Uncategorized

رواية اكرهك الفصل العشرين 20 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل العشرين 20 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 20
مضى على كلام نبيل ووالده أسبوعان حين دلفت اليه السكريتيرة تخبره أن والده قد تعرّض لأزمة قلبية ، توجّه مسرعا الى مكتب والده اين اتكأ الاخير على الاريكة في انتظار قدوم الاسعاف.
ماهي الا لحظات حتى أتى ممرضو الاِسعاف وأخذوه . تبعهم بسيّارته وهو يتذكر كلمات والده وهم يأخذونه ” من غير ماتقلقها ، أنا كويس “
حين وصلوا الى المشفى قدموا له الاسعافات اللازمة وخرج الطبيب لنبيل
” والدك ، قلبه تعبان.. نحنا عملنا اللي علينا و سايبينها على ربنا. ” عندما رأى ان نبيل لم يتأثر مثلما يفعل جلّ الناس ، تشجّع الطبيب وأكمل ” حكون صريح معاك. والدك حالته صعبه ، يعني جايز مايتجاوزش الأزمه دي، زي ما قلتلك ، قلبه تعبان “
” شكرا ” وتجاوز الطبيب ، وكأنه لم يعرف للتو أن والده لم يتبقى له الكثير ، طرق الباب ودخل لغرفة والده
” ازيك ؟”
” الحمد للله ، كويس “
” تمام ، انا حكلمها تجيلك “
” بلاش تكلمها ، حطلع بعد شوية زي كل مره ، بلاش تخضها وتخوفها من غير سبب “
” تفتكر كلامك من اسبوعين ، لما قلتلي ان النهايه قربت ؟ “
لم يعد هناك داع لاكمال الكلام ، فهم مراد بيه مايقصده ابنه. لذلك أومأ برأسه وأكمل .
” ماعلش حتعبك ، بس مش عايزك تكلمها تليفون. روحلها الجامعه وجيبها معاك “
” التليفون أسهل ” ردّ ببرود تام .
” الصدمه حتخليها مش عارفه تفكر وجايز تجرى مصيبه “
لن يناقشه أكثر من هذا ” هي في جامعة ايه ، واعطيني نمرتها “
اعلمه مراد بيه بما يريده . وانطلق نبيل .
كانت رشا تطالع أوراقها في مكتبة الجامعة حين رنّ هاتفها . لم تفتح الخط فهو رقم غريب.
لذلك وصلتها رسالة من الرقم
” انا نبيل ، ممكن تكلميني “
دقّ قلبها بقوة حتى ظنت أنها سيغمى عليها . لم يكلمها نبيل ولم تسمع منه منذ 3 سنوات ، مالذي أعاده الأن ؟ ولأنها تعرف انه ليس هنا للزيارة فقد توقعت الأسوأ. رن هاتفها مرة اخرى ففتحت الخط
” الو “
” انا قدام باب الجامعه مستنيك. ” وأغلق الهاتف.
وقفت بتثاقل ، رفضت ساقيها الخضوع الى اوامرها. لو بقيت هنا فهناك احتمال كبير ان تؤجل المحتوم . تثاقلت في مشيتها وكأنها ستقابل ملاك الموت . وصلت الى باب الجامعة حين لمحت سيارته . توجهت لها ، لم يخرج منها ، اذا عليها ان تركب معه .
” السلام عليكم “
” وعليكم السلام “
وسكتا الاثنان ، ألقت السلام لأن السلام واجب ، وان كان بيدها لما تكلمت . والان تنتظر ماذا لديه ليقوله.
” مراد بيه طلب اني اخدك. “
اغضبتها كلمة ” مراد بيه ” لما لا يناديه ب ” بابا”. لذلك ردّت عليه باندفاع
” عندي سوّاق ، كنت حروح معاه. مافيش داعي تتعب نفسك “
لم يلتفت لها ، ولم يعنيه كلامها لذلك اردف ” مراد بيه طلب كده. ونحنا رايحين للمستشفى دلوقت”
قالها ببرود وبصفة عادية . اما رشا فقد ارتعدت اوصالها ، ماذا يقصد بمستشفى ؟ ولما يطلب منه مراد بيه دون غيره ان يحضرها . لذلك نسيت من هو وسألته والدموع في عينيها
” وحياة ربنا طمني ، بابا كويس ؟ جرالو ايه ؟ راح المستشفى ليه ؟ انت ساكت ليه ماترد عليا ” و امتدت يداها تمسك بذراعه تحركها بعنف ” رد عليا بابا جرالو ايه ؟ “
التفت ليدها التي تمسكه ، وبقي ينظر لها ، انها فعلا تلمسه . غريب.
” طمني ، وحياة ربنا. “
هنا تكلّم وحين وصل اليها بروده جذبت يدها مسرعة تخبّؤها في حضنها علّها تسترجع بعض الدفء.
” هو كويس ، وهو اللي بعتني ، اطمني ” لما قال الكلمة الاخيرة ؟ لا يعرف .
حرّك السيارة وتوجه نحو المستشفى . لم يتكلم كلمة اخرى ولم ترد هي ان تحادثه. بل اكتفت بوضع ذراعيها حولها تحمي نفسها وتدفيها من الصقيع المنبعث منه. ثلاث سنوات ولم تتغير نظرته ، ثلاث سنوات ونفس البرود يحيط به . من هذا ؟ . تساءلت في نفسها. .
وصلا الى المستشفى و أوصلها لغرفة مراد بيه. دخلت ولكنه بقي في الخارج.
تحدثت رشا مطولا مع مراد بيه ، اما هو فقد وقف في الخارج حتى خرجت رشا وعيناها مغرقتان بالدمع
” بابا بيندهلك “
دخل ورائها ، ليجد والده ينتظره.
” نبيل ورشا ، انتو عارفين طلب حسام كويس اوي ، وانا بقى ماعدتش قادر وجايز في اي لحظة اموت. “
” بعد الشر عنك يا حبيبي ، حترجع زي الأول . “
” ماتخافيش ، دموعك دي مش عايز اشوفها ماشي ؟ “
مسحت دموعها التي خانتها مجددا
” نبيل ، ماتنساش اللي انت وعدت اخوك بيه ، وماتنساش كلمنا “
لم تفهم مايقصده ، لكن فاجأها رد نبيل
” انا عند وعدي ، وما نستشي حاجه “
” دلوقت اطمنت . “
——————————————-
مرّ باقي اليوم ، دون جديد ، مراد بيه يستريح في غرفته بالمستشفى ورشا بجانبه تطالع كتابا.
نبيل قد غادر ولم تره ، لذلك اطمأنت قليلا ، وضعت كتابها بجانبها وتقدمت نحو السرير ، مراد بيه يغط في نوم عميق ، والسكينة تملؤ وجهه.
وضعت يدها على رأسه و تكلمت
“بابا ، شفت قد ايه بحبك ، بناديلك بابا ومبسوطه بده ، انت عوضتني عن حنان الأب والام. ماخلتنيش احتاج حضن حنين. كنت بشوف الفرحه فعينيك وافرح انا كمان. انت كنت السند ليا وسبت كل حاجه عشاني ، فاكرني مش عارفه انك بتروح الشغل وترجع ف معاد رجوعي عشان مانسيبنيش وحيده؟ انا مش عايزه اخسرك ، انا ماقدرش اخسرك. لان خسارتك حتكون النهايه بالنسبالي ، والنهايه دي حتموتني . خليك معايا . مش بتقول حتحميني ؟ خليك معايا.حتسيبني لوحدي ليه ؟ “
ثم استرسلت في البكاء ، دمعة عنيدة سقطت على جبهة مراد بيه ، ففتح عينيه
” رشا، حبيبتي ؟ بتعيطي ليه ؟”
” أنا ؟ لا وحعيط ليه ؟ “
” خليكي قويه ، الدنيا مابترحمش الضعيف . خليكي واثقة فنفسك . “
” حاضر يا بابا “
” حبيبتي ، من حقك تعيشي ومن حقك تنبسطي . اوعي فيوم تنسي ده ؟ اوعديني انك مش حتنسي كلامي !”
” اوعدك ، من حقي اعيش ومن حقي انبسط ” وتمتمت بينها وبين نفسها ، ” بس الحق ده انسرق مني لما حسام طلب مني اتجوز ” .
نهضت من كرسيها وقالت لمراد بيه
” بابا ، لما تطلع من هنا حنروح قبر حسام ، بقالنا يومين ماروحناش، اكيد زعل منا . حنعوضو” فتحت الستارة وأكملت كلامها ” قلت ايه، يلا مش عايزين حسام يتهمنا بالاهمال ” صوت مستمر لم يتوقف .” بابا انت مابتردش ليه ؟ بابا ؟ بابا ؟ .
صرخت بأعلى صوتها ، ” بابا”
فُتح الباب وأخرجتها الممرضة ، وقام الطاقم الطبي بمعالجه مراد البيه.
لم تدري ان نبيل كان واقفا طوال الوقت خارج الغرفة والان رأته، وتمنت لو لم تره. حاولت تجاهله، لكن بروده قد وصل اليها من أخر الممر،
ينظر لها ، عيناها تبكي، أما هو فلا يعرف كيف يبكي . قرأ قبلا عن هذا الموضوع ، الدموع من أجل الحزن أو الفرح هي طريقة الجسد للتعبير عن احساسه ، نعود لنقطة مهمه، الاحساس. تأكد يومها ان جسده مثل روحه لا احساس له. والا نزلت دموعه يوم جرح نفسه متعمدا .
أخرجه من تفكيره ، خروج الطبيب الذي توجه نحوه. على مدى ثلاثين سنة ، راى الطبيب حالات انهيار وهستيريا وغضب و اعصاب مشدودة اثر العلم بحالة المريض، الا الشخص الواقف امامه ، هذه أول مرة . يرى هذا الكم من التحكم بالأعصاب. لكن هذا ليس تحكما، فالمتحكم بأعصابه دائما ما تخونه عيناه ، فهما مرآة الروح. أما من أمامه فعيناه باردتان تعكسان الفراغ، وهو ما أفزع الطبيب.
” أنا آسف نحنا عملنا اللي علينا ، وقلتلك قلبو تعبان . البقاء للله” وكما توقع لم يتأثر نبيل بشيء . بل شكره و توجّه نحو رشا التي انهارت بكاءً على من كان في مقام والدها. لم تعي بنفسها الا ونبيل يوقفها من مكانها على الأرض ويتكلم معها
” الله يرحمه. بلاش تعيطي ” طلب منها السكوت لأن عليه أن يذهب ليحضّر الأوراق الخاصة بوالده و انهيارها سيعطّل مشاغله
هل فعلا طلب منها عدم البكاء؟ هل فعلا تحدّث معها بصفة عادية رغم علمه بموت والده ؟ من هذا ؟ السؤال الأصح ، ماهذا ؟ . انفجرت به وكأنها تُفرغ غضبها المكتوم على الدنيا التي ماانفكت تظلمها.
” وبكل وقاحه جاي عيزني ابطل عياط! لا وبتتكلم ولا كأن اللي مات دا ابوك ! انت ايه ؟ ماتحسش ؟ ماعندكشي ضمير ؟ دا لو حيوان كان تأثر ، انت ولا يهمّك ، تقول عايش في دنيتك واللي صاير برا منها مايخصّكش ؟ فوق ! فوق؟ روح شوف طبيب يعالجك ، انت مش طبيعي ! انت وَحْشْ ؟”
سكتت ونظرت له ، ولكنه لم يتأثر بأي كلمة قالتها . لذلك تكلمت مجددا ولكن بنبرة اقل حدة “النهارده انا خسرت جامد، ومش مستنيه منك تفهمني ، بس ماتطلبشي مني ابطل عياط” ولمعت عينيها مجددا ” اللي مات ده يبقى بابا اللي حماني وكان سندي و الكتف اللي ببكي عليها لما ارجع مضايقه من الجامعه ولما تقسى عليا الدنيا ، فماتقليش ببساطه كده ماتعيطيش، لانك لما تخسر قطعه من روحك حتعيط ، ولما تخسر سندك والحضن الحنين حتعيط ، فما تقليش ماتعيطيش ، لأني حعيط وأعيط حتى الجرح اللي جوا ده ” ووضعت يدها على قلبها ” يخف ويبطل ينزف دم ، سامع ؟ فماتقليش ماتعيطيش، لان الموجوع ملوش حل غير العياط والوحيد ملوش حل غير العياط .”
سكتت مطولا ، غريب ، شعور بالراحة الجزئية غمرها. سكنت قليلا وهي تنظر اليه ، لم يقل شيئا ولم يتحرّك فقط بل ظلّ ينظر لها . تأكد انها خرجت من انهيارها حينما أخرجت ماكان يعتمر صدرها.
تأكد من أنها قد هدأت ،تركها وذهب لتحضير مايلزم 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى