رواية افراح منقوصة الفصل التاسع 9 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf

رواية افراح منقوصة الفصل التاسع 9 بقلم امل صالح
_ صحّي العروسة وخدها وروحوا في أي داهية الكام ساعة الجايين دول..
كرر نديم من وراه بصدمة مقدرش يمنع ظهورها على وشه: يـ إيه؟؟
وكمل وهو لسة في زهوله من فعلة أبوه السريعة، بدون ما يسمحله يرد عليه: شقة إيه يابا أنت بتهزر؟؟ جاي تخبط عليا الساعة ٧ الصبح أنا ومراتي عشان تقولنا نفضي بيتنا ونخرج منه؟؟!!
_ لأ مابهزرش ولا حاجة، أنت مش ناوي تبيع؟؟ يبقى بمزاجي اللي هيشتري، وأنت زي ما قولت بعت لنظمي ينزل على الصفحة عنده، اعتبر إن الناس جايين يشوفوا دلوقتي!
حرك نديم ايده في الهوا بعصبية وهو بيرد عليه بجنون: ناس إيه اللي جايين يشوفوا الساعة ٧ الصبح! أنت عايز مني إيه بس؟!! ارحمني أنا اللي فيّا مكفيني والله!
ورد مختار اللي جاله بعدها بكل برود زاد من جنونه وغضبه، لما رفع أكتافه بلامبالاة: والله أهو اللي حصل، هم ساعة ويوصلوا وعايز ساعتها البيت ميبقاش فيه نفر..
وقف نديم قصاده بينهج من شدة الغضب، بيبصله وهو مش قادر يصدق الدماغ والشخصية اللي واقفة قصاده! حس إنه بيتعب نفسه على الفاضي بالعصبية اللي بيظهرها ليه، وكأنه كل ما اتعصب أكتر قدامه بيتعمد يكون بارد معاه!
فعشان كدا أخد نفس حاول بيه يهدي نفسه قبل ما يبصله ويتكلم بنفس البرود بعد صمت طويل: أقسم بالله العظيم الباب ده لو خبط تاني ولقيت اللي أنت بتقوله ده حقيقي فعلًا لأكون مولع في حتة الأرض بتاعتك، وربي وما أعبد أولع فيها من غير ما تتهز فيا شعرة واحدة..
وفجأة انقلبت الأدوار!
بعد ما كان نديم اللي متعصب والد.م بيغلِي في عروقه،
بقى مختار هو اللي كدا.
عينه وسعت،
وشه إحمر من شد الغضب وهو بيضرب بالعصاية في ايده على الأرض بغضب:
_ أرض إيه اللي تولع فيها، أنت اتجننت باين شكلك، ما هو يا اتجننت يا هي سحرالك عشان تقف تهدد أبوك كدا بكل بجاحة!
رد عليه نديم بنفس البرود وزاد عليه بإبتسامة رضا لما شاف نتيجة بروده قصاد أبوه وهو بيربع ايده: آه هي سحرالي، وأنا اللي قايلها إيه رأيك؟؟ وأقسم بالله يابا لأنفذ كلامي لو حد عَتِّب باب شقتي ولا فكر حتى يبص عليه، وأنت أكيد فاكر إني كنت مدورها زمان مع بلطجية البلد، حبايب قلبي دول، يعني كام مكالمة أخلي الأرض رماد وبفعل مجهول الهوية..
وكمل بحدة: سميه تهديد بقى أو غيره، سميه زي ما تسميه، أنا اللي يدوسلي على طرف أدوسله على عشرة…
ورفع سبابته وأضاف ناهيًا الحوار: واللي يدوس لمراتي على طرف أدوس عليه شخصيًا.
وقف مختار قصاده بيتنفس بعنف وهو حاسس بصدق تهديده اللي خلاه مرعوب من مجرد تخيل تنفيذه، أرضه وشقا عمره يروحوا في غمضة عين!!
_ ولو أنت فاكر إن الشقة حقك وليك إنك تحدد مين يبيع ومين يشتري فمعلش أفكرك إني أنا اللي رافعها، وأنا اللي مجهزها أنا ومراتي، يعني أنا اللي ليا الحق الكامل فيها…
_ بقى اللعب كدا يعني؟؟
ابتسم نديم بوجع حقيقي وهو بيجاوبه: مش لعب، دي حياتي اللي أنت سودتها بعمايلك اللي شايفها عادية، ألف شكر يا أبويا.
بعد عن الباب واتكلم وهو بيحاول ما يسيئش ليه بأي شكل: الباب مفتوح لحد ما تنزل..
واتحرك هو ودخل الشقة، قعد على كنبة في الصالة قبل ما يتحرك ويدخل لفاتن اللي مستنياه، بيحاول يتماسك عشان ما يبان ضعيف قدامها، فتضعف أكتر ما هي بالفعل.
قام قفل باب الشقة بعد ما حس بنزول مختار وهو بيتنهد بتعب بعدين اتحرك ناحية الأوضة، وزي ما اتوقع يلاقيها لاقاها، واقفة في نص الأوضة متوترة وقلقانة؛ أكيد سمعت الحوار اللي دار بينه وبين أبوه!
قرب منها وهو محتفظ ببسمة على وشه رغم تعبه واتكلم وهو بيحاوط أكتافها بايديه: متخافيش، اتكلمنا ودّي ودّي على الآخر، نقاش كله تحضر وذوق!
وأسلوبه وهو بيتكلم خلاها غصب عنها تضحك ضحكة صغيرة: أيوة أخدت بالي..
اتحرك ناحية السرير وهو لسة بيتكلم بجديته المضحكة: لأ خلي بالك أنا في النقاشات مؤدب أوي، صوتي مايعلاش على اللي قدامي أبدًا..
_ مصدقاك مصدقاك!
_ المهم يابت يا فتون، طول شهرين الغربة دول وأنا مش على بالي وعقلي كدا غير الفول المدمس بالتوم والطماطم اللي بتعمليه، كنت اصحى وأنام أحلم بيه هو وطعمية عمِك أحمد، تخيلي!
_ مش كانت ملوخية إمبارح يا نديم!
_ لأ دانا الأمر اختلط عليّا بس، يلا … قومي وريني مواهبِك في الأكل، أنا لسة يعتبر عريس…
وكمل وهو بيرفع حاجبه باستنكار:
_ بعدين ملوخية إيه ياختي؟؟ هو الطفس أخوكِ سابلي حاجة؟؟ دا لهفها كلها مبقتش ملاحق أحط لقمة واحدة في بُقي، بقيت أحلق على الطبق عشان ألحق آكل..
ضحكت على كلامه وطريقته قبل ما يقوموا الاتنين يجهزوا الفطار بعد ما نجح مختار ف إنه يعكر نومهم!
ولكن نجح كذلك نديم إنه يبعد تفكيرها عن الموضوع ويرجعلها صفاء اليوم، ولكن بالنسبة ليه هو لازال يومه متعكر… والله وحده أعلم مُدة التعكير ده!
******************
وبسرعة كبيرة مر الشهر اللي كان متفق عليه، شهر قِدر فيه نديم يرجع لفاتن جزء كبير من شخصيتها اللي سبق ودفنها مختار بأفعاله، قِدر يخليها كل يوم تضحك من قلبها وتواجه الحياة بإبتسامة مشرقة مكنتش بتفارق وشها..
رجّع ليها بوجوده وحنتيه عليها الأمان اللي سبق وفقدته، وشها نوّر من جديد، رجعت فاتن!
قِدر كذلك يثبت لأهلها ولكل اللي حواليهم إنه يقدر يحميها من أبوه وإنه قَد قراره بإنه يرجعها بيته في خلال فترة وجوده في مصر، علاقته بأهلها اللي سبق وتوترت رجعت تاني أفضل، مش زي الأول لكن كويس يعني.
عرف ياخد ليها حقها ويثبت لكل المنطقة إنها بريئة من تهم أبوه، الناس بدأت تفهم إن مختار مش زي ما بيبين، رجل وقور و محترم، لأ … اكتشفوا إنه شخصية سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معاني.
وبرضو عرف يتصدىٰ لأبوه، خلّىٰ وجود فاتن طوال الفترة اللي فاتت كلها مقتصر على البيت بس، لا بتخرج ولا حد بيدخل ليها، وهي كانت راضية!
صباح جديد، وفرح جديد لحياتهم..
باب البيت بيخبط، ابتسمت فاتن وهي بتنشف ايدها وتخرج من المطبخ عشان تستقبل عيلتها بعد ما قررت هي ونديم يعزموهم اليوم على الغدا، هو نيته عشان يجتمع بيه قبل سفره الأسبوع الجاي مرة تانية وهي نيتها إعلان سرها السعيد للجميع!
فتحت ليهم البيت بإبتسامة جديدة،
ولكن بقت معتادة خلاص، بقى ده الطبيعي.
أبوها وأمها وسراج، دخلوا قعدوا وهم مستغربين غياب نديم، لحد ما وضحتلهم وهي بتقعد معاهم: نزل يجيبلي شوية حاجات من السوبر ماركت اللي تحت، شوية ويطلع..
اتكلمت نعمة أمها بإبتسامة: ربنا يسعدكم يا حبيبة عيني، أقوم أكمل معاكِ الأكل؟
قالتها وهي على وشك تقلع خمارها، قاطعتها فاتن بسرعة: لأ لأ دانا خلصت والله يا ماما، خليكِ مستريحة لحد الأكل..
تلفونها رن برقم نديم، استغربت وهي بتبص ناحية الباب، هيرن عليها ليه وهو تحت؟!
وقفت ترد عليه وسابتهم في المكان براحتهم فجالها صوته: أيوة يا فاتن..
_ إيه يا نديم أنت فين؟؟ بابا وماما جُم أهو ومستنينك
_ طب معلش قابليني على السلم وخدي مني الأكياس عشان في حاجات كتيرة ناقصة ملقتهاش هنا هروح أجيبها من أي مكان تاني.
بلعت ريقها بتوتر وهي بتبص على باب الشقة اللي كانت واقفة قصاده: طب خلاص اطلع يا نديم مش مهم!
_ لأ لأ ده حاجات كتير مينفعش، انزلي بس قابليني وأنا هروح على السريع وأرجع.
مكنتش عارفة تقوله إنها لسة معندهاش الجرأة الكافية إنها تنزل تحت، خايفة تقابل مختار ومش ضامنة عدم وجوده تحت دلوقتي، وكذلك نديم مكنش فاهم احساسها ده، راح عن باله تمامًا خوفها ده وهو بيطلب منها تنزل لحد تحت تقابله..
قفلت معاه بعد ما وافقت، بتطمن نفسها إنه مش هيكون موجود يعني في نفس اللحظة اللي هتنزل فيها، هي هتنزل بسرعة وتطلع بسرعة!
خدت قرارها وهي بتتصنع جرأة وشجاعة لا تملكها، سابت التلفون وفتحت الباب وسابته مفتوح قبل ما تتحرك لتحت، بشكل بطيء وهي بتكلم نفسها عشان تتشجع وتنزل.
انزلي يا فاتن،
نديم موجود تحت،
مستحيل يأذيكِ في وجوده،
نديم موجود!
اتحركت لحد ما وصلت أخيرًا لبوابة البيت الرئيسية، كان واقف نديم مستنيها فعلًا، وأول ما شافها ابتسم وهو بيمد ايده بالأكياس: إيه ياست فتون، نازلة من على الجبل ولا إيه؟؟
حاسة براحة،
طمأنينة،
أمان.
خدت الأكياس من ايده، وهو اتكلم بإستعجال:
_ هروح على طول وأرجع ماشي! اعتذري من طنط وعمو على ما أرجع وأعتذر أنا بنفسي ليهم، يلا سلام.
وقبل ما يمشي طبع بوسة صغيرة على راسها، ولف اتحرك بخطوات سريعة عشان يلحق يروح ويجي، وكل ده هي واقفة ساكتة، أفكارها متملكة منها.
هي لوحدها،
واقفة ووراها شقة مختار،
ونديم … نديم مش موجود!
بلعت ريقها بخوف،
خوف فكرت إنها تحررت منه ونسيته،
لفت بصت ناحية باب الشقة بتسمر، وكأنها مسحورة!
مش قادرة تتحرك،
واقفة بس تتخيل سيناريوهات بشعة!
أخيرًا حركت رجليها،
طلعت بسرعة على السلم،
عدت شقته!
رجع الأمان يتسرب ليها من جديد، الدور اللي هي فيها لو عديته هتبقى بعدها قصاد شقتها، هتدخلها وتبقى جوة حصنها الآمن.
باب شقة مجدي اتفتح فجأة،
وخرج هو منه؛ مختار!!!
وراه خرج مجدي وغادة مراته، اللي اتكلمت بتفاجئ حقيقي: فاتن! ازيك عاش من شافِك!
ايدها الماسكة الكيس اترعشت،
ردت عليها بتوتر ملحوظ: الحمد لله.
_ ودي خِلقة يتعاش بعد شوفتها، عاملة ايه يا خرابة البيوت يا جلابة المصايب؟؟ بالك مرتاح طبعًا وأنتِ مقومة إبننا علينا.
_ أ … أنا .. أنا معملتش حاجة!
_ آه أنتِ غلبانة ما بتعمليش، أنا بس اللي بعمل.
وقرب منها خطوة،
رجعتها هي لورا.
مسك دراعها،
غرس صوابعه فيه وضغط،
قرب منها بوشه واتكلم بصوت واطي: هانت، كلها كام يوم وأخلّص عليكِ زي ما وعدتِك..
كان بيخوفها وهو عارف نتيجة تهديده الكاذب ده عليها، عارف مدى رعبها منه، عارف هو بيعمل إيه.
ساب دراعها وهي جِرت لفوق،
اتكعبلت أكتر من مرة وكانت هتقع،
دخلت شقتها،
قفلت الباب وراها بقوة وجرت ناحية الأوضة.
لسة بتخاف منه، لسة ماتخطتش خوفها منه!!
كانت بتترعش،
جسمها كله بارد،
أهلها قاعدين برة ماحسوش بأي حاجة،
وهي … هي هتموت من الرعب!
بلعت ريقها وضغطت على ايدها بتحاول تتمالك رعشتها، وقفت في محاولة بائسة للتقدم والخروج من الأوضة يمكن حالتها تكون أحسن، وياريتها ما وقفت!
بقعة كبيرة من الد.م مغرقة السرير مكان ما كانت قاعدة، شكل خلاها تصرخ بشكل عنيف وهي بتخبي وشها من الصدمة.
فرحة جديدة تضاف لأفراحها،
لكن المنقوصة!
___________________________________
العاشر من هنا


