رواية افراح منقوصة الفصل الثامن 8 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf

خرج نديم من أوضة مختار وسابه هو ومجدي أخوه في صدمة من كلامه وقراره ببيع شقته، ليُفاجئ بمجرد خروجه وعلى باب الشقة اللي كان مفتوح بوجود سراج وفارس قصاده!
ابتسم سراج اللي كان ساند على الحيطة وراه ومربع ايده وهو بيتعدل وبيبص ورا نديم ناحية أوضة مختار اللي صوته عِلىٰ وهو بيزعق لمجدي عشان يتكلم مع نديم وقال:
_ عفارم عليك ياض يا نديم، عجبتني!
ابتسم نديم بسخرية وهو بيربع ايده: نديم؟؟ مش كنت جوز أختك ابن الـ **…
وتلاشت إبتسامته وهو بيوزع نظراته بينه وبين فارس وبيكمل كلامه بتساؤل حاد: عايز إيه يا سراج، إيه اللي جابكم؟؟
رفع سراج حاجبه باستنكار لرد فعله الغريب بالنسبة ليه: أبويا بعتنا نطمن على فاتن، ونتأكد إنها مش عايزة تغيّر رأيها.
قال آخر جملة وهو بيتعمد استفزاز نديم، في الحقيقة أبوه مقالوش حاجة ولا بعتهم، من بعد ما خرج سراج من البيت بعصبية من غباء أخته لحقه فارس وخرج وراه، فضلوا في الشارع لحد دلوقتي، وخلال طريق العودة قرر سراج يعدي عليها ويطمن عليها بعد ما حَس بتأنيب الضمير والذنب من قسوته عليها، خصوصًا وهو مدرك مدى طيبة أخته اللي أقرب ما تكون للبلاهة!
رد نديم عليه ببسمة مماثلة لبسمته بل وتنافسها استفزازًا: لأ ماتقلقش تغيّر رأيها إيه؟؟ دي واقفة فوق بتعملي ملوخية، عشان بس قولتلها في الطريق نفسي فيها، تخيل يا مؤمن!
اختفت ابتسامة سراج وبصله بقرف وهو بيحرك راسه ليه: ألف هنا على بدنك يا حبيبي، ها هتطلع تعرفها ولا أطلع أنا؟؟
بص نديم لفارس بضيق وغيرة وعدم تقبل لوجوده قبل ما يرجع يبص لسراج ويقولها صريحة: أنت بس..
وقبل ما يعترض سراج اتكلم فارس وهو بيقلب عينه بملل: ياعم أنا مش عايز أتنيل أروح ولا آجي في حتة أصلًا! انجز اطلع شوف أختك وأنا هستنى هنا..
وكان بيتكلم بصدق وضيق حقيقي، سراج جابه معاه غصب عنه، كان زمانه دلوقتي في بيته على سريره نايم أحلى نومة بعد يوم طويل مرهق، لكن بدل ده واقف دلوقتي بيرضي عناد ابن عمه البارد!
بصله سراج وهمس بصوت واطي بغيظ: ايه التناحة دي!
طلعوا الإتنين وسابوا فارس واقف في بير السلم بعد ما بِعِد عن شقة مختار تجنبًا لأي مشاكل أخرى، وطبعًا نديم مانساش يبصله بَصة أخيرة عبّر فيها عن ضيقه بوجوده وضيقه منه هو شخصيًا.
وكان فارس ملتزم الصمت وهو متفهم شعور نديم وغيرته على مراته، هو لو مكانه مكنش عارف هيعمل إيه في شخص مسك ايد مراته!
وكمان بعد الكلام اللي بدأ أهل المنطقة يتناقلوه بينهم وبين بعض الموضوع بقى أصعب، فهو مُقدر تمامًا نظراته وكُرهه ليه.
شوية وخرج مجدي من عند أبوه بيتأفأف بضيق وهو مش طايق نفسه، لمح بطرف عينه فارس فالتفتله وبصله بعصبية:
_ وأنت بتعمل ايه هنا أنت كمان؟؟ حد فيكم ليه عين يجي هنا بعد اللي عملتوه ده؟!!
بصله فارس وابتسم ببراءة وهو بيشاور بصابعه لفوق: آه، سراج فوق عادي!
_ يا بجاحتكم .. يا بجاحتكم!
وكمل طريقه لفوق ناحية بيته، بصله فارس بعدم تصديق لرد فعله وكان مفكره هيتخانق معاه لكن ماتوقعش يسيبه ويطلع عادي كدا، ضحك بخفة وهو بيحرك رأسه: عيلة مجانين..
وعلى السلم فوق كان طالع نديم سابق سراج اللي كان وراه بكام سلمة، طالعين بصمت ماقطعوش حد منهم لحد ما وصلوا قصاد باب الشقة، لف نديم وبص لسراج واتكلم بصوت واطي ظاهره هدوء وباطنه تهديد واضح وصريح:
_ أقسم بالله يا سراج لو فكرت تقولها كلمة واحدة بس تزعلها لأقفل عليك هنا وأنزل فيك عجن، أنت هنا في بيتي مش في بيت أبوك اللي ماعرفتش أكلمك فيه..
شاور سراج على جرح في وشه سببه ليه نديم لما ضربه في بيتهم وقال بإستهزاء: ماعرفتش تكلمني آه..
طبطب نديم على وشه بخفة: لأ ده لعب عيال ده.
زق سراج ايده بعيد عن وشه وسأله بجدية: ماقولتش ليه وأنت عندنا إنك هتبيع الشقة وهتشتري برة؟؟ ما ده اللي كنا بنتكلم فيه!
بص نديم على الباب قدامه وجاوبه: مينفعش أصلًا أبيع الشقة يا سراج، أنا قولت كدا قدام أبويا عشان أهوش بس.
بصله سراج وعقد حواجبه بعدم فهم قبل ما يوضح نديم وهو بيكمل: ده بيت عيلة، مينفعش أبيع شقة جوة بيت العيلة، ينفع أأجر الشقة لكن تمليك لأ..
حط مفتاح الشقة في الباب وقبل ما يدوره بص لسراج مرة أخيرة: لو سمحت متحاولش تكلمها عن ترك البيت أو إنها تعيش معاكم والكلام ده، اتكلم معاها واتطمن عليها عادي وكأن مفيش حاجة وأنت جاي ليها زيارة، لو سمحت..
_ كأن مفيش حاجة؟؟ أنت مصدق نفسك يا نديم؟!! أنت مش شايف حالة أختي بقت عاملة إزاي؟؟ أختي بقت شبه مريضة نفسيًا بسبب أبوك وأنت جاي تقولي كأن مفيش حاجة؟؟
شاور على باب الشقة: بذمتك هي دي فاتن أختي اللي أنت اتجوزتها؟؟ هي دي مراتَك؟؟
مردش عليه نديم واخد نفس طويل قبل ما يفتح الباب ويدخل ووراه سراج اللي اتجه ناحية أوضة الضيوف اللي دايمًا بتستقبلهم فيها سواء هو أو أي حد من العيلة.
سمع سراج صوت جاي من المطبخ فرفع حواجبه بدهشة وعدم تصديق؛ معقول صدقت كلامه فعلًا وفهمت إن نفسه في ملوخية من ايدها؟؟!!
والريحة اللي بدأ يشمها لما قرب من المطبخ كانت خير جواب، فاتن صدقت جملته فعلًا! حاجة بسيطة لكن خليته أكثر إدراكًا ووعيًا عن مدى برائتها ونقائها، حاجة غريبة!!
بدل ما تطلع تنام بعد يومين صعبين عدوا عليها طلعت تطبخله، اللي كانت لسة منهارة ف بيت أبوها ومرعوبة على السلم معاه من دقايق واقفة بتعمل ملوخية بإبتسامة!!
لفت بصتله وردت بإستغراب وبدون ما تنمحي البسمة عن وشها: اتأخرت ليه؟ دانا خلصت!
وسكتت لثانية وكأنها بتستوعب قبل ما تقرب خطوة وتسأله بقلق: عمو مختار قالك حاجة؟؟ زعَّق أو حاجة؟؟
قرب مسك ايدها: لأ محصلش أي حاجة..
رفع ايدها باسها وقال وهو بيبص ناحية الأكل: تسلم إيدك الأكل ريحته تجنن..
ضغط على كف ايدها وهو بيبصلها بلحظة صمت قبل ما يتكلم: سراج مستنيكِ برة..
_ سراج!! ليه في إيه حصل؟؟
قالتها بخوف مابقاش يفارقها، خوف كل مرة يشوفه في عينها يتوجع، هو عارف إنها شخصية رقيقة شوية وأقل حاجة بتخليها تعيط أو تخاف أو تتوتر، لكن اللي هي فيه ده مش طبيعي، ده شيء يستدعي القلق!
_ ماتخافيش، جاي يطمن عليكِ عادي.
بص للأكل حواليه وقال بهزار حاول بيه يخفف من توترها: خبّي بس الأول الأكل الحلو اللي ريحته مالية الشقة ده قبل ما يوصل لمناخيره ويتبت فينا ويقعد يخلص ملوخيتي!
ابتسمت على جملته وهو مسح على راسها: يلا اطلعي شوفيه عايز إيه وأنا هدخل أغيّر هدومي وألحقك..
سابها وخَرج وهي بعدها بشوية خرجت واتحركت ناحية غرفة الضيوف اللي هو مستني فيها، وقفت على باباها بصلته بمشاعر كتير متداخلة؛ خوف، قلق، لوم، عتاب، ندم، مشاعر كتير منعتها من التقدم خطوة زيادة.
فوقف هو وقرب شدها وراه لحد ما رجع قعد وقعدها قصاده: هتفضلي دلوعة بتتشد ورانا زي الكتاكيت الصغيرة كدا لحد امتى يا فَتُونَة؟؟
بصتله وماردتش فكمل كلامه وهو بيقرص خدها بهزار: بقى يا جزمة أقولك ماياكلش بعقلِك حلاوة الاقيكِ طالعة تقوليلي هرجع معاه؟!!
عينها دمعت وهي بتستشعر حنانه وفي نفس الوقت بتسترجع لحظة ما زقّها وكان هيمد ايده عليها، فنزلت دموعها غصب عنها.
_ لأ يا فاتن بالله عليكِ، بالله عليكِ ما تعيطي بسببي، أنا آسف والله حقِك على قلبي..
كانت دموعها بتنزل بصمت، ومع كلماته اتفتحت في العياط وهي بتتكلم بصعوبة من بين شهقاتها: أنا … أنا خوفت منك يا سراج..
شدها ناحيته وهو بيحضنها: دا أنا ماترتبش والله وعيل قليل الذوق إني عيطتِك كدا، طب يارب كنت أتشل في ايدي ولساني قبل ما أقولك حاجة تزعلك أو آجي جنبِك..
مسح على راسها وهو بيحاول يهديها: بالله عليكِ خلاص، أنا آسف والله، حقك على قلبي وعيني.
هدت بعد دقايق، بعدت عنه وقالتله بصدق: يابخت اللي هتكون مراتك يا سراج..
رجع حضنها تاني: مراتي مين بس، الملكة اللي في حضني ترضى عني بس الأول وبعدين نشوف حوار مراتي ده..
ضحكت على كلامه فرجع يتكلم: ربنا يسامحنى بقى على الكذب ده، اللهم زوجنِّي!
خبطته على صدره وهي بتضحك وفي اللحظة دي دخل نديم: والله؟؟ قوم ياض وسع وابعد عن مراتي!
شدها سراج ليه أكتر وهو بيبص لنديم بعند: ششش..
ووطى باسها على خدها: حبيبة قلبي وعيني دي..
بصلها نديم بغضب مصطنع: قومي يابت!
ضحكت فاتن من قلبها بجد على نظراتهم وكلامهم لبعض، سراج أصر يقعد ياكل معاهم ويشارك نديم ملوخيته، عزم نفسه عندهم بالعافية!
مِشى سراج وهو مطمن عن الأول، من ساعة ما سمع حوار نديم مع مختار وهو مبقاش قلقان زي الأول، كان عارف إن نديم بيحب أخته ويعمل المستحيل عشانها ولكن حواره مع أبوه خلاه أكثر يقينًا بقدرته على حماية أخته..
_ مش خايفة يا فتون؟؟
سألها نديم بعد ما مِشىٰ سراج، بصلته وردت بعفوية: أنت موجود!
ابتسم على ردها،
بيدعي ربنا يفضل عند حسن ظنها،
يقدر يحميها من أبوه أو غيره..
تاني يوم | الساعة سبعة الصبح
الباب بيخبط، كانوا نايمين بسلام بعد يوم طويل مروا بيه إمبارح، كانت فاتن اللي صحت الأول لأن نومها خفيف شوية، مخضوضة من الصوت بسبب ذكرى ليها مع مختار مشابهة لنفس الموقف.
بصت جنبها لنديم ورجعت اتنفست بشعور بالأمان، حركته وهي بتنادي عليه: نديم .. نديم.
فتح عينه بعد كذا مرة كررت فيهم ندائها، بصلها بعد ما بص للساعة المتعلقة على الحيطة: في إيه يا فاتن؟؟ حاجة حصلت؟؟
وقبل ما تجاوبه هي جاوبه صوت الخبط على الباب، اتعدل وهو بيحاول يخمن هوية الطارق، بيدعي ربنا في سره يكون خير بعدين بصلها: خليكِ هنا وأنا هقوم أشوف مين، متخافيش يا فاتن .. أنا موجود!
قام وقف وخرج من الأوضة واتحرك ناحية باب البيت، فتحه وهو بيمسح عن وشه أثار النوم، اتصدم بوجود أبوه في وشه، ساند على عصاية بيتحرك بيها وجسمه محني للأمام نتيجة ضعفه بعد اللي حصل على ايد آل حمدان، وشه رغم الكدمات لسة محتفظ بالجبروت والقسوة..
أول ما عينه وقعت على نديم ابتسم بتريقة وهو بيبصله من فوق لتحت: صباح الخير يا عريس…
اتنهد نديم بتعب وهو معندوش استعداد يدخل في أي كلام دلوقتي: صباح الخير يابا، في حاجة؟؟
وسكت لحد ما رجع نديم بصله بعد ما كان بيتاوب بنوم قبل ما يفجـ.ـر مفاجئته: صحّي العروسة وخدها وروحوا في أي داهية الكام ساعة الجايين دول..
وكمل ببسمة صغيرة تكاد تكون ملحوظة: في ناس جايين يتفرجوا على الشقة، قبل ما يشتروا…
يتبع…ᥫ᭡
___________________________________
• الجُزئية الثامنة،
من حدوتة “أفراح منقوصة”. ♡
لو مقرأتش الجُزئيات السابقة لازم ترجع تقرأها؛
عشان تكون معانا على الخط. ♡
التاسع من هنا

