Uncategorized

رواية خيوط القدر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf


رواية خيوط القدر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سارة المصري

الفصل السابع والثلاثون
حاول ادهم التحكم فى دمعته وهو يتذكر هذا اليوم، كم كان الامر شاقا ، عاد قلبه ينبض بتلك الطريقة المخيفة التى نبض بها فى هذا اليوم ، لايريد ان يصدق ان ندى اختارت هذا المكان الذى اعترفت فيه بحبها للمرة الاولى لتكون فيه نهايتها ، فقد تم انتشال سيارتها من قاع النيل ، ولكن حتى لو تبقى خيط واحد يقول انها على قيد الحياة سيتمسك به ، نظر الى السيارة وسال عن شىء واحد عن زوجته لم يقل جثتها بل عنها هى وحده من آمن بهذا رغم ان الجميع قد سلم بوفاتها ، تمسك عمر معه ببعض الامل وواصلا البحث وسط دهشة الجميع ومع الوقت استسلم عمر لموتها ، اما ادهم فلا ، لم يذرف دمعة واحدة واقسم الايعترف بهذا ووالا يتوقف عن البحث الا فى حالة موته هو ، قلبه لازال يشعر انها تحيا فى مكان ما وانه سيصل اليها ويعوضها عن كل ما مرت به ، الجميع فقد الامل الاهو سخر كل مجهوده ووقته وحياته من اجل الوصول اليها ، أوقف ادهم سيارته واوقف معها سيل الذكريات العارم والمؤلم وصعد الى عمر ولبنى ، دخل اليهما فوجد عمر معها فى انتظاره فقال ادهم وهو يبدل النظر بين وجهيهما ” ايه مالكو ياسمين جرالها حاجة ” امسكت لبنى بذراع ادهم ليجلس الى جوار عمر قائلة ” المرة دى ندى ” انتفض ادهم واتسعت عيناه وتعالت انفاسه واستدار لها بكل جوارحه وهو يردد ” ندى ” وكأن كل حرف من اسمها خرج من اعماقه ، نظرت له لبنى وقصت له كل ما سمعته من ريم وما ان انتهت حتى تخلص من ذهوله بسرعة ونهض ليغادر المكان قائلا ” انا لازم اروح لريم حالا واعرف منها تفاصيل اكتر ”
امسكت لبنى بيده التى امسكت مقبض الباب ونظرت له بنظرة ذات مغزى قائلة ” ادهم انت مصدق فعلا ان ندى ممكن تكون عايشة ”
نظر ادهم الى عمر فى تعجب من برودة رد فعله واجابها ” ده مش ممكن ..ده اكيد ..ندى عايشة ..انا بدور من زمان على اى خيط يقدر يوصلنى ليها ”
نظرت لبنى الى عمر فى عتاب وواصلت وهى تنظر الى ادهم ” يبقا لازم تعرفو الحقيقة كاملة …الحقيقة اللى بتمنى ان ندى تكون موجودة عشان تعرفها ”
تنهد ادهم قائلا وهو يضع يده فى جيبه ” قصدك ان لحد دلوقتى معرفتش ان محسن خدعها وفهمها انها بنت حرام ”
هزت راسها وقالت ” مش كدة بس ”
توجهت الى عمر وقالت ” عارف ياعمر لو اللى ريم دى شافتها طلعت ندى فده معناه ايه ؟؟“
نظر لها عمر بلا مبالاة فواصلت امه وهى تضيق عينيها قائلة ” عمر هيا ام ياسمين اسمها ايه ؟؟؟“
قال عمر فى دهشة ” افندم ”
ابتسمت امه قائلة ” ايه مش عارف اسم حماتك ؟؟“
عقد ادهم ساعديه وهو يتابع ما يحدث ويتساءل ما علاقة كل هذا بنداه ، رفعت امه حاجبها ومالت اليه قائلة ” نادية ..مش كدة ”
زمر عمر شفتيه قائلا ” وايه علاقة حماتى بالموضوع ؟؟“ اعادت لبنى سؤالها فى جديه وقالت ” نادية يا عمر مش كدة ؟؟“
رد عمر فى تافف ” ايوة ..مالها بقا بالموضوع ”
هزت لبنى رأسها وقالت ” لما شوفت ياسمين مكنش فارق معايا انها مطلقة خالص ..وحاولت ابعدها بكل طريقة عنك ..وسألت نفسى ليه ابنى من بين كل البنات ميخترش الا دى ويحبها ..ياسمين نفسها حاولت تبعدك ..بس برضه القدر جمعكو غصبا عن الكل ودخلت ياسمين حياتنا ”
واضافت وهى تشرد بعينها ” بس اللى مكنتش فعلا فاهماه قربها وندى من بعض زى ما يكونو عارفين او حاسين ”
قال ادهم بعد ان تبادل نظرة مع عمر ” انا مبقتش فاهم حاجة ..حاسين بايه ”
قالت لبنى وهى تمرر يدها على وجهها ” انا شوفت صورتها لما روحنا لياسمين قبل ما عمر يخطبها ومكنتش مصدقة …كنت فاكرة ان كل حاجة انتهت والموضوع خلاص ..اول حاجة خفت منها وعليها هيا ندى وعشان كدة حاولت كتير ابعدك عن ياسمين ”
نهض عمر ووقف الى جوار وادهم وقال فى نفاذ صبر ” ماما ايه الالغاز دى احنا مش فاهمين تقصدى ايه ”
تنفست لبنى بعمق وقالت ” اقصد ان ام ياسمين هيا نفسها الممرضة اللى ابوك شافها زمان وحبها واتجوزها وخلف منها ندى ”
اتسعت حقتى ادهم وعمر واقترب ادهم من امه وامسك بذراعها فى رفق وقال بخفوت وفى صدمة ” انتى بتقولى ايه ”
نظرت له امه بعينين دامعتين وقالت ” بقول السر اللى فضلت مخبياه سنين طويلة واللى حاول خالك يخبيه عشان مصلحته واللى خلى حسام يخسر كل ثروته عشان محدش يعرفه ..القدر نسج خيوطه من جديد وجمعك مع ياسمين من وسط كل بنات الدنيا عشان يكشف ليها ولندى انهم اخوات ”
تراجع عمر فى دهشة وصدمة وامسك ادهم بجبينه بين سبابته وابهامه واستدار هو يحاول حفظ توزان افكاره بينما خفضت لبنى رأسها وهى تغمض عينيها وتمسك طرف المكتب فى قوة وتتنفس فى ارتياح بعد ان القت عن كاهلها حمل سنوات طويلة ، ساد الصمت لدقائق حتى قطعه عمر قائلا وهو يلوح بيده فى عشوائية ” يعنى انتى كنتى عارفة من الاول انهم اخوات ومتكلمتيش ” واضاف فى غضب ” كنى عارفة ومتكلمتيش …عارفة انتى عملتى ايه …الاتنين معرفوش اهم حقيقة فى حياتهم ..ياسمين اللى طول عمرها كانت تتمنى ان يكون لها عيلة واخوات هتروح من غير ما تعرف ..وندى كمان ماتت من غير ما تسمع الحقيقة انها مش بنت حرام زى ما اخوكى فهمها وان ياسمين تبقا اختها ”
قال ادهم فى حدة ” ندى مماتش يا عمر وهنلاقيها وهنعرف كل حاجة ”
اقتربت لبنى من عمر وقالت ” انت لازم تتمسك بلامل ده ياعمر ..لازم تصدق زى ادهم مش بس عشان ندى تبقا اغلى حاجة عندك ..لا عشان ياسمين الامل الوحيد فى انقاذها هو عينة نخاع من اى حد من قرايب الدرجة الاولى وياسمين دلوقتى ملهاش اى قرايب غير ندى اختها ..انا حاسة ان ربنا عمل كل ده عشان الاتنين يعرفو الحقيقة ..قلبى حاسس المرة دى ان ندى عايشة فعلا وانها الامل الوحيد لانقاذ اختها مش معقول ربنا هيجمعهم من كل اتجاه وفى الاخر يفرقهم من غير ما يعرفوها ”
واقتربت وهى تحتضن وجهه بين كفيها ” روح دور على اختك يا عمر ..لو انت فقدت الامل فيها فاعمل ده على الاقل عشان مراتك ” انزل عمر كفى امه واتجه الى النافذة يحاول استيعاب كل ما يحدث حين تنهد ادهم وقال ” انا هروح ادور عليها واجبها ”
وقبل ان يهم بفتح الباب التفت له عمر قائلا بسرعة ” استنى انا هاجى معاك ، ابتسم ادهم وبادله عمر ابتسامة حملت الكثير
************************************************
تمددت على فراشها البسيط تحاول ان تتوسل الى الارق ان يعفو عن عينيها الجميلتين ، عينيها التى انطفا بريقهما ولمعتها و مع هذا لا زالت تحمل صفاء السماء وزرقتها ، التقطت صورته الموضوعة الى جوارها هى كل ما أخذته من منزلها بعد ان اوهمت الجميع بانتحارها ، كان لزاما عليها ان تفعل ذلك ، كان لابد ان تخرج من حياة ادهم ومن حياتهم جميعا فهى لم تعد ندى التى يعرفونها جيدا ، تاملت ملامحه التى اشتاقتها بشدة وقربت الصورة من صدرها واغمضت عينيها كانها تضمه اليها فى تلك اللحظة دخلت عائشة مربيتها التى لجات اليها ولم يتوقع احد منها ذلك فالجميع نسوا امر عائشة تماما منذ ان تركت العمل لديهم منذ سنوات طويلة الا ندى التى ظلت تودها وتسال عنها باستمرار ، جلست عائشة الى جوارها بوجهها الطيب البشوش وربتت على فخد ندى فاعتدلت فى جلستها فقالت ” لسة برضه مش عارفة تنامى ” ونظرت الى الصورة التى تحملها بيدها قائلة ” لامتى يا ندى …يتعذبى نفسك كدة ليه يابنتى ؟؟؟…انتى تشتغلى خدامة ؟؟؟…كان ممكن تشتغلى اى حاجة تانية ”
تنهدت ندى فى حزن ” اى شغل هيحتاج ورق والشغل فى الهاوس كيبنح مش بيحتاج ده اوى ..وبعدين كله محصل بعضه ..يمكن الشغلانة دى بتخلى حيلى يتهد شوية ومتدنيش فرصة اسرح ولا افكر فى حاجة ”
قالت عائشة فى حنان ” وليه العذاب ده كله …دى عمرها ما كانت حياتك يا بنتى ”
ابتسمت ندى فى مرارة وقالت ”حياتى …انا لما بقف قدام المراية مبعرفش نفسى اصلا ..انا مبقتش ندى ..حتى ريم اللى كانت خطيبة عمر شافتنى ومعرفتنيش ” وضحكت فى حزن قائلة ” يمكن عمر نفسه لو شافنى ميعرفنيش ”
قالت عائشة فى حزن ” انتى ازاى تقولى كدة ..اكيد كلهم بيدورو عليكى ومحتاجينك..اخوكى وجوزك ” قالت ندى بصوت دامع ” انا عملت كل ده اصلا عشانه ..انا اكتر حد وجعته فى الدنيا …وجعته قبل ما يحبنى ولما حبنى وحتى لما جه ينتقم وجعته بوجعى ..انا كنت اداة الانتقام الموجهة ليه مرة من عدوه ومرة من خالى ..كفاية عليه اوى كدة ..من حقه يعيش مع انسانة طبيعية ..كان لازم ابعد عشان اجبره يعيش حياته بقا ”
ـ وانتى يا بنتى ؟؟
تكورت ندى فى الفراش قائلة ” انا خلاص رضيت باللى انا فيه ومش عايزة اى حاجة تانية ..ذكرياتى الحلوة معاه مكفيانى وزيادة ”
لم تحاول عائشة مجادلة ندى اكثر فكم حاولت دون جدوى ، تركتها وخرجت ، تاملت ندى صورة ادهم من جديد بابتسامته الجذابة ، ومررت اصبعها على الصورة وكانها تلامس وجهه وقالت ” وحشتنى اوى يا حبييى يا ترى عامل ايه دلوقتى ..اتمنى تكون بدات حياتك مع حد يحبك قدى ..كان لازم ابعد سامحنى ..انت تستاهل اكتر منى بكتير ” وقبلت الصورة وهمست ككل ليلة وهى تضمها الى صدرها ” تصبح على خير يا اغلى من عمرى كله ” ، لم تكن تعلم مطقا انه يشعر وهو على كل هذا البعد بلمساتها يشعر انها قريبة للغاية منه ، كل ليلة كان يراوده هذا الشعور الغريب ، كل ليلة ينبض قلبه ويشعر بها بالفعل تضمه ، كل ليلة ينتظر تلك النبضات الغريبة التى ينبضها قلبه والتى تخبره انهما قريبا سيلتقيان .
****************************************************
توقف ادهم بسيارته صباحا امام باب الفندق الذى اخبرتهم به ريم ، هم عمر ان يهبط من السيارة لولا ان راى جمود ادهم وهو يسترخى برأسه على المقعد ويضع يده على صدره يتحسس تلك الدقات التى تتسارع تلك الدقات الخاصة بها التى تخبره بانها قريبة وقريبة جدا ، مال اليه عمر قائلا ” ادهم مالك ..مش هننزل ؟؟“
تنهد ادهم قائلا ” عارف يا عمر على قد ما انا متاكد انها هنا بس مش قادر استوعب انها فضلت سنة كاملة تشتغل خدامة ”
واشاح بوجهه الى النافذة فى الم فزفر عمر وربت على كتفه قائلا ” بس نلاقيها يادهم وهنعوضها عن كل اللى شافته ”
هز ادهم رأسه وهو يتمتم ” يلا بينا ”
دخل ادهم مع عمر الى ردهة الفندق فى الوقت الذى شعرت فيه ندى بتوتر غريب فرمقته من بعيد مع عمر ، تسمرت فى مكانها للحظات واقتربت الى اقرب حائط وتشبثت به حتى لاتندفع اليهما فى شوق ، اختبات قليلا وهى تتأمل ملامحما عن بعد ودموعها تنساب وتحاول التماسك ولكنها عادت الى واقعها بسرعة ، هى ليست ندى عليها ان تستوعب هذا ، لم يجن ادهم من خلفها سوى المتاعب ، كفاه منها ، فليبقى على ظنه بموتها افضل ، تراجعت بسرعة وفرت من المكان باقصى سرعتها قبل ان يراها فربما بالفعل عرفتها ريم واخبرتهم .
اما ادهم فبحكم عمله لم يعترض احد من العاملين فى الفندق حين طلب رؤية جميع عاملى النظافة وخدمة الغرف من الفتيات وكان سؤاله بان يحمل صورتها ويسالهن من هى والجميع كان يعرفها باسم كاميليا ولا شىء اكثر ، استمر ادهم فى العمل لاكثر من يوم كامل دون تعب وبينما كان يسال احدى الفتيات ارتبكت وهو يسألها ان كانت تعرف لها عنوان ولكنها انكرت ، وفى نهاية اليوم جلس ادهم مع عمر وقال وهو ينظر الى صورة ندى ” كاميليا دى تبقا ايه ؟؟“
هز عمر كتفيه قائلا ” مجرد شبيهة زى ما توقعت ”
حك ادهم دقنه بسبابته قائلا ” مفتكرش ..محدش قال شبهها كلهم قالو هيا ..بس ايه حكاية كاميليا دى بقا ”
رد عمر باستخفاف“ تكون فقدت الذاكرة زى الافلام واختارت اسم تانى ”
نهض ادهم ونظر الى عمر فى غضب قائلا ” انا مش فاهم برودك ده ..دى ندى يا عمر ليه محسسنى انها مش فارقة معاك ..فكر يا اخى حتى انها الامل الوحيد لانقاذ مراتك ”
هز عمر راسه وقال فى الم ” محدش قادر فيكو يفهم حاجة وكل اللى ربنا قدركو عليه انكو تتهمونى ان اختى مبقتش تهمنى
ـ اومال ايه ..اتكلم ياعمر
نهض عمر ليواجه ادهم قائلا ” فيه انى مش عايز اعيش وجعى عليها من تانى ولا اعلق نفسى بامل يرجع يتهد فوق دماغى ..مش بايدى صدقنى عقلى بيحاول يحمى نفسه من الصدمات فبيتعامل ببرود رغم ان جوايا نار بتاكل كل جزء فيا ”
زفر ادهم وهو يضع يده فى خصره قائلا ” لو عايز انت ارجع مصر ..على الاقل تكون جنب مراتك ..بس انا مش هرجع غير وندى معايا ..انا متأكد انها هنا ”
زمر عمر شفتيه قائلا ” ايه دليلك ؟؟..ومتقوليش قلبى والكلام ده ..لان القلب فى لحظات الخوف والامل بيبقى اعمى ”
قال ادهم فى جديه ” مش هقولك احساسى بيها رغم انى مش بستهين بيه ابدا ..بس هقولك احساسى كظابط البنت الاخيرة دى عارفة ندى وممكن تكون عارفة حكايتها كمان توترها كان واضح ..انا حطيتها تحت المراقبة اكيد هتروح تبلغها باللى حصل ”
قطب عمر حاجبيه قائلا ” انت بدات تتعامل على انها ندى فعلا ”
ابتسم ادهم قائلا ” عشان هيا ندى فعلا اولا اغلب العمال فى الهاوس كيبنج موسميين لا بيحتاجو ورق ولا اثبات شخصية .ولو ندى قررت تستخدم اسم تانى غير اسمها محدش هيدور ..ثانيا انا متاكد انها كانت موجودة ولما شافتنا مشيت ”
مط عمر شفتيه فى استنكار ” هبا هتهرب مننا كمان ”
ضحك ادهم قائلا ” ندى مش عايزة تظهر لحد واولهم انا لانها ببساطة ياست من كل حاجة ..بس لو عرفت ان ياسمين حياتها متعلقة بيها هتظهر انا متاكد من ده ”
*************************************************
دخلت ندى واغلقت الباب خلفها ووقفت تستند عليه وتلهث بشدة وكانها تفر من شبح مخيف وضعت يدها على صدرها وسمحت لقدماها المنهكتين ان تنهارا تحتها لتجلس ارضا وهى تغمض عينيها فى قوة ، لقد لمحته لقد راته هو حبيبها التى احترقت بنيران الشوق اليه عام كامل ، كان امامها وفرت منه وهى تريد ان تفر اليه ، تريد ان تختفى بداخله منه ، جاءت عائشة على صوت اغلاق الباب فشهقت وهى ترى ندى على هذه الحال وجلست امامها فى هلع قائلة ” ندى ..انتى كويسة ؟؟“
هزت ندى رأسها وقالت فى وهن وهى تفتح عينيها ” هنا ” تراجعت عاائشة فى دهشة وقالت وهى تتفحصها لتتاكد انها بخير ” ايه اللى هنا ”
قالت بصعوبة وكانها تنتزع حروف اسمه من قلبها انتزاعا ” ادهم ..ادهم هنا ”
تنهدت عائشة قائلة ” وهربتى منه ؟؟؟“
قالت ندى فى الم ” وهفضل اهرب منه …مش عارفة موجود صدفة ولا ريم هيا اللى عرفتنى فعلا وقالتلهم …بس مش فارقة مش هروح الفندق ده تانى ” واخرجت هاتفها لتغلقه فأمسكت عائشة يدها وهى تقول ” بتعملى ايه ؟؟“
ابتسمت ندى فى حزن وقالت ” محدش من زمايلى يعرف ليا رقم تليفون غير مروة …لو ادهم فعلا جاى يدور عليا اول حاجة هيعملها انه هيتتبع تليفونها عشان يوصلى ”
رفعت عائشة حاجبيها قائلة ” وهيعرف منين ان مروة بالذات تعرفك وهتكلمك ”
قالت وهى تمدد ساقيها باسترخاء“ ادهم عنده حاسة سادسة لو استخدمها هيشك فى مروة بمنتهى السهولة واول حاجة هيعملها هيراقبها ويتتبع تليفونها ”
ضربت عائشة كفيها ببعضهما قائلة ” انتى حافظاه للدرجادى ”
ارخت رأسها قائلة ” اكتر ماانا حافظة نفسى ..زى ما انا بحبه اكتر ما انا بحب نفسى ولازم افضل بعيد ” ”
هتفت عائشة فى حنق ” وليه العذاب ده بتعذبك نفسك وتعذبيه ليه ..لو كلامك صح وجاى يدور عليكى فده معناه انه مصدقش انك متى رغم كل اللى عملتيه عشان يصدقو ..ده مش بس بيحبك ده بيعشقك ”
هتفت ندى فى مرارة ” مرض ..حبه ليا مرض ولازم يتعالج منه ….حبه ليا عامل زى السرطان اللى بياخد منه كل يوم حته من روحه …عمله ايه حبه ليا …من اول ما حبنى وهوا بيتعذب …كان هيتقتل بسببى ..زعل مع امه بسببى …اتوطت راسه قدام حد ميسواش بسببى …اتهدد بيا وكان هيخسر اخوه بسببى …وفى الاخر عايز يكمل حياته مع واحدة مشوهة طب ازاى ؟؟….قوليلى انتى ازاى ؟؟؟…لو ضغط على نفسه مرة عشان ميكسرش بخاطرى ..هيعمل ايه باقى عمره ..انا زى جزء فاسد فى جسمه لازم يتبتر عشان يقدر يعيش …كلكو مش عايزين تصدقو ان ندى ماتت فعلا …انا نفسى بقف قدام المراية مبشوفش حتى ملامحها بحسها مش هيا …البنت اللى حبها مش انا ولا فيها اى شبه منها …هوا ممكن ضميره يوجعه فترة بس مع الوقت هينسى …لما اختفى هيقدر يشوف غيرى …هيقدر يشوف سلمى او غيرها ويعيش مع واحدة سوية تقدر تسعده ”
مزقت كلماتها قلب عائشة واخذت تبكى وتبكى الى هذه الدرجة ياست من الحياة ، الهذه الدرجة تحبه وتفضل الموت على الاتؤذيه ، ولكنها تؤذيه بفراقها ، هى ليست مرضا كما تظن بل تحتاجه وبشدة ، تحتاج لعطفه لتعود كما كانت ، تحتاج لمن يدفعها لتاخذ نصيبها من حبه فللحب حقوق لا يجب ان نهدرها ابدا ، ضمتها الى صدرها وهى تتمنى لو تفعل لها شيئا يخفف عنها .
****************************************
اغلق ادهم المكالمة فى تافف لم تثمر مراقبته لمروة عن اى شىء ، وعمر عاد الى القاهرة لتدهور حالة ياسمين الصحية ، وربما كانت الان فى لحظاتها الاخيرة والامل المتبقى لها هو ندى فهو لم يعد يبحث عن حبيبته فحسب بل يبحث عن اخر امل لانقاذ اختها ، يخشى ان يتاخر فى العثور على نداه فتضيع ياسمين وتعيش ندى عمرها فى الم ان علمت انها كانت الامل الوحيد لانقاذها واختفت ، اه لو تمكن من الوصول الى عقلها الان ومحا كل افكارها التى ابعدتها عنه ، اه لو تمكن من اخبارها انها تضحى به لا من اجله ، اه لو تعلم انه سيقضى ان اقتضى الامر عمرا فوق عمر يبحث عنها فى كل شبر على هذه الارض ، كم تمنى فى هذه اللحظة ان يصفعها ويحطم رأسها العنيد هذا على ما تفعله بروحها وبه ،وبعده يقبل كل جزء فى وجهها الذى اشتاق لكل ملمح فيه ، نداه عشقه المجنون ، اكثر من احب واكثر من كره ، اكثر من اسعده واكثر من جرحه عاش معها الحب بكل تفاصيله ، بداياته هجره جرحه ونشوته ، كل ما تمنى ان يعش واكثر من مشاعر عرفها معها ،لا يمكن ان يتجاوزها ابدا من حياته محال ، خرج من غرفته فى اختناق يتشبث باخر امل لديه ، طلب من احد موظفى الاستقبال مروة وقابلته فى ردهة الفندق ، كان يشعر انها الامل الاخير فى الوصول الى ندى ، وقفت امامه فى توتر فتفحصها قائلا ” مروة مش كدة ؟؟“
ازردردت ريقها قائلة ايوة يا باشا ”
قال ادهم فى هدوء ” تعرفى ايه عن ندى يا مروة ”
شبكت اناملها فى قلق وقالت ” ندى مين ؟؟“
قال ادهم وهو يقلب شفته السفلى ” كاميليا ..مش بتقولولها كدة برضه ”
صمتت مروة للحظات فاقترب منها ادهم قائلا ليطمئنها ” انا مش عايزك تخافى ..انا بتكلم معاكى بشكل ودى مش بحقق معاكى …انا طالب منك تساعينى …فى حياة انسانة متعلقة بندى ”
رفعت مروة رأسها وقالت فى توجس ” حياة انسانة متعلقة بكاميليا ؟؟“ واضافت فى تراجع ” انا معرفش عنها حاجة ”
وضع ادهم يديه فى جيب سترته قائلا ” هيا قالتلك ايه مخوفك اوى كدة ؟؟؟….قالتلك حد بيطاردها عايز يأذيها ولا يحبسها ولا هيا هربانة من حكم مثلا وانتى متسترة عليها ”
قالت مروة بسرعة ” لا مش كدة ابدا والله ” ووضعت يدها على ثغرها فى ندم على تسرعها فابتسم ادهم وهو يشير الى اريكة قائلا ” تعالى نقعد“
ارتبكت مروة فكررادهم طلبه بهدوء فانصاعت له وهى تلهث فى خوف فاشار ادهم للنادل بان يحضر لها كوب عصير وانتظر لدقائق حتى تهدا تماما ، وحين جاء النادل ناولها ادهم كوب العصير وهو يقول فى عطف ” اشربى ده واهدى خالص …انا مش عارف خوفك ده مبرره ايه …احنا بندردش مع بعض مش اكتر ”
التقطت منه الكوب وارتشفت منه ترطب حلقها الجاف من فرط التوتر وقالت ” انا اعرفها من كام شهر اشتغلنا فى كذا فندق ..الهاوس كيبنج بيتبدلو كل فترة فكنا بندور على شغل واتصاحبنا وكل اللى اعرفه انها هربانة من اهلها عشان عايزين يجوزوها غصب عنها ..كانت غامضة طول الوقت ولحد دلوقتى ..معرفش عنوانها فين ”
قطب ادهم حاجبيه فى تفكير قائلا ” اومال انتو بتتقابلو ازاى تدورو على شغل ”
احتضنت الكوب بين كفيها قائلة ” كنا بنتفق على مكان نتقابل فيه وبعدين نمشى ” مال ادهم للامام قليلا قائلا ” بصى يا مروة انا عايزك تقوليلى كل حاجة تعرفيها عنها ومن غير ما تخافى ..انا آخر حد ممكن يأذيها ..وفى انسانة حياتها متعلقة بندى …محدش اصلا عايز يأذى ندى ..واللى قالتهولك مش مظبوط ”
تذكرت مروة غموض ندى وتحفظها فى الحديث وشعرت بصدق غريب بين نبراته فقالت فى صدق ” انا مصدقاك ..واللى انت عايزنى اساعدك واقدر اعمله مش هتأخر ”
ابتسم ادهم قائلا ” طبعا ندى قفلت تليفونها اللى انتى بتحاولى تكلميها عليم من امبارح ”
اتسعت حدقتى مروة فواصل ادهم دون انيعبأ بها ” انا عايزك تعصرى دماغك وتفتكرى اى ذلة لسان اى كلمة رقم تيفون اى حاجة تساعدنا نوصلها ..ولازم تعرفى ان كل دقيقة بتمر بتتحسب من حياة انسانة من اقرب الناس لندى ولو جرالها حاجة ندى مش هتسامح نفسها العمر كله ”
صمتت مروة للحظات وهى تمسك برأسها فى تفكير وتحلل كل موقف جمعها بندى علها تخرج منه بمراده ، ظلت هكذا لدقائق حتى رفعت رأسها فجاة وقالت فى حماس ” ندى مرة كلمتنى من رقم غير رقمها ”
قال ادهم فى اهتمام ” رقم تانى ”
ضمت مرة كفيها لبعضهما مواصلة ” ايوة …كانت فى البيت وقتها وقالتلى معهاش رصيد ” وصمتت لحظات واضافت وهى تتضيق عينيها فى تفكير ” وفيه حاجة كمان …فى مرة سمعت ندى بتتكلم فى التليفون وبتقول ” ايوة يا دادة ”
تنفس ادهم فى عمق وهو يلتقط تلك الخيوط الجديدة وحينها قالت مروة ” ده كل اللى طلع بيه دماغى والله ..مش فاكرة حاجة تانية ”
سألها ادهم ” رقم التليفون ده معاكى ”
قالت مروة فى اسف ” الموضوع من شهرين اكيد اتمسح من على الذاكرة ”
هز ادهم رأسه فى تفهم وقال ” تمام يا مروة متشكر جدا ..تقدرى تروحى ولو عرفتى اى حاجة جديدة او افتكرتى اى معلومة كلمينى على طول ” واعطاها رقمه وبعد ان انصرفت ابلغ ادهم احد زملائه برقم مروة وطلب معرفة كل المكالمات الواردة له فى خلال شهرين ، كان يعلم ان الامر سيستغرق وقتا اطول من الازم فاتصل بعمر عله يجد بعض المعلومات عن تلك المراة التى تتحدث عنها مروة ، رد عمر عليه فى حزن واضح تجاوزه ادهم من لهفته على ندى قائلا ” عمر ..ندى كان عندها دادة وهيا صغيرة كان اسمها ايه ؟؟؟“
صمت عمر للحظات ثم قال ” يااااااه دادة عيشة بس دى سابتنا من ايام ما كانت ندى عندها ستاشر سنة ..ندى كانت متعلقة بيها جامد وكانت بتسأل علها على طول ”
ـ كانت من اسكندرية مظبوط ؟؟
ـ ايوة بس ندى هيا اللى كانت عارفة عنوانها وبتزورها على طول …استنى استنى انا وصلتها هناك مرة بس ده كان من سبع سنين وممكن العنوان يكون اتغير
تنهد ادهم فى نفاذ صبر قائلا ” ادينا انت بس العنوا ن وسيبها لله ” واعطاه عمر العنوان وكان على حق فقد تركت عائشة المنزل منذا اعوام ولا يعرف احد اين ذهبت ، فقد تركت المكان لارتفاع ايجاره لتبحث عن مكان ابسط ، عاد ادهم من جديد الى الفندق ولم يعد امامه سوى الانتظار الذى يشعر انه يبعده عنها مع كل لحظة تمر .
*************************************************
غطت ندى رأسها بطرحة بسيطة ووقفت امام المرآة تحاول اخفاء ملابسها قدر المستطاع حين دخلت اليها عائشة وقالت ” ايه ده انتى نازلة ؟؟“
ابتسمت ندى قائلة ” اه ..كان ليا فلوس عند الفندق اللى كنت بششتغل فيه من شهر هروح اخدها ”
نظرت لها عائشة فى المرآة المكسورة وقالت فى تعجب ” يعنى خلاص هتنزلى ومش خايفةة يشوفك ”
تنهدت ندى نعم تتمنى ان يراها تتمنى ان تفشل فى الاختفاء الذى تحاول بكل جهدها النجاح فيه ، تتمنى ان يجدها وهى من تتفنن فى الفرار منه ، تتمنى ذلك بجزء حاجتها اليه المتعمق فى اوصال حبها له ، حبها الذى رفض ان تؤذيه به من جديد ويتهمها مرارا بالانانانية فكرت مجرد تفكير فى هذا ، ردت ويديها ترتعد لتلتقط حقيبتها ” لا …زمانه مشى احنا بقالنا اكتر من عشر ايام وبعدين انا هاخد بالى كويس ”
هزت عائشة رأسها وقالت ” والله حرام اللى بتعمليه فى نفسك وفيه ده ”
امسكت ندى بكفى عائشة قائلة ” صدقينى كدة احسنله …انا خلاص منتهية ..كفاية عليا اوى اعيش حياتى كلها على ذكرياتى معاه ” كادت عائشةان تنطق لولا ان رفعت ندى كفها قائلة ” خلاص يا دادة انا نازلة ”
هزت عائشة رأسها باستسلام وهى تراقبها تغادر واتجهت لتؤدى صلاة الظهر ومكثت تقرا القرآن وتدعو لها بصلاح الحال ، طرق باب منزلها فقامت لتفتحه فوجدت ادهم امامها ، قالت وهى تضيق عينيها لتتفحصه ” انتى مين يابنى ..اى خدمة ؟؟“
ابتسم ادهم قائلا ” حضرتك دادة عيشة مش كدة ؟؟“
سرت ملامحه الى عقلها بسرعة فتراجعت فى صدمة فهى نفس الملامح التى تطالعها ندى كل مساء ، لاحظ ادهم ارتباكها فقال ” انتى عارفة انا مين مش كدة ؟؟؟..ممكن ادخل ”
تنفست عائشة فى عمق وتنحت جانبا ليدخل وهو يقول ” ندى فين ؟؟“
نطقت عائشة فى تلعثم ” انت ادهم جوزها مش كدة ؟؟“
أخذ يجيل نظره فى المكان غير مصدق ان ندى قضت عاما باكمله فى هذا المكان القديم المتهالك ، ندى التى خشى عليها عمر من ان تحيا فى شقته لانها لم تألف سوى حياة القصور ” ايوة انا ..ندى فين ”
قالت عائشة وهى تحاول التوازن وتستند على احدى الارائك البسيطة بيدها ”مش هنا ”
قلب ادهم شفتيه فى عدم تصديق وقال ” مش هنا …امم وقالتلك ايه بقا انتى كمان ”
نظرت اليه طويلا وقالت ” كل حاجة يا بنى ..كل حاجة ”
عقد ادهم ساعديه قائلا ” قالتلك برضه انها هربانة من اهلها عشان يجوزوها غصب وعشان كدة بتنكرى وجودها ”
قالت عائشة فى اعتراض ” يابنى انا ما انكرتش وجودها انا قلت مش هنا …هيا نزلت من شوية ..وهيا حكتلى على كل حاجة بينكو …قالتلى الحقيقة ”
اطرق ادهم للارض لحظات ورفعها وهو يهتف فى حنق ، فقد وصل غضبه منها للنهاية ” وانتى موافقاها على الى بتعمله فى نفسها وفيا …موافقاها تهرب من طول الوقت عشان افكارها الغريبة …موافقاها تشتغل خدامة وهيا طول عمرها عندها بالعشرة يخدموها …موافقاها تعيشنى وتعيش نفسها سنة كاملة بموت فيها بين الياس والامل ..الناس كانت بتقول عليا مجنون لانى الوحيد اللى قلت انها مماتتش ..كل ده ليه ؟؟…ليه ؟؟؟“
اقتربت منه عائشة قائلة ” عشان بتحبك اكتر من روحها …انا عمرى ما وافقتها ولا كان فى ايدى حاجة اعملها …دى كانت طول الوقت شايفة انها اكتر حد وجعك …كانت كل ليلة بتموت وهى بتحضن صورتك وتعيط ..ندى كل اللى فكرت فيه انها تبعد عنك عشان تقدر تشوف غيرها وعشان كدة خدعتكو كلكو وعرضت نفسها للموت وهيا بترمى عربيتها فى النيل وتنط منها …ولولا انها عارفة ان الانتحار كفر بالله كانت غرقت نفسها بجد …ندى رضيت تكون شغالة وتنام على سرير مكسور عشان تفضل بعيد عنك … عشان حست انها مش جديرة بيك وحبت تجبرك تنساها …ندى هربت منك فى اكتر لحظة كانت محتاجة تترمى فيها فى حضنك …حط نفسك مكانها بنت جميلة ومن عيلة فجاة جسمها اتشوه وتكتشف انها جت نتيجة غلطة بن راجل وست ..متخيل بعد كل ده هتقدر تفكر زى اى انسانة طبيعة ”
كان ادهم يستمع اليها وسياط كلماتها المؤلم يجلد قلبه بلا رحمة قال بنبرة مؤلمة ” هيا كانت بتنام فين ؟؟“ سألها وهو يتوق شوقا الى اى مكان يحمل رائحتها ، تنهدت عائشة وهى تمسح دمعة من عينها واخذته الى الفراش المكسور الذى تنام عليه ندى كل ليلة ، زفر بوجع وغضب وهو ينظر الى الغرفة الضيقة والى الفراش الذى لايصلح لان يكون مكانا للنوم ابدا، اقترب من فى بطء وتحسسه قائلا ” كانت بتنام هنا ؟؟…“ واضاف فى وجع ” ندى كانت بتنام هنا ؟؟“
نظر الى صورته الملقاة على الفراش فرفعها وهو يقطب حاجبيه فقالت عائشة ” كانت الحاجة الوحيدة اللى مصبراها كانت كل ليلة تمسك صورتك وتقعد تكلمك كانك قاعد معاها وتفضل كدة لحد ما تنام ” سالت دمعة من عينه لم يقاومها مطلقا ها قد عرف لما كان قلبه يدق فى عنف كل ليلة لما كان يشعر بقربها وكانها كانت تضمه ، التفت الى عائشة قائلا ” هيا فين دلوقتى ؟؟؟“
ردت عائشة قائلة ” كان ليها فلوس عند فندق وراحت تجيبها ”
ابتسم فى الم قائلا ” فلوس ” واشاح بوجهه مواصلا ” تعرفى الفندق ده فين ؟؟؟“ 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى