دلوقتى ..انا اهو تحت امرك ..وهفضل تحت ايدك لحد ماتزهق ”
نهض اليها وامسك بكتفيها قائلا ” ارجوكى كفاية ”
قالت فى مرارة وهى تتذكر مشهده مع سلمى منذ ايام ، فكل ماذكرته لا يمثل شىء امام المها الحقيقى انما ارادت ان تخفى بتلك الكلمات وجعها الاصلى ” متاخر اوى يا ادهم ”
هز كتفيها قائلا ” ايه اللى متاخر …انتى سامحتيهم ..سامحينى انا كمان حاولى ”
قالت فى الم وهى تتراجع لتفلت نفسها من بين ذراعيه ” عارف سامحتهم ليه ؟؟؟… عشان عارفة كويس احساس انك هتكون بتموت كل يوم عشان اللى قدامك يسامحك وانت ولا حاسس بيه ..احساس صعب متمنهوش حتى لعدوى ..احساس جربت وجعه وقهره ”
مرر ادهم يده على وجهه وهو يحاول منع استرجاع كل ماسببه لها من ذكريات مؤلمة ، ادرك كم كان قاسيا وحشا ، هز رأسه ليعود الى واقعه قائلا ” قوليلى اقدر اعمل ايه عشان تسامحينى ”
رمقت نظرة احساسه بالذنب فى عينيه فقالت ” انا مسامحاك صدقنى بس اللى ضاع بينا ارجعه ازاى ؟؟؟“
هتف ادهم فى دهشة ” اللى ضاع بينا ؟؟“
لوحت بيدها قائلة ” ايوة انت مب…“ قاطعها صوت رنين هاتفه فاخرجه من جيبه قبل ان يلقى عليها نظرة شابها التوتر ةاشار بكفه ليبتعد قائلا ” لحظة واحدة ”
تابعته حتى خرج من الغرفة وظلت على وضعها حتى عاد اليها بعد دقائق وهو يغلق هاتفه ويقول ” مضطر انزل دلوقتى ضرورى ..عندى شغل مهم ”
طالعته ندى بنظرة شك لم يلحظها ، عن اى عمل يتحدث وقد خرج لتوه من المشفى ، اقترب من جبينها ليقبله وآلمه ان ابتعدت بوجهها عنه فتراجع فى حزن وهو يقول ” هنكمل كلامنا بعدين ”
وبمجرد ان خرج القت بجسدها على الفراش تبكى بشدة ، لقد انتهى كل شىء ، لقد احتملت غضبه وانتقامه ولكنها لن تحتمل ان يحب غيرها ابدا ، لقد علم بالامر كله بعد ان تحركت مشاعره تجاه سلمى واصبحت الان هى سيدة قلبه الاولى ، اما هى فلم يعد لها مكان قد يدفعه شعوره بالذنب للابقاء عليها او الكذب ليخبرها انه لازال يحبها ، ولكن حبه قد انتهى انتهى منذ ان اطاعه قلبه لان يعذبها على هذا النحو ، كانت واهمة حين ظنت انها بامكانها الحياة على بعض من اطلال مشاعره تجاهها ، حتى هذه الاطلال قد انتشلته سلمى منها لتبنى من مشاعره صرحا جديدا على طرازها هى ، تذكرت كيف هرع اليها وعاد اليه نشاطه فى لحظات ، تذكرت نظراتها اليه وقبلته لهاوبكائها على صدره واعترافها بحبها ، ذلك المشهد الذى ظل يحاصرها لاربعة ايام كاملة ، المشهد الاقسى فى حياتها كلها ، كانت على ثقة بانها من حادثته هاتفيا منذ قليل ، االى هذا الحد اشتاق لرؤيتها وبهذه السرعة ، شعرت انها انتهت ولم يعد لها اى قدرة فى تحديد ماتريد ، هل تبتعد عنه وتتركه لحبيته ؟؟، ام لانها لا يمكنها الابتعاد عنه ستقبل البقاء كمجرد ظل فى حياته .
****************************************************************
عقدت ياسمين حاجبيها وتراجعت فى مقعدها وقالت فى احتجاج ” يعنى ايه نسيب المستشفى يا عمر …دى فرصة شغل مش هتتعوض ”
رد عمر وهو يرتشف من فنجان القهوة امامه فى هدوء“ انا قلت اسيب مش نسيب ”
ردت دون ان تستوعب مارمى اليه ” ما انت لو سبته طبيعى هسيبه معاك ”
هز كتفه فى لامبالاة قائلا ” وتسيبه ليه مادام مقتنعة ومرتاحة بالمكان كملى فيه ”
صمتت ياسمين لتفكر لحظات وتابعت فى حيرة ” مادام انت مش عايز تكمل فيه فده اكبر سبب يخلينى مكملش ”
رفع حاجبه فى تذمر“ وليه بقا ؟؟…عيلة شبطانة فيا فى كل حته اروحها لازم تيجى معايا ”
دهشت ياسمين لما قاله فزفر قائلا ” ماقصدتش ..بس مهياش قاعدة ان المكان اللى اشتغل فيه انتى كمان تشتغلى فيه ”
قالت ياسمين فى تحد ” وليه لا ”
اجابها فى هدوء ” عشان المستشفى اللى رايحلها شغلها كتير جدا ومش هتستحملى ”
ابتسمت فى سخرية قائلة ” ده على اساس مستشفى الصحة اللى انا فيها مفيهاش ضغط شغل ”
نهض عمر قائلا ” بصى يا ياسمين انا كدة كدة مش هكمل فى المستشفى دى لانى حاسس انى مش مرتاح عكسك انتى ..حبيتى المكان والناس ..انا عندى مبرراتى انتى لا ”
حاولت ان تتكلم فبسط كفه لتتوقف وهو يواصل ” ولو مبررك ان اى مكان اروحه لازم تكونى موجوده فيه فده فى المقابل هيخسرك مكان وناس انتى اتعوتى عليهم وحبتيهم ..فكرى بطريقة عمليةا اكتر
بدا حديثه غريبا لها فى تلك الليلة وشعرت بنبرة غريبة فى خلجات صوته وهو يواصل ” وعلى فكرة انتدابى خلص من مستشفى الصحة بتاعتكو ومش ناوى اجدده وهرجع مستشفتى الاصلية ”
استغرقت ياسمين لحظات لتدمج ما يقوله مع نظراته وطريقته وقالت ” ما تسيبلى البيت كمان بالمرة ” واضافت وهى تهز رأسها فى الم ” مش قولتلك هتزهق ؟؟“
حدق بها عمر للحظات وقال فى غضب ” تعرفى انى فعلا زهقت ”
هتفت ياسمين ” قصدك ايه ”
قال وهو يستند بيده الى الباب ” قصدى انى مش مضطر كل دقيقة وكل ساعة اكرر كلامى واقولك انى بحبك ومش هتخلى عنك ”
دمعت ياسمين لطريقته الجافة فى التعامل وحاول عمر مقاومة تاثير دموعها عليه وهو يشيح بوجهه قائلا ” انا هستلم شغلى من بكرة وانتى براحتك تكملى فى المستشفى ما تكمليش ..انتى حرة ”
وانسحب من امامها لاول مرة غير مباليا بدموعها تلك وهو ما اخنقها واذهلها فى الوقت ذاته واخافها ، فعمر قد اصبح هو عالمها الخاص الذى تعيش فيه وتعيش من خلاله ولن تتحمل اى صدمة منه مطلقا ، تعلم انها حملته مالا يمكن ان يحتمله بشر ، تعلم انه لايوجد اى رجل يحتمل معشار ما تحمله هو بنفس راضية ، ولكنها اعتبرته بالفعل غير كل الرجال وغير كل البشر ونسيت انه بالفعل بشر وله طاقة احتمال بدأت تنفذ يوما بعد يوم .
********************************************************************
فتح ادهم باب غرفة ندى فوجدها تجلس على الارض مستندة برأسها الى الحائط وتضم ركبتيها الى صدرها وهى تحدق فى السقف فى شرود، آلمه حزنها وآلمه اكثر انه هو من تسبب فيه ، ناداها فى رقة ” ندى ”
اجابت دون ان تلتفت اليه ” نعم ”
ركع على ركبتيه ليجلس امامها قائلا ” انتى كويسة ؟؟“
اغمضت عينيها للحظات وفتحتها لتقول ” ولو مش كويسة هيفرق معاك ..لو انت عاوزنى دلوقتى اتفضل ”
هتف فى غضب حاول تلافيه دون جدوى ” ندى !!!“
ابتسمت فى شحوب وهى تقول ” ايه مالك ؟؟….ما انت اللى عودتنى على كدة ..اهم حاجة تكون مبسوط حتى لو كنت بموت تحت ايدك ”
لاتعرف مالذى تفعله به حين تذكره بما فعل ، حمم من الجحيم كافية لجعله يقتل نفسه لانه آذاها ، تجاوز هذا وهو يضع كفها بين راحتيه قائلا ” عارف انه صعب ..بس حاولى يا ندى حاولى تسامحينى ”
نهضت فى الم فنهض بدوره وهى تقول ” انا فعلا سامحتك ومن قبل حتى ما تطلب ده ..بس النسيان صعب وخصوصا مع اللى حبتهم اكتر من نفسك ”
احتضن وجهها بين كفيه وقال ” مش قادرة تفتكريلى اى حاجة كويسة ياندى ”
واضاف وهو يلتقط علبة الى جواره ويفتحها قائلا ” فاكرة ”
نظرت ندى الى المسدس الموجود فى العلبة وهى تعود بذكراها الى هذا اليوم الذى طلبت منه ان يعلمها كيف تستخدمه ، تاملته للحظات واشاحت بوجهها فقال ادهم ” ايه رأيك لو اعلمك ازاى تستخدميه ؟؟“
ظل ندى على صمتها ولم ترد فوضع ادهم العلبة جانبا وهو يقول ” طيب بلاش ” وعاد ليمسك بكتفيها مواصلا ” مش ناوية تنزلى شغلك ؟؟“
التفتت له ندى فى شرود وقالت ” شغلى ؟؟“
واصل بنظرة حانية ” اه شغلك اللى بتعشقيه يا ندى واللى مفيش حاجة بتقدر تسعدك قد نجاحك فيه ”
ظلت ندى على صمتها ولم ترد وفجاة انقطع التيار الكهربائى وعم الظلام المكان وبتلقائية ضمها ادهم الى صدره فهو يعرف خوفها المرضى من الظلام ، شعر بها ساكنة تماما بين ذراعيه فقال وهو يمسح على شعرها ” اهدى يا ندى متخافيش ” واخرج هاتفه ليضىء كشافه فانسحبت ندى من بين ذراعيه قائلة ” مبقتش بخاف من الضلمة ..اكتشفت ان فيه حاجات كتير بتخوف اكتر منها ”
تجاهل ادهم ماتعنيه وتحدث الى محمد هاتفيا ليشغل ماكينات الكهرباء ومالبث ان عادت الكهرباء بعد لحظات ، نظر ادهم الى ندى للحظات وهو يطالع عينيها الزرقاء التى فقدت بريقها ووجهها الذى تلاشت بهجته ، كانت وردة وذبلت بعد ان دخلت الى قصره ، تمنى لو دفع حياته ان امكن لتعود كما كانت
اقترب منها وهو يمسك بكفيها فى حنان قائلا ” ايه اللى يرضيكى ياندى وانا اعمله ؟؟“
هل حقا باستطاعته ان يرضيها عن مشاعره التى اصبحت لاخرى ، اى ثمن بامكانه ان يعوضها ، كرامتها لن تسمح لها ان تبكى امامه اكثروتشحذ منه مشاعره وان تبقى الى جواره فقط ليرضى ضميره ويئد احساسه بالذنب ، لاتعرف كيف اخرجتها من ثغرها ولكنها قالتها ” ادهم طلقنى ”
*******************************************************************
فتحت ام سلمى الباب على ابنتها وهى تقول“ الكهربا قاطعة والدنيا ضلمة هتفضلى فاعدة لوحدك برضه ..تعالى نقعد مع بعض شوية ”
ابتسمت سلمى وهى تتحسس الفراش حتى وصلت الى الضوء الضعيف الذى يصل من الصالة ليقف امام باب غرفتها وقالت ” هوا انا اطول اصلا اقعد معاكى ..انا بس تعبانة من الشغل وعايزة اريح ”
تنهدت امها وقالت ” شغل برضة يا سلمى ”
هزت سلمى راسها وقالت ” شغل ومذاكرة كمان ماهو ده قدر الدكاترة ”
طالعتها امها فى صمت للحظات فتوترت سلمى قائلة ” ايه يا ماما بتبصيلى كدة ليه ؟؟“
امسكت امها بذقنها ورفعت وجهها اليها قائلة ” مالك يا سلمى ؟؟؟“
ابتسمت سلمى وقالت فى توتر ” مالى يا ماما ..ما انا كويسة اهو ”
نظرت لها امها فى تفحص وقالت ” واخبارصحتك ايه دلوقتى ؟؟؟“
عقدت سلمى حاجبيها وقالت فى دهشة ” صحتى ؟؟؟“
ابتسمت امها وقالت ” اه ماهو انا كنت فى المستشفى عندكو امبارح بعمل شوية تحاليل ومرضيتش اقولك وقابلت دكتور عادل صدفة وقالى انه ييجى من شهر كدة كنتى هتموتى لما اتبرعتى بدمك لمريض عندك ”
امتقع وجه سلمى وقالت فى تلعثم ” دكتور عادل ده بيبالغ ”
مالت اليها امها قائلة ” بس انتى عملتى كدة فعلا ؟؟؟“
واصلت سلمى فى تلعثم اكثر ” ماهو الفصيلة كانت نادرة ومش موجودة ”
قالت امها وهى تلوح بكفها فى غضب ” كنتى هتتبرعيلو مرة واحدة على الاقل مش تلات مرات ”
قالت سلمى فى غيظ ” ده عادل حكالك كل حاجة بالتفصيل بقا ؟“
قالت امها بسرعة ” الراجل كان فاكرنى عارفة ” واضافت وهى تميل رأسها الى كتفها قليلا ” مين الظابط ده بقا يا سلمى ؟؟“
رفعت سلمى رأسها وكانها قد وجدت المخرج الذى تناسته ” ده ادهم يا ماما ..ادهم الالفى فاكراه …اللى بابا كان بيتكلم عنه دايما وبعتبره ابنه ..اللى انقذ حياتى زمان ..كان لازم اعمل كدة عشان ارد الجميل ”
رفعت امها حاجبها وقالت وهى تنظر الى رنة الحب البادية فى نبراتها فى حديثها عنه وقالت ” رد للجميل ؟؟“ وتبادلت نظرة طويلة مع ابنتها وكانها تحاول قراءة كل ما يجول فى خاطرها ، انها ابنتها الوحيدة التى ربتها كصديقة ولم تخفى عنها يوما اى امر وهى الان تشعر ان ابنتها تحاول المراوغة ، وحالتها طيلة الفترة الماضية تؤكد هذا ، لاشىء غير الحب بامكانه ان يؤرجح الانسان بين قمة السعادة وقاع الحزن فى لحظة سوى الحب ، ” بس ده متجوز يا سلمى ؟؟“
قالتها امها مباشرة وهى تضع حدا لكل المراوغة بينها وبين ابنتها ، كادت سلمى ان تقول شيئا وان تنفى هذا ولكنها ارتمت على صدر امها فجاة وقالت وهى تبكى ” وانا بحبه يا ماما ”
وبكت بشدة وكانها كانت فرصتها التى انتظرتها طويلا ، مسحت امها على رأسها وقالت ” اهدى ياسلمى ” وتركتها قليلا قبل ان ترفع راسها من على صدرها وتحتضنه بكفيها قائلة ” سلمى حبيبتى ..عارفة انى كلامى هيبقى صعب عليكى ..بس اى واحدة تبص لواحد متجوز تبقى خرابة بيوت يا بنتى ”
نظرت سلمى الى امها فى عتاب وقال ” ده رأيك فيا ؟؟…احلفلك بايه مكنتش اعرف غير لما لقيت نفسى بحبه خلاص ”
قالت امها فى ترقب ” ولما عرفتى ”
هزت سلمى راسها قائلة ” مش عارفة ..على حسب ما فهمت ان فيه مشاكل بينه وبين مراته ”
نهضت امها فى غضب وقالت ” وانتى ايه ؟؟….قررتى تصطادى فى المية العكرة وتستغلى المشاكل دى وتخربى على مراته وتخطفيه منها ..قررتى تبقى الصدر الحنين وتوريه هيا قد ايه وحشة وانتى اللى ملاك وبتحبيه …ده اللى ربيتك عليه “
وضعت سلمى يدها على صدرها وقالت فى صدمة ” انتى تصدقى انى اعمل كدة ؟؟؟“
قالت امها وهى تمسك بكتفها قائلة ” اسمعى يا سلمى ..انتى تنسى الانسان ده خالص وتسيبيه لمراته يمكن يتصالحو ويتصافو ..لازم تنسيه انتى فاهمة ”
صمتت سلمى للحظات ونظرت الى امها ودموعها تنهمر مما مزق قلب امها فهى تعلم ان دموعها عزيزة وليس من اسهل ان تراق على هذا النحو فقالت سلمى فى الم ” ياااااه يا ماما ..اول مرة اكون محتاجة لحضنك بجد والاقى بداله كرابيج بتسلخ جسمى …ايوة حبيته من غير ما اعرف ان فى حد فى حياته ولما عرفت محدش قدر يتصور العذاب اللى كنت فيه وانا بمنع نفسى انى اشوفه او اقابله وانا بتمناه فى كل لحظة قدامى ..تفتكرى انى محاولتش انساه او انى بتلذذ بعذاب نفسى ؟؟…كلكو بتشوف الموضوع من برة ..انسيه يا سلمى ..حاضر هضغط على زرار جوايا وانساه وكانى مقابلتوش ”
ضمتها امها فى قوة قائلة ” انتى نور عينى يا سلمى …بس مشاعرك دى بتظلمى بيها نفسك قبل اى حد وانتى اكبر من انك تكونى نزوة فى حياة راجل متجوز ”
افتتت سلمى نفسها من بين ذراعى امها وقالت بسرعة ” ماما انتى فاكرة ايه ..فاكرة ان ادهم ممكن يكون كدة ..ياريته كان كدة على الاقل كنت قدرت اكرهه …كل حاجة بيعملها للاسف بتخلينى احبه اكتر من غير ما يقصد ”
قالت امها فى حنان ” عارفة ان لا انتى كدة ولا هوا كدة …بس ساعات المشاعر بتنسى الانسان عقلة وبتغير من طريقته فى الحكم على الامور وبيتعامل مع الغلط على انه صح وده الى خايفة عليكى منه ”
جلست سلمى على الاريكة وهى تخفى وجهها بكفيها فقالت امها فى اشفاق ” اسمعينى يا حبيبتى ..القلوب بتتغير والمشاعر كمان ..مع الوقت هتتجاوزيه لانه مش ليكى يا سلمى ولا عمره هيكون ”
***************************************************************
” انتى فعلا اعصابك تعبانة ومحتاجة ترتاحى ”
قالها ادهم وهو يحدق فى ندى بذهول وهى تجلس على طرف الفراش تضم كفيها الى بعضهما وتضعهما بين ساقيها وتنظر الى الفراغ قائلة ” انا اعصابى مش تعبانة …انت طلبت تعرف اللى يريحنى وانا قولتهولك ”
قال وهو يحاول كبح جماح غصبه ” واللى يرضيكى انى اطلقك ؟؟“
قالت وهى تنظر اليه فى الم ” واللى يرضيك ويريحك انت كمان“
نهض ادهم وقال فى دهشة ” يرضينى ويريحنى ازاى ؟؟“
رفعت بصرها اليه قائلة ” انت اتجوزتنى عشان تنتقم ..واديك انتقمت …دمرت قلبى وروحى وحياتى ..افتكر انك كدة اكتفيت ”
امسك ادهم بكفها لتنهض امامه قائلا ” خلينا نحاول ننسى اللى فات ونبدا من جديد ”
قالت فى ياس ” تفتكر هينفع ؟؟“
رد بسرعة ” وايه اللى يمنع انا وانتى بنحب بعض ”
تمشت فى المكان وقالت ” كنا بنحب بعض ”
امسك ادهم بذراعها قائلا ” كنا بنحب بعض ..يعنى ايه كنا ؟؟؟“
استدارت له وقالت فى الم ” يعنى انا شوفت من انتقامك اكتر ما انا شوفت من حبك ..انت لو حبتنى عمرك ما كنت تقدر تعمل فيا كدة ”
قال فى تأثر ” بالعكس انا عشان حبيتك عملت كدة …على قد ما حبيتك على قد ما صدمتى كانت كبيرة على قد ما وجعى كان اكبر ..كنت بحاول اقنع نفسى انى مبقتش بحبك باللى انا بعملو..كنت بكدب على نفسى ”
نظرت ندى الى عينيه تستشف صدقه وقالت ” انت مكنتش بتكدب انت فعلا مبقتش تحبنى ”
هتف فى استنكار ” انا ” فواصلت ندى بعد ان علمت انه لامناص لها من المواجهة ” ايوة انت …والدليل ان بقا خلاص فيه واحدة تانية فى حياتك ”
تراجع ادهم قائلا فى دهشة ” انتى بتقولى ايه ..واحدة تانية مين ؟؟“
قالت بصوت ممزق ” دكتورة سلمى ”
رفع ادهم حاجبه قائلا ” سلمى ” واضاف وهو يقترب ويقول فى حنان ” انتى غلطانة مفيش حاجة بينى وبينها ابدا اكتر من انها بنت الراجل اللى ليه افضال عليا اول ما اشتغلت ”
تذكرت ندى مشهد سلمى معه للمرة الالف وهى تعترف لها بحبه وهو يقبل جبينها فعرفت انه كاذب ويخفى الحقيقة فقط لمجرد شعوره بالذنب فقالت وهى تتحاشى النظر فى وجهه ” قولتلك مفيش داعى لكل ده ..احنا هنتطلق وتقدر تروج تتجوزها بعد كدة ”
وصل ادهم لقمة استفزازه منها فقال فى غضب ” انا مش هطلقك انتى فاهمة ”
نظرت له فى تحد لتستفزه اكثر قائلة ” ايه لسة مزهقتش منى …هيا برضة حلوة وجميلة وهتبسطك ”
حدق بها ادهم فى غضب وامسك ذراعها فى قوة قائلا ” اوعى تتكلمى عنها بالطريقة دى تانى ..انتى فاهمة ؟؟“
كان غضبه بهذه الطريقة كافيا لتاكيد كل شكوكه فوصل بها الى قمة الغضب بدورها وصرخت قيه ” طلقنى ..مش عايزاك ..مش عايزة اشوفك تانى فى حياتى ..بكرهك يا ادهم بكرهك ..عمرى ما هنسى اللى انت عملتو فيا …هفضل اقولهالك طول حياتى ..بكرهك سامعنى بكرهك ”
احمرت عينه من فرط الغضب وضغط على ذراعها اكثر وهو يهتف ” انا مش هطلقك ابدا …انا جوزك ولازم تقبلى الوضع ده ولو حتى مقبلتيهوش براحتك …انا جوزك غصب عنك ”
قالها قبل ان يدفعها الى الفراش ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف ، لايمكنه ان يتخيل ان تبتعد عنه ولو للحظة ، لم يقبل بهذا وهى تجرحه فى الماضى ،كان يحاول اقناع نفسه انه يبقى عليها ليعاقبها ولكن حبها المتعمق فى خلاياه لايحتمل الابتعاد عنها ابدا ، كان يكذب احساسه بان يضاعف من عقابها ولكنه استسلم فى النهاية انه لامناص له ابدا من الفرار من عشقها ، ولن يسمح لها ان تبتعد عنه لحظة حتى لو اضطر الى سجنها من جديد لتعود الى عقلها وتعرف كم يعشقها . 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى