رواية وكر الملذات الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ياسمين عادل – تحميل الرواية pdf

~ وكر الملذات ~
+
( الفصل الثاني والعشرون )
+
_ كان يقف بحجرة مكتبه الجديد واضعا يديه بجيب بنطاله ، يطالع المجتمع الخارجي عن طريق النافذه الزجاجيه القاتمه ، سحب شهيقا عميقاً وكتمه داخله لثوانِ معدوده ثم ذفره علي مهلٍ .. أستمع لصوت الباب ينغلق فألتفت بجسده ليجد مديرة مكتبه تتقدم بخطواتها الثابته نحوه
+
حلا : مستر فارس، عايزه أعرض عليك فكره ، بعد الدعايه اللي هتتعمل عن الشركه ليه منزودش قيمة الدعايه دي بشوية خصومات وعروض للعملاء الجدد ، ده هيخلي ناس كتير تجرب تتعامل معانا وبالتعامل معانا أكيد مش هيتعاملوا مع غيرنا
فارس وهو يخطو نحو مقعد المكتب الجلدي المريح : تمام ، نزلي خصم 15 % ياحلا ، وزودي الدعايه علي قد ما تقدري
حلا مبتسمه بهدوء : أمرك ، عن أذنك
+
_ توجهت صوب الباب لتجد عامر كاد يدلف للداخل فأفسحت له المجال وتركتهم سويا ، في حين تفحص عامر المكان لبرهه من الزمن ثم مط شفاهه في اعجاب بيّن ثم أتجه صوبه مباشرة
+
عامر : مبروك ياأبو فراس
فارس مترنحا بالمقعد يميناً ويسارا : الله يبارك فيك ياعامر ، شكلك عايز تقول حاجه !؟ هات اللي عندك هاته
عامر وهو يفرك جانب وجهه : البنت اللي كانت عايزه تدخل مكتبك ، مدخلتش بأمر من آمير
فارس منتصبا في جلسته ، وقد مد جسد للأمام بأنصات واعي : أمال أيه؟
عامر وهو يهز رأسه آسفا : تبع شهاب ، أتزرعت عند آمير وعندك
فارس مبتسما من زاوية فمه باأستهزاء : كنت متوقع ده ، بس اللي مش فاهمه ليه آمير يداري عليها
عامر : عشان يجيب أخرها ياأبو فراس
فارس وقد ظهرت النيه السوء بعينيه : حلو أوي اللعب ، بصراحه انا بحب اللعبه الحلوه وبشارك فيها كمان .. والشاطر هو اللي يضحك وصوته يسمع في الأخر
عامر غامزا بعينيه : طب ما ترسيني علي ال…. اللعبه ، يمكن أشارك .. ولا هتسيبني أتفرج وأشجع
فارس : لالالا ، هتنزل الملعب متقلقش ، بس كله بوقته .. قوينا علي الشر يارب
+
………………………………………………………….
+
_ وصلت أمام صرح الشركه الكبير والضخم ، تطلعت إليه بريبه وتوجس ثم أجفلت بصرها وراحت تدس بعض النقود بيد سائق الأجره ونظرت يمينا ويسارا قبيل أن تعبر الطريق ، وبعد أن عبرته لمحت بعينيها سياره فارهه تنفتح لها الأبواب ثم يترجل عنها صاحبها ويتوجه مباشرة لداخل الشركه وقد أعطي مفاتيح السياره للعامل ليقوم بتنظيفها ، تأملته جيدا لتتعرف عليه .. نعم هو الذي رأته بالتلفاز .. وهو ذلك الرجل الذي كان ضيفا بحفل ربة عملها والذي أحضرت له مشروبا بنفسها ، وإذا به يكون زوج إبنتها ويقف أمامها دون أن تعلم .. أبتلعت غصه مريره توقفت في حلقها ثم تقدمت بضع خطوات ليسد عليها الحارس الطريق وهو يردف بنبره خشنه
+
الحارس : عايزه أيه ياست؟
فاطمه بتعلثم : آآ.. ا انا كنت عايزه البيه ، اللي لسه داخل دلوقتي
الحارس قاطبا جبينه : آمير باشا؟
الحارس الآخر بأقتضاب : في معاد ياست!؟
فاطمه باأرتباك ملحوظ : هه ، لل لا بس كنت…..
الحارس : يبقي مينفعش
فاطمه بلهجه راجيه : طب والنبي يابني تديني عنوانه وأنا هاروحله البيت
الحارس وهو يهز رأسه برفض : للأسف منقدرش نعمل كده ، أنتي عايزه تقطعي أكل عيشنا ولا أيه؟
فاطمه وهي تفرك كفيها بتوتر : طب بيخلص شغل الساعه كام وأنا أجيله ؟
الحارس زافرا أنفاسه بضيق : منعرفش ياست ، ياريت تروحي من هنا مش عايزين مشاكل
فاطمه بيأس : ماشي يابني
+
_ ألتفتت لتبتعد عن موقع الشركه ثم أخذت تلتفت وتطالعها بأعين يائسه ، تنهدت بثقلٍ ثم همهمت بخفوت
+
فاطمه : أكيد في طريقه تانيه ، ماأنا لازم أعرف فين بنتي وبتعمل أيه مع الراجل ده.. معقول الست راندا تعرفه كويس .. طب ماهي ممكن تدلني ، أنا لازم أسألها، لأ مينفعش أسألها .. ماهي شافت صورة بنتي وأكيد عارفه شكلها يعني لو عندها علم بحاجه هتقولي ، يارب نور طريقي
+
…………………………………………………………
+
_ عاد لمنزله بعد يوم عمل طويل مؤرق ، ممتلئ بالجهد والعناء .. وما أن فتح بابا منزله حتي أنتابه الذهول ، بل الأحري أنتابه الأعجاب والأنبهار .. كانت الأضواء مغلقه ، وتنير المكان أضواء الشموع الحمراء الموضوعه داخل كؤؤس حراريه ضد الحراره .. حيث فاحت رائحه عطريه مثيره من لهيب تلك الشموع المعطره .. كما أشتم رائحة عبيرها تتسلل لأنفه فعلم أنها بالقرب .. دلف وأغلق الباب خلفه ليزداد أنبهاره عندما وجد باقات الورود الحمراء والبيضاء تزين المكان ، وقد أفترشت الأرض ببساط ناري أشعل الجو أكثر .. تقدم بخطواته ليبحث عنها بعينيه ولكن لم يجدها .. في حين تفاجأ بكفيها الناعمين تحجب عنه الرؤيه وتغطي جفنيه .. أتسع ثغره باأبتسامه مشتهيه إياها ثم أمسك كفيها وظل يطبع عليهما من القُبل الكثير والكثير ، قبّل باطن كفها وظهره وحتي مرفقها ، فقد أغرقها من قبلاته المسروقه ثم أحتضن رأسها بين راحتيه وهو يردف بنبره عازفه
+
فارس : أنتي أيه بالضبط ؟
رغد مستنده برأسها علي رأسه ( ملتصقه بجبينه) ثم هتفت بهمسات مسموعه : أنا ماستك
+
_ أقترب وبدون إنذار يسرق قُبله من شفاها ثم أبتعد وهو يهتف
+
فارس : تعديتي الماس يارغد ، تعدتيه بمراحل
+
_ راحت تنزع عنه سترته في حين كان مستسلما لحركاتها التي تؤسره وتوقع به في بئر حبها أكثر وأكثر ، ثم راحت تحل رابطة عنقه بينما راحت عينيه تتفرسان النظر إليها ليرضي جوعه وأشتياقه إليها .. أبتسمت بعذوبه ثم هتفت
+
رغد : عملالك النهارده مشاوي ، عارفه أنك بتحبها
فارس وقد نطقت نظراته بحبه لها :………
رغد مطرقه رأسها حياءا : الأكل هيبرد وأنا بصراحه جعانه ، وكنت مستنياك عشان ماكلش لوحدي
فارس مطوقا خصرها بيمينه : يبقي ناكل عشان خاطر حبيبتي
+
_ أصطحبها حيث مائدة الطعام الصغيره بالمطبخ ليجد أصنافا مصنفه من أنواع الشواء في أنتظار ألتهامها .. أستنشق رائحة هذه المشاوي التي يعشقها ثم تقدم نحو المائده بشهيه مفتوحه وكأنه حُرم من الطعام لفتره من الزمن
+
فارس بنظرات جائعه : بسم الله ………
+
……………………………………………………….
+
_ بعد عدة أيام كان آمير مجتمع ببعض رؤساء الأقسام يناقشون خطة العمل للفتره المقبله .. فدلفت إليه السكرتيره الخاصه بمكتبه بعد أن قرعت علي الباب بخفه .. وقفت جانبه ثم أنحنت قليلاً وهمست إليه
+
السكرتيره : في مشكله صغيره بره يافندم
آمير بنظرات زائغه : أتصرفي فيها لحد ما أخلص ال meeting
السكرتيره وهي تعض علي شفتيها بحرج : للأسف مش هينفع ، لازم شخص حضرتك
+
__ طرق آمير بأصابعه علي سطح المكتب ثم نهض مبدياً أعتذاره للجميع حيث برر لهم وجود ثغره طفيفه تستلزم تدخله وسيعود علي الفور ، خرج آمير من حجرة الأجتماعات وأنضمت إليه السكرتيره الخاصه حيث بدأ يستفسر منها عن تلك المشكله التي تستلزم تدخله شخصيا
+
آمير :مشكلة أيه أخلصي
السكرتيره بلهجه مرتجفه : أستاذ شهاب موجود في مكتب المهندس فارس ، ومعاه مهندسين تانين وعايز يغير ديكور المكتب
3
_ توقف آمير عن السير فجأه ثم ألتفت لها وقد غزت الصدمه ملامحه ، رمشت عينيه قليلا ثم أردف بنبره جاده
+
آمير : يغير الديكور !! بأي حق وأزاي يدخل الشركه ويطلع لحد فوق من غير الأمن ما يتدخل
السكرتيره وهي تهز كتفيها : الحقيقه مش عارفه ياأستاذ آمير
+
_ توجه بخطي سريعه وقد أضطربت نبضاته وأصبحت غير منتظمه .. يخشي أن ما دار بعقله يكون صحيحا ، هل يعقل أن يكون هو الشريك الجديد والمالك بالنصف في شركاته .. ستكون تلك هي الفاجعه بحق ، أدار المقبض بعنف ثم دلف للحجره وأشار لكل العاملين بالخروج علي الفور حتي أمتثلوا لأوامره ماعدا ساعده الأيمن شهير ، في حين وقف شهاب مستقيما شامخاً ، وكأنه ينظر إليه متعاليا بنظرات منتصره .. وقف قبالته ثم رمقه بإستحقار وهو يهتف بخشونه
+
آمير : أنت بتعمل أيه هنا في شركتي
+
أطلق قهقهه مدويه ثم توقف عنها ونظر له مستنكرا وهو يقول مشيرا بأصابعه
+
شهاب : قصدك شرك ت نا ، شركتنا مش شركتك لوحدك
آمير محاولا كبح أنفعالاته : شركتنا أزاي ، أنت أتجننت ولا أيه
شهاب مشيرا بيده لشهير : طلع عقود الملكيه والتحويل ياشهير ، أحسن آمير بيه يفتكرنا نصابين ولا حاجه لاسمح الله
+
_ أخرج شهير العقود الموثقه والتي تثبت ملكية نصف الشركه له ” شهاب ” ثم مد يده بها ليلتقطها منه آمير بعنف بيّن ثم تفحصها سريعا ليصطدم بواقع سئ للغايه .. فكان صادقا بحديثه .. ألقي آمير العقود أرضا بلامبالاه ثم جز علي أسنانه بقوه وهتف من بينها
+
آمير : متفرحش باللي خدته عشان هرجعه أضعاف ، هسيبك تحتفل بأنتصارك شويه لكن مش كتير
+
_ ألتفت منصرفا من الحجره بخطي واسعه في حين هتف شهاب بلهجه مثيره للأستفزاز
+
شهاب : طب أستني طيب لما نشرب شربات الشراكه سوا
شهير بقهقهه شامته : ضربة معلم ياباشا
شهاب بنبره خبيثه : عايزك تفتح عينك ، أنا عارف إن آمير مش هيسكت ويسيب الموضوع يعدي بالساهل
شهير : تحت أمرك ياباشا متقلقش خالص
+
………………………………………………………
+
_ بأحد أرقي المطاعم الفاخره المطله علي النيل، كان جالسا جوار زوجته وينضم إليهم عدداً من العملاء الجدد وزوجاتهم في عشاء ودي لتنمية العلاقات بينهم، في حين كانت رغد تجلس بعالمها الخاص تطالع النيل بأعين مشتاقه ، فلقد شعرت بالحنين يسيطر علي حواسها لتلك الجلسات التي كانت تجمعهم علي ضفاف النيل .. أمسك كفها ثم ضغط بحنو وهو يهتف
+
فارس : بالعكس ، أنا متجوز بقالي 3 شهور بس
العميل المقابل له : ماشاء الله عليكم ، كنت فاكركم متجوزين من فتره أطول من كده
فارس مبتسما بهدوء : الفترات مش أساس علاقتنا ، أصلا العمر كله عشانها وليها
+
_ أبدت زوجات العملاء أعجابهن الشديد بغزل فارس لزوجته في أغلب الأحيان .. في حين شعرت رغد بأن عليها قراءة المعوذتين منعاً للحسد الذي قد يصيبهم فجأه، وأثناء جلستهم الودوده تلك صدح صوت الهاتف ليعلن عن أتصالا وارداً .. مط شفتيه قليلا ثم ضغط عليه وقال بنبره مقتضبه
+
فارس : الو
آمير بلهجه منفعله : أنت فين؟
فارس : عندي عشا عمل ، لما اخلص اللي ورايا هكلمك
آمير بلهجه محتده آمره : تجيلي حالا علي القصر ، مش هستناك كتير
فارس زافرا أنفاسه بحنق : خير؟
آمير وقد باتت نبرته غليظه : مش خير أبدا ، تعالالي علي هناك
+
_ أغلق الهاتف ثم وضعه جانبه في حين لاحظ أنتهاء الأغلب منهم من تناول الطعام وشرع البعض في النهوض للأنصراف
+
فارس ناهضا عن مكانه : لسه بدري ياجماعه
العميل 1 : كفايه كده اوي وهنشوف بعض كتير الفتره الجايه
فارس مصافحا أياه بحراره : أكيد إن شاء الله
العميل 2 : سعداء بالتعاون معاك يابشمهندس
فارس مبتسما : أنا أسعد أكيد
+
_ نهضت رغد لمصافحة زوجات العملاء وتوديعهم حتي أنصرف الجميع وتركوهم بمفردهم، حيث أخذت رغد تتمتم بكلمات غير مفهومه فرمقها فارس بتعجب ثم هتف
+
فارس : بتقولي أيه
رغد : صدق الله العظيم ، كنت بقرأ سورة الفلق .. ده أحنا هناخد عين قد كده النهارده
فارس رافعا حاجبيه : أنتي بتقتنعي بالكلام ده
رغد قاطبه جبينها : العين والحسد مذكورين في القرآن
فارس وهو يحك ظهر يده : ونعم بالله، أحنا عندنا مشوار مهم لازم نعمله
رغد عاقده حاجبيها بفضول : مشوار أيه
فارس بتنهيده : القصر ، هنروح القصر
رغد : ………….
1
……………………………………………………..
+
_ توجه فارس بصحبة زوجته للقصر بعد دعوة آمير له بالحضور .. كان الفضول ينتابه بشده حول الأمر الذي جعل آمير يطلب حضوره وما السبب وراء هذه اللهجه التي حدثه بها .. لا يعرف ، كان أصطحابه لزوجته معه لهدف ما برأسه ويريد تحقيقه .. عبر البوابه الكبيره ثم صف سيارته أمام القصر وأوقف المحرك ثم أستدار بجسده إليها وهو يهتف
+
فارس : برده مش عايزه تدخلي معايا
رغد وهي تفرك أصابعها بتوتر : عشان خاطري يافارس متضغطش عليا ، يمكن عايزك في موضوع مينفعش أسمعه ، ويمكن مامتك جوه وأكيد هتسمعني كلام ملهوش لزمه
فارس مطرقا رأسه بأستسلام : اللي يريحك ، أنا مش هتأخر
رغد ممسده علي كفه بدفء : …………..
+
_ ترجل عن السياره ثم صعد الدرجات الرخاميه التي تؤدي لباب القصر ، وبعد عدة لحظات من قرع جرس الباب .. أنفتح ليدلف منه ، جاب البهو بنظره باحثا عنه ولكنه لمحها ، لمح إمرأة غريبه لم يراها من قبل تجلس علي الأريكه بحجرة الجلوس .. وما إن رأته تحركت من مكانها قاطبه جبينها بإندهاش من عدم معرفة هويته .. أنطلقت صوبه بخطوات حذره ليبادرها قائلا
+
فارس : مين حضرتك؟
نور متأمله هيئته المنمقه : حضرتك اللي مين!؟
فارس باإبتسامه ساخره من زاوية فمه : أنا صاحب البيت اللي حضرتك واقفه فيه دلوقتي
نور فاغره شفتيها : أنت أخو آمير!؟
+
_ عقد حاجبيه بفضول أكبر عقب أن نطقت أسم أخيه بكل حريه ، وقبيل أن يبادلها الحديث لمح أخيه يهبط عن الدرج بخطي متعجله وعلي قسماته علامات لا توحي بالخير البته .. توجه نحوه محمر العينين ينطلق الغضب من عينيه شرارا متطايراً
+
آمير بسخريه : أهلا يابشمهندس ، ياللي يوم ما فكرت تكبر أول واحد دوست عليه هو أنا
فارس وقد أتسعت حدقتيه من الصدمه : أيه اللي بتقوله ده ، انا مش فاهم حاجه
آمير مشيرا إليه بسبابته وقد أرتفعت نبرته : متعملش فيها غبي عليا أنا عرفت كل حاجه خلاص
فارس بنبره محتده : أنت متعليش صوتك عليا وتعمل فيها كبير ، وياإما تتكلم بوضوح ياإما تسيبني أمشي أنا مش فاضي
نور متنحنحه : أحم ، ياجماعه أنتوا أخوات ميصحش كده
فارس بنبره مرتفعه ولهجه صارمه : ملكيش دعوه ياأسمك أيه أنتي ومتدخليش
آمير جاذبا ياقة سترته : أتكلم مع مراتي كويس
فارس محدقا بعينيه : مر….. مراتك ده أمتي وأزاي!!
+
_ رمقها فارس بنظرات متفحصه حتي لاحظ حجم بطنها المنتفخ قليلاً.. ثم عاود النظر لأخيه وقد أعترته الدهشه مما سمعه ورآه .. بينما هبطت عثمت علي الدرج علي أثر صوتهم المرتفع وهي تهتف
+
عثمت : أيه اللي بيحصل هنا ، هاااا فااارس
فارس مشيحا وجهه للجهه الأخري :…….
عثمت وهي تتقدم بخطواتها إليه : أزيك ياحبيبي وحشتني أوي ، كل دي غيبه برده
فارس ببرود : أزيك ياماما
عثمت ممسده علي وجهه بحنو : أنا كويسه عشان شوفتك
+
_ توجهت عثمت ببصرها نحو آمير ثم هتفت بتساؤل
+
عثمت : في أيه ياآمير
آمير بصوت هادر : أبنك بيبعني ، سلمني لأبن الرويعي تسليم أهالي
عثمت وهي تشهق بعدم تصديق : أيه اللي بتقوله ده؟
فارس عاقدا حاجبيه منزعجا : أيه العبط ده ، تسليم أيه وبعتك أيه .. أنا معرفش أنت بتتكلم عن أيه
آمير وقد تقافذ الشر من عينيه : أزااااي تبيع نصيبك ليه ، أزاي تعمل معايا كده
+
_ قالها وهو يمسك بياقته ويجذبه بقوه إليه
+
فارس وهو يدفعه بحده : أنت أتجننت ياآمير، أوعي أيدك من عليا أنا مبعتش حاجه لشهاب مين قالك الكلام الفارغ ده
آمير خابطا قبضته بكتفه : متلفش وتدور عليا يافارس ، شهاب وراني العقود كلها.. أنا تعمل معايا كده!؟
+
_ دفعه فارس بقوه ليرتد للوراء عدة خطوات ثم صاح به : أنا معملتش كده معملتش
عثمت بلهجه مرتجفه : أنتوا هتمسكوا في بعض وأنا واقفه كمان
+
_ تقدم آمير نحوه بتشنج ثم سدد له لكمه قويه أطاحت برأسه للوراء بقوه حتي شعر بدوار بسيط هجم علي رأسه ، شد علي صدغه وتشنجت قسمات وجهه ثم أنقض عليه ليتم عراك قوي وحاد بينهما في حين حاولت نور مجاهده الفك بينمها هي وعثمت ولكن فشلت بذلك ، في هذه الأثناء أستمعت رغد لأصوات تكسير وتهشيم وصراخ يأتي من الداخل ، أنقبض قلبها وشعرت بأرتجافه تسري بأوصالها فقررت الدخول لداخل القصر لتري ماذا هناك وتتفاجأ بهذا الوضع .. هرعت نحو زوجها تجذبه بقوه نحوها لتساعده علي النهوض عن أخيه حتي نجحت بذلك
+
رغد بصراخ : فارس مينفعش كده قوووووم أرجوك
فارس وهو يصيح به كالمجنون : أنا لو عايز أبيعك ولا أهدك هعملها ومش هخاف ياآمير
آمير ناهضا عن الأرضيه وفمه ينزف بالدماء : ده أنا هدمرك ، همسح أسمك من السوق بأستيكه يافارس ، هخليك تفلس وبعدها تجيلي تركع وتطلب مني المساعده
فارس وهو ينزح الدماء عن أنفه : لو أنت أخر خلق الله عمري ما هطلب منك المساعده
رغد ممسكه بذراعه : خلاص يافارس أرجوك خلاص
عثمت بلهجه محتده : أنتي أيه اللي جابك هنا ، أطلعي بره بيتي ياأُس المصايب كلها
نور مستنكره : وهي مالها دلوقتي ياطنط ، الموضوع ميخصهاش
عثمت بلهجه محذره : ملكيش أنتي دعوه خالص ، بدل ما أطردك طرد الكلاب أنتي كمان
رغد مبتلعه ريقها بحرج : يلا يافارس كفايه كده
عثمت بحده : لأ ، أطلعي لوحدك عشان ولادي يتصافوا سوا
فارس بنبره حازمه : مش هتصافي مع حد ، وشيلي مراتي من دماغك ياماما
آمير بنبره متهكمه : ولا أنا عايز أشوف وشك هنا تاني
نور وهي تشد علي ذراعه : آمير
آمير بصرامه ونظرات قويه : ملكيش دعوه
عثمت بنبره حزينه : أخس عليك يافارس بقي تخسر أخوك كده عادي
فارس مشيرا بيده : هو السبب ، وبرده مش أنا اللي بيعت لشهاب ، ابقي أسأله بدل ما تيجي تتشطر عليا أنا
آمير متقدما نحوه : أحذر في كلامك معايا
فارس بتحدي : يعني هتعمل أيه يعني
رغد : فااارس ، مينفعش كده يلا نمشي
عثمت وهي تشد قبضتها علي ساعدها :قولتلك ملكيش دعوه بولادي وسبييهم يتصافوا
رغد بحده : لأ بقي أنا سكتلك كتير ياست أنتي وكل ده عشان خاطر جوزي بس ، انما بعد كده مش هسمحلك تهينيني تاني
+
_ جذب فارس ذراعها ثم توجه للخروج من القصر .. لم يهتم بهتافات والدته ونداءه لها ولا كلمات آمير المثيره الفظه .. أستقل سيارته وصار بها بحاله غاضبه لم يصل لها قبل الآن ، في حين تركت عثمت المكان وصعدت حجرتها وهي تندب حظها .. فلقد تعادي ابنائها ووقفا ضد بعضهما البعض وكل منهما سيكيد للآخر ويعاديه .. شعرت برأسها تدور وحرارتها قد أرتفعت .. أمسكت بشريط الأقراص الصغيره ثم دست أحداهم بفمها وأرتشفت بعض المياه ثم أراحت رأسها علي ذراع المقعد وظلت تفكر
+
عثمت : لازم أتصرف ، ولادي هيقفوا قدام بعض وكل ده حصل بسبب حتت جوازه ، مينفعش يبقي المفتاح في ايدي وأسيبه من غير ما أستخدمه .. لازم أتصرف بالمعلومه اللي معايا لازم
+
_ نهضت عن مكانها ثم توجهت نحو خزانة الملابس ، أخرجت منها صندوقا صدفيا قديماً وأخذت تعبث بمحتوياته حتي وجدت مذكره صغيره قد أصفرت أوراقها علي أثر السنوات التي مرت عليها، مدون بها بعض الأرقام التليفونيه .. أخذت تتفحصها بدقه حتي وجدت مبتغاها ، نهضت عن مكانها ثم أمسكت هاتفها وضغطت علي الأرقام
ثم وضعته علي أذنيها
+
عثمت : الو ، ياتري فاكره صوتي ولا لأ ، لأ لازم تفتكري ، أنا واحده من الماضي … أرجعي بالذاكره شويه لورا واحد وعشرين سنه ، أفتكرتيني ولا لسه .. كويس أنك أفتكرتي ،أحنا لازم نتقابل.. مش عايزه منك حاجه غير أنك تبعدي بنتك عن أبني .. أيوه بنتك .. ولادي بيقطعوا في بعض وكلوا بسببها .. لو متصرفتيش هكشف سرك وأفضحك.. هفضحك…………………………………
1


