رواية اكرهك الفصل الرابع 4 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf

رواية اكرهك الفصل الرابع 4 بقلم ميريام عريفه
الحلقة 4
خرجت من صمتها على صوت دقات الباب.
“مدام “رشا ” ، “مراد بيه ” بيسأل عليك ومنتضرينك على الفطار “
خرجت من الحمام و ارتدت ثوبا ورديا بلا اكمام و حذاء بكعب عالٍ . اطلقت لشعرها العنان و وضعت القليل من المكياج و سخرت من نفسها ” المظاهر ، كلو بيرتاح لما يشوف الاخر بيضحك و لابس كويس و حاطط مكياج ، بس يا ترى مين اللي سأل نفسه اللي بيضحك مخبي ايه والمظاهر قناع يداري انو وش ، مش يمكن يغطي وش مكسور و خاطر مهشم متل البلور . ” بذكر الزجاج ، تفكرت جروحها ، جرحان في يدها اليمنى جراء السقوط والزجاج الذي حملته، وجرح في يدها اليسرى فكّرها في محاولتها للتخلص من تعبها. مالعمل ، كيف تداريهم ، وجدت الحل ، الجرحان السابقان طبيعي ان لاحظهما احد ستقول انها كسرت اطار صورة عن غير قصد وعندما ارادت لملمته جرحت نفسها ، اما الجرح في اليد اليسرى ! كيف الهروب منه .” الأساور طبعا ، مجموعة اساور فوق “البونداج ” الابيض مش حيبينو حاجة . ” ابتسمت لفكرتها ، تمنت الشجاعة لنفسها ، لم تعرف ماذا ينتظرها على طاولة الفطور و كيف لها ان تتظاهر امام عمها . بأنها تجاوزت الأزمة و كل شيئ على ما يُرام ، والخدم عليها ان تتظاهر امامهم ايضا . ” كاني انا نقصة تمثيل ، انا تعبت والابتسامة دي بتجرحني كل ما حططتها ع وشي ” تنهدت وذهبت باتجاه الباب .
ماإن فتحت الباب حتى رأت الشخص ذاته الذي فتح الباب اليلة الفارطة ، تذكرت كلامه ” قلت أساعدك ” وانتفض جسدها اكثر ، التصقت بالحائط و امتلأت عيناها بالدموع وقالت في نفسها ، ” ماهو لازم تكمل ، وحش اغتصبني و التاني مش عرفه بيعمل ايه هنا عايز يساعدو ” اخذ صدرها يعلو وينزل من شدة انقطاع التنفس لازال جسدها ينتفظ حين لمحت الشخص يقترب منها . زاد التصاقها بالحائط وحضنت نفسها كأنما تحميها
نظر لها “نبيل” بإزدراء وكأنما لايعنيه هذه التمثيلية وقال بصوت عادي ” صباح النور ” ثم تجاوزها و ذهب ، تمالكت نفسها بصعوبة وحمدت الله انه لم يكن احد من الخدم في الجوار . وعادت تسأل نفسها ” هو مين دا ؟! ” توجهت نحو قاعة الطعام ، طاولة تتوسطها ترفع اثنا عشر فردا. عندما نظرت الى الطاولة رأت “مراد بيه” يترأسها على يمينه يجلس الوحش و على يساره يجلس نفس الشخص ، وطبقها موضوع بجانب طبق الوحش ، لاحظ “مراد بيه ” دخولها فوقف مادا ذراعيه ” حبيبتي صباح الفل والياسمين ، ايه اخبارك ” ارتمت في حضنه ، هو الان أقرب إليها من اي احد في هذا المنزل ، تضحيتها كان هو جزءا كبيرا منها . تمتمت قائلة ” أنا كويسة ، شكرا حضرتك “
” لا ايه اللي بتقوليه دا ؟ دا انت بنتي اللي ماخلفتهاش ، ناديلي “بابا مراد ” أحسن مش كدا وإلا إنت رأيك إيه يا “حسام ” “
اسمه فقط كان كفيلا بجعل قشعريرة تسري في جسدها ، أحس” مراد بيه ” بها فضمها إليه أكثر و ربت على رأسها و قال يصوت منخفض وگأنه يخاطب نفسه ” ماتخافيش ، أنا جمبك مش ممكن أخليه يأذيكي ” ارتاحت لكلماته ، في صوته حنان افتقدته .
” طبعا طبعا يا بابا هو دا الصح ههههه ” سمعت السخرية في صوتها وفهمتها ولكنها أثرت الصمت، دعاها “مراد بيه ” للجلوس بجانب “حسام ” ونادى للخادمة “كريمة ” لتقدم لها الفطار ، ما إن جلست حتى إرتعش جسدها ، الوحش بجانبها وأمامها مساعده ، من أقنعها بالنزول لوكر الذئاب ؟ سألت نفسها ولامتها .
“حبيبتي ، انت ماتعرفتيش ع ابني التاني ، أصلو ماكنش مقيم دايما معانا ، دا إبني “نبيل ” .” رفعت رأسها و نظرت إليه لم تعرف أنه كان ينظر إليها وكأنه غُصب على ذلك ، و عندما تلاقت أعينهما تملكها الرعب و الخوف وإرتعش جسدها ، كم أرادت أن تنفتح الأرض فتبتلعها و ترتاح .
“تشرفنا ، أنا “نبيل ” أخو جوزك الكبير ، وبشتغل معاهم في الشركة ” كان هذا صوته يخاطبها . أفاقت من شرودها وقالت ” تشرفنا ، أنا ” لم تنظر له وهو يُكلّمها حتى قاطعها “حسام ” واضعا يده على على أساورها قائلا ” مراتي حبيبتي “رشا ” ” لم تدري أ آلمها جرحها في اليد اليسرى أكثر أم ألمتها لمسة يده أكثر ، بدا الألم جليا على محيّاها و إبتسم “حسام ” قائلا بخفوت ” يسلملي الخايف المرعوب” كانت كلماته خناجر تُغرس في جسدها حركت يدها بعيدا عنه ممتعضة منه ” يا ربي شوية شجاعة بس ، شوية شجاعة “
“تشرفنا “رشا” ” . قالها “نبيل ” مركزا على كلتا يديها. وجدت “رشا” صعوبة في مسك الشوكة فجروحها تُؤلمها أكثر مما تتصور والأن يدها اليُسرى تُؤلم أكثر ، مالعمل ؟ رفعت رأسها فوجدت “نبيل ” ينظر لها بتمعن ” هو أنا نقصاك إنتَ كمان ، اللي فيا مكفيني و زيادة . يلا ححاول ” صرخة صغيرة هربت من شفتيها حينما ضغطت على الشوكة ،
إلتفت لها “مراد بيه ” قائلا بخوف ” انت كويسة يا بنتي؟ جرا إيه؟ “
” ولا حاجة ، ولا حاجة أنا بس إيدي بتوجعني “
” ماتشوفي شر يا بنتي ، هو ايه الي وجعك بالظبط ، “حسام ” ماتبطل أكل وتشوف مراتك بيها إيه ” رمى ” حسام ” الشوكة و أخذ يدها بعنف حتى كتمت “رشا” صرخة ألم هددت بالهروب ” ليه بس يا عمي ” قالتها للتملص من قبضة “حسام ” اللتي آلمتها وأرجعتها شهرين للوراء عندما مسك ذراعيها بقوة وبدأ ينزع ثيابها ، بدأ جسدها بالإنتفاض و الارتعاش “حسام ” أدرك ذلك ولكنه إستمتع بذلك فهو يدرك أنها لن تهرب منه و ابوه موجود .
أرجعها للواقع صوت الكرسي يرتطم بالأرض ، رفعت نظرها لتجد ” نبيل ” منحني يجذب الكرسي و هو يقول ” آسف يا جماعة أنا قمت بقوة ماغير ماحسّ وخبطت الكرسي “
حينها فقط ترك “حسام” يدها وقال مخاطبا أخيه ” ايه ، أول مرة تقعد على كرسي وإلا إيه ؟ يا خسارة دروس أداب الطعام اللي اديتهالك ههههههه”
ضحك “نبيل ” و قال ” يا خسارة تعبك يا سيدي هههه خلاص يا جماعة أنا رايح، بابا عايز حاجة ؟ “
” أبدا أنا كمان محصلك على الشركة ، أصلي عندي إجتماع ضروري قبل الظهر “
وقف “حسام ” و قال ” أنا رايح معاكم “
إلتفت كلاهما بإستغراب وقال والده ” شغل إيه يا إبني ما انت عريس ما شاء الله ، استمتع بشهر العسل “
” أصدك أسبوع العسل ههههه”
“وإنت تتدخل ليه ، سيبو يقرر شهر ، أسبوع حتى سنة ، المهم هما مرتاحين ومبسوطين “
لا يا بابا ، حضرتك فاهم الجواز غلط في غلط، قال أسبوع قال سنة ، أنا من النهردة راجع شغلي و لكإنو جرات حاجة ، أقول للعملاء إيه أنا آسف على التأخير ، أنا عريس “
” والله الواد ييعرف يهزر هههههههه يخرب بيتك يا ” حسام ” “
” حد قلك انو دمك خفيف .؟ “
” آه دايما ، إنت بس مش عارف قيمة الجوهرة اللي عندك “
” عارفها كويس يا شيخ هههه “
” يلا ، نمشي حنتأخر ، ” حسام ” خليك إنت اليوم بس مش معقول يا ابني تنزل عالشغل تاني يوم جواز . ” نبيل ” إنت سارح في ملكوت الله وإلا إيه ؟ ما تيالا “
تقدم ” نبيل ” خطوتين ثم إلتفت ل ” حسام ” قائلا ” سيبك من بابا ، أنا همر عالشركة مش أكتر من نص ساعة و هرجعلك نطلع مشوار مع الشلة ، لتكون حبيت القعدة في البيت؟! “
” حبيبي إنت ، هستناك اوعى تتأخر ، تعرفني بزهأ بسرعة “
” ولا يهمك يا شيخ ، اتغذى يا أخونا وأنا راجعلك ، سلام “
” سلام يا عم ” قالها “حسام ” وإلتفت ل “رشا ” التي لم تغادر عيونها طبقها ، ” توء توء ارفعي وشك كدا عايز ابص على جمالك ” قالها ساخرا فماكان منها إلا أن أخذت السكينة بجانب طبقها رغم ألمها ورفعتها بوجهه قائلة ” أوعى تقرب ! أنا بحذرك “
” هههعهههه هو انت بتتكلمي بجد ؟ !؟ “
اجابته نظراتها الحارقة .
” يلا ، مش عايز ابوض المود بتاعي عشان خاطرك ” تركها و ذهب ، لم تعرف كيف أتتها الشجاعة ولكنها حملت نفسها وصعدت مسرعة نحو غرفتها ، غرفته ، غرفتهما ، لا يهم قالت في نفسها المهم أن أحمي نفسي منه .
وما إن فتحت باب الغرفة حتى وجدت ذراعين قويين يجذبانها الى الداخل و يُغلقان الباب بالقفل.



