Uncategorized

رواية افراح منقوصة الفصل السادس 6 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf


رواية افراح منقوصة الفصل السادس 6 بقلم امل صالح

_ أنا مش هقدر أجيب شقق حاليًا يا عم سيد، فاتن هترجع بيتها وده اللي عندي واللي هيحصل..

كان بيرد عليه أبو فاتن بانفعال، مكنش متوقع رده!

وكمل وهو بيضغط بسبابته على الكنبة اللي قاعد عليها كإشارة للبيت:

_ أنا بنتي هتفضل قاعدة هنا؛ في بيت أبوها، معززة مكرمة لحد ما سيادتك تبقى قادر تعيشها في حتة تانية بعيد عن أبوك، يا إما كل واحد يروح لحاله ويا دار ما دخلِك شر..

نديم عيونه وسعت بإنفعال، الهدوء والأدب اللي كان متحلي بيهم من بداية المجلس تخلّى عنهم عقب كلام سيد اللي ماعجبوش، رد عليه بصوت عالي منفعل رغمًا عنه وغضب ماعرفش يسيطر عليه:

_ يعني ايه مراتي وعلى ذمتي وقاعدة في بيت أبوها؟؟ أبويا مكنش ليه حق يعمل اللي عمله فيها، وغلطان والغلط راكبه من ساسه لراسه وأنا معترف بده، لكن حضرتَك بكلامك ده بتقول إني هقدر أحمي مراتي وهي في بيتي!

رد عليه فارس بهدوئه وبروده اللي ملتزم بيهم من البداية وهو مربع ايده: طب ما ده already حصل مرة يا نديم، مالك محموق كدا ليه؟؟

بصله نديم بعصبية وهو بيحرك صابعه في الهوا بشبه تهديد: أنت متتكلمش ولا تدخل في الكلام أصلًا، مالك أنت ومال مراتي؟؟ ايدَك تلمسها ولا تتحط عليها ليه؟؟

كان بيتكلم بضيق وغيرة حقيقية على مراته، لكن هم للأسف مافهموش ده، فكروه بيتهم فارس إنه سبب الإشاعات اللي نشرها أبوه عن فاتن، فكان سراج أول مَن رد عليه، بأسلوب فَظ ولهجة مستنكرة:

_ ده بدل ما تروح تسأل أبوك الـ** وتشوف ماشي في البلد يقول إيه على أختي؟؟ جاي تحط اللوم على اللي نجدها من ايدين أبوك الـ**!

قاطعه نديم بصوت عالي: ســــــراج!

وكمل بنفس نبرة الصوت: اللي أنت نازل غلط فيه من أول ما قعدنا ده أبويا، اتزفتت عرفت إنه غلطان، بس كلمة كمان في حقه ومش هعمل اعتبار لحد، عيب!

بص ناحية السيد اللي كان بيبرق لإبنه وبيبصله بتوعد على قلة أدبه: أظن ياعم سيد مش من الذوق حتى لو أبويا وحش يتقال عليه الألفاظ دي، وفي وجودي كمان!

محدش رد عليه لأنهم عارفين إنه معاه حق وإن سراج تمادى في كلامه، لكنه للأسف مابيعرفش يتمالك زمام لسانه وقت الغضب.

نديم شبك صوابع ايديه مع بعض فوق رجليه واتكلم بدون ما يبص لأي حد منهم: عايز أتكلم مع فاتن لو سمحتوا، أعتقد ده قرار يخصنا إحنا الإتنين..

اتكلم رؤوف ورد عليه: والله إحنا لو لقينا بنتنا بتاخد قرار يوديها في داهية كلنا هنوقفها ومش هنخليها تنفذه يا نديم، فاتن لسة صغيرة ومش فاهمة الدنيا..

_ أفهم من كلامك ياعم رؤوف إن لو فاتن وافقت على الرجوع معايا هتمنعوها؟

ضرب السيد كفوفه سوا بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح! يابني ترجع معاك فين بعد كل اللي قولنهولك ده؟؟ أنت فايق وأنت بتتكلم معانا طيب؟!

وابتسم بعدم تصديق وهو بيكمل: ما أنت بتتناقش معانا في موضوع منتهي، مافيهوش نقاش أصلًا!

رجع نديم يتكلم بانفعال مرة تانية وشعوره بقلة الحيلة والعجز متمكن منه:

_ طب المفروض يعني أعمل إيه ياعم سيد! أقعد في بيتي هناك ومراتي قاعدة هنا في بيت أبوها؟؟ أنا لو أقدر أجيب شقة تانية مش هتأخر، وأنتوا أكتر حد عارفين أنا عملت إيه عشان أقدر أتمم جوازي أنا وفاتن، لكن أنا والله والله ما في ايدي حاجة دلوقتي أعملها، لا هينفع اسيبها هنا ولا هعرف أشتري شقق ولا حابب أمرمطها في شقة إيجار…

حَس نديم بالضيق وهو قاعد يبررلهم ويوضح ليهم، مكنش حابب يبان قدامهم مكسور أو محتاج أو مش قادر، مسح وشه بعنف واستغفر سرًا كذا مرة ورا بعض بيحاول يهدى فيهم.

وحواليه الأربع رجال تبادلوا النظرات بصمت، حسوا بشوية حزن على اللي بيمر بيه، خصوصًا إنهم عارفين فعلًا إن الموضوع مقفل معاه من كل ناحية وإن نديم اللي جازف واشتغل بدل الشغلانة اتنين عشان خاطر بنتهم وعشان بس يقدر يجهز نفسه بدون مساعدة أبوه لو في ايده حاجة يقدمها لأجل فاتن حبيبته هيتأخر.

لكن في نفس الوقت دي بنتهم!

اللي حصل فيها خلال غياب جوزها مأثر فيهم كلهم ومخليهم مقلقين من تركها في مكان فيه مختار.

_ قوم عرّف أختك إن جوزها عايز يتكلم معاها..

قالها السيد وهو بيقطع الصمت اللي دار في المكان لوقت طويل وهو بيبص لسراج اللي عينه ماترفعتش من على نديم اللي لسة مغطي وشه بايديه..

في الأوضة اللي قاعدة فيها فاتن مع نعمة أمها، كانوا كل شوية يسمعوا الصوت بيعلىٰ أوي ويرجع يوطىٰ، سامعين الألفاظ اللي سراج عمال يخرجها كل شوية، قاعدين متوترين وخصوصًا فاتن اللي كل ما الصوت يعلى تضغط على الملاية تحتها بتوتر وخوف.

كانت متأكدة إن الحوار الداير برة ده كلها عليها وليها وبسببها، متأكدة إنه في أي لحظة هيدخل حد يطلب وجودها أو يطلب رأيها في أي حاجة تخصها، كانت بتفكر تتصرف إزاي لو ده حصل لكن معرفتش!

بالفعل صدق ظنها، الباب خبط ودخل سراج وقفله وراه، قرب قعد قصادها على السرير، كانت لسة هتتكلم وتسأله بلهفة عن سبب صوتهم العالي لكنه قاطعها بهمسه:

_ بصي يا قلب أخوكِ، اسمعي كدا وطرطقيلي ودانِك، نديم هيدخل يتكلم معاكِ دلوقتي وياكل بدماغك حلاوة عشان يقنعنك ترجعي البيت معاه…

نفت براسها بتلقائية برفض للفكرة وهي بتتخيل اللي مختار هيعمله فيها لو رجعت زي ما بيقولوا، طبطب سراج على راسها بإبتسامة:

_ أيوة شاطرة عايزِك تعملي كدا لما يقولِك، عارفة لو طلع لقيته بيقول إنك موافقة هعمل فيكِ ايه؟؟؟ كنت الأول بشيل أبوكِ عنِك بسبب هطلِك ساعتها بقى أبوكِ نفسه مش هيقدر يشيلني من عليكِ، حلو يا فَتُونَة؟؟

ختم بقرصة على خدها وابتسامة لطيفة لا تلائم شر كلماته، وهي قدامه قاعدة بتسمعه بشرود وهي مش فاهمة أي حاجة!

ماتعرفش امتى خرج وأخد معاه نعمة أمها، أو امتى دخل نديم وقفل الباب وراه وقرب منها، هي فجأة لقت نفسها في حضنه، للمرة التانية!

_ عايزين ياخدوكِ مني يا فتون، عايزين ياخدوكِ وأنا اللي ما صدقت بقيتِ معايا وليَّا.!

_ في إيه يا نديم؟؟ كنتوا بتزعقوا ليه؟؟

بعد عنها وحاوط ايديها بكفوفه، بصلها من غير رد وهي كملت وهي بتبصله بتوتر: سراج بيقول إنك عايزني أرجع، بجد يا نديم؟؟ أنت عارف عمو مختار كان بيعمل ايه فيّا؟؟

اتجمعت الدموع في عينها بتلقائية: أنا مش عايزة أرجع تاني يا نديم، مش عايزة أرجع..

ضغط على ايديها براحة وهو بيتكلم بعيون حمرا نتيجة حبسه للدموع جواها، بصوت موجوع ضعيف ماظهرش غير قدامها هي: لو عليّا يا فتون أجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكِ، غصب عني دي ظروفي، ماتصعبيهاش عليّا بالله عليكِ وارجعي معايا البيت..

بصتله وحركت راسها بالرفض حركة خفيفة تكاد تكون ملحوظة والدمعة اللي نزلت من عينه خلتها مش عارفة تنطق أو تقول حاجة وهي بتشوفه كدا لأول مرة:

_ أنا خلاص مش هسافر تاني دلوقتي، كمان شهر بالكتير على ما أقدر أسافر تاني، هتقعدي معايا ولحد ما آجي أمشي تاني إبقي تعالي اقعدي هنا عند أهلِك، لكن أنتِ هنا وأنا هناك والله أعلم امتى هعرف أشتري حتة تانية نقعد فيها دي صعبة عليّا..

اتكلمت بلهفة: خلاص يا نديم نأجر حتة بعيدة عن هنا خالص نقعد فيها، حتى لما تسافر أكون بعيدة عنه و…

_ ولييه، ليه يبقى عندنا بيت شقينا وتعبنا عشان نجهزه ونطلع ندفع د.م قلبنا في حتة تانية، ليه يا فاتن!

_ عشان … عشان أنا بخاف منه!

قالتها وانفجرت في العياط وهي بتحكيله: كان هيكسر باب الشقة ويدخل يضربني، قال عليا ** و ** والشارع كله بيبصلي على إني مش كويسة..

رفعت كمامها على العلامات اللي سايباها صوابع أبوه: وكل شوية يمسكني من دراعي ويهددني بالضرب، آخر مرة حلف بالله يخلص عليا يا نديم، أنا بخاف منه أوي ومش عايزة أشوفه!!

بصلها بعجز وهم زاد أضعافه بعد كلامها، بيبص لجسمها المعلِّم ولخوفها ودموعها بقلة حيلة، حلوله خلصت ومبقاش عارف يقدم إيه!

فجأة كل حاجة في حياته اسودت!

راح شغله،

ودلوقتي البنت اللي حارب عشانها كمان بتروح منه.

بص لعيونها بصمت متبادل لثواني قبل ما يسألها: يعني خلاص كدا يا فاتن؟؟ خلصت الحكاية قبل ما تبدأ؟!

بصتله بعدم فهم، أو هي كانت بتحاول تتصنع عدم الفهم، ما أكيد نديم مش بيتخلى عنها دلوقتي بعد كل اللي بينهم!

دقايق وخرجوا الإتنين من الأوضة، هو الأول وهي وراه، بتفرك ايديها الاتنين مع بعض بتوتر وعينها في الأرض، بصولها عيلتها وهم متأكدين من إنها هتقول حاجة غبية دلوقتي..

وقد كان،

اتكلمت بدون ما ترفع راسها عن الأرض: أنا .. أنا هرجع مع نديم … بيتنا.

يتبع…ᥫ᭡

السابع من هنا





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى