Uncategorized

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم ياسمينا – تحميل الرواية pdf


رواية ذات الوجه الدميم الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم ياسمينا 

الفصل 44

امال : تعرفيه؟
أمنيه بحرج : أيوه .. طبعا عشان أبله لميا أخته
امال : تعرفيه هو نفسه؟
خافت من رد فعل أمها يكون مثل شريف .. ولكن ما الفائده لاثارة المشاكل الان فهو أثبت حسن نيته وقد وفى بوعده
أمنيه : شفته في فرح أبله لميا
آمال : هي لميا شكلها بنت ناس ومحترمه أوي .. ربنا يقدم اللي فيه الخير
خرجت امال من حجرة ابنتها .. وما ان خرجت حتى تحولت أمنيه الخجوله الى امنيه الرقاصه .. وقفت على السرير ورقصت دون اي موسيقى ولكن الفرحه كانت تشعرها بأنها تسمع الحان الحب والغرام .. درات حول نفسها ورمت نفسها على السرير احتضنت وسادتها ثم اطلقت صرخه الفرحه من اعماقها .. وقالت بصوت مكتوم في الوساده بحبك ياحساااااااااام
اعتدلت وجلست .. مسكت هاتفها واتصلت على غاده ..
*********************
قال في اقتضاب : اعتذرت عن العقد .. رفضته
ثم أكمل طعامه وكأنه لم يقل شيئا .. ولكنه جعل من زوجته ووالدته تمثالين من الحجر لثواني .. تحركت والدته وقالت : رفضته؟
شريف وهو يلوك الطعام في فمه : أيوه
ظهرت إمارات الغضب على وجه الهام : ازاي تعمل كده ياشريف ؟
نظر لها شريف : خلاص ياماما انا بلغتهم برفضي والموضوع اتقفل
الهام : بس انت كنت مبسوط ورتبت حياتك على كده
نظر شريف نظرة خاطفه لغاده وقال : قدر الله وماشاء فعل
قالت الهام لغاده : فهميني انتي يابنتي في ايه؟ حلم عمره كده يضيع في ثانيه ؟
ثم وجهت له الكلام وقالت : وبايدك ياشريف ؟ انت اللي ترفض؟
توقف عن الطعام وقال : نصيب ياماما هعمل ايه !! نصيبي كده ..
الهام بحده : بلاش كلام فارغ .. انا عارفه ان ده كان حلمك من اول ما دخلت النادي .. وأول ماتيجي الفرصه واشوف الفرحه في عنيك ترفض
قال بعصبيه : خلاص ياماما خلاص مش عايز اتكلم في الموضوع ده
وقفت الهام بحده اكبر وتركت المائده .. ظل شريف ينظر في طبقه قليلا ثم قال
شريف بسخريه : بتعرفي تلمي السفره ؟ يادكتوره ؟
ثم رمى ملعقته باستهتار وتركها بمفردها على المائده الكبيره
شعرت وكأنها صغرت صغرت الى ان اصبح حجمها حجم النمله .. أحرجها شريف فلم يقل لوالدته التي كانت في وضع الهجوم على أي شخص يخطف الحلم من ابنها ولم يقل ان غاده هي السبب .. ولم تكن تعرف ان حلم الاحتراف يراوده منذ التحاقه بالنادي .. لم تتوقع أن يتخلى شريف عن حلمه لمجرد أن يبقى جوارها .. لم تمنعه هي عن السفر ولكن طلبت منه أن يسافر بمفرده .. فضلها في الوقت الذي فضلت هي عملها عليه .. وصارت تتعامل طبيعي وكأنها لم تقتل حلمه الصغير .. وظلت تتباهى بعملها أمامه وبمهارة دكتورها وبعشقها لعملها أمامه وهو صامت ولا يتحدث ..
نظرت الى ابنتها الجالسه على الكرسي قبالها وتعض على اصبعها .. اصدرت ضحكه طفوليه عندما نظرت لها غاده .. لم تستطع غاده ردها اليها .. وقفت وحملت الاطباق للمطبخ ووقفت غسلت الاطباق ونظمت المكان جيدا .. لمحت طيفا يمر أمام المطبخ .. خرجت سريعا وجدت شريف يخرج من باب المنزل .. حاولت أن تنده عليه ولكنه أسرع بغلق الباب .. زفرت في ضيق .. وجدت هاتفها يرن .. أمنيه
غاده : أيوه ياأمنيه
أمنيه بسعاده وصوت عالي : يادبلة الخطوبه عقبالنا كلنا ترارارارا
حتى دعابة أمنيه لم تضحك عليها غاده وقالت بفتور : الف مبروك ياأمنيه
أمنيه : عشان بس آبيه شريف يقول شغل عيال ومش شغل عيال .. اهو طلع ارجل واحد في الدنيا اهو
قالت غاده وهي تحاول ان تبدوا سعيده لها : ربنا يسعدك ياأمنيه انتي تستاهلي كل خير
أمنيه : مممم استاهل كل خير ؟؟ شكلي اتصلت في وقت مش وقتي .. انتي مالك صوتك ؟
غاده : عادي بس ارهاق الرساله مانتي عارفه .. انا كنت لسه هكلمك لما عرفت من ماما الهام دلوقتي .. ربنا يجمعكوا على خير يارب
أمنيه : يارب ياأبله غاده يارب لحسن انا استوييييييت
غاده : هتتجوزي قبل ما تشيطي ماتقلقيش
أمنيه بضحك : يارب يارب
***************************
عندما عاد شريف .. في وقت متأخر .. كانت جالسه في بهو المنزل منتظراه .. غالبها النعاس ونامت على المقعد .. دخل ولم يلمحها .. ولم تشعر هي به .. صعد للأعلى ولم يجدها .. فقط وجد ريم .. تعجبت فحجرة المكتب مظلمه والمعيشه لم يوجد بها أحد ابدل ملابسه وخرج من حجرته .. بحث عنها في كل مكان لم يجدها .. نزل الى الاسفل مره اخرى .. لمحها أخيرا وهي منكمشه في مقعدها ورأسها مائلا بشده لليسار .. ربت عليها برفق
شريف : غاده غاده .. غاااااده
فاقت ونظرت حولها وهي تشعر بألم في رقبتها .. وضعت يدها على مكان ألماه وقالت : الساعه كام
شريف : 1 وربع .. وقومي نامي فوق..
صعد ولم ينتظرها .. دخل الحجره وتمدد على السرير .. دخلت ورائه وجدته نائما وينظر في سقف الحجره .. لامت نفسها كثيرا فهي لم تنتبه الى حاله من قبل ولم تشغل فكرها بسفره بعد ان فاتحها في هذا الموضوع مره واحده وكأن كلامه كلام عيال ..
عندما شعر بها ادار ظهره اليها.. دارت حول السرير ووقفت امامه .. لم يغمض عينيه ويهرب منها بل ظل ناظرا امامه نظرة غضب حزينه
جثت على ركبتها لتواجهه .. لم ينظر اليها مباشرة ..
غاده : ليه عملت كده؟
قال وهو مازال على وضعه : ماتشغليش بالك
غاده : انت ليه مافهمتنيش ان ده كان حلمك زي ما مامتك كانت بتقول؟
شريف : وهتفرق معاكي ايه؟ مش هيفرق غير انه هيقفل على حلمك وهيلغيه زي ماكنتي متوقعه
غاده : بس انت بردو ماقلتليش
هنا جلس بحده وقال : وانتي اديتيني فرصه للنقاش ؟ انتي قولتي على طول انا مش عايزه اسافر
غاده :طيب حتى كنت سافرت الاول وانا حصلتك
شريف وهو يشاور بسبابته : شوفتي .. هنا الفرق .. انا مقدرش اعيش من غيرك لا انتي ولا ريم .. انما انتي بتقوليها بسهوله
غاده : ماهو عشان تحقق حلمك لازم ده يحصل .. انا مش عارفه ليه بتيجي المشاكل مع ان كل حاجه محلوله .. فيها ايه لما تسافر لوحدك كام شهر وانا هبقى احصلك فيها ايه؟ ساعتها كنا هنكون عملنا كل حاجه .. مع اني كنت هفقد المنصب اللي نفسي فيه بس على الاقل كنت هاخد الدكتوراه من هنا
شريف : للأسف كنت فاكرك هتفهمي قصدي من ورا الكلام .. انما انتي واضح ان مفيش حاجه في حياتك غير شغلك وبس ماديات وبس ..
غاده : انا ياشريف .. أنا؟؟؟
شريف : أيوه .. ماتفتكريش انك حتى لما اديتي الفلوس لابن عمك وقال ايه بتساعديه ده اصلا لانك مكنتيش محتاجه الفلوس انما لو كنتي محتاجاها عشان حاجه تخص ” علمك ودراستك” مكنتيش هتديه مليم وفي الاخر ايه ؟ ماهي الشراكه باسمك مش باسمه ماتفتكريش نفسك يعني عملتي عمل خير .. انتي مايهمكيش الا نفسك وبس .. ولاخر مره هقولك ياغاده انتي عايزه كل حاجه في ايدك بس ماتتخميش اوي كده وتتغري لو حسيتي بالامان لان في مره في حاجه هتفلت منك .. خدي بالك بقى وشوفي انتي بتحافظي على ايه اكتر
نام مره اخرى ولكن هذه المره اغلق عينيه .. ظلت قابعه في مكانها لا تجد القوه لتنهض .. أثر كلماته الاخيره في نفسه كان شديد القسوه .. حطم كل شئ جميل بداخلها .. آزال حتى شعور الشفقه تجاهه لانه تخلى عن حلمه لأجلها .. نسيت هذا الشعور ولم تلتمس له العذر .. فقد كان وقع كلماته على قلبها صعب التحمل .. وقفت أخيرا بعد دقائق .. دارت ثم نامت مكانها في الاتجاه الاخر .. واعطته ظهرها .. فتح عينيه ونظر اليها .. لم يشعر بتأنيب الضمير من كلامه لها .. فقد كان يشعر انها تريد من يفيقها من غفلتها حتى ولو بأسلوب قاسي ..
**********************
في الصباح استيقظت .. أول ما فتحت عيناها شعرت كأنها كانت تعيش في كابوس .. ظلت دقيقه في مكانها وهي تحاول ان تجمع شتات نفسها لتيقن ماحدث بالامس .. نظرت جوارها لم تجده .. قامت من مكانها وجدت ريم مازالت نائمه .. دخلت الحمام واغتسلت .. خرجت بهدوء ونزلت لتجد الهام جالسه على احدى المقاعد ..
غاده : صباح الخير ياماما
الهام : صباح النور
غاده : شريف فين ؟
الهام : خرج
غاده باندهاش : خرج بدري كده؟
الهام : محستيش بيه ولا ايه؟
غاده : لا خالص .. طيب انا هطلع أغير هدومي واجهز ريم
الهام : لا خلي ريم معايا النهارده معنديش حاجه مهمه ومش هتشغل عنها
غاده : حاضر
الهام : انتي وراكي شغل مهم النهارده
غاده :أيوه في شغل كتير
الهام : طيب لما ترجعي ياغاده عايزه اتكلم معاكي شويه
غاده : خير ياماما في ايه؟
قالت بعد قليل من الصمت : لما تيجي نتكلم أحسن
****************
” لحد دلوقتي مستغرب ازاي ترفض العقد”
قالها مصطفى ..
شريف : خلاص بقى اللي حصل حصل
مصطفى : مش كنت بتقول نفسك في الاحتراف من زمان
شريف : بقولك ايه .. انا اتكلمت كتير في الموضوع ده .. ومش عايز افتحه تاني .. المهم انت هتعمل ايه دلوقتي؟
مصطفى : في مشوار رايحه جمع من النادي لمستشفى السرطان للأطفال
شريف : لا حول ولا قوة الا بالله ..
مصطفى : هو انا بقولك ان في حد مات؟
شريف : وهو لازم سبب اني أحوقل في أي وقت ..
مصطفى : لا ياسيدي براحتك ..
شريف : هتعملوا ايه؟
مصطفى : مفيش كل واحد يجيب هدايا للأطفال هناك وطبعا لو عايز تتبرع بحاجه اتبرع ..
شريف : تمام .. انا جاي
مصطفى : مش هتروح تغير؟
شريف : لا مش عايز اروح انا هستناك في المدرج لما تخلصوا وتجهزوا كلمني
وبعد ان جهز الوفد الذي سيذهب الى المستشفى .. وجد شريف مي موجوده معهم .. فوجئت مي بوجوده وشعرت بأنها ستقضي أحلى ساعات في قربه حتى لو لم يشعر هو بها ..
انطلقت السيارات الى حيث المستشفى .. ركب شريف جوار مصطفى في سيارته وترك شريف سيارته في النادي
تجول افراد الفريق والعاملين في ارجاء المستشفى وسط ترحيب من الدكاتره والممرضين .. كان هناك صحفيين يصورون الزوار وخصوصا من أعضاء الفريق .. لمح شريف مي وهي تسير في اخر الوفد وتمسك في يدها اوراق وتدون فيها بقلمها .. تبتعد عن الاضواء وعن صدراة الاخبار .. لم يعلق حتى في نفسه عليها واكمل طريقه مع رفاقه .. دخل أكثر من حجرة وسلم على الاطفال .. وعندما انتهوا وغادروا المبنى بحث بعينيه عن مصطفى لم يجده .. اتصل عليه
مصطفى : يخربيت غبائي انا ازاي نسيتك
شريف بغضب : انت فين ؟
مصطفى : أنا مشيت من حوالي نص ساعه جالي تليفون من البيت .. روحت بسرعه
شريف : حلاوتك .. هروح انا ازاي؟
مصطفى : شوف الباص اللي خارج من النادي اكيد هيروح النادي تاني واهو عربيتك راكنه هناك .. معلش ياشريف ..
شريف : ولا يهمك بس ابقى فكرني اعملها فيك
مصطفى بضحك : ماشي ياخويا
اقبل شريف على الباص وقال للمشرف انه سيذهب معهم .. رحب الجميع به .. ركب .. جلس على احدى المقاعد .. صعدت بعده مي ولم تراه وهو جالس .. جلست في الكرسي امامه .. لمح وجهها في الفتحه بين الكرسيين .. كانت منهمكه في اوراقها ..
سخر في نفسه وقال : هو كل واحده هتشتغل هتهلك نفسها في الشغل كده ليه ؟ الرجاله خلصوا يعني؟
وهو يفكر لم يكن ينظر اليها وظل شاردا لبرهه .. ثم التفت اليها مره اخرى .. وجدها تحدق به من نفس الفتحه بين الكرسيين ..
ابتسم لها وقال : ازيك ياانسه مي؟
مي بصوت متحشرج : الحمد لله .. هو حضرتك كنت معانا ؟ قصدي جاي معانا ؟ عشان يعني مكنتش في الباص من الاول
ضحك شريف : اعمل ايه في كابتن مصطفى كنت جاي معاه وباعني .. سابني ومشي
ابتسمت مي في سعاده وهي ترى ضحكته العذبه التي حركت قلبها منذ زمن .. لاحظ هو ما على وجهها من خجل يعلم سببه بل ومتأكد منه .. هنا أقدم شريف على خطوة لا يعرف لماذا قام بها .. هل هي خطوه نابعه من داخله وحركه بريئه منه ؟ أم ليثبت لنفسه شئ ما ؟ أم انه يرى بذلك انه يغيظ غاده ويضايقها بحركته هذا .. تلك الخطوه هي انه قام فجأه من مكانه وتقدم الى الامام وجلس جوار مي .. مي التي فوجئت مما فعل .. نظرت له بدهشه قال : انتي بتكتبي ايه؟
كان الكرسي واسع ولكنه في كل الاحوال قريبا منها مما جعلها تشعر ان انفاسها حبست من قربه .. هذا الشخص الذي تكن له مشاعر جميله
تنحنحت وقالت وهي تنظر للورق : مفيش بكتب التبرعات اللي خرجت من النادي وبظبط حسابات تانيه .. خروج الباص ودخوله .. اوراق رسميه لازم تتقدم للاداره
شريف : مممم كويس
نظر امامه ولم يجد مايقوله ..
نظرت هي اليه وهو يعطيها جانب وجهه .. لم تصدق نفسها فشريف يجلس جوارها وهو الذي جاء وجلس بارادته .. ماهذا الحظ .. ويضحك معها ايضا !! حتما انه يوم سعدها
قالت : انا سمعت ان حضرتك كنت مسافر المانيا
قال بشرد : بالظبط كده .. كنت
مي : وبعدين
نظر اليها وقال : رفضت العقد
ابتسمت مي وقالت : بجد؟؟؟
يعرف هو سبب سعادتها .. شعر بالسخط على نفسه .. فهو يلعب بمشاعر فتاه بريئه .. فقط لارضاء غروره امام غاده التي تهمله .. زفر في ضيق وقام من مكانه قال لها : بعد اذنك
لم تفهم سبب تحوله المفاجئ .. نظرت له باستغراب وحزنت من أجل ضيقه .. عادت بجسدها الى النظر للأمام ونظرت من نافذة الخافله الزجاجيه .. الى ان وصلوا النادي .. غادر شريف الحافله سريعا واستقل سيارته وعاد الى منزله وكل هذا تحت انظار مي المحتاره
*******************
تعود غاده من عملها مجهده .. تستقبلها ريم بسعاده وتحرك قدمها بسرعه تعبيرا عن فرحتها برؤية والدتها .. بعد قليل تجلس مع الهام ..
الهام : انا عايزه اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط ياغاده
كانت غاه بالفعل مرهقه من ضغط العمل وفي عقلها يدور أشياء تخص رسالتها ..
غاده : بخصوص ايه ياماما ؟
الهام : بخصوص شريف ياغاده
غاده : زي ماهو قال امبارح انا والله اتفاجأت زي حضرتك بالظبط وانه رفض التعاقد معاهم
الهام بصرامه : بس انا سمعت امبارح جزء من خناقتكوا بالليل ياغاده
غاده بصدمه : ايه؟؟؟
الهام : ماسمعتش كل حاجه .. انا قدرا كنت نازله اشرب لان الميه اللي بتكون جنبي كانت خلصانه وسمعت جزء من الكلام ومافهمتش .. انا عادة مابتدخلش بينكوا ولا ناويه على حاجه زي كده بس المره دي هقولك حاجه
شعرت غاده انها امام سيده اخرى غير الهام التي تعرفها ..
الهام : انا طول عشرتي معاكي عمري ماعاملتك على اني حما وان انتي مرات ابني .. وشايفه ان شريف بيعاملك كويس ومش مقصر معاكي في حاجه .. بس انتي ياغاده في اخر موقف ده .. حسستيني فعلا ان شريف عنده حق وانتي فعلا انانيه
غاده : انا ممنعتوش انه يسافر ..
الهام : اومال ايه؟
غاده : انا بس قلتله سافر بوحدك وانا هفضل عشان شغلي ورسالتي وحملي .. ولما استقر هبقى اسافرلك
الهام : وهو مارضيش؟
غاده : ماقليش واتفاجأت -زي ماحضرتك شوفتي- امبارح بكلامه
وقفت الهام وقالت : يعني هو رفض عشانك
تضايقت غاده من أسلوبها قالت : انا ماقلتلوش ..
قاطعتها الهام وقالت : خلاص ياغاده انا كده فهمت ..
تركتها وغادرت المكان .. لماذا يحملونها كل الذنب .. ذنب ضياع حلم شريف منه .. شعور بشع عندما تعيش في بيت تتوقع انك الاقرب من كل شخص ثم فجأه تجدهم يرونك السبب في عرقلة حياتهم ويعاملونك بالكاد ان يتحدثون معك وهاهي الهام حماتها الحبيبه والتي تصورت في يوم من الايام انها امها البديله ولكن هيهااات .. في المواقف الحقيقيه سوف تقف بجوار ابنها الحقيقي وتتمنى مصلحته قبل مصلحتها
تجنبت غاده التعامل معهم .. اعتذرت عن حتى تناول الطعام معهم في معظم الوجبات .. كانت تشعر بانها مهمله وانها عبأ عليهم .. رغم انه لم يتكلم احدا معها بعد هذا الموقف ..
يوم الخميس .. كانت تتابع إحدى الحالات .. خرجت من حجرة المريض .. وجدت الدكتور علي
قابلته بابتسامه : ازيك يادكتور
الدكتور علي : الحمد لله ازيك انتي ياغاده
غاده : الحمد لله
الدكتور علي : أخبار الحمل ايه ؟
غاده : يعني لسه مش حسه اوي .. بس مفيش تعب زي المره اللي فاتت
الدكتور علي : ربنا يقومك بالسلامه .. واخبارك مع الدكتور شوقي ايه؟
غاده : ده دكتور جبار .. ماشاء الله عليه .. كل يوم بيعلمني حاجه جديده
الدكتور علي بضحك : وانا خلاص اتركنت على الرف
غاده : ازاي بس .. حضرتك والدنا كلنا والمرجع بتاعنا
غاده : هو كمان بيشكر فيكي .. بيشبهك بالارض الصحراء المتعشطه للماء ولما بيجي الماء عليها بتتشربه بمنتهى الشراهه
غاده باندهاش : يعني ايه انا ايه بالظبط في الكلام ده ؟
الدكتور علي : يعني بتحبي تتعلمي ياغاده .. وده بيفرح المعلم جدا .. لما يلاقي تلميذ حابب انه يشرب العلم منه .. بيقول انك مجتهده وشاطره غير اصرارك وصبرك على النتيجه في اي حاله
غاده بسعاده : شهاده اعتز بيها
الدكتور علي : بس في حاجه مضايقاكي ياغاده .. في ايه؟
عادت غاده لجمودها وقالت : عادي يادكتور .. عادي
****************************
عندما عادت منزلها وجدت سيارة شريف بالمنزل ..
دخلت حجرتها وجدته يرتدي ملابسه أمام المرآه .. كان يبدو وسيما جدا .. اعترفت لنفسها انها افتقدته بشده في الايام الماضيه .. اقتربت منه بشده وقالت : ايه الشياكه دي ؟
شعر برجفه في جسده جراء صوتها الناعم وقربها الشديد منه .. اغمض عينيه وعندما لمست ذراعه التفت هو اليها .. رمت نفسها في حضنه وقالت : وحشتني اوي ياشريف ..
وقبل ان يضع يده على كتفها ليضمها الهي قال فجأه : ايه ده ياغاده .. ريحتك كلها بنج !!!
انزعجت غاده من نفوره .. ابتعدت عنه بحده وقالت بغيظ : اه بنج .. الحمد لله مش خمره يعني ..
ثم خرجت من الحجره وهي تشعر بان وجع قلبها فاق المدى هذه المره .. بحثت عن ريم وجدتها مع جدتها في حجرتها .. طرقت ودخلت بعد ان سمعت سماح الهام بالدخول
وجدت ريم جالسه على فراش الهام ممسكه باحدى اللعب .. والهام تقف امام مرآتها وتضع الحجاب
التقطت غاده ريم وحملتها .. ثم نظرت غاده الى الهام وقالت ويبدو على صوتها الحنق الشديد : حضرتك رايحه معاه ياطنط؟
الهام : طنط؟؟؟؟؟
خفضت غاده بصرها ..
ثم قالت الهام بتنهيده : أيوه رايحه .. رايحه يادكتوره غاده ..
لم ترد عليها غاده ولم ترفع عينها اليها ..وخرجت من الغرفه مباشرة .. دخلت الغرفه الاخرى والتي كانت مخصصه لامنيه .. وضعت ريم على الارض ثم أحكمت غلق الباب.. رمت نفسها على الفراش وبكت .. بكت بشده .. تشعر بغربه شديده في وسطهم .. تشعر بأنها سجينه في منزله .. الاثنان يعاملونها بجفاء شديد .. حاولت ألا يصدر صوت لنحيبها دفنت رأسها في الوساده وبكت أكثر .. أصعب شئ الاهانه والاهمال من احب الاشخاص .. بعد برهه قامت وكفكفت دموعها .. نظرت الى ريم والتي تجلس تنظر اليها وكأنها تشاركها همها وتسألها بنظراتها ماذا الم بك ياأمي؟
حملتها ووقفت بها أمام النافذه في الحجره .. شردت ببصرها وهي تنظر الى الطريق امام الفسيلا والسيارات تسير في الطرق المتداخله ..
شعرت بأحد يفتح الباب .. لم تنظر .. سمعته يقول : احنا ماشيين .. مش عايزه حاجه؟
غاده باقتضاب وبصوت خافت : شكرا ..
خرج من الغرفه .. التقتطت غاده طرف ياقتها واستنشقتها … لم تتبين رائحة البنج .. بالطبع هي تعيش مع البنج طوال الوقت ولن تميزه بسهوله فرائحته في انفها شئ عادي .. زفرت في ضيق .. خرجت من الحجره .. يبدوا انهم غادروا .. نظرت في الساعه وجدتها الرابعه عصرا .. دخلت حجرتها وهيأت وضع النوم لريم .. أظلمت الحجره ونيمتها .. بد ان نامت قامت غاده ..دخلت الحمام اخذت دشا .. انتهت ونزلت الى مكتبها .. رتبت افكارها .. سمت بسم الله وبدأت المذاكره
************************
في منزل أمنيه .. كانت تشرف على كل شئ .. ترتيب الاثاث والمشروبات التي ستقدم .. سعيده هي اليوم .. وصلت أماني وخالد في الصباح .. ووصل شريف والهام في الخامسه والنصف ..
عندما دخل شريف سأل على أمنيه .. دخل عليها حجرتها وقال : اخبار العروسه ايه؟
نظرت له بانتصار : عروسه ونص .. شفت بقى ؟ شفت ؟؟
شريف : شفت ايه ياهبله انتي ؟ هو ده اللي كان لازم يحصل
امنيه : واهو حصل يابو الكباتن
شريف : في حاجه اصلا كانت حصلت ولازم تعرفيها
امنيه : خير
روى له مقابلته مع حسام ..
وقفت أمنيه بغضب ووضعت يدها في خصرها وقالت : كده ياابيه ؟؟؟؟ كده ؟؟ هو عمل ايه يعني عشان تقوله كده ؟؟؟
شريف : مش بقولك هبله ؟؟ يابت كده احسن .. وفي الاخر ايه اللي حصل .. اهو جه على ملا وشه .. بس مكنتش عايز يكون في حاجه غلط عليكي حتى لو كنتي بتكلمي اخته مش هو ..
امنيه : طيب احمد ربنا اني عرفت دلوقتي .. لو كنت عرفت ساعتها كان زماني قاطعتك
شريف : انا عارف مصلحتك
امنيه : طيب طيب .. فين البت ريم وحشاني اوي
شريف : لا مجتش هي وغاده في البيت
امنيه باستنكار : نعم؟؟؟؟ ليه ؟
شريف : دي قعدة تعارف مش معقول هنلم الناس كلها عشان نتعرف على الناس
امنيه : الناس كلها ؟؟؟ انت بتتكلم عنها كده ليه؟؟ دي تيجي قبلك اصلا
شريف : ليه يعني مين اللي اخوكي
أمنيه وقد شعرت بشئ في كلامه واكدشعورها صوت غاده في اخر مكالمه بينهم .. قالت : انت اخويا ..بس هي خلتني احس انها اختي مع انها مش من دمي .. وده اكتر من الاخوه الحقيقيه اصلا ..
شريف : طيب يالمضه .. قومي شوفي حالك قبل الناس ماتيجي ..
خرج شريف .. مسكت أمنيه الهاتف واتصلت على غاده
امنيه : كده ياأبله ماتجيش معاهم ؟
غاده : معلش ياامنيه البركه في اخواتك
امنيه : بصي بقى انا مابعرفش احور .. انتي متخانقه مع أبيه ؟
غاده : ربنا مايجيب خناق ياامنيه
امنيه : طيب انا هقوم دلوقتي عشان ماما بتنده . يختي مش عارفه انا العروسه وكل شويه ياأمنيه ياأمنيه ياأمنيه .. مفيش غيري في البيت ولا ايه
غاده بضحك : ماشي ياحيبتي ربنا ييسرلك امرك يارب
سمعت صوت شريف يقول : قومي ياأمنيه كلمي امك
أمنيه : انت بتقولي أمنيه كده حاف ؟؟ انا بقيت عروسه ياأستاذ
كل هذا الحوار وغاده تسمعه على الجهه الاخرى ..
ضحك شريف وقال : عروسه على نفسك .. انا اخوكي الكبير وممكن امشيه المهندس بتاعك ده من على الباب
أمنيه : طب اعملها كده وانا هتلاقينا نطه وراه .. عريس يابووووووي
ضحك شريف من قلبه بصوت عالي .. حزنت غاده لانه يعيش حياته وسعيد دون ان يفكر فيها وفي اثر الكلام الذي القاه على مسامعها منذ قليل ..
أمنيه : روح قول لخالتلك انا مش فاضيه ..
شريف : مش فاضيه ولا بترغي في التليفون وبعدين بتكلمي مين كل ده؟
امنيه : بكلم مراتك ياخويا
توقف عن الضحك واختفت ابتسامته .. قال : لما تخلصي روحي شوفي خالتو..
ثم خرج واغلق الباب خلفه
أمنيه لغاده : أقطع دراعي اما كنتوا متخانقين وخناقه كبيره كمان
غاده : روحي لمامتك ياامنيه .. وركزي في نفسك بس النهارده

وانتهت المكالمه .. وحنق غاده على شريف يتزايد .. وكالعاده دفنت نفسها مره اخرى في اوراقها .. المكان الوحيد الذي لا تقابل ندا لها بل تلاقي كل ما تحبه وتريده ..
*************************
جاء حسام وأهله .. استقبلهم خالد وامال بترحاب شديد .. ومن الوهله الاولى ارتاحت العائلتان لبعضهما .. خرجت اماني وسلمت على الحضور
كان شريف في الخارج يحضر بعض الاشياء التي طلبتها خالته منه
وعندما جاء وجد حسام واهله .. سلم عليهم وعندما جاء ليسلم على حسام وجده يسلم عليه دون ان ينظر له او يتبادل معه كلمه واحده .. فهم شريف ان حسام مازال يحمل بداخله ضغينه تجاهه .. لم يعير ذلك اهتماما ووجه حديثه الى والد حسام ..
كانت لمياء بالداخل مع امنيه والهام .. في حجرة امنيه وبعد قليل جاء شريف
شريف : يلا عشان تطلعي تقعدي مع الناس ..
أمنيه : يالهوووووي قلبي هيقف عمال يدق يدق يدق يدق
ضحكت لمياء : لا متخافيش هطلع معاكي واسندك
أمنيه : كله من اخوكي ياستي
لمياء : تلاقيه هو كمان قلبه عمال يدق يدق يدق
امنيه : وبعدين اية اخرة الدق والصداع ده ..
شريف : انتوا هتهزروا يلا الناس مستنيه
خرج شريف وخلفه امنيه ثم تبعتهم الهام ولمياء..
دخلت الصالون وهي تنظر للاسفل .. وقفت والدة حسام وسلمت عليها .. علمت امنيه انها حماتها .. قالت في سرها : حماتي العزيزه كنتي فين من زمان ..
شاور لها شريف على احد المقاعد جلست عليه دون أن تنظر من يجلس جوارها
وجدت صوت رجالي يقول : ماشاء الله لا قوة الا بالله .. ازيك يا أمنيه
أمنيه في سرها : هو الواد حسام ده صوته اخشن كده ليه ؟؟ داهيه لايكون حسام تاني
رفعت أمنيه نظرها لتجد رجلا كبيرا وقورا .. أخفضت نظرها مره اخرى وقالت : الحمد لله ..
والدة حسام : ماشاء الله زي القمر ياأمنيه .. أحلى من وصفك ياحسام ..
أمنيه في سرهااا: يالهوووووي هو وصفني ليكي ياحجه ؟؟ ده انت طلعت لئيم ياحسحس
هنا تنحنح شريف وقال : هو رامي مجاش معاكوا ليه ؟
لمياء : وراه شغل كان لازم يسهر يكمله
والدة حسام : والله رامي ده زينة الشباب .. بحمد ربنا انه اداني جوز بنت زي رامي
امال: ربنا يكرمه ويرزقه بالذريه الصالحه ..
نظر شريف الى لمياء في تلك اللحظه ليرى رد فعلها .. وجدها لم تتغير وظلت على ابتسامتها .. راضيه بقدر الله وسعيده بحياتها مع رامي ..
شرد في حاله .. الله من عليه بالمال والبنون .. ومع ذلك هناك ما يعكر صفو حياته .. ليست تلك المشكله فحسب ولكنه يوجد جفاء يزيد بينه وبين زوجته .. قاطع تفكيره صوت والد حسام .. سأله عن الفريق وعن عمله ودار الحديث بين الجميع عن أشياء كثيره وكل هذا وأمنيه تنظر في الارض وبداخلها سخط على كل الموجودين وايضا حسام يضع يده على خده وينظر لهم بملل وغضب .. فجأه قال خالد : مالك ياحسام ؟
حسام : لا أبدا .. مبسوط جدا من الحديث الشيق اللي جاي مخصوص عشان اسمعه
ضحك الجميع وقال شريف : لا معذور ياجماعه .. قوم ياحسام تعالى ..
وقف حسام وهو من الاصل لا يطيق شريف من اخر لقاء ولكن اضطر ليرافقه امام الجميع .. خرج معه من الحجره .. اجلسه شريف على احدى المقاعد في الصاله ثم دخل شريف الصالون مره اخرى وشاور لأمنيه
شريف : أمنيه تعالي لو سمحتي
قامت أمنيه معه وقلبها يرقص فرحا .. وأكملت الحديث في سرها : أيوا كده ياشرييييييييييييييف .. وهقعد جنبك ياحسحس يارب امسك نفسي ومانطش عليه وابوسه
مسكها من يدها وقال : اقعدي جنب خطيبك هنا
ثم نظر لحسام وقال : عشان تعرف اني جدع .. بس في الجد بس
وقف حسام وقبله وقال : انت اجدع من ابويا ..
شريف بدهشه : نعم ؟
حسام : انت ماشفتش المسرحيه ولا ايه؟
شريف : اه ده افيه يعني ؟
حسام : ايواااا
شريف : واضح ان انتوا الاتنين اجن من بعض .. لايقين على بعض اوي ..
حسام : وانت كمان لايق معانا
شريف : اااه امشي يعني
حسام : لا تعالى اقعد في وسطينا
ضحك شريف : نفس التعليقات بالظبط .. خلاص خلاص .. انا همشي
تركهم شريف وجلس مع الاخرين في الصالون المفتوح بابه والمطل على جلسة امنيه وحسام ..
اول كلمه قالها حسام لأمنيه عندما تركهم شريف
حسام : وحشتيييني
ابتسمت أمنيه بشده وقالت : شكرا
حسام : عارفه انا كنت مش طايق كابتن شريف من اخر مره .. بس دلوقتي حبيته أوي
أمنيه : على فكره انا مكنتش اعرف اللي حصل لما رحت كلمته غير النهارده بس
حسام : ياااه؟ حتى لميا ماحكتلكيش؟
أمنيه : لا ..
حسام : بس تصدقي عندهم حق .. انا دلوقتي فهمت ليه هو عمل كده
أمنيه : إزاي؟
حسام : لما جيت النهارده واول ماقعدت معاكي دلوقتي حسيت اني بشوفك صح .. يعني لما كنت باجي الجامعه كنت بسرق دقايق اشوفك فيها وارجع وطبعا ده غير انه حرام ده مش بيديني حق فيكي انما دلوقتي حاسس اني مبسوط اكتر وانا قاعد معاكي وانتي خلاص قربتي تكوني على اسمي
فرحت أمنيه من كلامه ومن السعاده الظاهره في صوته ..
حسام : انتي عارفه انا اشتغلت خلاص .. وبابا دلوقتي هيتفق معاهم على الشبكه والفرح وكل حاجه
أمنيه : وانا معرفش ؟
حسام : سيبيهم يقولوا ويتفقوا .. نسيبلهم وجع الدماغ ده وخليكي معايا
أمنيه : معاك فين؟
حسام : انا بحبك أوي ياأمنيه ..
وقفت أمنيه وقالت : لا لا مش كده
حسام : وطي صوتك ايه هو اللي مش كده اناس هتفتكر اني بعمل فيكي حاجه
أمنيه : وهو اللي بتقوله ده مابيعملش فيا حاجه .. انا مابقدرش اسمع الكلام ده
حسام : ولا تحسيه طيب ؟
أمنيه وهي تجلس مره اخرى : الاحساس حاجه والكلام حاجه .. ممكن أحسه لكن اقوله لا .. مش وقته خالص ..
حسام : يعني انتي زيي طيب .. طمنيني لله يخليكي
ابتسمت أمنيه وقالت: يعني بعد كل اللي حصل ده جاي تسألني
حسام : احنا لازم نكتب الكتاب في أقرب وقت
أمنيه : والكليه؟
حسام : مالها ؟ هتكمليها عادي حتى لو اتجوزنا وانتي فيها .. بس المهم انتي موافقه؟
أمنيه : معرفش ماما هتقول ايه؟
حسام : وانا بردو مش عارف بابا هيعمل ايه !! انا قولتله اني عايز اعقد عليكي في اقرب وقت قالي لما يشوف اهلك هيوافقوا ولا لأ
أمنيه : ربنا ييسر الحال
انتهت الزياره وودعت أمنيه عريسها من على الباب .. شاور لها بيده من جانبه في الخفاء .. ابتسمت له وشاورت له هي الاخرى .. بعث لها قبله في الهواء .. برقت عيناها له وضحكت بعدها .. غادرت اسرة حسام وكل فرد منهم يشعر بالراحه لأسرة أمنيه .. وبعدها غادر خالد واماني
شريف : وبعدين ياخالتو هتعقدوا فعلا زي ما هما عايزين؟
امال : والله ياشريف مش عارفه انا خايفه من السربعه دي .. البنت لسه في الكليه وقدمها سنتين غير السنه دي ..
كادت أمنيه أن تتكلم ولكن شريف شد على يدها لتصمت وتكلم هو
شريف : ممكن نعمل خطوبه على الضيق دلوقتي قبل الدراسه على طول واهي فاضل عليها ايام .. وبعدين في اجازة نص السنه نعقد وفي الاجازة البناء ..ايه رأيك ياخالتو ؟
قبلت أمنيه شريف من خده بقوه وقالت : حبيب خالتك
ضحك شريف وقال : اتلمي يابت
امال باستغراب : هي ايه الحكايه اشمعنا المره دي مبسوطه ومش همك دراستك اوي ..
امنيه : دي نتيجة الاستخاره ياماما أومااااااااااااااال
الهام : خلاص ياامال انا شايفه ان كلام شريف معقول واهو لو صدر منهم حاجه خلال الترم الاول قبل العقد يبقى كل واحد يروح في حاله
امنيه : ايه كل واحد يروح في حاله دي .. لا كلنا نروح في حال واحد سوا سوا
شريف : يادي الدوشه .. كان كتب عليكي وهو هنا وخدك معاه وخلصنا
الهام : خلاص بقى ياامنيه .. وانتي ياامال ايه رأيك
امال : اللي تشوفوه
شريف : هتيجي امتى ياعروسه ؟
امنيه : حبيبي ياخو العروسه .. ايوه كده الله يخليك قولي ياعروسه على طول وانا احبك
شريف : هتيجي امتى؟
أمنيه : اول يوم في الدراسه طبعا ..
شريف : الدراسه فاضل عليها 3 أسابيع .. انا من رأيي نعمل خطوبه بعد اسبوعين يعني قبل الدراسه باسبوع ..
أمنيه : موافقه
امال : وهو حد خد رأيك .. افففف بكره تقولي ياما نفسي ارجع في حضنك ياماما
نظرشريف في ساعته وقال : يلا نمشي ياماما كفايه كده
وقفت الهام وسلمت عليهم .. عاد شريف والهام للقاهره ..
أول شئ فعلته الهام .. دخلت المطبخ تتمم على بواقي الطعام وجدت المطبخ نظيف ومرتب .. فتحت الثلاجه وجدت الطعام الذي تركته لغاده كما هو لم ينقص .. علمت أن غاده لم تتذوق منه شيئا .. شعرت ببعض الشفقه عليها ثم قررت ان تصالحها ولكن في وقتا اخر وليس الان
دخل شريف حجرته لم يجدها .. دخل غرفة أمنيه وجدها نائمه في سرير امنيه وبجوارها ريم ..
شريف : غاده .. غاده ..
فاقت من نومها .. نظرت له ثم أشاحت بوجهها .. قالت : حمدالله على السلامه
شريف : الله يسلمك .. انتي نايمه هنا ليه؟
غاده : عشان ريحة البنج
زم بشفتيه وقال : قومي نامي في سريرك ياغاده
غاده : انا هنام هنا
مسك يدها وحاول ان يشدها ولكنه أفلتت يدها بحده وقالت بصوت حزين : انا هنام هنا الليله .. وكل ليله ..
أغمضت عيناها الى ان سمعته يقف ويغادر الحجره بأكملها .. ثم ذهبت في سبات عميق مره اخرى
****************************
مر الاسبوعين على غاده وشريف وهما على نفس المنوال .. كلام بسيط بينهم لا ترفع عيناها فيه .. يؤلمها انه حتى لم يراعي شعورها وهي حامل .. كما كان يفعل في حملها الاول .. ولكن الوضع تحسن قليلا بينها وبين الهام .. ولكنها ظلت تناديها ب”طنط” ولم تغير لقبها .. وفي عملها مازال التفوق حليفها واعجاب الدكتور شوقي بعملها يزيد ويزيد وتشجيعه لها مستمر .. لدرجة انه تدخل في رسالتها وقرا الكثير منها واثنى على طريقتها في كتابتها وتنظيمها لها .. ظل يعطيها الافكار والارشادات حتى انها نسيت تقريبا ان الدكتور علي هو المشرف الحقيقي على الرساله ..
وفي يوم من الايام كانت انهت طعام الغذاء معهم ورفعت الاطباق من على السفر .. وقفت تعد الشاي في المطبخ .. وجدت شريف يحمل هاتفها وهو يرن .. شريف ينظر في الشاشه ويقول : مين شوقي ده؟
أخذت منه الهاتف وقالت : دكتور شوقي
ردت سريعا : السلام عليكم يادكتور – أيوه – أيوه – حضرتك جبتها – والنتيجه ؟ – تمام – لا هعدل الكلام بس – تمام – شكرا – اه ههههههههه – ان شاء الله – مع السلامه
مازال شريف واقفا ينظر لها بعينين ينطق منهم شرارة الغضب
لاحظت التعبيرات على وجهه .. لم تفكر كثيرا .. مرت أمامه ودلفت حجرة مكتبها سريعا .. وجدته يدخل ورائها وينظر الى ما تفعله .. جلست على المكتب وتفتح احدى الملفت امامها وتراجع بعض السطور ..
شعرت هي بسخف الموقف .. نظرت اليه وقالت : في حاجه ؟
شريف : مين اللي اتصل بيكي ده؟
غاده : ده دكتور شوقي
شريف : انا مالي اسمه شوقي ولا اسمه زفت .. مين ده عشان يتصل بيكي وانتي في البيت
غاده : ده مديري في الشغل وانت المفروض عارف كده وفي شغل ماكملتوش عشان نتيجة تحليل اتأخرت شويه ولما ظهرت كلمني وقالي عليها
شريف : اومال ايه الههههه والمسخره اللي كنت بسمعها دي ؟ شغل بردو ولا مياعه وقلة ادب ؟
غاده بحده : شريف ؟؟ ايه اللي تقوله ده؟
شريف : وهو بيكلم الدكاتره التانيين في التليفون بردو لما يروحوا ولا دي حاجه خاصه بيكي انتي؟
غاده : حرام عليك ياأخي ارحمني بقى شويه … انت ايه؟ مش مكفيك الحاله النكد اللي معيشني فيها بقالك شهر وزياده ؟ عايز تكمل عليا؟
هنا رن هاتفها مره اخرى .. قبل ان تمسكه التقطه من امامها ..
شريف بعصبيه ساخره : الدكتور زفت تاني .. ماااااشي انا هعلمه كويس يتعامل معاكي ازاي
غاده سريعا : استنى ياشريف لا
رد عليه شريف وقال بصوت أجش : أيوه
شوقي : ايوه .. الو .. سلام عليكم
شريف بصوت عالي : وعليكم السلام نعم؟؟
شوقي : كنت عايز اكلم الدكتوره غاده لو سمحت
شريف : لا والله الدكتوره مش فاضيه وبعدين لما تحب تكلمها في امور الشغل دي كلمها في المستشفى مش هنا .. سلام
انهى المكالمه دون أن ينتظر منه ردا
نظرت غاده اليه ولكن بعيون كلها دموع : ليه كده؟؟ ليه؟؟ انا عملتلك ايه لكل ده ؟
رمى الهاتف أمامها على المكتب وهم بالخروج .. تحركت وشدته من خلفه وقالت بصوت يغلبه البكاء : استنى هنا كلمني .. انت مالك عمال تبهدل فيا بقالك كتير .. وانا ساكته وبستحمل .. كل ده عشان رفضت اني اسافر معاك؟!! تحملني ذنب انا مكنتش اقصد من وراه غير ان احنا نصبر على الفراق لحد ما كل واحد يحقق حلمه ..
شريف عالي : خلاص الموضوع ده انتهى
غاده بصوت أعلى : لا منتهاش .. انت لسه شايل جواك كره غريب ليا وحاططني انا السبب .. خليت مامتك كمان تزعل وتعاملني كأني غريبه .. خلاص ياشريف انت بوظت حياتي معاك وانا اللي غلطانه عشان مارمتش كل تعبي ورا ضهري عشانك ..
ثم قالت بهيستيريه : انا اللي غلطانه انا اللي غلطانه
نظر لها شريف في جزع وهو لا دري ماذا يفعل ليهدأها ولكنها استدارت وذهبت الى مكتبها وظلت ترمي من عليه الاشياء وتقطع الاوراق من عليه بعصبيه .. وهي تقول بصريخ : مش عايزاها الرساله دي .. مش عايزه حاجه خااااالص مبسوط ياشريف مبسوووووووط
وفجأه مسكت رأسها وترنحت .. ثم وقعت على الأرض بكل ثقلها
شريف : غااااا





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى