رواية وجمعتنا الغربة الفصل الثالث عشر 13 بقلم اماني عمر – تحميل الرواية pdf

رواية وجمعتنا الغربة الفصل الثالث عشر 13 بقلم اماني عمر
أشرقت شمس اليوم التالي وقد استيقظ مروان مبكرا كالعادة وارتدى ملابسه
اصحى بقى يا ايمان احنا جايين نقضيها نوم
يا حبيبي حرام عليك ارتاح شوية ونام ده احنا حتى فى شهر العسل امال بعد كده هتعمل فيا ايه
حبيبتي لازم تعودي نفسك تنامى وتصحى في ميعاد مناسب والا هيكون غلط على صحة جهازك العصبي
الغلط الوحيد اللى ارتكبته انى اتجوزت دكتور امراض نفسية وعصبية
ضربها مروان بالوسادة على وجهها
يله قومي بقى خدى دش وحضري نفسك وبطلى كسل أنا رايح على الجيم دلوقتى وبعدين هقابلك بعد نصف ساعة على حمام السباحة
اشارت ايمان له بيدها
Ok
ثم عادت الى النوم من جديد بعد أن خرج من الغرفة
*******************
قضى محمد ومريم الليلة بالسيارة بعد ان غلبهم النعاس ليلة امس وهما يتسامران ويتطلعان بنهر السين على ضوء القمر
فاستيقظ محمد من نومه ووجد مريم تستند برأسها على كتفه وهى فى ثبات عميق فاخذ يتطلع الى ملامح وجهها فى هيام وحرارة أنفاسها تلفح وجهه ثم اغلق سقف السيارة حتى يحجب اشعة الشمس عنها حتى لا تقلق نومها وتمنى في أعماقه ان تدوم هذه اللحظات للأبد
بعد قليل تململت مريم في نومها ووضعت ذراعها على كتفه وكأنها تحتضنه فى حركة لا ارادية ثم أطلقت تنهيدة قصيرة جعلت قلب محمد ينبض بقسوة وشعر أن كل حصونه على وشك أن تهدم
لأ كده كتير والله
استيقظت مريم فى هذه اللحظة ووجدت نفسها فى أحضانه فانتفضت واعتدلت فى جلستها ثم اعاد محمد الكراسي الى وضعها الطبيعي
معقول نمنا طول الليل هنا؟ ثم أردفت بمزاح
مش عارفة ليه كل ما أكون معاك الصبح بيطلع بسرعة
ابتسم محمد وقد علم أنها تقصد ليلتهم الأولى معا
*************
المستشفى الخاص بطاقم الشرطة
كان أشرف يرقد على الفراش وبجانبه زوجته الفرنسية تتحدث معه كما طلب منها محمد لعل وظائفه الحيوية تستجيب للواقع ثم رأت أحدى أصابعه تتحرك فركضت على الطبيب الذى ما ان كشف عليه ابتسم وأخبرها أن وظائفه الحيوية بدأت تعمل من جديد بشكل طبيعى وما هو الا وقت قصير وفاق أشرف وبدأ يتمتم بكلمات غير مفهومة وسط دموع زوجته التى قبلته على جبهته فى سعادة
اياد وفيكتور فى مقر المنظمة
اياد – عايزك تدبرلى طريقة لقتل الدكتور محمد بطريقة نظيفة وسريعة
فيكتور – اسف يا كوماندا ولكن والدك الدكتور كامل حذرنا كثيرا ان نحاول قتله فى الوقت الراهن
وفجأه دخل عليهم دكتور كامل فنظر اياد نظرة عدائية الى فيكتور
دكتور كامل– سبنا لوحدنا يا فيكتور
نظر اليه اياد بغضب بعد أن غادر فيكتور
انت كده بتهز هيبتى قدام رجالتي متنساش انى انا الكوماندا
صرخ عليه كامل بحدة
انا اللى عملتك الكوماندا ومش عشان انت ابنى لأ عشان كنت طول عمرك ذكى وبتحسبها كويس لكن اذا كنت هتبتدى تتهور ممكن في اى وقت اشيلك من منصبك
وايه التهور فى قتل دكتور محمد ما دى كانت فكرتك انت بالأساس
جرالك ايه يا اياد مش قولتلك ما ينفعش نقتله دلوقتى ولا أنت عايز تفتح علينا جبهات مصدقنا قفلناها
رد عليه اياد بحدة
طول عمرنا شغلنا كله مخاطر ومبهمناش
يعنى لما يكون متخانق معايا فى المستشفى قدام كل الناس ومتهمنى بمحاولة قتل الرائد أشرف وبعد كده استقال من المستشفى ده غير القضية القديمة اللى لسة متقفلتش تفتكر مين أول واحد هتيجى رجله فى الموضوع ثم اردف وقد ارتفع صوته أكثر
اكيد فى سبب مخليك مصمم للدرجاتى انك تقتله وأنا لغاية دلوقتى معرفوش
اسباب شخصية
مفيش حاجة فى شغلنا اسمها اسباب شخصية لا تقولى بصراحة عايز تقتله لى ياأما تصرف نظر عن الموضوع على الأقل فى الوقت الحالى
نهض اياد وانصرف بغضب دون ان ينبت بشفة
**************************
نظر محمد الى هاتفه ووجد عشرين مكالمة فائته من اياد
أكيد اياد هيموت من القلق علينا
شكله بيحبك اوى نسيت اسألك صحيح أنت تعرفت على اياد ازاى
كنت راجع مرة من المستشفى فى وقت متأخر وشوفت واحد عايز يرمى نفسه من على الجسر
شهقت مريم بفزع
وطبعا منعته؟
أكيد ولما عرفت انه مصري خدته على عربيتى وسمعت حكايته وقاللى انه جه على فرنسا فى مركب من مراكب الموت وانه مسؤول عن عائلة بأكملها بعد ما أبوه مات بس بقالوا شهرين ومش لاقى شغل وبينام فى خرابة مع المتسولين
تأثرت مريم بما قاله
يا حرااامم وعملت ايه معاه
اديتله فلوس وطبعا رفض فى الأول ياخدها بس لما قلتله اعتبرها دين وافق ياخدها على شرط أن اديله عنوانى عشان يبقى يرجعهالى فاديته الكارت بتداعي وبعد فترة لقيتو مستنينى قدام المستشفى وصمم يرجعلى الفلوس اللى خدها منى واتقابلنا كذا مرة بعد كده لغاية ما بقينا صحاب ثم استطرد
تعرفي انه كان هيضحى بنفسه علشانى
نظرت اليه بعدم فهم
ايام مشكلتي مع دكتور كامل سلط حد عليا يتربصلى وانا طالع من المستشفى وفجأة ظهر ليا اياد ودفعنى بعيدا وتلقى الرصاصة بدلا منى والحمد لله الرصاصة جت فى كتفه
رن جرس الهاتف مقاطعا حديثه
ثم صرخ محمد بفرح عندما سمع صوت دكتور كارل
مش معقول امتى
اغلق الخط والتفت لمريم وهى تنظر اليه بتساؤل
موعد مناقشة الرسالة يومين
ابتسمت مريم بفرح
الف مبروك يا محمد ربنا انشاء الله يكلل تعبك بالنجاح
متشكر يا مريم وانتى كمان ليكي فضل كبير فى انهائها بالسرعة دى
**********************
سوهاج
ايه الحلاوة دى يا مضروبة انا متخيلتش ان الفستان هيطلع حلو عليكى كده
صحيح يا خالتي
دلوجتى بجى هناديلك البت صفاء تعملك مكياج خفيف كده وتلفلك الطرحة لفة حلوة البت صفاء دى جردة
مكياج كمان يا خالتى حجة لو ابويا شافنى ليفرغ طبنجته فيا
وهو هيشوفك فين يعنى
سمعا صوت اغلاق الباب الرئيسى
اهو عادل جه يله خلصي بسرعة وانزلى
***************
أوصل محمد مريم الى البيت ثم ذهب الى المستشفى عندما اتصلت به زوجة أشرف وأخبرته انه أفاق من الغيبوبة وعندما دلفت مريم الى الداخل بحثت عن اياد ولم تجده فندهت على كاترين
اين ذهب اياد ؟
لا أعلم لقد غادر منذ قليل
حسنا فلتعدى لى فطورا شهيا فأنا أتضور جوعا
*****************
سوهاج
جلس عادل على مائدة الطعام يتناول غدائه ووالدته بجانبه عندما رأى صفاء وزينب يهبطان من أعلى السلم وفور أن رأى زينب وقعت الملعقة من يده ونظر اليها بذهول وسط ابتسامة عفاف التى اطمئنت لنجاح الجزء الأول من خطتها
على فين يا بنات؟
ردت عليه عفاف بدلا منهن
باعتاهم يشترولى شوية حاجات ويشموا نفسهم حبة
طب ماشى استنونى شوية هخلص اكل وهوصلكم
*********************
نظرت ايمان حولها تبحث عن مروان ثم وجدته يخرج من حمام السباحة
لسة فايقة حضرتك من النوم ده احنا قربنا على الضهر
يوو يا مروان ما تسبني على راحتي
يا حبيبتى احنا فى شهر العسل يعنى لا زم نقضى اكبر وقت مع بعض مش جايين نقضيها نوم
غمزت له بعينيها
اعملك ايه ما انت مبتخلنيش اعرف انام كويس بالليل من شقاوتك
حملها مروان بذراعيه والقاها في حمام السباحة
انتى لسة شوفتي شقاوة
***************
دخل اياد البيت وهو يسب ويلعن ولا حظت مريم ذلك
فى ايه يا اياد مالك؟
صرخ عليها بدون وعى
انتى كنتى فين انتى ومحمد طول الليل وتليفوناتكم مقفولة كمان؟
جفلت مريم من أسلوبه فى الحديث
واضح كده انك انت ومحمد الايام دى أعصابكم تعبانة ومبتلقوش حد تطلعوا عليه عصبيتكم غيرى
تدارك اياد الموقف
معلش يا مريم انا اسف بس قلقت عليكم اوى
يمكن كنا فى الملاهي وقت ما اتصلت ومسمعناش التليفون
وقضيتم الليلة فين؟
ردت بسذاجة
تخيل راحت علينا نومة فى العربية
التفت اياد الى الجهة الأخري ويداه تتخلل شعره بغضب
وراح فين محمد دلوقتى؟
راح يشوف الرائد أشرف الحمد لله فاق من الغيبوبة
رد بهمس
كمان
وانت جاى منين على الصبح كده؟
تردد بعض الوقت ثم اجابها
كنت بتمشى شوية
طب يله بينا نجهز عشان الشغل
سألها فجأة
انتى بتحبى محمد؟
طأطأت رأسها للأسفل بخجل ولم تجب
انا اسف انى بدخل فى حياتك الشخصية بس محمد كان قالى انه صارحلك بحبه وطلب ايدك قبل كده وأنتى رفضتيه
ايوة بس ساعتها كنت لسه صغيرة ومش متأكده من مشاعرى بس دلوقتى انا واثقة جدا من مشاعرى ناحيته ولا يمكن أخذله مرة تانية
تركته وذهبت الى غرفتها فابتسم بسخرية
هنشوف

